العـراقي
02-03-2008, 10:57 PM
5 ـ الزكية (http://www.rafed.net/books/aqaed/asrar/index.html)
ومعنى هذا الاسم مماثل ومرادف للمباركة ، والذي يقتضي الحال ان الزكاة هي النمو والزيادة في الشيء على وجه ما بحيث يكون ذا أثر واضح نتيجة تلك الزيادة التي تطرأ عليه ، فالزهراء زكية من جهة أن الله تعالى قد جعل ذرية الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد ازدادت ونمت عن طريق الرحم الطاهر للزهراء سلام الله عليها فلقد كثر وبانت ذرية الرسول من جهتها سلام الله عليها وهذا يقتضي أن تكون الزهراء هي المنبع الذي عن طريقه كثرة ذرية رسول الله ، فهي الزكية بكثرة بركتها على شيعتها ويمن المراجعة في هذا الموضوع في باب اسمها المباركة فإنه كما هي مباركة فهي زكية بسبب اخلاصها وحبها الله تعالى تفانيها في ذات الله .
6 ـ الراضية
من الأمور المهمة والتي تكون ذا أهمية كبيرة في معرفة درجة أيمان الفرد المسلم مسألة الرضا عن الله تعالى .، فمقام الرضا يحتاج إلى معرفة ويقين حتى يصل إليه الإنسان ويكون من الراضين بما قسم الله تعالى حتى يصل في النهاية إلى مرحلة إيمانية
____________
الاصابة » لابن حجر في ترجمتها عليها السلام ، و « حليةالأولياء » : 2 | 43 ، و « كشف الغمّة » : 1 | ص 502 ، و « الماقب » لابن شهر آشوب : 3 | 364 ، و « المستدرك » للمحدث النوريّ : 1 | 104 في نوادر الغسل .
( 410 )
عالية جداً ، وكما ورد في دعاء كميل « وتجعلني بقسمك راضياً قانعاً » أي أن الإنسان المؤمن يطلب من الله تعالى أن يوصله إلى مقام الرضا منه جل وعلا في كل ما يقسمة له سواء من خير أو غير ذلك ، ومع هذا كله فلقد ورّد في عدة أحاديث مروية عن أهل بيت العصمة عليهم السلام أن رأس طاعة الله تعالى الصبر والرضا عن الله تبارك وتعالى .
فلقد جاء في الحديث الشريف عن علي بن الحسين عليه السلام أنه قال : « الصبر والرضا عن الله رأس طاعة الله ، ومن صبر ورضي عن الله فيما قضى عليه فيما أحب أو كره ، لم يقض الله عز وجل له فيما أحب أو كره إلا ما هو خير له » (1) لأنه سبحانه وتعالى كما ورد في بعض الأخبار ـ عند حسن ظن عبده المؤمن به ، إضافة إلى أن الله سبحانه لا يختار لعبده إلا ما فيه خيره ومصلحته ، وان خفيف تلك المصلحة على العبد لمحدوديته وقصوره عن الإحاطة بمصالحه ومفاسده .
وجاء في حديث آخر عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إنّ أعلم الناس بالله أرضاهم بقضاء الله عز وجل (2) .
فمن خلال هذا الحديث وأحاديث أخرى يظهر مقام الزهراء سلام الله عليها العلي حيث أنها كانت راضية عن الله تعالى بكل ما قدر لها من خير وبلاء ، وهذا ينم عن الحالة الإيمانية عند فاطمة سلام الله عليها ، فمبلاحظة اسمها إلا لمن حاز على مرتبة شريفة وسامية ، فبملاحظة أمور أخرى في حياتها سلام الله عليها يتضح ويظهر آنها عليها السلام كانت ذا مرتبة علمية وعرفانية بلغت أوج عظمتها ، وكما ورد على لسان المعصوم عليه السلام « نحن حجج الله على الخلق وجدتنا فاطمة حجة الله علينا » والحجة لا يكون على الآخرين إلا إذا كان ذو مقام علمي وسامي على الآخرين وإلا لا يكون حجة على غيره .
إذن فاطمة كانت راضية وهذا يظهر من خلال أبسط تأمل لحياتها وما جرى عليها
____________
(1) اصول الكافي : 2 | 66 .
