المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا أهل السنة تفضلوا


العلوي الحسيني
15-04-2008, 05:14 AM
بسم الله وصلى الله على محمد و آله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والآخرين إلى أبد الآبدين .

حديث الثقلين (هذا الحديث الذي لو عمل به وطبّق لما وقع خلاف بين المسلمين ) حديث تتّفق عليه كلّ الأمة الإسلامية، وهو حديث واضح في مدلوله وفي معناه وهذا ما سنناقشه هنا في هذه العجالة .

جاء في صحيح الترمذي بسنده عن جابر بن عبدالله الأنصاري، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : " يا أيّها الناس إنّي تركت فيكم ما إنْ أخذتم به لن تضلّوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي "
وفي صحيح الترمذي أيضاً بإسناده عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : " إنّي تارك فيكم ما إنْ تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتّى يردا عَلَيّ الحوض،
فانظروا كيف تخلفوني فيهما "


والثَقَل: متاع المسافر كما في اللغة، فإنّي تارك فيكم الثَقَلين، الثقلين تثنية ثَقَل، وجماعة من المحدّثين واللغويين يقرأون الكلمة بالثِّقْلين: " إنّي تارك فيكم الثِّقْلين "، فيكون تثنية للثِقْل.



ولعلّ الأظهر كون الكلمة محرّكةً، أي " إنّي تارك فيكم الثَّقَلين " على أن تكون تثنية للثَقَل.
يقول صاحب القاموس: والثقل ـ محركة ـ متاع المسافر وحشمه وكلّ شيء نفيس مصون، ومنه الحديث: إنّي تارك فيكم الثَقَلين كتاب الله وعترتي.
وإنّما أُرجّح الثَّقَل والثَّقَلين على الثِّقْلين، لأنّه إذا كان الثَّقَل بمعنى متاع المسافر، فهذا أنسب بحال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وبالظروف التي قال فيها هذا الكلام، لأنّ المسافر من بلد إلى بلد وخاصةً مع العزم على عدم العود إلى بلده السابق، يأخذ معه متاعه، ولمّا كانت المراكب في تلك العصور لا تتحمّل أخذ جميع وسائل الإنسان وأمتعته، فلابدّ وأن يأخذ المسافر أنفس الأشياء وأغلى الأشياء وأثمن الأشياء التي يمتلكها، أو تكون في حوزته.

ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول في حديث الثقلين: " إنّي قد دعيت فأجبت "، أو: " يوشك أنْ أُدعى فأُجيب "، هذه مقدمة حديث الثقلين، أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ أبو حيان و هو يحيى بن سعيد عن يزيد بن حيان قال سمعت زيد بن أرقم رضي الله عنه يقول : : ( قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم خطيباً ، فحمد الله و أثنى عليه ، ثم قال : أما بعد أيها الناس ، إنما أنا بشر يؤشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه ، و إني تارك فيكم الثقلين ، أولهما كتاب الله ، فيه الهدى و النور ، فتمسكوا بكتاب الله و خذوا به ، فحث عليه و رغب فيه ، ثم قال : و أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ، قال حصين لزيد : و من أهل بيته نساؤه من أهل بيته قال : بلى ، إن نساءه من أهل بيته ، و لكن أهل بيته و لكن أهل البيت من حرم الصدقة بعده ، قال : و من هم ، قال : آل علي و آل عقيل ، و آل جعفر ، و آل عباس ، وقال : كل هؤلاء تحرم عليهم الصدقة ، قال : نعم أخرجه مسلم في الصحيح من حديث أبي حيان .


فيخبر رسول الله عن دنوّ أجله وقرب رحيله عن هذه الحياة، وحينئذ يقول: " وإنّي تارك "، ولا يخفى أنّ أغلى الأشياء عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأثمنها في حياته: القرآن والعترة، فكان ينبغي أنْ يأخذ القرآن والعترة معه، لكن مقتضى رأفته بهذه الأُمّة وحرصه على بقاء هذا الدين هو أن يبقي أغلى الأشياء عنده في هذا العالم، ويترك الثقلين الأمرين اللّذين كان مقتضى الحال أن يأخذهما معه، فيقول: " إنّي تارك فيكم الثَقَلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي "، ثمّ يوصيهم بقوله: " ما إنْ تمسّكتم بهما لن تضلّوا "، فالغرض من إبقاء هذين الأمرين بين الأُمّة، والهدف من تركهما فيهم هو أنْ لا يضلّوا من بعده.
فبهذه القرائن الموجودة في داخل الحديث، والظروف المحيطة بهذا الحديث، نرجّح أنْ تكون الكلمة الثقَلين لا الثقْلين.
وقد لاحظنا في اللفظين المذكورين ( في الحديثين أعلاه ) أنّه في اللفظ الأوّل يقول: " ما إنْ أخذتم بهما لن تضلّوا "، وفي اللفظ الثاني يقول: "ما إنْ تمسّكتم بهما لن تضلّوا"، وهذان اللفظان موجودان عند غير الترمذي أيضاً.

