المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ محمد المجاهد تاريخ حي وعطاء خالد


عاشق الزهراء
22-04-2008, 10:31 AM
http://alshirazi.net/karbala/olama/mojahed/b02.jpg
ان حياة الأمم متجسدة بتأريخ رجالها فتصيّر بذلك تاريخهم تاريخ مرحلة ما في حياة الامة تتفاوت معطياتها وفق ترتيب حياتهم التي عاصروها وتفاعلوا معها.
كربلاء المقدسة باعتبارها من أهم أجزاء الأمة وما جرى فيها من أحداث يكاد يكون المؤثر المباشر في رسم معالم التاريخ ومعطياته وهي بالحق رتبت فيما هو متحقق اليوم من ثمار، حيث زخرت وخلال فترة حساسة بعلماء وخطباء كانوا متفاعلين معها فرسموا بذلك ملامح عصرنا الراهن ومن هؤلاء الخطباء الأفذاذ والمجاهدين بحق أبان نهايات الازدهار بل وجود حوزة كربلاء المقدسة وقبل أن تسيطر الزمر البعثية على زمام الأمور وبعد سيطرتهم أيضاً ولو بقدر ما مجاهد في تبليغ الكلمة وإشاعة الثقافة الإسلامية الخالدة الخطيب الحسيني البارع الشيخ محمد بن مهدي المجاهد ـ رحمه الله تعالى ـ فكان مصداقاً صادقاً لما لقب به وهو المجاهد من قبل سماحة الإمام الراحل آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي أعلى الله درجاته.

الولادة والنشأة:
ولد الشيخ محمد مهدي المجاهد في أرض الشهادة أرض الخلود أرض الإمام الحسين عليه السلام بمنطقة باب الخان بتاريخ 10/4/1940، في جو أسرة مملؤه الحب والولاء لأهل البيت عليهم السلام .
والده الرادود خادم أهل بيت عليهم السلام الحاج مهدي القصاب الذي عرف عنه التقوى والخوف من الله تعالى من خلاله تعامله مع المجتمع الكربلائي آنذاك.
نشأ وترعرع في مدينة كربلاء المقدسة وأخذ مستلهماً العطاء وروح الثورة والجهاد والاباء ومواجهة الظلم والفساد من الإمام الحسين عليه السلام وأخيه أبي الفضل العباس عليه السلام حتى أنتقل إلى السلك الحوزوي ودخل إلى مدارس الحفاظ وهو في سن الثامنة عشر من العمر وبعد إكماله المراحل المتقدمة من الدراسات الحوزوية.

نشاطات وجهاد:
بدأ بمشاريع متعددة في أرض سيد الشهداء عليه السلام نذكر منها باختصار:ـ
أصدار مجلة مبادىء الإسلام ومجلة منابع الثقافة والمشاركة في هيئة التبليغ السيار.
وأستمر في العمل التبليغي وإرتقاء المنبر أكثر من أربعين عاماً وبعد خروجه من السجن وإستمراره في العمل الثقافي مع ما كان يلاقيه من الأذى والمصاعب من الزمر البعثية آنذاك، وبعد الإنتفاضة الشعبانية خرج من العراق إلى الكويت ثم إلى إيران وبقي في مدينة قم المقدسة يمارس عمله الحوزوي تدريساً ودراسةً وإرتقاءاً للمنبر الحسيني حتى وافته المنية بعد عمراً ناهز الستين عاماً أثر مرض عظال أصابه من جراء السم الذي دس إليه من قبل النظام البائد واستمر يعاني أثره أكثر من خمسة عشر عاماً مما أدى إلى العجز الكلوي وإصابته بنوبة دماغية أنتقل على اثرها إلى ربه صابراً محتسباً خادماً لآل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام.
ذكريات مع الشيخ المجاهد: سماحة الشيخ عبد الأمير النصراوي
عرفت سماحة العلامة المجاهد الشيخ محمد بن الحاج مهدي الخفاجي الكربلائي علماً من أعلام الفكر والأدب فقيهاً ورعاً تقياً متواضعاً وقد تولى تدريس السطوح العليا في الحوزة العلمية في كربلاء المقدسة وكان على رأس هيئة تحرير مجلة منابع الثقافة الإسلامية التي كانت تصدر في كربلاء المقدسة في الستينات من القرن الماضي وكان متميزاًَ بأخلاق عالية ويملك من سعة الصدر بحيث تجعله يتحمل المصاعب ويواجهها بكل قوة وعزم وقد أعتقل سنة 1973م من قبل نظام صدام المجرم مع ثلة من أهل http://alshirazi.net/karbala/olama/mojahed/b04.jpgالعلم وكان بعضهم يدير مشاريع المرجع الديني الراحل آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي قدس سره وكان عددهم يتجاوز العشرين وكنت أحدهم، منهم الخطباء والأدباء والشباب الرسالي المؤمن أذكر بعضهم لا على الحصر سماحة الشيخ ضياء الزبيدي والشيخ عبد الحميد المهاجر وسماح السيد عبد الحسين القزويني والسيد محسن القزويني والمرحوم الشاب الشاعر رضا الخوطر والأستاذ جاسم العطار وغيرهم مما لا يسمح المجال لذكرهم وكنا مع سماحة الشيخ المجاهد رحمه الله نعذب في زنزانة الشعبة الخامسة في بغداد ثم نقلنا إلى معتقل الفضيلية وبقينا أكثر من سنتين وشهرين ومما لفت إنتباهي الشيخ المجاهد، كان في غاية الهدوء والوقار والسكينة صبوراً ذاكراً لله دائماً وبيده مسبحة لا يلهو عن ذكر ربه حتى إذا أطلق سراحنا لم يتركنا جلاوزة البعث فمنا من غادر ومنا من أعادوه إلى السجن وقتلوه أمثال المرحوم الشاب المؤمن مقداد الأشتري، أما الشيخ المجاهد فقد عانى الكثير من الأذى حتى دس له السم من قبل جلاوزة النظام مما سبب له عجز كلوياً فغادر العراق إلى إيران وقد صارع ذلك المرض سنين عديدة حتى لقي ربه في مدينة قم المشرفة في 10 ربيع الثاني 1422هـ.
فرحم الله شيخنا المجاهد وأسكنه فسيح جناته.