(2) اصول الكافي : 2 | 66 .
( 411 )
من الظلم والأذى ، وبما قدّر لها من مرارة الدنيا ومشقاتها ومصائبها وبلاياها .
وبمراجعة بعض الروايات في المقام يظهر ان هناك حالة ترابط بين اسم الصديقة لفاطمة سلام الله عليها وبين اسمها الراضية ، فهناك حالة تلازم كما يظهر من الحديث الذي سوف أنقله إليك بين حالة الرضا بقضاء الله تعالى وبين الصدّيق الذي يكون عند الله بهذا المقام ، فلقد روي عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : « قال الله عز وجل : عبدي المؤمن لا أصرفه في شيء إلا جعلته خيراً له ، فليرض بقضائي ، وليصبر على بلائي ، وليشكر نعمائي أكتبه ، أكتبه يا محمد من الصدّيقين عندي » (1) .
وتمام هذا الحديث منطلق على سيرتها الذاتية عليها السلام فهي كانت راضية بقضاء الله تعالى وصابرة على ما جرى عليها من الظلم والهوان ، وكانت شاكرة لله تعالى فالشكر يدى على الرضا ، وبملاحظة أسماء الزهراء في الرواية المتقدمة في أول الفصل نجد أن من أسماءها الصديقة وأن من الأسماء الأخرى لها هو الراضية ، إذن الرضا يؤدي بالعبد إلى درجة الصديقين ، والزهراء من خلال استقراء حياتها وسيرتها الذاتية نجد أنها كانت راضية بكل ما قدر الله لها ، فهي إذن صديقة وهذا من أفضل البراهين على أنها كانت صديقة سلام الله عليها .
أما من خلال الأحاديث والأقوال الواردة في المقام فهي كثيرة والتي من خلالها بينت أن فاطمة سلام الله عليها كانت الراضية ،وكما قلنا أن سيرتها الذاتية طافحة بالأحداث الكثيرة التي أثبت أنها كانت راضية بما قدر الله لها ، فعن علي بن أعبد قال : قال لي عليّ رضي الله عنه : ألا أحدّثك عنّي وعن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكانت من أحبّ أهله إليه ؟ قلت : بلى . قال : إنّها جرّت بالرحى حتّى أثّر في يدها ، واستقت بالقربة حتّى أثّر في نحرها ، وكنست البيت حتّى اغبرّت ثيابها ، وأوقدت القدر حتّى دكنت ثيابها ، وأصابها من ذلك ضرّ ، فأتي النبيّ عليه السلام خدم ، فقلت : لو أتيت أباك فسألته خادماً . فأتته فوجدت عنده حدّاثاً ، فاستحيت فرجعت ، فأتاها من الغد ، فقال : ما كان حاجتك ؟ فسكتت ، فقلت : أحدّثك يا رسول عليه السلام ، جرّت عندي
____________
(1) اصول الكافي : 2 | 68 .
( 412 )
بالرحى حتّى أثّر في يدها ، وحملت القربة حتّى أثّر في نحرها وكسحت البيت حتّى اغبرّت ثيابها ، [ و ] أوقدت القدر حتّى دكنت ثيابها ، فلمّا جاءك الخدم أمرتها أن تأتيك فتسخدمك خادماً يقيها حرّ ماهي فيه .
قال : اتّقي الله يا فاطمة ، وأدذي فريضة ربّك ، واعملي عمل أهلك ، إن أخذت مضجعلك فسبّحي ثلاثاً وثلاثين ، وكبّري أربعاً وثلاثين ، فتلك مائة ، فهي خير لك من خادم . فقالت : رضيت عن الله وعن رسوله ؛ ولم يخدمها (1) .
ولقد ذكر المولى محمد علي الأنصاري شارح الخطبة ، في مسالة رضاها سلام الله عليها ومسألة من وجوه اقتضاها حال الرواية حيث قال : وإطلاق الرضيّة لرضاها عن الله ورسوله حين ذهبت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فطلبت منه خادمة وقالت : لا اطيق على شدائد أشغال البيت ، فعلّمها النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم تسبح فاطمة وبشّر لها بقوابه : فقالت ثلاثاً : رضيت عن الله ورسوله . فرجعت إلى بيتها فقالت : طلبت من أبي خير الدنيا ، فأعطاني خير الآخرة . أو لرضاها عن الله تعالى فيما أعطاها من القرب والمنزلة وطهارة الطينة وغير ذلك من المراتب والعالية في الدنيا والبرزخ والآخرة من حيث الجاه والمنزلة النعمة الشرف والفضيلة . أو لرضاها عنه تعالى في جعل الشفاعة الكبرى بيدها من الإنتقام من قتلة ولدها في الدنيا والآخرة (2) .
