علي البصري
18-03-2008, 11:08 PM
أ عوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
توكلت على الله رب العالمين وصل الله على خير خلقه محمد واله أجمعين
واللعنه الدائمه على أعدائهم أجمعين
انقل لكم بحث قيم عن صلاة الجمعه كتبه العلامه الشيخ علي الزيدي مام وخطيب ومتولي جامع الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام ) المعروف بالخطوه وهو ثالث جامع بالاسلام واول جامع بالعراق
ألمقدمه
الحديث عن صلاة ألجمعه في أي موضوع من المواضيع ، لابد من تناول بعض من المواضيع الأخرى لارتباط المواضيع مع بعض ، من حيث هي القاعدة المهمه في الدين وألسنه ، وهي عمود الدين لقدسيتها ولأهميتها للمجتمع ، لما لها من فواد جمه لا نستطيع التوصل أليها ألا بقدر الامكان من خلال هذا العقل القاصر المقصر ، وعند الكلام عن صلاة ألجمعه لابد من الحديث عن الصلاة بالمعنى العام ، وما تأثيرها على النفس والمجتمع ، فلابد من معرفه بعض الأمور التي ترتبط بها من أهميتها ، ومن حيث أعداد الصلاه والمكان ، والطهارة ، والستر والساتر، وأداها جماعه ، ثم الخوض في صلاة ألجمعه والخلاف بوجوبها واستحبابها في زمن ألغيبه وفضلها وشروطها
أولا: فضل الصلاة :
اعلم أن الصلاة أحب الاعمل إلى الله تعالى ، وهي أخر وصايا الأنبياء عليهم السلام ، وهي عمود الدين ، إذا قبلت قبل ما سواها وان ردت رد ما سواها ، وهي أول ما ينظر فيه من عمل ابن ادم فان صحت نظر في عمله ، وان لم تصح لم ينظر في بقية عمله ، ومثلها كمثل النهر الجاري فكما أن من اغتسل فيه في كل يوم خمس مرات لم يبق في بدنه شيء من الدرن ، كذلك كلما صلى صلاة كفّرّ ما بينهما من الذنوب ، وليس ما بين المسلم وبين أن يكفر ألا أن يترك الصلاه ، وإذا كان يوم ألقيامه يدعى بالعبد فأول شيء ياسل عنه ، فإذا جاء بها تامه، وألا زج في النار ، وفي الصحيح قال مولانا الصادق (عليه السلام ) : ما اعلم شيا بعد ألمعرفه أفضل من هذه الصلاه ، ألا ترى إلى العبد الصالح
عيسى بن مريم عليه السلام قال : وأوصاني ربي بالصلاة والزكاه مادمت حيا (1)
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) الوسائل باب 10 من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها حديث 6
وروي الشيخ في حديث عنه (ع) قال : وصلاة فريضة تعد عندّ الله ألف حجه وألف عمره مبرورات متقبلات (1)
وان الصلاه لا تترك في أصعب الأوقات كما في الحرب كما يشرح القران الكريم للرسول (صلوات الله عليه واله )كيفية الصلاه اثنا الحرب
قال تعالى{وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ)
كذلك يعرف المؤمن بها حيث قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة277
وقال تعالى {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة71
وكذلك يعرف المنافقون بالرياء أثناء الصلاه قال تعالى{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء142
وكذلك إذا أرد الشيطان ان يبعد الإنسان عن طريق الحق يصده عن الصلاه قال تعالى {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ }المائدة91
لأهميتها لأنها تأمر بالمعروف وتنها عن المنكر {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }العنكبوت45
وقد استفاضت الروايات في الحديث على ألمحافظه عليها في أوائل الأوقات ، وان من استخف بها كان في حكم التارك لها ،
قال رسول الله (صلى الله عليه واله ) : ليس منى من استخف بصلاته (2)
وقال (صلى الله عليه واله ): لاينال شفاعتي من استخف بصلاته(3)
وقال (صلوات الله عليه واله ) لا تضيعوا صلاتكم فان من ضيع صلاته حشر مع قارون وهامان وكان حقا على الله أن يدخله النار مع المنافقين (4) وورد بينا رسول الله (صلى الله عليه واله ) جالس في المسجد إذا دخل رجل فقام فصلى فلم يتم ركوعه ولا سجوده فقال عليه السلام : نقر كنقر الغراب لئن مات هذا وهكذا صلاته ليموتن على غير ديني (5)
وعن أبي بصير قال : دخلت على أم حميدة اعزيها بابي عبد الله (عليه السلام ) فبكت وبكيت لبكائها ثم قالت يا آبا محمد لو رأيت أبا عبد الله عند الموت لرأيت عجبا ، فتح عينيه ثم قال : اجمعوا كل من بيني وبينه قرابه ، قالت : فما تركنا احد ألا جمعناه فنظر أليهم ثم قال : إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة (6)
وبالجملة ما ورد من النصوص في فضلها أكثر من أن يحصى ، ولله در صاحب ألدره حيث قال :
تنهى عن المنكر والفحشاء اقصر فهذا منتهـى الثنـــاء
وبإسناده عن محمّد بن سنان، عن الرضا (عليه السلام ) ، فيما
