المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار في الامامة بين شيعي و اباضي


أبو شهاب
05-04-2008, 08:24 PM
حوار في الامامة بين شيعي و اباضي
بسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم و رحمة الله تقبل الله اعمالكم و طاعتكم بمزيد من الاجر و الثواب . كلكم تعرفون هشام ابن الحكم هذا المستبصر الصادق في دينه و تدينه الذي اعتنق المذهب الامامي في عهد الائمة عليهم السلام و كان احد اصحاب و اقرب الرجال الى الامام جعفر الصادق , و منه احد رواة اهل البيت عليهم السلام و اعلامهم و قلمهم الذي لا يمحى . ففي هذه المناظرة يناظر هشام ابن الحكم المؤسس الحقيقي لمذهب الاباضية و هو عبد الله الاباضي فكيف كانت المناظرة ؟؟؟ و كيف كانت نتائجها ؟؟؟ حدثنا أحمد بن زياد الهمداني ، والحسين بن إبراهيم بن ناتانه رضي الله عنهما قالا : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد ابن أبي عمير قال : أخبرني علي الأسواري قال : كان ليحيى بن خالد مجلس في داره يحضره المتكلمون من كل فرقة وملة يوم الأحد ، فيتناظرون في أديانهم ، يحتج بعضهم على بعض ، فبلغ ذلك الرشيد ، فقال ليحيى بن - خالد : يا عباسي ما هذا المجلس الذي بلغني في منزلك يحضره المتكلمون ؟ قال : يا أمير المؤمنين ما شئ مما رفعني به أمير المؤمنين وبلغ بي من الكرامة والرفعة أحسن موقعا عندي من هذا المجلس ، فإنه يحضره كل قوم مع اختلاف مذاهبهم ، فيحتج بعضهم على بعض ويعرف المحق منهم ، ويتبين لنا فساد كل مذهب من مذاهبهم . فقال له الرشيد : أنا أحب أن أحضر هذا المجلس وأسمع كلامهم على أن لا يعلموا بحضوري فيحتشموني ولا يظهروا مذاهبهم ، قال : ذلك إلى أمير المؤمنين متى شاء ، قال : فضع يدك على رأسي أن لا تعلمهم بحضوري ، ففعل ( ذلك ) وبلغ الخبر المعتزلة ، فتشاوروا بينهم وعزموا على أن لا يكلموا هشاما إلا في الإمامة لعلمهم بمذهب الرشيد وإنكاره على من قال بالإمامة . قال : فحضروا ، وحضر هشام ، وحضر عبد الله بن يزيد ‹ صفحة 363 › الأباضي وكان من أصدق الناس ( 1 ) لهشام بن الحكم ، وكان يشاركه في التجارة ( 2 ) ، فلما دخل هشام سلم على عبد الله بن يزيد من بينهم ، فقال يحيى بن خالد لعبد الله بن يزيد : يا عبد الله كلم هشاما فيما اختلفتم فيه من الإمامة . فقال هشام : أيها الوزير ليس لهم علينا جواب ولا مسألة إن هؤلاء قوم كانوا مجتمعين معنا على إمامة رجل ، ثم فارقونا بلا علم ولا معرفة ، فلا حين كانوا معنا عرفوا الحق ، ولا حين فارقونا علموا على ما فارقونا ، فليس لهم علينا مسألة ولا جواب . فقال بيان ( 3 ) - وكان من الحرورية - : أنا أسألك يا هشام ، أخبرني عن أصحاب علي يوم حكموا الحكمين أكانوا مؤمنين أم كافرين ؟ قال هشام : كانوا ثلاثة أصناف : صنف مؤمنون ، وصنف مشركون ، و صنف ضلال ، فأما المؤمنون فمن قال مثل قولي : إن عليا عليه السلام إمام من عند الله عز وجل . ومعاوية لا يصلح لها ، فآمنوا بما قال الله عز وجل في علي عليه السلام وأقروا به . وأما المشركون فقوم قالوا : على إمام ، ومعاوية يصلح لها ، فأشركوا إذ أدخلوا معاوية مع علي عليه السلام . وأما الضلال : فقوم خرجوا على الحمية والعصبية للقبائل والعشائر ( ف‍ ) لم يعرفوا شيئا من هذا وهم جهال . قال : فأصحاب معاوية ما كانوا ؟ قال : كانوا ثلاثة أصناف : صنف كافرون ، وصنف مشركون ، وصنف ضلال . ‹ صفحة 364 › فأما الكافرون : فالذين قالوا : إن معاوية إمام ، وعلي لا يصلح لها ، فكفروا من جهتين إذ جحدوا إماما من الله عز وجل ، ونصبوا إماما ليس من الله . وأما المشركون : فقوم قالوا : معاوية إمام ، وعلي يصلح لها ، فأشركوا معاوية مع علي عليه السلام . وأما الضلال : فعلى سبيل أولئك خرجوا للحمية والعصبية للقبائل والعشائر . فانقطع بيان عند ذلك . فقال ضرار : وأنا أسألك يا هشام في هذا ؟ فقال هشام : أخطأت قال : ولم ؟ قال : لأنكم كلكم مجتمعون على دفع إمامة صاحبي ، وقد سألني هذا عن مسألة وليس لكم أن تثنوا بالمسألة علي حتى أسألك يا ضرار عن مذهبك في هذا الباب ؟ قال ضرار : فسل ، قال : أتقول : إن الله عز وجل عدل لا يجور ؟ قال : نعم هو عدل لا يجور تبارك وتعالى ، قال : فلو كلف الله المقعد المشي إلى المساجد والجهاد في سبيل الله ، وكلف الأعمى قراءة المصاحف والكتب أتراه كان يكون عادلا أم جائرا ؟ قال ضرار : ما كان الله ليفعل ذلك ، قال هشام : قد علمت أن الله لا يفعل ذلك ولكن ذلك على سبيل الجدل والخصومة ، أن لو فعل ذلك أليس كان في فعله جائرا إذ كلفه تكليفا لا يكون له السبيل إلى إقامته وأدائه ؟ قال : لو فعل ذلك لكان جائزا . قال : فأخبرني عن الله عز وجل كلف العباد دينا واحدا لا اختلاف فيه لا يقبل منهم إلا أن يأتوا به كما كلفهم ؟ قال : بلى ، قال : فجعل لهم دليلا على وجود ذلك الدين ، أو كلفهم مالا دليل لهم على وجوده فيكون بمنزلة من كلف الأعمى قراءة الكتب والمعقد المشي إلى المساجد والجهاد قال : فسكت ضرار ساعة ، ثم قال : لا بد من دليل وليس بصاحبك ، قال : ‹ صفحة 365 › فتبسم هشام وقال : تشيع شطرك ( 1 ) وصرت إلى الحق ضرورة ولا خلاف بيني وبينك إلا في التسمية ، قال ضرار : فإني أرجع القول عليك في هذا ، قال : هات ، قال ضرار لهشام : كيف تعقد الإمامة ؟ قال هشام : كما عقد الله عز وجل النبوة ، قال : فهو إذا نبي ، قال هشام : لا لان النبوة يعقدها أهل السماء ، والإمامة يعقدها أهل الأرض ، فعقد النبوة بالملائكة ، و عقد الإمامة بالنبي ( 2 ) والعقدان جميعا بأمر الله جل جلاله ، قال : فما الدليل على ذلك ؟ قال هشام : الاضطرار في هذا ، قال ضرار : وكيف ذلك ؟ قال هشام : لا يخلو الكلام في هذا من أحد ثلاثة وجوه : إما أن يكون الله عز وجل رفع التكليف عن الخلق بعد الرسول صلى الله عليه وآله ، فلم يكلفهم ولم يأمرهم ولم ينههم فصاروا بمنزلة السباع والبهائم التي لا تكليف عليها ، أفتقول هذا يا ضرار إن التكليف عن الناس مرفوع بعد الرسول صلى الله عليه وآله ؟ قال : لا أقول هذا ، قال هشام : فالوجه الثاني ينبغي أن يكون الناس المكلفون ( 3 ) قد استحالوا بعد الرسول صلى الله عليه وآله علماء في مثل حد الرسول في العلم حتى لا يحتاج أحد إلى أحد ، فيكونوا كلهم قد استغنوا بأنفسهم ، وأصابوا الحق الذي لا اختلاف فيه ، أفتقول هذا إن الناس استحالوا علماء حتى صاروا في مثل حد الرسول في العلم بالدين حتى لا يحتاج أحد إلي أحد مستغنين بأنفسهم عن غيرهم في إصابة الحق ؟ قال : لا أقول هذا ولكنهم يحتاجون إلى غيرهم . قال : فبقي الوجه الثالث وهو أنه لا بد لهم من عالم يقيمه ‹ صفحة 366 › الرسول لهم لا يسهو ولا يغلط ولا يحيف ، معصوم من الذنوب ، مبرء ، من الخطايا ، يحتاج ( الناس ) إليه ولا يحتاج إلى أحد ، قال : فما الدليل عليه ؟ قال هشام : ثمان دلالات أربع في نعت نسبه ، وأربع في نعت نفسه . فأما الأربع التي في نعت نسبه : فإنه يكون معروف الجنس ، معروف القبيلة ، معروف البيت ، وأن يكون من صالب الملة والدعوة إليه إشارة ، فلم ير جنس من هذا الخلق أشهر من جنس العرب الذين منهم صاحب الملة والدعوة الذي ينادى باسمه في كل يوم خمس مرات على الصوامع " أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله " فتصل دعوته إلى كل بر وفاجر وعالم وجاهل ، مقر ومنكر ، في شرق الأرض وغربها ولو جاز أن تكون الحجة من الله على هذا الخلق في غير هذا الجنس لأتي على الطالب المرتاد دهر من عصره لا يجده ، ولجاز أن يطلبه في أجناس من هذا الخلق من العجم وغيرهم ، ولكان من حيث أراد الله عز وجل أن يكون صلاح يكون فساد ولا يجوز هذا في حكمة الله جل وجلاله و عدله أن يفرض على الناس فريضة لا توجد ، فلما لم يجز ذلك لم يجز أن يكون إلا في هذا الجنس لاتصاله بصاحب الملة والدعوة ، فلم يجز أن يكون من هذا الجنس إلا في هذه القبيلة لقرب نسبها من صاحب الملة وهي قريش ، ولما لم يجز أن يكون من هذا الجنس إلا في هذه القبيلة لم يجز أن يكون من هذه القبيلة إلا في هذا البيت لقرب نسبه من صاحب الملة و الدعوة ، ولما كثر أهل هذا البيت وتشاجروا في الإمامة لعلوها وشرفها ادعاها كل واحد منهم فلم يجز إلا أن يكون من صاحب الملة والدعوة إشارة إليه بعينه واسمه ونسبه كيلا يطمع فيها غيره . وأما الأربع التي في نعت نفسه : فأن يكون أعلم الناس كلهم بفرائض الله وسننه وأحكامه حتى لا يخفى عليه منها دقيق ولا جليل ، وأن ‹ صفحة 367 › يكون معصوما من الذنوب كلها ، وأن يكون أشجع الناس ، وأن يكون أسخى الناس . فقال عبد الله بن يزيد الأباضي : من أين قلت : إنه أعلم الناس ؟ قال : لأنه إن لم يكن عالما بجميع حدود الله وأحكامه وشرائعه وسننه لم يؤمن عليه أن يقلب الحدود ، فمن وجب عليه القطع حده ، ومن وجب عليه الحد قطعه ، فلا يقيم لله عز وجل حدا على ما أمر به فيكون من حيث أراد الله صلاحا يقع فسادا . قال : فمن أين قلت : إنه معصوم من الذنوب ؟ قال لأنه إن لم يكن معصوما من الذنوب دخل في الخطأ ، فلا يؤمن أن يكتم على نفسه ويكتم على حميمه وقريبه ، ولا يحتج الله بمثل هذا على خلقه . قال : فمن أين قلت : إنه أشجع الناس ، قال : لأنه فئة للمسلمين الذي يرجعون إليه في الحروب ، وقال الله عز وجل : " ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله " ( 1 ) فإن لم يكن شجاعا فر فيبوء بغضب من الله ، ولا يجوز أن يكون من يبوء بغضب من الله عز وجل حجة الله على خلقه . قال : ( ف‍ ) من أين قلت إنه أسخى الناس ؟ قال : لأنه خازن المسلمين فإن لم يكن سخيا تاقت نفسه إلى أموالهم ( 2 ) فأخذها فكان خائنا ، و لا يجوز أن يحتج الله على خلقه بخائن . فعند ذلك قال ضرار : فمن هذا بهذه الصفة في هذا الوقت ؟ فقال : صاحب القصر أمير المؤمنين . وكان هارون الرشيد قد سمع الكلام كله ، فقال عند ذلك : أعطانا والله من جراب النورة ، ويحك يا جعفر - وكان جعفر بن يحيى جالسا معه في الستر - من يعني بهذا ؟ فقال : يا أمير المؤمنين يعني ‹ صفحة 368 › به موسى بن جعفر ، قال : ما عنى بها غير أهلها ( 1 ) ، ثم عض على شفتيه وقال : مثل هذا حي ويبقى لي ملكي ساعة واحدة ؟ ! فوالله للسان هذا أبلغ في قلوب الناس من مائة ألف سيف ، وعلم يحيى أن هشاما قد اني ( 2 ) فدخل الستر فقال : يا عباسي ويحك من هذا الرجال فقال : يا أمير المؤمنين حسبك تكفى تكفى ، ثم خرج إلى هشام فغمزه ، فلم هشام أنه قد أتي فقام يريهم أنه يبول أو يقضي حاجة فلبس نعليه وانسل ومر ببيته وأمرهم بالتواري وهرب ومر من فوره نحو الكوفة فوافى الكوفة ونزل على بشير النبال . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 362 › ( 1 ) في بعض النسخ " كف الطلب عنه " . ‹ هامش ص 363 › ( 1 ) من الصداقة . والإباض - بكسر الهمزة - ومنه الأباضية فرقة من الخوارج أصحاب عبد الله بن أباض التميمي . ( الصحاح
حوار في الامامة بين شيعي و اباضي
بسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم و رحمة الله تقبل الله اعمالكم و طاعتكم بمزيد من الاجر و الثواب . كلكم تعرفون هشام ابن الحكم هذا المستبصر الصادق في دينه و تدينه الذي اعتنق المذهب الامامي في عهد الائمة عليهم السلام و كان احد اصحاب و اقرب الرجال الى الامام جعفر الصادق , و منه احد رواة اهل البيت عليهم السلام و اعلامهم و قلمهم الذي لا يمحى . ففي هذه المناظرة يناظر هشام ابن الحكم المؤسس الحقيقي لمذهب الاباضية و هو عبد الله الاباضي فكيف كانت المناظرة ؟؟؟ و كيف كانت نتائجها ؟؟؟ حدثنا أحمد بن زياد الهمداني ، والحسين بن إبراهيم بن ناتانه رضي الله عنهما قالا : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد ابن أبي عمير قال : أخبرني علي الأسواري قال : كان ليحيى بن خالد مجلس في داره يحضره المتكلمون من كل فرقة وملة يوم الأحد ، فيتناظرون في أديانهم ، يحتج بعضهم على بعض ، فبلغ ذلك الرشيد ، فقال ليحيى بن - خالد : يا عباسي ما هذا المجلس الذي بلغني في منزلك يحضره المتكلمون ؟ قال : يا أمير المؤمنين ما شئ مما رفعني به أمير المؤمنين وبلغ بي من الكرامة والرفعة أحسن موقعا عندي من هذا المجلس ، فإنه يحضره كل قوم مع اختلاف مذاهبهم ، فيحتج بعضهم على بعض ويعرف المحق منهم ، ويتبين لنا فساد كل مذهب من مذاهبهم . فقال له الرشيد : أنا أحب أن أحضر هذا المجلس وأسمع كلامهم على أن لا يعلموا بحضوري فيحتشموني ولا يظهروا مذاهبهم ، قال : ذلك إلى أمير المؤمنين متى شاء ، قال : فضع يدك على رأسي أن لا تعلمهم بحضوري ، ففعل ( ذلك ) وبلغ الخبر المعتزلة ، فتشاوروا بينهم وعزموا على أن لا يكلموا هشاما إلا في الإمامة لعلمهم بمذهب الرشيد وإنكاره على من قال بالإمامة . قال : فحضروا ، وحضر هشام ، وحضر عبد الله بن يزيد ‹ صفحة 363 › الأباضي وكان من أصدق الناس ( 1 ) لهشام بن الحكم ، وكان يشاركه في التجارة ( 2 ) ، فلما دخل هشام سلم على عبد الله بن يزيد من بينهم ، فقال يحيى بن خالد لعبد الله بن يزيد : يا عبد الله كلم هشاما فيما اختلفتم فيه من الإمامة . فقال هشام : أيها الوزير ليس لهم علينا جواب ولا مسألة إن هؤلاء قوم كانوا مجتمعين معنا على إمامة رجل ، ثم فارقونا بلا علم ولا معرفة ، فلا حين كانوا معنا عرفوا الحق ، ولا حين فارقونا علموا على ما فارقونا ، فليس لهم علينا مسألة ولا جواب . فقال بيان ( 3 ) - وكان من الحرورية - : أنا أسألك يا هشام ، أخبرني عن أصحاب علي يوم حكموا الحكمين أكانوا مؤمنين أم كافرين ؟ قال هشام : كانوا ثلاثة أصناف : صنف مؤمنون ، وصنف مشركون ، و صنف ضلال ، فأما المؤمنون فمن قال مثل قولي : إن عليا عليه السلام إمام من عند الله عز وجل . ومعاوية لا يصلح لها ، فآمنوا بما قال الله عز وجل في علي عليه السلام وأقروا به . وأما المشركون فقوم قالوا : على إمام ، ومعاوية يصلح لها ، فأشركوا إذ أدخلوا معاوية مع علي عليه السلام . وأما الضلال : فقوم خرجوا على الحمية والعصبية للقبائل والعشائر ( ف‍ ) لم يعرفوا شيئا من هذا وهم جهال . قال : فأصحاب معاوية ما كانوا ؟ قال : كانوا ثلاثة أصناف : صنف كافرون ، وصنف مشركون ، وصنف ضلال . ‹ صفحة 364 › فأما الكافرون : فالذين قالوا : إن معاوية إمام ، وعلي لا يصلح لها ، فكفروا من جهتين إذ جحدوا إماما من الله عز وجل ، ونصبوا إماما ليس من الله . وأما المشركون : فقوم قالوا : معاوية إمام ، وعلي يصلح لها ، فأشركوا معاوية مع علي عليه السلام . وأما الضلال : فعلى سبيل أولئك خرجوا للحمية والعصبية للقبائل والعشائر . فانقطع بيان عند ذلك . فقال ضرار : وأنا أسألك يا هشام في هذا ؟ فقال هشام : أخطأت قال : ولم ؟ قال : لأنكم كلكم مجتمعون على دفع إمامة صاحبي ، وقد سألني هذا عن مسألة وليس لكم أن تثنوا بالمسألة علي حتى أسألك يا ضرار عن مذهبك في هذا الباب ؟ قال ضرار : فسل ، قال : أتقول : إن الله عز وجل عدل لا يجور ؟ قال : نعم هو عدل لا يجور تبارك وتعالى ، قال : فلو كلف الله المقعد المشي إلى المساجد والجهاد في سبيل الله ، وكلف الأعمى قراءة المصاحف والكتب أتراه كان يكون عادلا أم جائرا ؟ قال ضرار : ما كان الله ليفعل ذلك ، قال هشام : قد علمت أن الله لا يفعل ذلك ولكن ذلك على سبيل الجدل والخصومة ، أن لو فعل ذلك أليس كان في فعله جائرا إذ كلفه تكليفا لا يكون له السبيل إلى إقامته وأدائه ؟ قال : لو فعل ذلك لكان جائزا . قال : فأخبرني عن الله عز وجل كلف العباد دينا واحدا لا اختلاف فيه لا يقبل منهم إلا أن يأتوا به كما كلفهم ؟ قال : بلى ، قال : فجعل لهم دليلا على وجود ذلك الدين ، أو كلفهم مالا دليل لهم على وجوده فيكون بمنزلة من كلف الأعمى قراءة الكتب والمعقد المشي إلى المساجد والجهاد قال : فسكت ضرار ساعة ، ثم قال : لا بد من دليل وليس بصاحبك ، قال : ‹ صفحة 365 › فتبسم هشام وقال : تشيع شطرك ( 1 ) وصرت إلى الحق ضرورة ولا خلاف بيني وبينك إلا في التسمية ، قال ضرار : فإني أرجع القول عليك في هذا ، قال : هات ، قال ضرار لهشام : كيف تعقد الإمامة ؟ قال هشام : كما عقد الله عز وجل النبوة ، قال : فهو إذا نبي ، قال هشام : لا لان النبوة يعقدها أهل السماء ، والإمامة يعقدها أهل الأرض ، فعقد النبوة بالملائكة ، و عقد الإمامة بالنبي ( 2 ) والعقدان جميعا بأمر الله جل جلاله ، قال : فما الدليل على ذلك ؟ قال هشام : الاضطرار في هذا ، قال ضرار : وكيف ذلك ؟ قال هشام : لا يخلو الكلام في هذا من أحد ثلاثة وجوه : إما أن يكون الله عز وجل رفع التكليف عن الخلق بعد الرسول صلى الله عليه وآله ، فلم يكلفهم ولم يأمرهم ولم ينههم فصاروا بمنزلة السباع والبهائم التي لا تكليف عليها ، أفتقول هذا يا ضرار إن التكليف عن الناس مرفوع بعد الرسول صلى الله عليه وآله ؟ قال : لا أقول هذا ، قال هشام : فالوجه الثاني ينبغي أن يكون الناس المكلفون ( 3 ) قد استحالوا بعد الرسول صلى الله عليه وآله علماء في مثل حد الرسول في العلم حتى لا يحتاج أحد إلى أحد ، فيكونوا كلهم قد استغنوا بأنفسهم ، وأصابوا الحق الذي لا اختلاف فيه ، أفتقول هذا إن الناس استحالوا علماء حتى صاروا في مثل حد الرسول في العلم بالدين حتى لا يحتاج أحد إلي أحد مستغنين بأنفسهم عن غيرهم في إصابة الحق ؟ قال : لا أقول هذا ولكنهم يحتاجون إلى غيرهم . قال : فبقي الوجه الثالث وهو أنه لا بد لهم من عالم يقيمه ‹ صفحة 366 › الرسول لهم لا يسهو ولا يغلط ولا يحيف ، معصوم من الذنوب ، مبرء ، من الخطايا ، يحتاج ( الناس ) إليه ولا يحتاج إلى أحد ، قال : فما الدليل عليه ؟ قال هشام : ثمان دلالات أربع في نعت نسبه ، وأربع في نعت نفسه . فأما الأربع التي في نعت نسبه : فإنه يكون معروف الجنس ، معروف القبيلة ، معروف البيت ، وأن يكون من صالب الملة والدعوة إليه إشارة ، فلم ير جنس من هذا الخلق أشهر من جنس العرب الذين منهم صاحب الملة والدعوة الذي ينادى باسمه في كل يوم خمس مرات على الصوامع " أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله " فتصل دعوته إلى كل بر وفاجر وعالم وجاهل ، مقر ومنكر ، في شرق الأرض وغربها ولو جاز أن تكون الحجة من الله على هذا الخلق في غير هذا الجنس لأتي على الطالب المرتاد دهر من عصره لا يجده ، ولجاز أن يطلبه في أجناس من هذا الخلق من العجم وغيرهم ، ولكان من حيث أراد الله عز وجل أن يكون صلاح يكون فساد ولا يجوز هذا في حكمة الله جل وجلاله و عدله أن يفرض على الناس فريضة لا توجد ، فلما لم يجز ذلك لم يجز أن يكون إلا في هذا الجنس لاتصاله بصاحب الملة والدعوة ، فلم يجز أن يكون من هذا الجنس إلا في هذه القبيلة لقرب نسبها من صاحب الملة وهي قريش ، ولما لم يجز أن يكون من هذا الجنس إلا في هذه القبيلة لم يجز أن يكون من هذه القبيلة إلا في هذا البيت لقرب نسبه من صاحب الملة و الدعوة ، ولما كثر أهل هذا البيت وتشاجروا في الإمامة لعلوها وشرفها ادعاها كل واحد منهم فلم يجز إلا أن يكون من صاحب الملة والدعوة إشارة إليه بعينه واسمه ونسبه كيلا يطمع فيها غيره . وأما الأربع التي في نعت نفسه : فأن يكون أعلم الناس كلهم بفرائض الله وسننه وأحكامه حتى لا يخفى عليه منها دقيق ولا جليل ، وأن ‹ صفحة 367 › يكون معصوما من الذنوب كلها ، وأن يكون أشجع الناس ، وأن يكون أسخى الناس . فقال عبد الله بن يزيد الأباضي : من أين قلت : إنه أعلم الناس ؟ قال : لأنه إن لم يكن عالما بجميع حدود الله وأحكامه وشرائعه وسننه لم يؤمن عليه أن يقلب الحدود ، فمن وجب عليه القطع حده ، ومن وجب عليه الحد قطعه ، فلا يقيم لله عز وجل حدا على ما أمر به فيكون من حيث أراد الله صلاحا يقع فسادا . قال : فمن أين قلت : إنه معصوم من الذنوب ؟ قال لأنه إن لم يكن معصوما من الذنوب دخل في الخطأ ، فلا يؤمن أن يكتم على نفسه ويكتم على حميمه وقريبه ، ولا يحتج الله بمثل هذا على خلقه . قال : فمن أين قلت : إنه أشجع الناس ، قال : لأنه فئة للمسلمين الذي يرجعون إليه في الحروب ، وقال الله عز وجل : " ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله " ( 1 ) فإن لم يكن شجاعا فر فيبوء بغضب من الله ، ولا يجوز أن يكون من يبوء بغضب من الله عز وجل حجة الله على خلقه . قال : ( ف‍ ) من أين قلت إنه أسخى الناس ؟ قال : لأنه خازن المسلمين فإن لم يكن سخيا تاقت نفسه إلى أموالهم ( 2 ) فأخذها فكان خائنا ، و لا يجوز أن يحتج الله على خلقه بخائن . فعند ذلك قال ضرار : فمن هذا بهذه الصفة في هذا الوقت ؟ فقال : صاحب القصر أمير المؤمنين . وكان هارون الرشيد قد سمع الكلام كله ، فقال عند ذلك : أعطانا والله من جراب النورة ، ويحك يا جعفر - وكان جعفر بن يحيى جالسا معه في الستر - من يعني بهذا ؟ فقال : يا أمير المؤمنين يعني ‹ صفحة 368 › به موسى بن جعفر ، قال : ما عنى بها غير أهلها ( 1 ) ، ثم عض على شفتيه وقال : مثل هذا حي ويبقى لي ملكي ساعة واحدة ؟ ! فوالله للسان هذا أبلغ في قلوب الناس من مائة ألف سيف ، وعلم يحيى أن هشاما قد اني ( 2 ) فدخل الستر فقال : يا عباسي ويحك من هذا الرجال فقال : يا أمير المؤمنين حسبك تكفى تكفى ، ثم خرج إلى هشام فغمزه ، فلم هشام أنه قد أتي فقام يريهم أنه يبول أو يقضي حاجة فلبس نعليه وانسل ومر ببيته وأمرهم بالتواري وهرب ومر من فوره نحو الكوفة فوافى الكوفة ونزل على بشير النبال . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 362 › ( 1 ) في بعض النسخ " كف الطلب عنه " . ‹ هامش ص 363 › ( 1 ) من الصداقة . والإباض - بكسر الهمزة - ومنه الأباضية فرقة من الخوارج أصحاب عبد الله بن أباض التميمي . ( الصحاح ) . ( 2 ) في بعض النسخ " في المحاورة " . ( 3 ) في بعض النسخ " بنان " وكذا فيما يأتي . ‹ هامش ص 365 › ( 1 ) أي بعضك ، ولعل المراد به لسانه حيث أقر بوجود الدليل . ( 2 ) في بعض النسخ " الا أن النبوة تعقد بالملائكة والإمامة تعقد بالنبي " . ( 3 ) صفة للناس . و " استحالوا " أي تحولوا علماء لا يحتاجون إلى علمه صلى الله عليه وآله بعد أن يكون في زمان الرسول يحتاجون إليه في دينهم . ‹ هامش ص 367 › ( 1 ) الأنفال : 16 . ( 2 ) أي اشتاقت ونازعت نفسه إليه . ‹ هامش ص 368 › ( 1 ) أي ما عنى بقوله " أمير المؤمنين " الا من هو أمير المؤمنين عنده . ( 2 ) يعني وقع في الهلكة . ( 3 ) لقمان : 20 . وية الكتب الكتاب | المؤلف | جزء | الوفاة | المجموعة | تحقيق | الطبعة | سنة الطبع | المطبعة | الناشر | ردمك | ملاحظات كمال الدين وتمام النعمة|الشيخ الصدوق||381|مصادر الحديث الشيعية ـ قسم الفقه|تصحيح وتعليق : علي أكبر الغفاري||محرم الحرام 1405 - 1363 ش||مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة|| ) . ( 2 ) في بعض النسخ " في المحاورة " . ( 3 ) في بعض النسخ " بنان " وكذا فيما يأتي . ‹ هامش ص 365 › ( 1 ) أي بعضك ، ولعل المراد به لسانه حيث أقر بوجود الدليل . ( 2 ) في بعض النسخ " الا أن النبوة تعقد بالملائكة والإمامة تعقد بالنبي " . ( 3 ) صفة للناس . و " استحالوا " أي تحولوا علماء لا يحتاجون إلى علمه صلى الله عليه وآله بعد أن يكون في زمان الرسول يحتاجون إليه في دينهم . ‹ هامش ص 367 › ( 1 ) الأنفال : 16 . ( 2 ) أي اشتاقت ونازعت نفسه إليه . ‹ هامش ص 368 › ( 1 ) أي ما عنى بقوله " أمير المؤمنين " الا من هو أمير المؤمنين عنده . ( 2 ) يعني وقع في الهلكة . ( 3 ) لقمان : 20 . وية الكتب الكتاب | المؤلف | جزء | الوفاة | المجموعة | تحقيق | الطبعة | سنة الطبع | المطبعة | الناشر | ردمك | ملاحظات كمال الدين وتمام النعمة|الشيخ الصدوق||381|مصادر الحديث الشيعية ـ قسم الفقه|تصحيح وتعليق : علي أكبر الغفاري||محرم الحرام 1405 - 1363 ش||مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة||

