أبوبخيت
20-02-2008, 07:54 PM
خواطر وذكريات من لقاءات مع الإمام الشيرازي
أم أحمد الشهابي
توهم من قال أن سماحة الإمام الشيرازي (قدس سره) قد مات، وكذب من ادعى أن الثرى ابتلعت جثمانه الطاهر ولم تعد ذكراه حية، الإمام حي بيننا يشهد لعذابنا بقلبه الكبير وثغره الباسم.. لا زال حاضراً بصوته الحنون ونفسه الزكي العابق بعطر الولاية بكلماته التي غمر أحلامنا بدفء الأمل هذه الكلمات التي تركت الأثر الكبير في نفس الأخوات الفاضلات اللواتي التقين بسماحته (قدس سره) في مراحل مختلفة من حياتهن وتحدثن عن الأثر الذي تركته تلك اللقاءات في حياتهن..
الأخت أم احمد الشهابي تقول:
أنا زوجة أحد الذين اعتقلهم النظام الإيراني وبعد عدة شهور من اعتقالهم سمحوا لنا برؤية أزواجنا وكان عددهم حوالي أربعة عشر نفراً ومن ضمنهم كان نجل الإمام الشيرازي وعندما رجعنا من اللقاء ذهبنا إلى منزل الإمام (رحمه الله) لكي أخبره عن وضع زوجي وصحة ابنه فكان سماحته واقفاً لأداء صلاة المغرب في بيته المتواضع مع أهل بيته، وبناته وزوجات أولاده يصلون خلفه، وعندما انتهى استقبلنا برحابة صدر وتواضع، كان دائماً يتكلم معنا ويعطينا المعنويات العالية فكان الدواء لكل داء ويوصينا دائماً بالصبر والتأسي بأهل البيت وأننا لسنا بأفضل من أهل البيت الذين لاقوا الكثير من المحن والمصائب وان الله يحبنا وابتلانا بهذا البلاء لأن الله إذا أحب عبداً ابتلاه.
كنا فرحين لأننا شاهدنا أزواجنا صحيح أننا شاهدناهم على أسوأ حالة من التعذيب الروحي والبدني لكنهم كانوا أقوياء لأنهم تربوا على يد ذلك العالم والفقيه الجليل، وعندما كنا نلتقي بسماحة المرجع الديني الأعلى كانت تصيبنا حالة من الصبر والتحمل والقوة.
وكان عندما يلتقي بالنساء يحثهن
إلى طلب العلم وبيان أهميته ويجل أن تكون المرأة متعلمة واعية تعرف وما يجري حولها ويجب أن تكون كاتبة وتكتب في كافة الأمور وكان يؤكد على هذا الأمر ويقول اكتبن حتى لو كم سطر لمجلة أو نشرة، وكن خطيبات.. اصعدن المنابر وعلى الخصوص الفتاة الحوزوية التي يجب أن تكون مبلغة مرشدة ترشد الناس وتعلمهم حقائق لم يعرفوها وكان يقول ليست وظيفة المرأة تنحصر في إدارة المنزل فقط، صحيح هذا العمل جهاد وإن تربية الأطفال تربية صالحة وحسن التبعل جهاد لكن على المرأة جهاد آخر وهو التعليم والتعلم وهناك نساء كثيرات معروفات بالعلم والفضل. وكان سماحة السيد متواضعاً وعطوفاً جداً وفي إحدى اللقاءات التي كنا في حضوره بكت طفلة فحملها سماحته وأعطاها شوكولاته وابتسم في وجهها فسكتت الطفلة أعطانا في ذلك الموقف درساً لا ينسى عن العطف على الصغير.
كان كله إيمان وتقوى نسأل الله أن يتغمد روحه الطاهرة فسيح جنانه مع أجداده الأئمة الأطهار عليهم أفضل الصلاة والسلام.
أما الأخت ب.م فتقول متحدثة:
في أيام المحنة العصيبة التي مرت
بسبب الاعتقالات التي طالت اتباع الإمام الراحل (قدس سره) من قبل جهاز المخابرات كان الإمام الشيرازي يحثنا على الدعاء والصبر والسعي الدؤوب من اجل خلاصهم من أيدي الظالمين.
