مهند البراك
23-02-2008, 10:40 PM
قال الإمام الصادق(عليه السلام) من أراد زيارة قبر الحسين (عليه السلام) لا أشرا ولا بطرا ولا ظالما محت ذنوبه كما يمحض الثوب في الماء فلا يبقى عليه دنس ويكتب له بكل خطوه حجة وكلما رفعت قدمه عمرة .
بمناسبة أربعينية سيد الشهداء لنا أن نتساءل لماذا امرنا بأحيائها ؟ وكيف نحييها ؟ ولماذا جعلها الإمام العسكري (عليه السلام ) من علامات المؤمن): رُوِيَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ ( عليه السَّلام ) أَنَّهُ قَالَ : " عَلَامَاتُ الْمُؤْمِنِ خَمْسٌ : صَلَاةُ احدى وْخَمْسِينَ ، وَ زِيَارَةُ الأَرْبَعِينَ ، وَ التَّخَتُّمُ فِي الْيَمِينِ ، وَ تَعْفِيرُ الْجَبِينِ ، وَ الْجَهْرُ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "
في مقام الجواب على هذه التساؤلات لنحاول قراءة الرواية عن الإمام(عليه السلام) بأسلوب السؤال والجواب :
إذا شككت بشخص هل هو شيعي أم لا ؟ وأخبرك أحدهم انه شيعي تسأله كيف عرفت ذلك ؟
فيجيب انه يصلي إحدى وخمسين ركعة كل يوم . وإذا سألت وهل توجد علامة أخرى ؟
يجيب انه يضع الخاتم في يده اليمنى . وإذا سألت وهل توجد علامة أخرى ؟
يجيب انه يسجد على التراب . وإذا سألت وهل توجد علامة أخرى ؟
يجيب انه يزور الحسين(عليه السلام) في الذكرى الأربعينية لاستشهاده .
فهذه هي علامات الشيعة ومن أراد أن يعرف الشيعة فلينظر إلى كربلاء يوم الأربعين .
وبذلك يتضح الجواب عن تساؤلاتنا فان أهل البيت (عليهم السلام) أرادوا أن يكون اجتماع للشيعة في يوم واحد كما إن للمسلمين اجتماع في الحج والفائدة المرجوة من يوم الأربعين هي الفائدة المرجوة من الحج .
ومن فوائد الحج هو التقاء المسلمين من كل الأعراق والقوميات وتعارفهم ويعكس مدى قوة المسلمين وفرصة للتباحثهم بأمور دينهم وغيرها من الفوائد
وهذه الفوائد هي بعينها المرجوه من زيارة الأربعين فهي تعكس قوة الشيعة وتلاحمهم من خلال لقائهم في ارض إمامهم
ولنستعرض بعض اوجه الشبه بين الحج وزيارة الأربعين:
إن الحج قام استجابة لنداء أداه نبي الله إبراهيم عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام حيث نادى كما يذكر القرآن الكريم
( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا ً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج ٍ عميق )وكما تذكر الروايات انه وقف على مرتفع ودعا الناس للحج ولم يكن ناس يسمعون فأجابه من في الأصلاب بسماع النداء ويقول الحاج ( لبيك اللهم لبيك )
وحدث في يوم الطف إن الإمام الحسين(عليه السلام)(يقف ويهتف آلا من ناصر ينصرنا ) فسمعه كل الشيعة في الأصلاب ونادوا لبيك سيدي لننصرنك في هدفك الذي خرجت من اجله فقد قبلنا الحق الذي خرجت به
( أني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما إنما خرجت أطلب الإصلاح في أمة جدي أريد إن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي( صلى الله عليه وآله ) وسيرة أبي علي بن أبي طالب (عليه السلام) فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن رد علي هذا اصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين )
عن محمد بن مسلم عن الامام الباقر(عليه السلام)قال : قلت له إذا خرجنا إلى أبيك أفلسنا في حج ؟ قال (عليه السلام): بلى
قلت : قلت فيلزمنا ما يلزم الحاج ؟
قال(عليه السلام) : يلزمك حسن الصحبة لمن صحبك ويلزمك قلة الكلام إلا بخير ويلزمك كثرة ذكر الله ويلزمك نظافة الثياب ويلزمك الغسل قبل ان تاتي الحير ََ ويلزمك الخشوع وكثرة الصلاة والصلاة على محمد وآل محمد ويلزمك التحفظ عما لا ينبغي لك ويلزمك ان تغضي بصرك ( من المحرمات والمشتبهات ) ويلزمك ان تعود إلى أهل الحاجة من إخوانك إذا رأيت منقطعا ً والمواساة ( أن تناصفه نفقتك ) ويلزمك التقية التي قوام دينك بها والورع عما نهيت عنه وترك الخصومة وكثرة الأيمان (القسم ) والجدال الذي فيه الأيمان فإذا فعلت ذلك تم حجك وعمرتك واستوجبت من الذي طلبت ما عنده بنفقتك واغترابك عن اهلك ورغبتك فيما رغبت إن تنصرف بالمغفرة والرحمة والرضوان .
