نجفيه
20-03-2008, 05:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد..
ليس من السهولة بمكان ان يرجع الحسين (عليه السلام) الى المدينة ومعه من النساء والاطفال ما يتجاوز المائة نفر ، كما ان الدولة الاموية ستحول بينه وبين المدينة لأنها بدأت بالنفير وتجريد الجيوش لقتاله على كل الساحات ، كما ان نفس مكة والمدينة لم تكن صالحة للنصرة لعدة امور : ـ
الشبهة الأولى :
لماذا لم يرجع الإمام الحسين إلى مكة أو المدينة بعد علمه بمصرع مسلم بن عقيل ؟
1 ـ ان هاتان المدينتان ـ حرم الله وحرم رسوله (ص) ـ فلا يجوز انتهاكهما .
2 ـ لو كان هناك انصار واتباع لساروا معه ولما تركوه يسير بأهل بيته وبقلة من الانصار ، حتى ان الامام السجاد (عليه السلام) يؤكد هذه الحقيقة بقوله : ( ما بمكة والمدينة عشرون رجلاً يحبنا ) !!!
الشبهة الثانية :
لماذا لم يأخذ الإمام علي بن الحسين بثأر أبيه من بعده ؟
لماذا لم يأخذ الإمام علي بن الحسين بثأر أبيه من بعده ويقتل قاتليه؟
ان كان معنى الثأر هو قتل نفس القتلة ( عبيد الله بن زياد ، وعمر بن سعد بن ابي وقاص ، وشمر بن ذي الجوشن ، وحرملة بن كاهل ، .. ) فقد قيض الله تعالى لهؤلاء المختار بن ابي عبيد الثقفي وقتلهم جميعاً كما نال من كثير ممن اشتركوا في واقعة كربلاء ضد الحسين (عليه السلام) ، وان كان معنى الثار هو فضح مخطط هؤلاء ومن ورائهم يزيد بن معاوية ، فان الامام السجاد (عليه السلام) لم يتوان عن ذلك ، وثأر لدماء شهداء كربلاء في دمشق وبمحضر الجهاز الحاكم ـ لاحظوا خطبته في ذلك المجلس ـ حتى ان يزيد امر المؤذن ان يقطع عليه خطبته ، لانه افتضح امام اهل الشام المغفلين ، وقد عرّفه ـ الامام السجاد (عليه السلام) هذه الحقيقة ـ حينما قال : ( ستعرف من الغالب ) وذلك عند رفع المؤذن للاذان .
الشبهة الثالثة :
لمـاذا أصر يزيد على أخذ البيعة من الإمام الحسين حتى ولو بالإجبار؟
لقد كان يزيد متلهفاً لأخذ البيعة من كبار الزعماء ـ لا سيما المعروفين ـ وعلى رأسهم الامام الحسين (عليه السلام) ، وبأي صورة كانت ليضفي على وضعه الطابع الشرعي في اوساط الامة ، ولذا ركّز على ثلاث شخصيات حينما كتب الى والي المدينة الوليد بن عتبة ، جاء فيه : (.. فخذ حسيناً ، وعبد الله بن عمر ، وابن الزبير بالبيعة اخذاً ليس فيه رخصة ..) لأنه ـ يزيد ـ كان يرى ان لهؤلاء مركز ألمع من مركزه ، لا سيما الامام الحسين (عليه السلام) ، لانه يمتاز بمزايا منها :
1 ـ كونه صحابي ، وابن رسول الله (ص) .
2 ـ سيد شباب أهل الجنة ، وخامس أهل العبا .
3 ـ الابعاد ( العلمية والاجتماعية والدينية والاخلاقية .. ) التي تؤطر شخصيته .
4 ـ العهد الذي يقيد معاوية في تسليم الامر الى الامام الحسن (عليه السلام) ، ومن بعده الحسين (عليه السلام) . كل هذه الامور وغيرها جعلت يزيد يفكر جدياً بالامام الحسين (عليه السلام) ، لأن ابن عمر سرعان ما سلّم عندما قال : (اذا بايع الناس بايعت) ! ، واما ابن الزبير فقد ادرك الناس انه يسعى للمنصب والتأمر ، فلم تكن لديه دوافع دينية ، واما الامام الحسين (عليه السلام) فقد كانت الانظار متجهة صوبه ولذا انقطع الناس ـ في تلك الفترة إليه ـ وهذا يدل على موقعه في النفوس ، ولذا حاول يزيد التخلص منه بأي شكل ، حتى آل الامر الى بعث عدة اشخاص لاغتيال الإمام الحسين (عليه السلام) في موسم الحج .
