المستغيثة بالحجة
17-02-2008, 02:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
اخواني المتصفحين الرجاء قراءة الموضوع كاملا حتى يتسنى
لكم الاجابة عن السؤال المطروح
الذين ادّعوا المهدوية كذبا وزورا أو نسب إليهم
لقد كان القول والإعتقاد بالإمام المهدي عليه السلام ثابتا عند المسلمين منذ عهد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، والأئمة الطاهرين من بعده .
وهناك الكثيرمن الآيات المأولة بالإمام المهدي عليه السلام والبشائر النبوية ، والأحاديث العلوية ، والأخبار الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام .
و أنّ تلك الآيات والأحاديث تنطق بظهور الإمام المهدي وتصرح بجلالة قدره وعلوّمكانه ، بحيث لا تجد في تاريخ الإسلام نظير لتلك الشخصية من حيث الإمكانية وتنفيذ القدرة ، والإستيلاء على الكرة الأرضية ، وغير ذلك.
فكانت هذه الحقيقة مشهورة عند المسلمين ، معروفة لديهم ، لكثرة الأحاديث المروية حولها ، ولم يكن أحد يتجرأ على تكذيب هذه الحقيقة في ذلك الزمان .
وانطلاقا من هذه العقيدة والحقيقة ظهر – خلال هذه القرون- أفراد نسبت إليهم المهدوية أو سوّلت لهم أنفسهم أن يدّعوا المهدوية كذبا وزروا ، وقد أحصاهم بعض المؤرخين فبلغوا خمسين رجلا ، والجدير بالذكر أنّ بعضهم مجهول النسب والهوية والإتجاه والدين والمذهب ، وبعضهم كانت له تصرفات شاذة ، وأعمال غير عقلائية تشبه تصرفات المجانين ، وبعضهم هلك هو وأتباعه في أوائل دعوته ، وأزيلوا عن الوجود ولم تبق منهم بقية ، وبعضهم مات وبقي اسمه وذكره .
ونحن نقتطف –من مجموعة هؤلاء الأفراد – عددا من الذين اشتهروا في التاريخ بادّعائهم المهدوية ، ونذكر لمحة خاطفة عنهم .
ويمكننا أن نقسم هؤلاء إلى ثلاثة أقسام :
1- نسبت إليه المهدوية .
2- من ادّعي المهدوية بدافع حبّ الرئاسة والجاه .
3- من ادّعي المهدوية بخطه إستعمارية وإيعاز من المستعمرين.
أمّا القسم الأوّل : فيظهر من التاريخ أنّ بعض الذين نسبت إليهم المهدوية إنّما ادّعاها لهم أصحابهم وأتباعهم ، وانتشرت هذه الفكرة يومذاك في الأوساط . ولا نعلم – بالضبط- لماذا سكت هؤلاء في مقابل هذه النسبة المفتعلة إليهم ؟! .
وقد حاول أتباع هؤلاء أن يطبقوا بعض العلامات – المروية في الأحاديث حول الإمام المهدي – على أولئك الأفراد .
وفيما يلي نذكر نماذج من هذا القسم :
1- لقد ورد في الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
( أنّ المهدي اسمه اسمي)
وجاء أتباع المختار بن أبي عبيدة الثقفي وأعوانه ، فنسبوا المهدوية إلى محمد ابن الإمام علي(عليه السلام) ، المعروف بابن الحنفية ، وطبقوا عليه الحديث المذكور. ويناسب هنا قول الشاعر :
قل للذين يدّعي في العلم فلسفة*** حفظت شيئا وغابت عنك أشياء
2- كما ورد في الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( أنّ المهدي من ولد الحسين ، وأنّه يخرج بالسيف ، وأنّه ابن سبيّة – اي مسبية - ).
فلما نهض زيد بن علي بن الحسين (عليه السلام) ادّعي أتباعه أنّه المهدي لأنّه من ولد الحسين ، وأنّه قام بالسيف وأنّه بن سبية .
وقد تناسي اتباع زيد الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال :
(وأئمة بعدي إثنا عشر ، تسعة من صلب الحسين ، وتاسعهم قائمهم )
فلم يكن زيد الإمام التاسع من صلب الحسين (عليه السلام) .
ولكن أتباع زيد ادّعوا هذه الإدّعاء ، جلبا للقولب ولأغراض نفسية .
ولمّا قتل زيد وبقي مصلوبا سنوات عديدة ، قال حكم بن عيّاش – شاعر الأمويين – في ضمن أبيات له :
صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة*** ولم نر مهديا على الجذع يصل فانظر إلى هذا الحاقد الشامت ، كيف يشمت بصلب زيد بن علي بن الحسين ، وكيف يستهزء بالمهدوية ؟ ! .
وأخيرا ... تكوّن المذهب الزيدي من ذلك اليوم وإلى هذا اليوم ، ويتواجد أكثرهم في بلاد اليمن ، وقد انفصلوا – مع الأسف – عن المذهب الشيعي وعن أئمة أهل البيت عليهم السلام واتّبعوا بعض المذاهب الأخرى ، في فقههم وأصولهم وفروعهم .
وكانت للزيدية مواقف غير حميدة تجاه الأئمة الطاهرين عليهم السلام هذا ... والجدير بالزيدية أن يراجعوا إلى أصلهم واصالتهم ، بأنّ يتمسكوا – في مذهبهم – بأئمة أهل البيت الذين أمر الله ورسوله بأتباعهم ، وأن يعودوا إلى المذهب الشيعي الحق ، الذي كانوا عليه في بداية الأمر .
4- وبعد سنوات من ثورة زيد بن علي ، ولد محمد بن عبد الله – المعروف بالمحض – بن الحسن المثني ابن الإمام الحسن المجتبي (عليه السلام) فانتهز أصحاب المطامع والأهواء هذه الفرصة ، فنسبوا إليه المهدوية وطبّقوا عليه الحديث المزيّف المختلق المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنّ المهدي ... وأسم أبيه اسم أبي) .
