سلام امين تامول
15-04-2008, 10:02 PM
وهو من المواضيع الذي يختلف فيه الشيعة والسنة وقبل الحكم لهم أو عليهم. لا بدّ لنا من بحث موجز في موضوع الخمس: ولنبدأ بالقرآن الكريم. قال تعالى: وأعلموا إنّما غنتم من شيء فإن لله ُخمسه وللرسولِ ولذي القربى واليتامى والمساكين وأبن السبيل..(1) .
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
«أَمركمْ بأربع: الإيمان بالله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وأن تؤدّي لله خُمس ما غنمتُم»(2) .
فالشيعة ـ إمتثالاً لأمر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ـ يُخرجون خمس ماحصلوا عليه من أموال طيلة سنتهم، ويفسّرون معنى الغنيمة بكل ما يكسبه الإنسان من أرباح بصفة عامّة.
أما أهل السنة والجماعة فقد أجمعوا على تخصيص الخمس بغنائم الحرب
____________
(1) سورة الأنفال آية 41.
(2) صحيح البخاري 4 /44.
فقط، وفسّروا قوله سبحانه وتعالى: وإعلموا إنّ ما غنمتم من شيء يعني ما حصّلتم خلال الحرب.
هذه خلاصة أقوال الفريقين في الخمس، وقد كتب علماء الفريقين في المسألة.
ولستُ أدري كيف أُقنِع نفسي أو غيري بآراء أهل السنة التي إعتمدتْ على ما أظنّ أقوال الحكّام من بني أمية وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان الذي إستأثر بأموال المسلمين وخص نفسه وحاشيته بكل صفراء وبيضاء.
فلا غرابة في تأويلهم لآية الخمس على إنها خاصّة بدار الحرب لأن سياق الآية الكريمة جاء ضمن آيات الحرب والقتال، وكم له من تأويل للآيات على سياق ماقبلها أو مابعدها.
فهم يؤولون مثلا آية إذهاب الرجس والتطهير على إنها خاصّة بنساء النّبي لأن ماقبلها وما بعدها يتكلّم عن نساء النبي صلّى الله عليه وآله وسلم.
كما يؤولون قوله تعالى: والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشّرهم بعذاب أليم على إنها خاصّة في أهل الكتاب.
وقصة أبي ذر الغفاري رضي الله عنه مع معاوية وعثمان بن عفّان ونفيه الى الربذة من أجل ذلك مشهورة. إذ إنه عاب عليهم كنزهم الذهب والفضّة وكان يحُتج بهذه الآية عليهم ـ ولكنّ عثمان إستشار كعب الأحبار عنها فقال له بأنها خاصّة بأهل الكتاب، فشتمه أبو ذر الغفاري وقال له: ثكلتك أمّك يا إبن اليهوديّة أَوَ تُعلّمنا ديننا ؟ فغضب لذلك عثمان، ثم نفاه الى الربذة بعدما تعاظم إنزعاجه منه فمات هناك وحيداً طريداً لم تجد إبنته حتّى من يغسّله ويكفنّه.
وأهل السنّة والجماعة لهم في تأويل الآيات القرآنية والأحاديث النّبوية فنٌ معروف وفقهٌ مشهورٌ وذلك إقتداءً بما تأوّله الخلفاء الأوّلون والصحابة المشهورون في خصوص النصوص الصريحة من الكتاب والسنة(1) .
ولو أردنا إستقصاء ذلك لأستوجب كتاباً خاصاً، ويكفي الباحث أن يرجع إلى كتاب «النّص والإجتهاد» ليعرف كيف يتلاعب المتأولون بأحكام الله سبحانه.
ولكّن ماحيلتنا إذا كان أهل السنّة والجماعة هم الذين أخرجوا في صحاحهم فرض الخمس في غير دار الحرب، وناقضوا في ذلك تأويلهم ومذهبهم.
