وليد الكميتي
27-03-2008, 12:40 AM
رسول الله صلى الله عليه واله القدوة في تطبيق المبدأ
لقد شنّ أهل مكّة حرباً ظالمة على رسول الله صلى الله عليه وآله قليلة النظير في التاريخ. فلقد عُرف صلى الله عليه وآله بينهم بالصدق والأمانة حتى لقّبوه بالصادق الأمين، ولكنهم مع ذلك حاربوه ـ إلاّ قليلاً منهم ـ عسكرياً واجتماعياً واقتصادياً ونفسياً، وبلغ بهم الأمر أنّهم كانوا لا يردّون تحيّته اذا حياهم ، فكان الشخص منهم - وهو مشرك - يخشى إذا ردّ تحيّته النبي صلى الله عليه وآله أن يراه الرائي من المشركين فلا يتبايعون معه بعد ذلك ولا يزوّجونه ولا يتزوّجون منه.
وطردوا رسول الله صلى الله عليه وآله ومَن معه إلى أطراف مكّة وحاصروهم في شعب أبي طالب، فكان لا يحقّ لهم دخول مكّة، وإذا دخلها أحدهم فدمه هدر. واستمرّت الحالة هذه مدّة ثلاث سنين.
وبعدما هاجر الرسول صلى الله عليه وآله إلى المدينة شنّ المكّيون عليه عشرات الحروب أو دفعوا الكفّار إليها. ودامت الحالة عشرين سنة يحارب أهل مكّة النبي صلى الله عليه وآله بمختلف أساليب الحروب حتى أذن الله له بالفتح .. وجاء صلى الله عليه وآله مكّة فاتحاً .. وأصبحت مكّة في قبضته وتحت سلطته.
ورغم كلّ ما فعله المشركون من أهل مكّة مع رسول الله صلى الله عليه وآله إلاّ أنّ التاريخ لم يحدّثنا أنّه صلى الله عليه وآله أجبر حتى شخصاً واحداً على الإسلام، ولو أنّه صلى الله عليه وآله أراد أن يجبر أهل مكّة على الإسلام لأسلموا كلّهم تحت وطأة السيف، لكنّه صلى الله عليه وآله لم يفعل ذلك ولم يجبر أحداً على الإسلام. أمّا دعوى إسلام أبي سفيان فكان بتحريض وتخويف من العباس بن عبد المطلب (عمّ النبي) وليس من النبي صلى الله عليه وآله نفسه، فالعباس هو الذي طلب من أبي سفيان أن يُسلم حفاظاً على دمه ولئلا يقتله النبي صلى الله عليه وآله، وكلام العباس ليس حجّة ولا تشريعاً، بل كان من عند نفسه. ولو أنّ أبا سفيان لم يسلم لما أجبره رسول الله صلى الله عليه وآله على الإسلام. فكثيرون من أمثال أبي سفيان كانوا موجودين في مكّة ولم يقتل النبيّ أحداً منهم بسبب عدم إسلامه، ولا أجبره على الإسلام، بل تركهم على دينهم مع أنّه باطل وخرافي لكيلا يسلبهم حرية الفكر والدين.
حقاً هل رأيتم مثيلاً لسلوك نبينا صلى الله عليه وآله في التاريخ؛ يحاربه قومه مع ما يعرفونه من صدقه وأمانته ونبله وكرم أخلاقه، بمختلف أنواع الحروب القاسية ويطردونه من موطنه ومسقط رأسه، ثم يتركهم أحراراً وما يختارون من دين وطريقة حياة!
نعم كان الرسول صلى الله عليه وآله يهديهم وينصحهم ويوضّح لهم طريق الرشد ويميّزه عن طريق الغيّ ثم يترك الاختيار لهم ﴿فمَن شاء فليؤمن ومَن شاء فليكفر﴾، ﴿قد تبيّن الرشد من الغيّ فمَن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى﴾، ﴿وهديناه النجدين﴾، ﴿إنّا هديناه السبيل إمّا شاكراً وإمّا كفوراً﴾. هذا هو أسلوب الإسلام، لاضغط ولا إكراه فيه. وهكذا الحال في سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله مع اليهود والنصارى. فلقد ردّ النبي الأكرم صلى الله عليه وآله عشرات الحروب والاعتداءات التي شنّها أهل الكتاب دون أن يجبر أحداً منهم على الإسلام. لم يسجّل التاريخ حالة واحدة أجبر فيها رسول الله صلى الله عليه وآله ذمياً على اعتناق الإسلام، والتاريخ حافل بسيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله، وسجّل وحفظ الدقائق عن حياته. فالعلاّمة المجلسي (رحمه الله) وحده خصّص في موسوعته (بحار الأنوار) عشرة مجلّدات ذات أربعمئة صفحة أي ما مجموعه أربعة آلاف صفحة أو أكثر كلّها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وحروبه وأخلاقه وسيرته مع المسلمين ومع المشركين وأهل الكتاب.. لا تجدون فيها موقفاً واحداً أجبر رسول الله صلى الله عليه وآله نصرانياً أو يهودياً على الإسلام، بل تجدون أنّه صلى الله عليه وآله كان له صديق مسيحي أو جار يهودي دون أن يجبره على الإسلام مع أنّه كان الحاكم الأعلى في الجزيرة العربية وكان بيده السيف والمال والقوّة الكافية.
