المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشهادتين : وعقيدة المدرستيــــــــن ..؟


أبو مرتضى عليّ
13-01-2008, 08:07 PM
بسم الله الرحمـن الرّحيم والصلاة والسّلام على سيّد الخلق أبا القاسم محمّدوعلى أهل بيته الطيّبيـن الطّاهريـن واللّعن الدّائم على أعدائهم من الأوّلين والآخرين .

إخوتي في الله والعقيدة :
سلام من الله عليكم ورحمته تعالىوبركاته .

الشهادتين : وعقيدة المدرستين ..

قال الحقّ عزّ وعلا :" الذيــــــــــــن يستمعون القول فيتّبعونأحسنـــــه :" [1]

- حقّ وباطل ولكلٍّ أهل : من مقتضى الواجب الشرعي،وامتثالا لقول المصطفى ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم - (( من علم علما وكتمهُ ،ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار )) .[2]
أضع بين أيديكم الفاضلة هذهالمساهمة البسيطة في مسألة التوحيد والنبوة ، والتي أسالت حبرا كثيرا عبرالعصور.لأنّالأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر من ضروريات الإيمان في كلّ عصر ومصر .. وحتّى لايطول الجدال في المسائل المطروحة ، ارتأيت بأن تكون حجّة المقارنة عن لسان رجل ودّكلّ شخص أن ينتسب إليه ، فإليه تُعزى كلّ فضيلة ، وإليه تنتهي كلّ فرقة ، فكان بفضلمن الله وجيها حتّى لدى أهل الذمّة ـ رغم إنكارهم للرّسالـة المحمّديّة .. ذاك أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب ـ سلام الله عليه ـ . فمن يدّع العلوم اللاهية دونه ،فكلّ من برز فيها بعـده ،فمنه أخذ ، ومن معينه إستقى .. وحتّى لا يدّع أحد بأنّقولي هذا فيه سرفا أو شططا .. فهذه بعض الأدلّة القطعيّة في ما إدّعيت ، بأمر منالله ورسوله ـ صلى الله عليه وآله ـ ومنها : أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمنأراد العلم فليأت الباب . [3] ... أنا دار الحكمة وعليّ بابها . [4] ... أنت تُبيّنلأمّتي ما إختلفوا فيه من بعدي .. [5] ... أنا منذر وعليّ الهادي ، وبك يا عليّيهتدي المُهتدون .[6] .. إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، أولئك هم خير البريّة .. [7] .. .
أكتفي بهذه القطرات من (( غدير )) الفضائل لأمير لمؤمنين عليّ ـعليه السلام ـ فهي بصائر ، قد تعيها أذن واعيّة فتأت مدينة علم النّبي ـ صلى اللهعليه وآله وسلم ـ من بابها ، وتلجأ إلى باب حكمته ، وتمتثل لحكمه عند إختلافها .. عندها وبفضل من الله تكون من خير البريّة ..

لا إلاه إلاّ الله , هي كلمةالتّوحيد : .. الله الذي تحيّرت في إدراك ذاته المقدّسة الملائكة والأنبياء ،وحَسِرَ عن معرفة كماله الصدّيقين والأولياء ، وعجزت عن ماهيّته ألسنة الفضلاءوالحكماء .. تبيّن لدى بعض أشباه العلماء ممن يُنسبون لجمهور المسلمين ، بأنّه جسم، له ما للإنسان من جوارح وأعضاء وغرائز من ضحك وبكاء ..؟ فضلّوا سواء السبيل ،وأضلّوا بذلك خلقا كثيرا ..

