عاشقة النجف
10-09-2006, 05:16 PM
http://www.14noor.com/forum/uploads_members/6067/6067_2006-04-13_222.gif
أنعم الله عز وجل بالإمامة على الإنسان لتدله على الإيمان وتلهمه الخير وتهديه إلى سواء السبيل، فهي رحمة من رحماته سبحانه وتعالى، وهي أصل من أصول الدين وركن من أركان الإسلام عند الشيعة الإمامية لأنها القاعدة الصلبة التي تتركز عليها العدالة الاجتماعية في الإسلام. وقد تحدث الإمام الباقر (عليه السلام) عن كثير من جوانب الإمامة نذكر أهمها:
1 ـ الحاجة إلى الإمام:
الإمامة ضرورة من ضرورات الحياة الإسلامية، لا تستقيم شؤون المجتمع من دونها وقد أجمع علماء الشيعة ومن سار على خطهم، على لزومها وضرورتها. سأل جابر بن يزيد الجعفي الإمام الباقر (عليه السلام) عن الحاجة إلى النبي والإمام، فقال (عليه السلام):
(لبقاء العالم على صلاحه، وذلك أن الله عز وجل يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبي أو إمام، قال الله عز وجل:
(وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم)(1). وقال الرسول الأعظم: (النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يكرهون، وإذا ذهب أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون) وأهل بيته (صلّى الله عليه وآله) كما هو معروف الأئمة الذين قرن الله عز وجل طاعتهم بطاعته. فقال: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)(2) وأولي الأمر هم المعصومون المطهرون الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وهم المؤيدون الموفقون المسددون بهم برزق الله عباده، وبهم تعمر بلادهم، وبهم ينزل الغيث من السماء، وبهم تخرج بركات الأرض، وبهم ينزل عليهم الدركات. ولا يعجل عليهم بالعقوبة والعذاب، ولا تفارقهم روح القدس، ولا يفارقونه، لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم صلوات الله عليهم أجمعين)(3).
لقد اهتم الإمام (عليه السلام) بضرورة الإمامة لأنها تنشد صلاح العالم وتقيم أعواج الدين، كما أشاد بالأئمة الطاهرين من أهل البيت (عليهم السلام) وأنهم أمان أهل الأرض، وبهم يستدفع البلاء، وينزل الغيث وتخرج بركات الأرض.
2 ـ وجوب معرفة الإمام:
أجمعت الأحاديث عن النبي (صلّى الله عليه وآله) وعن الأئمة الطاهرين في وجوب معرفة إمام العصر، (وإن من مات ولم يعرف إمام عصره مات ميتة جاهلية) وقد أثرت عن حفيد النبي (صلّى الله عليه وآله) الإمام الباقر (عليه السلام) أخبار كثيرة بهذا الشأن نذكر منها:
روى جابر الجعفي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: (وإنما يعرف الله عز وجل ويعبده من عرف إمامه من أهل البيت، ومن لا يعرف الله عز وجل، ولا يعرف الإمام من أهل البيت فإنما يعرف ويعبد غير الله)(4).
وروى محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: (كل من دان الله عز وجل بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول، وهو ضال متحير والله شانئ لأعماله، ومثله كمثل شاة ضلت عن راعيها وقطيعها، فهجمت ذاهبة وجائية يومها، فلما جنها الليل بصرت بقطيع غنم مع راعيها، فحنت إلهيا واغترت بها، فباتت معها في مربضها فلما أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها وقطيعها، فهجمت متحيرة تطلب راعيها وقطعيها فبصرت بغنم مع راعيها فحنت إليها واغترت بها فصاح بها الراعي: الحقي براعيك وقطيعك فأنت تائهة متحيرة عن راعيك وقطيعك، فهجمت ذعرة، متحيرة، تائهة، لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها أو يردها. فبينما هي كذلك إذا اغتنم الذئب ضيعتها، فأكلها، وكذلك والله يا محمد من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله عز وجل، ظاهر عادل، أصبح ضالاً تائهاً. وإن مات على هذه الحالة مات ميتة كفر ونفاق، واعلم يا محمد أن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلّوا وأضلّوا فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، لا يقدرون مما كسبوا على شيء، ذلك هو الضلال البعيد)(5).
وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى.. عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً)(6) فقال (عليه السلام): طاعة الله ومعرفة الإمام (7).
إن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) كواكب مشرقة تنير دروب الضالين وترشدهم إلى الطريق السوي، الصراط المستقيم، وهم الذين تجب معرفتهم لأنهم سدنة الوحي وأوصياء الرسول (صلّى الله عليه وآله) وخلفاؤه على أمته.
