مسلم جميل جبر
25-04-2008, 11:46 PM
فضل الله يدعو العراقيين لمبادرات تعيد بناء الثقة ويؤكد على أن المقاومة هي الرد الطبيعي على الاحتلال وخططهhttp://www.alwarth.net/news/images/news/fazeel%20aelah.JPGحذّر سماحة اية الله السيّد محمّد حسين فضل الله من استغلال الاحتلال الأمريكي في العراق لأيّ مقاربة لمشاكل العراق وأزماته الداخليّة، داعياً كلّ الجهات السياسية الفاعلية والحكومة العراقيّة للقيام بمبادرات فعّالة وحكيمة بهدف إعادة بناء الثقة بين أبناء الشعب العراقي وتوحيد جهوده في حماية البلد وصون وحدته وإيقاف حمّامات الدم. وأكّد على أنّ المقاومة هي الردّ الطبيعي على الاحتلال وخططه، وهي الوجهة الصحيحة لكل الجهود بما يُسهم في توحيد الرؤية والهدف، مشدّداً على ضرورة رفع الصوت عالياً بالرفض للقصف الوحشي الذي يمارسه الاحتلال، ولا سيّما ضدّ مدينة الصدر الفقيرة المنكوبة، مؤكّداً ـ في الوقت نفسه ـ على الجميع العمل على الحفاظ على الثروات العامّة والأمن والضوابط القانونيّة في إدارة أي اختلاف أو خلاف بين الأفراد والجماعات.
ولفت إلى خطورة بعض المعالجات للأزمات الداخليّة على طريقة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ولا سيّما مسألة الجدار العازل بين أبناء الشعب الواحد.
ومما جاء في بيان سماحته تعليقاً على تطوّرات الوضع في العراق:
لا تزال الإدارة الأمريكية تعمل ـ منذ احتلالها للعراق ـ على فصل هذا البلد عن الأمّة في كلّ قضاياها، وتفكيكه من الداخل، عرقيّاً ومذهبيّاً، حتّى وصلت الأمور إلى محاولة ضرب أبناء المذهب الواحد بعضِهم ببعض، فرأينا ضرب السنّة بالسنّة والشيعة بالشيعة، في إطارٍ من الفوضى على أكثر من صعيد؛ كلّ ذلك في ظلّ مخطّط يهدف إلى توفير الفرص لبقاء الاحتلال طويلاً في هذا البلد، متحكّماً بثرواته وجاثماً على حاضره ومستقبله.
ولعلّنا لا نزال نلمح في حركة المسؤولين الأمريكيين المتكرّرة للمنطقة، وللعراق خصوصاً، عملاً دؤوباً على فتح العراق على مزيد من التأزّم والتفكّك، عبر الإيحاء بدعم فريق على فريق، في الوقت الذي نعرف فيه أنّ هذه الإدارة تلعب على وتر التناقضات السياسية والطائفيّة، والفوضى الأمنيّة، بهدف استغلال أي أخطاء قد يقع بها هذا الفريق أو ذاك، للدخول على خطّ إضعاف الجميع، حكومةً وشعباً ومؤسّسات.
وإنّنا ـ من موقع حرصنا على حاضر العراق ومستقبله ـ نؤكّد على عدّة أمور:
أوّلاً: إنّ المقاومة هي الردّ الطبيعي على الاحتلال وخططه، وهي الوجهة الصحيحة لكلّ الجهود، بما يُسهم في توحيد الرؤية والهدف، ولا يسمح بتفرّق السبل في اقتتال داخليّ لا تجني منه أطرافه إلا مزيداً من الضعف والدماء الذي لا يعني إلاّ مزيداً من بقاء الاحتلال في العراق.
ثانياً: لقد أظهرت تطوّرات الأحداث الأخيرة أنّه ينبغي على الجميع، حكومةً وشعباً وتيّاراتٍ وأحزاباً، الحذر من حركة الاحتلال في استغلال أيّ مقاربة لأيّ مشكلة أو أزمة داخليّة، ولا سيّما المقاربات الحارّة ذات الطابع الحربي؛ لأنّ أهداف تحرّك الاحتلال ستكون ـ حُكماً ـ مختلفة عن أيّ مقاربة داخليّة، وستستدعي مزيداً من التأزّم في الخطوط الداخليّة للأزمة؛ الأمر الذي يفرض العمل على تفعيل الحوار الداخليّ والتلاقي والمصارحة والشفافيّة، وإعطاء الأولويّة للحلول السلميّة على غيرها في حلّ الأزمات الداخليّة.
