عاشق الزهراء
14-04-2008, 12:22 PM
http://alshirazi.net/karbala/esdarat/s27.jpg
لسماحة آية الله السيد مجتبى الحسيني الشيرازي حفظه الله
قيمة كل أمرءٍ ما يحسنه، قاعدة كلية بلورها امير المؤمنين عليه السلام في بضع كلمات خفيفة اللفظ بالغة المعنى عميقة الغور، فيترتب استقراءاً وفق ذلك تحديد قيمة الفرد وما يحسنه بلحاظ احتياج الناس اليه فتجدي القاعدة في الطبيب والحكيم والمدرس والفلاح والمذيع وغيرهم من شتى صنوف المهن والاختصاصات، أما العالم العامل الروحاني المسدد فالتمسك به والسائر على نهجه منقذ لنفسه، كيف لا وهو منجي العباد من الظلالة والهلكة، ومن هنا يتضح مقام هذا الاختصاص ومصداق هذا النوع، فقيمة العالم قيمة اختصاصه ومقدار علمه مجسد لمنزلته، في الوقت الذي تسمو فيه الأمة ويعلو شأنها وفق عظمة رجالها والقائمون عليها سيما العلماء الذين فتئو متواصلين يكمل بعضهم بعضاً ايصالاً لميراث الانبياء وتركة الحكماء جيلاً بعد جيل، وأمتنا الاسلامية لهي المصداق الأجلى لما تقدم فمنذ بدء الغيبة الصغرى والى يوم الناس هذا ماانقضى على الامة يوم إلا وظهر عالم اضاء الكون من نور علمه، ومن هولاء العلماء الافذاد العالم الرباني رئيس الطائفة في زمانه بحر علوم الفقه والعقائد الشيخ ابو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام البغدادي الملقب بالمفيد يكفينا هنا ما ذكره السيد بحر العلوم في فوائده الرجالية من كلمات بحقه قال رحمة الله: (شيخ مشايخ الاجله، ورئيس رؤساء الملة، فاتح ابواب التحقيق بنصب الادلة، والكاسر بشقاشق بيانه الرشيق حجج الفرق المضلة اجتمعت فيه خلال الفضل وانتهت اليه رئاسة الكل وأتفق الجميع على علمه وفضله وفقهه وعدالته وثقته وجلالته وكان رضي الله عنه كثير المحاسن جم المناقب حديد الخاطر، دقيق الفطنة، حاجز الجواب واسع الرواية خبيراً بالرجال والاخبار والاشعار وكان أوثق أهل زمانه في الحديث واعرفهم بالفقه والكلام وكل من تأخر عنه استفاد منه) .
عالم هكذا منزلته ومقامه لابد لأمته ان تفتخر به شأنها شأن الأمم الاخرى في الافتخار بعظمائها، ومن هنا كُتبت الكتبُ الكثيرة حول الشيخ المفيد منها هذا المؤلف الذي بين أيدينا وعنوانه دال على محتواه وهو من مؤلفات آية الله السيد مجتبى الحسيني الشيرازي كتبه أيام كان في كربلاء المقدسة مجاوراً خامس اصحاب الكساء الإمام الحسين سيد الشهداء عليه السلام قبل أن يهاجر العراق أثر ظلم الطغاة ذلك الحين.
الكتاب هو ذو الرقم ثلاثة ضمن سلسة اعلام الشيعة أتَّبع فيه مؤلفه الاسلوب السلس البعيد عن التعقيد البلاغي واللفظي في محاولة جادة لايصال ما فيه من معلومات إلى أدنى مستوى من الناس لاستنهاض الواقع بتذكر رموزه والجهود المبذولة من قبلهم لاعلاء كلمة الله سبحانه وشأن الاسلام والمذهب الحق.
الكتاب عبارة عن ذكر وجيز من حياة الشيخ مدعوماً باقوال العلماء عبر التاريخ ومظهراً لمكانته ضمن الواقع السياسي والاجتماعي يومها وبايجاز كبير، ففي ذكر لحياة الشيخ مثلاً لايتجاوز ما ذكره المؤلف الأسطر تاركاً باقي مطالب الكتاب لذكر مقام ومنزلة الشيخ الامر الذي يوضح اصلاً الهدف من هذا الكتاب .
نبذة من حياة الشيخ المفيد:
ولد الشيخ المفيد في اليوم الحادي عشر من شهر ذي القعدة سنة 336 وقيل: ان ميلاده كان عام 338.
وكانت ولادته بقرية سويقة من قرى عكبراء التي هي بليدة تابعة لناحية الدجيل وتبعد عن بغداد بنحو عشر فراسخ تقريباً.
وابوه محمد بن النعمان كان معلما للاطفال والصبيان وصاحب مكتب في عكبراء، ونظراً إلى هذا الامر يلقب الشيخ بابن المعلم.
وعندما اجتاز مرحلة الصبا، ودخل مرحلة التعلم والجد، انحدر مع أبيه إلى بغداد لقراءة العلم، والاستفادة من أساتذتها، والتلمذ على شيوخها وأكابرها في العلوم والفنون.
ولم يقم في بلد آخر غير بغداد طيلة حياته، إلى ان توفاه الله تعالى راضياً مرضيا، فهو عكبرى المولد والمنشأ، بغدادي التعلم والتعليم والممات.
وينتهي نسبه إلى يعرب بن قحطان بثلاثة وثلاثين واسطة ـ وكان عمره الشريف حوالي ثمانية وسبعين عاماً.
