كرار5
16-02-2008, 01:14 PM
أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يبشرها - أي خديجة - ببيت لها في الجنة من قصب " (15).
وقوله صلى الله عليه وآله خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد " (16).
كان الرسول صلى الله عليه وآله يتفرس فيها الفتنة، وعلم أنها ستحدث بعده فقال لهن مرة:
" ليت شعري أيتكن تنبحها كلاب الحوأب " (17).
ولقد نبحتها تلك الكلاب - شرف الله قدركم - يوم الجمل.
ولم يكتف الرسول صلى الله عليه وآله بذلك، بل أكد مرارا وتكرارا على خطورتها، وهو لا يزال على قيد الحياة. فلقد وقف صلى الله عليه وآله مرة خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة فقال:
هاهنا الفتنة ثلاثا من حيث يطلع قرن الشيطان (18).
وفي لفظ مسلم " خرج رسول الله من بيت عائشة فقال: رأس الكفر من هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان ".
غير أن حجب كثيفة منعتنا من الكشف عن الحقيقة هو أن عائشة
راوية حديث يكاد حديثها يسود كل أسفار العامة والواقع إن ذلك كله تضخيم للواقع، وقد عمد الأمويون على التكثير من أحاديث عملائهم ورموزهم وأتباعهم مثل أبي هريرة. وكانت عائشة ممن وقف معهم ونادى من بعد ذلك مطالبا بدم عثمان، وممن شاركهم في أذى البيت الهاشمي، ومنعت استجابة لمروان أن يدفن الحسن
____________قرب جده في بيتها.
التكثير من ذكر عائشة وأخبارها، ليس إلا صناعة اعتادها المؤرخون، من الطريف ما ذكره صاحب شرح الملحمة التترية لأحمد بن منير الطرابلسي.
حيث فند كذبة، كون عائشة روت كل هذا الكم الهائل من الأحاديث، فيذكر أن ما اشتهر عند أهل السير هو أن عائشة بنى عليها الرسول صلى الله عليه وآله وهي " 9 سنوات، بينما بلغ حديثها " ألف حديث ويزيد فكيف تكون العملية؟.
لقد بنى عليها وهي بنت 9 سنوات ثم مات عنها وهي بنت 18 سنة.
فتكون حياتها مع النبي صلى الله عليه وآله 9 سنوات.
ومعلوم أن الرسول صلى الله عليه وآله كانت تحته 8 نساء وهي تاسعتهم، وبمقتضى العدل بين النساء يكون لها يوم كامل من كل 9 أيام و 9 سنوات من حياة عائشة مع النبي صلى الله عليه وآله موزعة على (9) من نسائه.
بالإضافة إلى أنه يقضي معظم نهاره في شؤون المسلمين بالمسجد الجامع وجزءا كبيرا من ليله في التهجد والعبادة، ثم لا بد له من الراحة (كبشر).
وعليه، فلا يمكن أن يتجاوز حديث الرسول صلى الله عليه وآله مع عائشة أكثر من 100 ساعة، وإذا افترض أنه حدثها خلال كل ساعة (10) أحاديث وهذا غير وارد، إذ أن الرسول صلى الله عليه وآله كان طويل الصمت، وصمته أكثر من كلامه، فيكون المجموع عندئذ (10000) وفي هذا مبالغة.
وإذا أضفنا (10000) حديث أخرى، بمقتضى إن السنة هي قول وعمل وتقرير، وهي إضافة مبالغة فسيكون المجموع (20000) في أقصى الحدود.
فأين هذا العدد من (41) ألف حديث لعائشة.
ويلخص صاحب الملحمة، عمليته كالتالي:
(لعائشة 9 سنوات في بيت الرسول ولها من هذا العدد سنة واحدة فقط) لأنها تعيش مع (8) ضرات والسنة تساوي 365 يوما واليوم يساوي أربعا وعشرين </SPAN> ساعة) وحاصل ضرب (365 في 24 = 8760 ساعة) ينقص نصفها وهو النهار لوجوده في المسجد.
و (3 / 4 ثلاثة أرباع من الليل للعبادة والراحة) فألف ساعة نصيب وافر جدا قد فرضناه لحياتها معه - أي للتحدث معها " (19).
هذه هي عائشة أم المؤمنين، كيف نجمع بين النقيضين كيف دخلت المعركة مع يعسوب المؤمنين؟.
لدي وجهة نظر قوية الدلالة، فعائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله كانت مخطئة في حربها مع علي (ع) هذا ما لا يشك فيه أحد. لأنها لم تتمالك نفسها أمام
(15) -صحيح البخاري، صحيح مسلم، صحيح الترمذي، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزية.
(16) - الإستيعاب لابن عبد البر، أسد الغابة، الإصابة لابن حجر.
(17) - الحديث مشهور، ذكره صاحبالعقدالفريد الطبري في التاريخ والإستيعاب لابن عبد البر، وتذكرة الخواص للسبط بن الجوزي.
