نجفيه
13-03-2008, 01:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد..
دائما ما نرى اسئلة تطرح علينا من المذاهب الآخرى وكثرت الشبهات وردات الأفعال
الأسئلة كالتالي:
لماذا تزورون الامام الحسين عليه السلام؟؟
لماذا تقوموا بإحياء الشعائر الحسينية؟؟
لماذا تبكون على الامام الحسين عليه السلام؟؟
لنجيب نحن على هذه الأسئلة ونقول
عن الامام الصادق (ع) أنه قال للفضيل بن يسار: يا فضيل تجلسون وتتحدثون؟
قال: نعم سيدي
قال (ع): ((يا فضيل هذه المجالس أحبها، أحيوا أمرنا رحم الله امرءاً أحيا أمرنا)) ومن هنا قامت الشيعة بإحياء ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام وأهل البيت عليهم السلام
البكاء على الأمام الحسين (ع)
إن ظاهرة البكاء على الحسين (ع) التي برزت في الواقع الشيعي منذ مرحلة تاريخية مبكرة بعد واقعة كربلاء لا تعبر عن حالة انفعالية ساذجة ، وتعاط سلبي بليد ، وإنما هي صيغة واعية تتحرك من خلالها عدة معطيات إيجابية هادفة:
أ: الانصهار في جو الذكرى بما يحمله من أحداث مأساوية أليمة، مما يخلق حالة من التلاحم العاطفي والنفسي والروحي مع قضية الإمام الحسين (ع)
ب: الآنفتاح الذهني والفكري على معطيات وأفكار وقيم الذكرى من خلال الاستعدادات النفسية والعاطفية والروحية التي تهيىء الجو المناسب للتعاطي معها.
ج: العاطفة تمنح الفكرة الحرارة والحيوية والفاعلية والحركية
د: إن البكاء بما يحمله من تعبير عن حالة التأثر والانفعال بأحداث المأساة يخترن في داخله مشاعر الرفض والتحدي والغضب تجاه القوى الظالمة التي صنعت مجزرة كربلاء.
ومن التصعيد الدائم لمشاعر الرفض والتحدي والغضب تنمو الحالة الجهادية الثورية ، وتتأصل الروح الاستشهادية والتضحوية وبهذا يساهم (( الأسلوب البكائي)) في تحريك المخزونات الثورية في داخل النفس والوجدان ، وشد الحالة الانتمائية إلى منطلقاتها الجهادية ، وأهدافها الرسالية.
ومن هنا يمكن ان نفهم جانباً من دلالة النصوص الصادرة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام التي أكدت مسألة البكاء على الأمام الحسين (ع) ، وكنموذج قول الإمام الصادق (ع) في شأن البكاء على الحسين (ع) : ( إن البكاء والجزع مكروة للعبد في كل ما جزع ، ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن علي عليه السلام ، فإنه فيه مأجور) التشيع ص474 عن كامل الزيارات
والآن زيارة الأمام الحسين (ع):-
قول الأمام الباقر (ع): ( مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين (ع) ، فإن إتيانه مفترض على كل مؤمن يقر للحسين بالإمامة من الله عز وجل ) التشيع ص 469 عن كامل الزيارات ص121
رثاء الأمام الحسين (ع): ( من أجل إبقاء قضية الحسين (ع) حية في وجدان الأمة وفي مشاعرها حث الأئمة عليهم السلام شيعتهم على إنشاد الشعر في رثاء سيد الشهداء الحسين عليه السلام
جاء في حديث الإمام الصادق عليه السلام لأبي هارون المكفوف قوله : (.. يا أبا هارون من أنشد في الحسين شعراً فبكى وأبكى خمسة كتبت له الجنة ، ومن أنشد في الحسين شعراً فبكى وأبكى واحداً كتبت له الجنة .. التشيع ص 471 عن كامل الزيارات الحسينية
ولكن أبقى (( الأسلوب الرثائي )) الذي انتشر في الأدبيات الشيعية درجة الحرارة في التفاعل مع ثورة كربلاء في أعلى مستوياتها عبر المراحل التاريخية المتعاقبة ، ولم يكن اسلوب الرثاء الذي طبعت به (( أدبيات الطف)) أسلوباً سلبياً يتجمد عند (( الأثارات الأنفعالية)) فحسب(1) بل كان (( صيغة إيجابية فاعلة)) استطاعت أن تنمي حالات التحدي وقيم الاستشهاد في داخل المسيرة الشعبية الجماهيرية الملتحمة مع أهداف الثورة الحسينية
(1) وهذا لا يغلي وجود حالات من التعاطي اللاواعي مع البعد المأساوي في قضية كربلاء مما ساهم في خلق مجموعة مفاهيم سلبية كرست قيم الانهزام والانقهار والهروب وصاغت بعص المعطيات الساذجة في حركة الإنسان الشيعي.