ففي إحدى زياراتنا لسماحته كان يواسينا بمصائب أهل البيت (عليهم السلام) وما عانوه من الظلم والاضطهاد والقسوة خصوصاً السيدة زينب (عليها السلام) وما عانته من المصائب والمحن في مسيرتها مع أخيها الحسين عليها وعليه السلام وكيف أنها تحملت كل تلك الشدائد وصبرت بعد تضحيتها بكل ما تملك من اجل الحفاظ على الدين والمذهب من الزيغ والانحراف فعلينا (والكلام للإمام الراحل) أن نقتدي بهذه السيدة الجليلة فهي السلوة والقدوة لنا.. وكان سماحته كالجبل الصامد لا تهزه العواصف ولم يكن يبالي بكل الضغوطات التي أحاطوه بها..مع أنهم اعتقلوا اثنين من أبناءه ولكن كان يخفي آلامه في صدره وفي المقابل كانت ابتسامته تعلو شفتاه وفي الوقت الذي كنا نسليه ونواسيه ونصبره على هذه المشكلة وندعو بالفرج لهم كان يجيبنا بان أولئك كلهم أبنائي ولا فرق بين أحد منهم ولم نسمع منه ولا مرة واحدة يتكلم عن أبنائه بل كان يقول (قدس سره) بأن هؤلاء الأخوة بحاجة إلى دعاءنا وان نتوسل بالأئمة الأطهار(عليهم السلام) حتى يخلصهم مما هم فيه ولذا فقد كان (قدس سره) يدعو لهم ويسعى بكل جهوده من أجل الإفراج عنهم وإخراجهم من هذه المحنة حتى انه كان يعقد جلسات الذكر والدعاء مع الأصدقاء وكان كثيراً يوصينا ويحثنا الاستمرار على قراءة زيارة عاشوراء والسلام.
وأخذت الأخت أم محمد الأسدي في عرض أول لقاء مع سماحته (قدس سره) وآخر لقاء معه بقولها: ترك المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد مهدي الشيرازي (قدس سره) ذكريات في نفوس مجبيه منذ الطفولة وعندما بلغني ذاك النبأ المفجع نزلت على قلبي الحسرات وفقدت صوابي ولم امتلك نفسي وأخذت أقلب في خاطري ذكريات الماضي. عند أول لقاء كان معه عندما كنت في الثاني عشر من عمري. كنا نسكن في حارة صغيرة من حارات مدينتنا المقدسة كربلاء وأنا جالسة مع صديقاتي وإذا بسيد نوراني دخل الحارة بكل تواضع ومعه عدد من العلماء وقالت الصديقات: إنه الشيرازي واليوم عقد قران جارتنا وهو مدعو هناك. فدخل السيد ودخلنا وراءه وأجرى صيغة العقد هو بنفسه وألقى محاضرة قصيرة وأوصى المرأة بإتقان حرفة من الحرف المناسبة لها. والكتابة والمناقشة وإنشاء الهيئات الدينية والثقافية.
والمرة الأخيرة التقيت بحضرته بعد فراق عشر سنوات فعند اللقاء بسماحته (قدس سره) مع زوجي وأولادي ألقيت نظرة إلى وجهه النير الذي يشع هيبة وقدسية وجلالاً. شعرت بأن عيني تبتلان بالدموع وبكابوس يضغط على صدري سلمنا عليه ورد علينا السلام فازداد انهمار عبراتي وأخذ يحدثنا وتبادلنا الأحاديث ومنها انه تذكر الوطن الغالي العراق الجريح والعتبات المقدسة وأنه قال: قيل أن صداماً مصاب بمرض وأـيامه قريبة إن شاء الله، وتجاذبنا الحديث معه وقلت له: أن المؤسسة التي نحن نديرها تعاني من قلة الإنفاق من المشرفين عليها فحدثنا وقال: مكان رجل يمشي على جرف نهر فراى رجل يمشي في النهر ونجا الرجل من الموت الحتمي فقال الغريق: لماذا أخرجتني أنا أريد أن انتحر فحمله ورماه مرة أخرى في النهر فقالوا له: لماذا أخرجته ورميته ثانية.
فقال طبقت المثل الذي يقول: اعمل خيراً وارمه في البحر ثم قال (رحمه الله): إن الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى والصبر في مجال التوعية يمنع الإنسان الثواب الجزيل في الدنيا والآخرة وكانت توجيهاته (رحمه الله) لنا ما يلي:
1- أن نتحرك لتأسيس مشروع الزواج الجماعي للشابات والشباب.
2- وتعليم الفتيات الخطابة -والكتابة- والحرف اليدوية مضافاً إلى التثقيف الإسلامي بفتح حوزات علمية.