(18) - صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير، باب ما جاء في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وآله.
وقوله صلى الله عليه وآله خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد " (16).
كان الرسول صلى الله عليه وآله يتفرس فيها الفتنة، وعلم أنها ستحدث بعده فقال لهن مرة:
" ليت شعري أيتكن تنبحها كلاب الحوأب " (17).
ولقد نبحتها تلك الكلاب - شرف الله قدركم - يوم الجمل.
ولم يكتف الرسول صلى الله عليه وآله بذلك، بل أكد مرارا وتكرارا على خطورتها، وهو لا يزال على قيد الحياة. فلقد وقف صلى الله عليه وآله مرة خطيبا فأشار نحو مسكن عائشة فقال:
هاهنا الفتنة ثلاثا من حيث يطلع قرن الشيطان (18).
وفي لفظ مسلم " خرج رسول الله من بيت عائشة فقال: رأس الكفر من هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان ".
غير أن حجب كثيفة منعتنا من الكشف عن الحقيقة هو أن عائشة
راوية حديث يكاد حديثها يسود كل أسفار العامة والواقع إن ذلك كله تضخيم للواقع، وقد عمد الأمويون على التكثير من أحاديث عملائهم ورموزهم وأتباعهم مثل أبي هريرة. وكانت عائشة ممن وقف معهم ونادى من بعد ذلك مطالبا بدم عثمان، وممن شاركهم في أذى البيت الهاشمي، ومنعت استجابة لمروان أن يدفن الحسن
____________قرب جده في بيتها.
التكثير من ذكر عائشة وأخبارها، ليس إلا صناعة اعتادها المؤرخون، من الطريف ما ذكره صاحب شرح الملحمة التترية لأحمد بن منير الطرابلسي.
حيث فند كذبة، كون عائشة روت كل هذا الكم الهائل من الأحاديث، فيذكر أن ما اشتهر عند أهل السير هو أن عائشة بنى عليها الرسول صلى الله عليه وآله وهي " 9 سنوات، بينما بلغ حديثها " ألف حديث ويزيد فكيف تكون العملية؟.
لقد بنى عليها وهي بنت 9 سنوات ثم مات عنها وهي بنت 18 سنة.
فتكون حياتها مع النبي صلى الله عليه وآله 9 سنوات.
ومعلوم أن الرسول صلى الله عليه وآله كانت تحته 8 نساء وهي تاسعتهم، وبمقتضى العدل بين النساء يكون لها يوم كامل من كل 9 أيام و 9 سنوات من حياة عائشة مع النبي صلى الله عليه وآله موزعة على (9) من نسائه.
بالإضافة إلى أنه يقضي معظم نهاره في شؤون المسلمين بالمسجد الجامع وجزءا كبيرا من ليله في التهجد والعبادة، ثم لا بد له من الراحة (كبشر).
وعليه، فلا يمكن أن يتجاوز حديث الرسول صلى الله عليه وآله مع عائشة أكثر من 100 ساعة، وإذا افترض أنه حدثها خلال كل ساعة (10) أحاديث وهذا غير وارد، إذ أن الرسول صلى الله عليه وآله كان طويل الصمت، وصمته أكثر من كلامه، فيكون المجموع عندئذ (10000) وفي هذا مبالغة.
وإذا أضفنا (10000) حديث أخرى، بمقتضى إن السنة هي قول وعمل وتقرير، وهي إضافة مبالغة فسيكون المجموع (20000) في أقصى الحدود.
فأين هذا العدد من (41) ألف حديث لعائشة.
ويلخص صاحب الملحمة، عمليته كالتالي:
(لعائشة 9 سنوات في بيت الرسول ولها من هذا العدد سنة واحدة فقط) لأنها تعيش مع (8) ضرات والسنة تساوي 365 يوما واليوم يساوي أربعا وعشرين </SPAN> ساعة) وحاصل ضرب (365 في 24 = 8760 ساعة) ينقص نصفها وهو النهار لوجوده في المسجد.
و (3 / 4 ثلاثة أرباع من الليل للعبادة والراحة) فألف ساعة نصيب وافر جدا قد فرضناه لحياتها معه - أي للتحدث معها " (19).
هذه هي عائشة أم المؤمنين، كيف نجمع بين النقيضين كيف دخلت المعركة مع يعسوب المؤمنين؟.
لدي وجهة نظر قوية الدلالة، فعائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله كانت مخطئة في حربها مع علي (ع) هذا ما لا يشك فيه أحد. لأنها لم تتمالك نفسها أمام
(15) -صحيح البخاري، صحيح مسلم، صحيح الترمذي، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزية.
(16) - الإستيعاب لابن عبد البر، أسد الغابة، الإصابة لابن حجر.
(17) - الحديث مشهور، ذكره صاحبالعقدالفريد الطبري في التاريخ والإستيعاب لابن عبد البر، وتذكرة الخواص للسبط بن الجوزي.
(18) - صحيح البخاري كتاب الجهاد والسير، باب ما جاء في بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وآله.