5- وقد ذكرنا – في أوئل البحث – أنّ هذا الحديث يخالف مئات الأحاديث المروية حول اسم والد الإمام المهدي ، وأنّه الإمام الحسن العسكري عليه السلام إلاّ أنّ الإنتهازيين طبّقوا هذا الحديث المزيّف على محمد بن عبد الله المحض ، وسموه بـ ( النفس الزكية ) وبايعه بعض الناس ، ومن المضحك أنّ أباه عبد الله بايعه أيضا على أنّه المهدي .
وممّن بايعه هو المنصور الدوانيقي العباسي ، ولما قامت الحكومة العباسية انهارت مهدوية محمد بن عبد الله ، ونقض المنصور بيعته ! .
وأمّا القسم الثاني : وهم الذين ادّعوا المهدوية بدافع الدجل وحبّ الرئاسة ، وجلب القلوب واكتساب القدرة والعظمة ، فهم كثيرون .. منهم : المهدي العباسي ، فقد ادّعي أبوه المنصور الدوانيقي بأنّ ولده هذا هو المهدي ! مع العلم أنّ المنصور كان قد بايع – قبل ذلك – محمد بن عبد الله المحض الذي نسبت إليه المهدوية.
انظر إلى هذه المخازي ، وإلى التلاعب بالعقائد ، حسب الأهواء والظروف ! .
وهكذا .. وبين فترة وأخرى ، كانت هذه الفكرة تظهر ، وتتجسد في هذا وذاك ، حسب الآراء والميول والنزاعات .
ولا ينقضي تعجبي من قلّة حياة هؤلاء المدّعين للمهدوية وصفاتهم ! فكيف كانوا يتجاعرون بهذا الكذب الفاضح المخزي وهم يعلمون أنّهم يكذبون في ادّعائهم ؟! لأنّ الإمام المهدي – الذي بشّر به رسول الله والأئمة الطاهرين – موصوف بصفات خاصة ، ومنعوت بمزايا معينّّّّّّّّّّّّّّة مصرّح بها .
وأشهر تلك الصفات أنه يملأ الأرض قسطا وعدلا ، بعد أن تملأ ظلما وجورا ، فهل استطاع أحد من أولئك الكذّابين أن يرفع شيئا من الظلم الذي انتشر في المجتمعات البشرية ؟! .
وأعجب من هؤلاء الدّجالين هم الذين صدّقوا ادعات هؤلاء ، وآمنوا بهم وبخرافاتهم ، مع العلم أنّ الأحاديث الشريفة لم تكن تنطبق عليهم ، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على الفراغ الفكري والعقائدي الذي كان يعاني منه هولاء الأتباع ، ممّا جعلهم ينعقون مع كلّ ناعق ويميلون مع كل ريح .
وأمّا القسم الثالث : وهم الذين ادّعوا المهدوية ، بخطّة إستعمارية وإيعاز من المستعمرين ، فيمكن الإشارة إليهم فيما يلي :
لقد وضع الإستعمار عدّة خطط لضرب الإسلام وتفريق كلمة المسلمين ، كيف يتحقق هدفه الإستعمارية : ( فرّق تسد ) .
ومن الخطط الجهنمية التي وضعها في هذا المجال هو إيجاد المذاهب المتعددة في المسلمين ، والتلاعب بالمعتقدات الدينية ، لإيجاد الوهن فيها وتضعضع القلوب والأفكار .
وممّا انتهزه الإستعمار – في هذا المجال – هي فكرة المهدوية ، فقد ربّي بعض الأفراد تربية إستعمارية ، وأمرهم بأن يدّعوا المهدوية ، وساعدهم بالمال وغيره .
ونكتفي – هنا – بذكر نموذج واحد من الذين ادّعوا المهدوية بإيعاز من المستعمرين ، رعاية لأسلوب البحث .
علي محمد الباب ، مؤسس البهائية :
لقد جاء جاسوس روسي إلى إيران عام 1834م، حاملا معه خطة شيطانية خبيثة ضد الإسلام والمسلمين ، واستطاع هذا الجاسوس الروسي أن يلعب دورا حاقدا في سياسة إيران يومذاك.
وبعد فترة جاء إلى العراق ، وسمّي نفسيه : الشيخ عيسي لنكراني ، بينما كان اسمه الحقيقي : كنياز دالكوركي ، وتزيّا بزي رجال الدين وحضر درس السيد كاظم الرشتي – كان من العلماء – في مدينة كربلاء المقدسة ، وهناك التقي برجل اسمه علي محمد – الذي عرف فيما بعد بالباب – وكان تلميذ عند الرشتي المذكور .
وكان علي محمد يشرب الحشيشة ، واستطاع الجاسوس أن يكوّن بينه وبين علي محمد علاقة صداقة وثيقة .
وفي ليلة من الليالي وبينما شرب علي محمد الحشيشة – كعادته – انتهز الجاسوس الروسي الفرصة ، وخاطبه – بكل خضوع واحترام – قائلا : يا صاحب الزمان ترحم عليّ ... أنت صاحب الزمان قطعا .
وبالرغم من أنّ علي محمد كان قد فقد بعض مشاعره بسبب الحشيشة المخدّرة إلاّ أنّه رفض هذا الخطاب ، وحاول أن يدفع عن نفسه هذه النسبة ، ولكنّ الجاسوس الروسي ألحّ عليه بذلك ، وجعل يلقّنه ويكرر عليه القول بأنه هو الإمام المهدي .
وكلما شرب علي محمد الحشيشة ، وانتهز الجاسوس الفرصة للتلقين والإيحاء ، وكان يسأله أسئلة طفيفة ويجيب علي محمد بإجابات سخيفة ، فيبدي الجاسوس إعجابه بتلك الإجابات .
وفي يوم من الأيام أحضر له الجاسوس زجاجة خمر اشترها من بغداد ، وقدّمه للباب ، فلم يمتنع من شربها ، ولما سلبت الخمرة عقله ورشده ، شرع الجاسوس بتلقينه بأنّه هو الإمام المهدي صاحب الزمان .
