بنتُ علي
28-02-2008, 05:58 AM
المأمون والإمام الرضا عليه السلام
بعد وفاة هارون الرشيد "الخليفة العباسي " تقاتل ولداه الأمين والمأمون وقتل المأمون اخاه الأمين وتولى الخلافة هو ...
اتخذ المأمون خراسان عاصمة له بدلاً من بغداد عاصمة أبيه هارون وذلك خوفاً لأنه قتل أخاه ...فالأمين ابن زبيدة العربية بينما المأمون يكون ابن مراجل "جارية " فارسية لدى هارون
وشتّان بين ابن العربية السيدة وبين الجارية الفارسية "حسب منطق أولئك ""بني العباس "في ذلك الزمان " !!!
كان الإمام الرضا عليه السلام يعيش في المدينة المنورة مع أهله ..يعبد ربه ويعلم الناس ويرشدهم ويساعد الفقراء والمحتاجين وينصر المظلومين
كانت الثورات تقوم هنا وهناك ..ثورة ولاة وثورة زنوج وووو ...
كان المأمون يفكر في تلك الثورات ويرسل لها الجيوش لإخمادها
وبالفعل نجح في ذلك بفضل دهائه وحنكته وذكاء وزيره الفضل
وزيره الذي ساعده على قتل أخيه المأمون وذلك ليسهل عليه السيطرة على الحكم كون المأمون أقل شأناً من الأمين فأمه جارية وفارسية
لكنه اكتشف ذكاء ودهاء المأمون في لعبة الشطرنج ..فوجده كيف يحرك الجنود على صفحة الشطرنج ....
كانا يلعبان لكنهما في الحقيقة ينافسان بعضهما البعض في الدهاء في تلك اللعبة الذكية صار المأمون يحدث وزيره قائلاً :
إني ليشغلني أمر علي بن موسى الرضا !!
الفضل : ولماذا إنه يجلس في بيته يتعبد ويساعد الناس ولايقوم بالثورات ضدنا
المأمون : إنهم أحق بالخلافة منا ..لقد أخبرني أبي هارون بذلك والناس تحبهم ..إنه من أهل بيت يملكون قلوب الناس ويؤثروا فيهم حتى وإن صمتوا !!!
يسترسل المأمون قائلاً:
سآتي به إلى خراسان ...ثم أعينه ولياً للعهد
الفضل: ألاتخاف نقمة بني العباس ..لقد قتلت أخاك وستعين الرضا ولياً للعهد وبذا يذهب ملك بني العباس ....
وحينها ستكون أنت المذنب في ذهاب الملك
المأمون : حين أعينه ولياً للعهد سأحقق غاياتي الآتية:
أولاً : سيثبت للناس بأن علي بن موسى وهو من آل البيت ومن أبناء علي يطمحون في الخلافة مثلنا ...ويتوقون للمناصب وليسوا زُهادّاً كما يظنون
وبذلك أحط من شأنه ومن مكانته لدى الناس
ثانياً : سأجمعه بأحسن المتكلمين من جميع الطوائف أمام جمع كبير من الناس وستتم مُساءلته بأسئلة كثيرة لن يستطيع لها جواباً ..وبذا أثبت للناس أن الرضا كغيره يعجز عن إجابة بعض المسائل وليس عالماً يفقه كل شئ ...وبذا ايضاً يقل شأنه
ثم إنه حين يأتي الى هنا أطمئن بأنه لن يحشد الناس ضدي
وحين أوليه العهد سأقول للناس بأني أريد إعادة الحق إلى أصحابه وسيكون الرضا ولي عهدي ومن بعدي يكون الخليفة
الفضل لايقل ذكاء ودهاء عن المأمون فهم مقصد المأمون دون ان يشرح له وشعر بالضيق فالخليفة أدهى من أبيه وهو الذي كان يظنه لايفقه شيئاً
وصلت رسالة إلى الإمام الرضا عليه السلام ....
طلب منهم أن يزو مكة المكرمة قبل الذهاب إلى خراسان
لبوا طلبه
ذهب مع اهله "وأخته "فاطمة المعصومة عليها السلام
طاف بالبيت العتيق ...
ودّع أهله ...وداع مفارق ..
احتضن ابنه محمد الجواد وصارا يبكيان بكاء أبكى من كان حاضراً هناك
واخبرهم بأنه مسافر بلاعودة
كان هناك شخص أثر فيه الموقف كثيراً
شخص لايحتمل فراق علي الرضا
إنها اخته فاطمة المعصومة ...فهي فارقت أباها موسى بن جعفر 20سنة حين سجنه هارون الرشيد
فقدت الأب وفقدت امها قبل ذلك
لم يبقَ لها سوى علي ...الحنان والأمان والأب والمربي
إنه المثال والقدوة
سيذهب أيضاً ؟؟
ودّعهم بحزن شديد ....وفارقت تلك الأخت أمانها
رحل الرضا إلى حيث يبقى في الغربة بين أعداء يضمرون له الشر ويظهرون له الحب !
