عاشق الزهراء
22-04-2008, 10:09 AM
بمناسبة ذكرى مولد نبي الرحمة مولانا الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وذكرى مولد ناشر علوم الإسلام مولانا الإمام الصادق (صلوات الله عليه)، ألقى المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي كلمة بجمع من الطلاب الأفارقة الذين وفدوا مع عوائلهم على بيت سماحته في يوم الثلاثاء السابع عشر من شهر ربيع الأول 1429 للهجرة لتقديم التهاني والتبريكات والاستفادة من توجيهات سماحته.
في البدء استهل سماحته كلمته بقوله: ورد في الحديث الشريف أن الله سبحانه وتعالى في ليلة المعراج خاطب النبي الأعظم محمداً (صلى الله عليه وآله) بخطابات عديدة منها ما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: "قال لي الربّ عزّ وجلّ في الإسراء: خلقتك وعليّاً وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده من سنخ نوري، لو أن عبداً جاحداً لولايتكم عبدني حتى ينقطع ما غفرت له حتى يقرّ بولايتكم"(1).
وعقّب سماحته قائلاً: إن مولانا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسيدتنا فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) والأئمة الإثني عشر (صلوات الله عليهم) هم الذين خلقهم الله تعالى من نور واحد وهم المعصومون الأربعة عشر (صلوات الله عليهم). وهم (سلام الله عليهم) وإن كانوا قد عاشوا في الدنيا في أزمنة متعددة ومختلفة لكنهم في أصل الخلق خلقهم الله تبارك وتعالى من نور واحد. فلا يوجد اختلاف بين كلام الإمام الحسن العسكري (سلام الله عليه) ولا بين ما جُمع من كلام الإمام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في نهج البلاغة ولا بين ما روي عن الإمام الصادق (سلام الله عليه). وكذلك لا يوجد اختلاف بين كلام وسيرة وتقرير الإمام الكاظم والإمام صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف. وإن كان مولد مولانا النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) ومولد مجدّد الإسلام مولانا الإمام الصادق (صلوات الله عليه) في يوم واحد وهو السابع عشر من شهر ربيع الأول فهذا ليس من الصدفة بل هو أمر مقدّر من الله تعالى. ولهذا نجد أن الروايات الشريفة قد ذكرت أن من أعمال يوم ذكرى مولد النبي (صلى الله عليه وآله) وفي يوم ذكرى مبعثه الشريف زيارة مولانا الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه).
إذن فلا يوجد اختلاف أو فارق بين إسلام مولانا رسول الله وإسلام عليّ وإسلام الزهراء وإسلام الإمام الحسن المجتبى وإسلام باقي الأئمة الهداة الأطهار (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين). أما غيرهم ممن دخلوا في الإسلام فبسبب ما حرّفوا من أجزاء الإسلام ـ من أصوله وفروعه وأخلاقه ـ فإن إسلامهم ليس إسلام الرسول الأكرم وأهل بيته المعصومين (سلام الله عليهم). ولبيان ان إسلام وسيرة المعصومين الأربعة عشر (سلام الله عليهم) إسلام واحد وسيرة واحدة ذكر سماحته ثلاثة شواهد, وقال:
الأول: كان سهيل بن عمرو شاعراً وأديباً فصيحاً وقويّ البيان، وقد آذى بلسانه مولانا رسول الله (صلى الله عليه وآله) كثيراً، وبعد فتح مكة لما أُسر سهيل قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله انزع ثنيتيه يدلع لسانه، فلا يقوم عليك خطيباً أبداً. لكن مولانا رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يقبل بذلك وقال: «لا أُمثّل به»(2)، وعفى عنه.