وبدأ علي محمد يصدق مقالة الجاسوس ، ويعتقد بأنه هو الإمام المهدي ، ولكنّه خاف من إظهار هذا الأمر ، ولم يصرح به .. إلاّ أنّ الجاسوس كان يشجعه على ذلك ويعدّه بالمال الكثير .
وأخيرا سافر علي محمد من كربلاء المقدسة إلى البصرة ثم إلى بوشهر – إيران - وهنا ادّعي أنّه باب الإمام المهدي ، أي أنّه نائب خاص للامام (عليه السلام) ولكنّ الجاسوس لم يرض بهذا الإدّعاء ، بل كتب إليه : أنت صاحب الأمر وإمام العصر .
ثم جعل الجاسوس ينشر في كربلاء بأنّ علي محمد هو صاحب الزمان وقد ظهر في بو شهر .
والناس بين مصدّق ومكذّب ، فالذين كانوا يعرفون علي محمد الحشّاش الخمّار ، كانوا يضحكون من هذه الإشاعات ، وبعض الحمقي والبسطاء كانوا يصدقون الخبر .
وبعدما قام الجاسوس بهذه الأعمال الشيطانية عيّن سفيرا لروسيا في طهران ، فقويت شوكته ، وكثرت إمكانياته ، ووجد مجال العمل مفتوحا أمامه أكثر ، فانتهز الفرصة أكثر من ذي قبل .
وكان الجاسوس قد ربّي – في طهران – أفرادا من اصدقائه تربية جاسوسية ، بأن اشترى منهم ضمائرهم وعقائدهم ، فصاروا تحت تصرّفه ، ورهن إشارته ، منهم : الأخوان : حسين علي المعروف بـ ( البهاء ) والميرزا يحيي المعروف بـ ( صبح أزل ) وكان لهذين الأخوين دور كبير في تنفيذ خطط هذا الجاسوس الخبيث .
وبعد انقضاء شهرين ، خرج علي محمد من مدينة بوشهر واتّجه نحو مدينة شيراز ، وكلّما مرّ علي قرية في الطريق ادّعي بأنّه النائب الخاص للإمام المهدي .
وفي شيراز جعل يدّعي أنّه هو الإمام المهدي صاحب الزمان ، فاجتمع حوله بعض السفلة الذين لا يلتزمون بمبدإ ولا دين .
ولما سمع علماء شيراز بقدوم هذا الشيطان الرجيم ، وأرسلوا بعض من يثقون به ، إلى مجلس علي محمد لتحقيق عن الخبر ، واستطاع أولئك الثقات أن يتظاهروا بالمحبّة والتعظيم ، حتى وثق بهم علي محم ، وصرّح لهم بأنّه هو الإمام المهدي ، وكشف لهم عن بعض ما يعتقده من خرافات وأباطيل ، وأخبروا العلماء بما يضمره هذا المنحرف الضال .
وهنا قام العلماء ضدّه ، وهكذا ثار عليه أقرباؤه واسرته وأخرجوه من منزله ، وألقي علي القبض وسيق إلى المحكمة ، فحكموا عليه بالضرب والسجن . وبقي في السجن فترة طويلة ، ثم أطلق سراحه ، فخرج من شيراز قاصدا مدينة أصفهان .
وبعث الجاسوس برسالة إلى والي اصفهان ، يوصيه – فيها – باحترام علي محمد الباب والمحافظة على حياته ، ولكنّ والي أصفهان فارق الحياة في تلك الأيام ، وألقي القبض على الإمام المزيّف وأرسل مخفورا إلى طهران .
وأوعز الجاسوس الروسي إلى أصدقائه – الذين تقدّم ذكرهم – بأن يثيروا الضجيج بين الناس ، بأنّ يقولوا لهم : إنّ الإمام المهدي قد ألقي عليه القبض !! .
ثم أرسلت الحكومة علي محمد الباب مخفورا إلى ( قزوين ) ثم إلى ( تبريز) ثم إلى ( ماكو) . واستمر أصدقاء الجاسوس السوفياتي على التهريج ضدّ الحكومة يومذاك ، وانتشر الخبر في بعض بلاد إيران ، فقام بعض السفلة – الذين زوّدهم الجاسوس بالمال – بالضجيج والصياح ضدّ الحكومة .
وأخيرا ... أمر الملك بإحضار علي محمد ومحاكمته ، بحضور العلماء والفقهاء ، فانعقدت الجلسة وجرى حوار ونقاش أدّي – في النهاية – غلى نوبة علي محمد على أيدي العلماء ، والإستغفار من ذنبه .
فخشي الجاسوس الروسي أن ينكشف أمره ، فسعى في قتل علي محمد ، تغطية للمؤامراة السوفياتية الخبيثة التي نفذّها ، وفي تلك الأيام ، قتل الملك ، وجاء بعده الملك ناصر الدين شاه ، فأمر بقتل علي محمد وشنقه ، ونفذّ فيه حكم الإعدام .
وأمّا حسين علي وزملاؤه ، فقد ذهبوا إلى بغداد ، بأمر الجاسوس الروسي ، بعد أن كادوا أن يلقوا جزاءهم ، لولا المحاولات الكثيرة التي بذلها الجاسوس وموظفوا السفارة الروسية لإنقاذهم .
وصدرت التعليمات من الجاسوس إلى حسين علي بأن يدعو لأخيه يحيي بأنه هو الذي يظهره الله في آخر الزمان ، وزوّدهم بأموال كثيرة في سبيل نشر هذه الدعوة . فشرعوا بالدعوة إلى ذلك الدين المزيف ، وتجاوب معهم بعض الهمج من الناس ، الذي ليس لهم اتجاه معيّن في الحياة .
وعند ذلك حكمت الحكومة العثمانية على هذه الطغمة الفاسدة ، بالإبعاد من بغداد إلى ( اسلامبول) – بتركيا- ثم إلى ( أدرنة ) .
وكانت التعليمات البهائية تنظم في سفارة روسيا في طهران ، وترسل إلى حسين علي ، وكان بدوره ينشرها بين أتباه .