أنّ علّة الصلاة أنّها إقرار بالربوبيّة للّه عزّ وجلّ، وخلع الأنداد، وقيام بين يدي الجبّار جلّ جلاله بالذلّ والمسكنة والخضوع والاعتراف، والطلب للإقالة من سالف الذنوب، ووضع الوجه على الأرض كلّ يوم (1) إعظاماً للّه عزّ وجلّ، وأن يكون ذاكراً غير ناسٍ ولا بطرٍ، ويكون خاشعاً متذلّلاً راغباً، طالباً للزيادة في الدين والدنيا، مع ما فيه من الإِيجاب والمداومة على ذكر الله عزّ وجلّ باللّيل والنهار لئلاّ ينسى العبد سيّده ومدبّره وخالقه، فيبطر ويطغى، ويكون في ذكره لربّه، وقيامه بين يديه، زجراً له عن المعاصي، ومانعاً له عن أنواع الفساد.(7)
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الوسائل باب 1 من أبواب مقدمة العبادات حديث 34
(2) الوسائل باب 6 من أبواب إعداد الفرائض ونوافلها حديث 1،5 ، 7، 8
(3) الوسائل باب 6 من أبواب إعداد الفرائض ونوافلها حديث 10
(4) الوسائل باب 7 من أبواب إعداد الفرائض ونوافلها حديث 7
(5) الوسائل باب 8 من أبواب إعداد الفرائض ونوافلها حديث 2
(6) الوسائل باب 6 من أبواب إعداد الفرائض ونوافلها حديث 11
(7) الوسائل باب 1 من أبواب إعداد الفرائض ونوافها حديث 9
ثانيا إعداد الصلاة
الصلوات أما واجبه أومستحبه . والواجبه كلها مؤقتة ، ولكنها قد تكون يوميه كصلاة الصبح وقد قد لا تكون ، كصلاة الآيات .
والمستحبه قد تكون مؤقته وقد لا تكون ، والمؤقتة قد تكون يوميه وقد لا تكون، فاليوميه كصلاة الليل ونافلة الفجر، وغيرها وغيرها المؤقت كصلاة أول الشهر ونافلة شهر رمضان ، وأما غير المؤقت فهو لا حساب له ، وإنما يندرج تحت قوله (عليه السلام ) ((الصلاه خير موضع من شاء أقل ومن شاء أكثر)) (1)
ومن المعروف ان النوافل أليوميه ضعف الفرائض أليوميه فالفرائض سبع عشر ركعة والنوافل أربع وثلاثين ركعة ، يكون المجموع أحدى وخمسين ركعة ، التي هي من علامات المؤمن حيث ورد (ان علامات المؤمن خمس : التختم باليمين وزيارة الأربعين والصلوات الإحدى والخمسين وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم )) (2)
وقد ورد : إن النوافل تسد النقص الحاصل في الفريضة ، من حيث يقول الإمام (عليه السلام ) ما مؤداه : (( للمصلي من صلاته ما حصل فيه الذكر والتوجه ، فان كان نصفا فله نصفها وان كان ربعا فله ربعها ، وان لم يكن فيها توجه لفّت وضربت في وجهه ، فقيل له : إذن هلكنا يابن رسول الله ، قال إن الله جبر الفرائض بالنوافل )) (3)
وقد ورد : (( إن من صلى ركعتين لا فيها إلا الله سبحانه خرج من ذنوبه كما ولدته أمه )) (4)
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1)الوسائل ،ج2م 3 ، الباب 42 من أبواب أحكام المساجد ـ حديث 1
(2) الوافي للفيض الكاشاني م1 ج3 باب صفات المؤمن ص37
(3) الوسائل ج2 م3 من أبواب أفعال الصلاه حديث 6
(4) ثواب الأعمال وعقاب الأعمال للصدوق ص44 ط النجف
عن زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام ) عمّا فرض الله عزّ وجلّ من الصلاة؟ فقال: خمس صلوات في الليل والنهار، فقلت: هل سمّاهنّ الله وبينّهنّ في كتابه؟ قال: نعم، قال الله تعالى لنبيّه (صلى الله عليه وآله): (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق اللّيل) (الإسراء ،78) ودلوكها: زوالها، وفيما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات: سمّاهن الله وبينّهنّ ووقّتهنّ، وغسق الليل هو انتصافه، ثمّ قال تبارك وتعالى: (وقرآن الفجر إنّ قرآن الفجر كان مشهوداً) (الإسراء 78) فهذه الخامسة، وقال تبارك وتعالى في ذلك: (أقم الصلاة طرفي النهار)(هود 114) وطرفاه: المغرب والغداة (وزلفاً من الليل)، وهي صلاة العشاء الآخرة، وقال تعالى: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) (ألبقره 238) وهي صلاة الظهر، وهي أوّل صلاة صلاّها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهي وسط النهار، ووسط صلاتين بالنهار: صلاة الغداة وصلاة العصر، وفي بعض القراءة (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ـ صلاة العصر ـ وقوموا للّه قانتين) قال: وأنزلت هذه الآية يوم الجمعة ورسول الله (صلى الله عليه وآله) في سفره، فقنت فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتركها على حالها في السفر والحضر وأضاف للمقيم ركعتين، وإنّما وضعت الركعتان اللتان إضافهما النبي (صلى الله عليه وآله)يوم الجمعة للمقيم لمكان الخطبتين مع الإمام، فمن صلّى يوم الجمعة في غير جماعة فليصلّها أربع ركعات كصلاة الظهر في سائر الأيّام.(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الوسائل 4 باب اعداد الفرائض ونوافلها 2باب وجوب الصلوات ألخمسه
ثالثا مكان المصلي
قال الفقهاء في رسائلهم ألعمليه بعد الاستدلال في البحوث ألفقهيه : من شرائط المكان انه يجب أن يكون مباحا غير مغصوب ، وان يكون واسعا كافيا للصلاة وليس ضيقا بحيث لا يساعد على إنجازها ، وان يكون طاهرا إلى حد ما يعني لا باس بنجاسته إذا كان جافا ، ليس فيه نجاسة سأريه إلى جسم المصلي وثيابه ، ما عدا مسجد الجبهة فان طهارته الواقعية مطلوبة ، كما أن المكان مع النجاسة الساريه ممنوع.
