مشاهدة النسخة كاملة : العاملي المجاهد .. والعراقي الصابر أنهلوا من فكر المودة
حيــــــــــدرة
14-02-2008, 02:30 AM
___________________________________
أهــــــــلا بكما أحبتي واخوتي في الله تعالى
في دوحة الخلد المحمدية
والأنوار الفاطمية
والتقى العلوي
والكرم الحسني
والخلود الحسيني
أهـــــــلا بكما في فكر محمد وآل محمد صلوات لله عليهم أجمعين الذي أنار الكون بهداه ، واعطى العالمين من سناه ،
وانقذ البشرية بعطائه وما حـباه ....
فكر طال ما أعطى ويعطي من اول الدهر إلي قيام يوم الفزع الأكــــــــــــبر ...
فكر طال ما أسس للدين القويم وجاهد كل معتد أثيم ...
فكر أنقذ إسلام هادي الأمة من يد الطغاة الغاشمين وسطوة فراعنة الزمان الآثمين
فكر لا يقابله فكر يذكر سوى لغة سيف سلطه المريدين لهدم دين الله القويم على رقاب أهل الحق المبين
ألا فلعنة لله على الظالمين من الأولين والآخــــــــــــــــرين .
أحبتي ... "أبوطالب" و " العراقي " ...
طالعنا ونطالع كثيرا آية في محكم كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه صادعة قائلة أطراف الليل
والنهار ...، بين أنسِها وجِــنها من الثقلين ..
يتلوها التالي لكتابه
ويرتلها المرتل لآياته ...
إذ قال عز من قائل على لسان رسول كريم صاق أمين .....:
((قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ))
(الشورى/23)))
فياترى احبتي في الله واخوتي ...
أي حق هذا فرضه الله تعالى في كتابه وفي دينه على عباده في العالمين ...
وأي أجر هذا أقره الله تعالى جبار السموات والأرضين ألزمه تعالى الثقلين للرسول الكريم صلى الله عليه وآله على ما أستحقه تبليغ الرسالة وإيصال دين رب العالمين وهداه لهم من الظلمات إلي النور ...، وبعد ان أنقذهم من
جهالتهم وكفرهم وأضح لهم سبل الصراط المستقيم ..
بعد أن كانوا يقتاتون القد والورق ..
أذلة خاسئين ...
يتخطفهم الناس من حولهم ...
تتملكهم العصبية والقبلية ...
حروبهم على بعير ...
وسِلمهم من التقتير ...
فأي قربى هم هؤلاء ..
وأي مودة لهم فُـــرِضت بلا إعــــــــــفاء ...
أبـَــــــــشرٌ مثلنا يكون لهم كل هذا الأســــتحقاق ...!
فأي بَــــشرٌ هم وأنى يكونون ...!
ألهم فضل جهلناه ...
وحق في دين الله سبحانه ضيعناه ...؟!!
أم عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ...
فهل كان ما كان لهم من الله بفرض مودتهم من قربى لهم لرسوله ...!!؟
أم لإيمان فيهم فُـــقِــد ممن حولهم ...!!؟
وهل يا ترى حققنا مطلوب هذه الآية أجرا لرسالته وتبليغها صلى الله عليه وآله وعرفناهن حق معرفتهم ...!!؟
وقدرناهم حق قدرهم ..!!؟
وكيف يراد منا مودتهم ....!!؟
أفـــــــــيدونا وعلمَــونا مما علمكم الله تعالى بما يسره الله لكم فيه فكركم ...
وأفتوني في أمري فيه اعــــــلاه إن كنتم لهذا الفكر عالمين ...
والله المستعان
أخـــــــــــــــــــــوكم
{حيـــــــــــــــــــــــدرة}
××××××××××××××××
××××××××××××××××
__________________
عفوا ...
أنت ممنوعة من الرودو والمواضيع إلي حين الإجابة على طلبنا وسؤالنا هناك فتفضلي مشكورة :
http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=24094 (http://www.imshiaa.com/vb/showthread.php?t=24094)
{حيـــــــــــــــــــدرة}
العـراقي
14-02-2008, 03:30 PM
لـــــبــــيــــك يـــا حــــــســــيــــن
في بداية الامر اقدم شكري وتقديري للاخ الموالي حيدرة
على اختياره لي و للاخ الموالي ابو طالب العاملي و نحن نعلم ان حيدره ذو علم كبير و اعلم مني في ذلك الامر
لا بد ان نوضح الاية الكريمه و شرحها تفصيليا و بعدها نذكر مصار اهل السنه في هذه الايه
المباركه و التي تبين محبة الله تعالى لال البيت عليهم السلام
حتى تكون مرجع للاخوه و الاخوات في المستقبل
ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ
قوله: «ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا و عملوا الصالحات» تبشير للمؤمنين الصالحين، و إضافة العباد تشريفية.
قوله تعالى: «قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى» الذي نفي سؤال الأجر عليه هو تبليغ الرسالة و الدعوة الدينية، و قد حكى الله ذلك عن عدة ممن قبله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الرسل كنوح و هود و صالح و لوط و شعيب فيما حكي مما يخاطب كل منهم أمته: «و ما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين» الشعراء و غيرها.
و قد حكي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك إذ قال: «و ما تسألهم عليه من أجر»: يوسف: 104، و قد أمره (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يخاطب الناس بذلك بتعبيرات مختلفة حيث قال: «قل ما أسألكم عليه من أجر»: ص 86، و قال: «قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله»: سبأ: 47، و قال: «قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين»: الأنعام: 90، فأشار إلى وجه النفي و هو أنه ذكرى للعالمين لا يختص ببعض دون بعض حتى يتخذ عليه الأجر.
و قال: «قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا»: الفرقان: 57، و معناه على ما مر في تفسير الآية: إلا أن يشاء أحد منكم أن يتخذ إلى ربه سبيلا أي يستجيب دعوتي باختياره فهو أجري أي لا شيء هناك وراء الدعوة أي لا أجر.
و قال تعالى في هذه السورة: «قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى» فجعل أجر رسالته المودة في القربى، و من المتيقن من مضامين سائر الآيات التي في هذا المعنى أن هذه المودة أمر يرجع إلى استجابة الدعوة إما استجابة كلها و إما استجابة بعضها الذي يهتم به و ظاهر الاستثناء على أي حال أنه متصل بدعوى كون المودة من الأجر و لا حاجة إلى ما تمحله بعضهم بتقريب الانقطاع فيه.
و أما معنى المودة في القربى فقد اختلف فيه تفاسيرهم: فقيل - و نسب إلى الجمهور - أن الخطاب لقريش و الأجر المسئول هو مودتهم للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لقرابته منهم و ذلك لأنهم كانوا يكذبونه و يبغضونه لتعرضه لآلهتهم على ما في بعض الأخبار فأمر (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يسألهم: إن لم يؤمنوا به فليودوه لمكان قرابته منهم و لا يبغضوه و لا يؤذوه فالقربى مصدر بمعنى القرابة، و في للسببية.
و فيه أن معنى الأجر إنما يتم إذا قوبل به عمل يمتلكه معطي الأجر فيعطي العامل ما يعادل ما امتلكه من مال و نحوه فسؤال الأجر من قريش و هم كانوا مكذبين له كافرين بدعوته إنما كان يصح على تقدير إيمانهم به (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنهم على تقدير تكذيبه و الكفر بدعوته لم يأخذوا منه شيئا حتى يقابلوه بالأجر، و على تقدير الإيمان به - و النبوة أحد الأصول الثلاثة في الدين - لا يتصور بغض حتى تجعل المودة أجرا للرسالة و يسأل.
