المستغيثة بالحجة
16-03-2008, 12:28 AM
(( صاحب زمــــان جدتـــي )) .. قصة مؤثــــرة
هذه القصة قرأتها في أحد المنتديات وتأثرت بها لذلك أحببت أن أنقلها إلى هذا المنتدى عسى أن تشملنا رحمة الباري عز وجل بذكر الحجة بن الحسن (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وجعلنا من أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه :
ورد عن بعض المؤمنين الثقاة أنه سمع أحد الخطباء الإيرانيين يقول : كنت جالسا في حافلة لأسافر إلى مدينة من مدن إيران, وذلك في زمن الشاه .
لم يكن على المقعد بجانبي أحد , وكنت أخشى أن يجلس عندي من لا أرغب في جواره , فيضايقني في هذا الطريق البعيد . فسألت الله تعالى في قلبي : الهي ان كان مقدرا أن يجلس عندي أحد , فاجعله انسانا متدينا طيبا ؟!
وهكذا جلس المسافرون على مقاعدهم , ولم أر من يشغل المقعد الذي بجانبي , فشكرت الله أني وحيد !
ولكني فوجئت في الدقيقة الأخيرة قبل الحركة بشاب مظهره كـ (الهييبز) وبيده حقيبة صغيرة من صنع بلد أجنبي , وكأنه من غير ديننا , فتقدم حتى جلس عندي , فقلت في قلبي : يا رب أهكذا تكون إجابة الدعاء ؟!
تحركت السيارة ولم يتفوه أحد منا للثاني بكلمة , لأن الانطباع المأخوذ في أذهان مثل هؤلاء الأشخاص عن المعممين كان انطباعا سيئا بفعل الدعايات المغرضة ضد علماء الدين , لذلك آثرت الصبر والسكوت وأنا جالس على أعصابي , حتى حان وقت الصلاة ( أول وقت الفضيلة ) , وإذ بالشاب وقف ينادي سائق الباص : قف هنا لقد حان وقت الصلاة !
فرد عليه السائق مستهزئا وهو ينظر اليه من مرآته : اجلس , أين الصلاة وأين أنت منها , وهل يمكننا الوقوف في هذه الصحراء ؟
قال الشاب : قلت لك قف وإلا رميت نفسي , وصنعت لك مشكلة بجنازتي .
ما كنت أستوعب ما أسمع من هذا الشاب , إنه شيء في غاية العجب , فأنا كعالم دين أولى بهذا الموقف من هذا الشاب ( الهييبز ) ! وعدم مبادرتي إلى ذلك كان احترازا عن الموقف العدائي الذي يكنه البعض لعلماء الدين , لذلك كنت انتظر لأصلي في المطعم الذي تقف عنده الحافلة في الطريق .
وهكذا كنت أنظر إلى صاحبي باستغراب شديد , وقد اضطر السائق إلى أن يقف على الفور , لما رأى اصرار الشاب وتهديده .
فقام الشاب ونزل من الحافلة , وقمت أنا خلفه ونزلت , فرأيته قد فتح حقيبته وأخرج قنينة ماء فتوضأ منها ثم عين اتجاه القبلة بالبوصلة وفرش سجادته , ووضع عليها تربة الحسين (ع) الطاهرة وأخذ يصلي بخشوع , وقدم لي الماء فتوضأت كذلك وصليت .
ثم صعدنا الحافلة , وسلمت عليه بحرارة معتذرا من البرودة التي استقبلته بها أولا , ثم سألته : من أنت ؟
قال : إن لي قصة لا بأس أن تسمعها , فقد كنت لا أعرف الدين ولا الصلاة , يوم كنت أدرس الطب في فرنسا ، وأنا الولد الوحيد لعائلتي التي دفعت كل ما تملك لأجل دراستي هذه .
كانت المسافة بين سكني وبين الجامعة التي أدرس فيها قرية الى مدينة، وكان الوقت بارداً جداً عندما ركبنا السيارة التي كنت أستقلها يومياً الى المدينة مع ركّاب آخرين ، وكنت على موعد مع الإمتحان الأخير الذي تترتب عليه نتيجة جهودي كلها .