وأخيرا ... وقع الإختلاف والنزاع بين حسين علي وأخيه يحيي ، فسافر يحيي إلى قبرص وتزوّج هناك وسمي نفسه : ( صبح أزل ) .
وأمّا حسين علي وأتباعه فقد أبعدوا من تركيا إلى مدينة عكا – في فلسطين – وواصلوا الجهود لنشر هذا الدين الخرافي في إيران وفلسطين ، عن طريق بذل الأموال الطائلة .
وقد اختار حسين علي لنفسه لقب ( البهاء ) ولهذا يسمي أتباعه بـ ( البهائية ) . والجدير بالذكر أنّ الدين البهائي ينفصل عن الإسلام في الاصول والفروع ، وأنّ البهائية لا يعتبرون أنفسهم مسلمين ، بل يعتبرون أنفسهم أتباع دين آخر اسمه : ( البهائية ).
وقد انتشر هذا الحزب السياسي – الذي تلبس بلباس الدين – في بعض البلاد الإسلامية والغربية وقد اتّحدت أمريكا مع روسيا في نشر هذا الدين وترويجه ، ضدّ الإسلام والمسلمين ، ولهذا ترى البهائية والبهائيين يتواجدون في كل قطر يخضع للنفوذ الأمريكي ، ومتى تقلصّ النفوذ الأمريكي من بلد من البلاد الإسلامية ، تقلصّ الحزب البهائي أيضا .
هذه خلاصة عن تاريخ الباب والباهائية والبهائيين ، ذكرناها بالمناسبة ، ولهم تاريخ طويل مملوء بالمخازي والقبائح التي تندي منها جبهة الإنسانسة [1] .
وهناك عدد آخر من المدعين للمهدوية كذبا وزورا ، ونعلم – أنهم من اي قسم من أقسام الثلاثة المذكورة ، وإليك اسماء بعضهم :
1- عبيد الله المهدي بن محمد الحبيب بن الإمام جعفر الصادق عليه السلام وهو مؤسس الدولة الفاطمية في بلاد المغرب إبتداء من مصر إلى المغرب الأقصى .
2- محمد بن عبد الله بن تومرت العلوي الحسني ، المعروف بالمهدي الهرعي ، واصله من جيل السوس في أقصى بلاد المغرب ، وقد أسس دولة عظيمة في أوائل القرن السادس الهجري ، وعند مماته أوصى إلى عبد الله المؤمن ، فقام مقامه وأسس دولة عرفت بدولة عبد المؤمن .
3- العباس الفاطمي ، ظهر في المغرب الأقصى في آخر المائة السابعة للهجري ، وادّعي المهدوية .
4- السيد أحمد ، ظهر في بعض بلاد المهند عام 1243هـ
5- نحند بن علي بن محمد السنوسي ، ولد في الجزائر في جبل سنوس عام 1211هـ . تقريبا ، واسس مذهبا وسكن في ليبيا ، وخلفه ابنه .
6-غلام أحمد قادياني ، ولد حوالي سنة 1249هـ في قاديان من بلاد البنجاب في باكستان ، وكثّر أتباعه في بلته وفي منطقة البنجان وكشمير وبمباي وغيرها من بلاد المهند وبلاد العرب ، وزنجبار .
7- محمد أحمد المهدي السوداني . ويقال له : ( المتمهدي ) ادّعي أنّه الإمام الثاني عشر الذي زهر مرة قبل هذه ، وكان يبشّر السودانيين المضظهدين بظهور المهدي المتظر لإنقاذهم من الضرائب التي كانت الدولة – يومذاك – تستوفيها من الناس ، فانتشر اسم الإمام المهدي المنتظر في الأوساط . وسألوه يوما : لعلّك المهدي المنتظر ؟! .
فقال : أجل .. أنا هو !! .
ثم أخذ يبث تعاليمه وانتشر خبره إلى الخرطوم وضواحيه ، فاعترفت به القبائل االبقاّرة ، وحارب الإنكليز وانتصر وانتصر في حروبه ، ثم مات على أثر الحمي حوالي سنة 1308هـ .
هذا ..ولكل واحد من هؤلاء ترجم مفصلة ، وقد إكتفينا بهذا الموجز رعاية للإختصار ، ويوجد شيء من التفاصيل في كتاب ( مفتاح باب الأبواب ) وكتاب ( طبقات المضلين ) .
وخلاصة القول : إنّ أدّعاء المهدوية والبابوية صار ألعوبة ووسيلة عند الإنتهازيين الذين يحاولون تحقيق أهدافهم الشخصية أو الإستعمارية .. مهما كانت الوسيلة .
ومن الصحيح أن نقول : أنّ هؤلاء الذين ادّعوا المهدوية ، قد ارتكبوا جريمة لا تغتفر ، لأنّهم تلاعبوا بمعتقدات الناس ، وأرادوا إحياء الباطل وإماتة الحق ، وتشويه سمعة الشيعة والتشيع ، وتفريق كلمة أتباع أهل البيت عليهم السلام وفتح المجال أمام كل مخالف ومستهزء ومعاند ، ليكتب ما يشاء وقول ما يريد .
أضف إلى ذلك : إضلالهم الناس وإغوائهم عن الطريق المستقيم ، وسوقهم إلى مذاهب مفتعلة مزيّفة .
[1] مذكرات دالكوركي – الجاسوس الروسي في البلاد اٌسلامية ص 61-85 . تعريب العلامة البحاثة السيد أحمد الموسوي الفالي
الموضوع منقول
لاهمية الموضوع وعلاقته بما يجري من احداث اليوم
ولكي يطلع عليه اكبر عدد ممكن من المتصفحين ارتأينا
نقله للفائدة
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه مباشرة بعد قراءة هذا الموضوع هو :هل ان للوجود الامريكي دور فعال فيما يجري اليوم من احداث دامية في العراق الجريح فيما يخص هذا الموضوع،وذلك من خلال تحريض اتباعه من الصداميين وغيرهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
اخواني المتصفحين الرجاء قراءة الموضوع كاملا حتى يتسنى
لكم الاجابة عن السؤال المطروح
الذين ادّعوا المهدوية كذبا وزورا أو نسب إليهم
لقد كان القول والإعتقاد بالإمام المهدي عليه السلام ثابتا عند المسلمين منذ عهد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، والأئمة الطاهرين من بعده .