و بالجملة لا تحقق لمعنى الأجر على تقدير كفر المسئولين و لا تحقق لمعنى البغض على تقدير إيمانهم حتى يسألوا المودة.
و هذا الإشكال وارد حتى على تقدير أخذ الاستثناء منقطعا فإن سؤال الأجر منهم على أي حال إنما يتصور على تقدير إيمانهم و الاستدراك على الانقطاع إنما هو عن الجملة بجميع قيودها فأجد التأمل فيه.
و قيل: المراد بالمودة في القربى ما تقدم و الخطاب للأنصار فقد قيل: إنهم أتوه بمال ليستعين به على ما ينوبه فنزلت الآية فرده، و قد كان له منهم قرابة من جهة سلمى بنت زيد النجارية و من جهة أخوال أمه آمنة على ما قيل.
و فيه أن أمر الأنصار في حبهم للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أوضح من أن يرتاب فيه ذو ريب و هم الذين سألوه أن يهاجر إليهم، و بوءوا له الدار، و فدوه بالأنفس و الأموال و البنين و بذلوا كل جهدهم في نصرته و حتى في الإحسان على من هاجر إليهم من المؤمنين به، و قد مدحهم الله تعالى بمثل قوله: «و الذين تبوءوا الدار و الإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم و لا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا و يؤثرون على أنفهسم و لو كان بهم خصاصة»: الحشر: 9، و هذا مبلغ حبهم للمهاجرين إليهم لأجل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فما هو الظن في حبهم له؟.
و إذا كان هذا مبلغ حبهم فما معنى أن يؤمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يتوسل إلى مودتهم بقرابته منهم هذه القرابة البعيدة؟.
على أن العرب ما كانت تعتني بالقرابة من جهة النساء ذاك الاعتناء و فيهم القائل: بنونا بنو أبنائنا و بناتنا.
بنوهن أبناء الرجال الأباعد.
و القائل: و إنما أمهات الناس أوعية.
مستودعات و للأنساب آباء.
و إنما هو الإسلام أدخل النساء في القرابة و ساوى بين أولاد البنين و أولاد البنات و قد تقدم الكلام في ذلك.
و قيل: الخطاب لقريش و المودة في القربى هي المودة بسبب القرابة غير أن المراد بها مودة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا مودة قريش كما في الوجه الأول، و الاستثناء منقطع، و محصل المعنى: أني لا أسألكم أجرا على ما أدعوكم إليه من الهدى الذي ينتهي بكم إلى روضات الجنات و الخلود فيها و لا أطلب منكم جزاء لكن حبي لكم بسبب قرابتكم مني دفعني إلى أن أهديكم إليه و أدلكم عليه.
و فيه أنه لا يلائم ما يخده الله سبحانه له (صلى الله عليه وآله وسلم) في طريق الدعوة و الهداية فإنه تعالى يسجل عليه في مواضع كثيرة من كلامه أن الأمر في هداية الناس إلى الله و ليس له من الأمر شيء و أن ليس له أن يحزن لكفرهم و ردهم دعوته و إنما عليه البلاغ فلم يكن له أن يندفع إلى هداية أحد لحب قرابة أو يعرض عن هداية آخرين لبغض أو كراهة و مع ذلك كله كيف يتصور أن يأمره الله بقوله: «قل لا أسألكم» الآية أن يخبر كفار قريش أنه إنما اندفع إلى دعوتهم و هدايتهم بسبب حبه لهم لقرابتهم منه لا لأجر يسألهم إياه عليه.
و قيل: المراد بالمودة في القربى مودة الأقرباء و الخطاب لقريش أو لعامة الناس و المعنى: لا أسألكم على دعائي أجرا إلا أن تودوا أقرباءكم.
و فيه أن مودة الأقرباء على إطلاقهم ليست مما يندب إليه في الإسلام قال تعالى: «لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله و لو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان و أيدهم بروح منه»: المجادلة: 22، و سياق هذه الآية لا يلائم كونها مخصصة أو مقيدة لعموم قوله: «إلا المودة في القربى» أو إطلاقه حتى تكون المودة للأقرباء المؤمنين هي أجر الرسالة على أن هذه المودة الخاصة لا تلائم خطاب قريش أو عامة الناس.
بل الذي يفيده سياق الآية أن الذي يندب إليه الإسلام هو الحب في الله من غير أن يكون للقرابة خصوصية في ذلك، نعم هناك اهتمام شديد بأمر القرابة و الرحم لكنه بعنوان صلة الرحم و إيتاء المال، على حبه ذوي القربى لا بعنوان مودة القربى فلا حب إلا لله عز اسمه.
و لا مساغ للقول بأن المودة في القربى في الآية كناية عن صلتهم و الإحسان إليهم بإيتاء المال إذ ليس في الكلام ما يدفع كون المراد هو المعنى الحقيقي غير الملائم لما ندب إليه الإسلام من الحب في الله.
يتبع...
*أخوكم العراقـي*
كــذب الــمـوت فــالــحــسيـــن مــخـلــدا
العـراقي
14-02-2008, 03:36 PM
لـــــبــــيــــك يـــا حــــــســــيــــن
ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ
و قيل: معنى القربى هو التقرب إلى الله، و المودة في القربى هي التودد إليه تعالى بالطاعة و التقرب فالمعنى: لا أسألكم عليه أجرا إلا أن توددوا إليه تعالى بالتقرب إليه.
و فيه أن في قوله: «إلا المودة في القربى» على هذا المعنى إبهاما لا يصلح به أن يخاطب به المشركون فإن حاق مدلوله التودد إليه - أو وده تعالى - بالتقرب إليه و المشركون لا ينكرون ذلك بل يرون ما هم عليه من عبادة الآلهة توددا إليه بالتقرب منه فهم القائلون على ما يحكيه القرآن عنهم: «ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى»: الزمر: 3، «هؤلاء شفعاؤنا عند الله»: يونس: 18.
فسؤال التودد إلى الله بالتقرب إليه من غير تقييده بكونه بعبادته وحده، و جعل ذلك أجرا مطلوبا ممن يرى شركة نوع تودد إلى الله بالتقرب إليه، و خطابهم بذلك على ما فيه من الإبهام - و المقام مقام تمحيضه (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه في دعوتهم إلى دين التوحيد لا يسألهم لنفسه شيئا قط - مما لا يرتضيه الذوق السليم.
على أن المستعمل في الآية هو المودة دون التودد فالمراد بالمودة حبهم لله في التقرب إليه و لم يرد في كلامه تعالى إطلاق المودة على حب العباد لله سبحانه و إن ورد العكس كما في قوله: «إن ربي رحيم ودود»: هود: 90، و قوله: «و هو الغفور الودود»: البروج: 14، و لعل ذلك لما في لفظ المودة من الإشعار بمراعاة حال المودود و تعاهده و تفقده، حتى قال بعضهم - على ما حكاه الراغب - أن مودة الله لعباده مراعاته لهم.
و الإشكال السابق على حاله و لو فسرت المودة في القربى بموادة الناس بعضهم بعضا و محابتهم في التقرب إلى الله بأن تكون القربات أسبابا للمودة و الحب فيما بينهم فإن للمشركين ما يماثل ذلك فيما بينهم على ما يعتقدون.
