أيا مخفية القبر
27-03-2008, 06:19 PM
منشأالاُسْطُورَة السَّبَئيَّة
مُخْتَلِقُهَا وَسِلْسِلَة رُواتِهَا
عشرة قرون والمؤرّخون يكتبون هذه القصّة، وكلّما تصرّمت السّنون ذاعت انتشاراً حتى ندر أن يكتب في العصور الاخيرة كاتب عن تاريخ الصحابة ولا يذكر هذه القصة، غير أن القاصّ الاوّل قد أوردها باُسلوب الحديث، والمتأخرون قد زيّنوها بإطار من التجزئة والتحليل.
تواترت هذه القصة وشاعت، ولابدّ لنا في تمحيصها من الرجوع إلى مصادرها ورُواتها من القُدامى والمتأخرين. فمن هم رُواتها؟ وما هي أسانيدها؟
ـ 1 ـ
محمد رشيد رضا:
نجد من المتأخرين السيد محمد رشيد رضا(1)، ينقل هذه القصّة في صفحة 4 ـ 6 من كتابه ((السُنَّة والشيعة)) ويقول: ((كان التشيّع للخليفة الرابع عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه مبدأ تفرّق هذه الاُمّة المحمّديّة في دينها وفي سياستها)).
كان مُبتدِع اُصوله يهوديّ اسمه (عبداللّه بن سبأ) أظهر الاسلام خِداعاً، ودَعا إلى الغُلُوّ في عليّ كَرَّم اللّه وجهـه لاجل تفريق هذه الاُمّة وإفساد دينـها ودنياها عليها)).
ثم يَسْرُد السيّد رشيد هذه القصّة إلى ص 6 من كتابه ويُعلّقُ عليها بما يَهْوى فإذا فَحَصْت عن مُستنده فيما يَزْعُم وجدته يقول بعد ذلك:
((ومن راجع أخبار واقعة الجمل في تاريخ ابن الاثير(2) مثلاً يرى مبلغ تأثير إفساد السبئيّين لذات البَيْنَ دون ما كاد يقع من الصلح. راجع ص 95 و 96 و 103 من الجزء الثالث)).
إن السيّد رشيداً قد نصّ في كتابه على أنّ المصدر الذي اعتمد عليه هو التاريخ الكامل لابن الاثير، وعيّن صفحات الكتاب تسهيلاً للباحث.
ـ 2 ـ
أبو الفداء:
كما أنّ أبا الفداء(3) المتوفى سنة 732 ه أورد في كتابه المختصر نُبَذَاً من ذُيول هذه القصّة مع قصص اُخرى غير صحيحة، وصَرَّح في ديباجة كتابه ـ عند ذكره لمصادر تأليفه ـ بقوله: ((فاخترته واختصرته من الكامل تأليف الشيخ عزّ الدين عليّ المعروف بابن الاثير الجزري)).
ـ 3 ـ
ابن الاثير:
وإذا راجعنا تاريخ ابن الاثير هذا المتوفّى سنة 630 ه نجده يورد هذه القصّة كاملة في حوادث سنة 30 ـ 36، ولا يشير إلى المصدر الذي اعتمد عليه في نقلها غير أنّه يقول في مقدّمة كتابه(4): ((إنّي قد جمعت في كتابي هذا ما لم يجتمع في كتاب واحدٍ. ومن تأمّله علم صحّة ذلك. فابتدأت بالتاريخ الكبير الذي صنّفه الامام أبو جعفر الطبري إذ هو الكتاب المعوّل عند الكافّة عليه، والمرجوع عند الاختلاف إليه، فأخذت ما فيه من جميع تراجمه لم أخلُ بترجمة واحدة منها. وقد ذكر هو في أكثر الحوادث روايات ذوات عدد كلّ رواية منها مثل التي قبلها أو أقلّ منها. وربّما زاد الشيء اليسير أو نقصه، فقصدتُ أتمّ الروايات فنقلتها، واضفت إليها من غيرها ما ليس فيها وأودعت كلّ شيء مكانه، فجاء جميع ما في تلك الحادثة على اختلاف طرقها سياقاً واحداً على ما تراه. فلمّا فرغت منه أخذت غيره من التواريخ المشهورة فطالعته وأضفت إلى ما نقلته من تاريخ الطبري ما ليس فيه، ووضعت كل شيء منها موضعه إلاّ ما يتعلّق بما جرى بين أصحاب رسول اللّه (ص)، فإنّي لم أضف إلى ما نقله أبو جعفر شيئاً إلاّ ما فيه زيادة بيان، أو اسم إنسان، أو ما لا يُطعَنُ على أحد منهم في نقله. وإنّما اعتمدت عليه من المؤرّخين إذ هو الامام المتقن حقّاً الجامع علماً وصحّة اعتقاد وصِدقاً. على أنّي لم أنقُل إلاّ من التواريخ المذكورة والكتب المشهورة ممّن يُعلم صدقهم فيما نقلوه وصحّة ما دوّنوه)).