أبو شهاب
05-04-2008, 09:39 PM
أرجوا التثبيت ان كان فيه فائدة

لاتسلني من اكون
07-04-2008, 01:50 AM
احسنت خيووو

ولكن شو يعني اباضي ؟؟؟؟؟؟؟

أبو شهاب
08-04-2008, 02:24 AM
الأباضيّة
شبكة رافــد
التعريف :

ـ الأباضيّة فرقة معتدلة من الخوارج، وسميت بالأباضيّة نسبة إلى مؤسسها عبد الله بن أباض، ويعدّ الأباضيّة مذهبهم مذهباً اجتهادياً فقهياً سنياً يتبنى آراء عبد الله بن أباض السياسية، وآراء جابر بن زيد الفقهية. عرفوا باسم جماعة ( القعدة ) وتبلورت كفرقة لها منهجها الفقهي الخاص بها، في أوائل القرن الثاني الهجري.
عوامل الظهور :

ـ مخالفة آراء الازارقة المتشددة والمتطرفة، التي تستبيح الحرمات وترتكب المنكرات، وتَبَرُّؤُهم منها.
ـ إنكار الأعمال الإجرامية، ومسلك العنف لبقية فرق الخوارج، ودعوتهم إلى السلم، وعدم تجويزهم مقاتلة المسلمين إلاّ عُرَّضوا لعدوان أو واجهوا قتالاً فيكون حينئذ حمل السلاح دفاعاً عن النفس.
ـ تشتت أهل النهروان بعد الهزيمة التي حلّت بهم على يد أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) فـفضلت جماعة الالتزام بالهدوء، والروية، والجنوح إلى المسالمة، خاصة وإنهم يؤلِّفون أقلية، وقررت هذه الجماعة السفر إلى البصرة، والتمركز فيها بقيادة أبي بلال، ومن بعده عبد الله بن أباض.
ـ تركيز عبد الله بن أباض على اتباع نهج الاعتدال، والتقية، والدعوة لهذا النهج باعتباره الناطق باسم جماعة الأباضيّة، ويبرز ذلك في رسالته التي كتبها إلى عبد الملك بن مروان، المدعومة بالحجج، والدلائل ضدّ خصومه.
ـ الفوضى التي أصابت الدولة الأموية، نتيجة لكثرة النزاعات، والخلافات والثورات فتصور الكثير إِمكان نجاح أي حركة سياسية ووصولها إلى الحكم.
ـ اعتدال الأباضيّة في آرائهم المذهبية والفقهية من جانب، وعدائهم السياسي للخلافة الأموية، يضاف إلى ذلك قولهم بأنّ الإمامة أو الخلافة حقّ لأيّ مسلم صالح، فلا تكون مقتصرة على قريش، ولا على بطونها المختلفة من الأمويين أو العباسيين، أو العلويين، دفع بأعداد من المسلمين بالانضواء تحت إمرتهم وفرقتهم.
ـ قيام مسلم بن أبي كريمة بإتباع العمل السري، والاهتمام بالإرشاد والتوجيه والتربية، وتخرّج أعداد كبيرة على يده، حملوا العلم وروّجوا أفكار فرقتهم في المغرب، واليمن، والحجاز أمثال الربيع بن حبيب الفراهيدي، والمعافري، وعبد الرحمن بن رستم وغيرهم.
النشأة والتطور :

ـ تأسست فرقة الأباضيّة على يد عبد الله بن أباض المقاعسي التميمي، بعد اختلافه مع ابن الأزرق في أواخر القرن الأول الهجري، وتطورت معالم الفرقة على يد جابر بن زيد التابعي، بعد ذلك ازدهر أمر الفرقة بجهود تلاميذ جابر.
ـ انتشرت آراء ومبادئ الفرقة الأباضيّة، بعد رئاسة أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة، لعلاقته القوية بالدولة الرستمية، في المغرب العربي.
ـ صنَّف علماء الأباضيّة كتباً عديدة، ساعدت على نشر مذهبهم ومعتقداتهم، كالمسنـد للفراهيدي، وكتب جابر بن زيد وغيرها.
ـ كوّنوا دولاً امتلكت زمام الأمور في بلدان إسلامية، كالجزائر، وليبيا، وسلطنة عمان، ازدهرت فيها معالم الفرقة الأباضيّة، ولا تزال أفكارهم هي السائدة في قسم من هذه البلدان.
ـ في زمن الإمام عبد الرحمن بن رستم صاحب الدولة الرستمية، والذي يعدّ من تلاميذ مسلم بن أبي كريمة، توسعت آفاق المذهب الاباضي وانفتحت السبل إمام انتشاره.
ـ تشعبت عن الأباضيّة فرق اندثرت فيما بعد وهي :
1 ـ الحفصية : أصحاب حفص بن أبي المقدام.
2 ـ الحارثية : أصحاب الحارث الاباضي.
3 ـ اليزيدية : أصحاب يزيد بن أنيسة.
4 ـ أصحاب طاعة لا يراد الله بها.
ـ خروج أبي يحيى عبد الله بن يحيى الكندي ( طالب الحقّ ) على الحكومة الأموية، وبسط نفوذه على حضرموت، وصنعاء، وسيطرته الكاملة على بلاد اليمن، وكان ذلك عام ( 128هـ )، وبعدها استولى على مكّة ثُمّ المدينة، وكانت الدولة المركزية المر وانية، مشغولة بإخماد تحركات بني العباس، فانتهز ( طالب الحقّ ) الفرصة، ومدّ نفوذه على الحجاز كله. وفي عام ( 130هـ ) جهز مروان بن محمد جيشاً استطاع القضاء على الأباضيّة، وقتل عبد الله بن يحيى الكندي.
الأفكار والمعتقدات :