و قيل: المراد بالمودة في القربى، مودة قرابة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و هم عترته من أهل بيته (عليهم السلام) و قد وردت به روايات من طرق أهل السنة و تكاثرت الأخبار من طرق الشيعة على تفسير الآية بمودتهم و موالاتهم، و يؤيده الأخبار المتواترة من طرق الفريقين على وجوب موالاة أهل البيت (عليهم السلام) و محبتهم.
ثم التأمل الكافي في الروايات المتواترة الواردة من طرق الفريقين عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المتضمنة لإرجاع الناس في فهم كتاب الله بما فيه من أصول معارف الدين و فروعها و بيان حقائقه إلى أهل البيت (عليهم السلام) كحديث الثقلين و حديث السفينة و غيرهما لا يدع ريبا في أن إيجاب مودتهم و جعلها أجرا للرسالة إنما كان ذريعة إلى إرجاع الناس إليهم فيما كان لهم من المرجعية العلمية.
فالمودة المفروضة على كونها أجرا للرسالة لم تكن أمرا وراء الدعوة الدينية من حيث بقائها و دوامها، فالآية في مؤداها لا تغاير مؤدى سائر الآيات النافية لسؤال الأجر.
و يئول معناها إلى أني لا أسألكم عليه أجرا إلا أن الله لما أوجب عليكم مودة عامة المؤمنين و من جملتهم قرابتي فإني أحتسب مودتكم لقرابتي و أعدها أجرا لرسالتي، قال تعالى: «إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا»: مريم: 96 و قال: «و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض»: التوبة: 71.
و بذلك يظهر فساد ما أورد على هذا الوجه أنه لا يناسب شأن النبوة لما فيه من التهمة فإن أكثر طلبة الدنيا يفعلون شيئا و يسألون عليه ما يكون فيه نفع لأولادهم و قراباتهم.
و أيضا فيه منافاة لقوله تعالى: «و ما تسألهم عليه من أجر»: يوسف: 104.
وجه الفساد أن إطلاق الأجر عليها و تسميتها به إنما هو بحسب الدعوى و أما بحسب الحقيقة فلا يزيد مدلول الآية على ما يدل عليه الآيات الآخر النافية لسؤال الأجر كما عرفت و ما في ذلك من النفع عائد إليهم فلا مورد للتهمة.
على أن الآية على هذا مدنية خوطب بها المسلمون و ليس لهم أن يتهموا نبيهم المصون بعصمة إلهية - بعد الإيمان به و تصديق عصمته - فيما يأتيهم به من ربهم و لو جاز اتهامهم له في ذلك و كان ذلك غير مناسب لشأن النبوة لا يصلح لأن يخاطب به، لاطرد مثل ذلك في خطابات كثيرة قرآنية كالآيات الدالة على فرض طاعته المطلقة و الدالة على كون الأنفال و الغنائم لله و لرسوله، و الدالة على خمس ذوي القربى، و ما أبيح له في أمر النساء و غير ذلك.
على أنه تعالى تعرض لهذه التهمة و دفعها في قوله الآتي: «أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشإ الله يختم على قلبك» الآية على ما سيأتي.
و هب أنا صرفنا الآية عن هذا المعنى بحملها على غيره دفعا لما ذكر من التهمة فما هو الدافع لها عن الأخبار التي لا تحصى كثرة الواردة من طرق الفريقين في إيجاب مودة أهل البيت عنه (صلى الله عليه وآله وسلم)؟.
و أما منافاة هذا الوجه لقوله تعالى: «و ما تسألهم عليه من أجر» فقد اتضح بطلانه مما ذكرناه، و الآية بقياس مدلولها إلى الآيات النافية لسؤال الأجر نظيره قوله تعالى: «قل ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا»: الفرقان: 57.
قال في الكشاف بعد اختياره هذا الوجه: فإن قلت: هلا قيل: إلا مودة القربى أو إلا المودة للقربى، و ما معنى قوله: إلا المودة في القربى؟ قلت: جعلوا مكانا للمودة و مقرا لها كقولك: لي في آل فلان مودة، و لي فيهم هوى و حب شديد، تريد أحبهم و هم مكان حبي و محله.
قال: و ليست في بصلة للمودة كاللام إذا قلت: إلا المودة للقربى.
إنما هي متعلقه بمحذوف تعلق الظرف به في قولك: المال في الكيس، و تقديره: إلا المودة ثابتة في القربى و متمكنة فيها.
انتهى.
قوله تعالى: «و من يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور» الاقتراف الاكتساب، و الحسنة الفعلة التي يرتضيها الله سبحانه و يثيب عليها، و حسن العمل ملاءمته لسعادة الإنسان و الغاية التي يقصدها كما أن مساءته و قبحه خلاف ذلك، و زيادة حسنها إتمام ما نقص من جهاتها و إكماله و من ذلك الزيادة في ثوابها كما قال تعالى: «و لنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون»: العنكبوت: 7، و قال: «ليجزيهم الله أحسن ما عملوا و يزيدهم من فضله»: النور: 38.
و المعنى: و من يكتسب حسنة نزد له في تلك الحسنة حسنا - برفع نقائصها و زيادة أجرها - إن الله غفور يمحو السيئات شكور يظهر محاسن العمل من عامله.
و قيل: المراد بالحسنة مودة قربى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و يؤيده ما في روايات أئمة أهل البيت (عليهم السلام) أن قوله: «قل لا أسألكم عليه أجرا» إلى تمام أربع آيات نزلت في مودة قربى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، و لازم ذلك كون الآيات مدنية و أنها ذات سياق واحد و أن المراد بالحسنة من حيث انطباقها على المورد هي المودة، و على هذا فالإشارة بقوله: «أم يقولون افترى» إلخ، إلى بعض ما تفوه به المنافقون تثاقلا عن قبوله و في المؤمنين سماعون لهم، و بقوله: «و هو الذي يقبل التوبة» إلى آخر الآيتين إلى توبة الراجعين منهم و قبولها.
و في قوله: «إن الله غفور شكور» التفات من التكلم إلى الغيبة و الوجه فيه الإشارة إلى علة الاتصاف بالمغفرة و الشكر فإن المعنى: أن الله غفور شكور لأنه الله عز اسمه.
انتهى تفسير الايه المباركه
تابعوا مصادر القوم وكلامهم
*أخوكم العراقـي*
كــذب الــمـوت فــالــحــسيـــن مــخـلــدا
العـراقي
14-02-2008, 03:50 PM
لـــــبــــيــــك يـــا حــــــســــيــــن
فيما يلي نعرض أهم النصوص القرآنية النازلة في محبة أهل البيت عليهم السلام أو المفسرة بذلك مع بيان الروايات والاخبار الموضحة لذلك من المصادر المعتبرة .
http://rafed.net/books/aqaed/mawadda/blank.gif ( قل لا أسالكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ) (1).
http://rafed.net/books/aqaed/mawadda/blank.gif هذه هي آية المودة التي أكدت أغلب كتب التفسير وكثير من مصادر الحديث والسيرة والتاريخ نزولها في قربى النبي صلى الله عليه وآله وسلم : علي والزهراء والحسن والحسين وذريتهم الطاهرين عليهم السلام .
http://rafed.net/books/aqaed/mawadda/blank.gif روى السيوطي وغيره في تفسير هذه الآية بالاسناد إلى ابن عباس ، قال: لما نزلت هذه الآية ( قُل لا أسألُكُم عَليه أجراً إلاّ المودَّةَ في القُربى ) قالوا : يارسول الله ، من قرابتك هؤلاء الذين وجّبت علينا مودتهم ؟
http://rafed.net/books/aqaed/mawadda/blank.gif قال صلى الله عليه وآله وسلم : « علي وفاطمة وولداهما » (2).