الشبهة الرابعة :
لماذا لبى الإمام الحسين دعوة أهل الكوفة رغم معرفته الجيدة بحالهم
لماذا لبى الإمام الحسين دعوة أهل الكوفة رغم معرفته الجيدة بحالهم وبأن إحتمال خذلانهم له أمر وارد فقد خذلوا أباه - الإمام علي - من قبله؟
ان تلبية الحسين (عليه السلام) لدعوة اهل الكوفة تنطوي على عدة مضامين منها :
1 ـ ان استجابته لهم هي لقطع الالسنة وقطع المعاذير ، والحقيقة ان الامر اعمق من ذلك ، وهذا ما سيتبين في النقاط التالية .
2 ـ ان الامام الحسين (عليه السلام) كان يعلم بمقتله ، لان جده رسول الله (ص) اخبر بذلك ودفع اليه بتربة من كربلاء ـ وهذا يرويه علماء من الفريقين ـ كما انه قال (عليه السلام): (وخيّر لي مصرع انا لاقيه) .
3 ـ ان أي مكان لم يكن قادر على ايواء الحسين (عليه السلام) بدليل قوله (عليه السلام): (لو كنت في جوف هامة من هوام الارض لاستخرجوني وقتلوني) .
4 ـ ان الامام الحسين (عليه السلام) لم يكن ينوي اللجوء الى مكان آمن ـ لغرض السلامة ـ بل قالها بصراحة : ( خرجت لآمر بالمعروف وانهى عن المنكر واسير بسيرة جدي..) ، فالحسين (عليه السلام) قصد الكوفة باعتبارها واحدة من الحواض المتمردة على الحكم الاموي ـ غالباً ـ ، وباعتبار الاعراق والقوميات المختلفة فيها ، وباعتبار الواجب الذي يراه (عليه السلام) ملقىً على عاتقه ، ومثل هذه المسألة ـ الغدر والخيانة ـ لا يأبه بها الامام حتى يترك هدفه ، والاّ لكان ابوه (عليه السلام) اولى بمغادرة الكوفة من قبل ! فاحتمال العصيان والنكول لا يسقط واجب التصدي .
الشبهة الخامسة :
هل من البدعة إقامة مجالس العزاء ؟!
أجمع التعاريف واكثرها دلالة على حد البدعة ومفهومها هو تعريف الشريف المرتضى (رحمه الله) حيث قال : ( البدعة الزيادة في الدين أو نقصان منه من غير إسناد الى الدين … ) الرسائل / الشريف المرتضى 3 / 83 . وللمزيد من الاطلاع يمكنكم مراجعة كتاب ( البدعة مفهومها وحدودها ) لمركز الرسالة على صفحتنا الكتب والابحاث العقائديّة ) .
امّا بالنسبة الى مجالس العزاء التي تقام لاهل البيت (عليهم السلام) ـ خصوصاً لابي عبد الله (ع) ـ بشكل عام أو التي تقام لذوي الفضل والفضيلة بشكل خاص ليست ببدعة .
لان البدعة إدخال ماليس من الدين في الدين ومجالس العزاء لذوي الفضل والفضيلة ـ فضلاً عن أهل البيت (عليهم السلام) والحسين (ع) ـ من الدين لوجود النصوص الشرعيّة من النبي (ص) وأهل بيته المعصومين (عليهم السلام) على استحباب إقامتها ورجحانها . منها :
1 ـ روى البخاري في صحيحه في باب من جلس عند المصيبة يعرف فيه الحزن ، بسنده عن عائشة قالت : لما جاء النبي (ص) قتل ابن حارثة وجعفر وابن رواحه جلس يعرف فيه الحزن .
قال القسطلاني في الشرح بعد قوله : جلس . أي في المسجد كما في رواية أبي داود (إرشاد الساري 2 / 393 ) .
2 ـ روى البخاري في صحيحه في الباب المذكور بسنده عن أنس قال : قنت رسول الله (ص) شهراً حين قتل القرّاء فما رأيت رسول الله حزن حزناً قط اشدّ منه . ( إرشاد الساري 2 / 396 ) .
فاذا جاز القنوت شهراً لاظهار الحزن عليهم جاز الجلوس لذلك ولنقتصر على هذا القدر من الروايات وإن أردتم التفصيل فعليكم بمراجعة كتاب ( سيرتنا وسنتنا ) للعلاّمة الأميني.