إذاً فابن الاثير الّذي ينقل عنه كلّ من أبي الفداء (والسيّد رشيد) اعتمد على تاريخ الطبري في نقل هذه القصّة، ولمّا كانت القصّة موضوعة لبيان الحوادث التي وقعت بين الصحابة لم يزد (ابن الاثير) على رواية الطبري شيئاً.
ـ 4 ـ
ابنُ كَثِير:
وكذلك فعل ابن كثير ـ المتوفّى سنة 774 ه ـ فإنّه قد أورد هذه القصّة في ج 7 من تاريخه ـ البداية والنهاية ـ وقال في ص 167 منه:
((وذكر سيف بن عمر أنّ سبب تألُّب الاحزاب على عثمان أنّ رجلاً يُقال له: ـ عبداللّه بن سبأ ـ كان يهودياً فأظهر الاسلام وصار إلى مصر فأوحى إلى طائفة من الناس كلاماً اخترعه من عند نفسه)).
ثمّ ينقل القصّة بحذافيرها حتّى إذا انتهى من سَرد واقعة الجمل ص 246 منه قال: ((هذا ملخّص ما ذكره أبو جعفر بن جرير رحمه اللّه)) انتهى.
ـ 5 ـ
ابن خلدون:
وكذلك فعل ابن خلدون في تاريخه: المبتدأ والخبر، فإنّه قد أورد قصّة (السبئيّة) في ذكره حادثة الدار والجمل، ثمّ قال في 2 / 425 منه: ((هذا أمر الجمل مُلخّصاً من كتاب أبي جعفر الطبري اعتمدناه للوثوق به ولسلامته من الاهواء الموجودة في كتب ابن قتيبة وغيره من المؤرّخين)). وقال في ص 457 منه: ((هذا آخر الكلام في الخلافة الاسلامية وما كان فيها من الردّة والفتوحات والحروب، ثمّ الاتّفاق والجماعة. أوردتها ملخّصة عيونها ومجامعها من كتب محمد بن جرير الطبري، وهو تاريخه الكبير فإنّه أوثق ما رأيناه في ذلك وأبعد عن المطاعن والشُّبه في كبار الاُمّة من خيارهم وعدولهم من الصحابة والتابعين)).
ـ 6 ـ
محمّد فريد وَجْدي:
وقد أوردها محمّد فريد وَجْدي في مادّة (عثم) من الجزء 7 من كتابه: دائرة المعارف وعند ذكره ـ حرب الجمل ـ ضمن ترجمة عليّ بن أبي طالب، واشار في ص 160 و 168 و 169 منه، إلى أنّه قد نقلها عن تاريخ الطبري.
ـ 7 ـ
البُستاني (ت: 1300 ه ):
ونقلها البُستاني في مادّة (عبداللّه بن سبأ) من دائرة معارفه عن تاريخ ابن كثير:
قال: ((عبداللّه بن سبأ، قال ابن كثير ..)) ثم سرد الاُسطورة وختمها بنقل يسير من خِطَط المَقْرِيزي.
ـ 8 ـ
أحمد أمين (ت: 1373 ه ):
أمّا الكُتّاب المعاصرون الّذين حاولوا أن يبحثوا في التاريخ الاسلامي بحثاً تحليلياً ويُرجعوا كلّ شيء إلى أصله فنجد منهم أحمد أمين(5) ـ في بحثه عن الفُرس وأثرهم في الاسلام ـ يروي عن الطبري والشهرستاني في مَزْدَك ودينه(6) ما ملخصه:
((أكبر ما امتاز به؛ تعاليمه الاشتراكية، فكان يرى أنّ الناس وُلِدُوا سواء فليعيشوا سواء، وأهمّ ما تجب فيه المساواة المال والنساء، لانّ أكثر المخالفة والقتال يقع بسبب النساء والاموال، فأحلّ النساء وأباح الاموال فافترض السَّفَلَة ذلك واغتنموه وكاتفوا مزدك وأصحابه وشايعوهم فابتُليَ الناس بهم، وقوي أمرهم حتّى كانوا يدخلون على الرجل في داره فيغلبونه على منزله ونسائه وأمواله
فلم يلبثوا إلاّقليلاً حتّى صاروا لا يعرف الرجل منهم ولده، ولا المولود أباه ولا يملك الرجل شيئاً مما يتّسع به ـ إلى قوله ـ ظلَّ قوم يتّبعون مذهبه إلى ما بعد الا سلام)).
ونقل: ((أنّ بعض قُرى كرمان كانوا يعتنقون المزدكيّة طول عهد الدولة الامويّة ـ ثمّ قال ـ ونلمح وجه شَبَهٍ بين رأي أبي ذرّ الغفاري وبين رأي مزدك(7) في الناحية المالية فقط، فالطبري يُحدّثنا أن ابا ذر قام بالشّام وجعل يقول: يا معشر الاغنياء واسُوا الفقراء، بشّر الّذين يكنزون الذّهب والفضّة ولا يُنفقونها في سبيل اللّه بمكاوٍ من نار تُكوى بها جِباههم وظهورههم، فما زال حتّى ولع الفقراء بمثل ذلك وأوجبوه على الاغنياء، وحتّى شكا الاغنياء ما يَلقون من الناس)).