____________
1) سورة الشورى : 21 | 23 .
2) الدر المنثور | السيوطي 6 : 7 ، وروي الحديث أيضاً في : فضائل الصحابة | أحمد بن حنبل 2 : 669 | 1141 . والمستدرك على الصحيحين 3 : 172 . وشواهد التنزيل | الحسكاني 2 : 130 من عدّة طرق . والصواعق المحرقة | ابن حجر : 170 . وتفسير الرازي 27 : 166 . ومجمع الزوائد | الهيثمي 9 : 168 . والكشاف | الزمخشري 4 : 219 . وذخائر العقبى | المحب الطبري : 25 . وإسعاف الراغبين | الصبان : 113 . وسائر كتب المناقب والتفاسير . وراجع كتاب التشيع | السيد الغريفي : 215 ـ 216 .
وهذه الآية تدلّ على وجوب المودة لاَهل البيت الذين نصّ الحديث على تحديدهم ، وقد استدلّ الفخر الرازي على ذلك بثلاثة وجوه ، فبعد أن روى الحديث عن الزمخشري قال : فثبت أن هؤلاء الاَربعة أقارب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، واذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيدٍ من التعظيم ، ويدلّ عليه وجوه :
http://rafed.net/books/aqaed/mawadda/blank.gif الاَول : قوله تعالى : ( إلاّ المودَّةَ في القُربَى ) .
http://rafed.net/books/aqaed/mawadda/blank.gif الثاني : لاشك أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحبّ فاطمة عليها السلام ، قال صلى الله عليه وآله وسلم : « فاطمة بضعة مني ، يؤذيني ما يؤذيها » وثبت بالنقل المتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يحبّ علياً والحسن والحسين، واذا ثبت ذلك وجب على كلّ الاَمة مثله، لقوله تعالى واتَّبعُوهُ لَعلَّكُم تَهتَدُونَ) (1)، ولقوله : ( فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفُونَ عَن أمرِهِ ) (2).
http://rafed.net/books/aqaed/mawadda/blank.gif الثالث:إنّ الدعاء للآل منصب عظيم، ولذلك جُعل هذا الدعاء خاتمة التشهّد في الصلاة، وهوقوله : «اللهم ّصلِّ على محمد وآل محمد وهذا التعظيم لم يوجد في حق غيرالآل، فكلّ ذلك يدل على أن حب محمد وآل محمد واجب.
http://rafed.net/books/aqaed/mawadda/blank.gif وقال الشافعي:
يا راكباً قف بالمُحصّب من منى * واهتف بساكن خِيفها والناهضِ سَحَراً إذا فاض الحجيجُ إلى منى *
فيضاً كما نَظم الفراتِ الفائضِ إن كان رفضاً حبّ آل محمدٍ * فليشهد الثقلان أني رافضي (1)
http://rafed.net/books/aqaed/mawadda/blank.gif وأشار الشافعي إلى نزول آية المودة في أهل البيت عليهم السلام بقوله :
http://rafed.net/books/aqaed/mawadda/blank.gif يا أهل بيت رسول الله حبكم فرضٌ من الله في القرآن أنزله (2)
____________
1) سورة الاعراف : 7 | 158 .
2) سورة النور : 24 | 63 .
تابع البحث الذي يخالفون في رأينا و تفنيد مخالفتهم
*أخوكم العراقـي*
كــذب الــمـوت فــالــحــسيـــن مــخـلــدا
العـراقي
14-02-2008, 04:20 PM
لـــــبــــيــــك يـــا حــــــســــيــــن
تأويلات أخرى في الاية
مما تقدم يتبين أن آية المودة واضحة وصريحة في وجوب محبة أهل البيت عليهم السلام ، وهو المعنى المتبادر من الآية كما ذكره العلماء كالكرماني 1، والعيني 2 وغيرهما ، فضلاً عن الاَحاديث المفسّرة للآية الواردة عن أهل البيت عليهم السلام وعن جمعٍ من الصحابة والتابعين وأئمة الحديث 3.
ورغم أن الآية واضحة الدلالة وضوح الشمس في رائعة النهار إلاّ أن البعض حاول إزالة الحقّ عن موضعه متأولاً كلام الله بما تشتهي نفسه مبتدعاً بعض الاَقوال التي لا تستند إلى دليل علمي أو هي قائمة على دليل واهٍ لا يصلح حجة ولا ينهض برهاناً وافياً في بيان المراد من الآية الكريمة ، وفيما يلي أهم هذه الاَقوال :
القول الاَول : قيل إن الخطاب لقريش والاَجر المسؤول هو مودتهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم لقرابته منهم ، وذلك لاَنهم كانوا يكذّبونه ويبغضونه لتعرضه لآلهتهم على ما في بعض الاَخبار ، فأُمِر صلى الله عليه وآله وسلم أن يسألهم في حال عدم إيمانهم المودّة ، لمكان قرابته منهم ، وأن لا يؤذوه ولا يبغضوه .
ومستند هذا القول هو رواية عن طاووس قال : (سأل رجل ابن عباس عن قول الله عزَّ وجل (قُل لا أسألكم عَليهِ أجراً إلاّ الموَدَّةَ في القُربَى ) فقال
____________
1 الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري | الكرماني 18 : 80 ، دار الفكر ـ بيروت ط1.
2 عمدة القاري في شرح صحيح البخاري | العيني 19 : 157 ، دار الفكر ـ بيروت .
3 روى حديث نزول الآية في محبة أهل البيت عليهم السلام ستة من الاَئمة المعصومين عليهم السلام وأكثر من عشرة من الصحابة والتابعين ، وورد الحديث في نحو سبعة وخمسين مصنفاً من مصنفات أئمة الحديث . راجع تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات | السيد الميلاني 1 : 236 ـ 239 . والغدير| العلاّمة الاَميني 3 : 172 .
سعيد بن جبير : قربى محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، قال ابن عباس : عجّلت ، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن بطن من بطون قريش إلاّ ولرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيهم قرابة فنزلت : (قُلْ لا أسألكُم عَليهِ أجراً إلاّ الموَدَّةَ في القُربَى)إلاّ أن تصلوا قرابة مابيني وبينكم من القرابة)(1.
وفي هذا القول أمور ، منها :
1 ـ إنّ نظرة أولية لسند هذه الرواية تسقطها من الاعتبار ، ففي سندها شعبة بن الحجاج وهو معروف بالوضع والكذب ، وفيه يحيى بن عبّاد الضبعي وهو من الضعفاء ، كما صرح بذلك ابن حجر عن الساجي 2.
ولم يعقّب الذهبي على كلام الساجي في تضعيفه 3. وفيه محمد بن جعفر 4 وقد ذكره ابن حجر مع من تكلم فيه ، وذكر قول ابن أبي حاتم : (..لايحتج به) 5.
وفيه محمد بن بشار وهو أيضاً ممن تكلم فيه علماء الجرح والتعديل ، وذكروا أنه ضعيف 6.
ومما تقدم يتبيّن أن سند الرواية يدل على أنها ساقطة من الاعتبار ولا تكون محلاً للاحتجاج .