- أ - رؤيته تعالى إسمهُ .. : قولُ إفترى عنرسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أنّه قال : (( أنّكم سترون ربّكم عيانا ..؟ [ 8 ] .. وأنّ المسلمين يرون ربّهم يوم القيامة ، كما يرون القمر ، لا يُضامون فيرؤيته ..؟)) [9] .. (( .. يأتيهم الله يوم القيامة في غير الصورة التي يعرفون ،فيقول أنا ربّكم .؟ فيقولون : نعوذ بالله منك ..؟ هذا مكاننا حتّى يأتينا ربّنا .؟فإذا أتانا ربُّنا عرفناه .. فيأتهم الله في الصورة التي يعرفون ، فيقول : أناربُّكم .. فيقولون أنت ربّنا ، فيتّبعونه ..؟ [10] .. وفي رواية أخرى .. هل بينكموبينه علامة تعرفونه بها .؟ فيقولون السّاق . فيُكشفُ عن السّاق ..؟ ثمّ يرفعونرؤوسهم وقد تحوّل في صورته التي رأوهُ بها أوّل مرّة ، فيقول : أنا ربّكم . فيقولونأنت ربّنا؟ )) [11] (( .. وأنّ أهل الجنّة يزورون ربّهم ..؟ [12] ...))

- ب - صفات أعضائه تعالى شأنه .. : (( بأنّه جلّ جلاله خلق آدم على صورته ..؟ )) [13] .. (( وأنّ عرشه على السموات هكذا ، وقال بإصبعه مثل القبّة عليه .؟ وانّه ليئطّأطيط الرّجل بالراكب ..؟ )) [14] . ((وأنّ النّا ر لا تمتلئ حتّى يضع رجله فيها ،فتقول قط قط فهنالكتمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض )) [15] (( وينزل في آخر الليل إلىسماء الدنيا ، فيقول : من يسألني فاستجيب له ، ومن يسألني فأعطيه ..؟ [16] .. وانّهتعالى يجوز عليه المصافحة ، وأنّ المخلصين يُعانقونه في الدنيا ..؟ )) .. وقالداوود الجوارب ـ وهو من أعلام أهل السنّة ـ : (( أعفوني عن الفرج واللحية ،واسألوني عمّا وراء ذلك ..؟ وادّعى أنّ معبوده جسم ، ولحم ، ودم ، وجوارح ، وأعضاء ..وأنّه بكى على طوفان نوح حتّى رمدت عيناه ..؟ وعدته الملائكة لمّا إشتكت عيناه ..؟)) [17] .

- ت - ما يُنسب لجلاله من أقوال وأفعال .. : فقد نسبوا إليهصفة المُتكلّم ، إلاّ أنّهم إختلفوا في ماهيّة كلامه ..؟ هل كلامه واحد مغاير لهذهالمعاني المعهودة .؟ أو هو متعدّد .. [18] وأنّ كلامه تعالى قديما لم يزل معه فيالأزل يخاطب به العقلاء المعدومين ..؟ وأنّه تعالى أراد من الكافر الكفر ، ومنالفاسق الفسوق ومن الفاجر الفجور ، ولكن نبيّه الأكرم ـ صلى الله عليه وآله ـ أرادمنهم الطاعة والهداية ...؟ وهكذا خالفوا باعتقادهم المُختل بين إرادة الله وإرادةرسوله .. حيث كره الله من الفاسق الطاعة ومن الكافر الإيمان لكنّ رسوله الأكرمأرادهما لهما ..؟ وخالفوا بذلك بين كراهة الله وكراهة رسوله ـ صلى الله عليه وآله ـ [19] . وادّعوا بأنّ العقل لا يحكم بحسن الشيء البتّة ولا بقبحه ..؟ وأنّ كلّ مايقع في الوجود من أنواع الشرور : كالشرك ، والقتل ، والظلم ، والتّعدّي على حدودهتعالى .. فهو فعل حسن لأنّه من عنده ..؟ [20] . وأنّ كلّ القبائح صادرة عنه ، لأنّهلا مؤثّر غيره ..[21].. وبهذه العقائد السقيمة قال أهل الظاهر، والحنابلة كافةوتبعهم في ذلك المالكيّة والكراميّة ...
.. ولو استقصينا البحث في مثل هذهالمسائل ، لطال بنا السجال ، لكن فما ذكرناه كفاية ، لمن أراد تجنّبالغواية...