ثم بعث به معاوية إلي عثمان بن عفّان بالمدينة حتّى لا يفسد عليه أهل الشام، ولما سأله عثمان: ما لاهل الشام يشكون ذَرَبَك؟
قال: لا ينبغي للاغنياء أن يَقتنوا مالاً.
فترى مِن هذا: أنّ رأيه قريب جدّاً من رأي مزدك في الاموال ولكن من أين أتاه هذا الرأي يُحدّثنا الطبري عن جواب هذا السؤال فيقول:
((إنّ ابن السوداء لقي أبا ذر فأوعز إليه بذلك، وإنّ ابن السوداء هذا أتى أبا الدّرداء(8) وعُبادة بن الصامت(9) فلم يسمعا لقوله ، وأخذه عُبادة إلى معاوية وقال له: هذا واللّه الذي بعث إليك أبا ذر)).
ونحن نعلم أنّ (ابن السوداء) لقبٌ لُقِّبَ به (عبداللّه بن سبأ) وكان يهودياً من صنعاء، أظهر الاسلام في عهد عثمان، وأنّه حاول أن يفسد على المسلمين دينهم وبثّ في البلاد عقائد كثيرة ضارّة قد نعرض لها فيما بعد، وكان قد طوّف في بلاد كثيرة في الحجاز والبصرة والكوفة والشّام ومصر. فمن المحتمل القريب أن يكون قد تلقّى هذه الفكرة من مزدكيّة العراق أو اليمن، واعتنقها أبو ذر حَسَن النيّة في اعتقادها ... الخ.
ويقول في الهامش: ((اُنظر الطبري جزء: 5 ص 66 وما بعدها)). ويستمرّ هكذا في الاستنتاج حتّى ص 112 منه حيث يقول: ((فنظرة الشيعة في عليّ وأبنائه هي نظرة آبائهم الاوّلين من الملوك الساسانيّين، وثنويّة الفُرس كانوا منبعاً يستقي منه (الرافضة) في الاسلام ...)) وبرّاً بما وعد في قوله: ((وبثّ في البلاد عقائد كثيرة ضارّة قد نعرِض لها فيما بعد)). قال في بحثه عن الفِرَق ص 254 منه:
((وانتشرت الجمعيات السرّيّة في آخر عهد عثمان تدعو إلى خلعه وتولية غيره.
ومن هذه الجمعيّات من كانت تدعو إلى علي، ومن أشهر الدعاة له (عبداللّه بن سبأ) ـ وكان من يهود اليمن فأسلم ـ فقد تنقّل في البصرة والكوفة والشام ومصر يقول:
إنّه كان لكلّ نبيّ وصيّ، وعليّ وصيّ محمّد، فمن أظلم ممّن لم يجز وصية رسول اللّه ووثب على وصيّه. وكان من أكبر الذين ألَّبوا على عثمان حتّى قتل)).
ثم يُردّد النَّغمَة نفسها بتوسُّع في فصل الشيعة (266 ـ 278) منه، ويقول في صفحة 270: ((وفكرة الرّجعة هذه أخذها ابن سبأ من اليهوديّة. فعندهم أنّ النبيّ إلياس صعد إلى السماء وسيعود فيعيد الدين ... ـ إلى قوله ـ وتطوّرت هذه الفكرة عند الشيعة إلى العقيدة باختفاء الائمة وأنّ الامام الُمختفي سيعود فيملا الارض عدلاً. ومنها نَبَعَت فِكرة المهديّ المنتظر))(10) .
ويستنتج ممّا سبق في ص 276 فيقول: ((والحقُّ أنّ التشيّع كان مأوى يلجأُ إليه كلُّ من أراد هدم الاسلام لعداوة أو حِقد. ومن كان يُريد إدخال تعاليم آبائه من يهودية ونصرانيّة وزردشتيّة ... إلى قوله: كلُّ هؤلاء كانوا يتّخذون حبَّ أهل البيت ستاراً يخفون وراءه كلَّ ما شاءت أهواؤهم. فاليهودية ظهرت في التشيّع بالقول بالرَّجعة...)).
ويقول في ص 277: ((وقد ذهب الاُستاذ ولهوسن إلى أنّ العقيدة الشيعيّة نبعت من اليهودية أكثر مما نبعت من الفارسية مُسْتَدِلاّ ً بأنّ مؤسّسها عبداللّه بن سبأ، وهو يهوديّ)).