ثالثاً: إنّنا لا ننكر أنّ ثمّة مشاكل داخليّة لا تقلّ أهمّيةً عن مسألة الاحتلال، وهذا ما يفترض على كلّ الأحزاب والتيّارات المخلصة، العمل على سدّ أيّ ثغرات يُمكن أن ينفذ من خلالها أفراد للقيام بأعمال لا تنسجم مع الإسلام تحت غطاء هذا الفريق السياسي أو ذاك؛ إلا أنّنا ـ مع ذلك ـ نؤكّد على أنّ الحوار أحد أهمّ سبل التخفيف من تلك الثغرات وتحصين الواقع ضدّ العابثين بأمنه ومقدّراته.
رابعاً: لا بدّ أن ينطلق الصوت عالياً بالرفض للقصف الوحشي الذي يمارسه الاحتلال من خلال الطائرات الحربيّة التي تقصف الأطفال والنساء والشيوخ والشباب الآمنين، بحجّة أنّهم أهداف معادية، لتبرّر جرائمها بعد ذلك بـ «الخطأ» في تحديد الهدف، ولا سيّما في مدينة الصدر التي عاشت الحرمان في أبشع صوره طوال عقود؛ وكأنّ هذا الشعب لم يكفه ما عاناه من ظُلم الطاغوت والفقر، حتّى تزيده حرارة الصواريخ معاناةً وألماً وخوفاً على المستقبل؛ فإنّه لا يجوز ـ تحت أيّ اعتبار ـ تبرير عدوان الاحتلال وسفكه للدمّ الزكيّ الذي ضجّت منه أرض العراق حتّى كادت أن تصرخ.
خامساً: لقد كان من أهداف احتلال العراق القضاء على أكثر المواقع حساسيّة بالنسبة إلى إسرائيل؛ ولذلك رأينا حركة الموساد الإسرائيلي تتحرّك جنباً إلى جنب في مواكبة هذا الاحتلال، وربّما في الإيحاء الخفي ببعض المعالجات التي باتت تتشابه كثيراً مع طريقة الإسرائيليّين، ولا سيّما في الحصار والقصف التدميري المنهجي للمناطق المأهولة والآمنة، وارتكاب المجازر بالطائرات الحربيّة، أو في بناء الجدار الذي يفصل بين أبناء الشعب الواحد.. وهذا ما ينبغي التنبّه له والعمل على إيقافه ومعالجته بما يرفع المعاناة عن الشعب المستضعف.
كما أنّ المطلوب من هذا الشعب العزيز والطليعي في تحمّل قضايا أمّته في مدى التاريخ، أن يبقى حاضراً وفاعلاً في صناعة مستقبل الأمّة من موقع أصالته الإسلاميّة والعربيّة، وأن لا يسمح بتحويله من قبل الاحتلال إلى نموذج يُساهم في مزيد من التفتيت والشرذمة العربية والإسلاميّة.
سادساً: إنّنا نطلب من جميع العراقيّين، سواء الحكومة في أجهزتها أو الأحزاب والمنظّمات والتيّارات، العمل للحفاظ على الثروات العامّة التي هي للشعب كلّه، وعلى أمن الناس في مدنهم وقراهم، وتأكيد الضوابط القانونيّة والقضائيّة في إدارة أيّ اختلاف أو خلاف بين الأفراد أو الجماعات؛ وإذا كان الاحتلال يسعى لنشر الفوضى في هذا البلد العزيز، فإنّ على أبنائه أن لا يسمحوا باستغلال هذه الفوضى بما يزيد من معاناة هذا الشعب؛ فإنّ العراق ومستقبله أمانة الله في أعناق الجميع، والله محاسبٌ الجميع على ما قدّم من جُهد في هذا المجال.
