نور المستوحشين
10-02-2008, 06:42 PM
لا تغُرَنَّكُم الدُّنيا الدَّنيئة بزينتها الزائفة ، ولا يَخْدَعَنَّكُم الزَّمن الكاذب بِمَكْرِ
الثَّعالب التي تصطاد فريستها فور تصديقها لها ! فحال تلك الفرائس المُصطادة
كحالنا نحنُ بني البَشر ، فتارة نُخدع أيضًا وكثيرًا ما نكون فريسة الفخاخ التي
أعدَّها لنا أولو المَكرِ والخِداع ، والأدهى والأَمَر من ذلك كُلِّه أنَّهُم يتجسَّدون لنا
بشخصياتٍ تَنَكُرية مُنمَّقة تُظهرهم بصورة حسنة مُخالفة لما عليه بواطنهم من
خفايا أَبَتْ أن تَنكَشِفَ وتُفضَح .
وقد تكون تلك الخفايا المُبهمة من الأسرار التي يُخفيها الزَّمن لسببٍ ما ، فهي
لا تُتِيح لنا الفرصة الكاملة للتعرف على الشَّخصيات التي نواجهها بشكل دائم ،
فنكتفي بالسطحية والأغلفة والأمور الظاهرية فقط ، وهو الأمر ذاته ما يجعل
مُعظم الناس يجهلون نوايا بعضهم البعض ، مما يتسبب في سطحية علاقاتهم
التي تتخللها ابتسامات ساطعة بين الوجنتين لا نعلم ما السِّر العظيم الذي تُخبِّئه
بينها ! فقد تتحول تلك الابتسامات الصادقة مظهرًا والكاذبة باطنًا إلى ابتسامات
حقد وضغينة تشوبها أَنْتَن الروائح القذرة وهي الفتنة وأخواتها اللاتي غُرسن بين حنايا مِعوَجَّة .
والفتنة تتشكل بأي شكلٍ من الأشكال ، وهي أساس الخفايا ومركزها الرئيسي
الذي ترتكز عليه ، فأحيانًا تجدها تصدر من أعقل النَّاس ظاهرًا وأغباهم باطنًا ،
وأحيانًا تتشكل لنا في صورة إنسان يدَّعي صِدق إيمانه إلاّ أنَّ إيمانه مظهري لا
عملي ، فهو أشبه ما يكون بالثمرة التي تتباهى بحلاوة منظرها الخارجي
مُتناسية خراب باطنها سيِّء المذاق ونتن الرائحة !
والفتنة النَّتنة ليست وحيدة بل هي وأخواتها تعاضدوا لتشكيل خلايا وأحزاب من
الأحقاد والأغلال ، والأنانية والكراهية ، وسوء النوايا ، والنِّفاق الذي يُعد من
أشد الصفات علاقة بالفتنة ، حيث خِداع الناس بالكلام المَعسول المُنَقَّى الذي
تتحلى به مسامع الآخرين فيكونوا مُجبرين على تصديق كلام المُنافق وأفعاله
كُلِّها رُغم أنه كاذب مُحتال .
وللخفايا أقسام عِدَّة لا تقتصر على هذه فحسب ؛ ولا يشترط أن تكون مُرتبطة
بالفتنة ، فهناك من يهتم بالمظهر الخلاّب أكثر من اللازم ، ظنًّا منه بأن حُسن
الزينة وبهائها وما تمتلكه من ماركات عالمية مقياسًا تُقاس به الشخصيات ،
ومثالاً يحذو الناس حذوه ، وعلى الرغم من أنَّ المقياس الذي استعملوه في
ذلك كان مُزيَّفًا إلاّ أنَّ الكثيرين قد جرفهم التَّيار إلى هذا الدرب ، فصاروا
يَرَونهم بنظرة الإعجاب وبأعيُنٍ تملؤها الدهشة والانبهار، كما رفعوا من
منزلتهم التي كانت مُهانة في أسفل السافلين وجعلوها في أعلى العِلِّيِّين !
.. كفانا هُراءً ! أما زلنا نزحف خلف سَرابِ المظاهر ؟!
إنَّها سخافة امتلكها صِغار العُقول ظنًّا منهم بأن ظاهرهم المُلَفَّق مقياسًا حقيقي
يقيسون به أنفسهم ، ولو عُدنا إلى عين الحقيقة والصواب لوجدناها تُنافي
الظاهر المُزيَّن بالأموال ، كما أنها تُخالف كل المظاهر الخدَّاعة التي تتظاهر
بعكس ما عليه بواطنهم ، علمًا بأن الباطن هو حَكَم النفس الذي يُحدِّد معدن المظاهر الحقيقي .
.. هي دعوة للغوص في أعماق كل من حولنا لنكتشف حينها حُلولاً للخفايا السَّوداء التي شوهها الزَّمن وجعلها خلافًا للمظاهر التَنَكُرية المُنمَّقة .