____________
1 مسند أحمد 1 : 229 و 286 . وصحيح البخاري 6 : 231 | 314 كتاب التفسير . والمطالب العالية| ابن حجر 3 : 368 .
2 مقدمة فتح الباري | ابن حجر العسقلاني : 452 ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ط2 .
3 ميزان الاعتدال 4 : 387 .
4 محمد بن جعفر في رواية البخاري .
5 الجرح والتعديل 7 : 222 . وراجع : مقدمة فتح الباري : 437 .
6 مقدمة فتح الباري : 437 . وميزان الاعتدال 3 : 490 .
2ـ إنّ هذه الرواية معارضة لما تواتر من الاَحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد ذكرنا بعضها آنفاً ، ومعارضة لحديث آخر صحيح عن ابن عباس 1 ، وآخر لسعيد بن جبير ، يصرّحان بأن المراد من القربى في الآية هم : (الاِمام علي، والزهراء، والحسن، والحسين عليهم السلام ) 2.
3 ـ إنّ الآية مدنية لا مكية كما جاء في سبب نزولها ، وإنّ الخطاب فيها لكافة المسلمين لا لخصوص قريش .
القول الثاني : معنى القربى في آية المودة التقرب إلى الله ، والمودة في القربى هي التودد إليه تعالى بالطاعة والتقرب ، فالمعنى : لا أسألكم عليه أجراً إلاّ أن تودّوه وتحبوه تعالى بالتقرب إليه .
ومستند هذا القول رواية منسوبة إلى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال : « قُلْ لا أسألكم عليه أجراً على ما جئتكم به من البينات والهدى إلاّ أن تتقربوا إلى الله بطاعته 3
وفي هذا القول عدة أمور ، منها :
1 ـ إنّ الرواية التي يستند إليها هذا القول ضعيفة السند كما صرّح بذلك ابن حجر 4 .
____________
1 البحر المحيط 7 : 516 . وذخائر العقبى : 35 . ومناقب ابن المغازلي : 192 | 263 ، دار الاضواء ـ بيروت .
2 ينابيع المودة 1 : 215 ـ 216 | 1 و 2 و 3 .
3 تفسير الرازي 27 : 165 . وفتح الباري | ابن حجر العسقلاني 8 : 458 ، دار احياء التراث العربي ـ بيروت ط2 .
4 فتح الباري بشرح صحيح البخاري 8 : 458 .
ـ لم يرد في لغة العرب استعمال لفظ القربى بمعنى التقرب .
3 ـ إنّ التقرب إلى الله سبحانه هو محتوى ومضمون الرسالة نفسها ، فكيف يطلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم التقرب إلى الله تعالى لاَجل التقرب إلى الله تعالى، وهذا أمر لا يعقل ولا يرتضيه الذوق السليم لاَنّه يؤدي إلى أن يكون الاَجر والمأجور عليه واحد .
على أن في هذه الآية قولين آخرين هما أبعد مما ذكرناه ، فلا يُعبأ بهما، ومن مجمل ما تقدم يتبين أن المراد بالمودة في القربى ، مودة قرابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهم عترته من أهل بيته عليهم السلام ، وقد تكاثرت الروايات من طرق العامّة والشيعة في تفسير الآية بهذا المعنى على ما بيناه في أول الفصل ، ويؤيده الاَخبار المتواترة من طرق الفريقين على وجوب موالاة أهل البيت عليهم السلام ومحبتهم .
وقال الزمخشري بعد اختياره لهذا الوجه : فان قلت : هلاّ قيل : إلاّ مودة القربى ، أو إلاّ المودة للقربى ؟ وما معنى قوله : إلاّ المودة في القربى ؟
قلت : جعلوا مكاناً للمودة ومقراً لها ، كقولك : لي في آل فلان مودة ، ولي فيهم هوى وحبّ شديد ، تريد أحبهم وهم مكان حبي ومحله .
قال : وليست (في) بصلة للمودة كاللام ، إذا قلت : إلاّ المودة للقربى ، إنّما هي متعلقة بمحذوف تعلق الظرف به في قولك : المال في الكيس ، وتقديره : إلاّ المودة ثابتة في القربى ومتمكنة فيها 1
إنّ التأمل في هذا التأكيد على ثبوت المودة في القربى وتمكنها فيهم
____________
1 الكشاف 4 : 219 .
وكونهم جعلوا مكاناً للمودة ومقراً لها ، والتأمل في الروايات المتواترة الواردة من طرق الفريقين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم المتضمنة لارجاع الناس في فهم كتاب الله بما فيه من أصول معارف الدين وفروعها وبيان حقائقه إلى أهل البيت كحديث الثقلين وحديث السفينة وغيرهما ، لا يدع ريباً في أن إيجاب مودتهم عليهم السلام على كل مسلم وجعلها أجراً للرسالة ، إنّما كان وسيلة لاِرجاع الناس إليهم ، لما لهم من المكانة العلمية ولبيان دورهم الرسالي والريادي في حياة الاُمّة
تابع الشبهات والردود حتى لا يكون هناك كلام في هذه الايه الباركه و خصوصيتها لاهل البيت عليهم السلام
*أخوكم العراقـي*
كــذب الــمـوت فــالــحــسيـــن مــخـلــدا
العـراقي
14-02-2008, 04:47 PM
لـــــبــــيــــك يـــا حــــــســــيــــن
شبهات وردود :
بعد أن ثبت أن الآية تخص أهل بيت العصمة عليهم السلام المتمثلين بالاِمام علي والبتول فاطمة وذريتهما من الاَئمة المعصومين عليهم السلام ، أُثيرت حولها شبهات من قبل المخالفين والمبغضين لاَهل البيت عليهم السلام ، ليصرفوها عن وجهها الصحيح ، وفيما يلي نعرض هذه الشبهات مع الرد عليها :
الاُولى : سورة الشورى مكية :
مضمون هذه الشبهة هو نفي كون الآية ثابتة في أهل بيت النبوة عليهم السلام والروايات المؤكدة والمؤيدة لها ، وذلك من خلال ادعاء أن سورة الشورى مكية ، ولم يتزوج الاِمام علي من الزهراء عليهما السلام ، ولم يكن هناك الحسن والحسين عليهما السلام ، حتى تكون الآية نازلة في حقهم .
الجواب :
أولاً : إنّ الاَخبار والاحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاَئمة الطاهرين عليهم السلام وتصريح الاصحاب والتابعين والعلماء على أن الآية ثابتة بحق أهل البيت عليهم السلام كافٍ في ردِّ الشبهة وإبطالها .
ثانياً : إنّ ظاهرة وجود آيات مدنية في سور مكية ، أو وجود آيات مكية في سور مدنية ، كثيرة جداً في القرآن الكريم ، ولا يمكن لاَحد إنكارها أو التشكيك فيها ، ومن أمثلة ذلك :
1 ـ سورة الرعد فانها مكية إلاّ قوله تعالى : ( ولا يَزال الَّذينَ كَفَرُوا...)(1).
2 ـ سورة الاسراء فإنّها مكية إلاّ قوله تعالى : ( وإن كَادُوا ليَستَفزُونَكَ... واجعَل لي مِن لَدُنك سُلطاناً نَصِيراً ) (2).
3 ـ سورة المدّثر فإنّها مكية غير آية من آخرها (3).
4 ـ سورة المطففين فإنّها مكية إلاّ الآية الاُولى (4).