ذهب في موكب معزّز مكرّم
وصل ..استقبله المأمون بالترحيب والإبتسامات المصطنعة
ثم خصصوا له مكاناً ليجلس فيه
رجل أسمر نوراني يقضي الليل في تلاوة كتاب الله والتقرب إليه ...
ورجل من بني العباس يحيك المؤمرات ويخطط لقتل رجل شغله الشاغل هو الله عز وجل
صار يخاطبه : نحن أبناء عم لافرق بيننا في قرابتنا من رسول الله
علي الرضا: ياأمير المؤمنين ..ماذا لو جاء رسول الله الآن وخطب إبنتك ..أكنت تزوجه إياها؟؟؟؟
المأمون : بالطبع فهو شرف عظيم لي
علي الرضا: لكن لايمكن أن يخطب ابنتي فابنتي هي ابنته
حينها أُفحم المأمون وسكت فقد عرف مغزى ماقاله الإمام
في اليوم التالي :
المأمون : أريد أن أعيد الحق لأصحابه وتكون الخلافة لك
الرضا: لاأريد ذلك
المأمون : أما وقد رفضت الخلافة فلابد ان تقبل بولاية العهد
وتحت ضغط المأمون وجد الإمام نفسه مضطراً للقبول
لكن :بشروط ......وهي:
أن لايعين ولايعزل واليا ً أو أي شخص من منصبه
أن لايتدخل في شؤون الدولة
قبل المأمون جاء الإعلان في اليوم التالي بعد أن أعّد كلمة لإلقائها أمام الناس
كان مماجاء فيها :بأنه يريد إعادة الحق لآل بيت الرسول ولذا عين علي الرضا ولياً للعهد وبعد وفاة المأمون سيكون الرضا خليفة وله الحق أن يعين ابنه الجواد بعده فرح أنصار الإمام وبخاصة المقربين ..كادوا يطيرون فرحاً فالكل يحب آل البيت ويتمنى أن يحكموا فحكمهم حكم القرآن وسيعدلون وسيهنأ الناس في ظلهم
لكن علي الرضا لم يجعل أحد اصحابه يكمل فرحته قائلاً:
لاتفرح فلن يتم هذا الأمر !
نظرات تعجب تسأل لماذا؟؟؟ اختلط الحزن بالفرح ... لكن
عوام الناس فرحوا
ظهر العلويون ...عرفهم المأمون ...كشفهم ....
ظهر من كان يخفي ولاءه ...وبذا كشفهم بعد ان كانوا مخفيين
كشفهم لأنه أعطاهم الأمان
جاء يوم العيد ......
طلب المأمون من الإمام أن يخرج للناس ....
وافق الرجل الهاشمي "الرضا" بشرط أن يخرج كماكان يخرج رسول الله وعلي بن ابي طالب
خرج الرضا مرتديا ملابساً بيضاء أضافت لجماله جمالاً نورانياً
"حافي القدمين "
في موكب متواضع جداً
رأوه الناس صاروا يبكون ..يبكون ..يبكون
هل عاد زمن الجمال الروحاني ...زمن رسول الله ..هل أتى إلينا رسول الله أم أنه علي بطل خيبر ذاك المتواضع الذي يطعم الأيتام بيديه الكريمتين
بكى الموالون بحرقة
لالالاليس فقط الموالون
بل حتى جنود الخليفة الذين كانوا يسيرون مع علي الرضا كانوا يقطعون أحذيتهم بالسكاكين ليمشوا حفاة ...
صارت ضجة كبيرة ..هناك من يريد مصافحة الإمام وهناك من يريد أن يتبرك بردائه ..وهناك من يبكي بمجر النظر إليه ..ومن كان يقف بعيداً كان يبذل أقصى جهده ليتقدم وينعم بالنظر إلى وجه هو الأجمل على وجه الأرض في ذاك الزمان
رأى البعض ماحصل فنقلوا الخبر للمأمون ....فأمرهم بأن يطلبوا منه العودة...
ياأمير المؤمنين إن خطب وألقى على الناس كلمة لسوف يثور الناس ولاندري ماسيقول ..هو رجل بمجرد أن يرفع يده يضج الناس فكيف إذا تحدث !!!
