المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العقـل ثُمّ الحُـب


hassan.khalifa
10-03-2008, 06:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

لا أعرف ما الذي دفعني للحديث عن دوحة الحُب هذه الدوحة الجميلة الرائعة ، والتي نتنفّس مِن خلالها ونعيش في رحابها ، ونجني مِن خمائلها ونشتم مِن عبيرها ، ونستنشق مِن عبقها .

لقد حمل الأنبياء رسالة الحُب والخير للبشريّة ، ودعَوا إلى المحبّة والتسامح والمؤاخاة وإلى الإيثار والتضحية في سبيل الآخرين .

فمن لحظة خروجنا للحياة نلتمس مَحبّة مَن حَولنا ، ونرتجي الأمان والعطف والرحمة منهم ، ونأنس بحَنانهم ونَسعد بابتسامتهم واهتمامهم بنا .

وعندما نكبر ويزيد وعيُنا قليلاً نتمنّى رضاهم عنّا ، ونتربّى حسب ما يُرضيهم عنّا ، بل نسرع لتلبية ما يطلبوه منّا ونحن في غاية السرور .

إذن فأوّلُ ما نحتاجه هو رضاهم ومحبّتهم وعطفهم .

فجميع الأطفال تُحب الحياة طالما تحقّقت لهم هذه المطالب والاحتياجات الأساسيّة ، ولكن بعضهم لا يتلقّى العطف والمحبّة والحنان الكافيين ، فينشأ ولديه حاجات لم تُشبع فيحاول طوال عمره إشباعها وقد لا يُفلح في ذلك .

وكما أنّ البعض منهم يتلقّى القسوة منذ صِغره ، فيكبر وهو حاقد على المجتمع، وقد يؤدي ذلك إلى انحرافه ، أو ينتقم مِن أولاده ويُعيد الكرّة ويُذيقهم ما قد تذوّقه وما قد عاناه فالظلم يُورَّث للأبناء .

وما أحببت الحديث عنه هو حاجتنا للحب ولكن مِن جهتين مُختلفتين :

أولاُ حاجتنا لأن نكون محبوبين مِن قِبل الآخرين
وثانياً حاجتنا لأن نجد مَن نحبّه وما نحبّه .

وقد يظن البعض بأنّ الحاجة الأولى أكثر إلحاحاً مِن أن نجد مَن نحبّه !

ولكن الواقع على العكس تماماً والمثال بسيط . . .

فكَم مِن الفتيات يتضايقن مِن محبّة بعض الشباب لهم ، مع أنّ الكثير مِن الشُبّان يكونوا صادقين في مشاعرهم .

بل تُحب الفتيات مَن يُعجبهنّ ، ولا تكتمل المحبّة إلا عندما تُصبح محبّةً متبادلة .

أي يجب أن يحمل الشاب مِن الصفات التي تروق للفتاة لكي تَسعد بحبّهِ .

وحتى الآن قد يبدو للبعض أنّ الحديث مألوفاً ولم يأتِ بجديد !

فلنتابع الغوص في خمائل هذه الواحة الدافئة التي لا غنىً لنا عنها .

ولنسأل هذا السؤال :

ما الذي يشدّنا أحياناً لمتابعة مسلسلات الغرام والقصص العاطفيّة أو قراءة المواضيع التي تتحدّث عن الحب والمشاعر ، حتّى ولو كانت فيها مشاعر الحزن والأسى والمعاناة ؟

السبب الأول والأهم هو أنّنا بحاجةٍ للحُب ، حتى ولو كنّا متزوجين وسعداء في حياتنا

وذلك لأنّ الحُب احتياج جميل . . . لا يمكن أن نرتوي منه مهما نهلنا منه . . . ولأنّه بحد ذاته سعادة ليس لها حدود ، كما أنّنا نحب أيّ موقف يحرّك فينا مشاعرنا وأحاسيسنا ، حتى ولو كان أحياناً فيه شيء مِن الحُزن . . .

وأجمل ما يميّز الإنسان هو عقله ومشاعره ، والإنسان بلا مشاعر يُصبح كالآلة .

بل نبحث عن مشاهد ومواقف الحُب العنيف الدافئ

عن الحُب الكبيرالجامِح الصادق الحنون

نبحث عن المشاعر المتأجّجة و الأحاسيس الملتهبة

نبحث عن الود الجميل والوفاء العميق والغرام الملتهب الغامر

نبحث عن الانفتاح على سعادة لا نهاية لها ، وعن أحاسيس تُدرك ولا توصف .