فقد جاء في صحيح البخاري في باب «في الرّكاز الخُمس» وقال مالك وإبن إدريس الركازُ دفنُ الجاهلية في قليله وكثيره الخُمس، وليس المعدنُ بركاز وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم «في المعدن جبارٌ وفي الرّكاز الخُمس»(2) وجاء في باب مايُستخرج ُمن البحرِ: وقال إبن عباس رضي الله عنهما ليس العنبرُ بركازٍ هو شيء دَسرهُ البحرُ وقال الحسنُ في العنْبرِ واللؤلؤ الخمس فإنّما جَعلَ النبي صلّى الله عليه وآله وسلم في الرّكاز الخمس ليس في الذي يصابُ في الماء(3) .
والباحثُ يفهم من خلال هذه الأحاديث بأن مفهوم الغنيمة التي أوجب الله فيها الخمس لا تختصّ بدار الحرب لأنّ ألرّكاز الذي هو كنزٌ يستخرج من باطن الأرض وهو ملك لمن إستخرجه، ولكن يجب عليه دفع الخمس منه لأنّهُ غنيمة. كما إن الذي يستخرج العنبر واللؤلؤ من البحرِ يَجبْ عليه إخراج الخمس لأنه غنيمة.
وبما أخرجه البخاري في صحيحه يتبين لنا أن الخُمسْ لا يختص بغنائمِ الحرب.
فرأيُ الشيعة يبقى دائماً مصداقُ الحقيقة التي لا تناقضُ فيها ولا إختلاف وذلك لأنهم يرجعون في كل أحكامهم وعقائدهم الى أئمة الهدى الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، والذين هم عدلُ الكتاب لا يَضْلّ من تمسّكَ بهم ويأمن من لجأ اليهم.
على أنه لا يمكن لنا أن نعتمدَ على الحروب لإقامة دولة الإسلام. وذلك يخالف سماحة الإسلام ودعوته للسّلم فالإسلام ليس دولة إستعمارية تقوم علىإستغلال الشعوب. ونهب خيراتها وهو ما يحاول الغربيون إلصاقه بنا عندما يتكلّمون عن نبي الإسلام بكل إزدراء ويقولون بأنه توسّع بالقوّة والقهر وبالسيف لإستغلال الشعوب.
وبما أن المال هو عصب الحياة وخصوصاً إذا كانت نظرية الإقتصاد الإسلامي تقتضي إيجاد مايسمّى اليوم بالضّمان الإجتماعي لنضمن للمعوزين والعاجزين معاشهم بكرامةٍ وشهامة.
فلا يُمْكنْ لدولة الإسلام أن تعتمد على مايخرجه أهل السنة والجماعة من الزكاة وهي تمثل في أحسن الأحوال أثنين ونصف بالمائة وهي نسبة ضعيفة لا تقوم بحاجة الدّولة من إعداد القوّة ومن بناء المدارس والمستشفيات وتعبيد الطرقات فضلاً عن أن تضمن لكل فردٍ دخلاً يكفي معاشَه ويضمن حياته، كما لا يمكن لدولة الإسلام أن تعتمد على الحروب الدامية وقتال الناس لتضمن بقاءها وتطور مؤسساتها على حساب المقتولين الذين لم يرغبوا في الإسلام.
فأئمة أهل البيت سلام الله عليهم كانوا أعلم بمقاصد القرآن، كيف لا وهم ترجمانه، وكانوا يرسمون للدولة الإسلامية معالم الإقتصاد، ومعالم الإجتماع، لو كان لهم رأيٌ يطاع.
____________
(1) جمع الإمام شرف الدين في كتابه النص والإإجتهاد أكثر من مائة مورد تأولوا فيها النصوص الصريحة فعلى الباحثين قراءة هذا الكتاب لأنه ماجمع إلا ما أخرجوه علماء السنة معترفين بصحته.
(2) صحيح البخاري 2 /137 «باب في الركاز الخمس».
(3) صحيح البخاري 2 /136 «باب مايستخرج من البحرِ».
