عاشق الزهراء
06-04-2008, 09:37 AM
تاريخ: 2008-04-04 م | الموافق: 26 ربيع الأاول 1429هـ | المناسبة: حديث الجمعة 168: | المكان: مسجد الإمام الصادق(ع) بالقفول
http://www.alghuraifi.org/pics/26.jpgبسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلوات على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجميع في هذا لبلد يرفع شعار (محاربة الطائفية)
السلطة الحاكمة على كل مستوياتها ترفع شعار (محاربة الطائفية)
علماء الدين السّنة والشيعة، وكل القوى الدينية ( الحوزات، الجمعيات، المؤسسات) يحملون شعار (محاربة الطائفية)
جميع القوى السّياسية والاجتماعية والثقافية ترفع سعار (الرفض للطائفية)
هكذا يتفق الجميع ( السلطة، القوى الدينية بكل انتماءاتها، بقية القوى العاملة في الساحة) على رفع شعار (الرفض للطائفية).
ولا يختلف إثنان في خطر الطائفية بما تحمله من أثار مدّمرة على كلّ الواقع الديني والأخلاقي والاجتماعي والثقافي والسّياسي والوطني، وحينما نتحدث عن الطائفية لا نتحدث عن الانتماء لهذا المذهب أو ذاك المذهب فهذا خيار ترفضه القناعات، ولكلٍ الحق أن يحدّد خياره وقناعاته في الانتماء الديني والمذهبي والثقافي والاجتماعي والسياسي، مادام ذلك قائما على وعي وبصيرة ودراسة، كما من حق الجميع أن يحافظوا على انتماءاتهم الدينية والمذهبية والسّياسية وأن يدافعوا عن هذه الانتماءات مادامت الوسائل نظيفة ومشروعة.
وكذلك يحق للجميع أن يتحاوروا فيما بينهم دينيا ومذهبيا وثقافيا وسياسيا بشرط ان يكون هذا الحوار علميا موضوعيا نزيها. كلّ هذا ليس من الطائفية.
الطائفية المرفوضة:
الطائفية المرفوضة: عداء الآخر، محاربة الآخر، التحريض ضد الآخر.
الطائفية المرفوضة: تميز السلطة في الحقوق والواجبات بين مواطن ومواطن على أساس الانتماء الديني والمذهبي والسّياسي.
اخلص إلى القول:
أنّ الانتماء الديني والمذهبي والسّياسي ليس من الطائفية المرفوضة...
وان الدفاع عن هذا الانتماء بالأساليب المشروعة ليس من الطائفية المرفوضة ...
وان التحاور العلمي النظيف بين الانتماءات الدينية والمذهبية والسّياسية ليس من الطائفية المرفوضة.
الطائفية المرفوضة تلك التي تتحول إلى عصبيات، والغاءات، ومصادرات، وعداوات، ومواجهات، وإلى استباحة دماء وأموال وأعراض.
أعود للقول:
هذه الطائفية يتفق الجميع على خطرها، ويتفق الجميع على رفضها.
ولكن السؤال الأصعب:
هل يتحرك الجميع عمليا لمحاربة الطائفية؟
أم أنّ ذلك مجرد (( شعار)) يرفع، ومجرد (( كلمات)) تقال، ومجرد (( عواطف)) تطلق..؟
دعونا نتحدث بصراحة؟
ونبدأ بالسلطة:
السلطة من المواقع الكبيرة وحتى أصغر المواقع ترفع شعار محاربة الطائفية وهذا جميل جدا... إلاّ أنّ الواقع العملي ماذا يقول؟
هل أن وظائف الدولة مفتوحة لكلّ المواطنين بلا تمييز؟
هل أنّ الوزارات والمؤسسات الحكومية تحتضن الكفاءات في هذا البلد بلا تمييز وبشكل عادل؟
هل أنّ البعثات الدراسية لا تخضع للمعايير الطائفية والمذهبية؟
هل أنّ السماح ببناء المساجد والحسينيات، والجمعيات، والمؤسسات لا يحكمه الحسّ الطائفي والمذهبي؟
هل ان مناهج التعليم في المدارس الرسمية لا تعبرّ عن إقصاء طائفي ومذهبي؟
هل أن تقسيمات الدوائر الانتخابية البرلمانية والبلدية لا تحمل ظلما وحيفا طائفيا ومذهبيا؟
وهل؟ وهل؟ وهل؟
إلى آخر التساؤلات...
