العشق السرمدي
13-03-2008, 09:20 AM
روي ان صاحبا لامير المؤمنين عليه السلام يقال له همام كان رجلا عابدا فقال له يامير المؤمنين :صف لي المتقين حتى كاني انظر اليهم .فتثاقل عليه السلام عن جوابه ثم قال ياهمام اتق الله واحسن : (ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)).فلم يقنع عمام بهذا القول حتى عزم عليه ,فحمد الله واثنى عليه وصلى على النبي _صلى الله عليه وآله_ ثم قال عليه السلام:
أما بعد فان الله _سبحانه وتعالى ـ خلق الخلق حين خلقهم غنيا عن طاعتهم امنا من معصيتهم لانه لاتضره معصية من عصاه ولاتنفعه طاعة من اطاعه فقسم بينهم معايشهم ووضعهم من الدنيا مواضعهم فالمتقون فيها هم اهل الفضائل منطقهم الصواب وملبسهم الاقتصاد ومشيهم التواضع .غضوا ابصارهم عما حرم الله عليهم ووقفوا اسماعهم على العلم النافع لهم نزلت انفسهم منهم في البلاء كالتي نزلت في الرخاء ولولا الاجل الذي كتب الله عليهم لم تستقر ارواحهم في اجسادهم طرفة عين شوقا الى الثواب وخوفا من العقاب عظم الخالق في انفسهم فصغر مادونه في اعينهم فهم في الجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون قلوبهم محزونة وشرورهم مأمونة . واجسادهم نحيفة وحاجاتهم خفيفة وانفسهم عفيفة .صبروا اياما قصيرة اعقبتهم راحة طويلة تجارة مربحة يسرها لهم ربهم ارادتهم الدنيا فلم يريدوها واسرتهم ففدوا انفسهم منها اما الليل فصافون اقدامهم تالين لاجزاء القران يرتلونها ترتيلا يحزنون به انفسهم ويستثيرون به دواء دائهم فاذا مروا باية فيها تشويق ركنوا اليها طمعا وتطلعت نفوسهم اليها شوقا فظنوا انها نصب اعينهم .واذا مروا باية فيها تخويف اصغوا اليها مسامع قلوبهم وظنوا ان زفير جهنم وشهيقها في اصول آذانهم فهم حانون على اوساطهم مفترشون لجباهم واكفهم وركبهم واطراف اقدامهم يطلبون الى الله تعالى في فكاك رقابهم .واما النهار فحلماء علماء ابرار اتقياء قد براهم الخوف بري القداح ينظراليهم الناظر فيحسبهم مرضى ويقول لقد خولطوا((خولط في عقله اي مازجه خلل فيه والامر العظيم الذي خالط عقولهم هو الخوف الشديد من الله))
ولقد خالطهم امر عظيم لايرضون من اعمالهم القليل ولايستكثرون الكثير فهم لانفسهم متهمون ومن اعمالهم مشفقون اذا زكي احد منهم خاف مما يقال له ،فيقول :انا اعلم بنفسي من غيري وربي اعلم بي مني بنفسي !اللهم لاتؤاخذني بما يقولون واجعلني افضل مما يظنون واغفر لي مالايعلمون !
فمن علامة احدهم انك ترى له قوة في دين وحزما في لين وايمانا في يقين وحرصا في علم وعلما في حلم وقصدا في غنى وخشوعا في عبادة وتجملا في فاقة وصبرا في شدة وطلبا في حلال ونشاطا في هدى وتحرجا عن طمع .يعمل الاعمال الصالحة وهوعلى وجل يمسي وهمه الشكرويصبح وهمه الذكر يبيت حذرا ويصبح فرحا حذر لما حذر من الغفلة وفرحا بما اصاب من الفضل والرحمة ان استصعبت عليه فيما تكره لم يعطها سولها فيما تحب قرة عينه فيما لايزول وزهادته فيما لايبقى يمزج الحلم بالعلم والقول بالعمل تراه قريبا امله قليلا زلـله خاشعا قلبه قانعة نفسه منزورا اكله سهلا امره حريزا دينه ميتة شهوته مكظوما غيظه الخير منه مأمول والشر منه مأمون ان كان في الغافلين كتب في الذاكرين وان كان في الذاكرين لم يكتب من الغافلين يعفو عمن ظلمه ويعطي من حرمه ويصل من قطعه
بعيدافحشه لينا قوله غائبا منكره حاضرا معروفه مقبلا خيره مدبرا شره في الزلازل وقور وفي المكاره صبور وفي الرخاء شكور لايحيف على من يبغض ولاياثم فيمن يحب يعترف بالحق قبل ان يشهد عليه لايضيع مااستحفظ ولاينسى ماذكر ولاينابز بالالقاب ولايضار بالجار ولايشمت بالمصائب ولايدخل في الباطل ولايخرج من الحق ان صمت لم يغمه صمته وان ضحك لم يعل صوته وان بغي عليه صبر حتى يكون الله هو الذيينتقم له نفسه منه في عناء والناس منه راحة اتعب نفس لاخرته واراح الناس من نفسه بعده عمن تباعد عنه زهدونزاهة دنوه ممن دنا منه لين ورحمة ليس تباعده بكبر وعظمة ولا دنوه بمكر وخديعة قال فصعق همام صعقة كانت فيها روحه فقال امير المؤمنين اما والله كنت اخافها عليه ثم قال اهكذا تصنع المواعظ البالغةباهلها فقال فما بالك يامير المؤمنين !فقال عليه السلام ويحك ان لكل اجل وقتا لايعدوه وسببا لايتجاوزه فمهلا لاتعد لمثلها فانما نفث الشيطان على لسانك