الثاني: في زمن حكومة مولانا الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) ـ التي كانت ممتدة على 50 دولة من دول اليوم ـ عاش الناس في رفاه ونعيم، وذات مرّة «مَرَّ شَيْخٌ مَكْفُوفٌ كَبِيرٌ يَسْأَلُ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ سلام الله عليه: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَصْرَانِيٌّ. قَالَ: فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ سلام الله عليه: اسْتَعْمَلْتُمُوهُ حَتَّى إِذَا كَبِرَ وَعَجَزَ مَنَعْتُمُوهُ؟! أَنْفِقُوا عَلَيْهِ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ»(3).
الثالث: ذكرت الروايات الشريفة عن الإمام الحسن العسكري عن الإمام الصادق (سلام الله عليه) أنه قال: إن من اتبع هواه، وأعجب برأيه كان كرجل سمعتُ غثاء العامّة تعظّمه وتصفه، فأحببت لقاءه من حيث لا يعرفني لأنظر مقداره ومحلّه، فرأيته في موضع قد أحدق به خلق من غثاء العامّة، فوقفت منتبذاً عنهم، متغشياً بلثام أنظر إليه وإليهم، فما زال يراوغهم حتى خالف طريقهم ففارقهم، ولم يعد، فتفرّقت العامّة عنه لحوائجهم. وتبعته أقتفي أثره، فلم يلبث أن مر بخبّاز فتغفّله، فأخذ من دكانه رغيفين مسارقة، فتعجّبت منه، ثم قلت في نفسي لعلّه معاملة. ثم مرّ بعده بصاحب رمّان، فما زال به حتى تغفّله فأخذ من عنده رمّانتين مسارقة فتعجّبت منه، ثم قلت [في نفسي] لعلّه معاملة، ثم أقول وما حاجته [إذاً] إلى المسارقة. ثم لم أزل أتبعه حتى مرّ بمريض، فوضع الرغيفين والرمّانتين بين يديه ومضى، وتبعته حتى استقرّ في بقعة من صحراء، فقلت له:يا عبد الله لقد سمعت بك [خيراً] وأحببت لقاءك، فلقيتك، لكني رأيت منك ما شغل قلبي، وإني سائلك عنه، ليزول به شغل قلبي. قال: ما هو؟ قلت: رأيتك مررت بخبّاز فسرقت منه رغيفين، ثم مررت بصاحب الرمّان فسرقت منه رمّانتين. قال: فقال لي: قبل كل شيء حدّثني مَن أنت؟ قلت له: رجل من ولد آدم من أمّة محمد صلى الله عليه وآله. قال: حدّثني ممن أنت؟ قلت: رجل من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله. قال: أين بلدك؟ قلت: المدينة. قال: لعلّك جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب؟ قلت: بلى. قال لي: فما ينفعك شرف [أهلك و] أصلك مع جهلك بما شرّفت به، وتركك علم جدّك وأبيك لئلاّ تنكر ما يجب أن تحمد وتمدح فاعله. قلت: وما هو؟ قال: القرآن كتاب الله. قلت: وما الذي جهلت منه؟ قال: قول الله عزّ وجلّ: «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلاّ مِثْلَها» وإني لمّا سرقت الرغيفين كانت سيئتين، ولمّا سرقت الرمّانتين كانت سيئتين، فهذه أربع سيئات، فلما تصدّقت بكل واحدة منها كانت أربعين حسنة، فانتقص من أربعين حسنة أربع (حسنات بأربع سيئات) بقي لي ست وثلاثون حسنة. قلت: ثكلتك أمّك أنت الجاهل بكتاب الله تعالى، أما سمعت قول الله تعالى: «إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ» إنك لمّا سرقت الرغيفين كانت سيئتين ولمّا سرقت الرمّانتين كانت سيئتين، ولمّا دفعتهما إلى غير صاحبهما، بغير أمر صاحبهما، كنت إنما أضفت أربع سيئات إلى أربع سيئات، ولم تضف أربعين حسنة إلى أربع سيئات. فجعل يلاحظني، فتركته وانصرفت. قال الصادق (سلام الله عليه): بمثل هذا التأويل القبيح المستنكر يضلّون ويضلّون(4).