ذهبوا للرجل الهاشمي "الرضا" وقالوا: يقول لك الخليفة لقد كلفناك شططاً " لانريد أن نثقل عليك " عد ...من حيث أتيت
عاد الإمام من حيث أتى ....مرت الأيام ....صارت خراسان وماحولها تئن تحت وطأة الجفاف
لامطر ............ الناس يشتكون
حدّث المأمون علي الرضا سائلاً إياه أن يدعو الله أن ينزل المطر
أجابه الرجل الهاشمي "الرضا" بأني أفعل يوم الإثنين
خرج علي الرضا يوم الإثنين .........
رفع يدين سمراوتين لطالما تصدق بهما على الفقراء ومسح بها رؤوس الأيتام ولم يضرب بها أحدا قط ولم يؤذي بها احدا قط ...
رفع يداه ........صار يدعو الله .........
لم تكن هناك أي إشارة فلكية تدل على أن المطر سينزل
بينما الإمام يدعو ...تساقطت قطرات المطر
ثم .......
مطر غزير
فرح الناس ومن فرحهم بكوا
وعادت الأرض خضراء ببركات رجل خُلق ليكون في العلياء ..خلق من طين لكنه ليس كأي طين ... إنه طين نوراني ..تعلق الناس بعلي الرضا ....
لا لم يتعلقوا به ..إنما هو يفرض نفسه وحبه على الجميع ...
كان المأمون لاينام الليل ..يفكر في أمر يقلل من شأن الإمام أمام الناس
أتى بالمتحدثين من جميع الطوائف
أتى بالجاثليق ..
قال الجاثليق :أنا لاأؤمن بدينكم ونبيكم فكيف تحاججني بهما ؟!
الرضا: بل احتج عليك بإنجيلكم
الجاثليق : حسناً
تم الحوار ....وبالطبع كان الرضا هو من أجاب عن جميع اسئلة الجاثليق حتى اضطر الجاثليق للسكوت والإنسحاب
ثم أتى رومي يهودي ..فاحتج عليه بالتوراة
انسحبت بقية الطوائف ماعدا عمران الصابئي ...
ابتسم الامام وسأل :أفيكم عمران ؟
قال :نعم ..أنا
الإمام: تفضل إسأل ماشئت
سأل وسأل وسأل والإمام يجيب
جاء وقت الصلاة ..قطع المأمون حديثهما ...قائلاً حان وقت الصلاة
أدى الإمام الصلاة والصابئي ينتظر
ثم اكمل أسئلته
بعدها ...........قال:
أشهد ان لاإله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله
لقد أسلم على يد الإمام لانه وجد الرد المقنع ...في حوار موضوعي وراقٍ وحضاري يحترم فيه كل من المتحاورين الآخر
زاد خوف المأمون ..المسلمون يتعلقون بعلي الرضا ويزداد إعجابهم به كل يوم
ولربما يثور الناس ضده في يوم من الايام فعلي الرضا وهو ولي عهد الخليفة عبدالله المأمون "العباسي" لايُضيع فرصة إلا ويذكر فيها جده رسول الله وجده علي بن ابي طالب وجدته الزهراء وجداه الحسن والحسين الشهيد بكربلاء .........
بينما المأمون كان يتوقع مدحاً وثناء له ..
اتخذ المأمون القرار ............
لامفر من الخلاص من علي الرضا ...فوجوده خطر على كرسي العرش
خطر على الخلافة والحكم .............
خطر على دولة بني العباس ................
.في إحدى الليالي حضر دعبل الخزاعي شاعر أهل البيت عليهم السلام الذي لايخاف في الله لومة لائم ..ولايهتم بجائر ولاظالم ...بل يقول شعره بكل جرأة وشجاعة .....
حضر ليسلّم على الإمام الرضا ........
فسأله الإمام هل انشدتَ شيئاً في آل البيت ؟؟؟
أنشد وذكر مصائب آل البيت حتى وصل لمصيبة الحسين وحين وصل لهذا البيت :
أفاطم لوخلتِ الحسين مجدلاً
سقط الإمام الرضا على الأرض من شدة البكاء
فسكت دعبل ..
قال له الإمام :أكمل
فأكمل ..
قال له الإمام : أأزيد قصيدتك ببيت من عندي ...
وقبر بطوس لنفس زكية ...الحت على الأكوان بالزفرات
سأل دعبل: قبر من ياسيدي؟؟؟؟؟
قال الإمام : هو قبري يادعبل
ثم اكمل قصيدته فقال له الإمام:
لقد نطق الروح القدس على لسانك يادعبل !
كان مجلس بكاء على الحسين هنا تحضره الزهراء ورسول الله والملائكة وأمير المؤمنين بينما في قصر الخلافة تُحاك المؤمرات
راح المأمون يضع السم بشكل دقيق في عنقود عنب
في اليوم التالي طلب من الإمام الحضور
حضر الإمام ...