وهناك الكثيرمن الآيات المأولة بالإمام المهدي عليه السلام والبشائر النبوية ، والأحاديث العلوية ، والأخبار الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام .
و أنّ تلك الآيات والأحاديث تنطق بظهور الإمام المهدي وتصرح بجلالة قدره وعلوّمكانه ، بحيث لا تجد في تاريخ الإسلام نظير لتلك الشخصية من حيث الإمكانية وتنفيذ القدرة ، والإستيلاء على الكرة الأرضية ، وغير ذلك.
فكانت هذه الحقيقة مشهورة عند المسلمين ، معروفة لديهم ، لكثرة الأحاديث المروية حولها ، ولم يكن أحد يتجرأ على تكذيب هذه الحقيقة في ذلك الزمان .
وانطلاقا من هذه العقيدة والحقيقة ظهر – خلال هذه القرون- أفراد نسبت إليهم المهدوية أو سوّلت لهم أنفسهم أن يدّعوا المهدوية كذبا وزروا ، وقد أحصاهم بعض المؤرخين فبلغوا خمسين رجلا ، والجدير بالذكر أنّ بعضهم مجهول النسب والهوية والإتجاه والدين والمذهب ، وبعضهم كانت له تصرفات شاذة ، وأعمال غير عقلائية تشبه تصرفات المجانين ، وبعضهم هلك هو وأتباعه في أوائل دعوته ، وأزيلوا عن الوجود ولم تبق منهم بقية ، وبعضهم مات وبقي اسمه وذكره .
ونحن نقتطف –من مجموعة هؤلاء الأفراد – عددا من الذين اشتهروا في التاريخ بادّعائهم المهدوية ، ونذكر لمحة خاطفة عنهم .
ويمكننا أن نقسم هؤلاء إلى ثلاثة أقسام :
1- نسبت إليه المهدوية .
2- من ادّعي المهدوية بدافع حبّ الرئاسة والجاه .
3- من ادّعي المهدوية بخطه إستعمارية وإيعاز من المستعمرين.
أمّا القسم الأوّل : فيظهر من التاريخ أنّ بعض الذين نسبت إليهم المهدوية إنّما ادّعاها لهم أصحابهم وأتباعهم ، وانتشرت هذه الفكرة يومذاك في الأوساط . ولا نعلم – بالضبط- لماذا سكت هؤلاء في مقابل هذه النسبة المفتعلة إليهم ؟! .
وقد حاول أتباع هؤلاء أن يطبقوا بعض العلامات – المروية في الأحاديث حول الإمام المهدي – على أولئك الأفراد .
وفيما يلي نذكر نماذج من هذا القسم :
1- لقد ورد في الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
( أنّ المهدي اسمه اسمي)
وجاء أتباع المختار بن أبي عبيدة الثقفي وأعوانه ، فنسبوا المهدوية إلى محمد ابن الإمام علي(عليه السلام) ، المعروف بابن الحنفية ، وطبقوا عليه الحديث المذكور. ويناسب هنا قول الشاعر :
قل للذين يدّعي في العلم فلسفة*** حفظت شيئا وغابت عنك أشياء
2- كما ورد في الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( أنّ المهدي من ولد الحسين ، وأنّه يخرج بالسيف ، وأنّه ابن سبيّة – اي مسبية - ).
فلما نهض زيد بن علي بن الحسين (عليه السلام) ادّعي أتباعه أنّه المهدي لأنّه من ولد الحسين ، وأنّه قام بالسيف وأنّه بن سبية .
وقد تناسي اتباع زيد الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال :
(وأئمة بعدي إثنا عشر ، تسعة من صلب الحسين ، وتاسعهم قائمهم )
فلم يكن زيد الإمام التاسع من صلب الحسين (عليه السلام) .
ولكن أتباع زيد ادّعوا هذه الإدّعاء ، جلبا للقولب ولأغراض نفسية .
ولمّا قتل زيد وبقي مصلوبا سنوات عديدة ، قال حكم بن عيّاش – شاعر الأمويين – في ضمن أبيات له :
صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة*** ولم نر مهديا على الجذع يصل فانظر إلى هذا الحاقد الشامت ، كيف يشمت بصلب زيد بن علي بن الحسين ، وكيف يستهزء بالمهدوية ؟ ! .
وأخيرا ... تكوّن المذهب الزيدي من ذلك اليوم وإلى هذا اليوم ، ويتواجد أكثرهم في بلاد اليمن ، وقد انفصلوا – مع الأسف – عن المذهب الشيعي وعن أئمة أهل البيت عليهم السلام واتّبعوا بعض المذاهب الأخرى ، في فقههم وأصولهم وفروعهم .
وكانت للزيدية مواقف غير حميدة تجاه الأئمة الطاهرين عليهم السلام هذا ... والجدير بالزيدية أن يراجعوا إلى أصلهم واصالتهم ، بأنّ يتمسكوا – في مذهبهم – بأئمة أهل البيت الذين أمر الله ورسوله بأتباعهم ، وأن يعودوا إلى المذهب الشيعي الحق ، الذي كانوا عليه في بداية الأمر .
4- وبعد سنوات من ثورة زيد بن علي ، ولد محمد بن عبد الله – المعروف بالمحض – بن الحسن المثني ابن الإمام الحسن المجتبي (عليه السلام) فانتهز أصحاب المطامع والأهواء هذه الفرصة ، فنسبوا إليه المهدوية وطبّقوا عليه الحديث المزيّف المختلق المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنّ المهدي ... وأسم أبيه اسم أبي) .