وهذا كله يعني إن النجاسة لامكان لها في اثنا الصلاه وهي من مفسدات الصلاة ، وكذلك لتربية الفرد على الطهارة المستساغة عقليا ونفسيا ولتعود الفرد عليها ، وهذا من ألتربه اللالهيه للفرد وللمجتمع ، من خلال طهارة البدن خارجيا وداخليا ونفسيه ، ومما يتناوله الإنسان أو يطرحه هو أو غيره من النجاسات الذي يوثر عليه بالآثار المعنوية والماديه .
وكثير من هذه الفقرات لها معان أخلاقية كما ذكرها ايه الله العظمى ولي أمر المسلمين الشهيد السعيد محمد صادق الصدر(قدس الله سره الشريف):
فالمكان يمكن أن يكون تعبيرا عن المستوى الذي يكون فيه الفرد ثقافيا أو عقائديا أو أيمانيا أو غير ذلك . ومن هنا يكون السير في المكان عباره عن الانتقال من مستوى إلى أخر ، أو من مكان إلى أخر .
واشتراط عدم الغصبيه في المكان يعبر عن عدة معان ، منها عدم جواز كون المستوى الذي يكون فيه الفرد مأخوذا بالضغط أو القهر لشخص أخر يتعلق منه أو يرشده أليه على كره منه ، سواء كان ذلك الفرد أعلى منه أو مثله .
واشتراط أن لا يكون المكان واسعا للصلاة ، كون مستواه أو قل ثقافته ألعقليه والنفسيه ، كافيه للتدرج والتكامل ، وألا فمع ضيقها وقلتها يكون التكامل متعذرا أو متعسرا . واشتراط أن لا يكون المكان ناقلا للنجاسة يحتوي على عده معاني معنوية منها : ان المكان قد يكون معبرا عن مستوى من مستويات النفس الاماره بالسوء ، والسوء هو النجاسة ، فإذا أطاعها الفرد وانقاد لها كان منفعلا بالنجاسة .
ومنها : ان المضمون العام للمستوى الذي يكون فيه الفرد ، أو قل مستواه الثقافي العقلي أو النفسي ، يكون خاليا من الباطل والنقائض ألمضره التي تعود مردوداتها بالضرر على تكامله . وهذا موجود في كثير من المستويات ألواطئه بطبيعة الحال .
رابعا : في الستر والساتر
يشترط فقهيا في الساتر المستعمل في الصلاة ، ان لا يكون (شفافا ، نجسا، مغصوبا ، ميتة ، مما لا يؤكل لحمه ، حريرا أو ذهبا للرجال )
ولكل من هذه الشرائط جهه صراحة وجهة رمزيه كما قالها المولى المقدس محمد الصدر (قدس الله سره الشريف ) .
فجهة الصراحة في الساتر الشفاف انه ليس ساترا حقيقه ، بل هو كاشف فعلا ، وان كان كشفه ناقصا .
وجهة رمزيته : ان الحجاب قد يكون كثيفا كحجب ألظلمه ، بل يكون شفافا كحجب النور .
وجهة الصراحة في الساتر النجس أو المتنجس : هو لبس اللباس الخالي من الرجس والدرن ، تأدبا أمام الخالق سبحانه ، وهو الذي يكون المصلي بين يديه .
وجهة الرمز : ان الصلاة معراج المؤمن ، فلا ينبغي له ان يعرج بنفس خبيثة وصفات دانيه ، بل لا يمكن ذلك على الإطلاق.
وجهة الصراحة في الساتر المغصوب : هو ان لا تتضمن صلاته ، جهه أو نوع من الاعتداء على الآخرين ، بل تكون مخلصه .
والغصب نوع من الاعتداء طبعا . وجهه الرمز فيه : ان لا يعيش الفرد تجاه ربه وتجاه الآخرين متلبسا بصفات غيره ، وخاصة إذا كان ذلك الغير كارها لهذه الجهة.
وهذا قد يحدث كثيرا ، منها اندراج الفرد تحت زعامة أعلى منه ، فهو يتصف بصفاتها ، ومنها تأثير الفرد بمفكر أو بعالم معين في أسلوب تفكيره أو استنتاجاته أو فهمه للحياة ، فهو يتصف بهذه الصفات منه وهكذا .