فنلاحظ من الرواية الشريفة إن زائر الحسين(عليه السلام) يجب عليه أن يلتزم بتروك الحج حتى تقبل زيارته .
فإخواني لنترك كل التروك من جدال وغيره ونتوجه الى ربنا بالإمام الحسين (عليه السلام) .
توجد بعض الامور التي يجب أن يتحلى بها زائر وخادم
الإمام (عليه السلام) منها :
1- أن يجرد نيته لله بحيث لا يشوبها شئ من الأغراض الدنيوية ولا يكون باعثه على الزيارة والخدمة إلا امتثال أمر الله تعالى ونيل ثوابه والاستخلاص من عذابه فليحذر كل الحذر أن يكون له باعث آخر مكنون في زوايا قلبه كالرياء أو الحذر من ذم الناس أو شغل آخر . فان كل ذلك يخرج العمل من الإخلاص ويحجبه عن الفائدة وترتب الثواب الموعود .
2- أن يتوب إلى الله توبة خالصة ويرد المظالم ويقطع علاقة قلبه عن الالتفات إلى ما وراءه .
3- أن يعظم في نفسه قدر أهل البيت (عليهم السلام) وقدر ربهم ويعلم انه تحمل المشاق لامر رفيع وهو صلتهم لأمره تعالى .
4- أن يخلي قلبه عن كل ما يشغل القلب ويفرق الهم في الطريق أو في المقصود من معاملة او مثلها حتى يكون الهم مجردا ً لله والقلب مطمئنا منصرفا الى ذكر الله وتعظيم شعائره متذكراً عند كل حركة وسكون أمراً أخر ويا ًيناسبه .
5- أن يحسن خلقه ويطيب كلامه ويكثر تواضعه ويتجنب سوء الخلق والغلظه في الكلام والرفث والفسوق والجدال فينبغي للزائر والخادم أن يلين جانبه لاصحابه ويخفض جناحه لهم ويلزم حسن الخلق وليس حسن الخلق مجرد كف الأذى بل احتمال الأذى .
6- أن يكون أشعث اغبر غير متزين ولا مائل إلى أسباب التفاخر والتكاثر فيكتب من المتكبرين ويخرج عن حزب الضعفاء والمساكين .
عن الإمام الصادق(عليه السلام) { إذا زرت أبا عبد الله (عليه السلام) فزره وأنت حزين مكروب شعث مغبر جائع عطشا ن فان الحسين(عليه السلام) قتل حزينا ً مكروبا ً شعثا ًمغبرا ً جائعا ً عطشاناً وسأله الحوائج وانصرف عنه ولا تتخذه وطنا ً .