3 ـ وجوب طاعة الإمام:
طاعة الإمام المعصوم واجب شرعي أعلنه الله في كتابه العزيز. قال تعالى: (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)(8). وأجمعت الأخبار على فرض طاعة الأئمة، عن أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي الصباح الكناني قال: (قال أبو عبد الله (عليه السلام): نحن قوم فرض الله عز وجل طاعتنا، لنا الأنفال ولنا صفو المال ونحن الراسخون في العلم، ونحن المحسودون الذين قال الله: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله)(9).
ـ وعن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمن تبارك وتعالى الطاعة للإمام بعد معرفته، ثم قال: إن الله تبارك وتعالى يقول: (من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً)(10).
ففي طاعة أئمة الهدى تثبيت الدين وإقامة العدل ونشر المساواة بين الناس لأنهم يعملون كما قال الله في القرآن الكريم: (يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة)(11).
4 ـ حق الإمام على الناس:
إن للإمام المعصوم على الناس حقاً، كما أن لهم عليه حقاً، وعن ذلك تحدث الإمام الباقر (عليه السلام). سأله أبو حمزة قائلاً: ما حق الإمام على الناس؟
حقه عليهم أن يسمعوا ويطيعوا.
ما حقهم عليه؟
يقسم بينهم بالسوية، ويعدل في الرعية (12).
وعن القاسم بن العلاء، عن عبد العزيز بن مسلم قال:
(الإمام يحل حلال الله، ويحرم حرام الله، ويقيم حدود الله، ويذب عن دين الله، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الـــحسنة، والحجة البالغة، الإمـــام كالشمـــس الطالعة المجللة بنورها للعالم، وهي في الأفق بحيث لا تنالها الأيدي والأبصار (13).
ـ وجاء عن علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير عن أبي جعفر قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لا تصلح الإمامة إلا لرجل فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن معاصي الله، وحلم يملك به غضبه وحسن الولاية على من يلي حتى يكون لهم كالوالد الرحيم. وفي رواية أخرى: حتى يكون للرعية كالأب الرحيم (14).
فحق الإمام على الناس السمع والطاعة لأوامره الهادفة لسعادتهم وصلاحهم، وحقهم عليه العدالة فيما بينهم والمساواة فلا يفضل أحداً على الآخرين ولا يؤثر قوماً على قوم، وأن يعمل كما أمره الله تعالى بالعدل في الرعية حتى يكون ظل الله في أرضه.
يتبع !!
أنعم الله عز وجل بالإمامة على الإنسان لتدله على الإيمان وتلهمه الخير وتهديه إلى سواء السبيل، فهي رحمة من رحماته سبحانه وتعالى، وهي أصل من أصول الدين وركن من أركان الإسلام عند الشيعة الإمامية لأنها القاعدة الصلبة التي تتركز عليها العدالة الاجتماعية في الإسلام. وقد تحدث الإمام الباقر (عليه السلام) عن كثير من جوانب الإمامة نذكر أهمها:
1 ـ الحاجة إلى الإمام:
الإمامة ضرورة من ضرورات الحياة الإسلامية، لا تستقيم شؤون المجتمع من دونها وقد أجمع علماء الشيعة ومن سار على خطهم، على لزومها وضرورتها. سأل جابر بن يزيد الجعفي الإمام الباقر (عليه السلام) عن الحاجة إلى النبي والإمام، فقال (عليه السلام):
(لبقاء العالم على صلاحه، وذلك أن الله عز وجل يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبي أو إمام، قال الله عز وجل:
(وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم)(1). وقال الرسول الأعظم: (النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يكرهون، وإذا ذهب أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون) وأهل بيته (صلّى الله عليه وآله) كما هو معروف الأئمة الذين قرن الله عز وجل طاعتهم بطاعته. فقال: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)(2) وأولي الأمر هم المعصومون المطهرون الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، وهم المؤيدون الموفقون المسددون بهم برزق الله عباده، وبهم تعمر بلادهم، وبهم ينزل الغيث من السماء، وبهم تخرج بركات الأرض، وبهم ينزل عليهم الدركات. ولا يعجل عليهم بالعقوبة والعذاب، ولا تفارقهم روح القدس، ولا يفارقونه، لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم صلوات الله عليهم أجمعين)(3).
لقد اهتم الإمام (عليه السلام) بضرورة الإمامة لأنها تنشد صلاح العالم وتقيم أعواج الدين، كما أشاد بالأئمة الطاهرين من أهل البيت (عليهم السلام) وأنهم أمان أهل الأرض، وبهم يستدفع البلاء، وينزل الغيث وتخرج بركات الأرض.