يتلخّص ما استنتجه أحمد أمين في أنّ الشيعة أخذت العقيدة بالوصاية والرجعة من ابن سبأ، وأنّهم أخذوا فكرة المهديّ المنتظر بواسطته من اليهود القائلين بعودة إلياس لاحياء الدين، وأنّ أبا ذر أخذ من ابن سبأ الاشتراكية، وابن سبأ أخذها من المزدكيّة التي كانت موجودة في عصر الامويّين. ولمّا كان مزدك فارسياً فقد انتقلت عقيدة الفرس في ملوكهم الساسانيين إلى الشيعة في أئمتهم، إذاً فالتشيّع كان مأوى يلجأ اليه كلُّ من أراد هدم الاسلام لعداوة أو حقد أو أراد إدخال تعاليم آبائه من يهودية أو نصرانية أو زرْدُشتية ... الخ)). يستنتج كل هذا من اُسطورة ابن سبأ التي رجع إلى الطبري في نقلها مرّات وإلى ولهاوزن مرَّة واحدة. وسنرى فيما يأتي أنّ ولهاوزن أيضاً نقلها عن الطبري، ومن يرجع إلى ولهاوزن يرى أنّه سبق أحمد أمين فيما استنتج وله فضل السَّبق عليه!
ـ 9 ـ
حسن إبراهيم حسن:
وكذلك نجد الدكتور حسن إبراهيم حسن(11) في كتابه (تاريخ الاسلام السياسي) بعد أن يُمهّد بذكر الحالة التي كان المسلمون عليها في أُخريات خلافة عثمان يقول في ص 347 منه:
((فكان هذا الجوُّ ملائماً تمام الملاءمة ومُهَيَّأً لقبول دعوة (عبداللّه بن سبأ) ومن لفَّ لفَّه والتأثُّر بها إلى أبعد حدّ. وقد أذكى نيران هذه الثورة صحابي قديم اشتهر بالورع والتقوى ـ وكان من كبار ائمة الحديث ـ وهو أبو ذر الغفاري الذي تحدّى سياسة عثمان ومعاوية واليه على الشام بتحريض رجل من أهل صنعاء هو عبداللّه ابن سبأ، وكان يهودياً فأسلم، ثم أخذ يتنقّل في البلاد الاسلامية، فبدأ بالحجاز، ثم البصرة فالكوفة والشام ومصر ... الخ)).
وهاهنا يُسجّل في الهامش: الطبريّ 1 : 2859.
ويقول في ص 349 منه: ((ولقد وجد ابن سبأ ـ وهو أوّل من حرّض الناس على كره عثمان ـ الطريق مُمهّدة لخلعه))، ويشير في الهامش إلى صفحات مصدره الطبريّ أربع مرّات. وهكذا يسردُ القصّة إلى ص 352 منه، ويشير 12 مرّة إلى صفحات الطبري مصدره الوحيد لهذه القصة. ولكنّه لا يستسيغُ ذكر ما رواه الطبري في حرب الجمل، مع أنّ (ابن سبأ) في كليهما واحد. المصدر واحد والقاصّ واحد. هكذا اعتمد الكُتاب ومؤرّخو المسلمين على تاريخ الطبري في نقلهم قصّة السبئيّة.
ـ 10 ـ
فان فلوتن:
وأمّا المستشرقون فقد قال (فان فلوتن) في كتابه (السيادة العربية والشيعة والاسرائيليات في عهد بني اُمية) ترجمة الدكتور حسن إبراهيم حسن ومحمد زكي إبراهيم في ص 79 الطبعة المصرية الاُولى سنة 1934 في ذكره طوائف الشيعة: ((أما (السبئية) أنصار (عبداللّه بن سبأ) الذي كان يرى أحَقيَّةَ عليّ بالخلافة منذ أيام عثمان ابن عفّان)) الحديث. ويشير في هامش ص 80 إلى مصدره الطبري وصفحته.
ـ 11 ـ
نيكلسون:
وقال نيكلسون في كتابه تاريخ الادب العربي طبعة كمبردج ص 215 ما يلي:
(فعبداللّه بن سبأ) الذي أسّس طائفة (السبئيّين) كان من سكان صنعاء اليمن، وقد قيل إنّه كان من اليهود وقد أسلم في عهد عثمان وأصبح مبشّراً متجوّلاً، فيذكر لنا المؤرخون أنّه كان يتنقّل من مكان إلى مكان ليُغوي المسلمين ويوردهم موارد الخطأ. فظهر في الحجاز، ومن ثمّ في البصرة والكوفة، ومن ثمّ ظهر في سورية، وألقى عصا الترحال أخيراً في مصر إذ استقرّ هناك حيث كان يدعو الناس إلى الاعتقاد بالرّجعة. وقال:
(عقيدة ابن سبأ) كان يقول: ((من الغريب حقّاً بأن أي شخص يعتقد بعودة عيسى إلى الحياة الدنيا ولا يؤمن بعودة محمّد التي نصّ عليها القرآن. وفضلاً عن ذلك فإنّ هناك ألف نبيّ ولكلّ نبيّ وصيّ، أمّا وصيّ محمّد فهو عليّ، فمحمّد هو آخر الانبياء وعليّ آخر الاوصياء)).
ويشير في الهامش إلى مصدره الطبري ويعيّن صفحته.