وشدّد سماحته قائلاً: إن هذه النماذج الرائعة والفريدة من سيرة المعصومين الأربعة عشر (سلام الله عليهم) لو عرفها الناس اليوم فإنهم سيدخلون في الإسلام بعشرات ومئات الملايين، كما حدث ذلك في زمن مولانا رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث قال عزّ من قائل: «ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً»(5). فقد دخل الكفار والمشركون واليهود والنصارى والمجوس إلى الإسلام لما لمسوه من قول وسيرة مولانا النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله).
وخاطب سماحته الحاضرين مؤكّداً:
يجدر بكم أنتم أيها الطلاب الأعزّة أن تطالعوا تاريخ المعصومين الأربعة عشر (سلام الله) عليهم بدقة وعن فهم كامل إلى جانب تعلّمكم باقي العلوم، وقوموا بتعريف كلام المعصومين (سلام الله عليهم) وسيرتهم إلى باقي الشعوب وبالخصوص في القارة الأفريقية عبر إصدار الكتب والمجلات والإذاعة والتلفاز والفضائيات والإنترنت حتى يعرفوا حقيقة الإسلام الأصيل ويدخلوا فيه ليسعدوا في دنياهم ويوفوزوا في آخرتهم.
(1) الصراط المستقيم/ للنباطي البياضي/ ج2/ القطب الأول الفصل2/ ص 142. وفي حديث آخر عن رسول الله صلى الله عليه وآله: «إنّ الله عزّ وجلّ خلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين من نور واحد».
(2) شرح نهج البلاغة/ لابن أبي الحديد/ ج14/ القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى/ ص 172.
(3) تهذيب الأحكام/ ج6/ باب 92 من الزيادات في القضايا و.../ ص 292/ ح18.
(4) تفسير الإمام العسكري عليه السلام/ أعظم الطاعات/ ص44/ ح20.
(5) سورة النصر: الآية 2.
http://www.alshirazi.com/news/news1429/2/images/gomnews_21_1.jpg
http://www.alshirazi.com/news/news1429/2/images/gomnews_21_2.jpg
في البدء استهل سماحته كلمته بقوله: ورد في الحديث الشريف أن الله سبحانه وتعالى في ليلة المعراج خاطب النبي الأعظم محمداً (صلى الله عليه وآله) بخطابات عديدة منها ما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: "قال لي الربّ عزّ وجلّ في الإسراء: خلقتك وعليّاً وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده من سنخ نوري، لو أن عبداً جاحداً لولايتكم عبدني حتى ينقطع ما غفرت له حتى يقرّ بولايتكم"(1).
وعقّب سماحته قائلاً: إن مولانا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسيدتنا فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) والأئمة الإثني عشر (صلوات الله عليهم) هم الذين خلقهم الله تعالى من نور واحد وهم المعصومون الأربعة عشر (صلوات الله عليهم). وهم (سلام الله عليهم) وإن كانوا قد عاشوا في الدنيا في أزمنة متعددة ومختلفة لكنهم في أصل الخلق خلقهم الله تبارك وتعالى من نور واحد. فلا يوجد اختلاف بين كلام الإمام الحسن العسكري (سلام الله عليه) ولا بين ما جُمع من كلام الإمام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في نهج البلاغة ولا بين ما روي عن الإمام الصادق (سلام الله عليه). وكذلك لا يوجد اختلاف بين كلام وسيرة وتقرير الإمام الكاظم والإمام صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف. وإن كان مولد مولانا النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) ومولد مجدّد الإسلام مولانا الإمام الصادق (صلوات الله عليه) في يوم واحد وهو السابع عشر من شهر ربيع الأول فهذا ليس من الصدفة بل هو أمر مقدّر من الله تعالى. ولهذا نجد أن الروايات الشريفة قد ذكرت أن من أعمال يوم ذكرى مولد النبي (صلى الله عليه وآله) وفي يوم ذكرى مبعثه الشريف زيارة مولانا الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه).