أي أنّنا نُحب لكي نسعد ونلبّي نداء حاجة أساسيّة في نفوسنا .


فكلُّ واحدٍ منّا لديه مشاعر يبحث عمّن يهبها له وذلك لكي نشعر بالفرحة بالسعادة .


ولنتطرّق الآن إلى موضوع المراهقات وكيفيّة إشباع هذه الحاجة الماسّة .

الكثير مِن الفتيات تبحث عن الوسامة والأناقة والترتيب والغنى والحسَب عند الشاب.

وهذا شيء طبيعي ومنطقي تماماً ويتوافق مع الذوق والحس السليم .

ولكن البعض منهن يغفلن عن مضمون هذا الشاب وعن دينه وخُلقه وعن عاداته وبيئته وأصله .

وهنا تقوم الكثير منِ الأمهات الملتزمات بالبحث عن هذه المطالب الهامّة ، وتوجّه بناتها إلى استخدام العقل قبل الإندفاع وراء المظاهر والعواطف .

وهذ ما أحببت الدعوة إليه والتذكير به .

كما يجب تنبيه الفتيات إلى مَن حولهن مِن الشباب
سواءً مِن الجيران أو الأقارب أو زملاء الدراسة

وإلا فإن تُركت هذه الفتيات بدون توجيه أو مُراقبة ، فستفتح قلبها لأوّل شاب يحاول التقرّب منها أو يملأ عينها بمظهره وأناقته أو وسامته بغض النظر عن مضمونه .

وبالنتيجة كما ورد في عنوان الموضوع فعلينا الرجوع للعقل والشريعة قبل أن نشبع حاجتنا للحُب
فالعقل ثمّ الحُب .

وأمّا بالنسبة لنا نحنُ كمؤمنون فعلينا أن نوجّه مشاعرنا واهتماماتنا وأخلاقنا بما يتناسب مع الحقّ والعدل والخير ، فيكبرُ في نظرنا أهل الحقّ والعدل والمبادئ السامية ، فنودّهم ونتشبّه بهم .

وهل مِن مثال أوضح مِن محبّة الحُسين صاحب المبادئ والقيم العالية والمآثر الخالدة . . .
فكما جاء في الحديث الشريف : { أحَبَّ اللهُ مَن أحَبّ حُسيناً }

فعلينا مَوَدّة أهل البيت عليهم السلام كما توصي به الآية الشريفة ، وهذا يعني أن نُحبّهم ونتبعهم وهم أهل الحق الذين يدورون حيث دار .

كما أنّ اتباع الرسول الأكرم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام بما جاء به من الحقّ والهُدى والرحمة ، هو أفضل وسيلة لكي يحبّنا الله ونرتقي في ساحة رضوانه :
{ قُل إن كنتم تُحبّون الله فاتبعوني يحببكمُ الله ُ }

فلكي يرتقي المؤمن نحو خالقه ، لا بد له مِن الإعراض عن المَتاع الزائل والشهوات المادّية ويتّجه نحو النور والكمال والقداسة ، ويسأل اللهَ بقلبٍ خاشعِ أن يهبه لسان صِدق ٍ . . . ويطمع أن ينال قَدَم صدقٍ . . . في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مُقتدر :

{ والذين آمنوا أشدُّ حُبّاً لله }


والحمد لله ربّ العالَمين

أرجوان
11-03-2008, 12:57 AM
شكرا يا حسن عالموضوع الجدا حساس
وراقي ..
صحيح ..أن
العقل ثم الحب..
مودتي..

رانيا عبدالله
11-03-2008, 01:17 AM
تسلم أخوي على الموضوع
وصدقت فعلا في كل ما طرحت
والله جميل ويحب الجمال
وقال ايضا النبي صلى الله عليه واله وسلم
من أتاكم ترضون خلقه ودينه فزوجوه
وقال الكريم
( خذوهم فقراء الله يغنيهم)
والحب نبض القلوب
وقليل من القلب وكثير من العقل

الحيدرية
15-03-2008, 03:43 PM
جميل جدا

مشكور اخي الكريم

* عاشقة ابا الفضل *
16-03-2008, 02:29 PM
شكرا جزيلا