إلى متى سوف تضلون هكذا يااهل السنه أصحو من غفلتكم أصحوا من غفلتكم
smilies/0006[1].gifsmilies/0006[1].gif
دمتم بولاية أمير المؤمنين (ع)
مُخْتَلِقُهَا وَسِلْسِلَة رُواتِهَا
عشرة قرون والمؤرّخون يكتبون هذه القصّة، وكلّما تصرّمت السّنون ذاعت انتشاراً حتى ندر أن يكتب في العصور الاخيرة كاتب عن تاريخ الصحابة ولا يذكر هذه القصة، غير أن القاصّ الاوّل قد أوردها باُسلوب الحديث، والمتأخرون قد زيّنوها بإطار من التجزئة والتحليل.
تواترت هذه القصة وشاعت، ولابدّ لنا في تمحيصها من الرجوع إلى مصادرها ورُواتها من القُدامى والمتأخرين. فمن هم رُواتها؟ وما هي أسانيدها؟
ـ 1 ـ
محمد رشيد رضا:
نجد من المتأخرين السيد محمد رشيد رضا(1)، ينقل هذه القصّة في صفحة 4 ـ 6 من كتابه ((السُنَّة والشيعة)) ويقول: ((كان التشيّع للخليفة الرابع عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه مبدأ تفرّق هذه الاُمّة المحمّديّة في دينها وفي سياستها)).
كان مُبتدِع اُصوله يهوديّ اسمه (عبداللّه بن سبأ) أظهر الاسلام خِداعاً، ودَعا إلى الغُلُوّ في عليّ كَرَّم اللّه وجهـه لاجل تفريق هذه الاُمّة وإفساد دينـها ودنياها عليها)).
ثم يَسْرُد السيّد رشيد هذه القصّة إلى ص 6 من كتابه ويُعلّقُ عليها بما يَهْوى فإذا فَحَصْت عن مُستنده فيما يَزْعُم وجدته يقول بعد ذلك:
((ومن راجع أخبار واقعة الجمل في تاريخ ابن الاثير(2) مثلاً يرى مبلغ تأثير إفساد السبئيّين لذات البَيْنَ دون ما كاد يقع من الصلح. راجع ص 95 و 96 و 103 من الجزء الثالث)).
إن السيّد رشيداً قد نصّ في كتابه على أنّ المصدر الذي اعتمد عليه هو التاريخ الكامل لابن الاثير، وعيّن صفحات الكتاب تسهيلاً للباحث.
ـ 2 ـ
أبو الفداء:
كما أنّ أبا الفداء(3) المتوفى سنة 732 ه أورد في كتابه المختصر نُبَذَاً من ذُيول هذه القصّة مع قصص اُخرى غير صحيحة، وصَرَّح في ديباجة كتابه ـ عند ذكره لمصادر تأليفه ـ بقوله: ((فاخترته واختصرته من الكامل تأليف الشيخ عزّ الدين عليّ المعروف بابن الاثير الجزري)).
ـ 3 ـ
ابن الاثير:
وإذا راجعنا تاريخ ابن الاثير هذا المتوفّى سنة 630 ه نجده يورد هذه القصّة كاملة في حوادث سنة 30 ـ 36، ولا يشير إلى المصدر الذي اعتمد عليه في نقلها غير أنّه يقول في مقدّمة كتابه(4): ((إنّي قد جمعت في كتابي هذا ما لم يجتمع في كتاب واحدٍ. ومن تأمّله علم صحّة ذلك. فابتدأت بالتاريخ الكبير الذي صنّفه الامام أبو جعفر الطبري إذ هو الكتاب المعوّل عند الكافّة عليه، والمرجوع عند الاختلاف إليه، فأخذت ما فيه من جميع تراجمه لم أخلُ بترجمة واحدة منها. وقد ذكر هو في أكثر الحوادث روايات ذوات عدد كلّ رواية منها مثل التي قبلها أو أقلّ منها. وربّما زاد الشيء اليسير أو نقصه، فقصدتُ أتمّ الروايات فنقلتها، واضفت إليها من غيرها ما ليس فيها وأودعت كلّ شيء مكانه، فجاء جميع ما في تلك الحادثة على اختلاف طرقها سياقاً واحداً على ما تراه. فلمّا فرغت منه أخذت غيره من التواريخ المشهورة فطالعته وأضفت إلى ما نقلته من تاريخ الطبري ما ليس فيه، ووضعت كل شيء منها موضعه إلاّ ما يتعلّق بما جرى بين أصحاب رسول اللّه (ص)، فإنّي لم أضف إلى ما نقله أبو جعفر شيئاً إلاّ ما فيه زيادة بيان، أو اسم إنسان، أو ما لا يُطعَنُ على أحد منهم في نقله. وإنّما اعتمدت عليه من المؤرّخين إذ هو الامام المتقن حقّاً الجامع علماً وصحّة اعتقاد وصِدقاً. على أنّي لم أنقُل إلاّ من التواريخ المذكورة والكتب المشهورة ممّن يُعلم صدقهم فيما نقلوه وصحّة ما دوّنوه)).