أخيراً: إنّنا ـ أمام كلّ ذلك ـ ندعو كلّ الجهات السياسية الفاعلة، ولا سيّما الحكومة العراقيّة، للقيام بمبادرات فعّالة وحكيمة، تحمل الأطياف العراقيّة المتنوّعة على التلاقي في منتصف الطريق فيما بينها، وذلك بهدف إعادة بناء الثقة وتوحيد الصفّ على أساس حماية البلد وصون وحدته وإيقاف حمّامات الدمّ والتكامل في صدّ كلّ المؤامرات التي تستهدف زيادة معاناة العراقيّين التاريخيّة؛ لأنّ تصلّب المواقف يُفسح في المجال لكثير من المصطادين في الماء العكر للدخول على خطّ الفتنة الداخليّة، والدفع باتّجاه تقديس الأخطاء.
موقع قناة المنار –
ولفت إلى خطورة بعض المعالجات للأزمات الداخليّة على طريقة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ولا سيّما مسألة الجدار العازل بين أبناء الشعب الواحد.
ومما جاء في بيان سماحته تعليقاً على تطوّرات الوضع في العراق:
لا تزال الإدارة الأمريكية تعمل ـ منذ احتلالها للعراق ـ على فصل هذا البلد عن الأمّة في كلّ قضاياها، وتفكيكه من الداخل، عرقيّاً ومذهبيّاً، حتّى وصلت الأمور إلى محاولة ضرب أبناء المذهب الواحد بعضِهم ببعض، فرأينا ضرب السنّة بالسنّة والشيعة بالشيعة، في إطارٍ من الفوضى على أكثر من صعيد؛ كلّ ذلك في ظلّ مخطّط يهدف إلى توفير الفرص لبقاء الاحتلال طويلاً في هذا البلد، متحكّماً بثرواته وجاثماً على حاضره ومستقبله.
ولعلّنا لا نزال نلمح في حركة المسؤولين الأمريكيين المتكرّرة للمنطقة، وللعراق خصوصاً، عملاً دؤوباً على فتح العراق على مزيد من التأزّم والتفكّك، عبر الإيحاء بدعم فريق على فريق، في الوقت الذي نعرف فيه أنّ هذه الإدارة تلعب على وتر التناقضات السياسية والطائفيّة، والفوضى الأمنيّة، بهدف استغلال أي أخطاء قد يقع بها هذا الفريق أو ذاك، للدخول على خطّ إضعاف الجميع، حكومةً وشعباً ومؤسّسات.
وإنّنا ـ من موقع حرصنا على حاضر العراق ومستقبله ـ نؤكّد على عدّة أمور:
أوّلاً: إنّ المقاومة هي الردّ الطبيعي على الاحتلال وخططه، وهي الوجهة الصحيحة لكلّ الجهود، بما يُسهم في توحيد الرؤية والهدف، ولا يسمح بتفرّق السبل في اقتتال داخليّ لا تجني منه أطرافه إلا مزيداً من الضعف والدماء الذي لا يعني إلاّ مزيداً من بقاء الاحتلال في العراق.
ثانياً: لقد أظهرت تطوّرات الأحداث الأخيرة أنّه ينبغي على الجميع، حكومةً وشعباً وتيّاراتٍ وأحزاباً، الحذر من حركة الاحتلال في استغلال أيّ مقاربة لأيّ مشكلة أو أزمة داخليّة، ولا سيّما المقاربات الحارّة ذات الطابع الحربي؛ لأنّ أهداف تحرّك الاحتلال ستكون ـ حُكماً ـ مختلفة عن أيّ مقاربة داخليّة، وستستدعي مزيداً من التأزّم في الخطوط الداخليّة للأزمة؛ الأمر الذي يفرض العمل على تفعيل الحوار الداخليّ والتلاقي والمصارحة والشفافيّة، وإعطاء الأولويّة للحلول السلميّة على غيرها في حلّ الأزمات الداخليّة.
ثالثاً: إنّنا لا ننكر أنّ ثمّة مشاكل داخليّة لا تقلّ أهمّيةً عن مسألة الاحتلال، وهذا ما يفترض على كلّ الأحزاب والتيّارات المخلصة، العمل على سدّ أيّ ثغرات يُمكن أن ينفذ من خلالها أفراد للقيام بأعمال لا تنسجم مع الإسلام تحت غطاء هذا الفريق السياسي أو ذاك؛ إلا أنّنا ـ مع ذلك ـ نؤكّد على أنّ الحوار أحد أهمّ سبل التخفيف من تلك الثغرات وتحصين الواقع ضدّ العابثين بأمنه ومقدّراته.