وجهة الصراحه في ساتر الميتة : ان الميتة من اشد أنواع النجاسه في الفهم الفقهي والمتشرعي ، فضرورة طهارة الثياب تشملها بالمنع عنها .
وجهة ألرمزيه فيها : هو ان لا يكون الفرد مصليا بقلب ميت من الأيمان ، أو بصفات ميتة من الخير والتضحيه من اجل الآخرين وفي سبيل الحق .
وجهة الصراحه في الساتر غير المأكول اللحم ، وجود تعبد شرعي عام في الابتعاد عن الحيوان غير المأكول اللحم ، من حيث مماسته ومؤاكلته وزيادة التقرب منه . ولو باعتبار ان كل حيوان لا يجوز آكل لحمه ، فهو من أكل اللحوم ، فهو (سبع ) ويشكل خطرا في إيجاد ضرر في الإنسان بقتله أو جرحه أو نقل الإمراض أليه أو غير ذلك .
وجهة ألرمزيه في ذلك : هو الإنسان الذي لا يجوز اخذ العقائد منه أو التشبيه بمستواه ألعبادي أو الإيماني ، أو الاتصاف ببعض صفاته .
وجهة الصراحه في الساتر الحريري أو الذهبي ، هو انه يمثل تخنثا وتأنثا للرجل ، بينما يعتبر جمالا وكمالا للمراه ، ومن الواضح ان الصلاه ينبغي ان لا تكون مع الإسفاف والتدني الذي يمثل هذا التخنث في الرجل .
وجهة ألرمزيه في ذلك عدة أمور ، منها : ان لبسه في الصلاه يصد القلب عن التوجه والنفس عن الخضوع والفرد عن التكامل ، من حين يريد الله سبحانه وتعالى لعباده الصلاه النافعة ألمؤثره في التوجه والتكامل الحقيقي .
خامسا :أداء الصلاة جماعه
تستحب صلاة ألجماعه استحبابا مؤكدا في الصلوات أليوميه كلها اداءا وقضاءا ، وفي صلاة الآيات والأموات والعيدين مع عدم اجتماع شرائط وجوبها ، وألا وجبت ألجماعه كالجمعه .
ويتأكد الاستحباب في أليوميه الادائيه وخصوصا في الصبح والعشائين ولها ثواب عظيم وقد ورد في الحث عليها والذم على تركها أخبار كثيره ، اذكر بعض منها
1 ـ محمد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام ) قال: الصلاة في جماعة تفضل على كل صلاة الفرد بأربعة وعشرين درجة، تكون خمسة وعشرين صلاة .(1)
ورواه الصدوق في (ثواب الأعمال) عن أبيه بإسناده عن عبدالله بن سنان،
3ـ وعن زرارة قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام ) ما يروي الناس أن الصلاة في جماعة أفضل من صلاة الرجل وحده بخمس وعشرين صلاة؟ فقال: صدقوا، الحديث .(2)
4 ـ وعنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن ألسكوني، عن أبي عبدالله، عن أبيه (عليه السلام ) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من صلى الخمس في جماعة فظنوا به خيرا .(3)
5ـ محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن حماد، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليهالسلام) ـ في حديث قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من سمع النداء فلم يجبه من غير علة فلا صلاة له(4)
5 ـ وفي (عقاب الأعمال): عن محمد بن علي ماجيلويه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه .وفي (المجالس): عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبدالله بن ميمون، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه قال: اشترط رسول الله (صلى الله عليه وآله) على جيران المسجد شهود الصلاة، وقال: لينتهين أقوام لا يشهدون الصلاة، أو لأمرن مؤذناً يؤذن ثم يقيم ثم آمر رجلا من أهل بيتي وهو علي (عليه السلام) فليحرقن على أقوام بيوتهم بحزم الحطب لأنهم لا يأتون الصلاة .(5)
ورواه ألبرقي في (المحاسن) عن أبيه، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن القداح، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، مثله
6ـ محمد بن علي بن الحسين قال: قال الصادق (عليه السلام): من صلى الغداة والعشاء الآخرة في جماعة فهو في ذمة الله عزوجل، ومن ظلمه فإنما يظلم الله، ومن حقره فإنما يحقر الله عزوجل .(6)
ورواه ألبرقي في (المحاسن) عن النوفلي، عن ألسكوني، عن الصادق (عليه السلام ) عن آبائه، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، مثله
ــــــــــــــــــــــــــ
(1)الوسائل 8 باب تأكيد استحباب ألجماعه في الفرائض أليوميه حديث 1
(2)الوسائل 8 باب تأكيد استحباب ألجماعه في الفرائض أليوميه حديث 3
(3)الوسائل 8 باب تأكيد استحباب ألجماعه في الفرائض أليوميه حديث 4
(4)الوسائل 8 باب كراهة ترك حضور الجماعةفي الفرائض أليوميه حديث 4
(5)الوسائل 8 باب كراهة ترك حضور الجماعةفي الفرائض أليوميه حديث 6
(6)الوسائل 8 باب تأكد استحباب حضور الجماعة، في الصبح والعشاءين حديث 2
بسم الله الرحمن الرحيم
توكلت على الله رب العالمين وصل الله على خير خلقه محمد واله أجمعين
واللعنه الدائمه على أعدائهم أجمعين
