المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة مسلم بن عقيل عليه السلام


طال الأنتظار
13-01-2008, 11:07 AM
قصة مسلم بن عقيل سلام الله عليه


يشهد له مشهد الطف يوم التطمت أمواج الضلال وتحزّبت عصب الشرك على سيد شباب أهل الجنة وقطعوا عنه خطوط المدد وحالوا دون الوسائل الحيوية حتى الماء المباح لعامة الحيوانات ، يريدون بذلك استئصال شأفة النبوة فكتبوا بدمائهم الزاكية اسطرا نورية على جبهة الدهر تقرأها الأجيال المتعاقبة ، ويتعرفون منها مناهج موتة العز وأن الحياة مع الظالمين ذميمة.

فظهر مسلم ـ عليه السلام ـ بين هذه وتلك ألقا وضاءا للحق وشخصية بارزة للدين والهدى متأهلا لحمل أعباء النيابة الخاصة عن حجة الوقت ولذلك اختاره لها سيد الشهداء ـ عليه السلام ـ من بين ذويه وحشده الأطايب.
ومن هذا الإستنباط يعلم طهارة « أمه » عن كل ما تغمز به النساء وأنها متحلية بالمفاخر وإن لم يعطها التأريخ حقها كما لم يعط حق ولدها المعظم الثابت له.

و" أبيه " الذي – لا يخفى أنه من بيت أبي طالب - بيت ضرب على النبوة سرادقه ، وبني على الوصاية أطرافه ، ونيطت بالدين أطنابه ، وأسدل على العلم سجافه ووطدت على التقوى أوتاده ..

قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : « اني أحب عقيلا حبين حبا له وحبا لحب أبي طالب له وان ولده لمقتول في محبة ولدك تدمع عليه عيون المؤمنين وتصلي عليه الملائكة المقربون » ثم بكى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وقال « إلى الله تعالى أشكو ما تلقى عترتي من بعدي ». . . . الأمالي للشيخ الصدوق



سفير الإمام الحسين عليه السلام


اقتصر الإمام الشهيد في صك الولاية على تعريف أهل الكوفة بأن مسلما أخوه وثقته والمفضل عنده من أهل بيته : إذا فحسب مسلم بن عقيل من العظم أن يكون في نظر الإمام الشهيد كعمه الوصي عند النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ واقفا على الدروس الإلهية والمعارف القدسية بصيرا بوجوه المحاججة والنظر

قال إمامنا الحسين "ع" : أني باعث لكم أخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي والمفضل عندي.

أما الأخوة: فالظاهر أنها تحتمل أحد معنيين:

الأول: المعنى المجازي
الثاني: المعنى المعنوي.

ويمكننا تقريب الثاني بمثال لها وهو أخوة رسول الله "ص" لأمير المؤمنين "ع" فإنها أخوة معنوية حقيقية على المستوى الإلهي.
والذي يحتمل قوياً جداً أنه يمكن حمل أخوة الإمام الحسين "ع" لمسلم على كليهما بأن يكون في الظاهر هو أ خ مجازي وفي الباطن هو أخ معنوي.

وأما الوثاقة: وهي شهادة من المعصوم له بامتلاكه هذه الصفة ويعتبر ذلك أعلى أشكال الوثاقة بعد العصمة



خروج مسلم بن عقيل .. إلى الكوفة


ارتأى الامام الحسين عليه السلام ان يُرسل سفيراُ عنه إلى الكوفة يهيئ له الأجواء، وينقل له واقع الأحداث، ليستطيع ان يقرر الموقف المناسب ، ولابد لهذا السفير من صفات تؤهله لهذه السفارة، فوقع الاختيار على مسلم بن عقيل (عليه السلام)، لما كان يتصف به من الحكمة والشجاعة والإخلاص.

انطلق مسلم بن عقيل (عليه السلام )من مكة متوجهاً إلى العراق في الخامس عشر من شهر رمضان سنة (60هـ ) يصحبه دليلان يدلانه الطريق كان الوقت صيفاً ورمال الصحراء ترمي بشررها وظمئها الركب الزاحف نحو الكوفة.

مرّت بالركب أهوال ومخاطر ومتاهات كان أشدها على مسلم بن عقيل (عليه السلام) هو أن الدليلين اللذين كانا معه ضلا طريقهما، فنفذ الماء وماتا من العطش.

تعذر على مسلم (عليه السلام ) حمل الدليلين فتركهما وسار حتى اكتشف الطريق، ولاحت له منابع الماء فحط رحاله وهو منهك من التعب، ثم واصل السير نحو الكوفة حتى دخلها في الخامس من شهر شوال من نفس السنة، فنزل دار المختار بن أبي عبيدة الثقفي، واتخذها مقراً لعمله السياسي في الكوفة.حيث كان يستقبل الشيعة ويقرء عليهم كتاب ابي عبد الله الحسين عليه السلام فيبكون واخذ الناس يبايعونه حتى بلغ عدد من بايعه ثمانية عشر الفا . وهناك كتب الى الامام الحسين عليه السلام يخبره بأمر الناس ويطلب منه القدوم .

وكان النعمان بن بشير واليا على الكوفة من قبل بني أمية ، فلما بلغه خبر ابن عقيل صعد المنبر والقى خطابا فهم منه أهل الكوفة ، انه متردد من مناهضة الحركة وهكذا كتب عبد الله بن مسلم الى يزيد يحرضه على النعمان ، ويتهمه بالضعف . فدعا يزيد سرجون وكان روميا مستشارا عند معاوية ، وكان معاوية قد وصّى ابنه بان يستشيره في الأمور الهامة ، فقال له ما رأيك ؟ فقال له سرجون أرأيت لو نشر لك معاوية حيا ، ما كنت آخذا برأيه ؟ قال بلى ، فاخرج سرجون عهد عبيد الله على الكوفة و قال : هذا رأي معاوية .

وهكذا تمت ولاية الكوفة لابن وكان يزيد كارها له ، ولولا حاجته اليه لما ولاه
دخل ابن زياد الكوفة بعد ان ضم له يزيد امارتها الى امارة البصرة


ونسألكم الدعاء