عدد الصفحات: 21
الحجم: جيبي 12×17
المطبعة: الآداب ـ النجف الأشرف 1383 هـ ـ 1963 م
لسماحة آية الله السيد مجتبى الحسيني الشيرازي حفظه الله
قيمة كل أمرءٍ ما يحسنه، قاعدة كلية بلورها امير المؤمنين عليه السلام في بضع كلمات خفيفة اللفظ بالغة المعنى عميقة الغور، فيترتب استقراءاً وفق ذلك تحديد قيمة الفرد وما يحسنه بلحاظ احتياج الناس اليه فتجدي القاعدة في الطبيب والحكيم والمدرس والفلاح والمذيع وغيرهم من شتى صنوف المهن والاختصاصات، أما العالم العامل الروحاني المسدد فالتمسك به والسائر على نهجه منقذ لنفسه، كيف لا وهو منجي العباد من الظلالة والهلكة، ومن هنا يتضح مقام هذا الاختصاص ومصداق هذا النوع، فقيمة العالم قيمة اختصاصه ومقدار علمه مجسد لمنزلته، في الوقت الذي تسمو فيه الأمة ويعلو شأنها وفق عظمة رجالها والقائمون عليها سيما العلماء الذين فتئو متواصلين يكمل بعضهم بعضاً ايصالاً لميراث الانبياء وتركة الحكماء جيلاً بعد جيل، وأمتنا الاسلامية لهي المصداق الأجلى لما تقدم فمنذ بدء الغيبة الصغرى والى يوم الناس هذا ماانقضى على الامة يوم إلا وظهر عالم اضاء الكون من نور علمه، ومن هولاء العلماء الافذاد العالم الرباني رئيس الطائفة في زمانه بحر علوم الفقه والعقائد الشيخ ابو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام البغدادي الملقب بالمفيد يكفينا هنا ما ذكره السيد بحر العلوم في فوائده الرجالية من كلمات بحقه قال رحمة الله: (شيخ مشايخ الاجله، ورئيس رؤساء الملة، فاتح ابواب التحقيق بنصب الادلة، والكاسر بشقاشق بيانه الرشيق حجج الفرق المضلة اجتمعت فيه خلال الفضل وانتهت اليه رئاسة الكل وأتفق الجميع على علمه وفضله وفقهه وعدالته وثقته وجلالته وكان رضي الله عنه كثير المحاسن جم المناقب حديد الخاطر، دقيق الفطنة، حاجز الجواب واسع الرواية خبيراً بالرجال والاخبار والاشعار وكان أوثق أهل زمانه في الحديث واعرفهم بالفقه والكلام وكل من تأخر عنه استفاد منه) .
عالم هكذا منزلته ومقامه لابد لأمته ان تفتخر به شأنها شأن الأمم الاخرى في الافتخار بعظمائها، ومن هنا كُتبت الكتبُ الكثيرة حول الشيخ المفيد منها هذا المؤلف الذي بين أيدينا وعنوانه دال على محتواه وهو من مؤلفات آية الله السيد مجتبى الحسيني الشيرازي كتبه أيام كان في كربلاء المقدسة مجاوراً خامس اصحاب الكساء الإمام الحسين سيد الشهداء عليه السلام قبل أن يهاجر العراق أثر ظلم الطغاة ذلك الحين.
الكتاب هو ذو الرقم ثلاثة ضمن سلسة اعلام الشيعة أتَّبع فيه مؤلفه الاسلوب السلس البعيد عن التعقيد البلاغي واللفظي في محاولة جادة لايصال ما فيه من معلومات إلى أدنى مستوى من الناس لاستنهاض الواقع بتذكر رموزه والجهود المبذولة من قبلهم لاعلاء كلمة الله سبحانه وشأن الاسلام والمذهب الحق.
الكتاب عبارة عن ذكر وجيز من حياة الشيخ مدعوماً باقوال العلماء عبر التاريخ ومظهراً لمكانته ضمن الواقع السياسي والاجتماعي يومها وبايجاز كبير، ففي ذكر لحياة الشيخ مثلاً لايتجاوز ما ذكره المؤلف الأسطر تاركاً باقي مطالب الكتاب لذكر مقام ومنزلة الشيخ الامر الذي يوضح اصلاً الهدف من هذا الكتاب .
نبذة من حياة الشيخ المفيد:
ولد الشيخ المفيد في اليوم الحادي عشر من شهر ذي القعدة سنة 336 وقيل: ان ميلاده كان عام 338.
وكانت ولادته بقرية سويقة من قرى عكبراء التي هي بليدة تابعة لناحية الدجيل وتبعد عن بغداد بنحو عشر فراسخ تقريباً.
وابوه محمد بن النعمان كان معلما للاطفال والصبيان وصاحب مكتب في عكبراء، ونظراً إلى هذا الامر يلقب الشيخ بابن المعلم.
وعندما اجتاز مرحلة الصبا، ودخل مرحلة التعلم والجد، انحدر مع أبيه إلى بغداد لقراءة العلم، والاستفادة من أساتذتها، والتلمذ على شيوخها وأكابرها في العلوم والفنون.
ولم يقم في بلد آخر غير بغداد طيلة حياته، إلى ان توفاه الله تعالى راضياً مرضيا، فهو عكبرى المولد والمنشأ، بغدادي التعلم والتعليم والممات.
وينتهي نسبه إلى يعرب بن قحطان بثلاثة وثلاثين واسطة ـ وكان عمره الشريف حوالي ثمانية وسبعين عاماً.
عدد الصفحات: 21
الحجم: جيبي 12×17
المطبعة: الآداب ـ النجف الأشرف 1383 هـ ـ 1963 م