هذا بالنسبة إلى وجود آيات مدنية في سور مكية .
ومن الآيات المكية التي جاءت في سور مدنية :
1 ـ سورة المجادلة فإنّها مدنية إلاّ العشر الاَول (5).
2 ـ سورة البلد فإنّها مدنية إلاّ من الآية الاُولى إلى الآية الرابعة (6).
____________
1 تفسير القرطبي 9 : 287 . وتفسير الرازي 18 : 230 ، مكتبة عبدالرحمن محمد ـ مصر ط1 . والسراج المنير | الشربيني 2 : 137 .
2 تفسير القرطبي 10 : 203 . وتفسير الرازي 20 : 145 . والسراج المنير 2 : 261 .
3 تفسير الخازن 4 : 343 ، دار المعرفة ـ بيروت .
4 تفسير الطبري 30 : 58 .
6 تفسير أبي السعود 8 : 215 في الهامش ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت . والسراج المنير 4: 210 .
7 الاتقان 1 : 17 .
وغيرها كثير .
ثالثاً : صرّح الكثير من العلماء والمفسرين على أن آية المودة مع ثلاث آيات بعدها قد نزلت بالمدينة المنورة .
قال الشوكاني في ذلك : (وروى ابن عباس وقتادة أنها ـ سورة الشورى ـ مكية إلاّ أربع آيات منها أُنزلت بالمدينة : ( قُل لا أسألكُم... ) ) (1).
وقال الالوسي في معرض الجواب : (هي مكية إلاّ أربع آيات ، من قوله تعالى : ( قُلْ لا أسألكُم... ) إلى أربع آيات ، وقال مقاتل فيها مدني) (2).
كما أجاب القرطبي بقوله : (قال ابن عباس وقتادة : إلاّ أربع آيات منها أُنزلت بالمدينة ( قُل لا أسألكُم... ) إلى آخرها) (3)، كذلك ذكر النيسابوري والخازن في تفسيرهما (4).
الثانية : الآية لا تتناسب مع مقام النبوة ومنافية لبعض الآيات :
مضمون هذه الشبهة : إنّ طلب الاَجر على الرسالة والهداية من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لا يتناسب مع مقام النبوة السامي ؛ لاَنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم متفانٍ في الله سبحانه ، وان كل الذي عاناه من العذاب والمشقة والهجرة وسوء المعاملة والحصار والمحاربة حتى من عشيرته وقومه ، والذي تحمله بصبر وإيمان منقطع النظير ، كان في عين الله وفي سبيله لا يبتغي منه إلاّ مرضاة الله سبحانه وتعالى ، وأنّه لا يطلب أي شيء على ذلك ،
____________
1) فتح القدير 4 : 671 ـ 672 .
2) روح المعاني | الالوسي 25 : 10 .
3) تفسير القرطبي 16 : 1 .
4) تفسير الخازن 4 : 49 .
فلا يناسبه صلى الله عليه وآله وسلم أن يطلب أجراً على الرسالة في مودة قرباه .
وقالوا إنّ الآية تناقض بعض الآيات القرآنية التي تنفي طلب الاَجر ، مثل قوله تعالى : (... قُلْ ما أسألُكُم عَلَيهِ مِن أجرٍ وَمَا أنَا مِنَ المُتَكَلّفِينَ ) (1).
وقوله تعالى : ( قُلْ ما سألتُكُم مِن أجرٍ فَهُو لَكُم إن أجرِيَ إلاّ عَلى اللهِ وهُو على كُلِّ شَيءٍ شَهيدٌ ) (2).
وقوله تعالى : ( قُلْ ما أسألكُم عَلَيهِ مِن أجرٍ إلاّ مَن شَاءَ أن يَتَّخِذَ إلى ربِّهِ سَبِيلاً ) (3).
وقوله تعالى : ( قُلْ لا أسألُكُم عليهِ أجراً إن هُوَ إلاّ ذِكرى للعَالَمِينَ ) (4).
الجواب :
إنّ المتتبع لسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبالاَخص في بداية الدعوة الاِسلامية يجد أن النبي الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم قد وقف بكل صلابة وإيمان راسخ في محاربة العصبية القبلية والحمية الجاهلية التي كانت سائدة في المجتمع الجاهلي آنذاك ، وقد وضع الاِسلام مقابل ذلك ميزاناً آخر للاَفضلية وهو التقوى والعمل الصالح ، قال تعالى : ( إنّ أكرَمَكُم عِندَ اللهِ أتقَاكُم ) (5).
وعلى هذا الاَساس حارب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كل من حارب الاِسلام
____________
1) سورة ص : 38 | 86 .
2) سورة سبأ : 34 | 47 .
3) سورة الفرقان : 25 | 57 .
4) سورة الانعام : 6 | 90 .
5) سورة الحجرات : 49 | 13 .
ووقف عقبة أمام نشره ولو كان أقرب الناس إليه في القرابة مثل عمه وعشيرته ، فتراه لعن عمّه أبا لهب وتبرأ منه : ( تَبَّت يَدَا أبي لَهبٍ وَتَبَّ * ماأغنَى عَنهُ مَالُهُ وما كَسَبَ... ) (1)، ومن جانب آخر قرّب إليه من آمن به وصدّق بنبوّته ولو كان لا يمس إليه بصلة أو قرابة ، بل حتى لو كان عبداً حبشياً أو مولىً ، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم في حق سلمان الفارسي : « سلمان منّا أهل البيت » (2). فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما يطلب المودة لاَقربائه ويجعلها أجراً على رسالته ، لا يعني بذلك جميع أقربائه ؛ لاَنّ ذلك ينافي صريح القرآن الكريم ، إذ كيف يطلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مودة من لعنه الله في محكم كتابه مثل أبي لهب ، وإنّما يطلب المودة لمجموعة خاصة وأفراد معينين من أقربائه ، والذين بهم يتم حفظ الرسالة الاِسلامية والنبوة المحمدية ، ومنهم يؤخذ الدين الصحيح ، وبهم النجاة من الاختلاف والانحراف ، وهم الاَئمة المعصومون عليهم السلام من أهل البيت .
فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إذن يطلب الاَجر الذي هو بالحقيقة عائد إلى المسلمين ، لا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا إلى أهل بيته عليهم السلام ؛ لاَنّهم لم يكونوا بحاجة إلى هذه المودة ، إلاّ بالقدر الذي يفيد سائر الاُمّة في الحفاظ على مبادىَ الدين وكتاب الله المبين وسيرة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم .
وبهذا يتضح أنه ليس ثمة منافاة بين الآية وبين الآيات التي تنفي طلب الاَجر ، فالاَجر في الآيات هو أجر حقيقي ، وهذا ما لا يطلبه رسول
____________
1) سورة المسد : 111 | 1 ـ 2 .
2) أُسد الغابة 2 : 421 . ومسند أبي يعلى 6 : 177 | 6739 ، دار المأمون للتراث ـ دمشق ط1 .
الله صلى الله عليه وآله وسلم وإنّما عمله خالص لله تعالى ، أما الاَجر في الآية فهو لفظي ؛ لاَنّه يرجع بكلِّ بركاته ومعطياته على المسلمين ، وهو صريح قوله تعالى : (قُلْ ما سألتُكُم من أجر فَهُو لَكُم... ) .