قدم له العنب ...
قال الإمام :لااريد
المأمون يُصر عليه ...أعرفك تحب العنب
تناول ثلاث حبات ....ثم أحس بآثار السم ..وخرج
سأله المأمون :إلى اين ؟؟
الرضا: إلى حيثُ وجهتني
بقي الرضا طريح الفراش ...يصارع المرض ....لكنه لم يمت
المأمون يفكر : لابد أن السم ليس قوياً فلم يتمكن منه ويقتله
أحضر الرمان ....
طلب من خادم له أن يمرغ يده في دقيق ابيض دون ان يدري الخادم ماهية الدقيق ....
وكذلك أمره منذ فترة طويلة بأن يطيل أظفاره ولايقصها ...فاستجاب لأمرالخليفة دون ان يناقشه ...وطالت أظافره حتى صار يخجل من شكلها
ثم حانت لحظة المؤامرة الثانية ....
طلب من الخادم أن يفتح رمانة ...بيديه المليئتين بالسم
وكان يجلس جلسة الحزين عند رأس علي الرضا!!!
وقدم له الرمان المسموم
تناوله ...........
قبل أن يمرض أرسل لأخته فاطمة المعصومة بأن تحضر إليه
فرحت ....كانت تود الذهاب إلى القلب الدافئ الملئ بالحب ..وهاهو يرسل إليها ........
ذهبت مع أخوتها ..............
اعترضوهم في الطريق فقتلوهم امامها ....
بينما هي تفكر تذكرت مدينة قم ..التي قال فيها رسول الله:
"ستدفن امراة من بيتي في قم ..ومن زارها ضمن الجنة "
سألت عن الطريق وطلبت أن تذهب إلى هناك
وصلوا إلى قم .........
رأت الرايات السوداء ....والدكاكين مقفلة .........
طلبت منهم أن يسألوا مالخبر ؟؟؟؟؟؟؟
أتو إليها ...قالوا لها : أخوك علي الرضا مريض
سمعت بالخبر فسقطت وبقيت طريحة الفراش ........
بقيت ليال وأيام ...ثم ماتت عذراء قم "فاطمة المعصومة" ولها من العمر 28عاماً
الرضا قد سُقِي سم المأمون ...ثم استشهد عليه السلام يوم 17 صفر وباستشهاده أضيف حزن جديد لشيعة آل البيت عليهم السلام
هناك من ظن أن وفاته طبيعية وهناك من شك في أمر العنب والرمان
لكن أصحاب الإمام الخُلّص كانوا يعلمون علم اليقين بأنه استشهد ولم يُتوفى وفاة طبيعية فالإمام أخبرهم قبل وفاته
باستشهاد علي الرضا ..أُضيف ثأر جديد لصاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فًرجَه الشريف
وباستشهاده أضيف عار جديد على دولة بني العباس التي فنيت بسبب فساد حكامها وظلمهم
آجركم الله أيها المؤمنون الموالون في سيدنا علي بن موسى الرضا عليهما السلام
الاسم : علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب "حفيد فاطمة الزهراء " وحفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
كان هارون الرشيد "والد المأمون " لعنهما الله قدقتل الامام موسى بن جعفر والد "علي بن موسى الرضا" عليهما السلام
*************
هذه القصة كتبتها باسلوبي وبفهمي الخاص ..ومصادري هي مسلسل غريب طوس ورواية "الطريق إلى خراسان لكمال السيد "
حبيت الخصها وهذا اللي فهمته ..ولو تقرأوها أو تشاهدوها يكون افضل ..المسلسل روعة والرواية روعة
امممم وبعد ..في أحداث تركتها مثل مؤامرة قتل الامام الرضا والوزير الفضل بتخطيط من المأمون ..نجا منها الامام وقتل فيها الوزير ....وضر المأمون مجلس العزاء "كم يقتل القتيل ويمشي في جنازته وصار يذرف دموع التماسيح
في النهاية ..كل واحد يقرأها ..احب يقوللي ..شو اكثر شي لفت انتباهه ..وشدّه في القصة ؟؟؟ وهل فيها شي موواضح ؟؟؟
واحب اشوف اسقاطات تاريخية وسياسية من ذاك الزمان لهذا الزمان
شفتوها ..ولاحظتوها؟؟؟ لاحظتوا الفرق بين مصيبة غريب طوس وغريب كربلاء ؟؟؟؟
بين عذراء قم وعزيزة علي "زينب بنتُ علي"
؟؟؟؟؟؟؟؟
لاحظتوا شي ؟؟؟؟
مأجورين
تحياتي:بنتُ علي
بعد وفاة هارون الرشيد "الخليفة العباسي " تقاتل ولداه الأمين والمأمون وقتل المأمون اخاه الأمين وتولى الخلافة هو ...