زيارة الأربعين
نَصُّ الزِّيارَة :
رَوَى الشيخ الطوسي ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) عن جماعة ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْجَمَّالِ ، أنه قَالَ : قَالَ لِي مَوْلَايَ الصَّادِقُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ فِي زِيَارَةِ الْأَرْبَعِينَ : " تَزُورُ عِنْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ وَ تَقُولُ :
السَّلَامُ عَلَى وَلِيِّ اللَّهِ وَ حَبِيبِهِ ، السَّلَامُ عَلَى خَلِيلِ اللَّهِ وَ نَجِيبِهِ ، السَّلَامُ عَلَى صَفِيِّ اللَّهِ وَ ابْنِ صَفِيِّهِ ، السَّلَامُ عَلَى الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهِيدِ ، السَّلَامُ عَلَى أَسِيرِ الْكُرُبَاتِ وَ قَتِيلِ الْعَبَرَاتِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ وَلِيُّكَ وَ ابْنُ وَلِيِّكَ وَ صَفِيُّكَ وَ ابْنُ صَفِيِّكَ الْفَائِزُ بِكَرَامَتِكَ أَكْرَمْتَهُ بِالشَّهَادَةِ وَ حَبَوْتَهُ بِالسَّعَادَةِ ، وَ اجْتَبَيْتَهُ بِطِيبِ الْوِلَادَةِ وَ جَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السَّادَةِ وَ قَائِداً مِنَ الْقَادَةِ وَ ذَائِداً مِنَ الذَّادَةِ وَ أَعْطَيْتَهُ مَوَارِيثَ الْأَنْبِيَاءِ وَ جَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِكَ مِنَ الْأَوْصِيَاءِ ، فَأَعْذَرَ فِي الدُّعَاءِ وَ مَنَحَ النُّصْحَ وَ بَذَلَ مُهْجَتَهُ فِيكَ لِيَسْتَنْقِذَ عِبَادَكَ مِنَ الْجَهَالَةِ وَ حَيْرَةِ الضَّلَالَةِ ، وَ قَدْ تَوَازَرَ عَلَيْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيَا وَ بَاعَ حَظَّهُ بِالْأَرْذَلِ الْأَدْنَى وَ شَرَى آخِرَتَهُ بِالثَّمَنِ الْأَوْكَسِ وَ تَغَطْرَسَ وَ تَرَدَّى فِي هَوَاهُ وَ أَسْخَطَ نَبِيَّكَ وَ أَطَاعَ مِنْ عِبَادِكَ أَهْلَ الشِّقَاقِ وَ النِّفَاقِ وَ حَمَلَةَ الْأَوْزَارِ الْمُسْتَوْجِبِينَ النَّارَ ، فَجَاهَدَهُمْ فِيكَ صَابِراً مُحْتَسِباً حَتَّى سُفِكَ فِي طَاعَتِكَ دَمُهُ وَ اسْتُبِيحَ حَرِيمُهُ ، اللَّهُمَّ فَالْعَنْهُمْ لَعْناً وَبِيلًا وَ عَذِّبْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً .
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ سَيِّدِ الْأَوْصِيَاءِ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَمِينُ اللَّهِ وَ ابْنُ أَمِينِهِ ، عِشْتَ سَعِيداً وَ مَضَيْتَ حَمِيداً وَ مِتَّ فَقِيداً مَظْلُوماً شَهِيداً ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ مُنْجِزٌ مَا وَعَدَكَ وَ مُهْلِكٌ مَنْ خَذَلَكَ وَ مُعَذِّبٌ مَنْ قَتَلَكَ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ جَاهَدْتَ فِي سَبِيلِهِ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ ، فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي وَلِيٌّ لِمَنْ وَالَاهُ وَ عَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاهُ ، بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الْأَصْلَابِ الشَّامِخَةِ وَ الْأَرْحَامِ الطَّاهِرَةِ لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجَاهِلِيَّةُ بِأَنْجَاسِهَا وَ لَمْ تُلْبِسْكَ الْمُدْلَهِمَّاتُ مِنْ ثِيَابِهَا ، وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعَائِمِ الدِّينِ وَ أَرْكَانِ الْمُسْلِمِينَ وَ مَعْقِلِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ الْإِمَامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الْهَادِي الْمَهْدِيُّ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوَى وَ أَعْلَامُ الْهُدَى وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى وَ الْحُجَّةُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا ، وَ أَشْهَدُ أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَ بِإِيَابِكُمْ مُوقِنٌ بِشَرَائِعِ دِينِي وَ خَوَاتِيمِ عَمَلِي وَ قَلْبِي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ وَ أَمْرِي لِأَمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ وَ نُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ لَكُمْ ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لَا مَعَ عَدُوِّكُمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ عَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَ أَجْسَادِكُمْ وَ شَاهِدِكُمْ وَ غَائِبِكُمْ وَ ظَاهِرِكُمْ وَ بَاطِنِكُمْ ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ .
وَ تُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَ تَدْعُو بِمَا أَحْبَبْتَ وَ تَنْصَرِف" .
بمناسبة أربعينية سيد الشهداء لنا أن نتساءل لماذا امرنا بأحيائها ؟ وكيف نحييها ؟ ولماذا جعلها الإمام العسكري (عليه السلام ) من علامات المؤمن): رُوِيَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ ( عليه السَّلام ) أَنَّهُ قَالَ : " عَلَامَاتُ الْمُؤْمِنِ خَمْسٌ : صَلَاةُ احدى وْخَمْسِينَ ، وَ زِيَارَةُ الأَرْبَعِينَ ، وَ التَّخَتُّمُ فِي الْيَمِينِ ، وَ تَعْفِيرُ الْجَبِينِ ، وَ الْجَهْرُ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "
في مقام الجواب على هذه التساؤلات لنحاول قراءة الرواية عن الإمام(عليه السلام) بأسلوب السؤال والجواب :
إذا شككت بشخص هل هو شيعي أم لا ؟ وأخبرك أحدهم انه شيعي تسأله كيف عرفت ذلك ؟
فيجيب انه يصلي إحدى وخمسين ركعة كل يوم . وإذا سألت وهل توجد علامة أخرى ؟
يجيب انه يضع الخاتم في يده اليمنى . وإذا سألت وهل توجد علامة أخرى ؟
يجيب انه يسجد على التراب . وإذا سألت وهل توجد علامة أخرى ؟
يجيب انه يزور الحسين(عليه السلام) في الذكرى الأربعينية لاستشهاده .
فهذه هي علامات الشيعة ومن أراد أن يعرف الشيعة فلينظر إلى كربلاء يوم الأربعين .
وبذلك يتضح الجواب عن تساؤلاتنا فان أهل البيت (عليهم السلام) أرادوا أن يكون اجتماع للشيعة في يوم واحد كما إن للمسلمين اجتماع في الحج والفائدة المرجوة من يوم الأربعين هي الفائدة المرجوة من الحج .
ومن فوائد الحج هو التقاء المسلمين من كل الأعراق والقوميات وتعارفهم ويعكس مدى قوة المسلمين وفرصة للتباحثهم بأمور دينهم وغيرها من الفوائد
وهذه الفوائد هي بعينها المرجوه من زيارة الأربعين فهي تعكس قوة الشيعة وتلاحمهم من خلال لقائهم في ارض إمامهم
ولنستعرض بعض اوجه الشبه بين الحج وزيارة الأربعين:
إن الحج قام استجابة لنداء أداه نبي الله إبراهيم عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام حيث نادى كما يذكر القرآن الكريم
( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا ً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج ٍ عميق )وكما تذكر الروايات انه وقف على مرتفع ودعا الناس للحج ولم يكن ناس يسمعون فأجابه من في الأصلاب بسماع النداء ويقول الحاج ( لبيك اللهم لبيك )
وحدث في يوم الطف إن الإمام الحسين(عليه السلام)(يقف ويهتف آلا من ناصر ينصرنا ) فسمعه كل الشيعة في الأصلاب ونادوا لبيك سيدي لننصرنك في هدفك الذي خرجت من اجله فقد قبلنا الحق الذي خرجت به
( أني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما إنما خرجت أطلب الإصلاح في أمة جدي أريد إن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي( صلى الله عليه وآله ) وسيرة أبي علي بن أبي طالب (عليه السلام) فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن رد علي هذا اصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين )
عن محمد بن مسلم عن الامام الباقر(عليه السلام)قال : قلت له إذا خرجنا إلى أبيك أفلسنا في حج ؟ قال (عليه السلام): بلى
قلت : قلت فيلزمنا ما يلزم الحاج ؟
قال(عليه السلام) : يلزمك حسن الصحبة لمن صحبك ويلزمك قلة الكلام إلا بخير ويلزمك كثرة ذكر الله ويلزمك نظافة الثياب ويلزمك الغسل قبل ان تاتي الحير ََ ويلزمك الخشوع وكثرة الصلاة والصلاة على محمد وآل محمد ويلزمك التحفظ عما لا ينبغي لك ويلزمك ان تغضي بصرك ( من المحرمات والمشتبهات ) ويلزمك ان تعود إلى أهل الحاجة من إخوانك إذا رأيت منقطعا ً والمواساة ( أن تناصفه نفقتك ) ويلزمك التقية التي قوام دينك بها والورع عما نهيت عنه وترك الخصومة وكثرة الأيمان (القسم ) والجدال الذي فيه الأيمان فإذا فعلت ذلك تم حجك وعمرتك واستوجبت من الذي طلبت ما عنده بنفقتك واغترابك عن اهلك ورغبتك فيما رغبت إن تنصرف بالمغفرة والرحمة والرضوان .