إذاً فابن الاثير الّذي ينقل عنه كلّ من أبي الفداء (والسيّد رشيد) اعتمد على تاريخ الطبري في نقل هذه القصّة، ولمّا كانت القصّة موضوعة لبيان الحوادث التي وقعت بين الصحابة لم يزد (ابن الاثير) على رواية الطبري شيئاً.
ـ 4 ـ
ابنُ كَثِير:
وكذلك فعل ابن كثير ـ المتوفّى سنة 774 ه ـ فإنّه قد أورد هذه القصّة في ج 7 من تاريخه ـ البداية والنهاية ـ وقال في ص 167 منه:
((وذكر سيف بن عمر أنّ سبب تألُّب الاحزاب على عثمان أنّ رجلاً يُقال له: ـ عبداللّه بن سبأ ـ كان يهودياً فأظهر الاسلام وصار إلى مصر فأوحى إلى طائفة من الناس كلاماً اخترعه من عند نفسه)).
ثمّ ينقل القصّة بحذافيرها حتّى إذا انتهى من سَرد واقعة الجمل ص 246 منه قال: ((هذا ملخّص ما ذكره أبو جعفر بن جرير رحمه اللّه)) انتهى.
ـ 5 ـ
ابن خلدون:
وكذلك فعل ابن خلدون في تاريخه: المبتدأ والخبر، فإنّه قد أورد قصّة (السبئيّة) في ذكره حادثة الدار والجمل، ثمّ قال في 2 / 425 منه: ((هذا أمر الجمل مُلخّصاً من كتاب أبي جعفر الطبري اعتمدناه للوثوق به ولسلامته من الاهواء الموجودة في كتب ابن قتيبة وغيره من المؤرّخين)). وقال في ص 457 منه: ((هذا آخر الكلام في الخلافة الاسلامية وما كان فيها من الردّة والفتوحات والحروب، ثمّ الاتّفاق والجماعة. أوردتها ملخّصة عيونها ومجامعها من كتب محمد بن جرير الطبري، وهو تاريخه الكبير فإنّه أوثق ما رأيناه في ذلك وأبعد عن المطاعن والشُّبه في كبار الاُمّة من خيارهم وعدولهم من الصحابة والتابعين)).
ـ 6 ـ
محمّد فريد وَجْدي:
وقد أوردها محمّد فريد وَجْدي في مادّة (عثم) من الجزء 7 من كتابه: دائرة المعارف وعند ذكره ـ حرب الجمل ـ ضمن ترجمة عليّ بن أبي طالب، واشار في ص 160 و 168 و 169 منه، إلى أنّه قد نقلها عن تاريخ الطبري.
ـ 7 ـ
البُستاني (ت: 1300 ه ):
ونقلها البُستاني في مادّة (عبداللّه بن سبأ) من دائرة معارفه عن تاريخ ابن كثير:
قال: ((عبداللّه بن سبأ، قال ابن كثير ..)) ثم سرد الاُسطورة وختمها بنقل يسير من خِطَط المَقْرِيزي.
ـ 8 ـ
أحمد أمين (ت: 1373 ه ):
أمّا الكُتّاب المعاصرون الّذين حاولوا أن يبحثوا في التاريخ الاسلامي بحثاً تحليلياً ويُرجعوا كلّ شيء إلى أصله فنجد منهم أحمد أمين(5) ـ في بحثه عن الفُرس وأثرهم في الاسلام ـ يروي عن الطبري والشهرستاني في مَزْدَك ودينه(6) ما ملخصه:
((أكبر ما امتاز به؛ تعاليمه الاشتراكية، فكان يرى أنّ الناس وُلِدُوا سواء فليعيشوا سواء، وأهمّ ما تجب فيه المساواة المال والنساء، لانّ أكثر المخالفة والقتال يقع بسبب النساء والاموال، فأحلّ النساء وأباح الاموال فافترض السَّفَلَة ذلك واغتنموه وكاتفوا مزدك وأصحابه وشايعوهم فابتُليَ الناس بهم، وقوي أمرهم حتّى كانوا يدخلون على الرجل في داره فيغلبونه على منزله ونسائه وأمواله
فلم يلبثوا إلاّقليلاً حتّى صاروا لا يعرف الرجل منهم ولده، ولا المولود أباه ولا يملك الرجل شيئاً مما يتّسع به ـ إلى قوله ـ ظلَّ قوم يتّبعون مذهبه إلى ما بعد الا سلام)).
ونقل: ((أنّ بعض قُرى كرمان كانوا يعتنقون المزدكيّة طول عهد الدولة الامويّة ـ ثمّ قال ـ ونلمح وجه شَبَهٍ بين رأي أبي ذرّ الغفاري وبين رأي مزدك(7) في الناحية المالية فقط، فالطبري يُحدّثنا أن ابا ذر قام بالشّام وجعل يقول: يا معشر الاغنياء واسُوا الفقراء، بشّر الّذين يكنزون الذّهب والفضّة ولا يُنفقونها في سبيل اللّه بمكاوٍ من نار تُكوى بها جِباههم وظهورههم، فما زال حتّى ولع الفقراء بمثل ذلك وأوجبوه على الاغنياء، وحتّى شكا الاغنياء ما يَلقون من الناس)).