انقل لكم بحث قيم عن صلاة الجمعه كتبه العلامه الشيخ علي الزيدي مام وخطيب ومتولي جامع الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام ) المعروف بالخطوه وهو ثالث جامع بالاسلام واول جامع بالعراق
ألمقدمه
الحديث عن صلاة ألجمعه في أي موضوع من المواضيع ، لابد من تناول بعض من المواضيع الأخرى لارتباط المواضيع مع بعض ، من حيث هي القاعدة المهمه في الدين وألسنه ، وهي عمود الدين لقدسيتها ولأهميتها للمجتمع ، لما لها من فواد جمه لا نستطيع التوصل أليها ألا بقدر الامكان من خلال هذا العقل القاصر المقصر ، وعند الكلام عن صلاة ألجمعه لابد من الحديث عن الصلاة بالمعنى العام ، وما تأثيرها على النفس والمجتمع ، فلابد من معرفه بعض الأمور التي ترتبط بها من أهميتها ، ومن حيث أعداد الصلاه والمكان ، والطهارة ، والستر والساتر، وأداها جماعه ، ثم الخوض في صلاة ألجمعه والخلاف بوجوبها واستحبابها في زمن ألغيبه وفضلها وشروطها
أولا: فضل الصلاة :
اعلم أن الصلاة أحب الاعمل إلى الله تعالى ، وهي أخر وصايا الأنبياء عليهم السلام ، وهي عمود الدين ، إذا قبلت قبل ما سواها وان ردت رد ما سواها ، وهي أول ما ينظر فيه من عمل ابن ادم فان صحت نظر في عمله ، وان لم تصح لم ينظر في بقية عمله ، ومثلها كمثل النهر الجاري فكما أن من اغتسل فيه في كل يوم خمس مرات لم يبق في بدنه شيء من الدرن ، كذلك كلما صلى صلاة كفّرّ ما بينهما من الذنوب ، وليس ما بين المسلم وبين أن يكفر ألا أن يترك الصلاه ، وإذا كان يوم ألقيامه يدعى بالعبد فأول شيء ياسل عنه ، فإذا جاء بها تامه، وألا زج في النار ، وفي الصحيح قال مولانا الصادق (عليه السلام ) : ما اعلم شيا بعد ألمعرفه أفضل من هذه الصلاه ، ألا ترى إلى العبد الصالح
عيسى بن مريم عليه السلام قال : وأوصاني ربي بالصلاة والزكاه مادمت حيا (1)
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) الوسائل باب 10 من أبواب أعداد الفرائض ونوافلها حديث 6
وروي الشيخ في حديث عنه (ع) قال : وصلاة فريضة تعد عندّ الله ألف حجه وألف عمره مبرورات متقبلات (1)
وان الصلاه لا تترك في أصعب الأوقات كما في الحرب كما يشرح القران الكريم للرسول (صلوات الله عليه واله )كيفية الصلاه اثنا الحرب
قال تعالى{وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ)
كذلك يعرف المؤمن بها حيث قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة277
وقال تعالى {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة71
وكذلك يعرف المنافقون بالرياء أثناء الصلاه قال تعالى{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً }النساء142
وكذلك إذا أرد الشيطان ان يبعد الإنسان عن طريق الحق يصده عن الصلاه قال تعالى {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ }المائدة91
لأهميتها لأنها تأمر بالمعروف وتنها عن المنكر {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }العنكبوت45
وقد استفاضت الروايات في الحديث على ألمحافظه عليها في أوائل الأوقات ، وان من استخف بها كان في حكم التارك لها ،
قال رسول الله (صلى الله عليه واله ) : ليس منى من استخف بصلاته (2)
وقال (صلى الله عليه واله ): لاينال شفاعتي من استخف بصلاته(3)
وقال (صلوات الله عليه واله ) لا تضيعوا صلاتكم فان من ضيع صلاته حشر مع قارون وهامان وكان حقا على الله أن يدخله النار مع المنافقين (4) وورد بينا رسول الله (صلى الله عليه واله ) جالس في المسجد إذا دخل رجل فقام فصلى فلم يتم ركوعه ولا سجوده فقال عليه السلام : نقر كنقر الغراب لئن مات هذا وهكذا صلاته ليموتن على غير ديني (5)
وعن أبي بصير قال : دخلت على أم حميدة اعزيها بابي عبد الله (عليه السلام ) فبكت وبكيت لبكائها ثم قالت يا آبا محمد لو رأيت أبا عبد الله عند الموت لرأيت عجبا ، فتح عينيه ثم قال : اجمعوا كل من بيني وبينه قرابه ، قالت : فما تركنا احد ألا جمعناه فنظر أليهم ثم قال : إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة (6)
وبالجملة ما ورد من النصوص في فضلها أكثر من أن يحصى ، ولله در صاحب ألدره حيث قال :
تنهى عن المنكر والفحشاء اقصر فهذا منتهـى الثنـــاء
وبإسناده عن محمّد بن سنان، عن الرضا (عليه السلام ) ، فيما
أنّ علّة الصلاة أنّها إقرار بالربوبيّة للّه عزّ وجلّ، وخلع الأنداد، وقيام بين يدي الجبّار جلّ جلاله بالذلّ والمسكنة والخضوع والاعتراف، والطلب للإقالة من سالف الذنوب، ووضع الوجه على الأرض كلّ يوم (1) إعظاماً للّه عزّ وجلّ، وأن يكون ذاكراً غير ناسٍ ولا بطرٍ، ويكون خاشعاً متذلّلاً راغباً، طالباً للزيادة في الدين والدنيا، مع ما فيه من الإِيجاب والمداومة على ذكر الله عزّ وجلّ باللّيل والنهار لئلاّ ينسى العبد سيّده ومدبّره وخالقه، فيبطر ويطغى، ويكون في ذكره لربّه، وقيامه بين يديه، زجراً له عن المعاصي، ومانعاً له عن أنواع الفساد.(7)
