طيار
03-05-2008, 12:06 PM
في يوم عاشوراء من كل سنة تستيقظ الإنسانية من رقادها العميق وتقف في محاريب الضّمائر ناظرة بعيون مغلّفة بالدموع نحو كربلاء .....وعندما تغيب الشّمس عن مآتي النهار تعود الانسانية فتركع مترجية على أبواب الحكومات وتمد يد الذّل على أعتاب السّفارات .
أما الشباب والفتيات الرّاكضون مع تيار الأيام الى حيث لايدرون فيقفون اليوم هنيهة ويلتفتون الى الوراء ليروا الحوراء الإنسية تغسل بدموعها قطرات الدّم عن وجنتي أخيها المظلوم ....ولكن عندما تملّ عيونهم النّظر يتحوّلون مسرعين ضاحكين .
يحق للإنسانية أن تبكي على أبطال الأجيال ....ويحق لها أيضا أن تفرح بمجدهم وعظمتهم .
الإنسانية طفلة صغيرة تقف متأوهة بجانب الحسين الشّهيد ولكنها تخشى الوقوف بوجه العاصفة الهوجاء .
وكلّ ماتفعله لتكريمه هو البكاء والرّثاء والنّدب لأنها تراه مولودا كالفقراء عائشا كالمساكين مذبوحا كالضّعفاء .
منذ ثلاث عشرة جيلا والشيعة يقدّسون الضّعف في شخص أبي عبد الله , وهو كان قويّا ولكنهم لايعرفون معنى القوّة الحقيقية .
لم يكن الحسين طائرا مكسور الجناحين بل كان عاصفة هائلة تكسر بهبوبها جميع الأجنحة المعوجّة .............. لم يخرج الحسين من أحضان جدّه رسول الله ليجعل الألم رمزا للحياة ..بل جاء ليجعل الحياة رمزا للحقّ والحرية .
ولم يعش مسكينا ولم يمت شاكيا بل عاش ثائرا صلبا ومات جبّارا شهيدا .
نزل من دائرة النّور الأعلى ليبث في فضاء العالم روحا جديدة قوية تقوّض قوائم العروش المرفوعة على الجماجم وتهدم القصور المتعالية على أجساد الضّعفاء ....تسمع الشرّ متكلما فتخرسه وترى الرّياء فتصرعه .
هذا ماصنعه إمامنا المظلوم وهذه هي المبادئ اللتي ذبح لأجلها مختارا , ولو عقل المؤمنون لوقفوا باعتزاز بالغلبة والنّصر .... وتبقى الدّمعة أثرا للخسارة الوجدانية .
وأنت أيها الجبّار الذّبيح يامن تدمع لذكرك العيون ..وتدمى لمصابك القلوب ,وأنت على الرّمل المعطّر بدمك أكثر مهابة وجلالا من ممالك الأرض وملوكها , بل وأنت بين النّزع والموت أشد هولا وبطشا من جيوش العالم بأسره .
أنت بحزنك أشد فرحا من الرّبيع بوروده ,وأنت بأوجاعك أهدأ بلا من ملائكة السّماء , وأنت بين الجلاّدين أشد حرّية من نور الشّمس .
إنّ حبات الغبار على رأسك هي أجلّ وأجمل من عروش النّور عندما تهوي على قمم الجبال , وثغرك المقروع أشدّ جملا من حبّات الطّلّ على جلّنار , وقطرات الدّم على شيبك الخضيب أسنى لمعانا من نجوم السّماء , فسامحنا نحن الضّعفاء لأنّنا لانعرف كيف نبكي أنفسنا ..وادع الله أن يغفر لنا لأنّنا لم نعلم أنّك صرعت الموت بالموت ووهبت الحياة لمن في القبور .
وسامح الجاهل الّلذي لم يستطع أن يفيك حقّك ...ليت شعري هل أستطيع أن أفي جزءا صغيرا من حقّك بكلمات...؟
إنّ العاطفة اللتي تجعلك - يا أخي الشيعي - تذرف دمعة على من قدّم حياته راضيا لأجلنا هي اللتي تجعلك حريّا بنور النّهار وهدوء الليل وتصل مافيك من البشرية بما هو فوق البشريّة .