فنلاحظ من الرواية الشريفة إن زائر الحسين(عليه السلام) يجب عليه أن يلتزم بتروك الحج حتى تقبل زيارته .
فإخواني لنترك كل التروك من جدال وغيره ونتوجه الى ربنا بالإمام الحسين (عليه السلام) .
توجد بعض الامور التي يجب أن يتحلى بها زائر وخادم
الإمام (عليه السلام) منها :
1- أن يجرد نيته لله بحيث لا يشوبها شئ من الأغراض الدنيوية ولا يكون باعثه على الزيارة والخدمة إلا امتثال أمر الله تعالى ونيل ثوابه والاستخلاص من عذابه فليحذر كل الحذر أن يكون له باعث آخر مكنون في زوايا قلبه كالرياء أو الحذر من ذم الناس أو شغل آخر . فان كل ذلك يخرج العمل من الإخلاص ويحجبه عن الفائدة وترتب الثواب الموعود .
2- أن يتوب إلى الله توبة خالصة ويرد المظالم ويقطع علاقة قلبه عن الالتفات إلى ما وراءه .
3- أن يعظم في نفسه قدر أهل البيت (عليهم السلام) وقدر ربهم ويعلم انه تحمل المشاق لامر رفيع وهو صلتهم لأمره تعالى .
4- أن يخلي قلبه عن كل ما يشغل القلب ويفرق الهم في الطريق أو في المقصود من معاملة او مثلها حتى يكون الهم مجردا ً لله والقلب مطمئنا منصرفا الى ذكر الله وتعظيم شعائره متذكراً عند كل حركة وسكون أمراً أخر ويا ًيناسبه .
5- أن يحسن خلقه ويطيب كلامه ويكثر تواضعه ويتجنب سوء الخلق والغلظه في الكلام والرفث والفسوق والجدال فينبغي للزائر والخادم أن يلين جانبه لاصحابه ويخفض جناحه لهم ويلزم حسن الخلق وليس حسن الخلق مجرد كف الأذى بل احتمال الأذى .
6- أن يكون أشعث اغبر غير متزين ولا مائل إلى أسباب التفاخر والتكاثر فيكتب من المتكبرين ويخرج عن حزب الضعفاء والمساكين .
عن الإمام الصادق(عليه السلام) { إذا زرت أبا عبد الله (عليه السلام) فزره وأنت حزين مكروب شعث مغبر جائع عطشا ن فان الحسين(عليه السلام) قتل حزينا ً مكروبا ً شعثا ًمغبرا ً جائعا ً عطشاناً وسأله الحوائج وانصرف عنه ولا تتخذه وطنا ً .