7 ـ المرضية
وهذا اسم آخر لفاطمة الزهراء سلام الله عليها ، والذي يظهر من خلال التأمل والتدير في السيرة الذاتية لها أنه هناك احتمالا ، في معنى كونها مرضية ، أحدهما هو كون جميع أعمالها وأفعالها وأقوالها وما صدر منها خلال مسيرة حياتها مرضية عند الله تبارك وتعالى فهي رضي الله عنها ورضت عنه ، فهي راضية مرضية راضية عن
____________
(1) مسند فاطمة عليها السلام للحافظ البوطي : 110 .
(2) اللمعة البيضاء : 92 .
( 413 )
الباري عز وجل ومرضية بما وعد الله تبارك وتعالى عباده بالرضوان الأكبر .
والإحتمال الآخر أنها سلام الله عليها كانت مرضية ، من جهة ما أعطاها الله تبارك وتعالى من المقامات النورانية التي بها فضلها على غيرها وكذلك ، ومن خلال ما اعطاها تبارك وتعالى من الذرية الكثيرة حيث جعل منها الائمة الهاديين ، وكذلك هي مرضية سلام الله عليها من جهة أن لها مقام الشفاعة الكبرى وكما ورد في أحاديث مجيئها يوم القيامة وكيفية شفاعتها لشيعتا ومحبيها ، وهذا ما بحثناه في الفصل الخاص الذي بيناه فيه مقاماتها سلام الله عليها ، وأياً كان تفسير معنى المرضية سواء كان الاحتمال الأولى أو الثاني ، فغن فاطمة سلام الله عليها قد حازت وفازت بهذه المنزلة الرفيعة والدرجة الراقية فهي راضية مرضية أعمالها عند الله عز وجل ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) .
ومعنى هذا الاسم مماثل ومرادف للمباركة ، والذي يقتضي الحال ان الزكاة هي النمو والزيادة في الشيء على وجه ما بحيث يكون ذا أثر واضح نتيجة تلك الزيادة التي تطرأ عليه ، فالزهراء زكية من جهة أن الله تعالى قد جعل ذرية الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد ازدادت ونمت عن طريق الرحم الطاهر للزهراء سلام الله عليها فلقد كثر وبانت ذرية الرسول من جهتها سلام الله عليها وهذا يقتضي أن تكون الزهراء هي المنبع الذي عن طريقه كثرة ذرية رسول الله ، فهي الزكية بكثرة بركتها على شيعتها ويمن المراجعة في هذا الموضوع في باب اسمها المباركة فإنه كما هي مباركة فهي زكية بسبب اخلاصها وحبها الله تعالى تفانيها في ذات الله .
6 ـ الراضية
من الأمور المهمة والتي تكون ذا أهمية كبيرة في معرفة درجة أيمان الفرد المسلم مسألة الرضا عن الله تعالى .، فمقام الرضا يحتاج إلى معرفة ويقين حتى يصل إليه الإنسان ويكون من الراضين بما قسم الله تعالى حتى يصل في النهاية إلى مرحلة إيمانية
____________
الاصابة » لابن حجر في ترجمتها عليها السلام ، و « حليةالأولياء » : 2 | 43 ، و « كشف الغمّة » : 1 | ص 502 ، و « الماقب » لابن شهر آشوب : 3 | 364 ، و « المستدرك » للمحدث النوريّ : 1 | 104 في نوادر الغسل .
( 410 )
عالية جداً ، وكما ورد في دعاء كميل « وتجعلني بقسمك راضياً قانعاً » أي أن الإنسان المؤمن يطلب من الله تعالى أن يوصله إلى مقام الرضا منه جل وعلا في كل ما يقسمة له سواء من خير أو غير ذلك ، ومع هذا كله فلقد ورّد في عدة أحاديث مروية عن أهل بيت العصمة عليهم السلام أن رأس طاعة الله تعالى الصبر والرضا عن الله تبارك وتعالى .