5- وقد ذكرنا – في أوئل البحث – أنّ هذا الحديث يخالف مئات الأحاديث المروية حول اسم والد الإمام المهدي ، وأنّه الإمام الحسن العسكري عليه السلام إلاّ أنّ الإنتهازيين طبّقوا هذا الحديث المزيّف على محمد بن عبد الله المحض ، وسموه بـ ( النفس الزكية ) وبايعه بعض الناس ، ومن المضحك أنّ أباه عبد الله بايعه أيضا على أنّه المهدي .
وممّن بايعه هو المنصور الدوانيقي العباسي ، ولما قامت الحكومة العباسية انهارت مهدوية محمد بن عبد الله ، ونقض المنصور بيعته ! .
وأمّا القسم الثاني : وهم الذين ادّعوا المهدوية بدافع الدجل وحبّ الرئاسة ، وجلب القلوب واكتساب القدرة والعظمة ، فهم كثيرون .. منهم : المهدي العباسي ، فقد ادّعي أبوه المنصور الدوانيقي بأنّ ولده هذا هو المهدي ! مع العلم أنّ المنصور كان قد بايع – قبل ذلك – محمد بن عبد الله المحض الذي نسبت إليه المهدوية.
انظر إلى هذه المخازي ، وإلى التلاعب بالعقائد ، حسب الأهواء والظروف ! .
وهكذا .. وبين فترة وأخرى ، كانت هذه الفكرة تظهر ، وتتجسد في هذا وذاك ، حسب الآراء والميول والنزاعات .
ولا ينقضي تعجبي من قلّة حياة هؤلاء المدّعين للمهدوية وصفاتهم ! فكيف كانوا يتجاعرون بهذا الكذب الفاضح المخزي وهم يعلمون أنّهم يكذبون في ادّعائهم ؟! لأنّ الإمام المهدي – الذي بشّر به رسول الله والأئمة الطاهرين – موصوف بصفات خاصة ، ومنعوت بمزايا معينّّّّّّّّّّّّّّة مصرّح بها .
وأشهر تلك الصفات أنه يملأ الأرض قسطا وعدلا ، بعد أن تملأ ظلما وجورا ، فهل استطاع أحد من أولئك الكذّابين أن يرفع شيئا من الظلم الذي انتشر في المجتمعات البشرية ؟! .
وأعجب من هؤلاء الدّجالين هم الذين صدّقوا ادعات هؤلاء ، وآمنوا بهم وبخرافاتهم ، مع العلم أنّ الأحاديث الشريفة لم تكن تنطبق عليهم ، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على الفراغ الفكري والعقائدي الذي كان يعاني منه هولاء الأتباع ، ممّا جعلهم ينعقون مع كلّ ناعق ويميلون مع كل ريح .
وأمّا القسم الثالث : وهم الذين ادّعوا المهدوية ، بخطّة إستعمارية وإيعاز من المستعمرين ، فيمكن الإشارة إليهم فيما يلي :
لقد وضع الإستعمار عدّة خطط لضرب الإسلام وتفريق كلمة المسلمين ، كيف يتحقق هدفه الإستعمارية : ( فرّق تسد ) .
ومن الخطط الجهنمية التي وضعها في هذا المجال هو إيجاد المذاهب المتعددة في المسلمين ، والتلاعب بالمعتقدات الدينية ، لإيجاد الوهن فيها وتضعضع القلوب والأفكار .
وممّا انتهزه الإستعمار – في هذا المجال – هي فكرة المهدوية ، فقد ربّي بعض الأفراد تربية إستعمارية ، وأمرهم بأن يدّعوا المهدوية ، وساعدهم بالمال وغيره .
ونكتفي – هنا – بذكر نموذج واحد من الذين ادّعوا المهدوية بإيعاز من المستعمرين ، رعاية لأسلوب البحث .
علي محمد الباب ، مؤسس البهائية :
لقد جاء جاسوس روسي إلى إيران عام 1834م، حاملا معه خطة شيطانية خبيثة ضد الإسلام والمسلمين ، واستطاع هذا الجاسوس الروسي أن يلعب دورا حاقدا في سياسة إيران يومذاك.
وبعد فترة جاء إلى العراق ، وسمّي نفسيه : الشيخ عيسي لنكراني ، بينما كان اسمه الحقيقي : كنياز دالكوركي ، وتزيّا بزي رجال الدين وحضر درس السيد كاظم الرشتي – كان من العلماء – في مدينة كربلاء المقدسة ، وهناك التقي برجل اسمه علي محمد – الذي عرف فيما بعد بالباب – وكان تلميذ عند الرشتي المذكور .
وكان علي محمد يشرب الحشيشة ، واستطاع الجاسوس أن يكوّن بينه وبين علي محمد علاقة صداقة وثيقة .
وفي ليلة من الليالي وبينما شرب علي محمد الحشيشة – كعادته – انتهز الجاسوس الروسي الفرصة ، وخاطبه – بكل خضوع واحترام – قائلا : يا صاحب الزمان ترحم عليّ ... أنت صاحب الزمان قطعا .
وبالرغم من أنّ علي محمد كان قد فقد بعض مشاعره بسبب الحشيشة المخدّرة إلاّ أنّه رفض هذا الخطاب ، وحاول أن يدفع عن نفسه هذه النسبة ، ولكنّ الجاسوس الروسي ألحّ عليه بذلك ، وجعل يلقّنه ويكرر عليه القول بأنه هو الإمام المهدي .
وكلما شرب علي محمد الحشيشة ، وانتهز الجاسوس الفرصة للتلقين والإيحاء ، وكان يسأله أسئلة طفيفة ويجيب علي محمد بإجابات سخيفة ، فيبدي الجاسوس إعجابه بتلك الإجابات .
وفي يوم من الأيام أحضر له الجاسوس زجاجة خمر اشترها من بغداد ، وقدّمه للباب ، فلم يمتنع من شربها ، ولما سلبت الخمرة عقله ورشده ، شرع الجاسوس بتلقينه بأنّه هو الإمام المهدي صاحب الزمان .