ـ قالوا : بأنّ المذنب من أهل ملتنا إن كان ذنبه كبيراً فهو كافر نعمة، تحلّ موارثته ومناكحته وأكل ذبيحته، وليس مؤمناً ولا كافراً على الإطلاق.
ـ قالوا : من زنى، أو سرق، أو قذف فإنّه يقام عليه الحدّ ثُمّ يستتاب مما فعل ، فإن تاب ترك، وإن أبى التوبة قتل على الرّدة.
ـ قالوا : مخالفونا من أهل القبلة كفار غير مشركين، وأجازوا شهادتهم، وحرّموا دماءهم في السرّ واستحلوها في العلانية، وصححوا مناكحتهم، والتوارث منهم، وزعموا إنهم في ذلك محاربون لله ولرسوله، لا يدينون دين الحق وقالوا : باستحلال بعض أموالهم، دون بعض والذي استحلوه الخيل والسلاح، فأمّا الذهب والفضة، فإنهم يردونهما على أصحابهما عند الغنيمة.
ـ قالوا : إنّ دار مخالفيهم من أهل الإسلام دار توحيد إلاّ معسكر السلطان فإنّه دار بغي.
ـ اختلفوا في النفاق أيسمى شركاً أم لا ؟ فقالوا إنّ المنافقين في عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم) كانوا موحدين إلاّ أنهم ارتكبوا الكبائر فكفروا بالكبيرة لا بالشرك.
ـ وقال الحفصية منهم : إنّ بين الإيمان والشرك خصلة واحدة، وهي معرفة الله تعالى وحده، فمن عرفه ثُمّ كفر بما سواه فهو كافر لكنه بريء من الشرك.
ـ قالوا : بجواز وجود إمامين في وقت واحد.
ـ أجازوا نكاح المسلمة من كفار قومهم، في دار التقية فأما في دار حكمهم فلا يستحلون ذلك، وتوقف قوم منهم في هذه المسألة وفي أمر الزوجة وقالوا : إن ماتت لم نصل عليها، ولم نأخذ ميراثها، لانا لا ندري حالها.
ـ قالوا : بأنّ فعل العبد مخلوق لله تعالى، إحداثاً وإبداعاً، ومكتسبة للعبد حقيقة لا مجازاً.
ـ قالوا : بنفي الصفات التي توهم المشابهة بين الله تعالى، وبين خلقه كالوجه، والعين، واليد، والدنو، والتجلي والنزول.
ـ أكدوا القول بخلق القرآن، وأنّه فعل الله، وفعله كله حادث غير قديم.
ـ في مسألة الصفات قالوا : بأنّها عين ذاته سبحانه، وليست زائدة على الذات، فهي ليست صفات قائمة بذاتها.
ـ في مسألة القدر تبنى الأباضيّة، آراء الاشاعرة حيث اثبتوا إنّ العالم بأسره جواهره وأعراضه، وما فيه من خير وشرّ وطاعة ومعصية، خلقه الله تعالى ودّبره.
ـ بامتناع رؤية الله سبحانه وتعالى في الدنيا والآخرة.
ـ عدّوا طلحة، والزبير، وعائشة، من البغاة الذين خرجوا على الخليفة الشرعي.
ـ أوجبوا الخروج على الإمام الجائر، وإزالته بأي شيء قدروا عليه بالسيف أو بغيره.
ـ قالوا أنّه لا شفاعة لمن مات مصراً على الكبيرة غير تائب منها.
ـ لم يشترطوا لزوم الإمام من قريش، أو حتى من العرب، بل جوزوا أن يكون الإمام عبداً أو امرأة.
ـ ورأيهم في التولي والتبري له مفهومه الخاص ، فولاية من اتصف بالإيمان فرض واجب، ثبت وجوبه بأدلة قطعية، وأما البراءة فتجب أيضاً البراءة من الفاسقين مطلقاً، سواء من المشركين أو كانوا أهل كفر نعمة.
ـ تنصيب الإمام بالوصية باطل، على المذهب الاباضي ولا يكون التعيين له إلاً عن طريق البيعة.
قالوا في عدالة الصحابة ثلاثة أقوال :
1 ـ القول بعدالتهم جميعاً إلاً من فسقه القرآن، كالوليد بن عقبة، وثعلبة بن حاطب.
2 ـ القول بعدالتهم جميعاً، ورواياتهم كلها مقبولة إلاً ممن خاض بالفتنة.
3 ـ الصحابة كغيرهم من الناس من اشتهر بالعدالة فكذلك ومن لم يعرف حاله بحث عنه.
ـ تأثروا بالمذهب الظاهري فوقفوا على بعض النصوص وفسروها تفسيراً حرفياً ظاهرياً.
ـ مصادر الاستنباط عندهم هي القرآن، والسنة، والرأي، والإجماع.
ـ للاباضية لجنة تقوم بالإشراف الكامل على شؤون المجتمع الاباضي الدينية والتعليمية والاجتماعية والسياسية، تسمى ( العزابة ) يرأسها شيخ منتخب يسمى (شيخ العزابة ).
ـ هناك لجنة اسمها ( ايروان ) تمثل المجلس الاستشاري المساعد للعزابة، وهي السلطة الثانية في البلد.
من آراء الأباضيّة الفقهية :
ـ أجزاء قراءة الفاتحة في الركعتين الأوليين من الظهر والعصر.
ـ الوضوء لا يصحّ إلاّ بغسل الرجلين، ولا يجتزئ بالمسح على الخفين.
ـ الرضاع قليله و كثيره يحرّم التزاوج.
ـ قالوا بوجوب القضاء على من نام في شهر رمضان فاحتلم.
ـ عدم جواز رفع اليدين عند التكبير.
ـ عدم جواز القنوت في الصلاة.
ـ تحريم الزواج بين من ربطت بينهما علاقة اثم.
ـ فضل فقهاؤهم الصلح بين أي فئتين من المؤمنين وقع القتال بينهما، وأنّه لا ينبغي لأحد أن يفضل أي فئة منهما على الأخرى.
أبرز الشخصيات :

1 ـ عبد الله بن أباض المقاعسي المري.
2 ـ جابر بن يزيد الجعفي أبو الشعثاء.
3 ـ مسلم بن أبي كريمة التميمي أبو عبيدة.
4 ـ عبد الأعلى بن السمح المعافري اليمني أبو الخطاب.
5 ـ عبد الرحمن بن رستم بن بهرام .
6 ـ إسماعيل بن درار الغدامسي.
7ـ الربيع بن حبيب الفراهيدي أبو عمرو.
الانتشار ومواقع النفوذ :

ـ تكونت نواة الفرقة الأباضيّة في مدينة البصرة.
ـ استطاع الأباضيّة تأسيس دولة لهم في اليمن بقيادة عبد الله بن يحيى (طالب الحق).
ـ حكموا جنوب الجزيرة العربية ووصلوا إلى مكّة والمدينة، فترة من الزمن ثُمّ أزيلوا عنها.
ـ فرضوا سيطرتهم على الشمال الإفريقي، وكونوا نظاماً مستقلاً استمر مئة وثلاثين سنة، حتى تغلب عليهم الفاطميون.
ـ أقاموا في عمان دولة استقلوا بها عن الدولة العباسية، في عهد أبي العباس السفاح وامتدّ نفوذها إلى جزيرة زنجبار.
ـ أقاموا دولة في الجزائر سنة 160 هـ وقد بقيت إلى نحو 190 هـ ثُمّ قضت عليها الدولة العبيدية.
ـ أقاموا دولة في ليبيا سنة 140 هـ ولم تعمر طويلاً فقد انتهت بعد ثلاث سنوات.
ـ وفي الأندلس أقاموا دولة ولا سيما في جزيرتي ميورقة ومينورقة.
ـ استقر بعض الأباضيّة في جزيرة جربة التونسية حيث لا يزالون حتى اليوم.
أحداث ووقائع :