أترك الإجابة على هذه الأسئلة للمسؤولين..
قد يقول البعض:
إن إثارة هذه القضايا، وهذه التساؤلات هو من أسباب (( التأجيج الطائفي)) لذلك يرفض هذا البعض أن يتحرك أيّ مشروع لمعالجة (( المشكلة الطائفية)) لأن هذا التحرك سوف يؤجج الخلافات المذهبية.
الورقة التي تقدمتّ بها الوفاق حول ((المسألة الطائفية)) أثارت ضجّة لدى هؤلاء خشية أن تساهم مثل هذه الأوراق في التصعيد الطائفي.
إذا أحسنا الظن فنقول: ان هؤلاء مشتبهون كلّ الإشتباه، وإذا لم نسمح لأنفسنا بحسن الظن فلا نشك في أن هذا الموقف يمثل طائفية بغيضة.
ولنحسن الظن فنقول أنّهم مشتبهون..
هل السكوت عن (الممارسات الطائفية) هو الذي يحمي هذا البلد من التداعيات الخطيرة للإقصاء الطائفي..
إذا كان هؤلاء يصرّون أن لا تمييز طائفي ولا تمييز مذهبي، ولا تمييز وظيفي في هذا البلد، فليقبلوا بمحاسبة هذه المسألة من خلال البرلمان أو من خلال الحوارات او من خلال أيّ صيغة اخرى.
نتمنى أن تكتشف المحاسبة أن لا طائفية ولا تمييز.
ولكن ماذا نقول لكلّ أولئك الذين يعانون ليل نهار من ضغط الطائفية والتمييز...
هل يمكن أن تسكت أوجاعهم وآلامهم ومعاناتهم كلمات وتصريحات وبيانات؟
لابد ان نضع أيدينا على الجروح حتى يمكم أن نعالجها...
إن جروح الطائفية والتمييز لا تعالج إلاّ بالمصارحة والمكاشفة والمحاسبة والعمل الجاد للخلاص منها...
هذا حديثنا مع السلطة...
ونقف ثانيا مع علماء الدين السنة والشيعة، ومع القوى الدينية السنية والشيعة...
لا اعتقد أنّ هناك من هؤلاء العلماء ومن هذه القوى من لا يؤمن بخطر الطائفية في معناها المرفوض...
ولا اعتقد أنّ عالما سنيا أو شيعيا لا يؤمن بضرورة محاربة الطائفية البغيضة صحيح قد يوجد في هذه الطائفة أو تلك – من هو مسكون بـ (( الهوس الطائفي)) فتراه – بمناسبة او غير مناسبة – يمارس (( الشحن الطائفي)) ويؤجج العادوات، ويحرض ويهذي هذيان المخبولين ...
هذا الفصيل يجب ان يكون منبوذا مرفوضا لأنه بلاء على هذا الشعب ومصدر فتنه وفساد.
الكلام عن المسار العام لعلماء هذا البلد (( سنه وشيعه)) ممن يحملون شعار التصدر والمواجه للوضع الطائفي وممن يؤمنون بخطر الصراع الطائفي... ونتائجه المدمرة..