والتّــــــــحية
طيّــــــــــار
أما الشباب والفتيات الرّاكضون مع تيار الأيام الى حيث لايدرون فيقفون اليوم هنيهة ويلتفتون الى الوراء ليروا الحوراء الإنسية تغسل بدموعها قطرات الدّم عن وجنتي أخيها المظلوم ....ولكن عندما تملّ عيونهم النّظر يتحوّلون مسرعين ضاحكين .
يحق للإنسانية أن تبكي على أبطال الأجيال ....ويحق لها أيضا أن تفرح بمجدهم وعظمتهم .
الإنسانية طفلة صغيرة تقف متأوهة بجانب الحسين الشّهيد ولكنها تخشى الوقوف بوجه العاصفة الهوجاء .
وكلّ ماتفعله لتكريمه هو البكاء والرّثاء والنّدب لأنها تراه مولودا كالفقراء عائشا كالمساكين مذبوحا كالضّعفاء .
منذ ثلاث عشرة جيلا والشيعة يقدّسون الضّعف في شخص أبي عبد الله , وهو كان قويّا ولكنهم لايعرفون معنى القوّة الحقيقية .
لم يكن الحسين طائرا مكسور الجناحين بل كان عاصفة هائلة تكسر بهبوبها جميع الأجنحة المعوجّة .............. لم يخرج الحسين من أحضان جدّه رسول الله ليجعل الألم رمزا للحياة ..بل جاء ليجعل الحياة رمزا للحقّ والحرية .
ولم يعش مسكينا ولم يمت شاكيا بل عاش ثائرا صلبا ومات جبّارا شهيدا .
نزل من دائرة النّور الأعلى ليبث في فضاء العالم روحا جديدة قوية تقوّض قوائم العروش المرفوعة على الجماجم وتهدم القصور المتعالية على أجساد الضّعفاء ....تسمع الشرّ متكلما فتخرسه وترى الرّياء فتصرعه .
هذا ماصنعه إمامنا المظلوم وهذه هي المبادئ اللتي ذبح لأجلها مختارا , ولو عقل المؤمنون لوقفوا باعتزاز بالغلبة والنّصر .... وتبقى الدّمعة أثرا للخسارة الوجدانية .
وأنت أيها الجبّار الذّبيح يامن تدمع لذكرك العيون ..وتدمى لمصابك القلوب ,وأنت على الرّمل المعطّر بدمك أكثر مهابة وجلالا من ممالك الأرض وملوكها , بل وأنت بين النّزع والموت أشد هولا وبطشا من جيوش العالم بأسره .
أنت بحزنك أشد فرحا من الرّبيع بوروده ,وأنت بأوجاعك أهدأ بلا من ملائكة السّماء , وأنت بين الجلاّدين أشد حرّية من نور الشّمس .
إنّ حبات الغبار على رأسك هي أجلّ وأجمل من عروش النّور عندما تهوي على قمم الجبال , وثغرك المقروع أشدّ جملا من حبّات الطّلّ على جلّنار , وقطرات الدّم على شيبك الخضيب أسنى لمعانا من نجوم السّماء , فسامحنا نحن الضّعفاء لأنّنا لانعرف كيف نبكي أنفسنا ..وادع الله أن يغفر لنا لأنّنا لم نعلم أنّك صرعت الموت بالموت ووهبت الحياة لمن في القبور .
وسامح الجاهل الّلذي لم يستطع أن يفيك حقّك ...ليت شعري هل أستطيع أن أفي جزءا صغيرا من حقّك بكلمات...؟
إنّ العاطفة اللتي تجعلك - يا أخي الشيعي - تذرف دمعة على من قدّم حياته راضيا لأجلنا هي اللتي تجعلك حريّا بنور النّهار وهدوء الليل وتصل مافيك من البشرية بما هو فوق البشريّة .
والتّــــــــحية
طيّــــــــــار