ـ في سنة 129 ( هـ ) في موسم الحج وبينما الناس في عرفة، إذ طلعت عليهم رايات الثورة على مروان وآل مروان، فهادنهم عبد الواحد بن سليمان ـ وهو إذ ذاك والي المدينة لمروان ـ حتى ينفر الحجيج من مكّة ثُمّ بعث لأبي حمزة بجماعة ينتسبون للخلفاء الأوائل، فرحب بمن ينتسب لأبي بكر وعمر، وعبس في وجه من انتسب إلى عثمان وعلي ( عليه السّلام )، ولما انقضت الهدنة بين الطرفين اخلي عبد الواحد بن سلمان مكّة ومضى إلى المدينة فدخلها أبو حمزة بغير قتال.
ـ في عام 130 ( هـ ) دارت معارك طاحنة بين أبي حمزة الاباضي، وعبد الملك بن محمد بن عطية، انهزم فيها جيش الخوارج الأباضيّة، وقتل أبو حمزة وأكثر أصحابه وتفرقت الأباضيّة، فلما جاء نبأ مقتلهم إلى المدينة، وثب أهلها على من بقى منهم فيها فقتلوهم عن آخرهم.
ـ حدثت أول ثورة للاباضية في الأعوام الأخيرة من حكم مروان الثاني، تحت زعامة عبد الله بن يحيى ( طالب الحقّ )، وأبي حمزة سنة 129 هـ وكان أهل حضرموت يعظمون من قدر عبد الله بن يحيى الذي أرسل أبا حمزة إلى صنعاء، فهزم الحاكم الأموي وأخضعها إلى سلطانه.
من ذاكرة التاريخ :

ـ كتب نافع بن الأزرق ـ زعيم فرقة الأزارقة من الخوارج ـ إلى ابن الصفار، وعبد الله بن أباض في مكّة يدعوهما ومن معهما إلى تكفير القعدة ـ مصطلح كان يطلق على الأباضيّة ـ والقول بشرك مخالفيهم واستباحة دمائهم وقتل أطفالهم وسبي نسائهم، فقرأ ابن الصفار الكتاب في نفسه، ولم يطلع أصحابه عليه خشية أن يختلفوا أمّا ابن أباض فقرأ الكتاب واظهر إنكاره لما ورد فيه قائلاً في ابن الأزرق : قاتله الله أي رأي رأى، صدق نافع بن الأزرق لو كان القوم مشركين، كان أصوب الناس رأياً وحكماً فيما يشير به ولكنه قد كذب وكذبنا فيما يقول، إنّ القوم براء من الشرك ولكنهم كفار بالنعم والأحكام. لا يحل لنا إلاّ دماؤهم، وما سوى ذلك من أموالهم فهو حرام علينا، فقال ابن الصفار : بَرِئَ الله منك فقد قصرت وبَرِئَ الله من ابن الأزرق فقد غلا وبَرِئَ الله منكما جميعاً، وقال الآخر فبَرِئَ الله منك ومنه.
ـ جاء جابر بن يزيد لزيارة مالك بن دينار، فحضرت الصلاة فأبى جابر أن يؤمهم بالصلاة وقال : ثلاثة ربهنّ أولى بهنّ ربّ البيت أحق بالإمامة في بيته، وربّ الفراش أحقّ بصدر فراشه، وربّ الدابة أحقّ بصدر دابته.
خلاصة البحث :

ـ الأباضيّة نسبة إلى عبد الله بن أباض، وهم فرقة معتدلة من فرق الخوارج، وفي بداية الأمر كانوا ينفون عن أنفسهم هذه النسبة، ويعدون مذهبهم مذهباً اجتهادياً فقهياً سنياً، يقف في عرض المذهب الحنفي، وتـتبنى الفرقة آراء عبد الله بن أباض السياسية، وآراء جابر بن يزيد الفقهية، وتبلورت كفرقة لها منهاجها الفقهي والفكري في أوائل القرن الثاني الهجري.
ـ نشأت نواة الفرقة الأباضيّة عندما انفصل عبد الله بن أباض عن المتطرفين الخوارج، الذين كانوا يؤلفون الأكثرية بمناسبة الموقف الذي يجب اتخاذه تجاه الفرق الأخرى.
ـ قامت الفرقة وتطورت بفضل جهود عبد الله بن أباض، وآراء جابر بن يزيد.
ـ عاشت الفرقة الأباضيّة عصرها الذهبي في زمن عبد الرحمن بن رستم صاحب الدولة الرستمية، ووجدت الدعوة الأباضيّة تربتها المناسبة. ـ استطاعت الأباضيّة تأسيس دول في بلدان عديدة، كالجزائر، والمغرب، واليمن، وليبيا، وعمان.
ـ تقوض سلطانهم وأفل نجمهم في المغرب العربي، على يد الدولة الفاطمية.
ـ برزت شخصيات في الفرقة الأباضيّة كان لها دور فاعل في ترويج ونشر مبادئ الفرقة، أمثال جابر بن يزيد، وعبد الله بن أباض، ومسلم بن أبي كريمة وعبد الأعلى بن السمح، وعبد الرحمن بن رستم، وإسماعيل بن درار، والربيع بن حبيب الفراهيدي.
ـ طرحت الفرقة الأباضيّة آراءً وأفكاراً ميزتها عن غيرها من الفرق كقولها :
بأنّ صفات الباري سبحانه عين ذاته، وليست معانيَ زائدةً عليها.
و أنكروا إمكان رؤيته سبحانه وتعالى في الدنيا والآخرة.
و أكدوا خلق القرآن الكريم وحدوثه.
اعتبروا طلحة، والزبير، وعائشة، من البغاة الذين خرجوا على الخليفة الشرعي.
إنّ دار مخالفيهم من أهل الإسلام دار توحيد.
عدم اشتراطهم في الإمامة بأن تكون من قريش أو حتى من العرب، بل جوّزوا إن يكون الإمام عبداً أو امرأة.
جوّزوا تعدد الأئمة في أكثر من مكان وفي زمان واحد.
مصادر الاستنباط عندهم تنحصر بالقرآن، والسنة، والرأي، والإجماع.
ـ تشعبت الفرقة الأباضيّة إلى فرق متعددة اندثرت فيما بعد هي :
1 ـ الحفصية 2 ـ الحارثية 3 ـ اليزيدية 4 ـ أصحاب ( طاعة لا يراد الله بها ). ـ اتسعت رقعة الفرقة الأباضيّة، وامتدت إلى بلدان متعددة كالبصرة، واليمن، وحضرموت، وعمان، وليبيا، والمغرب العربي، وزنجبار، والجزائر وتونس.

أبو شهاب
08-04-2008, 02:26 AM
ملحوظة: هذه المقالةعن الإباضية للأخوة الذين لا يعرفون عنهمالأباضيّة



شبكة رافــد

التعريف :

ـ الأباضيّة فرقة معتدلة من الخوارج، وسميت بالأباضيّة نسبة إلى مؤسسها عبد الله بن أباض، ويعدّ الأباضيّة مذهبهم مذهباً اجتهادياً فقهياً سنياً يتبنى آراء عبد الله بن أباض السياسية، وآراء جابر بن زيد الفقهية. عرفوا باسم جماعة ( القعدة ) وتبلورت كفرقة لها منهجها الفقهي الخاص بها، في أوائل القرن الثاني الهجري.
عوامل الظهور :

ـ مخالفة آراء الازارقة المتشددة والمتطرفة، التي تستبيح الحرمات وترتكب المنكرات، وتَبَرُّؤُهم منها.
ـ إنكار الأعمال الإجرامية، ومسلك العنف لبقية فرق الخوارج، ودعوتهم إلى السلم، وعدم تجويزهم مقاتلة المسلمين إلاّ عُرَّضوا لعدوان أو واجهوا قتالاً فيكون حينئذ حمل السلاح دفاعاً عن النفس.
ـ تشتت أهل النهروان بعد الهزيمة التي حلّت بهم على يد أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) فـفضلت جماعة الالتزام بالهدوء، والروية، والجنوح إلى المسالمة، خاصة وإنهم يؤلِّفون أقلية، وقررت هذه الجماعة السفر إلى البصرة، والتمركز فيها بقيادة أبي بلال، ومن بعده عبد الله بن أباض.
ـ تركيز عبد الله بن أباض على اتباع نهج الاعتدال، والتقية، والدعوة لهذا النهج باعتباره الناطق باسم جماعة الأباضيّة، ويبرز ذلك في رسالته التي كتبها إلى عبد الملك بن مروان، المدعومة بالحجج، والدلائل ضدّ خصومه.
ـ الفوضى التي أصابت الدولة الأموية، نتيجة لكثرة النزاعات، والخلافات والثورات فتصور الكثير إِمكان نجاح أي حركة سياسية ووصولها إلى الحكم.
ـ اعتدال الأباضيّة في آرائهم المذهبية والفقهية من جانب، وعدائهم السياسي للخلافة الأموية، يضاف إلى ذلك قولهم بأنّ الإمامة أو الخلافة حقّ لأيّ مسلم صالح، فلا تكون مقتصرة على قريش، ولا على بطونها المختلفة من الأمويين أو العباسيين، أو العلويين، دفع بأعداد من المسلمين بالانضواء تحت إمرتهم وفرقتهم.
ـ قيام مسلم بن أبي كريمة بإتباع العمل السري، والاهتمام بالإرشاد والتوجيه والتربية، وتخرّج أعداد كبيرة على يده، حملوا العلم وروّجوا أفكار فرقتهم في المغرب، واليمن، والحجاز أمثال الربيع بن حبيب الفراهيدي، والمعافري، وعبد الرحمن بن رستم وغيرهم.
النشأة والتطور :