لهؤلاء أقول:
أين هو التحرك العملي لمواجهة خطر الطائفية؟
وأين هو المشروع العملي في التصدي لكل الممارسات التي تشنج الوضع الطائفي وتأجج الصراع الطائفي؟
الحديث مع السنة والشيعة معا، إذا كنا نؤمن جمعيا بخطر الطائفية المرفوضة، وبآثارها المدمرة ونتائجها المرعبة... فلماذا يبقى الأمر مجرد شعارات وكلامات، وخطابات... وإذا تطور الأمر مجرد ملتقيات ومؤتمرات تحمل شعار الوحدة والتقارب إلا أنها لا تحرك شيء على الأرض.
تنتهي الملقيات والمؤتمرات وتصدر القرارات والبيانات الختامية، إلا أنها تبقى حبرا على ورق، ويعود السني إلى قواعده ليتحصن فيها، ويعود الشيعي إلى قواعده ليتحصن فيها، وتبقى الفواصل المصطنعة هي التي تحكم كل العلاقات...
السؤال: متى يتحرك المشروع العملي للتقارب في مواجهة خطر الطائفية المدمر؟
حتى الآن لم تبدأ الخطوات الأولى لهذا المشروع ... لماذا وما هي المعوقات؟
هناك معواقات لا يتسع هذا الحديث لتناولها، ولا يسمح هذا الخطاب لمعالجتها...
المطلوب أن تبدأ لقاءات جادة تؤسس لمشروع التصدي لخطر الطائفية وهنا يجب ان يتصدى بعض العلماء المخلصين من الطائفتين ليتم التواصل والتفكير الجاد في الانطلاق بالمشروع العملي.
أنا أعلم أن هناك من لا يرضيهم التواصل السني الشيعي، وهناك من لا تسمح مصالحهم لهذا التواصل...
إلا أن الانتماء الصادق لهذا الإسلام ولهذا الوطن، في ظل المشروعات التي يحركها أعداء هذه الأمة من اجل زرع الفتنه الطائفية، ومن أجل تفتيت الوحدة والتقارب، كل هذا يفرض أن نتواصل وأن نواجه مخططات العبث الطائفي، ومشروعات الفتنه الطائفية.
الأمة... إننا نمدّ أيدينا لأي تقارب حقيقي وليس لملتقيات ومؤتمرات وإحتفالات ومؤسسات شكليه توظف لمصالح الأنظمة السياسية...
إننا نمد أيدينا ونفتح قلوبنا لأي مبادرة تؤسس للتواصل الحقيقي بين الطائفتين الكريمتين في هذا البلد.
لقد أطلقنا ولا زلنا نطلق وبكل صدق وإخلاص هذه المبادرة ولسنا محكومين في هذا لحسابات سياسيه، أو أغراض ذاتيه أو أهداف مذهبيه إنما هي القناعة التي يشكلها الانتماء لهذا الدين ولهذه الأمة، وإنما هي الرؤية البصيرة التي تقرأ الواقع بكل مخاضاته وحساباته وضروراته ...
أنا أعلم أن مثل هذا الحديث يضيق به نفر ممن يحملون نفوسا ضيقة وعقول أضيق، هؤلاء لا يردون الخير لهذا لبلد وإن ملئوا الدنيا ضجيجا وصرخا وعويلا وبكاء على الأرض والوطن، والحكم والحاكم..
إن مسؤولية المخلصين الصادقين ان يواجهوا الفتنة الطائفية، وان ينطلقوا في مشروع عملي جاد وحقيقي لحماية البلاد والعباد من أخطار هذه الفته التي اذا اشتعلت – لا سمح الله – فلن تبقى اخضرا ولا يابس، ولن يكون هناك في البلاد رابح، ولا منتصر إلا أعداء الإسلام وأعداء الأمة ...
هؤلاء الأعداء الذين مافتئوا يحركون مكائد ضد الإسلام، وضد القرآن، وضد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، لقد قاموا بتدنيس المصحف الشريف وأصدروا الرسومات المسيئة إلى النبي صلى الله عليه وآله وهاهم اليوم يبثون فلما على الإنترنت يحمل اسم ( فتنه) لنائب هولندي متطرف أساء فيه الى القراء الكرم وإلى السلام وغلى نبي الاسلام محمد صلى الله عليه واله وقد أعلن في المانيا عن عرض لمسرحية ( رواية آيات شيطانية) للمرتد سلمان رشدي والذي اصدر الإمام الخميني رضوان الله عليه فتواه المشهورة بإباحة دمه عقب إصداره تلك الرواية.