ولكن للأسف الشديد كانت السلطة والقيادة في يد غيرهم الذين إغتصبوا الخلافة بالقوّة والقهر وبقتل الصلحاء من الصحابة وإغتيالهم كما فعل ذلك معاوية، وبدّلوا أحكام الله بما إقتضته مصالحهم السياسية والدنيوية فَضلّوا وأضلّوا وتركوا هذه الأمة تحت الحضيض لم تقم لها قائمة حتّى يومنا هذا.
فبقيت تعاليم أهل البيت مجرّد أفكار ونظريات يؤمن بها الشيعة ولم يجدوا لتطبيقها من سبيل إذ إنّهم كانوا مطاردين في مشارق الأرض ومغاربها، وقد تتّبعهم الأمويون والعبّاسيون عَبرَ العصور.
وما إن إنقرضت الدولتان وأوجد الشيعة مجتمعاً عملوا بأداء الخُمسْ الذي كانوا يؤدّونه للأئمة سلام الله عليهم خُفية، وهم الآن يؤدّونه الى المرجع الذي يقلّدونه، نيابة عن الإمام المهدي عليه السلام، وهؤلاء يقومون بصرفه في أبوابه المشروعة، من تأسيس حوزات علمية، ومبرّات خيرية ومكتبات عمومية، ودور أيتام وغير ذلك من أعمال جليلة كدفع رواتب شهرية لطلبة العلوم الدينية والعلمية وغيرها.
ويكفينا أن نستنتج من هذا أن علماء الشيعة مستقلون عن السلطة الحاكمة، لأن الخمس يفي بحاجاتهم ويقومون بإعطاء كل ذي حق حقّه.
أمّا علماء أهل السنّة والجماعة فهم عالة على الحكّام وموظفون لدى السّلطة الحاكمة في البلاد، وللحاكم أن يقرّب من شاء منهم أو يبعّد حسب تعامله معه وإفتائهم لمصالحه. فأصبح العَالِمُ بذلك أقرب الى الحاكم منه الى مجرد عَالِمْ !، وهو بعض الآثار الوخيمة التي ترتبت على ترك العمل بفريضة الخُمسْ بمعناها الذي فهمه أهل البيت عليهم السلام.
</SPAN>
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
«أَمركمْ بأربع: الإيمان بالله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وأن تؤدّي لله خُمس ما غنمتُم»(2) .
فالشيعة ـ إمتثالاً لأمر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ـ يُخرجون خمس ماحصلوا عليه من أموال طيلة سنتهم، ويفسّرون معنى الغنيمة بكل ما يكسبه الإنسان من أرباح بصفة عامّة.
أما أهل السنة والجماعة فقد أجمعوا على تخصيص الخمس بغنائم الحرب
____________
(1) سورة الأنفال آية 41.
(2) صحيح البخاري 4 /44.
فقط، وفسّروا قوله سبحانه وتعالى: وإعلموا إنّ ما غنمتم من شيء يعني ما حصّلتم خلال الحرب.
هذه خلاصة أقوال الفريقين في الخمس، وقد كتب علماء الفريقين في المسألة.
ولستُ أدري كيف أُقنِع نفسي أو غيري بآراء أهل السنة التي إعتمدتْ على ما أظنّ أقوال الحكّام من بني أمية وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان الذي إستأثر بأموال المسلمين وخص نفسه وحاشيته بكل صفراء وبيضاء.
فلا غرابة في تأويلهم لآية الخمس على إنها خاصّة بدار الحرب لأن سياق الآية الكريمة جاء ضمن آيات الحرب والقتال، وكم له من تأويل للآيات على سياق ماقبلها أو مابعدها.
فهم يؤولون مثلا آية إذهاب الرجس والتطهير على إنها خاصّة بنساء النّبي لأن ماقبلها وما بعدها يتكلّم عن نساء النبي صلّى الله عليه وآله وسلم.
كما يؤولون قوله تعالى: والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشّرهم بعذاب أليم على إنها خاصّة في أهل الكتاب.