اتخذ المأمون خراسان عاصمة له بدلاً من بغداد عاصمة أبيه هارون وذلك خوفاً لأنه قتل أخاه ...فالأمين ابن زبيدة العربية بينما المأمون يكون ابن مراجل "جارية " فارسية لدى هارون
وشتّان بين ابن العربية السيدة وبين الجارية الفارسية "حسب منطق أولئك ""بني العباس "في ذلك الزمان " !!!
كان الإمام الرضا عليه السلام يعيش في المدينة المنورة مع أهله ..يعبد ربه ويعلم الناس ويرشدهم ويساعد الفقراء والمحتاجين وينصر المظلومين
كانت الثورات تقوم هنا وهناك ..ثورة ولاة وثورة زنوج وووو ...
كان المأمون يفكر في تلك الثورات ويرسل لها الجيوش لإخمادها
وبالفعل نجح في ذلك بفضل دهائه وحنكته وذكاء وزيره الفضل
وزيره الذي ساعده على قتل أخيه المأمون وذلك ليسهل عليه السيطرة على الحكم كون المأمون أقل شأناً من الأمين فأمه جارية وفارسية
لكنه اكتشف ذكاء ودهاء المأمون في لعبة الشطرنج ..فوجده كيف يحرك الجنود على صفحة الشطرنج ....
كانا يلعبان لكنهما في الحقيقة ينافسان بعضهما البعض في الدهاء في تلك اللعبة الذكية صار المأمون يحدث وزيره قائلاً :
إني ليشغلني أمر علي بن موسى الرضا !!
الفضل : ولماذا إنه يجلس في بيته يتعبد ويساعد الناس ولايقوم بالثورات ضدنا
المأمون : إنهم أحق بالخلافة منا ..لقد أخبرني أبي هارون بذلك والناس تحبهم ..إنه من أهل بيت يملكون قلوب الناس ويؤثروا فيهم حتى وإن صمتوا !!!
يسترسل المأمون قائلاً:
سآتي به إلى خراسان ...ثم أعينه ولياً للعهد
الفضل: ألاتخاف نقمة بني العباس ..لقد قتلت أخاك وستعين الرضا ولياً للعهد وبذا يذهب ملك بني العباس ....
وحينها ستكون أنت المذنب في ذهاب الملك
المأمون : حين أعينه ولياً للعهد سأحقق غاياتي الآتية:
أولاً : سيثبت للناس بأن علي بن موسى وهو من آل البيت ومن أبناء علي يطمحون في الخلافة مثلنا ...ويتوقون للمناصب وليسوا زُهادّاً كما يظنون
وبذلك أحط من شأنه ومن مكانته لدى الناس
ثانياً : سأجمعه بأحسن المتكلمين من جميع الطوائف أمام جمع كبير من الناس وستتم مُساءلته بأسئلة كثيرة لن يستطيع لها جواباً ..وبذا أثبت للناس أن الرضا كغيره يعجز عن إجابة بعض المسائل وليس عالماً يفقه كل شئ ...وبذا ايضاً يقل شأنه
ثم إنه حين يأتي الى هنا أطمئن بأنه لن يحشد الناس ضدي
وحين أوليه العهد سأقول للناس بأني أريد إعادة الحق إلى أصحابه وسيكون الرضا ولي عهدي ومن بعدي يكون الخليفة
الفضل لايقل ذكاء ودهاء عن المأمون فهم مقصد المأمون دون ان يشرح له وشعر بالضيق فالخليفة أدهى من أبيه وهو الذي كان يظنه لايفقه شيئاً
وصلت رسالة إلى الإمام الرضا عليه السلام ....
طلب منهم أن يزو مكة المكرمة قبل الذهاب إلى خراسان
لبوا طلبه
ذهب مع اهله "وأخته "فاطمة المعصومة عليها السلام
طاف بالبيت العتيق ...
ودّع أهله ...وداع مفارق ..
احتضن ابنه محمد الجواد وصارا يبكيان بكاء أبكى من كان حاضراً هناك
واخبرهم بأنه مسافر بلاعودة
كان هناك شخص أثر فيه الموقف كثيراً
شخص لايحتمل فراق علي الرضا
إنها اخته فاطمة المعصومة ...فهي فارقت أباها موسى بن جعفر 20سنة حين سجنه هارون الرشيد
فقدت الأب وفقدت امها قبل ذلك
لم يبقَ لها سوى علي ...الحنان والأمان والأب والمربي
إنه المثال والقدوة
سيذهب أيضاً ؟؟
ودّعهم بحزن شديد ....وفارقت تلك الأخت أمانها
رحل الرضا إلى حيث يبقى في الغربة بين أعداء يضمرون له الشر ويظهرون له الحب !