هكذا تتحرك المكائد والمؤامرات ضد الإسلام وضد المسلمين، وهكذا ينشرون الفتنه والخلافات الصراعات والمعارك الدامية في داخل أوطان المسلمين...
كم هي الحاجة كبيرة وكبيره في هذه الظروف على صوت العقل وخطاب العقل وليس إلى خطابات الفتنة الطائفية وليس إلى خطابات الشحن الطائفي، وخطابات التحريض الطائفي، هذه الخطابات التي أدمن عليها بعض المفلسين ثقافيا وأخلاقيا واجتماعيا وسياسيا، هذه الخطابات التي أصبحت ممقوتة لدى كل العقلاء والمخلصين والسنة والشيعة، إن هذه الخطابات الممقوتة مضرة بوحدة الصف وتدفع في اتجاه العداوة والكراهية وإثارة العصبيات.
وأكرر إن التصدي لخطر الطائفية في حاجة إلى مشروع عملي ينتظم في داخله مجموعة خطوات متحركة...
أنا ادعوا إلى تواصل علمائي (سني شيعي)، أدعوا إلى تواصل ثقافي ( سني شيعي)، ادعوا إلى تواصل اجتماعي ( سني شيعي)،إلى تواصل اقتصادي ( سني شيعي)،إلى جميع اشكال التواصل.
جهات كثيرة لا تريد هذا التواصل، جهات خارجية، جهات داخله، جهات سياسيه، جهات دينيه،جهات سنيه، جهات شيعيه، ولكن يبقى نداء الله تعالى {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ ...}آل عمران103، ويبقى نداء الله تعالى { وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}الأنفال46، ويبقى نداء الله تعالى {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }الأنبياء92.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
منقوووووووووووووووووول من الإيميل
http://www.alghuraifi.org/pics/26.jpgبسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلوات على سيد الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجميع في هذا لبلد يرفع شعار (محاربة الطائفية)
السلطة الحاكمة على كل مستوياتها ترفع شعار (محاربة الطائفية)
علماء الدين السّنة والشيعة، وكل القوى الدينية ( الحوزات، الجمعيات، المؤسسات) يحملون شعار (محاربة الطائفية)
جميع القوى السّياسية والاجتماعية والثقافية ترفع سعار (الرفض للطائفية)
هكذا يتفق الجميع ( السلطة، القوى الدينية بكل انتماءاتها، بقية القوى العاملة في الساحة) على رفع شعار (الرفض للطائفية).
ولا يختلف إثنان في خطر الطائفية بما تحمله من أثار مدّمرة على كلّ الواقع الديني والأخلاقي والاجتماعي والثقافي والسّياسي والوطني، وحينما نتحدث عن الطائفية لا نتحدث عن الانتماء لهذا المذهب أو ذاك المذهب فهذا خيار ترفضه القناعات، ولكلٍ الحق أن يحدّد خياره وقناعاته في الانتماء الديني والمذهبي والثقافي والاجتماعي والسياسي، مادام ذلك قائما على وعي وبصيرة ودراسة، كما من حق الجميع أن يحافظوا على انتماءاتهم الدينية والمذهبية والسّياسية وأن يدافعوا عن هذه الانتماءات مادامت الوسائل نظيفة ومشروعة.
وكذلك يحق للجميع أن يتحاوروا فيما بينهم دينيا ومذهبيا وثقافيا وسياسيا بشرط ان يكون هذا الحوار علميا موضوعيا نزيها. كلّ هذا ليس من الطائفية.
الطائفية المرفوضة:
الطائفية المرفوضة: عداء الآخر، محاربة الآخر، التحريض ضد الآخر.