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الوسائل باب 1 من أبواب مقدمة العبادات حديث 34
(2) الوسائل باب 6 من أبواب إعداد الفرائض ونوافلها حديث 1،5 ، 7، 8
(3) الوسائل باب 6 من أبواب إعداد الفرائض ونوافلها حديث 10
(4) الوسائل باب 7 من أبواب إعداد الفرائض ونوافلها حديث 7
(5) الوسائل باب 8 من أبواب إعداد الفرائض ونوافلها حديث 2
(6) الوسائل باب 6 من أبواب إعداد الفرائض ونوافلها حديث 11
(7) الوسائل باب 1 من أبواب إعداد الفرائض ونوافها حديث 9
ثانيا إعداد الصلاة
الصلوات أما واجبه أومستحبه . والواجبه كلها مؤقتة ، ولكنها قد تكون يوميه كصلاة الصبح وقد قد لا تكون ، كصلاة الآيات .
والمستحبه قد تكون مؤقته وقد لا تكون ، والمؤقتة قد تكون يوميه وقد لا تكون، فاليوميه كصلاة الليل ونافلة الفجر، وغيرها وغيرها المؤقت كصلاة أول الشهر ونافلة شهر رمضان ، وأما غير المؤقت فهو لا حساب له ، وإنما يندرج تحت قوله (عليه السلام ) ((الصلاه خير موضع من شاء أقل ومن شاء أكثر)) (1)
ومن المعروف ان النوافل أليوميه ضعف الفرائض أليوميه فالفرائض سبع عشر ركعة والنوافل أربع وثلاثين ركعة ، يكون المجموع أحدى وخمسين ركعة ، التي هي من علامات المؤمن حيث ورد (ان علامات المؤمن خمس : التختم باليمين وزيارة الأربعين والصلوات الإحدى والخمسين وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم )) (2)
وقد ورد : إن النوافل تسد النقص الحاصل في الفريضة ، من حيث يقول الإمام (عليه السلام ) ما مؤداه : (( للمصلي من صلاته ما حصل فيه الذكر والتوجه ، فان كان نصفا فله نصفها وان كان ربعا فله ربعها ، وان لم يكن فيها توجه لفّت وضربت في وجهه ، فقيل له : إذن هلكنا يابن رسول الله ، قال إن الله جبر الفرائض بالنوافل )) (3)
وقد ورد : (( إن من صلى ركعتين لا فيها إلا الله سبحانه خرج من ذنوبه كما ولدته أمه )) (4)
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1)الوسائل ،ج2م 3 ، الباب 42 من أبواب أحكام المساجد ـ حديث 1
(2) الوافي للفيض الكاشاني م1 ج3 باب صفات المؤمن ص37
(3) الوسائل ج2 م3 من أبواب أفعال الصلاه حديث 6
(4) ثواب الأعمال وعقاب الأعمال للصدوق ص44 ط النجف
عن زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام ) عمّا فرض الله عزّ وجلّ من الصلاة؟ فقال: خمس صلوات في الليل والنهار، فقلت: هل سمّاهنّ الله وبينّهنّ في كتابه؟ قال: نعم، قال الله تعالى لنبيّه (صلى الله عليه وآله): (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق اللّيل) (الإسراء ،78) ودلوكها: زوالها، وفيما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات: سمّاهن الله وبينّهنّ ووقّتهنّ، وغسق الليل هو انتصافه، ثمّ قال تبارك وتعالى: (وقرآن الفجر إنّ قرآن الفجر كان مشهوداً) (الإسراء 78) فهذه الخامسة، وقال تبارك وتعالى في ذلك: (أقم الصلاة طرفي النهار)(هود 114) وطرفاه: المغرب والغداة (وزلفاً من الليل)، وهي صلاة العشاء الآخرة، وقال تعالى: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) (ألبقره 238) وهي صلاة الظهر، وهي أوّل صلاة صلاّها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهي وسط النهار، ووسط صلاتين بالنهار: صلاة الغداة وصلاة العصر، وفي بعض القراءة (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ـ صلاة العصر ـ وقوموا للّه قانتين) قال: وأنزلت هذه الآية يوم الجمعة ورسول الله (صلى الله عليه وآله) في سفره، فقنت فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتركها على حالها في السفر والحضر وأضاف للمقيم ركعتين، وإنّما وضعت الركعتان اللتان إضافهما النبي (صلى الله عليه وآله)يوم الجمعة للمقيم لمكان الخطبتين مع الإمام، فمن صلّى يوم الجمعة في غير جماعة فليصلّها أربع ركعات كصلاة الظهر في سائر الأيّام.(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الوسائل 4 باب اعداد الفرائض ونوافلها 2باب وجوب الصلوات ألخمسه
ثالثا مكان المصلي
قال الفقهاء في رسائلهم ألعمليه بعد الاستدلال في البحوث ألفقهيه : من شرائط المكان انه يجب أن يكون مباحا غير مغصوب ، وان يكون واسعا كافيا للصلاة وليس ضيقا بحيث لا يساعد على إنجازها ، وان يكون طاهرا إلى حد ما يعني لا باس بنجاسته إذا كان جافا ، ليس فيه نجاسة سأريه إلى جسم المصلي وثيابه ، ما عدا مسجد الجبهة فان طهارته الواقعية مطلوبة ، كما أن المكان مع النجاسة الساريه ممنوع.