ذهب في موكب معزّز مكرّم
وصل ..استقبله المأمون بالترحيب والإبتسامات المصطنعة
ثم خصصوا له مكاناً ليجلس فيه
رجل أسمر نوراني يقضي الليل في تلاوة كتاب الله والتقرب إليه ...
ورجل من بني العباس يحيك المؤمرات ويخطط لقتل رجل شغله الشاغل هو الله عز وجل
صار يخاطبه : نحن أبناء عم لافرق بيننا في قرابتنا من رسول الله
علي الرضا: ياأمير المؤمنين ..ماذا لو جاء رسول الله الآن وخطب إبنتك ..أكنت تزوجه إياها؟؟؟؟
المأمون : بالطبع فهو شرف عظيم لي
علي الرضا: لكن لايمكن أن يخطب ابنتي فابنتي هي ابنته
حينها أُفحم المأمون وسكت فقد عرف مغزى ماقاله الإمام
في اليوم التالي :
المأمون : أريد أن أعيد الحق لأصحابه وتكون الخلافة لك
الرضا: لاأريد ذلك
المأمون : أما وقد رفضت الخلافة فلابد ان تقبل بولاية العهد
وتحت ضغط المأمون وجد الإمام نفسه مضطراً للقبول
لكن :بشروط ......وهي:
أن لايعين ولايعزل واليا ً أو أي شخص من منصبه
أن لايتدخل في شؤون الدولة
قبل المأمون جاء الإعلان في اليوم التالي بعد أن أعّد كلمة لإلقائها أمام الناس
كان مماجاء فيها :بأنه يريد إعادة الحق لآل بيت الرسول ولذا عين علي الرضا ولياً للعهد وبعد وفاة المأمون سيكون الرضا خليفة وله الحق أن يعين ابنه الجواد بعده فرح أنصار الإمام وبخاصة المقربين ..كادوا يطيرون فرحاً فالكل يحب آل البيت ويتمنى أن يحكموا فحكمهم حكم القرآن وسيعدلون وسيهنأ الناس في ظلهم
لكن علي الرضا لم يجعل أحد اصحابه يكمل فرحته قائلاً:
لاتفرح فلن يتم هذا الأمر !
نظرات تعجب تسأل لماذا؟؟؟ اختلط الحزن بالفرح ... لكن
عوام الناس فرحوا
ظهر العلويون ...عرفهم المأمون ...كشفهم ....
ظهر من كان يخفي ولاءه ...وبذا كشفهم بعد ان كانوا مخفيين
كشفهم لأنه أعطاهم الأمان
جاء يوم العيد ......
طلب المأمون من الإمام أن يخرج للناس ....
وافق الرجل الهاشمي "الرضا" بشرط أن يخرج كماكان يخرج رسول الله وعلي بن ابي طالب
خرج الرضا مرتديا ملابساً بيضاء أضافت لجماله جمالاً نورانياً
"حافي القدمين "
في موكب متواضع جداً
رأوه الناس صاروا يبكون ..يبكون ..يبكون
هل عاد زمن الجمال الروحاني ...زمن رسول الله ..هل أتى إلينا رسول الله أم أنه علي بطل خيبر ذاك المتواضع الذي يطعم الأيتام بيديه الكريمتين
بكى الموالون بحرقة
لالالاليس فقط الموالون
بل حتى جنود الخليفة الذين كانوا يسيرون مع علي الرضا كانوا يقطعون أحذيتهم بالسكاكين ليمشوا حفاة ...
صارت ضجة كبيرة ..هناك من يريد مصافحة الإمام وهناك من يريد أن يتبرك بردائه ..وهناك من يبكي بمجر النظر إليه ..ومن كان يقف بعيداً كان يبذل أقصى جهده ليتقدم وينعم بالنظر إلى وجه هو الأجمل على وجه الأرض في ذاك الزمان
رأى البعض ماحصل فنقلوا الخبر للمأمون ....فأمرهم بأن يطلبوا منه العودة...
ياأمير المؤمنين إن خطب وألقى على الناس كلمة لسوف يثور الناس ولاندري ماسيقول ..هو رجل بمجرد أن يرفع يده يضج الناس فكيف إذا تحدث !!!