الطائفية المرفوضة: تميز السلطة في الحقوق والواجبات بين مواطن ومواطن على أساس الانتماء الديني والمذهبي والسّياسي.
اخلص إلى القول:
أنّ الانتماء الديني والمذهبي والسّياسي ليس من الطائفية المرفوضة...
وان الدفاع عن هذا الانتماء بالأساليب المشروعة ليس من الطائفية المرفوضة ...
وان التحاور العلمي النظيف بين الانتماءات الدينية والمذهبية والسّياسية ليس من الطائفية المرفوضة.
الطائفية المرفوضة تلك التي تتحول إلى عصبيات، والغاءات، ومصادرات، وعداوات، ومواجهات، وإلى استباحة دماء وأموال وأعراض.
أعود للقول:
هذه الطائفية يتفق الجميع على خطرها، ويتفق الجميع على رفضها.
ولكن السؤال الأصعب:
هل يتحرك الجميع عمليا لمحاربة الطائفية؟
أم أنّ ذلك مجرد (( شعار)) يرفع، ومجرد (( كلمات)) تقال، ومجرد (( عواطف)) تطلق..؟
دعونا نتحدث بصراحة؟
ونبدأ بالسلطة:
السلطة من المواقع الكبيرة وحتى أصغر المواقع ترفع شعار محاربة الطائفية وهذا جميل جدا... إلاّ أنّ الواقع العملي ماذا يقول؟
هل أن وظائف الدولة مفتوحة لكلّ المواطنين بلا تمييز؟
هل أنّ الوزارات والمؤسسات الحكومية تحتضن الكفاءات في هذا البلد بلا تمييز وبشكل عادل؟
هل أنّ البعثات الدراسية لا تخضع للمعايير الطائفية والمذهبية؟
هل أنّ السماح ببناء المساجد والحسينيات، والجمعيات، والمؤسسات لا يحكمه الحسّ الطائفي والمذهبي؟
هل ان مناهج التعليم في المدارس الرسمية لا تعبرّ عن إقصاء طائفي ومذهبي؟
هل أن تقسيمات الدوائر الانتخابية البرلمانية والبلدية لا تحمل ظلما وحيفا طائفيا ومذهبيا؟
وهل؟ وهل؟ وهل؟
إلى آخر التساؤلات...
أترك الإجابة على هذه الأسئلة للمسؤولين..
قد يقول البعض:
إن إثارة هذه القضايا، وهذه التساؤلات هو من أسباب (( التأجيج الطائفي)) لذلك يرفض هذا البعض أن يتحرك أيّ مشروع لمعالجة (( المشكلة الطائفية)) لأن هذا التحرك سوف يؤجج الخلافات المذهبية.
الورقة التي تقدمتّ بها الوفاق حول ((المسألة الطائفية)) أثارت ضجّة لدى هؤلاء خشية أن تساهم مثل هذه الأوراق في التصعيد الطائفي.
إذا أحسنا الظن فنقول: ان هؤلاء مشتبهون كلّ الإشتباه، وإذا لم نسمح لأنفسنا بحسن الظن فلا نشك في أن هذا الموقف يمثل طائفية بغيضة.
ولنحسن الظن فنقول أنّهم مشتبهون..
هل السكوت عن (الممارسات الطائفية) هو الذي يحمي هذا البلد من التداعيات الخطيرة للإقصاء الطائفي..
إذا كان هؤلاء يصرّون أن لا تمييز طائفي ولا تمييز مذهبي، ولا تمييز وظيفي في هذا البلد، فليقبلوا بمحاسبة هذه المسألة من خلال البرلمان أو من خلال الحوارات او من خلال أيّ صيغة اخرى.
نتمنى أن تكتشف المحاسبة أن لا طائفية ولا تمييز.
ولكن ماذا نقول لكلّ أولئك الذين يعانون ليل نهار من ضغط الطائفية والتمييز...
