المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفسير الامام علي للأذان والاقامة...


نور المستوحشين
19-02-2008, 02:10 AM
عن علي بن أبي طالب ع قال كنا جلوسا في المسجد إذا صعد المؤذن المنارة

فقال الله أكبر الله أكبر فبكى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و بكينا ببكائه

فلما فرغ المؤذن قال أ تدرون ما يقول المؤذن قلنا الله و رسوله و وصيه أعلم فقال لو تعلمون ما يقول لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا

فلقوله الله أكبر معان كثيرة منها أن قول المؤذن الله أكبر يقع على قدمه و

أزليته و أبديته و علمه و قوته و قدرته و حلمه و كرمه و جوده و عطائه و كبريائه

فإذا قال المؤذن الله أكبر فإنه يقول الله الذي له الخلق و الأمر و بمشيته كان

الخلق و منه كان كل شي‏ء للخلق و إليه يرجع الخلق و هو الأول قبل كل شي‏ء

لم يزل و الآخر بعد كل شي‏ء لا يزال و الظاهر فوق كل شي‏ء لا يدرك و الباطن دون كل شي‏ء لا يحد فهو الباقي و كل شي‏ء دونه فان

و المعنى الثاني الله أكبر أي العليم الخبير علم ما كان و ما يكون قبل أن يكون

و الثالث الله أكبر أي القادر على كل شي‏ء يقدر على ما يشاء القوي لقدرته

المقتدر على خلقه القوي لذاته قدرته قائمة على الأشياء كلها إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون

و الرابع الله أكبر على معنى حلمه و كرمه يحلم كأنه لا يعلم و يصفح كأنه لا

يرى و يستر كأنه لا يعصى لا يعجل بالعقوبة كرما و صفحا و حلما

و الوجه الآخر في معنى الله أكبر أي الجواد جزيل العطاء كريم الفعال

و الوجه الآخر الله أكبر فيه نفي كيفيته كأنه يقول الله أجل من أن يدرك

الواصفون قدر صفته التي هو موصوف بها و إنما يصفه الواصفون على

قدرهم لا على قدر عظمته و جلاله تعالى الله عن أن يدرك الواصفون صفته علوا كبيرا

و الوجه الآخر الله أكبر كأنه يقول الله أعلى و أجل و هو الغني عن عباده لا حاجة به إلى أعمال خلقه

و أما قوله أشهد أن لا إله إلا الله فإعلام بأن الشهادة لا تجوز إلا بمعرفة من

القلب كأنه يقول اعلم أنه لا معبود إلا الله عز و جل و أن كل معبود باطل سوى

الله عز و جل و أقر بلساني بما في قلبي من العلم بأنه لا إله إلا الله و أشهد أنه

لا ملجأ من الله إلا إليه و لا منجى من شر كل ذي شر و فتنة كل ذي فتنة إلا بالله

و في المرة الثانية أشهد أن لا إله إلا الله معناه أشهد أن لا هادي إلا الله و لا

دليل لي إلا الله و أشهد الله بأني أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد سكان السماوات