لا بد أن نعرج على الأدلة من كتب أهل السنة أيضاً على البكاء على الامام الحسين عليه السلام
كلنا نعلم بكاء النبي يعقوب على ابنه يوسف عليهما السلام
في قوله تعالى: ( وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم )
روى ابن حبان في صحيحه ج6 ص 203 عن أنس بن مالك قال : " استأذن ملك القطر ربه أن يزور النبي ( ص ) فأذن له فكان في يوم أم سلمة فقال النبي ( ص ) : احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد فبينا هي على الباب إذ جاء الحسين بن علي فظفر فاقتحم ففتح الباب فدخل فجعل يتوثب على ظهر النبي ( ص ) وجعل النبي يتلثمه ويقبله فقال له الملك : أتحبه ؟ قال : نعم قال : أما إن أمتك ستقتله إن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه ؟ قال : نعم فقبض قبضة من المكان الذي يقتل فيه فأراه إياه فجاءه بسهلة أو تراب أحمر فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها".
وأما بكاء ( ص ) عليه فقد روى أحمد في مسنده ج2 ص78 عن نجي أنه سار مع علي وكان صاحب مطهرته فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى علي : اصبر أبا عبدالله اصبر أبا عبدالله بشط الفرات قلت: وماذا ؟ قال : دخلت على النبي ( ص ) ذات يوم وعيناه تفيضان ؟
قال : " بل قام من عندي جبريل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات " قال : فقال : " هل لك إلى أن أشمك من تربته ؟ " قال : قلت: نعم فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا .
قال الهيثمي في ( مجمع الزائد ) ج9 ص 187 معلقا على الرواية : " رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجاله ثقات ولم ينفرد نجي بهذا " .
وروى الطبراني في ( المعجم الكبير ) ج3 ص 108 عن أم سلمة قال: كان رسول الله ( ص ) جالسا ذات يوم في بيتي فقال : لا يدخل علي أحد فانتظرت فدخل الحسين ( رض ) فسمعت نشيج رسول الله يبكي فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي ( ص ) يمسح جبينه وهو يبكي فقلت : والله ما علمت حين دخل فقال : إن جبريل عليه السلام كان معنا في البيت قال : تحبه ؟ قلت : أما من الدنيا فنعم ، قال : إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء فتناول جبريل عليه السلام من تربتها فأرها النبي ( ص ) ، فلما بحسين حين قتل قال : ما اسم هذه الأرض ؟ قالوا : كربلاء قال : صدق الله ورسوله أرض كرب وبلاء .
اللهم صل على محمد وآل محمد..
دائما ما نرى اسئلة تطرح علينا من المذاهب الآخرى وكثرت الشبهات وردات الأفعال
الأسئلة كالتالي:
لماذا تزورون الامام الحسين عليه السلام؟؟
لماذا تقوموا بإحياء الشعائر الحسينية؟؟
لماذا تبكون على الامام الحسين عليه السلام؟؟
لنجيب نحن على هذه الأسئلة ونقول
عن الامام الصادق (ع) أنه قال للفضيل بن يسار: يا فضيل تجلسون وتتحدثون؟
قال: نعم سيدي
قال (ع): ((يا فضيل هذه المجالس أحبها، أحيوا أمرنا رحم الله امرءاً أحيا أمرنا)) ومن هنا قامت الشيعة بإحياء ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام وأهل البيت عليهم السلام
البكاء على الأمام الحسين (ع)
إن ظاهرة البكاء على الحسين (ع) التي برزت في الواقع الشيعي منذ مرحلة تاريخية مبكرة بعد واقعة كربلاء لا تعبر عن حالة انفعالية ساذجة ، وتعاط سلبي بليد ، وإنما هي صيغة واعية تتحرك من خلالها عدة معطيات إيجابية هادفة:
أ: الانصهار في جو الذكرى بما يحمله من أحداث مأساوية أليمة، مما يخلق حالة من التلاحم العاطفي والنفسي والروحي مع قضية الإمام الحسين (ع)
ب: الآنفتاح الذهني والفكري على معطيات وأفكار وقيم الذكرى من خلال الاستعدادات النفسية والعاطفية والروحية التي تهيىء الجو المناسب للتعاطي معها.
ج: العاطفة تمنح الفكرة الحرارة والحيوية والفاعلية والحركية
د: إن البكاء بما يحمله من تعبير عن حالة التأثر والانفعال بأحداث المأساة يخترن في داخله مشاعر الرفض والتحدي والغضب تجاه القوى الظالمة التي صنعت مجزرة كربلاء.
ومن التصعيد الدائم لمشاعر الرفض والتحدي والغضب تنمو الحالة الجهادية الثورية ، وتتأصل الروح الاستشهادية والتضحوية وبهذا يساهم (( الأسلوب البكائي)) في تحريك المخزونات الثورية في داخل النفس والوجدان ، وشد الحالة الانتمائية إلى منطلقاتها الجهادية ، وأهدافها الرسالية.