- أنا يعسوب الدّين والمال يعسوب الفجّار : ها نحن نقف على ضفافمحيطك ، لنلتمس قطرات من نور علمك عسى أن نهتدي بها في ظلمات سربلنا بها السلفالطالح .. فهذا قولهم في التوحيد ، وهذه غاية علمهم ، وحدّ معرفتهم .. فامنن علينابحكمك الفصل ، وأهدنا سوى السبيل ، فبك يا عليّ يهتدي المهتدون ..
ويأت الجوابكقطرات النّدى على صفحات قلب سقيم .. فيها شفاء المستشفي وكفاية المكتفي .. : (( ..":. لم تره العيون بمشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان ، لا يوصفبالبعد ولا بالقرب ولا بالحركة ولا بالسّكون ، ولا بالقيام قيام إنتصاب ، ولا بمجيءولا بذهاب ، لطيف اللطافة لا يوصف باللطف ، .. وهو في الأشياء على غير ممازجة ،خارج منها على غير مباينة ، داخل في الأشياء لا كشيء داخل ، وخارج منها لا كشيءخارج ، .. الحمد لله الدّال على وجوده بخلقه ، وبمُحدثِ خلقه على أزليته ،وباشتباههم على أنّ لا شبيه له ، لا تستلمه المشاعر ولا تحجبه السواتر ، لا إفتراقالصانع والمصنوع والربَّ والمربوب ، الأحد بلا تأويل عدد ، والخالق لا بمعنى حركةونصب ، والسّميع لا بأداة ، والبصير لا بتفريق آليّة ، والشّاهد لا بممارسة والبائنلا بتراخي مسافة ، والظاهر لا برؤية ، والباطن لا بلطافة ، بان في الأشياء بالقهرلها والقدرة عليها ، وبانت الأشياء منه بالخنوع له والرجوع إليه ... فمن وصفه فقدحدّهُ ، ومن حدّهُ فقد عدّهُ ، ومن عدّهُ فقد أبطل أزلهُ ، ومن قال كيف ؟ فقدأستوضحه ، ومن قال أين ؟ فقد حيّزه ، عالم بلا معلوم ، وربّ إذ لا مربوب ، وقادر إذلا مقدور ، .. فاعل لا باضطراب آلة ، مُقدّم لا بجولة فكرة ، غنيّ لا باستفادة ،سبق الأوقات كونهُ ، والعدم وجوده ، والإبتداء أزله ، لا تصحبهُ الأوقات بل سبقالأوقات كونه .:"
هل من الغلو في شيء إذا قلنا بانّ هذا الكلام فوق كلامالمخلوقين وتحت كلام الخالق ، وهو صاحب الفضل يؤتيه من يشاء من عباده . فله الحمددائما أبدا . وليتدبّر الباحث عن سبيل النّجاة في الإعتقادين ، ويلمح في المذهبين ،ويتفكّر في القولين .. وليُسدِ النّصحَ لنفسه اللحظة ، لأنّ يوم غد لا تُغني نفس عننفسٍ شيء ، وعندها يتبرّأ المُتّبعون من أتباعهم ، ويفرّون من أشياعهم والحكم يومئذلله ..