وهذا كله يعني إن النجاسة لامكان لها في اثنا الصلاه وهي من مفسدات الصلاة ، وكذلك لتربية الفرد على الطهارة المستساغة عقليا ونفسيا ولتعود الفرد عليها ، وهذا من ألتربه اللالهيه للفرد وللمجتمع ، من خلال طهارة البدن خارجيا وداخليا ونفسيه ، ومما يتناوله الإنسان أو يطرحه هو أو غيره من النجاسات الذي يوثر عليه بالآثار المعنوية والماديه .
وكثير من هذه الفقرات لها معان أخلاقية كما ذكرها ايه الله العظمى ولي أمر المسلمين الشهيد السعيد محمد صادق الصدر(قدس الله سره الشريف):
فالمكان يمكن أن يكون تعبيرا عن المستوى الذي يكون فيه الفرد ثقافيا أو عقائديا أو أيمانيا أو غير ذلك . ومن هنا يكون السير في المكان عباره عن الانتقال من مستوى إلى أخر ، أو من مكان إلى أخر .
واشتراط عدم الغصبيه في المكان يعبر عن عدة معان ، منها عدم جواز كون المستوى الذي يكون فيه الفرد مأخوذا بالضغط أو القهر لشخص أخر يتعلق منه أو يرشده أليه على كره منه ، سواء كان ذلك الفرد أعلى منه أو مثله .
واشتراط أن لا يكون المكان واسعا للصلاة ، كون مستواه أو قل ثقافته ألعقليه والنفسيه ، كافيه للتدرج والتكامل ، وألا فمع ضيقها وقلتها يكون التكامل متعذرا أو متعسرا . واشتراط أن لا يكون المكان ناقلا للنجاسة يحتوي على عده معاني معنوية منها : ان المكان قد يكون معبرا عن مستوى من مستويات النفس الاماره بالسوء ، والسوء هو النجاسة ، فإذا أطاعها الفرد وانقاد لها كان منفعلا بالنجاسة .
ومنها : ان المضمون العام للمستوى الذي يكون فيه الفرد ، أو قل مستواه الثقافي العقلي أو النفسي ، يكون خاليا من الباطل والنقائض ألمضره التي تعود مردوداتها بالضرر على تكامله . وهذا موجود في كثير من المستويات ألواطئه بطبيعة الحال .
رابعا : في الستر والساتر
يشترط فقهيا في الساتر المستعمل في الصلاة ، ان لا يكون (شفافا ، نجسا، مغصوبا ، ميتة ، مما لا يؤكل لحمه ، حريرا أو ذهبا للرجال )
ولكل من هذه الشرائط جهه صراحة وجهة رمزيه كما قالها المولى المقدس محمد الصدر (قدس الله سره الشريف ) .
فجهة الصراحة في الساتر الشفاف انه ليس ساترا حقيقه ، بل هو كاشف فعلا ، وان كان كشفه ناقصا .
وجهة رمزيته : ان الحجاب قد يكون كثيفا كحجب ألظلمه ، بل يكون شفافا كحجب النور .
وجهة الصراحة في الساتر النجس أو المتنجس : هو لبس اللباس الخالي من الرجس والدرن ، تأدبا أمام الخالق سبحانه ، وهو الذي يكون المصلي بين يديه .
وجهة الرمز : ان الصلاة معراج المؤمن ، فلا ينبغي له ان يعرج بنفس خبيثة وصفات دانيه ، بل لا يمكن ذلك على الإطلاق.
وجهة الصراحة في الساتر المغصوب : هو ان لا تتضمن صلاته ، جهه أو نوع من الاعتداء على الآخرين ، بل تكون مخلصه .
والغصب نوع من الاعتداء طبعا . وجهه الرمز فيه : ان لا يعيش الفرد تجاه ربه وتجاه الآخرين متلبسا بصفات غيره ، وخاصة إذا كان ذلك الغير كارها لهذه الجهة.
وهذا قد يحدث كثيرا ، منها اندراج الفرد تحت زعامة أعلى منه ، فهو يتصف بصفاتها ، ومنها تأثير الفرد بمفكر أو بعالم معين في أسلوب تفكيره أو استنتاجاته أو فهمه للحياة ، فهو يتصف بهذه الصفات منه وهكذا .
