نور المستوحشين
14-01-2008, 07:01 PM
موضوع اعجبني فحبيت اشاركه معاكم ...
كان الحر بن يزيد الرياحي في بداية أمره في صفوف يزيد وابن زياد وقد أرسله عبيد الله
بن زياد لمحاصرة الإمام الحسين (عليه السلام) ومنعه من الدخول إلى الكوفة، يقول
الرواي: بينما الحسين يسير إذ كبر رجل من أصحابه فقال الحسين (عليه السلام):
التكبير حسن لكن لم كبرت قال: رأيت النخل فقال جماعة من أصحاب الحسين (عليه
السلام): والله ما بهذا المكان نخلة قط فقال (عليه السلام) ما ترونه قالوا: نراه والله
أسنة الرماح وآذان الخيل، قال: وأنا أراه كذلك فمال الحسين (عليه السلام) وأصحابه
إلى جبل فما أسرع ما طلعت الخيل وعليها الفرسان وهم الحر وأصحابه ألف فارس على
ألف فرس لكن كانت وجوههم مخطوفة من شدة العطش فقال الحسين (عليه السلام)
لأصحابه: اسقوا القوم واروهم من الماء وارشفوا الخيل ترشيفا أي اسقوها قليلا وهذا
غاية الجود ونهاية الكرم أن يسقي الحسين (عليه السلام) أعداءه الذين جاؤوا لمحاربته
فسقاهم الماء مع خيولهم في تلك الأرض القفراء التي لا ماء فيها ولا عشب ثم التفت
الإمام الحسين (عليه السلام) إلى الحر فقال له: لنا أم علينا فقال: بل عليك يا أبا عبد الله
فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ثم جعل الحر يضيق على الحسين (عليه
السلام) ويمنعه من التوجه يمينا أو شمالا فقال له الحسين (عليه السلام) ثكلتك أمك يا
حر دعنا نسير فقال: والله لو غيرك من العرب قالها لي لما تركت ذكر أمه بالثكل كائنا من
كان ولكن ليس لنا إلى ذكر أمك إلا بأحسن ما نقدر عليه لأن أمك فاطمة بنت محمد،
فالحر في الواقع هو الذي اجبر الإمام الحسين (عليه السلام) على النزول بأرض كربلاء
ولكنه حينما رأى أن القوم قد صمموا على قتال الحسين (عليه السلام) اقبل إلى عمر
بن سعد فقال له: أمقاتل أنت هذا الرجل قال: أي والله قتالا أيسره أن تسقط الرؤوس
وتطيح الأيدي قال: فما لكم فيما عرضه عليكم قال: لو كان الأمر إلي لفعلت ولكن أميرك
قد أبى فأقبل الحر واخذ يدنو من الحسين قليلا قليلا فقال له المهاجر بن اوس: ما تريد يا
ابن يزيد أتريد أن تحمل فلم يجبه وأخذته مثل الرعدة يعني صار الحر يرتجف من رأسه
إلى قدميه فقال له المهاجر: والله إن أمرك لمريب وما رأيت منك في موقف قط مثل هذا
ولو قيل من أشجع أهل الكوفة لما عدوتك فما هذا الذي أرى منك، فقال الحر: إني والله
أخير نفسي بين الجنة والنار فو الله لا اختار على الجنة شيئا ولو قطعت وأحرقت ثم
ضرب فرسه قاصدا إلى الحسين وقد قلب درعه كهيئة المستأمن المستسلم واضعا
عشر أصابعه على رأسه وهو يقول: اللهم إليك أنيب فتب علي فقد أرعبت قلوب أوليائك
وأولاد بنت نبيك إلى أن صار قريبا من الحسين (صاح السلام عليك يا أبا عبد الله السلام
عليك يا ابن رسول الله فقال له الحسين: وعليك السلام ارفع رأسك من أنت قال: سيدي
أنا صاحبك الذي منعتك في الطريق وجعجعت بك في هذا المكان لا والله يا سيدي ما
كنت أظن أن الأمر يبلغ إلى ما ترى) وأنا الآن تائب نادم هل تقبلني، فقال الإمام الحسين
إن تبت تاب الله عليك ويغفر لك انزل من على ظهر جوادك) فقال سيدي قبلت توبتي
وأبقى حي دعني أكن أول قتيل بين يديك كما كنت أول خارج عليك (ثم اقبل الحر نحو
الميدان وخطب خطبة وعظ القوم فلم ينفع فيهم الوعظ ثم عاد إلى الحسين يودعه
فودعه وعاد يقاتل قتال الأبطال وهو يرتجز ويقول:
إنــــيّ أنا الحرّ ومأوى الضيـف***أضـــرب فــي أعناقكم بالسيف