مسألة النّبوة : أساءوا القول والأدب في حقّ خالقهم . وها هميُكرّرون ذلك في حقّ نبيّهم ــ صلى الله عليه وآله ــ
- بحث في العصمة - : جوّزوا على خاتم الرُّسل ــ صلى الله عليه وآله ــ المعاصي ، وبعضهم جوّز عليهالكفر قبل النبوّة وبعدها ، كما جوّزوا عليه الخطأ والنّسيان .[22] وإنّ كلّ ذنبدقّ أو جلّ فإنّه جائز على الرُسل حاشا الكذب في التبليغ فقط ، واعتقدوا بأنّ يكونفي أمّة محمّد من هو أفضل منه من البعث إلى الممات ..؟ [23] . وقال إمامهم الغزاليفي ـ كتابه المنخول في الأصول ـ : أنّه لا يجب عقلا عصمتهم .. وليس هذا مناهضالمدلول المعجزة ، فإنّ مدلوله صدقَ اللهجة في التبليغ عن الله .؟ كما جوّزوا علىالله إصطفـاء الكافر لرسالته وتأييده بالمعجزة .؟ [24] ... وبهذا خالفوا المعقولوالمنقول ، والكتاب المسطور عند قوله تعالى : (( .. لا ينال عهدي الظالمين )) الآية 124 .البقرة . ومن أمعن التّدبّر في هذه الآية ، تأكّد لديه بأنّها تُفيد النّفيالقطعي على من إرتكب ظلما أن يؤتى النبوّة أو الإمامة . في أيّ آنٍ من أنات عمره .. لأنّ الشرك بالله ظلم عظيم .
وهذه بعض افتراءاتهم التي سوّدوا بها صفحات تاريخهم، والتي أساءوا بها الى حضرة خاتم الرسل محمّد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ رغمأوسمة الكمال والجلال التي حباه بها المولى ـ سبحانه وتعالى ـ كقوله تعالى : (( وإنّك على خُلق عظيم )) .. وأمرنا بإقتداء به والسير على نهجه .. (( ما أتاكم بهالرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )) وهو الدّاعي إلى الله والسّراج المنير .. وهو رحمة الله للعالمين .. .
لكن أتته الإساءة من بعض ممن يدّعي الإنتساب إليه . وهذه بعض النّماذج من ضلالتهم :
- 1 - روى مسلم في صحيحه ، عن أم المؤمنينعائشة قالت : (( إن رجلا سأل رسول الله (ص) على أنّ رجلا يُجامع أهله ، فيكسل هلعليهما غسل .؟ وعائشة جالسة .. فقال : إنّني لأفعل ذلك أنا وهذه ثمّ نغتسل )) ..؟ [25]
