غرامي انت ياعلي
05-09-2006, 02:17 AM
جاء إلى القناة يملأ قربته بالماء، فرأى تفاحة تجري في الماء, فلقفها وأكلها، ولكنه وقف فجأة يفكر : أكل التفاحة ولم يعرف صاحبها ليستأذن منه, أخذ يعاتب ضميره على هذا التصرف الذي لا ينبغي صدوره من متدين ورع يحاسب نفسه كيلا يتورط في غمط حقوق الناس قدر أنملة.
لذا فكر أن يمشي باتجاه معاكس لجريان الماء، لعله يصل إلى صاحب التفاحة، فيسترضيه على أكله لها. مشى مسافة حتى وصل إلى مزرعة التفاح، فلقي صاحب المزرعة وكان عليه سيماء الصالحين, فقال له : إن تفاحة كانت تجري في القناة فلقفتها وأكلتها, أرجوك أن ترضى عني!..
أجابه الرجل : كلا.. لن أرضى عنك!.. قال : أعطيك ثمنها.. قال : لا أقبل!..
وبعد الإصرار والإلحاح الشديدين وافق صاحب المزرعة أن يرضى عنه بشرط واحد..
قال الشاب : ما هو الشرط؟..
أجاب الرجل : عندي ابنة عمياء, صماء, خرساء, مشلولة الأرجل إذا وافقت أن تتزوجها أرضى عنك وإلا فلا!..
فلما رأى الشاب أنه لا سبيل إلى جلب رضاه إلا بموافقته على هذا الشرط الصعب دعاه ورعه وإيمانه إلى الموافقة, ولعله حين رضوخه تلا في قلبه الآية : (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إن لله وإن إليه راجعون)..
وأخيراً قرؤوا خطبة العقد، فدخل الشاب غرفة الزفاف ولكنه فوجئ بعروس ذات قامة ممشوقة وهي في غاية الجمال, إنها مواصفات نقيضة للمواصفات التي ذكرها له أبوها (صاحب المزرعة)!..
فخرج مسرعاً خشية حدوث خطأ في الزواج فيتورط في مشكلة شرعية كبيرة، وإذا بالرجل ينتظره مبتسماً قال : خير إلى أين؟!.. قال الشاب : إن البنت التي ذكرت لي وصفها ليست هذه العروس؟!..
أجابه الرجل : إنها هي!.. لأني حينما وجدتك جاداً في جلب رضاي لأكلك تفاحة خرجت عن حيازتي وسقطت على الماء جارية نحو مسافة, فعلمت أنك الشاب الذي كنت أنتظره منذ مدة لأزوجه ابنتي الصالحة هذه..
ولقد قلت عمياء خرساء : فلأنها لم تنظر ولم تكلم رجلاً أجنبياً قط.. وقلت أنها مشلولة : فلأنها لم تخرج من البيت وتدور في الطرق.. وإنها صماء : فلأنها لا تستمع إلى غيبة أو غناء.. أليست هذه الفتاة المؤمنة يستحقها شاب مثلك يبحث عن حلال خالص، وهو مستعد من أجل الحلال أن يقبل بشرط صعب جداً في الزواج؟!..
ونعم، كانت من ثمار هذا الزواج المبارك، ولادة إنسان اشتُهر في ورعه وتقواه وقربه إلى الله وحبه للنبي محمد (ص) ومودته العميقة لأهل البيت (ع)، حيث عرف عنه لقاؤه مع الإمام الحجة مراراً وتكراراً, إنه المقدس الأردبيلي (أعلى الله مقامه).. هكذا تصنع لقمة الحلال في الإنسان، وتوفقه للزواج الموفق!..
وفيما بعد لما سئلت أم الشيخ : كيف أصبح ولدك بهذا المقام الرفيع؟.. أجابت : إني لم آكل في حياتي لقمة مشبوهة, وقبل إرضاع طفلي كنت دائماً أسبغ الوضوء, ولم أنظر إلى رجل أجنبي قط، وسعيت في تربية طفلي إلى أن أراعي النظافة والطهارة وان يصاحب الأولاد الصالحين.
لذا فكر أن يمشي باتجاه معاكس لجريان الماء، لعله يصل إلى صاحب التفاحة، فيسترضيه على أكله لها. مشى مسافة حتى وصل إلى مزرعة التفاح، فلقي صاحب المزرعة وكان عليه سيماء الصالحين, فقال له : إن تفاحة كانت تجري في القناة فلقفتها وأكلتها, أرجوك أن ترضى عني!..
أجابه الرجل : كلا.. لن أرضى عنك!.. قال : أعطيك ثمنها.. قال : لا أقبل!..
وبعد الإصرار والإلحاح الشديدين وافق صاحب المزرعة أن يرضى عنه بشرط واحد..
قال الشاب : ما هو الشرط؟..
أجاب الرجل : عندي ابنة عمياء, صماء, خرساء, مشلولة الأرجل إذا وافقت أن تتزوجها أرضى عنك وإلا فلا!..
فلما رأى الشاب أنه لا سبيل إلى جلب رضاه إلا بموافقته على هذا الشرط الصعب دعاه ورعه وإيمانه إلى الموافقة, ولعله حين رضوخه تلا في قلبه الآية : (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إن لله وإن إليه راجعون)..
وأخيراً قرؤوا خطبة العقد، فدخل الشاب غرفة الزفاف ولكنه فوجئ بعروس ذات قامة ممشوقة وهي في غاية الجمال, إنها مواصفات نقيضة للمواصفات التي ذكرها له أبوها (صاحب المزرعة)!..
فخرج مسرعاً خشية حدوث خطأ في الزواج فيتورط في مشكلة شرعية كبيرة، وإذا بالرجل ينتظره مبتسماً قال : خير إلى أين؟!.. قال الشاب : إن البنت التي ذكرت لي وصفها ليست هذه العروس؟!..
أجابه الرجل : إنها هي!.. لأني حينما وجدتك جاداً في جلب رضاي لأكلك تفاحة خرجت عن حيازتي وسقطت على الماء جارية نحو مسافة, فعلمت أنك الشاب الذي كنت أنتظره منذ مدة لأزوجه ابنتي الصالحة هذه..
ولقد قلت عمياء خرساء : فلأنها لم تنظر ولم تكلم رجلاً أجنبياً قط.. وقلت أنها مشلولة : فلأنها لم تخرج من البيت وتدور في الطرق.. وإنها صماء : فلأنها لا تستمع إلى غيبة أو غناء.. أليست هذه الفتاة المؤمنة يستحقها شاب مثلك يبحث عن حلال خالص، وهو مستعد من أجل الحلال أن يقبل بشرط صعب جداً في الزواج؟!..
ونعم، كانت من ثمار هذا الزواج المبارك، ولادة إنسان اشتُهر في ورعه وتقواه وقربه إلى الله وحبه للنبي محمد (ص) ومودته العميقة لأهل البيت (ع)، حيث عرف عنه لقاؤه مع الإمام الحجة مراراً وتكراراً, إنه المقدس الأردبيلي (أعلى الله مقامه).. هكذا تصنع لقمة الحلال في الإنسان، وتوفقه للزواج الموفق!..
وفيما بعد لما سئلت أم الشيخ : كيف أصبح ولدك بهذا المقام الرفيع؟.. أجابت : إني لم آكل في حياتي لقمة مشبوهة, وقبل إرضاع طفلي كنت دائماً أسبغ الوضوء, ولم أنظر إلى رجل أجنبي قط، وسعيت في تربية طفلي إلى أن أراعي النظافة والطهارة وان يصاحب الأولاد الصالحين.