تحياتي نور..
الثَّعالب التي تصطاد فريستها فور تصديقها لها ! فحال تلك الفرائس المُصطادة
كحالنا نحنُ بني البَشر ، فتارة نُخدع أيضًا وكثيرًا ما نكون فريسة الفخاخ التي
أعدَّها لنا أولو المَكرِ والخِداع ، والأدهى والأَمَر من ذلك كُلِّه أنَّهُم يتجسَّدون لنا
بشخصياتٍ تَنَكُرية مُنمَّقة تُظهرهم بصورة حسنة مُخالفة لما عليه بواطنهم من
خفايا أَبَتْ أن تَنكَشِفَ وتُفضَح .
وقد تكون تلك الخفايا المُبهمة من الأسرار التي يُخفيها الزَّمن لسببٍ ما ، فهي
لا تُتِيح لنا الفرصة الكاملة للتعرف على الشَّخصيات التي نواجهها بشكل دائم ،
فنكتفي بالسطحية والأغلفة والأمور الظاهرية فقط ، وهو الأمر ذاته ما يجعل
مُعظم الناس يجهلون نوايا بعضهم البعض ، مما يتسبب في سطحية علاقاتهم
التي تتخللها ابتسامات ساطعة بين الوجنتين لا نعلم ما السِّر العظيم الذي تُخبِّئه
بينها ! فقد تتحول تلك الابتسامات الصادقة مظهرًا والكاذبة باطنًا إلى ابتسامات
حقد وضغينة تشوبها أَنْتَن الروائح القذرة وهي الفتنة وأخواتها اللاتي غُرسن بين حنايا مِعوَجَّة .
والفتنة تتشكل بأي شكلٍ من الأشكال ، وهي أساس الخفايا ومركزها الرئيسي
الذي ترتكز عليه ، فأحيانًا تجدها تصدر من أعقل النَّاس ظاهرًا وأغباهم باطنًا ،
وأحيانًا تتشكل لنا في صورة إنسان يدَّعي صِدق إيمانه إلاّ أنَّ إيمانه مظهري لا
عملي ، فهو أشبه ما يكون بالثمرة التي تتباهى بحلاوة منظرها الخارجي
مُتناسية خراب باطنها سيِّء المذاق ونتن الرائحة !
والفتنة النَّتنة ليست وحيدة بل هي وأخواتها تعاضدوا لتشكيل خلايا وأحزاب من
الأحقاد والأغلال ، والأنانية والكراهية ، وسوء النوايا ، والنِّفاق الذي يُعد من
أشد الصفات علاقة بالفتنة ، حيث خِداع الناس بالكلام المَعسول المُنَقَّى الذي
تتحلى به مسامع الآخرين فيكونوا مُجبرين على تصديق كلام المُنافق وأفعاله
كُلِّها رُغم أنه كاذب مُحتال .
وللخفايا أقسام عِدَّة لا تقتصر على هذه فحسب ؛ ولا يشترط أن تكون مُرتبطة
بالفتنة ، فهناك من يهتم بالمظهر الخلاّب أكثر من اللازم ، ظنًّا منه بأن حُسن
الزينة وبهائها وما تمتلكه من ماركات عالمية مقياسًا تُقاس به الشخصيات ،
ومثالاً يحذو الناس حذوه ، وعلى الرغم من أنَّ المقياس الذي استعملوه في
ذلك كان مُزيَّفًا إلاّ أنَّ الكثيرين قد جرفهم التَّيار إلى هذا الدرب ، فصاروا
يَرَونهم بنظرة الإعجاب وبأعيُنٍ تملؤها الدهشة والانبهار، كما رفعوا من
منزلتهم التي كانت مُهانة في أسفل السافلين وجعلوها في أعلى العِلِّيِّين !
.. كفانا هُراءً ! أما زلنا نزحف خلف سَرابِ المظاهر ؟!
إنَّها سخافة امتلكها صِغار العُقول ظنًّا منهم بأن ظاهرهم المُلَفَّق مقياسًا حقيقي
يقيسون به أنفسهم ، ولو عُدنا إلى عين الحقيقة والصواب لوجدناها تُنافي
الظاهر المُزيَّن بالأموال ، كما أنها تُخالف كل المظاهر الخدَّاعة التي تتظاهر
بعكس ما عليه بواطنهم ، علمًا بأن الباطن هو حَكَم النفس الذي يُحدِّد معدن المظاهر الحقيقي .
.. هي دعوة للغوص في أعماق كل من حولنا لنكتشف حينها حُلولاً للخفايا السَّوداء التي شوهها الزَّمن وجعلها خلافًا للمظاهر التَنَكُرية المُنمَّقة .
تحياتي نور..