- 2 - أخرج البخاري ومسلم في ـ باب فضائل عثمان ـ عن عائشة قالت : (( كانرسول الله مُضطجعا في بيتي ، كاشفا عن فخذيه وساقيه ، فاستأذن أبو بكر فأذن له وهوعلى تلك الحال ، فتحدّث .. ثمّ أستأذن عمر وهو كذلك . ثمّ أستأذن عثمان ، فجلس (ص) وسوّى ثيابه ، فلمّا خرج قالت عائشة : دخل أبو بكر فلم تهتشّ له ولم تباله ودخل عمرفلم تهتشّ له ولم تباله ، ثمّ دخل عثمان فجلست وسوّيت ثيابك؟ فقال (ص) : ألا أستحيمن رجل تستحي منه الملائكة ..؟)) [26] ..؟ لها الله .. فمن للحياء في أسمى معانيهغير رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ وهو القائل : (( إنّ الله عزّ وجلّ إذا أرادأن يُهلك عبدا ، نزع منه الحياء ..)) وقوله ـ صلوات الله عليه وآلـه وسلام ــ : (( ما كان الفحش في شيء إلاّ شانه ، وما كان الحياء في شيء إلاّ زانه )) ومن مساوئهـمأيضا ...
- 3 - عن عائشة : (( سمع رسول الله (ص) قارئا في الليل في المسجد ..فقال (ص) يرحمه الله ، لقد ذكّرني كذا وكذا آية أسقطها من سورة كذا وكذا؟ )) [27] ...
- 4 - ((وعن عائشـة أنّه (ص) يُصبحُ جُنُبا في شهر رمضان ثمّ يصوم ..؟ )) [28].
بل ذهبوا أبعد من ذلك ، فنسوا لرسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ السّهوفي القرآن بما يوجـب الكفر .. فقالوا: إنهّ صلى يوما ، وقرأ في سورة النّجم عندقوله تعالى : أفرأيتم اللآت والعُزّ ومُناة الثالثة الأخرى .. (( تلك الغرانيقالعلى منها الشّفاعة ترجى..؟ )) [29] . وهذا إعتراف منه ـ صلى الله عليه وآله ـ بأنتلك الأصنام تُرتجى منها الشّفاعة ؟ وهل هذا إلاّ أبلغ أنواع الكفر والضلال .
وجاءالشيخ جلال الدين السيوطي [ وهو من أعلام العامة] بعد أن جمع أسانيد هذه الفريّة ،فوضع اللّمسات الأخير لهذا المشهد المخزي فقال : لمّا قرأ رسول الله ـ صلى اللهعليه وآله وسلم ـ أفرأيتم اللآت والعزّ ومناة الثالثة الأخرى .. ألقى الشيطان علىلسانـه [ أو فألقى في أمنيّته ] (( تلك الغرانيق العلى منها الشّفاعة ترتجى.. )) فقال المشركون : ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم . فسجد وسجدوا . ثمّ جاءه جبريل (ع) وقال له أعرض عليّ ما جئتك به ، فلمّا بلغ (( تلك الغرانيق العلى .. ))قال جبريللم آتك بهذا .. هذا من الشيطان ...؟ إنّ لله وإنّ إليه راجعون ..