:)
أما بعد فان الله _سبحانه وتعالى ـ خلق الخلق حين خلقهم غنيا عن طاعتهم امنا من معصيتهم لانه لاتضره معصية من عصاه ولاتنفعه طاعة من اطاعه فقسم بينهم معايشهم ووضعهم من الدنيا مواضعهم فالمتقون فيها هم اهل الفضائل منطقهم الصواب وملبسهم الاقتصاد ومشيهم التواضع .غضوا ابصارهم عما حرم الله عليهم ووقفوا اسماعهم على العلم النافع لهم نزلت انفسهم منهم في البلاء كالتي نزلت في الرخاء ولولا الاجل الذي كتب الله عليهم لم تستقر ارواحهم في اجسادهم طرفة عين شوقا الى الثواب وخوفا من العقاب عظم الخالق في انفسهم فصغر مادونه في اعينهم فهم في الجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون وهم والنار كمن قد رآها فهم فيها معذبون قلوبهم محزونة وشرورهم مأمونة . واجسادهم نحيفة وحاجاتهم خفيفة وانفسهم عفيفة .صبروا اياما قصيرة اعقبتهم راحة طويلة تجارة مربحة يسرها لهم ربهم ارادتهم الدنيا فلم يريدوها واسرتهم ففدوا انفسهم منها اما الليل فصافون اقدامهم تالين لاجزاء القران يرتلونها ترتيلا يحزنون به انفسهم ويستثيرون به دواء دائهم فاذا مروا باية فيها تشويق ركنوا اليها طمعا وتطلعت نفوسهم اليها شوقا فظنوا انها نصب اعينهم .واذا مروا باية فيها تخويف اصغوا اليها مسامع قلوبهم وظنوا ان زفير جهنم وشهيقها في اصول آذانهم فهم حانون على اوساطهم مفترشون لجباهم واكفهم وركبهم واطراف اقدامهم يطلبون الى الله تعالى في فكاك رقابهم .واما النهار فحلماء علماء ابرار اتقياء قد براهم الخوف بري القداح ينظراليهم الناظر فيحسبهم مرضى ويقول لقد خولطوا((خولط في عقله اي مازجه خلل فيه والامر العظيم الذي خالط عقولهم هو الخوف الشديد من الله))
ولقد خالطهم امر عظيم لايرضون من اعمالهم القليل ولايستكثرون الكثير فهم لانفسهم متهمون ومن اعمالهم مشفقون اذا زكي احد منهم خاف مما يقال له ،فيقول :انا اعلم بنفسي من غيري وربي اعلم بي مني بنفسي !اللهم لاتؤاخذني بما يقولون واجعلني افضل مما يظنون واغفر لي مالايعلمون !
فمن علامة احدهم انك ترى له قوة في دين وحزما في لين وايمانا في يقين وحرصا في علم وعلما في حلم وقصدا في غنى وخشوعا في عبادة وتجملا في فاقة وصبرا في شدة وطلبا في حلال ونشاطا في هدى وتحرجا عن طمع .يعمل الاعمال الصالحة وهوعلى وجل يمسي وهمه الشكرويصبح وهمه الذكر يبيت حذرا ويصبح فرحا حذر لما حذر من الغفلة وفرحا بما اصاب من الفضل والرحمة ان استصعبت عليه فيما تكره لم يعطها سولها فيما تحب قرة عينه فيما لايزول وزهادته فيما لايبقى يمزج الحلم بالعلم والقول بالعمل تراه قريبا امله قليلا زلـله خاشعا قلبه قانعة نفسه منزورا اكله سهلا امره حريزا دينه ميتة شهوته مكظوما غيظه الخير منه مأمول والشر منه مأمون ان كان في الغافلين كتب في الذاكرين وان كان في الذاكرين لم يكتب من الغافلين يعفو عمن ظلمه ويعطي من حرمه ويصل من قطعه
بعيدافحشه لينا قوله غائبا منكره حاضرا معروفه مقبلا خيره مدبرا شره في الزلازل وقور وفي المكاره صبور وفي الرخاء شكور لايحيف على من يبغض ولاياثم فيمن يحب يعترف بالحق قبل ان يشهد عليه لايضيع مااستحفظ ولاينسى ماذكر ولاينابز بالالقاب ولايضار بالجار ولايشمت بالمصائب ولايدخل في الباطل ولايخرج من الحق ان صمت لم يغمه صمته وان ضحك لم يعل صوته وان بغي عليه صبر حتى يكون الله هو الذيينتقم له نفسه منه في عناء والناس منه راحة اتعب نفس لاخرته واراح الناس من نفسه بعده عمن تباعد عنه زهدونزاهة دنوه ممن دنا منه لين ورحمة ليس تباعده بكبر وعظمة ولا دنوه بمكر وخديعة قال فصعق همام صعقة كانت فيها روحه فقال امير المؤمنين اما والله كنت اخافها عليه ثم قال اهكذا تصنع المواعظ البالغةباهلها فقال فما بالك يامير المؤمنين !فقال عليه السلام ويحك ان لكل اجل وقتا لايعدوه وسببا لايتجاوزه فمهلا لاتعد لمثلها فانما نفث الشيطان على لسانك
:)