فلقد جاء في الحديث الشريف عن علي بن الحسين عليه السلام أنه قال : « الصبر والرضا عن الله رأس طاعة الله ، ومن صبر ورضي عن الله فيما قضى عليه فيما أحب أو كره ، لم يقض الله عز وجل له فيما أحب أو كره إلا ما هو خير له » (1) لأنه سبحانه وتعالى كما ورد في بعض الأخبار ـ عند حسن ظن عبده المؤمن به ، إضافة إلى أن الله سبحانه لا يختار لعبده إلا ما فيه خيره ومصلحته ، وان خفيف تلك المصلحة على العبد لمحدوديته وقصوره عن الإحاطة بمصالحه ومفاسده .
وجاء في حديث آخر عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إنّ أعلم الناس بالله أرضاهم بقضاء الله عز وجل (2) .
فمن خلال هذا الحديث وأحاديث أخرى يظهر مقام الزهراء سلام الله عليها العلي حيث أنها كانت راضية عن الله تعالى بكل ما قدر لها من خير وبلاء ، وهذا ينم عن الحالة الإيمانية عند فاطمة سلام الله عليها ، فمبلاحظة اسمها إلا لمن حاز على مرتبة شريفة وسامية ، فبملاحظة أمور أخرى في حياتها سلام الله عليها يتضح ويظهر آنها عليها السلام كانت ذا مرتبة علمية وعرفانية بلغت أوج عظمتها ، وكما ورد على لسان المعصوم عليه السلام « نحن حجج الله على الخلق وجدتنا فاطمة حجة الله علينا » والحجة لا يكون على الآخرين إلا إذا كان ذو مقام علمي وسامي على الآخرين وإلا لا يكون حجة على غيره .
إذن فاطمة كانت راضية وهذا يظهر من خلال أبسط تأمل لحياتها وما جرى عليها
____________
(1) اصول الكافي : 2 | 66 .
(2) اصول الكافي : 2 | 66 .
( 411 )
من الظلم والأذى ، وبما قدّر لها من مرارة الدنيا ومشقاتها ومصائبها وبلاياها .
وبمراجعة بعض الروايات في المقام يظهر ان هناك حالة ترابط بين اسم الصديقة لفاطمة سلام الله عليها وبين اسمها الراضية ، فهناك حالة تلازم كما يظهر من الحديث الذي سوف أنقله إليك بين حالة الرضا بقضاء الله تعالى وبين الصدّيق الذي يكون عند الله بهذا المقام ، فلقد روي عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : « قال الله عز وجل : عبدي المؤمن لا أصرفه في شيء إلا جعلته خيراً له ، فليرض بقضائي ، وليصبر على بلائي ، وليشكر نعمائي أكتبه ، أكتبه يا محمد من الصدّيقين عندي » (1) .
وتمام هذا الحديث منطلق على سيرتها الذاتية عليها السلام فهي كانت راضية بقضاء الله تعالى وصابرة على ما جرى عليها من الظلم والهوان ، وكانت شاكرة لله تعالى فالشكر يدى على الرضا ، وبملاحظة أسماء الزهراء في الرواية المتقدمة في أول الفصل نجد أن من أسماءها الصديقة وأن من الأسماء الأخرى لها هو الراضية ، إذن الرضا يؤدي بالعبد إلى درجة الصديقين ، والزهراء من خلال استقراء حياتها وسيرتها الذاتية نجد أنها كانت راضية بكل ما قدر الله لها ، فهي إذن صديقة وهذا من أفضل البراهين على أنها كانت صديقة سلام الله عليها .