وقصة أبي ذر الغفاري رضي الله عنه مع معاوية وعثمان بن عفّان ونفيه الى الربذة من أجل ذلك مشهورة. إذ إنه عاب عليهم كنزهم الذهب والفضّة وكان يحُتج بهذه الآية عليهم ـ ولكنّ عثمان إستشار كعب الأحبار عنها فقال له بأنها خاصّة بأهل الكتاب، فشتمه أبو ذر الغفاري وقال له: ثكلتك أمّك يا إبن اليهوديّة أَوَ تُعلّمنا ديننا ؟ فغضب لذلك عثمان، ثم نفاه الى الربذة بعدما تعاظم إنزعاجه منه فمات هناك وحيداً طريداً لم تجد إبنته حتّى من يغسّله ويكفنّه.
وأهل السنّة والجماعة لهم في تأويل الآيات القرآنية والأحاديث النّبوية فنٌ معروف وفقهٌ مشهورٌ وذلك إقتداءً بما تأوّله الخلفاء الأوّلون والصحابة المشهورون في خصوص النصوص الصريحة من الكتاب والسنة(1) .
ولو أردنا إستقصاء ذلك لأستوجب كتاباً خاصاً، ويكفي الباحث أن يرجع إلى كتاب «النّص والإجتهاد» ليعرف كيف يتلاعب المتأولون بأحكام الله سبحانه.
ولكّن ماحيلتنا إذا كان أهل السنّة والجماعة هم الذين أخرجوا في صحاحهم فرض الخمس في غير دار الحرب، وناقضوا في ذلك تأويلهم ومذهبهم.
فقد جاء في صحيح البخاري في باب «في الرّكاز الخُمس» وقال مالك وإبن إدريس الركازُ دفنُ الجاهلية في قليله وكثيره الخُمس، وليس المعدنُ بركاز وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم «في المعدن جبارٌ وفي الرّكاز الخُمس»(2) وجاء في باب مايُستخرج ُمن البحرِ: وقال إبن عباس رضي الله عنهما ليس العنبرُ بركازٍ هو شيء دَسرهُ البحرُ وقال الحسنُ في العنْبرِ واللؤلؤ الخمس فإنّما جَعلَ النبي صلّى الله عليه وآله وسلم في الرّكاز الخمس ليس في الذي يصابُ في الماء(3) .
والباحثُ يفهم من خلال هذه الأحاديث بأن مفهوم الغنيمة التي أوجب الله فيها الخمس لا تختصّ بدار الحرب لأنّ ألرّكاز الذي هو كنزٌ يستخرج من باطن الأرض وهو ملك لمن إستخرجه، ولكن يجب عليه دفع الخمس منه لأنّهُ غنيمة. كما إن الذي يستخرج العنبر واللؤلؤ من البحرِ يَجبْ عليه إخراج الخمس لأنه غنيمة.
وبما أخرجه البخاري في صحيحه يتبين لنا أن الخُمسْ لا يختص بغنائمِ الحرب.
فرأيُ الشيعة يبقى دائماً مصداقُ الحقيقة التي لا تناقضُ فيها ولا إختلاف وذلك لأنهم يرجعون في كل أحكامهم وعقائدهم الى أئمة الهدى الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، والذين هم عدلُ الكتاب لا يَضْلّ من تمسّكَ بهم ويأمن من لجأ اليهم.
على أنه لا يمكن لنا أن نعتمدَ على الحروب لإقامة دولة الإسلام. وذلك يخالف سماحة الإسلام ودعوته للسّلم فالإسلام ليس دولة إستعمارية تقوم علىإستغلال الشعوب. ونهب خيراتها وهو ما يحاول الغربيون إلصاقه بنا عندما يتكلّمون عن نبي الإسلام بكل إزدراء ويقولون بأنه توسّع بالقوّة والقهر وبالسيف لإستغلال الشعوب.