فلما وصلنا إلى منتصف الطريق عطبت السيارة، وكان الذهاب إلى أقرب مصلح ( ميكانيك ) يستغرق من الوقت ما يفوّت عليّ الحضور في الإمتحانات النهائية للجامعة، لقد أرسل السائق من يأتي بما يحرك سيارته وأصبحت أنا في تلك الدقائق كالضائع الحيران، لا أدري أتجه يميناً أو يساراً ، أم يأتيني من السماء من ينقذني، كنت في تلك الدقائق أتمنى لو لم تلدني أمي ، إنها كانت أصعب دقائق تمرّ عليّ خلال حياتي وكأن الدقيقة منها سهم يرمى نحو آمالي ، وكأني أشاهد أشلاء آمالي مقطعة أمامي ولا يمكنني إنقاذها أبداً.
فكلما أنظر الى ساعتي كانت اللحظات تعتصر قلبي، فكدت أخرّ الى الأرض وفجأة تذكرت أن جدتي في إيران عندما كانت تصاب بمشكلة أو تسمع بمصيبة ، تقول بكل أحاسيسها : ( يا صاحب الزمان ) .
هنا ومن دون سابق معرفة لي بهذه الكلمة وصاحبها ومعناها العقائدي ، قلت بكل ما في قلبي وفكري من حب وذكريات عائلية : ( يا صاحب زمان جدتي )!
ذلك لأنني لم أعرف من هو صاحب الزمان ، فنسبته الى جدتي على البساطة وقلت : فإن أدركتني أعدك أن أصلي دائماً وفي أول الوقت .
وبينما أنا كذلك وإذ برجل حضر هناك فقال للسائق : شغّل السيارة. فاشتغلت من المحاولة الأولى ، ثم قال للسائق : أسرع بهؤلاء إلى وظائفهم ولا تتأخر. وحين نزوله إلتفت إلي وخاطبني قائلا: لقد وفينا بوعدنا ، يبقى أن تفي أنت بوعدك أيضاً.
فاقشعرّ جلدي وبينما لم أستوعب الذي حصل ذهب الرجل فلم أر له أثراً.ومن هناك قررت أن أصلي وفاء بالوعد بل وأصلي في أول الوقت .
اللهم صل على محمد وآل محمد
هذه القصة قرأتها في أحد المنتديات وتأثرت بها لذلك أحببت أن أنقلها إلى هذا المنتدى عسى أن تشملنا رحمة الباري عز وجل بذكر الحجة بن الحسن (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وجعلنا من أنصاره وأعوانه والمستشهدين بين يديه :
ورد عن بعض المؤمنين الثقاة أنه سمع أحد الخطباء الإيرانيين يقول : كنت جالسا في حافلة لأسافر إلى مدينة من مدن إيران, وذلك في زمن الشاه .
لم يكن على المقعد بجانبي أحد , وكنت أخشى أن يجلس عندي من لا أرغب في جواره , فيضايقني في هذا الطريق البعيد . فسألت الله تعالى في قلبي : الهي ان كان مقدرا أن يجلس عندي أحد , فاجعله انسانا متدينا طيبا ؟!
وهكذا جلس المسافرون على مقاعدهم , ولم أر من يشغل المقعد الذي بجانبي , فشكرت الله أني وحيد !
ولكني فوجئت في الدقيقة الأخيرة قبل الحركة بشاب مظهره كـ (الهييبز) وبيده حقيبة صغيرة من صنع بلد أجنبي , وكأنه من غير ديننا , فتقدم حتى جلس عندي , فقلت في قلبي : يا رب أهكذا تكون إجابة الدعاء ؟!
تحركت السيارة ولم يتفوه أحد منا للثاني بكلمة , لأن الانطباع المأخوذ في أذهان مثل هؤلاء الأشخاص عن المعممين كان انطباعا سيئا بفعل الدعايات المغرضة ضد علماء الدين , لذلك آثرت الصبر والسكوت وأنا جالس على أعصابي , حتى حان وقت الصلاة ( أول وقت الفضيلة ) , وإذ بالشاب وقف ينادي سائق الباص : قف هنا لقد حان وقت الصلاة !
فرد عليه السائق مستهزئا وهو ينظر اليه من مرآته : اجلس , أين الصلاة وأين أنت منها , وهل يمكننا الوقوف في هذه الصحراء ؟
قال الشاب : قلت لك قف وإلا رميت نفسي , وصنعت لك مشكلة بجنازتي .