عن خير من حلّ بأرض الخيف***أضــــربكم ولا أرى مــن حيف
إلى أن سقط على وجه الأرض وهو يقول: سيدي أبا عبد الله أدركني فجاءه الحسين
مسرعا جلس عنده جعل يمسح الدم والتراب عنه وهو يقول: أنت حر كما سمتك أمك،
أنت حر في الدنيا وسعيد في الآخرة) وبقي جسد الحر في الميدان إلى أن أراد عمر بن
سعد أن يرض الأجساد بحوافر الخيول فقامت عشيرة الحر بنو رياح جردوا سيوفهم
وأحاطوا بجسد الحر وقالوا: لا ندع أن يرض جسد رئيسنا بحوافر الخيول فخاف عمر بن
سعد وقوع الانشقاق في الجيش قال: احملوا زعيمكم وأبعدوه من الميدان (فحملوا
جثمان الحر وأبعدوه وبقي في الميدان جسد الحسين (عليه السلام) صاح عمر بن سعد
يا خيل الله اركبي ودوسي صدر الحسين (عليه السلام) فركب عشرة فوارس خيولهم
واقبلوا يجولون على صدر الحسين حتى قال احدهم: والله لقد طحنا عظام صدر الحسين،
هذا وزينب واقفة تنظر إلى الخيل وهو تجول على صدر الحسين صاحت يا قوم أما فيكم
مسلم يدفن هذا الغريب أما فيكم قرشي يواري هذا العاري السليب.
مرقده في كربلاء
يبعد مرقد الحر عن مركز مدينة كربلاء المقدسة من 5ـ7 كيلو متر تقريباً، حيث سميت
المنطقة التي دفن فيها بناحية الحر على أسمه، وروي أن عشيرته قامت بنقل جسده
من ساحة المعركة إلى المكان الذي دفن فيه وهو الآن مرقده المبارك.
ترى المقام الذي يتكون من قبة وصحن مربع الشكل من الخارج وله ثلاث ابواب ومن
الداخل مجموعة من الغرف (اللواوين) على مدى طابقين من الجهة المقابلة للباب
الرئيسية فقط، أما من الجهات الاخرى فهي ذات طابق واحد، كانت تستخدم من قبل
طلبة العلم الذين يقصدون المدينة، وبنيت بالجص وجذوع النخل وأخرى أحدث بناءها،
وتراها ذات منظرا جميل على الرغم من قدمها، ثم ترى الضريح عبر باب كبيرة من
الخشب (الصاج) تنظر إلى الشباك المحيط بالقبر ترى قطعة فوقه مكتوب عليها (السلام
عليك يا حر بن يزيد الرياحي) ومن الجانب الاخر للشباك زيارة الحر، وفوق الضريح تشاهد
الثريا المعلقة، وهناك الرواق المقسوم الى جهتين الاولى على الجانب الايمن للرجال
والاخر للنساء وهناك عدد كبير من الزائرين يأتون لغرض التبرك بمرقد الشخص الذي
اختار الموت بشرف مع بضعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الحياة بذل وعار مع
ابن سعد، وفي الباحة الخارجية ترى نخلة يرجع عمرها حسب ما روى لنا القائم بأدارة
شؤون المرقد الى اكثر من مئة عام مقابل مدخل الضريح، وقبل أن يحدثنا الشيخ عبد
الحسن الجشعمي كليدار المرقد أبا عن جد عن عمليات الترميم والبناء التي شهدها
وسيشهدها المرقد المبارك، وقال هنالك لوحة لها قصة محزنة اهديت إلى المقام في
مطلع خمسينات هذا القرن من قبل وفد من جمهورية إيران كتب عليها انها رسمت عام 1329
هجري أي إن عمرها يناهز 96 عاماً تصور الحر وهو جالس بين يدي أبي عبد الله
مطأطى رأسه مقدماً سيفه ودرعه يطلب التوبه وغفران الذنب والإمام واضعاً يده على
رأسه يبشره بقبول توبته، وتوضح منظراً يجسد قمر بني هاشم وذرية الإمام والخيام من
جهة ومن الجانب الاخر تروي جزء من المعركة حينما دارت راحها وأخذت تحصد الرؤوس
وتطحن الأجساد، إن هذه اللوحة لم تر النور منذ نهاية السبعينيات بسبب منع النظام
الطاغوتي السابق في العراق أن تعلق أي لوحة في اياً من المراقد والمزارات ولكنها
اليوم عادت الى النور واصبح لها عشاق يرونها تطل في الرواق الداخلي للضريح في ايام
الزيارات والمناسبات الخاصة.