و سكان الأرضين و ما فيهن من الملائكة و الناس أجمعين و ما فيهن من

الجبال و الأشجار و الدواب و الوحوش و كل رطب و يابس بأني أشهد أن لا

خالق إلا الله و لا رازق و لا معبود و لا ضار و لا نافع و لا قابض و لا باسط و

لا معطي و لا مانع و لا دافع و لا ناصح و لا كافي و لا شافي و لا مقدم و لا

مؤخر إلا الله له الخلق و الأمر و بيده الخير كله تبارك الله رب العالمين

و أما قوله أشهد أن محمدا رسول الله يقول أشهد الله أني أشهد أن لا إله إلا

هو و أن محمدا عبده و رسوله و نبيه و صفيه و نجيه أرسله إلى كافة الناس

أجمعين بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون و

أشهد من في السماوات و الأرض من النبيين و المرسلين و الملائكة و الناس

أجمعين أني أشهد أن محمدا ص سيد الأولين و الآخرين

و في المرة الثانية أشهد أن محمدا رسول الله يقول أشهد أن لا حاجة لأحد إلى

أحد إلا إلى الله الواحد القهار مفتقرة إليه سبحانه و أنه الغني عن عباده و

الخلائق أجمعين و أنه أرسل محمدا إلى الناس بشيرا و نذيرا و داعيا إلى الله

بإذنه و سراجا منيرا فمن أنكره و جحده و لم يؤمن به أدخله الله عز و جل نار

جهنم خالدا مخلدا لا ينفك عنها أبدا

و أما قوله حي على الصلاة أي هلموا إلى خير أعمالكم و دعوة ربكم و

سارعوا إلى مغفرة من ربكم و إطفاء ناركم التي أوقدتموها على ظهوركم و

فكاك رقابكم التي رهنتموها بذنوبكم ليكفر الله عنكم سيئاتكم و يغفر لكم ذنوبكم

و يبدل سيئاتكم حسنات فإنه ملك كريم ذو الفضل العظيم و قد أذن لنا معاشر

المسلمين بالدخول في خدمته و التقدم إلى بين يديه

و في المرة الثانية حي على الصلاة أي قوموا إلى مناجاة ربكم و عرض

حاجاتكم على ربكم و توسلوا إليه بكلامه و تشفعوا به و أكثروا الذكر و القنوت

و الركوع و السجود و الخضوع و الخشوع و ارفعوا إليه حوائجكم فقد أذن لنا في ذلك

و أما قوله حي على الفلاح فإنه يقول أقبلوا إلى بقاء لا فناء معه و نجاة لا

هلاك معها و تعالوا إلى حياة لا موت معها و إلى نعيم لا نفاد له و إلى ملك لا

زوال عنه و إلى سرور لا حزن معه و إلى أنس لا وحشة معه و إلى نور لا

ظلمة معه و إلى سعة لا ضيق معها و إلى بهجة لا انقطاع لها و إلى غنى لا

فاقة معه و إلى صحة لا سقم معها و إلى عز لا ذل معه و إلى قوة لا ضعف

معها و إلى كرامة يا لها من كرامة و عجلوا إلى سرور الدنيا و العقبى و نجاة الآخرة و الأولى

و في المرة الثانية حي على الفلاح فإنه يقول سابقوا إلى ما دعوتكم إليه و إلى

جزيل الكرامة و عظيم المنة و سني النعمة و الفوز العظيم و نعيم الأبد في جوار محمد ص في مقعد صدق عند مليك مقتدر

و أما قوله الله أكبر فإنه يقول الله أعلى و أجل من أن يعلم أحد من خلقه ما

عنده من الكرامة لعبد أجابه و أطاعه و أطاع ولاة أمره و عرفه و عبده و

اشتغل به و بذكره و أحبه و أنس به و اطمأن إليه و وثق به و خافه و رجاه و اشتاق إليه و وافقه في حكمه و قضائه و رضي به

و في المرة الثانية الله أكبر فإنه يقول الله أكبر و أعلى و أجل من أن يعلم أحد

مبلغ كرامته لأوليائه و عقوبته لأعدائه و مبلغ عفوه و غفرانه و نعمته لمن

أجابه و أجاب رسوله و مبلغ عذابه و نكاله و هوانه لمن أنكره و جحده و أما قوله

لا إله إلا الله معناه لله الحجة البالغة عليهم بالرسل و الرسالة و البيان و

الدعوة و هو أجل من أن يكون لأحد منهم عليه حجة فمن أجابه فله النور و

الكرامة و من أنكره فإن الله غني عن العالمين و هو أسرع الحاسبين

و معنى قد قامت الصلاة في الإقامة أي حان وقت الزيارة و المناجاة و قضاء

الحوائج و درك المنى و الوصول إلى الله عز و جل و إلى كرامته و غفرانه و عفوه و رضوانه

قال مصنف هذا الكتاب إنما ترك الراوي لهذا الحديث ذكر حي على خير العمل للتقية


2- و قد روي في خبر آخر أن الصادق ع سئل عن معنى حي على خير العمل فقال خير العمل الولاية و في خبر آخر خير العمل بر فاطمة و ولده(ع)
........

نســألـــكـــم الــدعـــــاء


نور...

النور المقدس
19-02-2008, 05:45 PM
السلام عليك ياسيدي ومولاي يا أمير المؤمنين

نسالكم الدعاء