وقد تأكد ممّا قدمناه أنّ آية المودة والنصوص المفسرة لها كافية في إثبات وجوب حبّ أهل البيت عليهم السلام على كل مسلم ، ولتأصيل هذا المبدأ وتعميق دلالاته نورد بعض الآيات الاَخرى المفسّرة بهذا المعنى .
2 ـ قوله تعالى : ( إنَّ الَّذينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجعلُ لَهُمُ الرَّحمنُ ودَّاً ) (1) .
فقد ورد عن جابر بن عبدالله قوله : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي بن أبي طالب عليه السلام : « يا علي قُل : ربِّ اقذف لي المودة في قلوب المؤمنين ، رب اجعل لي عندك عهداً ، رب اجعل لي عندك وداً » ، فأنزل الله تعالى : ( إنَّ الَّذينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجعلُ لَهُمُ الرَّحمنُ ودَّاً ) فلا تلقى مؤمناً ولامؤمنة إلاّ وفي قلبه ود لاَهل البيت عليهم السلام (2).
وروي الحديث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (3). وعن أبي سعيد الخدري (4) ، والبراء بن عازب (5)، ومحمد بن الحنفية (6).
____________
1) سورة مريم : 19 | 96 .
2) شواهد التنزيل 1 : 464 | 489 . وغاية المرام : 373 باب 73 .
3) مجمع الزوائد 9 : 125 . وخصائص الوحي المبين : 108 فصل 7 . والدر المنثور 4 : 287 .
4) شواهد التنزيل 1 : 474 | 504 .
5) فرائد السمطين 1 : 8 باب 14 . ومناقب ابن المغازلي : 327 | 374 . وكشف الغمة 1 : 314 . وتفسير الكشف والبيان في تفسير الآية . وخصائص الوحي المبين : 71 فصل 7 .
6) الرياض النضرة | المحب الطبري 2 : 125 ، دار الكتب ـ بيروت . والصواعق المحرقة : 172 . ونور
3 ـ قوله تعالى : ( مَن جَاءَ بِالحَسنَةِ فَلَهُ خَيرٌ مِّنهَا... ) (1).
عن الاِمام أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : « دخل أبو عبدالله الجدلي على أمير المؤمنين فقال له : يا أبا عبدالله ألا أخبرك بقوله تعالى : ( من جاء بالحسنة فله خيرٌ منها.. ) ؟ قال : بلى جعلت فداك . قال عليه السلام : الحسنة حبنا أهل البيت والسيئة بغضنا ، ثم قرأ الآية » (2).
ونفس الحديث ورد على لسان أبي عبدالله الجدلي (3).
4 ـ قوله تعالى : ( الَّذينَ آمنُوا وتَطمئنُّ قُلُوبُهم بِذِكرِ اللهِ ألا بِذِكرِ اللهِ تطمئنُّ القُلُوبُ ) (4).
عن الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام : « أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما نزلت هذه الآية قال صلى الله عليه وآله وسلم : ذاك من أحب الله ورسوله وأحب أهل بيتي صادقاً غير كاذب ، وأحب المؤمنين شاهداً وغائباً ، ألا بذكر الله يتحابّون » (5).
هذا وقد وردت آيات كثيرة في تأكيد هذا المعنى بطرق صحيحة عن أهل البيت عليهم السلام أعرضنا عن ذكرها ايثاراً للاختصار .
____________
الاَبصار : 124 .
1) سورة القصص : 28 | 84 .
2) كشف الغمة 1 : 321 و324 . وتفسير البرهان | الحسيني البحراني 3 : 212 ، مؤسسة البعثة ـ قم ط1 . ومجمع البيان في تفسير الآية . وينابيع المودة 1 : 292 | 5 . وفرائد السمطين 2 : 297 ـ 299 . وأرجح المطالب : 84 . ومناقب ابن المغازلي : 138 .
3) فرائد السمطين 2 : 297 . وتفسير الكشف والبيان | الثعلبي في تفسير الآية .
4) سورة الرعد : 13 | 28 .
5) كنز العمال 1 : 250 . والدر المنثور 4 : 58 .
*أخوكم العراقـي*
كــذب الــمـوت فــالــحــسيـــن مــخـلــدا
ابو طالب العاملي
14-02-2008, 11:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
***************************
شكرا جزيلا للتخصيص
وقد كفى ووفى
"قائد الميمنة " "العراقي "
والحمد لله ***********************والسلام
حيــــــــــدرة
15-02-2008, 01:47 AM
____________________________
أحسنت اخينا وغالينا (العراقي) ..
كفيت ووفيت كالعادة ..
ولي حوار معك فيه كله ولكن انتـــــــــــــظر أنتهاء مداد قلمك فيه كله
وبعد الإشـــــــارة تـُـعرف العبارة ...
سلمت الأيادي ...
والسلام
(حيــــــــــــــــــدرة)
حيــــــــــدرة
15-02-2008, 01:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
***************************
شكرا جزيلا للتخصيص
وقد كفى ووفى
"قائد الميمنة " "العراقي "
والحمد لله ***********************والسلام
حبيبنا وشيخنا العاملي ...
فداك أخـــــــاك ..
واعلم بحزنك العميق البعيد
المختلط بفرحة الشهيد
ولكن لعلمي بأهتمامك برسالة الأنتصار بالقلم
كما السيف والبدن
ولم أخترك جزافا ..
فعراقينا بالأدلة ....
وعاملينا بالتحليل ....
سلمتم جميعا
والسلام
{حيـــــــــــــــدرة}
سيستانية
15-02-2008, 02:13 AM
يعطيك ألف عافيه
اخي
على هذا الجهد والعرض
جعله الله في ميزان حسناتك يارب
العـراقي
15-02-2008, 03:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
***************************
شكرا جزيلا للتخصيص
وقد كفى ووفى
"قائد الميمنة " "العراقي "
والحمد لله ***********************والسلام
خويه ابو طالب لعاملي هناك الكثير من المصادر و التي ان شاء الله ستذكر هنا حتى تكون لنا مرجع في العقائدي
نحن نريد منكم التحليل فأنتم اهل للتحليل و المعرفه
العـراقي
15-02-2008, 04:04 PM
____________________________
أحسنت اخينا وغالينا (العراقي) ..
كفيت ووفيت كالعادة ..
ولي حوار معك فيه كله ولكن انتـــــــــــــظر أنتهاء مداد قلمك فيه كله
وبعد الإشـــــــارة تـُـعرف العبارة ...
سلمت الأيادي ...