لنتأمّلفي هذه الموضوعات التي أساءوا بها إلى نبيّ الرحمة والعدالة والإنسانيّة والكمالالخُلقي والأخلاقي فأقول : (( وعزّة الله لو جئنا بسَفِيهِ قومٍ ، وعرضنا عليه منالمغريات على أن يقوم بتشخيص أحداث الحديث الأول رفقة زوجته ، ورجل غريب ، لأدركتهالغيرة والحميّة ، دون اعتماد الو اعز الدّيني ولترفّع بنفسه على هذا الفعلالوضيع.
وأمّا الحديث الثاني : فهو لعنة على جبين من وضعه ومن رواه ومن نقله ومنإعتقد به .. لأنّ الحياء ثبت عند عثمان ليلة أتى إحدى نساءه وابنة رسول الله ـ صلىالله عليه وآله ـ مُسجّاة بجانبه ،(( ممّا دفع الرسول الأكرم أن يمنعه من النّزولإلى قبرها )) ..
وأمّا ثالثهم : فهو طعنة في مقتل ، لكلّ ما جاء به الإسلام منأحكام وتشريع ، حيث أزالوا به الحجاب الواقي لأحقّيّة ومصدقيّة وصحّة .. الرسالةالمحمّديّة ، وإلاّ ما معنى أن يُذَكَّرَ خاتم الرسل ـ صلوات الله عليه وآلـه ـ منرجل ؟ بآيات قد نسيها . فما نقول في الذي نسيّه ولم يُذكّر به .؟ أو لم تشاء الصُدفذلك ..؟ أَلَا بُعدا للظالميـن ..
الحديث الرابع : هل من مسائل لراوي هذهالفريّة ، هل ترك رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ صلاة الفجر وفريضة الصبححين يصُبحُجُنبا في شهر رمضان .؟...
.. في ما ذكرتُ الكفاية من عقائد الضلالةو الغواية .. ثمّ تعالوا لنستعطى الهدى ، ونستجلي العمى ، ونستكشف هذه الظلماتبمصابيح النّجاة .. ومن عنده روح اليقين ذاك عليّ أمير المؤمنين ــ سلام الله عليهــ حيث يقـول :
": ... واصطفى سبحانه من ولد [ آدم ] أنبياء ، أخذ على الوحيميثاقهم ، وعلى تبليغ الرسالة أمانتهم ، لمّا بدّل أكثر خلقه عهد الله إليهم ،فجهلوا حقّه ، واتّخذوا الأنداد ... فبعث فيهم رسله ، وواتر إليهم أنبياءه ، ليستأدوهم ميثاق فطرته ، ويذكّروهم منسي نعمته ، ويحتجّوا عليهم بالتبليغ ، ويُثيروا لهمدفائف العقول ، ويروهم آيات المقدرة ... إلى أن بعث الله سبحانه وتعالى محمّد رسولالله ـ صلى الله عليه وآله ـ لإنجاز عُدّنه ، وإتمام نبوته ، مأخوذا على الأنبياءميثاقه ، مشهورا سماته ، كريما ميلاده ... اختاره من شجرت الأنبياء ، ومشكاة الضياء، وذؤابة العلياء ، وسرّة البطحاء ، ومصابيح الظلمة ، وينابيع الحكمة ، طبيب دوّاربطبّه ، قد أحكم بُرهمهُ ، وأحمى مواسمه يضع ذلك حيث الحاجة إليه من قلوب عمي ،وآذان صمّ ، وألسنة بكم ، متّبع بدوائه مواضع الغفلة ، ومواطن الحيرة ، لم يستضيئوابأضواء الحكمة ، ولم يقدحوا بزناد العلوم الثاقبة ، فهم في ذلك كالأنعام السائمة،والصخور القاسيّـة .. :"
ويذكر في خطبة أخرى أفضليّة محمّد وأهل بيته ـ عليهمالسّلام ـ فيقول :
" ... فاستودعهم في أفضل مستودع ، وأقرّهم في خير مُستقرّ ،تناسختهم كرائم الأصلاب إلى مطهّرات الأرحام كلّما مضى منهم سلف قام بدين الله منهمخلف ... حتّى أفضت كرامة الله سبحانه وتعالى إلى محمّد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ،فاخرجه من أفضل المعادن منبتا ، وأعزّ الأرومات مغرسا ، من الشجرة التي صدع منهاالأنبياء وانجب منها أمناءه ، عترته خير العترة ، وأسرته خير الأسرة ، وشجرته خيرالشجرة ، نبتت في حرم وبسقت في كرم ، لها فروع طوال ، وثمر لا يُنال ، فهو إمام منإتّقى ، وبصيرة من اهتدى ، سراج لمع ضوئه ، وشهاب سطع نوره ، وزند برق لمعه ، سيرتهالقصد وسنّته العدل ، وكلامه الفصل وحكمه العدل..":
فليتّقي المؤمن ربّه ،ويعلم أنّه غدا مسؤول على أعماله ومعتقداته .. ويتجنّب إتّباع الهوى ، والتقليدالأعمى وحتّى لا يُدخل نفسه في زمرة الأشقياء .. فعليه ومن الآن ، أنّ يجعل رأيهوعقيدته تابعين للبرهان ، وأن يمشي مع الدليل أين ما حداه ، خشية لله ورجاء ثوابه ،وخوفا من أليم عذابه ، لأنّه تعالى أوجب علينا الهداية والاهتداء
":فمن اهتديفانّما يهتدي لنفسه ، ومن ضلّ فإنّما يضلّ عليها ..:" والحمد لله ربّ العالمين