هل يمكن أن تسكت أوجاعهم وآلامهم ومعاناتهم كلمات وتصريحات وبيانات؟
لابد ان نضع أيدينا على الجروح حتى يمكم أن نعالجها...
إن جروح الطائفية والتمييز لا تعالج إلاّ بالمصارحة والمكاشفة والمحاسبة والعمل الجاد للخلاص منها...
هذا حديثنا مع السلطة...
ونقف ثانيا مع علماء الدين السنة والشيعة، ومع القوى الدينية السنية والشيعة...
لا اعتقد أنّ هناك من هؤلاء العلماء ومن هذه القوى من لا يؤمن بخطر الطائفية في معناها المرفوض...
ولا اعتقد أنّ عالما سنيا أو شيعيا لا يؤمن بضرورة محاربة الطائفية البغيضة صحيح قد يوجد في هذه الطائفة أو تلك – من هو مسكون بـ (( الهوس الطائفي)) فتراه – بمناسبة او غير مناسبة – يمارس (( الشحن الطائفي)) ويؤجج العادوات، ويحرض ويهذي هذيان المخبولين ...
هذا الفصيل يجب ان يكون منبوذا مرفوضا لأنه بلاء على هذا الشعب ومصدر فتنه وفساد.
الكلام عن المسار العام لعلماء هذا البلد (( سنه وشيعه)) ممن يحملون شعار التصدر والمواجه للوضع الطائفي وممن يؤمنون بخطر الصراع الطائفي... ونتائجه المدمرة..
لهؤلاء أقول:
أين هو التحرك العملي لمواجهة خطر الطائفية؟
وأين هو المشروع العملي في التصدي لكل الممارسات التي تشنج الوضع الطائفي وتأجج الصراع الطائفي؟
الحديث مع السنة والشيعة معا، إذا كنا نؤمن جمعيا بخطر الطائفية المرفوضة، وبآثارها المدمرة ونتائجها المرعبة... فلماذا يبقى الأمر مجرد شعارات وكلامات، وخطابات... وإذا تطور الأمر مجرد ملتقيات ومؤتمرات تحمل شعار الوحدة والتقارب إلا أنها لا تحرك شيء على الأرض.
تنتهي الملقيات والمؤتمرات وتصدر القرارات والبيانات الختامية، إلا أنها تبقى حبرا على ورق، ويعود السني إلى قواعده ليتحصن فيها، ويعود الشيعي إلى قواعده ليتحصن فيها، وتبقى الفواصل المصطنعة هي التي تحكم كل العلاقات...
السؤال: متى يتحرك المشروع العملي للتقارب في مواجهة خطر الطائفية المدمر؟
حتى الآن لم تبدأ الخطوات الأولى لهذا المشروع ... لماذا وما هي المعوقات؟
هناك معواقات لا يتسع هذا الحديث لتناولها، ولا يسمح هذا الخطاب لمعالجتها...
المطلوب أن تبدأ لقاءات جادة تؤسس لمشروع التصدي لخطر الطائفية وهنا يجب ان يتصدى بعض العلماء المخلصين من الطائفتين ليتم التواصل والتفكير الجاد في الانطلاق بالمشروع العملي.
أنا أعلم أن هناك من لا يرضيهم التواصل السني الشيعي، وهناك من لا تسمح مصالحهم لهذا التواصل...
إلا أن الانتماء الصادق لهذا الإسلام ولهذا الوطن، في ظل المشروعات التي يحركها أعداء هذه الأمة من اجل زرع الفتنه الطائفية، ومن أجل تفتيت الوحدة والتقارب، كل هذا يفرض أن نتواصل وأن نواجه مخططات العبث الطائفي، ومشروعات الفتنه الطائفية.
الأمة... إننا نمدّ أيدينا لأي تقارب حقيقي وليس لملتقيات ومؤتمرات وإحتفالات ومؤسسات شكليه توظف لمصالح الأنظمة السياسية...