ـ تأسست فرقة الأباضيّة على يد عبد الله بن أباض المقاعسي التميمي، بعد اختلافه مع ابن الأزرق في أواخر القرن الأول الهجري، وتطورت معالم الفرقة على يد جابر بن زيد التابعي، بعد ذلك ازدهر أمر الفرقة بجهود تلاميذ جابر.
ـ انتشرت آراء ومبادئ الفرقة الأباضيّة، بعد رئاسة أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة، لعلاقته القوية بالدولة الرستمية، في المغرب العربي.
ـ صنَّف علماء الأباضيّة كتباً عديدة، ساعدت على نشر مذهبهم ومعتقداتهم، كالمسنـد للفراهيدي، وكتب جابر بن زيد وغيرها.
ـ كوّنوا دولاً امتلكت زمام الأمور في بلدان إسلامية، كالجزائر، وليبيا، وسلطنة عمان، ازدهرت فيها معالم الفرقة الأباضيّة، ولا تزال أفكارهم هي السائدة في قسم من هذه البلدان.
ـ في زمن الإمام عبد الرحمن بن رستم صاحب الدولة الرستمية، والذي يعدّ من تلاميذ مسلم بن أبي كريمة، توسعت آفاق المذهب الاباضي وانفتحت السبل إمام انتشاره.
ـ تشعبت عن الأباضيّة فرق اندثرت فيما بعد وهي :
1 ـ الحفصية : أصحاب حفص بن أبي المقدام.
2 ـ الحارثية : أصحاب الحارث الاباضي.
3 ـ اليزيدية : أصحاب يزيد بن أنيسة.
4 ـ أصحاب طاعة لا يراد الله بها.
ـ خروج أبي يحيى عبد الله بن يحيى الكندي ( طالب الحقّ ) على الحكومة الأموية، وبسط نفوذه على حضرموت، وصنعاء، وسيطرته الكاملة على بلاد اليمن، وكان ذلك عام ( 128هـ )، وبعدها استولى على مكّة ثُمّ المدينة، وكانت الدولة المركزية المر وانية، مشغولة بإخماد تحركات بني العباس، فانتهز ( طالب الحقّ ) الفرصة، ومدّ نفوذه على الحجاز كله. وفي عام ( 130هـ ) جهز مروان بن محمد جيشاً استطاع القضاء على الأباضيّة، وقتل عبد الله بن يحيى الكندي.
الأفكار والمعتقدات :

ـ قالوا : بأنّ المذنب من أهل ملتنا إن كان ذنبه كبيراً فهو كافر نعمة، تحلّ موارثته ومناكحته وأكل ذبيحته، وليس مؤمناً ولا كافراً على الإطلاق.
ـ قالوا : من زنى، أو سرق، أو قذف فإنّه يقام عليه الحدّ ثُمّ يستتاب مما فعل ، فإن تاب ترك، وإن أبى التوبة قتل على الرّدة.
ـ قالوا : مخالفونا من أهل القبلة كفار غير مشركين، وأجازوا شهادتهم، وحرّموا دماءهم في السرّ واستحلوها في العلانية، وصححوا مناكحتهم، والتوارث منهم، وزعموا إنهم في ذلك محاربون لله ولرسوله، لا يدينون دين الحق وقالوا : باستحلال بعض أموالهم، دون بعض والذي استحلوه الخيل والسلاح، فأمّا الذهب والفضة، فإنهم يردونهما على أصحابهما عند الغنيمة.
ـ قالوا : إنّ دار مخالفيهم من أهل الإسلام دار توحيد إلاّ معسكر السلطان فإنّه دار بغي.
ـ اختلفوا في النفاق أيسمى شركاً أم لا ؟ فقالوا إنّ المنافقين في عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلّم) كانوا موحدين إلاّ أنهم ارتكبوا الكبائر فكفروا بالكبيرة لا بالشرك.
ـ وقال الحفصية منهم : إنّ بين الإيمان والشرك خصلة واحدة، وهي معرفة الله تعالى وحده، فمن عرفه ثُمّ كفر بما سواه فهو كافر لكنه بريء من الشرك.
ـ قالوا : بجواز وجود إمامين في وقت واحد.
ـ أجازوا نكاح المسلمة من كفار قومهم، في دار التقية فأما في دار حكمهم فلا يستحلون ذلك، وتوقف قوم منهم في هذه المسألة وفي أمر الزوجة وقالوا : إن ماتت لم نصل عليها، ولم نأخذ ميراثها، لانا لا ندري حالها.
ـ قالوا : بأنّ فعل العبد مخلوق لله تعالى، إحداثاً وإبداعاً، ومكتسبة للعبد حقيقة لا مجازاً.
ـ قالوا : بنفي الصفات التي توهم المشابهة بين الله تعالى، وبين خلقه كالوجه، والعين، واليد، والدنو، والتجلي والنزول.
ـ أكدوا القول بخلق القرآن، وأنّه فعل الله، وفعله كله حادث غير قديم.
ـ في مسألة الصفات قالوا : بأنّها عين ذاته سبحانه، وليست زائدة على الذات، فهي ليست صفات قائمة بذاتها.
ـ في مسألة القدر تبنى الأباضيّة، آراء الاشاعرة حيث اثبتوا إنّ العالم بأسره جواهره وأعراضه، وما فيه من خير وشرّ وطاعة ومعصية، خلقه الله تعالى ودّبره.
ـ بامتناع رؤية الله سبحانه وتعالى في الدنيا والآخرة.
ـ عدّوا طلحة، والزبير، وعائشة، من البغاة الذين خرجوا على الخليفة الشرعي.
ـ أوجبوا الخروج على الإمام الجائر، وإزالته بأي شيء قدروا عليه بالسيف أو بغيره.
ـ قالوا أنّه لا شفاعة لمن مات مصراً على الكبيرة غير تائب منها.
ـ لم يشترطوا لزوم الإمام من قريش، أو حتى من العرب، بل جوزوا أن يكون الإمام عبداً أو امرأة.
ـ ورأيهم في التولي والتبري له مفهومه الخاص ، فولاية من اتصف بالإيمان فرض واجب، ثبت وجوبه بأدلة قطعية، وأما البراءة فتجب أيضاً البراءة من الفاسقين مطلقاً، سواء من المشركين أو كانوا أهل كفر نعمة.
ـ تنصيب الإمام بالوصية باطل، على المذهب الاباضي ولا يكون التعيين له إلاً عن طريق البيعة.
قالوا في عدالة الصحابة ثلاثة أقوال :
1 ـ القول بعدالتهم جميعاً إلاً من فسقه القرآن، كالوليد بن عقبة، وثعلبة بن حاطب.
2 ـ القول بعدالتهم جميعاً، ورواياتهم كلها مقبولة إلاً ممن خاض بالفتنة.
3 ـ الصحابة كغيرهم من الناس من اشتهر بالعدالة فكذلك ومن لم يعرف حاله بحث عنه.
ـ تأثروا بالمذهب الظاهري فوقفوا على بعض النصوص وفسروها تفسيراً حرفياً ظاهرياً.
ـ مصادر الاستنباط عندهم هي القرآن، والسنة، والرأي، والإجماع.
ـ للاباضية لجنة تقوم بالإشراف الكامل على شؤون المجتمع الاباضي الدينية والتعليمية والاجتماعية والسياسية، تسمى ( العزابة ) يرأسها شيخ منتخب يسمى (شيخ العزابة ).
ـ هناك لجنة اسمها ( ايروان ) تمثل المجلس الاستشاري المساعد للعزابة، وهي السلطة الثانية في البلد.
من آراء الأباضيّة الفقهية :
ـ أجزاء قراءة الفاتحة في الركعتين الأوليين من الظهر والعصر.
ـ الوضوء لا يصحّ إلاّ بغسل الرجلين، ولا يجتزئ بالمسح على الخفين.
ـ الرضاع قليله و كثيره يحرّم التزاوج.
ـ قالوا بوجوب القضاء على من نام في شهر رمضان فاحتلم.
ـ عدم جواز رفع اليدين عند التكبير.
ـ عدم جواز القنوت في الصلاة.
ـ تحريم الزواج بين من ربطت بينهما علاقة اثم.
ـ فضل فقهاؤهم الصلح بين أي فئتين من المؤمنين وقع القتال بينهما، وأنّه لا ينبغي لأحد أن يفضل أي فئة منهما على الأخرى.
أبرز الشخصيات :

1 ـ عبد الله بن أباض المقاعسي المري.
2 ـ جابر بن يزيد الجعفي أبو الشعثاء.
3 ـ مسلم بن أبي كريمة التميمي أبو عبيدة.
4 ـ عبد الأعلى بن السمح المعافري اليمني أبو الخطاب.
5 ـ عبد الرحمن بن رستم بن بهرام .
6 ـ إسماعيل بن درار الغدامسي.
7ـ الربيع بن حبيب الفراهيدي أبو عمرو.
الانتشار ومواقع النفوذ :