رابعاً: لا بدّ أن ينطلق الصوت عالياً بالرفض للقصف الوحشي الذي يمارسه الاحتلال من خلال الطائرات الحربيّة التي تقصف الأطفال والنساء والشيوخ والشباب الآمنين، بحجّة أنّهم أهداف معادية، لتبرّر جرائمها بعد ذلك بـ «الخطأ» في تحديد الهدف، ولا سيّما في مدينة الصدر التي عاشت الحرمان في أبشع صوره طوال عقود؛ وكأنّ هذا الشعب لم يكفه ما عاناه من ظُلم الطاغوت والفقر، حتّى تزيده حرارة الصواريخ معاناةً وألماً وخوفاً على المستقبل؛ فإنّه لا يجوز ـ تحت أيّ اعتبار ـ تبرير عدوان الاحتلال وسفكه للدمّ الزكيّ الذي ضجّت منه أرض العراق حتّى كادت أن تصرخ.
خامساً: لقد كان من أهداف احتلال العراق القضاء على أكثر المواقع حساسيّة بالنسبة إلى إسرائيل؛ ولذلك رأينا حركة الموساد الإسرائيلي تتحرّك جنباً إلى جنب في مواكبة هذا الاحتلال، وربّما في الإيحاء الخفي ببعض المعالجات التي باتت تتشابه كثيراً مع طريقة الإسرائيليّين، ولا سيّما في الحصار والقصف التدميري المنهجي للمناطق المأهولة والآمنة، وارتكاب المجازر بالطائرات الحربيّة، أو في بناء الجدار الذي يفصل بين أبناء الشعب الواحد.. وهذا ما ينبغي التنبّه له والعمل على إيقافه ومعالجته بما يرفع المعاناة عن الشعب المستضعف.
كما أنّ المطلوب من هذا الشعب العزيز والطليعي في تحمّل قضايا أمّته في مدى التاريخ، أن يبقى حاضراً وفاعلاً في صناعة مستقبل الأمّة من موقع أصالته الإسلاميّة والعربيّة، وأن لا يسمح بتحويله من قبل الاحتلال إلى نموذج يُساهم في مزيد من التفتيت والشرذمة العربية والإسلاميّة.
سادساً: إنّنا نطلب من جميع العراقيّين، سواء الحكومة في أجهزتها أو الأحزاب والمنظّمات والتيّارات، العمل للحفاظ على الثروات العامّة التي هي للشعب كلّه، وعلى أمن الناس في مدنهم وقراهم، وتأكيد الضوابط القانونيّة والقضائيّة في إدارة أيّ اختلاف أو خلاف بين الأفراد أو الجماعات؛ وإذا كان الاحتلال يسعى لنشر الفوضى في هذا البلد العزيز، فإنّ على أبنائه أن لا يسمحوا باستغلال هذه الفوضى بما يزيد من معاناة هذا الشعب؛ فإنّ العراق ومستقبله أمانة الله في أعناق الجميع، والله محاسبٌ الجميع على ما قدّم من جُهد في هذا المجال.
أخيراً: إنّنا ـ أمام كلّ ذلك ـ ندعو كلّ الجهات السياسية الفاعلة، ولا سيّما الحكومة العراقيّة، للقيام بمبادرات فعّالة وحكيمة، تحمل الأطياف العراقيّة المتنوّعة على التلاقي في منتصف الطريق فيما بينها، وذلك بهدف إعادة بناء الثقة وتوحيد الصفّ على أساس حماية البلد وصون وحدته وإيقاف حمّامات الدمّ والتكامل في صدّ كلّ المؤامرات التي تستهدف زيادة معاناة العراقيّين التاريخيّة؛ لأنّ تصلّب المواقف يُفسح في المجال لكثير من المصطادين في الماء العكر للدخول على خطّ الفتنة الداخليّة، والدفع باتّجاه تقديس الأخطاء.
موقع قناة المنار –