إننا نمد أيدينا ونفتح قلوبنا لأي مبادرة تؤسس للتواصل الحقيقي بين الطائفتين الكريمتين في هذا البلد.
لقد أطلقنا ولا زلنا نطلق وبكل صدق وإخلاص هذه المبادرة ولسنا محكومين في هذا لحسابات سياسيه، أو أغراض ذاتيه أو أهداف مذهبيه إنما هي القناعة التي يشكلها الانتماء لهذا الدين ولهذه الأمة، وإنما هي الرؤية البصيرة التي تقرأ الواقع بكل مخاضاته وحساباته وضروراته ...
أنا أعلم أن مثل هذا الحديث يضيق به نفر ممن يحملون نفوسا ضيقة وعقول أضيق، هؤلاء لا يردون الخير لهذا لبلد وإن ملئوا الدنيا ضجيجا وصرخا وعويلا وبكاء على الأرض والوطن، والحكم والحاكم..
إن مسؤولية المخلصين الصادقين ان يواجهوا الفتنة الطائفية، وان ينطلقوا في مشروع عملي جاد وحقيقي لحماية البلاد والعباد من أخطار هذه الفته التي اذا اشتعلت – لا سمح الله – فلن تبقى اخضرا ولا يابس، ولن يكون هناك في البلاد رابح، ولا منتصر إلا أعداء الإسلام وأعداء الأمة ...
هؤلاء الأعداء الذين مافتئوا يحركون مكائد ضد الإسلام، وضد القرآن، وضد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، لقد قاموا بتدنيس المصحف الشريف وأصدروا الرسومات المسيئة إلى النبي صلى الله عليه وآله وهاهم اليوم يبثون فلما على الإنترنت يحمل اسم ( فتنه) لنائب هولندي متطرف أساء فيه الى القراء الكرم وإلى السلام وغلى نبي الاسلام محمد صلى الله عليه واله وقد أعلن في المانيا عن عرض لمسرحية ( رواية آيات شيطانية) للمرتد سلمان رشدي والذي اصدر الإمام الخميني رضوان الله عليه فتواه المشهورة بإباحة دمه عقب إصداره تلك الرواية.
هكذا تتحرك المكائد والمؤامرات ضد الإسلام وضد المسلمين، وهكذا ينشرون الفتنه والخلافات الصراعات والمعارك الدامية في داخل أوطان المسلمين...
كم هي الحاجة كبيرة وكبيره في هذه الظروف على صوت العقل وخطاب العقل وليس إلى خطابات الفتنة الطائفية وليس إلى خطابات الشحن الطائفي، وخطابات التحريض الطائفي، هذه الخطابات التي أدمن عليها بعض المفلسين ثقافيا وأخلاقيا واجتماعيا وسياسيا، هذه الخطابات التي أصبحت ممقوتة لدى كل العقلاء والمخلصين والسنة والشيعة، إن هذه الخطابات الممقوتة مضرة بوحدة الصف وتدفع في اتجاه العداوة والكراهية وإثارة العصبيات.
وأكرر إن التصدي لخطر الطائفية في حاجة إلى مشروع عملي ينتظم في داخله مجموعة خطوات متحركة...
أنا ادعوا إلى تواصل علمائي (سني شيعي)، أدعوا إلى تواصل ثقافي ( سني شيعي)، ادعوا إلى تواصل اجتماعي ( سني شيعي)،إلى تواصل اقتصادي ( سني شيعي)،إلى جميع اشكال التواصل.
جهات كثيرة لا تريد هذا التواصل، جهات خارجية، جهات داخله، جهات سياسيه، جهات دينيه،جهات سنيه، جهات شيعيه، ولكن يبقى نداء الله تعالى {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ ...}آل عمران103، ويبقى نداء الله تعالى { وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}الأنفال46، ويبقى نداء الله تعالى {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }الأنبياء92.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
منقوووووووووووووووووول من الإيميل