فلفظة " ما إن أخذتم " أو لفظة " الأخذ " موجودة في مسند أحمد، وفي مسند ابن راهويه، وفي طبقات ابن سعد، وفي صحيح الترمذي، وفي مسند أبي يعلى، وفي المعجم الكبير للطبراني، وفي مصابيح السنّة للبغوي، وفي جامع الأُصول لابن الأثير، وفي غيرها من المصادر.
حدثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي حدثنا زيد بن الحسن هو الأنماطي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال : (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي قال وفي الباب عن أبي ذر وأبي سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة بن أسيد قال وهذا حديث حسن غريب من هذا الوجه قال وزيد بن الحسن قد روى عنه سعيد بن سليمان وغير واحد من أهل العلم). سنن الترمذي

حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا ابن نمير ، ثنا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري قال : : (قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي ، الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، و عترتي أهل بيتي ألا و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .). مسند أحمد



ولفظ " التمسك " وردت في مسند عبد بن حميد، وفي الدر المنثور، وغيرهما من المصادر.

حدثنا الحسن بن مسلم بن الطيب الصنعاني ، حدثنا عبد الحميد بن صبيح ، حدثنا يونس بن أرقم ، عن هارون بن سعد ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري : (عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " إني تارك فيكم الثقلين ، ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " .). المعجم الصغير

و في اللغة نجد معنى " الأخذ " في مثل هذا المقام، ومعنى " التمسك " في مثل هذا المقام هو " الإتّباع ".

وفي رواية الخطيب البغدادي لفظ " الاعتصام " بدل لفظ " التمسك " و"الأخذ"، يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : " إنّي تركت فيكم مالن تضلّوا بعدي إنْ اعتصمتم به كتاب الله وعترتي "، و" الإعتصام " في اللغة العربية في الكتاب والسنّة وفي الإستعمالات الفصيحة هو " التمسك ".
ولذا نرى في الحديث المتفق عليه ـ أي الموجود في كتب أصحابنا وفي كتب القوم ـ عن الإمام الصادق (عليه السلام) بتفسير قوله تعالى: ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا )

يقول الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) : " نحن حبل الله ". حديث الصادق (عليه السلام) هذا بتفسير الآية المباركة موجود في تفسير الثعلبي، وفي الصواعق المحرقة، وبعض المصادر الأُخرى.


وإذا راجعنا تفسير الفخر الرازي في تفسير هذه الآية المباركة، وأيضاً تفسير الخازن وبعض التفاسير الأُخرى، لرأينا أنّهم يذكرون حديث الثقلين في تفسير الآية المباركة، وقد عرفنا أنّ الإعتصام هو " التمسك "، و" التمسك " يرجع إلى " الإتّباع " أيضاً، وذلك موجود أيضاً بسند صحيح في مستدرك الحاكم.
وإذا وجب " الإتّباع " ثبتت الإمامة بلا نزاع، فيكون علي وأهل البيت (عليهم السلام) خلفاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من بعده.
أضف الى ذلك أن حديث الثقلين ورد بلفظ " الخليفتين " أيضاً، كما تجدونه عند أحمد في المسند، وابن أبي عاصم في كتاب السنّة، وفي المعجم الكبير للطبراني، يقول الحافظ الهيثمي بعد أن يرويه عن المعجم الكبير للطبراني يقول: ورجاله ثقات، وكذا صحّح الحديث جلال الدين السيوطي.
والألطف من هذا، عندما نراجع فيض القدير في شرح الجامع الصغير يقول المنّاوي بشرح كلمة " عترتي " يقول: وهم أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
فلاحظوا، ألفاظ هذا الحديث كيف تنتهي إلى الإمامة والخلافة، وإلى تعيين الإمام والخليفة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) .
فظهر: أنّ هذا الحديث بجميع ألفاظه يؤدّي معنىً واحداً، وهو معنى الإمامة، أمّا بلفظ " الخليفتين " فهو نص، ولا خلاف في هذا، وأيّ لفظ يكون أصرح في الدلالة على الإمامة والخلافة من هذا اللفظ؟! " إنّي تارك فيكم خليفتين ـ أو الخليفتين ـ: كتاب الله وعترتي، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي ".
إذن، رأينا كيف يصدّق الحديث القرآن الكريم، وكيف يصدّق القرآن الكريم الحديث النبوي الشريف.
( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا ).

بقي أن نسأل أهل السنة المتمسكين بهدي النبي صلى الله عليه وآله و الأخذين بأوامره كيف طبقوا هذا الحديث ؟؟

العلوي الحسيني
19-04-2008, 04:23 AM
بقي أن نسأل أهل السنة المتمسكين بهدي النبي صلى الله عليه وآله و الأخذين بأوامره كيف طبقوا هذا الحديث ؟؟

بانتظار الجواب

عاشق داحي الباب
22-04-2008, 06:47 AM
السنه هربوا من الحق

العشق السرمدي
22-04-2008, 12:26 PM
بارك الله فيك اخي الكريم وجعلك الله ممن يدافع عن حق محمد وآل محمد
صلى الله عليه وآله