وبدأ علي محمد يصدق مقالة الجاسوس ، ويعتقد بأنه هو الإمام المهدي ، ولكنّه خاف من إظهار هذا الأمر ، ولم يصرح به .. إلاّ أنّ الجاسوس كان يشجعه على ذلك ويعدّه بالمال الكثير .
وأخيرا سافر علي محمد من كربلاء المقدسة إلى البصرة ثم إلى بوشهر – إيران - وهنا ادّعي أنّه باب الإمام المهدي ، أي أنّه نائب خاص للامام (عليه السلام) ولكنّ الجاسوس لم يرض بهذا الإدّعاء ، بل كتب إليه : أنت صاحب الأمر وإمام العصر .
ثم جعل الجاسوس ينشر في كربلاء بأنّ علي محمد هو صاحب الزمان وقد ظهر في بو شهر .
والناس بين مصدّق ومكذّب ، فالذين كانوا يعرفون علي محمد الحشّاش الخمّار ، كانوا يضحكون من هذه الإشاعات ، وبعض الحمقي والبسطاء كانوا يصدقون الخبر .
وبعدما قام الجاسوس بهذه الأعمال الشيطانية عيّن سفيرا لروسيا في طهران ، فقويت شوكته ، وكثرت إمكانياته ، ووجد مجال العمل مفتوحا أمامه أكثر ، فانتهز الفرصة أكثر من ذي قبل .
وكان الجاسوس قد ربّي – في طهران – أفرادا من اصدقائه تربية جاسوسية ، بأن اشترى منهم ضمائرهم وعقائدهم ، فصاروا تحت تصرّفه ، ورهن إشارته ، منهم : الأخوان : حسين علي المعروف بـ ( البهاء ) والميرزا يحيي المعروف بـ ( صبح أزل ) وكان لهذين الأخوين دور كبير في تنفيذ خطط هذا الجاسوس الخبيث .
وبعد انقضاء شهرين ، خرج علي محمد من مدينة بوشهر واتّجه نحو مدينة شيراز ، وكلّما مرّ علي قرية في الطريق ادّعي بأنّه النائب الخاص للإمام المهدي .
وفي شيراز جعل يدّعي أنّه هو الإمام المهدي صاحب الزمان ، فاجتمع حوله بعض السفلة الذين لا يلتزمون بمبدإ ولا دين .
ولما سمع علماء شيراز بقدوم هذا الشيطان الرجيم ، وأرسلوا بعض من يثقون به ، إلى مجلس علي محمد لتحقيق عن الخبر ، واستطاع أولئك الثقات أن يتظاهروا بالمحبّة والتعظيم ، حتى وثق بهم علي محم ، وصرّح لهم بأنّه هو الإمام المهدي ، وكشف لهم عن بعض ما يعتقده من خرافات وأباطيل ، وأخبروا العلماء بما يضمره هذا المنحرف الضال .
وهنا قام العلماء ضدّه ، وهكذا ثار عليه أقرباؤه واسرته وأخرجوه من منزله ، وألقي علي القبض وسيق إلى المحكمة ، فحكموا عليه بالضرب والسجن . وبقي في السجن فترة طويلة ، ثم أطلق سراحه ، فخرج من شيراز قاصدا مدينة أصفهان .
وبعث الجاسوس برسالة إلى والي اصفهان ، يوصيه – فيها – باحترام علي محمد الباب والمحافظة على حياته ، ولكنّ والي أصفهان فارق الحياة في تلك الأيام ، وألقي القبض على الإمام المزيّف وأرسل مخفورا إلى طهران .
وأوعز الجاسوس الروسي إلى أصدقائه – الذين تقدّم ذكرهم – بأن يثيروا الضجيج بين الناس ، بأنّ يقولوا لهم : إنّ الإمام المهدي قد ألقي عليه القبض !! .
ثم أرسلت الحكومة علي محمد الباب مخفورا إلى ( قزوين ) ثم إلى ( تبريز) ثم إلى ( ماكو) . واستمر أصدقاء الجاسوس السوفياتي على التهريج ضدّ الحكومة يومذاك ، وانتشر الخبر في بعض بلاد إيران ، فقام بعض السفلة – الذين زوّدهم الجاسوس بالمال – بالضجيج والصياح ضدّ الحكومة .
وأخيرا ... أمر الملك بإحضار علي محمد ومحاكمته ، بحضور العلماء والفقهاء ، فانعقدت الجلسة وجرى حوار ونقاش أدّي – في النهاية – غلى نوبة علي محمد على أيدي العلماء ، والإستغفار من ذنبه .
فخشي الجاسوس الروسي أن ينكشف أمره ، فسعى في قتل علي محمد ، تغطية للمؤامراة السوفياتية الخبيثة التي نفذّها ، وفي تلك الأيام ، قتل الملك ، وجاء بعده الملك ناصر الدين شاه ، فأمر بقتل علي محمد وشنقه ، ونفذّ فيه حكم الإعدام .
وأمّا حسين علي وزملاؤه ، فقد ذهبوا إلى بغداد ، بأمر الجاسوس الروسي ، بعد أن كادوا أن يلقوا جزاءهم ، لولا المحاولات الكثيرة التي بذلها الجاسوس وموظفوا السفارة الروسية لإنقاذهم .
وصدرت التعليمات من الجاسوس إلى حسين علي بأن يدعو لأخيه يحيي بأنه هو الذي يظهره الله في آخر الزمان ، وزوّدهم بأموال كثيرة في سبيل نشر هذه الدعوة . فشرعوا بالدعوة إلى ذلك الدين المزيف ، وتجاوب معهم بعض الهمج من الناس ، الذي ليس لهم اتجاه معيّن في الحياة .
وعند ذلك حكمت الحكومة العثمانية على هذه الطغمة الفاسدة ، بالإبعاد من بغداد إلى ( اسلامبول) – بتركيا- ثم إلى ( أدرنة ) .
وكانت التعليمات البهائية تنظم في سفارة روسيا في طهران ، وترسل إلى حسين علي ، وكان بدوره ينشرها بين أتباه .