ـ تكونت نواة الفرقة الأباضيّة في مدينة البصرة.
ـ استطاع الأباضيّة تأسيس دولة لهم في اليمن بقيادة عبد الله بن يحيى (طالب الحق).
ـ حكموا جنوب الجزيرة العربية ووصلوا إلى مكّة والمدينة، فترة من الزمن ثُمّ أزيلوا عنها.
ـ فرضوا سيطرتهم على الشمال الإفريقي، وكونوا نظاماً مستقلاً استمر مئة وثلاثين سنة، حتى تغلب عليهم الفاطميون.
ـ أقاموا في عمان دولة استقلوا بها عن الدولة العباسية، في عهد أبي العباس السفاح وامتدّ نفوذها إلى جزيرة زنجبار.
ـ أقاموا دولة في الجزائر سنة 160 هـ وقد بقيت إلى نحو 190 هـ ثُمّ قضت عليها الدولة العبيدية.
ـ أقاموا دولة في ليبيا سنة 140 هـ ولم تعمر طويلاً فقد انتهت بعد ثلاث سنوات.
ـ وفي الأندلس أقاموا دولة ولا سيما في جزيرتي ميورقة ومينورقة.
ـ استقر بعض الأباضيّة في جزيرة جربة التونسية حيث لا يزالون حتى اليوم.
أحداث ووقائع :

ـ في سنة 129 ( هـ ) في موسم الحج وبينما الناس في عرفة، إذ طلعت عليهم رايات الثورة على مروان وآل مروان، فهادنهم عبد الواحد بن سليمان ـ وهو إذ ذاك والي المدينة لمروان ـ حتى ينفر الحجيج من مكّة ثُمّ بعث لأبي حمزة بجماعة ينتسبون للخلفاء الأوائل، فرحب بمن ينتسب لأبي بكر وعمر، وعبس في وجه من انتسب إلى عثمان وعلي ( عليه السّلام )، ولما انقضت الهدنة بين الطرفين اخلي عبد الواحد بن سلمان مكّة ومضى إلى المدينة فدخلها أبو حمزة بغير قتال.
ـ في عام 130 ( هـ ) دارت معارك طاحنة بين أبي حمزة الاباضي، وعبد الملك بن محمد بن عطية، انهزم فيها جيش الخوارج الأباضيّة، وقتل أبو حمزة وأكثر أصحابه وتفرقت الأباضيّة، فلما جاء نبأ مقتلهم إلى المدينة، وثب أهلها على من بقى منهم فيها فقتلوهم عن آخرهم.
ـ حدثت أول ثورة للاباضية في الأعوام الأخيرة من حكم مروان الثاني، تحت زعامة عبد الله بن يحيى ( طالب الحقّ )، وأبي حمزة سنة 129 هـ وكان أهل حضرموت يعظمون من قدر عبد الله بن يحيى الذي أرسل أبا حمزة إلى صنعاء، فهزم الحاكم الأموي وأخضعها إلى سلطانه.
من ذاكرة التاريخ :

ـ كتب نافع بن الأزرق ـ زعيم فرقة الأزارقة من الخوارج ـ إلى ابن الصفار، وعبد الله بن أباض في مكّة يدعوهما ومن معهما إلى تكفير القعدة ـ مصطلح كان يطلق على الأباضيّة ـ والقول بشرك مخالفيهم واستباحة دمائهم وقتل أطفالهم وسبي نسائهم، فقرأ ابن الصفار الكتاب في نفسه، ولم يطلع أصحابه عليه خشية أن يختلفوا أمّا ابن أباض فقرأ الكتاب واظهر إنكاره لما ورد فيه قائلاً في ابن الأزرق : قاتله الله أي رأي رأى، صدق نافع بن الأزرق لو كان القوم مشركين، كان أصوب الناس رأياً وحكماً فيما يشير به ولكنه قد كذب وكذبنا فيما يقول، إنّ القوم براء من الشرك ولكنهم كفار بالنعم والأحكام. لا يحل لنا إلاّ دماؤهم، وما سوى ذلك من أموالهم فهو حرام علينا، فقال ابن الصفار : بَرِئَ الله منك فقد قصرت وبَرِئَ الله من ابن الأزرق فقد غلا وبَرِئَ الله منكما جميعاً، وقال الآخر فبَرِئَ الله منك ومنه.
ـ جاء جابر بن يزيد لزيارة مالك بن دينار، فحضرت الصلاة فأبى جابر أن يؤمهم بالصلاة وقال : ثلاثة ربهنّ أولى بهنّ ربّ البيت أحق بالإمامة في بيته، وربّ الفراش أحقّ بصدر فراشه، وربّ الدابة أحقّ بصدر دابته.
خلاصة البحث :

ـ الأباضيّة نسبة إلى عبد الله بن أباض، وهم فرقة معتدلة من فرق الخوارج، وفي بداية الأمر كانوا ينفون عن أنفسهم هذه النسبة، ويعدون مذهبهم مذهباً اجتهادياً فقهياً سنياً، يقف في عرض المذهب الحنفي، وتـتبنى الفرقة آراء عبد الله بن أباض السياسية، وآراء جابر بن يزيد الفقهية، وتبلورت كفرقة لها منهاجها الفقهي والفكري في أوائل القرن الثاني الهجري.
ـ نشأت نواة الفرقة الأباضيّة عندما انفصل عبد الله بن أباض عن المتطرفين الخوارج، الذين كانوا يؤلفون الأكثرية بمناسبة الموقف الذي يجب اتخاذه تجاه الفرق الأخرى.
ـ قامت الفرقة وتطورت بفضل جهود عبد الله بن أباض، وآراء جابر بن يزيد.
ـ عاشت الفرقة الأباضيّة عصرها الذهبي في زمن عبد الرحمن بن رستم صاحب الدولة الرستمية، ووجدت الدعوة الأباضيّة تربتها المناسبة. ـ استطاعت الأباضيّة تأسيس دول في بلدان عديدة، كالجزائر، والمغرب، واليمن، وليبيا، وعمان.
ـ تقوض سلطانهم وأفل نجمهم في المغرب العربي، على يد الدولة الفاطمية.
ـ برزت شخصيات في الفرقة الأباضيّة كان لها دور فاعل في ترويج ونشر مبادئ الفرقة، أمثال جابر بن يزيد، وعبد الله بن أباض، ومسلم بن أبي كريمة وعبد الأعلى بن السمح، وعبد الرحمن بن رستم، وإسماعيل بن درار، والربيع بن حبيب الفراهيدي.
ـ طرحت الفرقة الأباضيّة آراءً وأفكاراً ميزتها عن غيرها من الفرق كقولها :
بأنّ صفات الباري سبحانه عين ذاته، وليست معانيَ زائدةً عليها.
و أنكروا إمكان رؤيته سبحانه وتعالى في الدنيا والآخرة.
و أكدوا خلق القرآن الكريم وحدوثه.
اعتبروا طلحة، والزبير، وعائشة، من البغاة الذين خرجوا على الخليفة الشرعي.
إنّ دار مخالفيهم من أهل الإسلام دار توحيد.
عدم اشتراطهم في الإمامة بأن تكون من قريش أو حتى من العرب، بل جوّزوا إن يكون الإمام عبداً أو امرأة.
جوّزوا تعدد الأئمة في أكثر من مكان وفي زمان واحد.
مصادر الاستنباط عندهم تنحصر بالقرآن، والسنة، والرأي، والإجماع.
ـ تشعبت الفرقة الأباضيّة إلى فرق متعددة اندثرت فيما بعد هي :
1 ـ الحفصية 2 ـ الحارثية 3 ـ اليزيدية 4 ـ أصحاب ( طاعة لا يراد الله بها ). ـ اتسعت رقعة الفرقة الأباضيّة، وامتدت إلى بلدان متعددة كالبصرة، واليمن، وحضرموت، وعمان، وليبيا، والمغرب العربي، وزنجبار، والجزائر وتونس.

ابو طالب العاملي
08-04-2008, 09:33 PM
بسم الله ارحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
********************************
أحسنت جدا وافدت جما يا أبا شهاب
فشكرا لك شكرا جزيلا ممهورا بثواب
*********************************
من رب العلى رب الأرباب
وحشرت مع محمد وآله الأطياب
******************************
والسلام
مسك الختام *********************** والحمد لله على هداه

أبو شهاب
09-04-2008, 04:03 AM
مشكووور أخي العزيز حشرك الله مع محمّد و آله الأخيار و صلى الله على محمّد و آله الطيبيين الطاهرين و لعنة الله على أعدائهم و من تبع أعدائهم إلى يوم الدينبسم الله ارحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
********************************
أحسنت جدا وافدت جما يا أبا شهاب
فشكرا لك شكرا جزيلا ممهورا بثواب
*********************************
من رب العلى رب الأرباب
وحشرت مع محمد وآله الأطياب
******************************
والسلام
مسك الختام *********************** والحمد لله على هداه

لبيك داعي الله
09-04-2008, 07:32 AM
احسنت اخي

سلمت يداك