ذهبوا للرجل الهاشمي "الرضا" وقالوا: يقول لك الخليفة لقد كلفناك شططاً " لانريد أن نثقل عليك " عد ...من حيث أتيت
عاد الإمام من حيث أتى ....مرت الأيام ....صارت خراسان وماحولها تئن تحت وطأة الجفاف
لامطر ............ الناس يشتكون
حدّث المأمون علي الرضا سائلاً إياه أن يدعو الله أن ينزل المطر
أجابه الرجل الهاشمي "الرضا" بأني أفعل يوم الإثنين
خرج علي الرضا يوم الإثنين .........
رفع يدين سمراوتين لطالما تصدق بهما على الفقراء ومسح بها رؤوس الأيتام ولم يضرب بها أحدا قط ولم يؤذي بها احدا قط ...
رفع يداه ........صار يدعو الله .........
لم تكن هناك أي إشارة فلكية تدل على أن المطر سينزل
بينما الإمام يدعو ...تساقطت قطرات المطر
ثم .......
مطر غزير
فرح الناس ومن فرحهم بكوا
وعادت الأرض خضراء ببركات رجل خُلق ليكون في العلياء ..خلق من طين لكنه ليس كأي طين ... إنه طين نوراني ..تعلق الناس بعلي الرضا ....
لا لم يتعلقوا به ..إنما هو يفرض نفسه وحبه على الجميع ...
كان المأمون لاينام الليل ..يفكر في أمر يقلل من شأن الإمام أمام الناس
أتى بالمتحدثين من جميع الطوائف
أتى بالجاثليق ..
قال الجاثليق :أنا لاأؤمن بدينكم ونبيكم فكيف تحاججني بهما ؟!
الرضا: بل احتج عليك بإنجيلكم
الجاثليق : حسناً
تم الحوار ....وبالطبع كان الرضا هو من أجاب عن جميع اسئلة الجاثليق حتى اضطر الجاثليق للسكوت والإنسحاب
ثم أتى رومي يهودي ..فاحتج عليه بالتوراة
انسحبت بقية الطوائف ماعدا عمران الصابئي ...
ابتسم الامام وسأل :أفيكم عمران ؟
قال :نعم ..أنا
الإمام: تفضل إسأل ماشئت
سأل وسأل وسأل والإمام يجيب
جاء وقت الصلاة ..قطع المأمون حديثهما ...قائلاً حان وقت الصلاة
أدى الإمام الصلاة والصابئي ينتظر
ثم اكمل أسئلته
بعدها ...........قال:
أشهد ان لاإله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله
لقد أسلم على يد الإمام لانه وجد الرد المقنع ...في حوار موضوعي وراقٍ وحضاري يحترم فيه كل من المتحاورين الآخر
زاد خوف المأمون ..المسلمون يتعلقون بعلي الرضا ويزداد إعجابهم به كل يوم
ولربما يثور الناس ضده في يوم من الايام فعلي الرضا وهو ولي عهد الخليفة عبدالله المأمون "العباسي" لايُضيع فرصة إلا ويذكر فيها جده رسول الله وجده علي بن ابي طالب وجدته الزهراء وجداه الحسن والحسين الشهيد بكربلاء .........
بينما المأمون كان يتوقع مدحاً وثناء له ..
اتخذ المأمون القرار ............
لامفر من الخلاص من علي الرضا ...فوجوده خطر على كرسي العرش
خطر على الخلافة والحكم .............
خطر على دولة بني العباس ................
.في إحدى الليالي حضر دعبل الخزاعي شاعر أهل البيت عليهم السلام الذي لايخاف في الله لومة لائم ..ولايهتم بجائر ولاظالم ...بل يقول شعره بكل جرأة وشجاعة .....
حضر ليسلّم على الإمام الرضا ........
فسأله الإمام هل انشدتَ شيئاً في آل البيت ؟؟؟
أنشد وذكر مصائب آل البيت حتى وصل لمصيبة الحسين وحين وصل لهذا البيت :
أفاطم لوخلتِ الحسين مجدلاً
سقط الإمام الرضا على الأرض من شدة البكاء
فسكت دعبل ..
قال له الإمام :أكمل
فأكمل ..
قال له الإمام : أأزيد قصيدتك ببيت من عندي ...
وقبر بطوس لنفس زكية ...الحت على الأكوان بالزفرات
سأل دعبل: قبر من ياسيدي؟؟؟؟؟
قال الإمام : هو قبري يادعبل
ثم اكمل قصيدته فقال له الإمام:
لقد نطق الروح القدس على لسانك يادعبل !
كان مجلس بكاء على الحسين هنا تحضره الزهراء ورسول الله والملائكة وأمير المؤمنين بينما في قصر الخلافة تُحاك المؤمرات
راح المأمون يضع السم بشكل دقيق في عنقود عنب
في اليوم التالي طلب من الإمام الحضور
حضر الإمام ...