وجهة الصراحه في ساتر الميتة : ان الميتة من اشد أنواع النجاسه في الفهم الفقهي والمتشرعي ، فضرورة طهارة الثياب تشملها بالمنع عنها .
وجهة ألرمزيه فيها : هو ان لا يكون الفرد مصليا بقلب ميت من الأيمان ، أو بصفات ميتة من الخير والتضحيه من اجل الآخرين وفي سبيل الحق .
وجهة الصراحه في الساتر غير المأكول اللحم ، وجود تعبد شرعي عام في الابتعاد عن الحيوان غير المأكول اللحم ، من حيث مماسته ومؤاكلته وزيادة التقرب منه . ولو باعتبار ان كل حيوان لا يجوز آكل لحمه ، فهو من أكل اللحوم ، فهو (سبع ) ويشكل خطرا في إيجاد ضرر في الإنسان بقتله أو جرحه أو نقل الإمراض أليه أو غير ذلك .
وجهة ألرمزيه في ذلك : هو الإنسان الذي لا يجوز اخذ العقائد منه أو التشبيه بمستواه ألعبادي أو الإيماني ، أو الاتصاف ببعض صفاته .
وجهة الصراحه في الساتر الحريري أو الذهبي ، هو انه يمثل تخنثا وتأنثا للرجل ، بينما يعتبر جمالا وكمالا للمراه ، ومن الواضح ان الصلاه ينبغي ان لا تكون مع الإسفاف والتدني الذي يمثل هذا التخنث في الرجل .
وجهة ألرمزيه في ذلك عدة أمور ، منها : ان لبسه في الصلاه يصد القلب عن التوجه والنفس عن الخضوع والفرد عن التكامل ، من حين يريد الله سبحانه وتعالى لعباده الصلاه النافعة ألمؤثره في التوجه والتكامل الحقيقي .
خامسا :أداء الصلاة جماعه
تستحب صلاة ألجماعه استحبابا مؤكدا في الصلوات أليوميه كلها اداءا وقضاءا ، وفي صلاة الآيات والأموات والعيدين مع عدم اجتماع شرائط وجوبها ، وألا وجبت ألجماعه كالجمعه .
ويتأكد الاستحباب في أليوميه الادائيه وخصوصا في الصبح والعشائين ولها ثواب عظيم وقد ورد في الحث عليها والذم على تركها أخبار كثيره ، اذكر بعض منها
1 ـ محمد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام ) قال: الصلاة في جماعة تفضل على كل صلاة الفرد بأربعة وعشرين درجة، تكون خمسة وعشرين صلاة .(1)
ورواه الصدوق في (ثواب الأعمال) عن أبيه بإسناده عن عبدالله بن سنان،
3ـ وعن زرارة قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السلام ) ما يروي الناس أن الصلاة في جماعة أفضل من صلاة الرجل وحده بخمس وعشرين صلاة؟ فقال: صدقوا، الحديث .(2)
4 ـ وعنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن ألسكوني، عن أبي عبدالله، عن أبيه (عليه السلام ) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من صلى الخمس في جماعة فظنوا به خيرا .(3)
5ـ محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن حماد، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليهالسلام) ـ في حديث قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من سمع النداء فلم يجبه من غير علة فلا صلاة له(4)
5 ـ وفي (عقاب الأعمال): عن محمد بن علي ماجيلويه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه .وفي (المجالس): عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبدالله بن ميمون، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه قال: اشترط رسول الله (صلى الله عليه وآله) على جيران المسجد شهود الصلاة، وقال: لينتهين أقوام لا يشهدون الصلاة، أو لأمرن مؤذناً يؤذن ثم يقيم ثم آمر رجلا من أهل بيتي وهو علي (عليه السلام) فليحرقن على أقوام بيوتهم بحزم الحطب لأنهم لا يأتون الصلاة .(5)
ورواه ألبرقي في (المحاسن) عن أبيه، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن القداح، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، مثله
6ـ محمد بن علي بن الحسين قال: قال الصادق (عليه السلام): من صلى الغداة والعشاء الآخرة في جماعة فهو في ذمة الله عزوجل، ومن ظلمه فإنما يظلم الله، ومن حقره فإنما يحقر الله عزوجل .(6)
ورواه ألبرقي في (المحاسن) عن النوفلي، عن ألسكوني، عن الصادق (عليه السلام ) عن آبائه، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، مثله
ــــــــــــــــــــــــــ
(1)الوسائل 8 باب تأكيد استحباب ألجماعه في الفرائض أليوميه حديث 1
(2)الوسائل 8 باب تأكيد استحباب ألجماعه في الفرائض أليوميه حديث 3
(3)الوسائل 8 باب تأكيد استحباب ألجماعه في الفرائض أليوميه حديث 4
(4)الوسائل 8 باب كراهة ترك حضور الجماعةفي الفرائض أليوميه حديث 4
(5)الوسائل 8 باب كراهة ترك حضور الجماعةفي الفرائض أليوميه حديث 6
(6)الوسائل 8 باب تأكد استحباب حضور الجماعة، في الصبح والعشاءين حديث 2