وانفض الاجتماع بوداع حزين حار ولم نكن نعلم انه الوداع الأخير وأخذت ابتسامته الروحانية تنتشر على شفتيه اللتين طالما نطقتا بالذكر والفكر والموعظة وأخذ النور يخبو حتى غاب عنا ولكن لن يغيب من قلبنا الجريح
مجلة بشرى
أم أحمد الشهابي
توهم من قال أن سماحة الإمام الشيرازي (قدس سره) قد مات، وكذب من ادعى أن الثرى ابتلعت جثمانه الطاهر ولم تعد ذكراه حية، الإمام حي بيننا يشهد لعذابنا بقلبه الكبير وثغره الباسم.. لا زال حاضراً بصوته الحنون ونفسه الزكي العابق بعطر الولاية بكلماته التي غمر أحلامنا بدفء الأمل هذه الكلمات التي تركت الأثر الكبير في نفس الأخوات الفاضلات اللواتي التقين بسماحته (قدس سره) في مراحل مختلفة من حياتهن وتحدثن عن الأثر الذي تركته تلك اللقاءات في حياتهن..
الأخت أم احمد الشهابي تقول:
أنا زوجة أحد الذين اعتقلهم النظام الإيراني وبعد عدة شهور من اعتقالهم سمحوا لنا برؤية أزواجنا وكان عددهم حوالي أربعة عشر نفراً ومن ضمنهم كان نجل الإمام الشيرازي وعندما رجعنا من اللقاء ذهبنا إلى منزل الإمام (رحمه الله) لكي أخبره عن وضع زوجي وصحة ابنه فكان سماحته واقفاً لأداء صلاة المغرب في بيته المتواضع مع أهل بيته، وبناته وزوجات أولاده يصلون خلفه، وعندما انتهى استقبلنا برحابة صدر وتواضع، كان دائماً يتكلم معنا ويعطينا المعنويات العالية فكان الدواء لكل داء ويوصينا دائماً بالصبر والتأسي بأهل البيت وأننا لسنا بأفضل من أهل البيت الذين لاقوا الكثير من المحن والمصائب وان الله يحبنا وابتلانا بهذا البلاء لأن الله إذا أحب عبداً ابتلاه.
كنا فرحين لأننا شاهدنا أزواجنا صحيح أننا شاهدناهم على أسوأ حالة من التعذيب الروحي والبدني لكنهم كانوا أقوياء لأنهم تربوا على يد ذلك العالم والفقيه الجليل، وعندما كنا نلتقي بسماحة المرجع الديني الأعلى كانت تصيبنا حالة من الصبر والتحمل والقوة.
وكان عندما يلتقي بالنساء يحثهن
إلى طلب العلم وبيان أهميته ويجل أن تكون المرأة متعلمة واعية تعرف وما يجري حولها ويجب أن تكون كاتبة وتكتب في كافة الأمور وكان يؤكد على هذا الأمر ويقول اكتبن حتى لو كم سطر لمجلة أو نشرة، وكن خطيبات.. اصعدن المنابر وعلى الخصوص الفتاة الحوزوية التي يجب أن تكون مبلغة مرشدة ترشد الناس وتعلمهم حقائق لم يعرفوها وكان يقول ليست وظيفة المرأة تنحصر في إدارة المنزل فقط، صحيح هذا العمل جهاد وإن تربية الأطفال تربية صالحة وحسن التبعل جهاد لكن على المرأة جهاد آخر وهو التعليم والتعلم وهناك نساء كثيرات معروفات بالعلم والفضل. وكان سماحة السيد متواضعاً وعطوفاً جداً وفي إحدى اللقاءات التي كنا في حضوره بكت طفلة فحملها سماحته وأعطاها شوكولاته وابتسم في وجهها فسكتت الطفلة أعطانا في ذلك الموقف درساً لا ينسى عن العطف على الصغير.
كان كله إيمان وتقوى نسأل الله أن يتغمد روحه الطاهرة فسيح جنانه مع أجداده الأئمة الأطهار عليهم أفضل الصلاة والسلام.
أما الأخت ب.م فتقول متحدثة:
في أيام المحنة العصيبة التي مرت
بسبب الاعتقالات التي طالت اتباع الإمام الراحل (قدس سره) من قبل جهاز المخابرات كان الإمام الشيرازي يحثنا على الدعاء والصبر والسعي الدؤوب من اجل خلاصهم من أيدي الظالمين.