2 ـ وجوب معرفة الإمام:
أجمعت الأحاديث عن النبي (صلّى الله عليه وآله) وعن الأئمة الطاهرين في وجوب معرفة إمام العصر، (وإن من مات ولم يعرف إمام عصره مات ميتة جاهلية) وقد أثرت عن حفيد النبي (صلّى الله عليه وآله) الإمام الباقر (عليه السلام) أخبار كثيرة بهذا الشأن نذكر منها:
روى جابر الجعفي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: (وإنما يعرف الله عز وجل ويعبده من عرف إمامه من أهل البيت، ومن لا يعرف الله عز وجل، ولا يعرف الإمام من أهل البيت فإنما يعرف ويعبد غير الله)(4).
وروى محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: (كل من دان الله عز وجل بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول، وهو ضال متحير والله شانئ لأعماله، ومثله كمثل شاة ضلت عن راعيها وقطيعها، فهجمت ذاهبة وجائية يومها، فلما جنها الليل بصرت بقطيع غنم مع راعيها، فحنت إلهيا واغترت بها، فباتت معها في مربضها فلما أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها وقطيعها، فهجمت متحيرة تطلب راعيها وقطعيها فبصرت بغنم مع راعيها فحنت إليها واغترت بها فصاح بها الراعي: الحقي براعيك وقطيعك فأنت تائهة متحيرة عن راعيك وقطيعك، فهجمت ذعرة، متحيرة، تائهة، لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها أو يردها. فبينما هي كذلك إذا اغتنم الذئب ضيعتها، فأكلها، وكذلك والله يا محمد من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله عز وجل، ظاهر عادل، أصبح ضالاً تائهاً. وإن مات على هذه الحالة مات ميتة كفر ونفاق، واعلم يا محمد أن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلّوا وأضلّوا فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، لا يقدرون مما كسبوا على شيء، ذلك هو الضلال البعيد)(5).
وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى.. عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً)(6) فقال (عليه السلام): طاعة الله ومعرفة الإمام (7).
إن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) كواكب مشرقة تنير دروب الضالين وترشدهم إلى الطريق السوي، الصراط المستقيم، وهم الذين تجب معرفتهم لأنهم سدنة الوحي وأوصياء الرسول (صلّى الله عليه وآله) وخلفاؤه على أمته.
3 ـ وجوب طاعة الإمام:
طاعة الإمام المعصوم واجب شرعي أعلنه الله في كتابه العزيز. قال تعالى: (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)(8). وأجمعت الأخبار على فرض طاعة الأئمة، عن أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي الصباح الكناني قال: (قال أبو عبد الله (عليه السلام): نحن قوم فرض الله عز وجل طاعتنا، لنا الأنفال ولنا صفو المال ونحن الراسخون في العلم، ونحن المحسودون الذين قال الله: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله)(9).
ـ وعن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمن تبارك وتعالى الطاعة للإمام بعد معرفته، ثم قال: إن الله تبارك وتعالى يقول: (من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً)(10).
ففي طاعة أئمة الهدى تثبيت الدين وإقامة العدل ونشر المساواة بين الناس لأنهم يعملون كما قال الله في القرآن الكريم: (يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة)(11).
4 ـ حق الإمام على الناس:
إن للإمام المعصوم على الناس حقاً، كما أن لهم عليه حقاً، وعن ذلك تحدث الإمام الباقر (عليه السلام). سأله أبو حمزة قائلاً: ما حق الإمام على الناس؟
حقه عليهم أن يسمعوا ويطيعوا.
ما حقهم عليه؟
يقسم بينهم بالسوية، ويعدل في الرعية (12).
وعن القاسم بن العلاء، عن عبد العزيز بن مسلم قال:
(الإمام يحل حلال الله، ويحرم حرام الله، ويقيم حدود الله، ويذب عن دين الله، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الـــحسنة، والحجة البالغة، الإمـــام كالشمـــس الطالعة المجللة بنورها للعالم، وهي في الأفق بحيث لا تنالها الأيدي والأبصار (13).
ـ وجاء عن علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير عن أبي جعفر قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لا تصلح الإمامة إلا لرجل فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن معاصي الله، وحلم يملك به غضبه وحسن الولاية على من يلي حتى يكون لهم كالوالد الرحيم. وفي رواية أخرى: حتى يكون للرعية كالأب الرحيم (14).
فحق الإمام على الناس السمع والطاعة لأوامره الهادفة لسعادتهم وصلاحهم، وحقهم عليه العدالة فيما بينهم والمساواة فلا يفضل أحداً على الآخرين ولا يؤثر قوماً على قوم، وأن يعمل كما أمره الله تعالى بالعدل في الرعية حتى يكون ظل الله في أرضه.
يتبع !!