شهد المقام أربعة أصلاحات ثلاث منها نفذت في حقب زمنية مختلفة والرابعة مازالت قيد
الإنشاء.
الأولى: حصلت بعد زيارة الشاه أسماعيل الصفوي إلى مدينة كربلاء المقدسة أثناء توليه
حكم بغداد ووقوع الحادثة المشهورة (حينما أراد فتح قبر الإمام الحسين (عليه السلام)
فمنع، فقام بفتح قبر الحر ورؤية الجسد كانه قتل قبل ساعات وحاول اخذ قطعة القماش
التي لفها الإمام على زند الحر ولكن الدم قد سال من موضع الجرح فأعدها وأخذ خيط
منها للتبرك) وعلى اثر هذه الحادثة خصص الصفوي مبلغ لإعادة بناء المرقد حيث لم يكن
له قبة ولا صحن خارجي، فأصبح للمقام ذلك، وكتب على باب القبة التي تراها الآن إنها
بنيت عام 1325 هـ.
الثانية: بعد مرور سنوات طويلة شهد المقام ترميم شمل الباحة الداخلية للمقام واصلاح
اللواويين وتوسيع في الرواق الداخلي وكان ذلك في فترة عبد الكريم قاسم، كما تم في
هذه الفترة مد التيار الكهربائي من مركز المدينة إلى المقام.
الثالث: كان هذا الاصلاح الاكثر شمولاً وتوسعاً، حيث شمل الرواق الداخلي فاصبح اكبر
واوسع وعزل إلى قسمين (رجال، ونساء) وكانت هناك (كيشوانية) واحدة فبنيت أخرى
ووسعت اللواوين، وقامت مديرية بلدية المدينة بتبليط الرصيف المحيط بالصحن الخارجي.
وحدثنا الكليدار عن خطة جديدة طرحت من إدارة الوقف الشيعي تهدف إلى هدم المقام
كلياً وإعادة بناءه من جديدة مع أضافة منارتان وتوسيعه إلى مسافة عشرة امتار وذلك
من ضمن الخطط الجديدة التي طرحتها إدارة الوقف الشيعي لتوسيع المراقد والمقامات
المقدسة في مدينة كربلاء المقدسة.
كان الحر بن يزيد الرياحي في بداية أمره في صفوف يزيد وابن زياد وقد أرسله عبيد الله
بن زياد لمحاصرة الإمام الحسين (عليه السلام) ومنعه من الدخول إلى الكوفة، يقول
الرواي: بينما الحسين يسير إذ كبر رجل من أصحابه فقال الحسين (عليه السلام):
التكبير حسن لكن لم كبرت قال: رأيت النخل فقال جماعة من أصحاب الحسين (عليه
السلام): والله ما بهذا المكان نخلة قط فقال (عليه السلام) ما ترونه قالوا: نراه والله
أسنة الرماح وآذان الخيل، قال: وأنا أراه كذلك فمال الحسين (عليه السلام) وأصحابه
إلى جبل فما أسرع ما طلعت الخيل وعليها الفرسان وهم الحر وأصحابه ألف فارس على
ألف فرس لكن كانت وجوههم مخطوفة من شدة العطش فقال الحسين (عليه السلام)
لأصحابه: اسقوا القوم واروهم من الماء وارشفوا الخيل ترشيفا أي اسقوها قليلا وهذا
غاية الجود ونهاية الكرم أن يسقي الحسين (عليه السلام) أعداءه الذين جاؤوا لمحاربته
فسقاهم الماء مع خيولهم في تلك الأرض القفراء التي لا ماء فيها ولا عشب ثم التفت
الإمام الحسين (عليه السلام) إلى الحر فقال له: لنا أم علينا فقال: بل عليك يا أبا عبد الله
فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ثم جعل الحر يضيق على الحسين (عليه
السلام) ويمنعه من التوجه يمينا أو شمالا فقال له الحسين (عليه السلام) ثكلتك أمك يا
حر دعنا نسير فقال: والله لو غيرك من العرب قالها لي لما تركت ذكر أمه بالثكل كائنا من
كان ولكن ليس لنا إلى ذكر أمك إلا بأحسن ما نقدر عليه لأن أمك فاطمة بنت محمد،