ثم بعث به معاوية إلي عثمان بن عفّان بالمدينة حتّى لا يفسد عليه أهل الشام، ولما سأله عثمان: ما لاهل الشام يشكون ذَرَبَك؟
قال: لا ينبغي للاغنياء أن يَقتنوا مالاً.
فترى مِن هذا: أنّ رأيه قريب جدّاً من رأي مزدك في الاموال ولكن من أين أتاه هذا الرأي يُحدّثنا الطبري عن جواب هذا السؤال فيقول:
((إنّ ابن السوداء لقي أبا ذر فأوعز إليه بذلك، وإنّ ابن السوداء هذا أتى أبا الدّرداء(8) وعُبادة بن الصامت(9) فلم يسمعا لقوله ، وأخذه عُبادة إلى معاوية وقال له: هذا واللّه الذي بعث إليك أبا ذر)).
ونحن نعلم أنّ (ابن السوداء) لقبٌ لُقِّبَ به (عبداللّه بن سبأ) وكان يهودياً من صنعاء، أظهر الاسلام في عهد عثمان، وأنّه حاول أن يفسد على المسلمين دينهم وبثّ في البلاد عقائد كثيرة ضارّة قد نعرض لها فيما بعد، وكان قد طوّف في بلاد كثيرة في الحجاز والبصرة والكوفة والشّام ومصر. فمن المحتمل القريب أن يكون قد تلقّى هذه الفكرة من مزدكيّة العراق أو اليمن، واعتنقها أبو ذر حَسَن النيّة في اعتقادها ... الخ.
ويقول في الهامش: ((اُنظر الطبري جزء: 5 ص 66 وما بعدها)). ويستمرّ هكذا في الاستنتاج حتّى ص 112 منه حيث يقول: ((فنظرة الشيعة في عليّ وأبنائه هي نظرة آبائهم الاوّلين من الملوك الساسانيّين، وثنويّة الفُرس كانوا منبعاً يستقي منه (الرافضة) في الاسلام ...)) وبرّاً بما وعد في قوله: ((وبثّ في البلاد عقائد كثيرة ضارّة قد نعرِض لها فيما بعد)). قال في بحثه عن الفِرَق ص 254 منه:
((وانتشرت الجمعيات السرّيّة في آخر عهد عثمان تدعو إلى خلعه وتولية غيره.
ومن هذه الجمعيّات من كانت تدعو إلى علي، ومن أشهر الدعاة له (عبداللّه بن سبأ) ـ وكان من يهود اليمن فأسلم ـ فقد تنقّل في البصرة والكوفة والشام ومصر يقول:
إنّه كان لكلّ نبيّ وصيّ، وعليّ وصيّ محمّد، فمن أظلم ممّن لم يجز وصية رسول اللّه ووثب على وصيّه. وكان من أكبر الذين ألَّبوا على عثمان حتّى قتل)).
ثم يُردّد النَّغمَة نفسها بتوسُّع في فصل الشيعة (266 ـ 278) منه، ويقول في صفحة 270: ((وفكرة الرّجعة هذه أخذها ابن سبأ من اليهوديّة. فعندهم أنّ النبيّ إلياس صعد إلى السماء وسيعود فيعيد الدين ... ـ إلى قوله ـ وتطوّرت هذه الفكرة عند الشيعة إلى العقيدة باختفاء الائمة وأنّ الامام الُمختفي سيعود فيملا الارض عدلاً. ومنها نَبَعَت فِكرة المهديّ المنتظر))(10) .
ويستنتج ممّا سبق في ص 276 فيقول: ((والحقُّ أنّ التشيّع كان مأوى يلجأُ إليه كلُّ من أراد هدم الاسلام لعداوة أو حِقد. ومن كان يُريد إدخال تعاليم آبائه من يهودية ونصرانيّة وزردشتيّة ... إلى قوله: كلُّ هؤلاء كانوا يتّخذون حبَّ أهل البيت ستاراً يخفون وراءه كلَّ ما شاءت أهواؤهم. فاليهودية ظهرت في التشيّع بالقول بالرَّجعة...)).
ويقول في ص 277: ((وقد ذهب الاُستاذ ولهوسن إلى أنّ العقيدة الشيعيّة نبعت من اليهودية أكثر مما نبعت من الفارسية مُسْتَدِلاّ ً بأنّ مؤسّسها عبداللّه بن سبأ، وهو يهوديّ)).