إذن فلا يوجد اختلاف أو فارق بين إسلام مولانا رسول الله وإسلام عليّ وإسلام الزهراء وإسلام الإمام الحسن المجتبى وإسلام باقي الأئمة الهداة الأطهار (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين). أما غيرهم ممن دخلوا في الإسلام فبسبب ما حرّفوا من أجزاء الإسلام ـ من أصوله وفروعه وأخلاقه ـ فإن إسلامهم ليس إسلام الرسول الأكرم وأهل بيته المعصومين (سلام الله عليهم). ولبيان ان إسلام وسيرة المعصومين الأربعة عشر (سلام الله عليهم) إسلام واحد وسيرة واحدة ذكر سماحته ثلاثة شواهد, وقال:
الأول: كان سهيل بن عمرو شاعراً وأديباً فصيحاً وقويّ البيان، وقد آذى بلسانه مولانا رسول الله (صلى الله عليه وآله) كثيراً، وبعد فتح مكة لما أُسر سهيل قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله انزع ثنيتيه يدلع لسانه، فلا يقوم عليك خطيباً أبداً. لكن مولانا رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يقبل بذلك وقال: «لا أُمثّل به»(2)، وعفى عنه.
الثاني: في زمن حكومة مولانا الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليه) ـ التي كانت ممتدة على 50 دولة من دول اليوم ـ عاش الناس في رفاه ونعيم، وذات مرّة «مَرَّ شَيْخٌ مَكْفُوفٌ كَبِيرٌ يَسْأَلُ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ سلام الله عليه: مَا هَذَا؟ فَقَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَصْرَانِيٌّ. قَالَ: فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ سلام الله عليه: اسْتَعْمَلْتُمُوهُ حَتَّى إِذَا كَبِرَ وَعَجَزَ مَنَعْتُمُوهُ؟! أَنْفِقُوا عَلَيْهِ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ»(3).
الثالث: ذكرت الروايات الشريفة عن الإمام الحسن العسكري عن الإمام الصادق (سلام الله عليه) أنه قال: إن من اتبع هواه، وأعجب برأيه كان كرجل سمعتُ غثاء العامّة تعظّمه وتصفه، فأحببت لقاءه من حيث لا يعرفني لأنظر مقداره ومحلّه، فرأيته في موضع قد أحدق به خلق من غثاء العامّة، فوقفت منتبذاً عنهم، متغشياً بلثام أنظر إليه وإليهم، فما زال يراوغهم حتى خالف طريقهم ففارقهم، ولم يعد، فتفرّقت العامّة عنه لحوائجهم. وتبعته أقتفي أثره، فلم يلبث أن مر بخبّاز فتغفّله، فأخذ من دكانه رغيفين مسارقة، فتعجّبت منه، ثم قلت في نفسي لعلّه معاملة. ثم مرّ بعده بصاحب رمّان، فما زال به حتى تغفّله فأخذ من عنده رمّانتين مسارقة فتعجّبت منه، ثم قلت [في نفسي] لعلّه معاملة، ثم أقول وما حاجته [إذاً] إلى المسارقة. ثم لم أزل أتبعه حتى مرّ بمريض، فوضع الرغيفين والرمّانتين بين يديه ومضى، وتبعته حتى استقرّ في بقعة من صحراء، فقلت له:يا عبد الله لقد سمعت بك [خيراً] وأحببت لقاءك، فلقيتك، لكني رأيت منك ما شغل قلبي، وإني سائلك عنه، ليزول به شغل قلبي. قال: ما هو؟ قلت: رأيتك مررت بخبّاز فسرقت منه رغيفين، ثم مررت بصاحب الرمّان فسرقت منه رمّانتين. قال: فقال لي: قبل كل شيء حدّثني مَن أنت؟ قلت له: رجل من ولد آدم من أمّة محمد صلى الله عليه وآله. قال: حدّثني ممن أنت؟ قلت: رجل من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله. قال: أين بلدك؟ قلت: المدينة. قال: لعلّك جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب؟ قلت: بلى. قال لي: فما ينفعك شرف [أهلك و] أصلك مع جهلك بما شرّفت به، وتركك علم جدّك وأبيك لئلاّ تنكر ما يجب أن تحمد وتمدح فاعله. قلت: وما هو؟ قال: القرآن كتاب الله. قلت: وما الذي جهلت منه؟ قال: قول الله عزّ وجلّ: «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلاّ مِثْلَها» وإني لمّا سرقت الرغيفين كانت سيئتين، ولمّا سرقت الرمّانتين كانت سيئتين، فهذه أربع سيئات، فلما تصدّقت بكل واحدة منها كانت أربعين حسنة، فانتقص من أربعين حسنة أربع (حسنات بأربع سيئات) بقي لي ست وثلاثون حسنة. قلت: ثكلتك أمّك أنت الجاهل بكتاب الله تعالى، أما سمعت قول الله تعالى: «إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ» إنك لمّا سرقت الرغيفين كانت سيئتين ولمّا سرقت الرمّانتين كانت سيئتين، ولمّا دفعتهما إلى غير صاحبهما، بغير أمر صاحبهما، كنت إنما أضفت أربع سيئات إلى أربع سيئات، ولم تضف أربعين حسنة إلى أربع سيئات. فجعل يلاحظني، فتركته وانصرفت. قال الصادق (سلام الله عليه): بمثل هذا التأويل القبيح المستنكر يضلّون ويضلّون(4).
وشدّد سماحته قائلاً: إن هذه النماذج الرائعة والفريدة من سيرة المعصومين الأربعة عشر (سلام الله عليهم) لو عرفها الناس اليوم فإنهم سيدخلون في الإسلام بعشرات ومئات الملايين، كما حدث ذلك في زمن مولانا رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث قال عزّ من قائل: «ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً»(5). فقد دخل الكفار والمشركون واليهود والنصارى والمجوس إلى الإسلام لما لمسوه من قول وسيرة مولانا النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله).
وخاطب سماحته الحاضرين مؤكّداً:
يجدر بكم أنتم أيها الطلاب الأعزّة أن تطالعوا تاريخ المعصومين الأربعة عشر (سلام الله) عليهم بدقة وعن فهم كامل إلى جانب تعلّمكم باقي العلوم، وقوموا بتعريف كلام المعصومين (سلام الله عليهم) وسيرتهم إلى باقي الشعوب وبالخصوص في القارة الأفريقية عبر إصدار الكتب والمجلات والإذاعة والتلفاز والفضائيات والإنترنت حتى يعرفوا حقيقة الإسلام الأصيل ويدخلوا فيه ليسعدوا في دنياهم ويوفوزوا في آخرتهم.
(1) الصراط المستقيم/ للنباطي البياضي/ ج2/ القطب الأول الفصل2/ ص 142. وفي حديث آخر عن رسول الله صلى الله عليه وآله: «إنّ الله عزّ وجلّ خلقني وخلق عليّاً وفاطمة والحسن والحسين من نور واحد».
(2) شرح نهج البلاغة/ لابن أبي الحديد/ ج14/ القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى/ ص 172.
(3) تهذيب الأحكام/ ج6/ باب 92 من الزيادات في القضايا و.../ ص 292/ ح18.
(4) تفسير الإمام العسكري عليه السلام/ أعظم الطاعات/ ص44/ ح20.
(5) سورة النصر: الآية 2.
http://www.alshirazi.com/news/news1429/2/images/gomnews_21_1.jpg
http://www.alshirazi.com/news/news1429/2/images/gomnews_21_2.jpg