وأخيرا ... وقع الإختلاف والنزاع بين حسين علي وأخيه يحيي ، فسافر يحيي إلى قبرص وتزوّج هناك وسمي نفسه : ( صبح أزل ) .
وأمّا حسين علي وأتباعه فقد أبعدوا من تركيا إلى مدينة عكا – في فلسطين – وواصلوا الجهود لنشر هذا الدين الخرافي في إيران وفلسطين ، عن طريق بذل الأموال الطائلة .
وقد اختار حسين علي لنفسه لقب ( البهاء ) ولهذا يسمي أتباعه بـ ( البهائية ) . والجدير بالذكر أنّ الدين البهائي ينفصل عن الإسلام في الاصول والفروع ، وأنّ البهائية لا يعتبرون أنفسهم مسلمين ، بل يعتبرون أنفسهم أتباع دين آخر اسمه : ( البهائية ).
وقد انتشر هذا الحزب السياسي – الذي تلبس بلباس الدين – في بعض البلاد الإسلامية والغربية وقد اتّحدت أمريكا مع روسيا في نشر هذا الدين وترويجه ، ضدّ الإسلام والمسلمين ، ولهذا ترى البهائية والبهائيين يتواجدون في كل قطر يخضع للنفوذ الأمريكي ، ومتى تقلصّ النفوذ الأمريكي من بلد من البلاد الإسلامية ، تقلصّ الحزب البهائي أيضا .
هذه خلاصة عن تاريخ الباب والباهائية والبهائيين ، ذكرناها بالمناسبة ، ولهم تاريخ طويل مملوء بالمخازي والقبائح التي تندي منها جبهة الإنسانسة [1] .
وهناك عدد آخر من المدعين للمهدوية كذبا وزورا ، ونعلم – أنهم من اي قسم من أقسام الثلاثة المذكورة ، وإليك اسماء بعضهم :
1- عبيد الله المهدي بن محمد الحبيب بن الإمام جعفر الصادق عليه السلام وهو مؤسس الدولة الفاطمية في بلاد المغرب إبتداء من مصر إلى المغرب الأقصى .
2- محمد بن عبد الله بن تومرت العلوي الحسني ، المعروف بالمهدي الهرعي ، واصله من جيل السوس في أقصى بلاد المغرب ، وقد أسس دولة عظيمة في أوائل القرن السادس الهجري ، وعند مماته أوصى إلى عبد الله المؤمن ، فقام مقامه وأسس دولة عرفت بدولة عبد المؤمن .
3- العباس الفاطمي ، ظهر في المغرب الأقصى في آخر المائة السابعة للهجري ، وادّعي المهدوية .
4- السيد أحمد ، ظهر في بعض بلاد المهند عام 1243هـ
5- نحند بن علي بن محمد السنوسي ، ولد في الجزائر في جبل سنوس عام 1211هـ . تقريبا ، واسس مذهبا وسكن في ليبيا ، وخلفه ابنه .
6-غلام أحمد قادياني ، ولد حوالي سنة 1249هـ في قاديان من بلاد البنجاب في باكستان ، وكثّر أتباعه في بلته وفي منطقة البنجان وكشمير وبمباي وغيرها من بلاد المهند وبلاد العرب ، وزنجبار .
7- محمد أحمد المهدي السوداني . ويقال له : ( المتمهدي ) ادّعي أنّه الإمام الثاني عشر الذي زهر مرة قبل هذه ، وكان يبشّر السودانيين المضظهدين بظهور المهدي المتظر لإنقاذهم من الضرائب التي كانت الدولة – يومذاك – تستوفيها من الناس ، فانتشر اسم الإمام المهدي المنتظر في الأوساط . وسألوه يوما : لعلّك المهدي المنتظر ؟! .
فقال : أجل .. أنا هو !! .
ثم أخذ يبث تعاليمه وانتشر خبره إلى الخرطوم وضواحيه ، فاعترفت به القبائل االبقاّرة ، وحارب الإنكليز وانتصر وانتصر في حروبه ، ثم مات على أثر الحمي حوالي سنة 1308هـ .
هذا ..ولكل واحد من هؤلاء ترجم مفصلة ، وقد إكتفينا بهذا الموجز رعاية للإختصار ، ويوجد شيء من التفاصيل في كتاب ( مفتاح باب الأبواب ) وكتاب ( طبقات المضلين ) .
وخلاصة القول : إنّ أدّعاء المهدوية والبابوية صار ألعوبة ووسيلة عند الإنتهازيين الذين يحاولون تحقيق أهدافهم الشخصية أو الإستعمارية .. مهما كانت الوسيلة .
ومن الصحيح أن نقول : أنّ هؤلاء الذين ادّعوا المهدوية ، قد ارتكبوا جريمة لا تغتفر ، لأنّهم تلاعبوا بمعتقدات الناس ، وأرادوا إحياء الباطل وإماتة الحق ، وتشويه سمعة الشيعة والتشيع ، وتفريق كلمة أتباع أهل البيت عليهم السلام وفتح المجال أمام كل مخالف ومستهزء ومعاند ، ليكتب ما يشاء وقول ما يريد .
أضف إلى ذلك : إضلالهم الناس وإغوائهم عن الطريق المستقيم ، وسوقهم إلى مذاهب مفتعلة مزيّفة .
[1] مذكرات دالكوركي – الجاسوس الروسي في البلاد اٌسلامية ص 61-85 . تعريب العلامة البحاثة السيد أحمد الموسوي الفالي
الموضوع منقول
لاهمية الموضوع وعلاقته بما يجري من احداث اليوم
ولكي يطلع عليه اكبر عدد ممكن من المتصفحين ارتأينا
نقله للفائدة
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه مباشرة بعد قراءة هذا الموضوع هو :هل ان للوجود الامريكي دور فعال فيما يجري اليوم من احداث دامية في العراق الجريح فيما يخص هذا الموضوع،وذلك من خلال تحريض اتباعه من الصداميين وغيرهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.....