يتلخّص ما استنتجه أحمد أمين في أنّ الشيعة أخذت العقيدة بالوصاية والرجعة من ابن سبأ، وأنّهم أخذوا فكرة المهديّ المنتظر بواسطته من اليهود القائلين بعودة إلياس لاحياء الدين، وأنّ أبا ذر أخذ من ابن سبأ الاشتراكية، وابن سبأ أخذها من المزدكيّة التي كانت موجودة في عصر الامويّين. ولمّا كان مزدك فارسياً فقد انتقلت عقيدة الفرس في ملوكهم الساسانيين إلى الشيعة في أئمتهم، إذاً فالتشيّع كان مأوى يلجأ اليه كلُّ من أراد هدم الاسلام لعداوة أو حقد أو أراد إدخال تعاليم آبائه من يهودية أو نصرانية أو زرْدُشتية ... الخ)). يستنتج كل هذا من اُسطورة ابن سبأ التي رجع إلى الطبري في نقلها مرّات وإلى ولهاوزن مرَّة واحدة. وسنرى فيما يأتي أنّ ولهاوزن أيضاً نقلها عن الطبري، ومن يرجع إلى ولهاوزن يرى أنّه سبق أحمد أمين فيما استنتج وله فضل السَّبق عليه!
ـ 9 ـ
حسن إبراهيم حسن:
وكذلك نجد الدكتور حسن إبراهيم حسن(11) في كتابه (تاريخ الاسلام السياسي) بعد أن يُمهّد بذكر الحالة التي كان المسلمون عليها في أُخريات خلافة عثمان يقول في ص 347 منه:
((فكان هذا الجوُّ ملائماً تمام الملاءمة ومُهَيَّأً لقبول دعوة (عبداللّه بن سبأ) ومن لفَّ لفَّه والتأثُّر بها إلى أبعد حدّ. وقد أذكى نيران هذه الثورة صحابي قديم اشتهر بالورع والتقوى ـ وكان من كبار ائمة الحديث ـ وهو أبو ذر الغفاري الذي تحدّى سياسة عثمان ومعاوية واليه على الشام بتحريض رجل من أهل صنعاء هو عبداللّه ابن سبأ، وكان يهودياً فأسلم، ثم أخذ يتنقّل في البلاد الاسلامية، فبدأ بالحجاز، ثم البصرة فالكوفة والشام ومصر ... الخ)).
وهاهنا يُسجّل في الهامش: الطبريّ 1 : 2859.
ويقول في ص 349 منه: ((ولقد وجد ابن سبأ ـ وهو أوّل من حرّض الناس على كره عثمان ـ الطريق مُمهّدة لخلعه))، ويشير في الهامش إلى صفحات مصدره الطبريّ أربع مرّات. وهكذا يسردُ القصّة إلى ص 352 منه، ويشير 12 مرّة إلى صفحات الطبري مصدره الوحيد لهذه القصة. ولكنّه لا يستسيغُ ذكر ما رواه الطبري في حرب الجمل، مع أنّ (ابن سبأ) في كليهما واحد. المصدر واحد والقاصّ واحد. هكذا اعتمد الكُتاب ومؤرّخو المسلمين على تاريخ الطبري في نقلهم قصّة السبئيّة.
ـ 10 ـ
فان فلوتن:
وأمّا المستشرقون فقد قال (فان فلوتن) في كتابه (السيادة العربية والشيعة والاسرائيليات في عهد بني اُمية) ترجمة الدكتور حسن إبراهيم حسن ومحمد زكي إبراهيم في ص 79 الطبعة المصرية الاُولى سنة 1934 في ذكره طوائف الشيعة: ((أما (السبئية) أنصار (عبداللّه بن سبأ) الذي كان يرى أحَقيَّةَ عليّ بالخلافة منذ أيام عثمان ابن عفّان)) الحديث. ويشير في هامش ص 80 إلى مصدره الطبري وصفحته.
ـ 11 ـ
نيكلسون:
وقال نيكلسون في كتابه تاريخ الادب العربي طبعة كمبردج ص 215 ما يلي:
(فعبداللّه بن سبأ) الذي أسّس طائفة (السبئيّين) كان من سكان صنعاء اليمن، وقد قيل إنّه كان من اليهود وقد أسلم في عهد عثمان وأصبح مبشّراً متجوّلاً، فيذكر لنا المؤرخون أنّه كان يتنقّل من مكان إلى مكان ليُغوي المسلمين ويوردهم موارد الخطأ. فظهر في الحجاز، ومن ثمّ في البصرة والكوفة، ومن ثمّ ظهر في سورية، وألقى عصا الترحال أخيراً في مصر إذ استقرّ هناك حيث كان يدعو الناس إلى الاعتقاد بالرّجعة. وقال:
(عقيدة ابن سبأ) كان يقول: ((من الغريب حقّاً بأن أي شخص يعتقد بعودة عيسى إلى الحياة الدنيا ولا يؤمن بعودة محمّد التي نصّ عليها القرآن. وفضلاً عن ذلك فإنّ هناك ألف نبيّ ولكلّ نبيّ وصيّ، أمّا وصيّ محمّد فهو عليّ، فمحمّد هو آخر الانبياء وعليّ آخر الاوصياء)).
ويشير في الهامش إلى مصدره الطبري ويعيّن صفحته.
إلى متى سوف تضلون هكذا يااهل السنه أصحو من غفلتكم أصحوا من غفلتكم
smilies/0006[1].gifsmilies/0006[1].gif
دمتم بولاية أمير المؤمنين (ع)