فالحر في الواقع هو الذي اجبر الإمام الحسين (عليه السلام) على النزول بأرض كربلاء
ولكنه حينما رأى أن القوم قد صمموا على قتال الحسين (عليه السلام) اقبل إلى عمر
بن سعد فقال له: أمقاتل أنت هذا الرجل قال: أي والله قتالا أيسره أن تسقط الرؤوس
وتطيح الأيدي قال: فما لكم فيما عرضه عليكم قال: لو كان الأمر إلي لفعلت ولكن أميرك
قد أبى فأقبل الحر واخذ يدنو من الحسين قليلا قليلا فقال له المهاجر بن اوس: ما تريد يا
ابن يزيد أتريد أن تحمل فلم يجبه وأخذته مثل الرعدة يعني صار الحر يرتجف من رأسه
إلى قدميه فقال له المهاجر: والله إن أمرك لمريب وما رأيت منك في موقف قط مثل هذا
ولو قيل من أشجع أهل الكوفة لما عدوتك فما هذا الذي أرى منك، فقال الحر: إني والله
أخير نفسي بين الجنة والنار فو الله لا اختار على الجنة شيئا ولو قطعت وأحرقت ثم
ضرب فرسه قاصدا إلى الحسين وقد قلب درعه كهيئة المستأمن المستسلم واضعا
عشر أصابعه على رأسه وهو يقول: اللهم إليك أنيب فتب علي فقد أرعبت قلوب أوليائك
وأولاد بنت نبيك إلى أن صار قريبا من الحسين (صاح السلام عليك يا أبا عبد الله السلام
عليك يا ابن رسول الله فقال له الحسين: وعليك السلام ارفع رأسك من أنت قال: سيدي
أنا صاحبك الذي منعتك في الطريق وجعجعت بك في هذا المكان لا والله يا سيدي ما
كنت أظن أن الأمر يبلغ إلى ما ترى) وأنا الآن تائب نادم هل تقبلني، فقال الإمام الحسين
إن تبت تاب الله عليك ويغفر لك انزل من على ظهر جوادك) فقال سيدي قبلت توبتي
وأبقى حي دعني أكن أول قتيل بين يديك كما كنت أول خارج عليك (ثم اقبل الحر نحو
الميدان وخطب خطبة وعظ القوم فلم ينفع فيهم الوعظ ثم عاد إلى الحسين يودعه
فودعه وعاد يقاتل قتال الأبطال وهو يرتجز ويقول:
إنــــيّ أنا الحرّ ومأوى الضيـف***أضـــرب فــي أعناقكم بالسيف
عن خير من حلّ بأرض الخيف***أضــــربكم ولا أرى مــن حيف
إلى أن سقط على وجه الأرض وهو يقول: سيدي أبا عبد الله أدركني فجاءه الحسين
مسرعا جلس عنده جعل يمسح الدم والتراب عنه وهو يقول: أنت حر كما سمتك أمك،
أنت حر في الدنيا وسعيد في الآخرة) وبقي جسد الحر في الميدان إلى أن أراد عمر بن
سعد أن يرض الأجساد بحوافر الخيول فقامت عشيرة الحر بنو رياح جردوا سيوفهم
وأحاطوا بجسد الحر وقالوا: لا ندع أن يرض جسد رئيسنا بحوافر الخيول فخاف عمر بن
سعد وقوع الانشقاق في الجيش قال: احملوا زعيمكم وأبعدوه من الميدان (فحملوا
جثمان الحر وأبعدوه وبقي في الميدان جسد الحسين (عليه السلام) صاح عمر بن سعد
يا خيل الله اركبي ودوسي صدر الحسين (عليه السلام) فركب عشرة فوارس خيولهم
واقبلوا يجولون على صدر الحسين حتى قال احدهم: والله لقد طحنا عظام صدر الحسين،
هذا وزينب واقفة تنظر إلى الخيل وهو تجول على صدر الحسين صاحت يا قوم أما فيكم
مسلم يدفن هذا الغريب أما فيكم قرشي يواري هذا العاري السليب.
مرقده في كربلاء
يبعد مرقد الحر عن مركز مدينة كربلاء المقدسة من 5ـ7 كيلو متر تقريباً، حيث سميت
المنطقة التي دفن فيها بناحية الحر على أسمه، وروي أن عشيرته قامت بنقل جسده
من ساحة المعركة إلى المكان الذي دفن فيه وهو الآن مرقده المبارك.