والسلام في البدء والختام ممن سيبقى على العهد مقيمــــــا
الفقيرلدعائكم أبو مرتضى عليّ

يتبعه الفهرس ...

أبو مرتضى عليّ
13-01-2008, 08:09 PM
الفهرس
1 -- الزمر – 18 .
2 -- سنن ابنماجة ..
3-- تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 2 / 464 ح 984 – 997 ، شواهدالبنزيل للحسكاني الحنفي ج 1 / 334 ح 459 ، المستدرك للحاكم ج 3 ص 126 و 127 و صححه، أسد الغابة ج 4 / 22 . تاريخ الخلفاء للسيوطي ص170. الميزان للذهبي ج 1 / 415 و ج 2 / 251 و ج 3 / 182. الفتح الكبير للنبهاني ج 1 / 276. منتخب كنز العمال بهامشمسند احمد ج 5 / 30.
4 -- صحيح الترمذي ج 5 /301 ح 7 380 ، حلية الاولياء ج 1/ 63 ، مناقب علي بن ابي طالب لابن المغازلي الشافعي ص 87 ح 129. مصابيح السنة للبغويج 2 / 275 ، الرياض النضرة ج 2 / 255 ط 2 ، الجامع الصغير للسيوطي ج 1 / 93. منتخبكنز العمال بهامش مسند أحمد ج 5 / 30 ، الفتح الكبير للنبهاني ج 1 / 272.
5 مقتلالحسين للخوارزمي الحنفي ج 1 / 86 ، المناقب للخوارزمي ايضا ص 236 ، كنوز الحقائقللمناوي ص 203 ط بولاق و ص 170 ط اخر ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 182 طاسلامبول ، منتخب كنز العمال بهامش مسند احمد ج 5 / 33. 6 تاريخ دمشق لابنعساكرالشافعي ج 2 / 417 ح 916 ، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 107 ، نظم دررالسمطين للزرندي الحنفي ص 90 ، ينابيع المودّة للقندوزي الحنفي ص 99 ط اسلامبول و ص 115 ط الحيدرية.
7 المناقب للخوارزمي الحنفي ص 62 و 187 ، الفصول المهمة لابنالصباغ المالكي ص 107 ، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص 92 ، ترجمة الإمام علي بنأبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 2 / 442 ح 951 ، ينابيع المودةللقندوزي الحنفي ص 62. الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي ص 96 ط الميمنية بمصر و ص 159 ط المحمدية ، الدر المنثور للسيوطي ج 6 / 379 ، تفسير الطبري ج 30 / 146 طالميمنية بمصر ، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي ص 18 ، فتح القدير للشوكاني ج 5 / 477 ، المعاني للالوسي ج 30 / 207 .
8 صحيح البخاري ، كتاب التوحيد ، بابقول الله تعالى « وجوه يومئذ ناضرة » ج 4 / 188.
9 صحيح البخاري ، كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى « وجوه يومئذ ناضرة » و كتاب الصلاة ، باب فضل صلاة العصر وباب وقت العشاء الى نصف الليل و كتاب التفسير باب سورة ق . صحيح مسلم ، كتاب الصلاة، باب فضل صلاتي الصبح و العصر و المحافظة عليهما .
10 صحيح البخاري ، « وجوهيومئذ ناضرة » ج 4 / 188 و راجع تفسير سورة ق منه ج 3 / 128 . صحيح مسلم ، كتابالايمان ، باب اثبات رؤية المؤمنين في الاخرة لربهم .
11 صحيح مسلم كتاب الايمان، باب معرفة طريق الرؤية الحديث : 299 و اللفظ منه . و صحيح البخاري في تفسير سورةالنساء ، باب قوله ان الله تعالى لا يظلم مثقال ذرة ( ج 3 / 80 ) و اللفظ فيه مختصر، و كذلك في كتاب التوحيد منه ، باب قول الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة ( ج 4 / 189 ) .
12 سنن ابن ماجة ، كتاب المقدمة ، باب في ما انكرت الجهمية الحديث 184.
13 صحيح البخاري ، كتاب الاستئذان ، باب بدء السلام . صحيح مسلم ، كتاب الجنة وصفةنعيمها ، باب يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير الحديث 28، و كتاب البر ،باب النهي عن ضرب لبوجه الحديث 115 ، و ارشاد الساري ج 10 / 490 ، و مسند أحمد ج 2 / 244 و 365 و 323 و 424 و 462 و 569.