قدم له العنب ...
قال الإمام :لااريد
المأمون يُصر عليه ...أعرفك تحب العنب
تناول ثلاث حبات ....ثم أحس بآثار السم ..وخرج
سأله المأمون :إلى اين ؟؟
الرضا: إلى حيثُ وجهتني
بقي الرضا طريح الفراش ...يصارع المرض ....لكنه لم يمت
المأمون يفكر : لابد أن السم ليس قوياً فلم يتمكن منه ويقتله
أحضر الرمان ....
طلب من خادم له أن يمرغ يده في دقيق ابيض دون ان يدري الخادم ماهية الدقيق ....
وكذلك أمره منذ فترة طويلة بأن يطيل أظفاره ولايقصها ...فاستجاب لأمرالخليفة دون ان يناقشه ...وطالت أظافره حتى صار يخجل من شكلها
ثم حانت لحظة المؤامرة الثانية ....
طلب من الخادم أن يفتح رمانة ...بيديه المليئتين بالسم
وكان يجلس جلسة الحزين عند رأس علي الرضا!!!
وقدم له الرمان المسموم
تناوله ...........
قبل أن يمرض أرسل لأخته فاطمة المعصومة بأن تحضر إليه
فرحت ....كانت تود الذهاب إلى القلب الدافئ الملئ بالحب ..وهاهو يرسل إليها ........
ذهبت مع أخوتها ..............
اعترضوهم في الطريق فقتلوهم امامها ....
بينما هي تفكر تذكرت مدينة قم ..التي قال فيها رسول الله:
"ستدفن امراة من بيتي في قم ..ومن زارها ضمن الجنة "
سألت عن الطريق وطلبت أن تذهب إلى هناك
وصلوا إلى قم .........
رأت الرايات السوداء ....والدكاكين مقفلة .........
طلبت منهم أن يسألوا مالخبر ؟؟؟؟؟؟؟
أتو إليها ...قالوا لها : أخوك علي الرضا مريض
سمعت بالخبر فسقطت وبقيت طريحة الفراش ........
بقيت ليال وأيام ...ثم ماتت عذراء قم "فاطمة المعصومة" ولها من العمر 28عاماً
الرضا قد سُقِي سم المأمون ...ثم استشهد عليه السلام يوم 17 صفر وباستشهاده أضيف حزن جديد لشيعة آل البيت عليهم السلام
هناك من ظن أن وفاته طبيعية وهناك من شك في أمر العنب والرمان
لكن أصحاب الإمام الخُلّص كانوا يعلمون علم اليقين بأنه استشهد ولم يُتوفى وفاة طبيعية فالإمام أخبرهم قبل وفاته
باستشهاد علي الرضا ..أُضيف ثأر جديد لصاحب العصر والزمان عجّل الله تعالى فًرجَه الشريف
وباستشهاده أضيف عار جديد على دولة بني العباس التي فنيت بسبب فساد حكامها وظلمهم
آجركم الله أيها المؤمنون الموالون في سيدنا علي بن موسى الرضا عليهما السلام
الاسم : علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب "حفيد فاطمة الزهراء " وحفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
كان هارون الرشيد "والد المأمون " لعنهما الله قدقتل الامام موسى بن جعفر والد "علي بن موسى الرضا" عليهما السلام
*************
هذه القصة كتبتها باسلوبي وبفهمي الخاص ..ومصادري هي مسلسل غريب طوس ورواية "الطريق إلى خراسان لكمال السيد "
حبيت الخصها وهذا اللي فهمته ..ولو تقرأوها أو تشاهدوها يكون افضل ..المسلسل روعة والرواية روعة
امممم وبعد ..في أحداث تركتها مثل مؤامرة قتل الامام الرضا والوزير الفضل بتخطيط من المأمون ..نجا منها الامام وقتل فيها الوزير ....وضر المأمون مجلس العزاء "كم يقتل القتيل ويمشي في جنازته وصار يذرف دموع التماسيح
في النهاية ..كل واحد يقرأها ..احب يقوللي ..شو اكثر شي لفت انتباهه ..وشدّه في القصة ؟؟؟ وهل فيها شي موواضح ؟؟؟
واحب اشوف اسقاطات تاريخية وسياسية من ذاك الزمان لهذا الزمان
شفتوها ..ولاحظتوها؟؟؟ لاحظتوا الفرق بين مصيبة غريب طوس وغريب كربلاء ؟؟؟؟
بين عذراء قم وعزيزة علي "زينب بنتُ علي"
؟؟؟؟؟؟؟؟
لاحظتوا شي ؟؟؟؟
مأجورين
تحياتي:بنتُ علي