اللهم صل على محمد وآل محمد..
ليس من السهولة بمكان ان يرجع الحسين (عليه السلام) الى المدينة ومعه من النساء والاطفال ما يتجاوز المائة نفر ، كما ان الدولة الاموية ستحول بينه وبين المدينة لأنها بدأت بالنفير وتجريد الجيوش لقتاله على كل الساحات ، كما ان نفس مكة والمدينة لم تكن صالحة للنصرة لعدة امور : ـ
الشبهة الأولى :
لماذا لم يرجع الإمام الحسين إلى مكة أو المدينة بعد علمه بمصرع مسلم بن عقيل ؟
1 ـ ان هاتان المدينتان ـ حرم الله وحرم رسوله (ص) ـ فلا يجوز انتهاكهما .
2 ـ لو كان هناك انصار واتباع لساروا معه ولما تركوه يسير بأهل بيته وبقلة من الانصار ، حتى ان الامام السجاد (عليه السلام) يؤكد هذه الحقيقة بقوله : ( ما بمكة والمدينة عشرون رجلاً يحبنا ) !!!
الشبهة الثانية :
لماذا لم يأخذ الإمام علي بن الحسين بثأر أبيه من بعده ؟
لماذا لم يأخذ الإمام علي بن الحسين بثأر أبيه من بعده ويقتل قاتليه؟
ان كان معنى الثأر هو قتل نفس القتلة ( عبيد الله بن زياد ، وعمر بن سعد بن ابي وقاص ، وشمر بن ذي الجوشن ، وحرملة بن كاهل ، .. ) فقد قيض الله تعالى لهؤلاء المختار بن ابي عبيد الثقفي وقتلهم جميعاً كما نال من كثير ممن اشتركوا في واقعة كربلاء ضد الحسين (عليه السلام) ، وان كان معنى الثار هو فضح مخطط هؤلاء ومن ورائهم يزيد بن معاوية ، فان الامام السجاد (عليه السلام) لم يتوان عن ذلك ، وثأر لدماء شهداء كربلاء في دمشق وبمحضر الجهاز الحاكم ـ لاحظوا خطبته في ذلك المجلس ـ حتى ان يزيد امر المؤذن ان يقطع عليه خطبته ، لانه افتضح امام اهل الشام المغفلين ، وقد عرّفه ـ الامام السجاد (عليه السلام) هذه الحقيقة ـ حينما قال : ( ستعرف من الغالب ) وذلك عند رفع المؤذن للاذان .
الشبهة الثالثة :
لمـاذا أصر يزيد على أخذ البيعة من الإمام الحسين حتى ولو بالإجبار؟
لقد كان يزيد متلهفاً لأخذ البيعة من كبار الزعماء ـ لا سيما المعروفين ـ وعلى رأسهم الامام الحسين (عليه السلام) ، وبأي صورة كانت ليضفي على وضعه الطابع الشرعي في اوساط الامة ، ولذا ركّز على ثلاث شخصيات حينما كتب الى والي المدينة الوليد بن عتبة ، جاء فيه : (.. فخذ حسيناً ، وعبد الله بن عمر ، وابن الزبير بالبيعة اخذاً ليس فيه رخصة ..) لأنه ـ يزيد ـ كان يرى ان لهؤلاء مركز ألمع من مركزه ، لا سيما الامام الحسين (عليه السلام) ، لانه يمتاز بمزايا منها :
1 ـ كونه صحابي ، وابن رسول الله (ص) .
2 ـ سيد شباب أهل الجنة ، وخامس أهل العبا .
3 ـ الابعاد ( العلمية والاجتماعية والدينية والاخلاقية .. ) التي تؤطر شخصيته .
4 ـ العهد الذي يقيد معاوية في تسليم الامر الى الامام الحسن (عليه السلام) ، ومن بعده الحسين (عليه السلام) . كل هذه الامور وغيرها جعلت يزيد يفكر جدياً بالامام الحسين (عليه السلام) ، لأن ابن عمر سرعان ما سلّم عندما قال : (اذا بايع الناس بايعت) ! ، واما ابن الزبير فقد ادرك الناس انه يسعى للمنصب والتأمر ، فلم تكن لديه دوافع دينية ، واما الامام الحسين (عليه السلام) فقد كانت الانظار متجهة صوبه ولذا انقطع الناس ـ في تلك الفترة إليه ـ وهذا يدل على موقعه في النفوس ، ولذا حاول يزيد التخلص منه بأي شكل ، حتى آل الامر الى بعث عدة اشخاص لاغتيال الإمام الحسين (عليه السلام) في موسم الحج .