أما من خلال الأحاديث والأقوال الواردة في المقام فهي كثيرة والتي من خلالها بينت أن فاطمة سلام الله عليها كانت الراضية ،وكما قلنا أن سيرتها الذاتية طافحة بالأحداث الكثيرة التي أثبت أنها كانت راضية بما قدر الله لها ، فعن علي بن أعبد قال : قال لي عليّ رضي الله عنه : ألا أحدّثك عنّي وعن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكانت من أحبّ أهله إليه ؟ قلت : بلى . قال : إنّها جرّت بالرحى حتّى أثّر في يدها ، واستقت بالقربة حتّى أثّر في نحرها ، وكنست البيت حتّى اغبرّت ثيابها ، وأوقدت القدر حتّى دكنت ثيابها ، وأصابها من ذلك ضرّ ، فأتي النبيّ عليه السلام خدم ، فقلت : لو أتيت أباك فسألته خادماً . فأتته فوجدت عنده حدّاثاً ، فاستحيت فرجعت ، فأتاها من الغد ، فقال : ما كان حاجتك ؟ فسكتت ، فقلت : أحدّثك يا رسول عليه السلام ، جرّت عندي
____________
(1) اصول الكافي : 2 | 68 .
( 412 )
بالرحى حتّى أثّر في يدها ، وحملت القربة حتّى أثّر في نحرها وكسحت البيت حتّى اغبرّت ثيابها ، [ و ] أوقدت القدر حتّى دكنت ثيابها ، فلمّا جاءك الخدم أمرتها أن تأتيك فتسخدمك خادماً يقيها حرّ ماهي فيه .
قال : اتّقي الله يا فاطمة ، وأدذي فريضة ربّك ، واعملي عمل أهلك ، إن أخذت مضجعلك فسبّحي ثلاثاً وثلاثين ، وكبّري أربعاً وثلاثين ، فتلك مائة ، فهي خير لك من خادم . فقالت : رضيت عن الله وعن رسوله ؛ ولم يخدمها (1) .
ولقد ذكر المولى محمد علي الأنصاري شارح الخطبة ، في مسالة رضاها سلام الله عليها ومسألة من وجوه اقتضاها حال الرواية حيث قال : وإطلاق الرضيّة لرضاها عن الله ورسوله حين ذهبت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فطلبت منه خادمة وقالت : لا اطيق على شدائد أشغال البيت ، فعلّمها النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم تسبح فاطمة وبشّر لها بقوابه : فقالت ثلاثاً : رضيت عن الله ورسوله . فرجعت إلى بيتها فقالت : طلبت من أبي خير الدنيا ، فأعطاني خير الآخرة . أو لرضاها عن الله تعالى فيما أعطاها من القرب والمنزلة وطهارة الطينة وغير ذلك من المراتب والعالية في الدنيا والبرزخ والآخرة من حيث الجاه والمنزلة النعمة الشرف والفضيلة . أو لرضاها عنه تعالى في جعل الشفاعة الكبرى بيدها من الإنتقام من قتلة ولدها في الدنيا والآخرة (2) .
7 ـ المرضية
وهذا اسم آخر لفاطمة الزهراء سلام الله عليها ، والذي يظهر من خلال التأمل والتدير في السيرة الذاتية لها أنه هناك احتمالا ، في معنى كونها مرضية ، أحدهما هو كون جميع أعمالها وأفعالها وأقوالها وما صدر منها خلال مسيرة حياتها مرضية عند الله تبارك وتعالى فهي رضي الله عنها ورضت عنه ، فهي راضية مرضية راضية عن
____________
(1) مسند فاطمة عليها السلام للحافظ البوطي : 110 .
(2) اللمعة البيضاء : 92 .
( 413 )
الباري عز وجل ومرضية بما وعد الله تبارك وتعالى عباده بالرضوان الأكبر .
والإحتمال الآخر أنها سلام الله عليها كانت مرضية ، من جهة ما أعطاها الله تبارك وتعالى من المقامات النورانية التي بها فضلها على غيرها وكذلك ، ومن خلال ما اعطاها تبارك وتعالى من الذرية الكثيرة حيث جعل منها الائمة الهاديين ، وكذلك هي مرضية سلام الله عليها من جهة أن لها مقام الشفاعة الكبرى وكما ورد في أحاديث مجيئها يوم القيامة وكيفية شفاعتها لشيعتا ومحبيها ، وهذا ما بحثناه في الفصل الخاص الذي بيناه فيه مقاماتها سلام الله عليها ، وأياً كان تفسير معنى المرضية سواء كان الاحتمال الأولى أو الثاني ، فغن فاطمة سلام الله عليها قد حازت وفازت بهذه المنزلة الرفيعة والدرجة الراقية فهي راضية مرضية أعمالها عند الله عز وجل ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) .