زيارة الأربعين
نَصُّ الزِّيارَة :
رَوَى الشيخ الطوسي ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) عن جماعة ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْجَمَّالِ ، أنه قَالَ : قَالَ لِي مَوْلَايَ الصَّادِقُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ فِي زِيَارَةِ الْأَرْبَعِينَ : " تَزُورُ عِنْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ وَ تَقُولُ :
السَّلَامُ عَلَى وَلِيِّ اللَّهِ وَ حَبِيبِهِ ، السَّلَامُ عَلَى خَلِيلِ اللَّهِ وَ نَجِيبِهِ ، السَّلَامُ عَلَى صَفِيِّ اللَّهِ وَ ابْنِ صَفِيِّهِ ، السَّلَامُ عَلَى الْحُسَيْنِ الْمَظْلُومِ الشَّهِيدِ ، السَّلَامُ عَلَى أَسِيرِ الْكُرُبَاتِ وَ قَتِيلِ الْعَبَرَاتِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ وَلِيُّكَ وَ ابْنُ وَلِيِّكَ وَ صَفِيُّكَ وَ ابْنُ صَفِيِّكَ الْفَائِزُ بِكَرَامَتِكَ أَكْرَمْتَهُ بِالشَّهَادَةِ وَ حَبَوْتَهُ بِالسَّعَادَةِ ، وَ اجْتَبَيْتَهُ بِطِيبِ الْوِلَادَةِ وَ جَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السَّادَةِ وَ قَائِداً مِنَ الْقَادَةِ وَ ذَائِداً مِنَ الذَّادَةِ وَ أَعْطَيْتَهُ مَوَارِيثَ الْأَنْبِيَاءِ وَ جَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِكَ مِنَ الْأَوْصِيَاءِ ، فَأَعْذَرَ فِي الدُّعَاءِ وَ مَنَحَ النُّصْحَ وَ بَذَلَ مُهْجَتَهُ فِيكَ لِيَسْتَنْقِذَ عِبَادَكَ مِنَ الْجَهَالَةِ وَ حَيْرَةِ الضَّلَالَةِ ، وَ قَدْ تَوَازَرَ عَلَيْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيَا وَ بَاعَ حَظَّهُ بِالْأَرْذَلِ الْأَدْنَى وَ شَرَى آخِرَتَهُ بِالثَّمَنِ الْأَوْكَسِ وَ تَغَطْرَسَ وَ تَرَدَّى فِي هَوَاهُ وَ أَسْخَطَ نَبِيَّكَ وَ أَطَاعَ مِنْ عِبَادِكَ أَهْلَ الشِّقَاقِ وَ النِّفَاقِ وَ حَمَلَةَ الْأَوْزَارِ الْمُسْتَوْجِبِينَ النَّارَ ، فَجَاهَدَهُمْ فِيكَ صَابِراً مُحْتَسِباً حَتَّى سُفِكَ فِي طَاعَتِكَ دَمُهُ وَ اسْتُبِيحَ حَرِيمُهُ ، اللَّهُمَّ فَالْعَنْهُمْ لَعْناً وَبِيلًا وَ عَذِّبْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً .
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ سَيِّدِ الْأَوْصِيَاءِ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَمِينُ اللَّهِ وَ ابْنُ أَمِينِهِ ، عِشْتَ سَعِيداً وَ مَضَيْتَ حَمِيداً وَ مِتَّ فَقِيداً مَظْلُوماً شَهِيداً ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ مُنْجِزٌ مَا وَعَدَكَ وَ مُهْلِكٌ مَنْ خَذَلَكَ وَ مُعَذِّبٌ مَنْ قَتَلَكَ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَ جَاهَدْتَ فِي سَبِيلِهِ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ ، فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ وَ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي وَلِيٌّ لِمَنْ وَالَاهُ وَ عَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاهُ ، بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الْأَصْلَابِ الشَّامِخَةِ وَ الْأَرْحَامِ الطَّاهِرَةِ لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجَاهِلِيَّةُ بِأَنْجَاسِهَا وَ لَمْ تُلْبِسْكَ الْمُدْلَهِمَّاتُ مِنْ ثِيَابِهَا ، وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعَائِمِ الدِّينِ وَ أَرْكَانِ الْمُسْلِمِينَ وَ مَعْقِلِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ الْإِمَامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الْهَادِي الْمَهْدِيُّ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوَى وَ أَعْلَامُ الْهُدَى وَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى وَ الْحُجَّةُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا ، وَ أَشْهَدُ أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَ بِإِيَابِكُمْ مُوقِنٌ بِشَرَائِعِ دِينِي وَ خَوَاتِيمِ عَمَلِي وَ قَلْبِي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ وَ أَمْرِي لِأَمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ وَ نُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ لَكُمْ ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لَا مَعَ عَدُوِّكُمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ عَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَ أَجْسَادِكُمْ وَ شَاهِدِكُمْ وَ غَائِبِكُمْ وَ ظَاهِرِكُمْ وَ بَاطِنِكُمْ ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ .
وَ تُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ وَ تَدْعُو بِمَا أَحْبَبْتَ وَ تَنْصَرِف" .