لقد شنّ أهل مكّة حرباً ظالمة على رسول الله صلى الله عليه وآله قليلة النظير في التاريخ. فلقد عُرف صلى الله عليه وآله بينهم بالصدق والأمانة حتى لقّبوه بالصادق الأمين، ولكنهم مع ذلك حاربوه ـ إلاّ قليلاً منهم ـ عسكرياً واجتماعياً واقتصادياً ونفسياً، وبلغ بهم الأمر أنّهم كانوا لا يردّون تحيّته اذا حياهم ، فكان الشخص منهم - وهو مشرك - يخشى إذا ردّ تحيّته النبي صلى الله عليه وآله أن يراه الرائي من المشركين فلا يتبايعون معه بعد ذلك ولا يزوّجونه ولا يتزوّجون منه.
وطردوا رسول الله صلى الله عليه وآله ومَن معه إلى أطراف مكّة وحاصروهم في شعب أبي طالب، فكان لا يحقّ لهم دخول مكّة، وإذا دخلها أحدهم فدمه هدر. واستمرّت الحالة هذه مدّة ثلاث سنين.
وبعدما هاجر الرسول صلى الله عليه وآله إلى المدينة شنّ المكّيون عليه عشرات الحروب أو دفعوا الكفّار إليها. ودامت الحالة عشرين سنة يحارب أهل مكّة النبي صلى الله عليه وآله بمختلف أساليب الحروب حتى أذن الله له بالفتح .. وجاء صلى الله عليه وآله مكّة فاتحاً .. وأصبحت مكّة في قبضته وتحت سلطته.
ورغم كلّ ما فعله المشركون من أهل مكّة مع رسول الله صلى الله عليه وآله إلاّ أنّ التاريخ لم يحدّثنا أنّه صلى الله عليه وآله أجبر حتى شخصاً واحداً على الإسلام، ولو أنّه صلى الله عليه وآله أراد أن يجبر أهل مكّة على الإسلام لأسلموا كلّهم تحت وطأة السيف، لكنّه صلى الله عليه وآله لم يفعل ذلك ولم يجبر أحداً على الإسلام. أمّا دعوى إسلام أبي سفيان فكان بتحريض وتخويف من العباس بن عبد المطلب (عمّ النبي) وليس من النبي صلى الله عليه وآله نفسه، فالعباس هو الذي طلب من أبي سفيان أن يُسلم حفاظاً على دمه ولئلا يقتله النبي صلى الله عليه وآله، وكلام العباس ليس حجّة ولا تشريعاً، بل كان من عند نفسه. ولو أنّ أبا سفيان لم يسلم لما أجبره رسول الله صلى الله عليه وآله على الإسلام. فكثيرون من أمثال أبي سفيان كانوا موجودين في مكّة ولم يقتل النبيّ أحداً منهم بسبب عدم إسلامه، ولا أجبره على الإسلام، بل تركهم على دينهم مع أنّه باطل وخرافي لكيلا يسلبهم حرية الفكر والدين.
حقاً هل رأيتم مثيلاً لسلوك نبينا صلى الله عليه وآله في التاريخ؛ يحاربه قومه مع ما يعرفونه من صدقه وأمانته ونبله وكرم أخلاقه، بمختلف أنواع الحروب القاسية ويطردونه من موطنه ومسقط رأسه، ثم يتركهم أحراراً وما يختارون من دين وطريقة حياة!
نعم كان الرسول صلى الله عليه وآله يهديهم وينصحهم ويوضّح لهم طريق الرشد ويميّزه عن طريق الغيّ ثم يترك الاختيار لهم ﴿فمَن شاء فليؤمن ومَن شاء فليكفر﴾، ﴿قد تبيّن الرشد من الغيّ فمَن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى﴾، ﴿وهديناه النجدين﴾، ﴿إنّا هديناه السبيل إمّا شاكراً وإمّا كفوراً﴾. هذا هو أسلوب الإسلام، لاضغط ولا إكراه فيه. وهكذا الحال في سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله مع اليهود والنصارى. فلقد ردّ النبي الأكرم صلى الله عليه وآله عشرات الحروب والاعتداءات التي شنّها أهل الكتاب دون أن يجبر أحداً منهم على الإسلام. لم يسجّل التاريخ حالة واحدة أجبر فيها رسول الله صلى الله عليه وآله ذمياً على اعتناق الإسلام، والتاريخ حافل بسيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله، وسجّل وحفظ الدقائق عن حياته. فالعلاّمة المجلسي (رحمه الله) وحده خصّص في موسوعته (بحار الأنوار) عشرة مجلّدات ذات أربعمئة صفحة أي ما مجموعه أربعة آلاف صفحة أو أكثر كلّها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وحروبه وأخلاقه وسيرته مع المسلمين ومع المشركين وأهل الكتاب.. لا تجدون فيها موقفاً واحداً أجبر رسول الله صلى الله عليه وآله نصرانياً أو يهودياً على الإسلام، بل تجدون أنّه صلى الله عليه وآله كان له صديق مسيحي أو جار يهودي دون أن يجبره على الإسلام مع أنّه كان الحاكم الأعلى في الجزيرة العربية وكان بيده السيف والمال والقوّة الكافية.