والسلام
(حيــــــــــــــــــدرة)
تحياتي لكم اخي حيدرة ونحن بأنتظار حواركم وان شاء الله نحن جاهزون
وهنا اشاره اخيره للموضوع ايضا
هنا يأتي الينا شخص يتسآئل
سؤال : ماهي آية المودة و في من نزلت هذه الآية ؟
جواب : تُسمى الآية ( 23 ) من سورة الشورى بآية المودة و هي : { قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ... } ، و تؤكد أكثر كتب التفسير و الحديث و السيرة و التاريخ على أن هذه الآية نزلت في قربى الرسول الأكرم محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) و هم
1.الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام )
2.السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السَّلام )
3.الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام )
4.الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام )
5.ذريتهم الطاهرين ( عليهم السَّلام )
و قد أكد العلماء في العشرات من الكتب بأن الآية نزلت في قربى الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) و ذكروا في ذلك أحاديث عن الرسول ، و ها نحن نذكر نماذج ممن صرّح بذلك منهم على سبيل المثال
1.السيوطي : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر المتوفى سنة : 911 هجرية قال بالإسناد إلى ابن عباس : لما نزلت هذه الآية { قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ... }((1))قالوا يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين و جبت علينا مودتهم ؟ قال : " علي و فاطمة و ولداهما ((2))
2.البغوي : أبو محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي المتوفى سنة : 516 هجرية ، بالإسناد إلى ابن عباس قال : عندما نزلت الآية : { قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ... } قال رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) : " أن تحفظوا قرابتي و تودّوني و تصلوا رحمي ((3))
3.ابن الكثير : ابن الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي المتوفى سنة : 774 هجرية ، قال : و الحق تفسير هذه الآية : { قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ... } بما فسرها به حبر الأمة و ترجمان القرآن عبد الله بن عباس كما رواه عنه البخاري و لا تنكر الوصاية بأهل البيت و الأمر بالإحسان إليهم و احترامهم و إكرامهم فانهم من ذرية طاهرة ، من أشرف بيت و جد على الأرض فخرا و حسبا و نسبا و لا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجليّة كما كان عليه سلفهم كعلي و أهل بيته و ذريته رضي الله عنهم أجمعين((4)) إلى غيرها من الأحاديث المتواترة التي لا مجال لذكرها هنا .نقاط ذات أهمية
و هنا لابد من الإشارة إلى نقاط هامة هي
1.إن حالة التوازي بين " الأجر المحدد لأتعاب الرسالة " و بين " المودّة لأهل البيت " تبرز الخصوصية التي تميّز آل محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) على سائر الأمة ، و هذه الخصوصية لا تنطلق من مجرد القرابة و إن كان للقرابة إعتبارها الكبير
2.إن الهدف من المودة في الآية حسب ما تؤكده المصادر الإسلامية هو تأصيل المبدأ القيادي المتجسد في خط الأئمة من أهل البيت ( عليهم السَّلام )
3.على ضوء هذا الفهم يمكن أن نعتبر الولاء لأهل البيت من العناصر الأساسية التي تحدد الهوية الإيمانية للامة ، فالتفريط به يحدث خللا كبيرا في البنية العقيدية و الإيمانية و الرسالية
((1))سورة الشورى ( 42 ) ، الآية : 23
((2))الدُر المنثور : 7 / 348 ، طبعة : محمد أمين / بيروت
((3))معالم التنزيل : 7 / 363 ، طبعة دار المعرفة بيروت
((4))تفسير القرآن العظيم : 7 / 365 ، طبعة : دار المعرفة / بيروت
ابو طالب العاملي
15-02-2008, 11:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
****************************
((إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرمن ودا ))[مريم -96]
ود أهل البيت (عليهم السلام) لا يستقر إلا في قلوب الأتقياء المصطفين 0
*********
أمير المؤمنين أراك لما
ذكرتك عند ذي فضل صغا لي
*********************
وإذا كررت ذكرك عند نذل
تكدر عيشه وبغا قتالي
******************
فليس يطيق ذكر ثناك إلا
كريم الأصل محمود الفعال
********************
بحبك صرت أختبر البرايا
فأنت محك أولاد الحلال
******************
والحمد لله على هداه **********************والسلام
العـراقي
15-02-2008, 11:44 PM
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا
قوله تعالى: «إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا» الود و المودة المحبة و في الآية وعد جميل منه تعالى أنه سيجعل للذين آمنوا و عملوا الصالحات مودة في القلوب و لم يقيده بما بينهم أنفسهم و لا بغيرهم و لا بدنيا و لا بآخره أو جنة فلا موجب لتقييد بعضهم ذلك بالجنة و آخرين بقلوب الناس في الدنيا إلى غير ذلك.
و قد ورد في أسباب النزول، من طرق الشيعة و أهل السنة أن الآية نزلت في علي (عليه السلام)،
في تفسير القمي، بإسناده عن أبي بصير عن الصادق (عليه السلام): قلت: قوله عز و جل «إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات - سيجعل لهم الرحمن ودا» قال: ولاية أمير المؤمنين هي الود الذي ذكره الله:. أقول: و رواه في الكافي، بإسناده عن أبي بصير عنه (عليه السلام).
و في الدر المنثور، أخرج ابن مردويه و الديلمي عن البراء قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي قل: اللهم اجعل لي عندك عهدا و اجعل لي عندك ودا و اجعل لي في صدور المؤمنين مودة فأنزل الله «إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات - سيجعل لهم الرحمن ودا» قال: فنزلت في علي.
و فيه، أخرج الطبراني و ابن مردويه عن ابن عباس قال: نزلت في علي بن أبي طالب «إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات - سيجعل لهم الرحمن ودا» قال: محبة في قلوب المؤمنين.
و في المجمع،: في الآية: قيل فيه أقوال: أحدها أنها خاصة في علي فما من مؤمن إلا و في قلبه محبة لعلي (عليه السلام). عن ابن عباس و في تفسير أبي حمزة الثمالي: حدثني أبو جعفر الباقر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي: قل: اللهم اجعل لي عندك عهدا، و اجعل لي في قلوب المؤمنين ودا، فقالهما فنزلت هذه الآية: و روى نحوه عن جابر بن عبد الله: : أقول قال في روح المعاني،: الظاهر أن الآية على هذا مدنية، و أنت خبير بأن لا دلالة في شيء من الأحاديث على وقوع القصة في المدينة أصلا.
و في الدر المنثور، أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن مردويه عن عبد الرحمن بن عوف: أنه لما هاجر إلى المدينة وجد في نفسه على فراق أصحابه بمكة منهم شيبة بن ربيعة و عتبة بن ربيعة و أمية بن خلف فأنزل الله «إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات - سيجعل لهم الرحمن ودا».
أقول: صريح الحديث كون الآية مدنية و يدفعه اتفاق الكل على كون السورة بجميع آياتها مكية و قد تقدم في أول السورة.
و فيه، أخرج الحكيم الترمذي و ابن مردويه عن علي قال: سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن قوله: «سيجعل لهم الرحمن ودا» ما هو؟ قال: المحبة في قلوب المؤمنين و الملائكة المقربين، يا علي إن الله أعطى المؤمن ثلاثا: المقة و المحبة و الحلاوة و المهابة في صدور الصالحين.
ابو طالب العاملي
15-02-2008, 11:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
***************************
ماشاء الله عليك كيف استطعت بهذه العجالة أن تعلق بهذا التعليق الشي الطويل
تغبط ولا تحسد
وتحرسك قل هو الله أحد
******************
والحمد لل على هداه ******************والسلام
شكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ را اخي حيدره
كان تسجيل قراءة فقط
ولم اتاخر في اجابتك
"خلق الانسان عجولا"
العـراقي
16-02-2008, 04:09 PM
ماشاء الله عليك كيف استطعت بهذه العجالة أن تعلق بهذا التعليق الشي الطويل
خويه ابو طالب العاملي الحمد لله الذي جعل لدي مكتبه عامره من الكتب المتنوعه فمكتبت الشيخ محسن الغراوي وهو عمي قريبه مني هذا اولا و ثانيا عندي مصادر و كتب منزلها من الانترنت و روابط مباشره لكل شبهه و موضوع وهذا التفسير هو من تفسير الميزان في تفسيرالقرآن وهو مجلد مؤلف من 21 جزء تقريبا
vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
Jannat Alhusain Network © 2024