ففي إحدى زياراتنا لسماحته كان يواسينا بمصائب أهل البيت (عليهم السلام) وما عانوه من الظلم والاضطهاد والقسوة خصوصاً السيدة زينب (عليها السلام) وما عانته من المصائب والمحن في مسيرتها مع أخيها الحسين عليها وعليه السلام وكيف أنها تحملت كل تلك الشدائد وصبرت بعد تضحيتها بكل ما تملك من اجل الحفاظ على الدين والمذهب من الزيغ والانحراف فعلينا (والكلام للإمام الراحل) أن نقتدي بهذه السيدة الجليلة فهي السلوة والقدوة لنا.. وكان سماحته كالجبل الصامد لا تهزه العواصف ولم يكن يبالي بكل الضغوطات التي أحاطوه بها..مع أنهم اعتقلوا اثنين من أبناءه ولكن كان يخفي آلامه في صدره وفي المقابل كانت ابتسامته تعلو شفتاه وفي الوقت الذي كنا نسليه ونواسيه ونصبره على هذه المشكلة وندعو بالفرج لهم كان يجيبنا بان أولئك كلهم أبنائي ولا فرق بين أحد منهم ولم نسمع منه ولا مرة واحدة يتكلم عن أبنائه بل كان يقول (قدس سره) بأن هؤلاء الأخوة بحاجة إلى دعاءنا وان نتوسل بالأئمة الأطهار(عليهم السلام) حتى يخلصهم مما هم فيه ولذا فقد كان (قدس سره) يدعو لهم ويسعى بكل جهوده من أجل الإفراج عنهم وإخراجهم من هذه المحنة حتى انه كان يعقد جلسات الذكر والدعاء مع الأصدقاء وكان كثيراً يوصينا ويحثنا الاستمرار على قراءة زيارة عاشوراء والسلام.
وأخذت الأخت أم محمد الأسدي في عرض أول لقاء مع سماحته (قدس سره) وآخر لقاء معه بقولها: ترك المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد مهدي الشيرازي (قدس سره) ذكريات في نفوس مجبيه منذ الطفولة وعندما بلغني ذاك النبأ المفجع نزلت على قلبي الحسرات وفقدت صوابي ولم امتلك نفسي وأخذت أقلب في خاطري ذكريات الماضي. عند أول لقاء كان معه عندما كنت في الثاني عشر من عمري. كنا نسكن في حارة صغيرة من حارات مدينتنا المقدسة كربلاء وأنا جالسة مع صديقاتي وإذا بسيد نوراني دخل الحارة بكل تواضع ومعه عدد من العلماء وقالت الصديقات: إنه الشيرازي واليوم عقد قران جارتنا وهو مدعو هناك. فدخل السيد ودخلنا وراءه وأجرى صيغة العقد هو بنفسه وألقى محاضرة قصيرة وأوصى المرأة بإتقان حرفة من الحرف المناسبة لها. والكتابة والمناقشة وإنشاء الهيئات الدينية والثقافية.
والمرة الأخيرة التقيت بحضرته بعد فراق عشر سنوات فعند اللقاء بسماحته (قدس سره) مع زوجي وأولادي ألقيت نظرة إلى وجهه النير الذي يشع هيبة وقدسية وجلالاً. شعرت بأن عيني تبتلان بالدموع وبكابوس يضغط على صدري سلمنا عليه ورد علينا السلام فازداد انهمار عبراتي وأخذ يحدثنا وتبادلنا الأحاديث ومنها انه تذكر الوطن الغالي العراق الجريح والعتبات المقدسة وأنه قال: قيل أن صداماً مصاب بمرض وأـيامه قريبة إن شاء الله، وتجاذبنا الحديث معه وقلت له: أن المؤسسة التي نحن نديرها تعاني من قلة الإنفاق من المشرفين عليها فحدثنا وقال: مكان رجل يمشي على جرف نهر فراى رجل يمشي في النهر ونجا الرجل من الموت الحتمي فقال الغريق: لماذا أخرجتني أنا أريد أن انتحر فحمله ورماه مرة أخرى في النهر فقالوا له: لماذا أخرجته ورميته ثانية.
فقال طبقت المثل الذي يقول: اعمل خيراً وارمه في البحر ثم قال (رحمه الله): إن الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى والصبر في مجال التوعية يمنع الإنسان الثواب الجزيل في الدنيا والآخرة وكانت توجيهاته (رحمه الله) لنا ما يلي:
1- أن نتحرك لتأسيس مشروع الزواج الجماعي للشابات والشباب.
2- وتعليم الفتيات الخطابة -والكتابة- والحرف اليدوية مضافاً إلى التثقيف الإسلامي بفتح حوزات علمية.
وانفض الاجتماع بوداع حزين حار ولم نكن نعلم انه الوداع الأخير وأخذت ابتسامته الروحانية تنتشر على شفتيه اللتين طالما نطقتا بالذكر والفكر والموعظة وأخذ النور يخبو حتى غاب عنا ولكن لن يغيب من قلبنا الجريح
مجلة بشرى