ترى المقام الذي يتكون من قبة وصحن مربع الشكل من الخارج وله ثلاث ابواب ومن
الداخل مجموعة من الغرف (اللواوين) على مدى طابقين من الجهة المقابلة للباب
الرئيسية فقط، أما من الجهات الاخرى فهي ذات طابق واحد، كانت تستخدم من قبل
طلبة العلم الذين يقصدون المدينة، وبنيت بالجص وجذوع النخل وأخرى أحدث بناءها،
وتراها ذات منظرا جميل على الرغم من قدمها، ثم ترى الضريح عبر باب كبيرة من
الخشب (الصاج) تنظر إلى الشباك المحيط بالقبر ترى قطعة فوقه مكتوب عليها (السلام
عليك يا حر بن يزيد الرياحي) ومن الجانب الاخر للشباك زيارة الحر، وفوق الضريح تشاهد
الثريا المعلقة، وهناك الرواق المقسوم الى جهتين الاولى على الجانب الايمن للرجال
والاخر للنساء وهناك عدد كبير من الزائرين يأتون لغرض التبرك بمرقد الشخص الذي
اختار الموت بشرف مع بضعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الحياة بذل وعار مع
ابن سعد، وفي الباحة الخارجية ترى نخلة يرجع عمرها حسب ما روى لنا القائم بأدارة
شؤون المرقد الى اكثر من مئة عام مقابل مدخل الضريح، وقبل أن يحدثنا الشيخ عبد
الحسن الجشعمي كليدار المرقد أبا عن جد عن عمليات الترميم والبناء التي شهدها
وسيشهدها المرقد المبارك، وقال هنالك لوحة لها قصة محزنة اهديت إلى المقام في
مطلع خمسينات هذا القرن من قبل وفد من جمهورية إيران كتب عليها انها رسمت عام 1329
هجري أي إن عمرها يناهز 96 عاماً تصور الحر وهو جالس بين يدي أبي عبد الله
مطأطى رأسه مقدماً سيفه ودرعه يطلب التوبه وغفران الذنب والإمام واضعاً يده على
رأسه يبشره بقبول توبته، وتوضح منظراً يجسد قمر بني هاشم وذرية الإمام والخيام من
جهة ومن الجانب الاخر تروي جزء من المعركة حينما دارت راحها وأخذت تحصد الرؤوس
وتطحن الأجساد، إن هذه اللوحة لم تر النور منذ نهاية السبعينيات بسبب منع النظام
الطاغوتي السابق في العراق أن تعلق أي لوحة في اياً من المراقد والمزارات ولكنها
اليوم عادت الى النور واصبح لها عشاق يرونها تطل في الرواق الداخلي للضريح في ايام
الزيارات والمناسبات الخاصة.
شهد المقام أربعة أصلاحات ثلاث منها نفذت في حقب زمنية مختلفة والرابعة مازالت قيد
الإنشاء.
الأولى: حصلت بعد زيارة الشاه أسماعيل الصفوي إلى مدينة كربلاء المقدسة أثناء توليه
حكم بغداد ووقوع الحادثة المشهورة (حينما أراد فتح قبر الإمام الحسين (عليه السلام)
فمنع، فقام بفتح قبر الحر ورؤية الجسد كانه قتل قبل ساعات وحاول اخذ قطعة القماش
التي لفها الإمام على زند الحر ولكن الدم قد سال من موضع الجرح فأعدها وأخذ خيط
منها للتبرك) وعلى اثر هذه الحادثة خصص الصفوي مبلغ لإعادة بناء المرقد حيث لم يكن
له قبة ولا صحن خارجي، فأصبح للمقام ذلك، وكتب على باب القبة التي تراها الآن إنها
بنيت عام 1325 هـ.
الثانية: بعد مرور سنوات طويلة شهد المقام ترميم شمل الباحة الداخلية للمقام واصلاح
اللواويين وتوسيع في الرواق الداخلي وكان ذلك في فترة عبد الكريم قاسم، كما تم في
هذه الفترة مد التيار الكهربائي من مركز المدينة إلى المقام.
الثالث: كان هذا الاصلاح الاكثر شمولاً وتوسعاً، حيث شمل الرواق الداخلي فاصبح اكبر
واوسع وعزل إلى قسمين (رجال، ونساء) وكانت هناك (كيشوانية) واحدة فبنيت أخرى
ووسعت اللواوين، وقامت مديرية بلدية المدينة بتبليط الرصيف المحيط بالصحن الخارجي.
وحدثنا الكليدار عن خطة جديدة طرحت من إدارة الوقف الشيعي تهدف إلى هدم المقام
كلياً وإعادة بناءه من جديدة مع أضافة منارتان وتوسيعه إلى مسافة عشرة امتار وذلك
من ضمن الخطط الجديدة التي طرحتها إدارة الوقف الشيعي لتوسيع المراقد والمقامات
المقدسة في مدينة كربلاء المقدسة.