الشبهة الرابعة :
لماذا لبى الإمام الحسين دعوة أهل الكوفة رغم معرفته الجيدة بحالهم
لماذا لبى الإمام الحسين دعوة أهل الكوفة رغم معرفته الجيدة بحالهم وبأن إحتمال خذلانهم له أمر وارد فقد خذلوا أباه - الإمام علي - من قبله؟
ان تلبية الحسين (عليه السلام) لدعوة اهل الكوفة تنطوي على عدة مضامين منها :
1 ـ ان استجابته لهم هي لقطع الالسنة وقطع المعاذير ، والحقيقة ان الامر اعمق من ذلك ، وهذا ما سيتبين في النقاط التالية .
2 ـ ان الامام الحسين (عليه السلام) كان يعلم بمقتله ، لان جده رسول الله (ص) اخبر بذلك ودفع اليه بتربة من كربلاء ـ وهذا يرويه علماء من الفريقين ـ كما انه قال (عليه السلام): (وخيّر لي مصرع انا لاقيه) .
3 ـ ان أي مكان لم يكن قادر على ايواء الحسين (عليه السلام) بدليل قوله (عليه السلام): (لو كنت في جوف هامة من هوام الارض لاستخرجوني وقتلوني) .
4 ـ ان الامام الحسين (عليه السلام) لم يكن ينوي اللجوء الى مكان آمن ـ لغرض السلامة ـ بل قالها بصراحة : ( خرجت لآمر بالمعروف وانهى عن المنكر واسير بسيرة جدي..) ، فالحسين (عليه السلام) قصد الكوفة باعتبارها واحدة من الحواض المتمردة على الحكم الاموي ـ غالباً ـ ، وباعتبار الاعراق والقوميات المختلفة فيها ، وباعتبار الواجب الذي يراه (عليه السلام) ملقىً على عاتقه ، ومثل هذه المسألة ـ الغدر والخيانة ـ لا يأبه بها الامام حتى يترك هدفه ، والاّ لكان ابوه (عليه السلام) اولى بمغادرة الكوفة من قبل ! فاحتمال العصيان والنكول لا يسقط واجب التصدي .
الشبهة الخامسة :
هل من البدعة إقامة مجالس العزاء ؟!
أجمع التعاريف واكثرها دلالة على حد البدعة ومفهومها هو تعريف الشريف المرتضى (رحمه الله) حيث قال : ( البدعة الزيادة في الدين أو نقصان منه من غير إسناد الى الدين … ) الرسائل / الشريف المرتضى 3 / 83 . وللمزيد من الاطلاع يمكنكم مراجعة كتاب ( البدعة مفهومها وحدودها ) لمركز الرسالة على صفحتنا الكتب والابحاث العقائديّة ) .
امّا بالنسبة الى مجالس العزاء التي تقام لاهل البيت (عليهم السلام) ـ خصوصاً لابي عبد الله (ع) ـ بشكل عام أو التي تقام لذوي الفضل والفضيلة بشكل خاص ليست ببدعة .
لان البدعة إدخال ماليس من الدين في الدين ومجالس العزاء لذوي الفضل والفضيلة ـ فضلاً عن أهل البيت (عليهم السلام) والحسين (ع) ـ من الدين لوجود النصوص الشرعيّة من النبي (ص) وأهل بيته المعصومين (عليهم السلام) على استحباب إقامتها ورجحانها . منها :
1 ـ روى البخاري في صحيحه في باب من جلس عند المصيبة يعرف فيه الحزن ، بسنده عن عائشة قالت : لما جاء النبي (ص) قتل ابن حارثة وجعفر وابن رواحه جلس يعرف فيه الحزن .
قال القسطلاني في الشرح بعد قوله : جلس . أي في المسجد كما في رواية أبي داود (إرشاد الساري 2 / 393 ) .
2 ـ روى البخاري في صحيحه في الباب المذكور بسنده عن أنس قال : قنت رسول الله (ص) شهراً حين قتل القرّاء فما رأيت رسول الله حزن حزناً قط اشدّ منه . ( إرشاد الساري 2 / 396 ) .
فاذا جاز القنوت شهراً لاظهار الحزن عليهم جاز الجلوس لذلك ولنقتصر على هذا القدر من الروايات وإن أردتم التفصيل فعليكم بمراجعة كتاب ( سيرتنا وسنتنا ) للعلاّمة الأميني.