وبما أن المال هو عصب الحياة وخصوصاً إذا كانت نظرية الإقتصاد الإسلامي تقتضي إيجاد مايسمّى اليوم بالضّمان الإجتماعي لنضمن للمعوزين والعاجزين معاشهم بكرامةٍ وشهامة.
فلا يُمْكنْ لدولة الإسلام أن تعتمد على مايخرجه أهل السنة والجماعة من الزكاة وهي تمثل في أحسن الأحوال أثنين ونصف بالمائة وهي نسبة ضعيفة لا تقوم بحاجة الدّولة من إعداد القوّة ومن بناء المدارس والمستشفيات وتعبيد الطرقات فضلاً عن أن تضمن لكل فردٍ دخلاً يكفي معاشَه ويضمن حياته، كما لا يمكن لدولة الإسلام أن تعتمد على الحروب الدامية وقتال الناس لتضمن بقاءها وتطور مؤسساتها على حساب المقتولين الذين لم يرغبوا في الإسلام.
فأئمة أهل البيت سلام الله عليهم كانوا أعلم بمقاصد القرآن، كيف لا وهم ترجمانه، وكانوا يرسمون للدولة الإسلامية معالم الإقتصاد، ومعالم الإجتماع، لو كان لهم رأيٌ يطاع.
____________
(1) جمع الإمام شرف الدين في كتابه النص والإإجتهاد أكثر من مائة مورد تأولوا فيها النصوص الصريحة فعلى الباحثين قراءة هذا الكتاب لأنه ماجمع إلا ما أخرجوه علماء السنة معترفين بصحته.
(2) صحيح البخاري 2 /137 «باب في الركاز الخمس».
(3) صحيح البخاري 2 /136 «باب مايستخرج من البحرِ».
ولكن للأسف الشديد كانت السلطة والقيادة في يد غيرهم الذين إغتصبوا الخلافة بالقوّة والقهر وبقتل الصلحاء من الصحابة وإغتيالهم كما فعل ذلك معاوية، وبدّلوا أحكام الله بما إقتضته مصالحهم السياسية والدنيوية فَضلّوا وأضلّوا وتركوا هذه الأمة تحت الحضيض لم تقم لها قائمة حتّى يومنا هذا.
فبقيت تعاليم أهل البيت مجرّد أفكار ونظريات يؤمن بها الشيعة ولم يجدوا لتطبيقها من سبيل إذ إنّهم كانوا مطاردين في مشارق الأرض ومغاربها، وقد تتّبعهم الأمويون والعبّاسيون عَبرَ العصور.
وما إن إنقرضت الدولتان وأوجد الشيعة مجتمعاً عملوا بأداء الخُمسْ الذي كانوا يؤدّونه للأئمة سلام الله عليهم خُفية، وهم الآن يؤدّونه الى المرجع الذي يقلّدونه، نيابة عن الإمام المهدي عليه السلام، وهؤلاء يقومون بصرفه في أبوابه المشروعة، من تأسيس حوزات علمية، ومبرّات خيرية ومكتبات عمومية، ودور أيتام وغير ذلك من أعمال جليلة كدفع رواتب شهرية لطلبة العلوم الدينية والعلمية وغيرها.
ويكفينا أن نستنتج من هذا أن علماء الشيعة مستقلون عن السلطة الحاكمة، لأن الخمس يفي بحاجاتهم ويقومون بإعطاء كل ذي حق حقّه.
أمّا علماء أهل السنّة والجماعة فهم عالة على الحكّام وموظفون لدى السّلطة الحاكمة في البلاد، وللحاكم أن يقرّب من شاء منهم أو يبعّد حسب تعامله معه وإفتائهم لمصالحه. فأصبح العَالِمُ بذلك أقرب الى الحاكم منه الى مجرد عَالِمْ !، وهو بعض الآثار الوخيمة التي ترتبت على ترك العمل بفريضة الخُمسْ بمعناها الذي فهمه أهل البيت عليهم السلام.
</SPAN>