ومن هنا يمكن ان نفهم جانباً من دلالة النصوص الصادرة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام التي أكدت مسألة البكاء على الأمام الحسين (ع) ، وكنموذج قول الإمام الصادق (ع) في شأن البكاء على الحسين (ع) : ( إن البكاء والجزع مكروة للعبد في كل ما جزع ، ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن علي عليه السلام ، فإنه فيه مأجور) التشيع ص474 عن كامل الزيارات
والآن زيارة الأمام الحسين (ع):-
قول الأمام الباقر (ع): ( مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين (ع) ، فإن إتيانه مفترض على كل مؤمن يقر للحسين بالإمامة من الله عز وجل ) التشيع ص 469 عن كامل الزيارات ص121
رثاء الأمام الحسين (ع): ( من أجل إبقاء قضية الحسين (ع) حية في وجدان الأمة وفي مشاعرها حث الأئمة عليهم السلام شيعتهم على إنشاد الشعر في رثاء سيد الشهداء الحسين عليه السلام
جاء في حديث الإمام الصادق عليه السلام لأبي هارون المكفوف قوله : (.. يا أبا هارون من أنشد في الحسين شعراً فبكى وأبكى خمسة كتبت له الجنة ، ومن أنشد في الحسين شعراً فبكى وأبكى واحداً كتبت له الجنة .. التشيع ص 471 عن كامل الزيارات الحسينية
ولكن أبقى (( الأسلوب الرثائي )) الذي انتشر في الأدبيات الشيعية درجة الحرارة في التفاعل مع ثورة كربلاء في أعلى مستوياتها عبر المراحل التاريخية المتعاقبة ، ولم يكن اسلوب الرثاء الذي طبعت به (( أدبيات الطف)) أسلوباً سلبياً يتجمد عند (( الأثارات الأنفعالية)) فحسب(1) بل كان (( صيغة إيجابية فاعلة)) استطاعت أن تنمي حالات التحدي وقيم الاستشهاد في داخل المسيرة الشعبية الجماهيرية الملتحمة مع أهداف الثورة الحسينية
(1) وهذا لا يغلي وجود حالات من التعاطي اللاواعي مع البعد المأساوي في قضية كربلاء مما ساهم في خلق مجموعة مفاهيم سلبية كرست قيم الانهزام والانقهار والهروب وصاغت بعص المعطيات الساذجة في حركة الإنسان الشيعي.
لا بد أن نعرج على الأدلة من كتب أهل السنة أيضاً على البكاء على الامام الحسين عليه السلام
كلنا نعلم بكاء النبي يعقوب على ابنه يوسف عليهما السلام
في قوله تعالى: ( وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم )
روى ابن حبان في صحيحه ج6 ص 203 عن أنس بن مالك قال : " استأذن ملك القطر ربه أن يزور النبي ( ص ) فأذن له فكان في يوم أم سلمة فقال النبي ( ص ) : احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد فبينا هي على الباب إذ جاء الحسين بن علي فظفر فاقتحم ففتح الباب فدخل فجعل يتوثب على ظهر النبي ( ص ) وجعل النبي يتلثمه ويقبله فقال له الملك : أتحبه ؟ قال : نعم قال : أما إن أمتك ستقتله إن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه ؟ قال : نعم فقبض قبضة من المكان الذي يقتل فيه فأراه إياه فجاءه بسهلة أو تراب أحمر فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها".
وأما بكاء ( ص ) عليه فقد روى أحمد في مسنده ج2 ص78 عن نجي أنه سار مع علي وكان صاحب مطهرته فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى علي : اصبر أبا عبدالله اصبر أبا عبدالله بشط الفرات قلت: وماذا ؟ قال : دخلت على النبي ( ص ) ذات يوم وعيناه تفيضان ؟
قال : " بل قام من عندي جبريل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات " قال : فقال : " هل لك إلى أن أشمك من تربته ؟ " قال : قلت: نعم فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا .
قال الهيثمي في ( مجمع الزائد ) ج9 ص 187 معلقا على الرواية : " رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني ورجاله ثقات ولم ينفرد نجي بهذا " .
وروى الطبراني في ( المعجم الكبير ) ج3 ص 108 عن أم سلمة قال: كان رسول الله ( ص ) جالسا ذات يوم في بيتي فقال : لا يدخل علي أحد فانتظرت فدخل الحسين ( رض ) فسمعت نشيج رسول الله يبكي فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي ( ص ) يمسح جبينه وهو يبكي فقلت : والله ما علمت حين دخل فقال : إن جبريل عليه السلام كان معنا في البيت قال : تحبه ؟ قلت : أما من الدنيا فنعم ، قال : إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء فتناول جبريل عليه السلام من تربتها فأرها النبي ( ص ) ، فلما بحسين حين قتل قال : ما اسم هذه الأرض ؟ قالوا : كربلاء قال : صدق الله ورسوله أرض كرب وبلاء .