14 سنن أبي داود ، كتاب السنة ، باب فيالجهمية ، رقم الحديث 4726. و سنن ابن ماجة المقدمة باب في ما أنكرت الجهمية . وسنن الدارمي ، كتاب الرقائق ، باب في شأن الساعة و نزول الرب تعالى . و راجع كتابالتوحيد لمحمد بن عبد الوهاب ( ت 1206 هـ ) و مناهج السنة .
15 كلتا الروايتانعن الصحابي أبي هريرة في تفسير سورة ق من صحيح البخاري ، ج 3 / 128 و في باب « وجوهيومئذ ناضرة » من كتاب التوحيد منه ، ج 4 / 191. و عن أنس حديث القدم في باب قولالله تعالى و هو العزيز الحكيم « سبحان ربك ... » من كتاب التوحيد منه ج 4 / 129. وراجع سنن الترمذي ، كتاب الجنة ، باب ما جاء في خلود أهل الجنة و أهل النار ج 10 / و مسند احمد 2 / 396.
16 صحيح البخاري . كتاب التهجد ، باب الدعاء الصلاة في آخرالليل ، و كتاب التوحيد باب قوله تعالـى « يريدون أن يبدلوا كلام الله » ، و كتابالدعوات باب الدعاء نصف الليل . صحيح مسلم ، كتاب الدعاء ، باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل . و سنن الدارمي ، كتاب الصلاة ، باب ينزل الله الى السماءالدنيا . و موطأ مالك ، كتاب القرآن ، باب 30.
17 روى محمد بن عبد الكريم الشهرستاني هذا القول عن عدة علماء من أهل السنة في كتاب الملل و النحل ج 1 ص 105. و هوداود الجوارب ، من علماء أهل السنة ، ذكره الشهر ستاني في كتابه الملل و النحل ج 1ص 105.
18 القائل بالتعدد مع القدم في كلامه تعالى هم الكرامية و الحنابلة ، وقد بالغ فيه بعض الحنابلة ، حتى قال جهلا : الجلد و الغلاف قديمان ، فضلا عن المصحف، و القائل بالوحدة في كلامه هم سائر أهل السنة . راجع : شرح التجريد للقوشجي ص 254، و شرح العقائد ، و حاشية الكستلي ص 89 و 91.
19+ 20 راجع : الفصل في الملل والأهواء و النحل ، لابن حزم ح 3 ص 52 ، و ما بعدها ، و 142 ، و ما بعدها ...
21 الملل و النحل ج 1 ص 96 ، و عقائد النفسي ، و شرحه للتفتازاني ص 109 ، و الفصل لابنحزم ج 3 ص 69.
22 قال ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة / ج2 ص 162 ماخلاصته : قال قوم من الخوارج و ابن فورك من الأشعرية : إنه يجوز بعثة من كان كافرًا . و قال برغوث المتكلم ، من النجارية : لم يكن الرسول قبل البعثة مؤمنًا بالله . وقال السدي : إنه كان على دين قومه ( و هو الشرك ) أربعين سنة . و قال بعض الكرامية : إن إبراهيم \"ع\" قال : أسلمت ، و لم يكن قبل ذلك مسلمًا .
23 و قال ابن حزم ،في كتابه الفصل في الملل و الأهواء ج 4 ص 1 و ينقل عن الباقلاني ، فإنا رأينا فيكتاب صاحبه أبي جعفر السمناني ، قاضي الموصل : أنه كان يقول : إن كل دنب دق أوجل ،فإنه جائز على الرسل حاشا الكذب في التبليغ فقط . و قال : و جائز عليهم أن يكفروا . و قال : و إذا نهى النبي عن شيء ، ثم فعله فليس دليلا على أن ذلك النهي قد نسخ ،لأنه قد يفعله عاصيًا لله تعالى . قال : و ليس لأصحابه أن ينكروا عليه ، و جوز أنيكون في أمة محمد من هو أفضل من محمد \"ص\" مذ بُعث ، إلى أن مات . انتهى كلام ابنحزم !!!!
24 و ليراجع الملل و النحل ج 1 ص 122 و اختاره فرقة الأزارقة منالخوارج .
-----------------
وفي الختام تقبّلوا دعواتي لكم بالموفّقيّةوالسداد ، مع رجاء القبول لهذا القليل ، وآمل الصفح عن كلّ تقصير أو قصور إحتواه ،وما جَرّأني على ذلك إلاّ حبّ المعشوق ـ عليه السلام ـ ومن سارعلى نهجه فعلا وقول ،وهو الدّاعي لإعطاء القليل ، لأنّ الحرمان أقلّ منه ..