ما كنت أستوعب ما أسمع من هذا الشاب , إنه شيء في غاية العجب , فأنا كعالم دين أولى بهذا الموقف من هذا الشاب ( الهييبز ) ! وعدم مبادرتي إلى ذلك كان احترازا عن الموقف العدائي الذي يكنه البعض لعلماء الدين , لذلك كنت انتظر لأصلي في المطعم الذي تقف عنده الحافلة في الطريق .
وهكذا كنت أنظر إلى صاحبي باستغراب شديد , وقد اضطر السائق إلى أن يقف على الفور , لما رأى اصرار الشاب وتهديده .
فقام الشاب ونزل من الحافلة , وقمت أنا خلفه ونزلت , فرأيته قد فتح حقيبته وأخرج قنينة ماء فتوضأ منها ثم عين اتجاه القبلة بالبوصلة وفرش سجادته , ووضع عليها تربة الحسين (ع) الطاهرة وأخذ يصلي بخشوع , وقدم لي الماء فتوضأت كذلك وصليت .
ثم صعدنا الحافلة , وسلمت عليه بحرارة معتذرا من البرودة التي استقبلته بها أولا , ثم سألته : من أنت ؟
قال : إن لي قصة لا بأس أن تسمعها , فقد كنت لا أعرف الدين ولا الصلاة , يوم كنت أدرس الطب في فرنسا ، وأنا الولد الوحيد لعائلتي التي دفعت كل ما تملك لأجل دراستي هذه .
كانت المسافة بين سكني وبين الجامعة التي أدرس فيها قرية الى مدينة، وكان الوقت بارداً جداً عندما ركبنا السيارة التي كنت أستقلها يومياً الى المدينة مع ركّاب آخرين ، وكنت على موعد مع الإمتحان الأخير الذي تترتب عليه نتيجة جهودي كلها .
فلما وصلنا إلى منتصف الطريق عطبت السيارة، وكان الذهاب إلى أقرب مصلح ( ميكانيك ) يستغرق من الوقت ما يفوّت عليّ الحضور في الإمتحانات النهائية للجامعة، لقد أرسل السائق من يأتي بما يحرك سيارته وأصبحت أنا في تلك الدقائق كالضائع الحيران، لا أدري أتجه يميناً أو يساراً ، أم يأتيني من السماء من ينقذني، كنت في تلك الدقائق أتمنى لو لم تلدني أمي ، إنها كانت أصعب دقائق تمرّ عليّ خلال حياتي وكأن الدقيقة منها سهم يرمى نحو آمالي ، وكأني أشاهد أشلاء آمالي مقطعة أمامي ولا يمكنني إنقاذها أبداً.
فكلما أنظر الى ساعتي كانت اللحظات تعتصر قلبي، فكدت أخرّ الى الأرض وفجأة تذكرت أن جدتي في إيران عندما كانت تصاب بمشكلة أو تسمع بمصيبة ، تقول بكل أحاسيسها : ( يا صاحب الزمان ) .
هنا ومن دون سابق معرفة لي بهذه الكلمة وصاحبها ومعناها العقائدي ، قلت بكل ما في قلبي وفكري من حب وذكريات عائلية : ( يا صاحب زمان جدتي )!
ذلك لأنني لم أعرف من هو صاحب الزمان ، فنسبته الى جدتي على البساطة وقلت : فإن أدركتني أعدك أن أصلي دائماً وفي أول الوقت .
وبينما أنا كذلك وإذ برجل حضر هناك فقال للسائق : شغّل السيارة. فاشتغلت من المحاولة الأولى ، ثم قال للسائق : أسرع بهؤلاء إلى وظائفهم ولا تتأخر. وحين نزوله إلتفت إلي وخاطبني قائلا: لقد وفينا بوعدنا ، يبقى أن تفي أنت بوعدك أيضاً.
فاقشعرّ جلدي وبينما لم أستوعب الذي حصل ذهب الرجل فلم أر له أثراً.ومن هناك قررت أن أصلي وفاء بالوعد بل وأصلي في أول الوقت .
اللهم صل على محمد وآل محمد