نور في حب فاطمة
05-05-2008, 05:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني واخواتي
خالي هو سيد وقدم لي قصة وهي بعنوان عندما ينتصر الضعف من تأليفه له كتب فقط في منطقنتا اهو اللي ألفها بس مايرضى اقول اسمه يلا ارتككم مع القصة:
قفصه الصدري يتقلص، واضطرابات تعصف بكيانه..... يتقلب على السرير، يكابد عناءًا مجهولا، حلمًا طالما راوده..... بل كابوسًا مزعجًا.
كلما أغمض عينيه كلما شاهد ذلك الكابوس أو أمثاله. حاول عدة مرات أن يغيِّر من وضعية نومه عله يتخلص مما ينغصه، ولكن دون جدوى، مال برقبته للوراء علَّ سوء حاله يتبدل ولكن وضعه يزداد سوءا.
العرق يتفصد من جبينه، وأوداجه تتبدى غليظة بارزة، حلقه صحراء قاحلة خالية من الريق، يتنفس بصعوبة بالغة..... يحاول تنظيم أنفاسه جاهدًا إلا أن ذلك المارد الجموح ما يزال جاثما على صدره الصغير..... سيارة مسرعة للغاية تمر من أمامه..... تحاذيه بشدة، وكأنها اصطدمت به..... يصحو على إثر ذلك وقد غطى العرق كل جسده.
نهض من السرير فزعا هلعا شاحب اللون وكأنه من عالم آخر..... استعاذ بالله من الشيطان الرجيم، وبينما هو يحاول لملمة شتات نفسه وإذا بجواله يرن وبحركة آلية مد يده للجوال، رمق المتصل بعين نصف نائمة وقرأ الاسم "أم أحمد".
رمى بالجوال دون أن يجيب وكأنه يتحاشى مواجهة ما، وعاد للنوم.
لحظات وإذا بالجوال يرن من جديد قرأ الاسم مرة أخرى "أم أحمد"، أضاء "الأباجورة" ثم جلس على حافة السرير، وبعد أن هدأ الرنين أشعل سيجارة، تنفسها بكل لذه..... وبعد عدة أنفاس عاود الجوال رنينه. حمل الجوال أمام وجهه وراح يتأمل الاسم وصراع نفسي مرير يلهب وجدانه، سؤال واحد دار في خلده..... هل أرفع السماعة أم أتجاهل؟! سؤال طالما راوده في مثل هذه الحالة..... أحيانا يكون الفوز لـ "أرفع" لكن الغالب يفوز "أتجاهل".
بقي محملقا في الاسم حتى سكن الرنين، حينها أدار الجوال على وضعية "صامت" وغاص في سريره طالبا للنوم.
***
نهضتْ من غيبوبتها بعد ساعة، أجالت بصرها في الأرجاء، الظلام الدامس يحيط بها من كل حدب وصوب..... يتغشاها..... يلفها..... يغمرها من رأسها حتى أخمص قدمها.
لا بصيص نور، ولا حتى فتحة صغير يتسلل منها الشعاع. أدركتْ أنها في تلك الغرفة المشؤومة وبذلك الوضع المزري الذي اعتادت عليه طيلة الخمس سنوات الأخيرة.
تذكرتْ كل ما حصل، ابتداءًا من دخول زوجها إلى المنزل وانتهاءًا بلحظة الظلام تلك، والتي تستمر لفترة تتراوح ما بين الساعة إلى اليوم الكامل.
تراءى لها كل شيء وكأنها تعيشه للتو واللحظة.....
دخل زوجها بجسمه الهائل وعضلاته المفتولة والفرحة والسرور يسيطران على كيانه، كان متزينا بكل ما يعرف من زينة..... غترة جديدة، وعقال جديد، وطاقية جديد، وقد تعطر بأغلى أنواع العطور وأشذاها، ووضع "الكبك" النفيس والقلم المذهب والذي لا يتعدى دوره أن يكون مجرد زينة ومظهر خدَّاع، حتى يظن من يراه أنه من أصحاب القلم ومن أولي الحجى.
مر بزوجته المنطوية على نفسها دون أن يلتفت إليها أو يكلمها، غادرها ونظرات شامتة تتجه نحوها، ثم دلف لغرفة أبنائه دون أن يطرق الباب، قام الأبناء ووقفوا دون حراك أمامه.
ابنه أحمد واقف كخشبة مسندة يرقب والده ذا الملامح الهادئة والسحنة التي تُظهر الطيبة، وينتظر عاصفة عاتية هوجاء مختبئة بين طيات ذلك الرونق الخادع والمظهر البديع.
وابنه الثاني علاء حملق في وجه أبيه بنظراته الباردة المعهودة.
بينما اختبأ الابن الأصغر فؤاد في دورة المياه متحاشيا رؤية أبيه.
انبلج لسان الأب يهز ذراتهما هزا: أراكم لم تتهيئوا بعد!
وكان يعني بـ "أراكم" الواقفَين أمامه إضافة إلى المختبئ.
جاء الجواب صريحا من أحمد وأخيه علاء: .....
إنه الصمت المطبق.
- تكلما، إني أتحدث معكما..... لم لم ترتدوا ثيابكم الجديدة؟! ألم أقل لكم أن زواجي في هذا اليوم وأريد رؤيتكم فيه؟!
- حينها انبلج لسان أحمد الكليل ناطقا بجملة واحدة خرجتْ من بين طيات خوفه الجم: قلنا لك..... لن نذهب.
ما أن أتم أحمد جملته حتى وجد تلك الكف الحديدية تهوي على وجهه..... رمته قوة الصفعة على الأرض، ثم قام بعيون مغروقة ووقف نفس الوقفة الساهمة، بينما هدر الأب في هذر بذيء لا حد له: أيها الحيوان الحقير، كيف تجرؤ على عصيان أوامري؟! ألم أنهك عن مثل هذه الأعمال الصبيانية؟! متى ستكبر؟! متى ستصبح رجلا؟! ألا تتعلم أبدا أيها العجل بلا قرون؟! أيها الفاشل، أيها "التمبل"..... كلما علمتكم أصول الأدب والدين كلما ازددتم عنادا وعتوا وبعدا عن التعاليم.....
استمر يهرف بما لا يعرف مازجا التدين بالبذاءة، والحق بالباطل، والجمال بالقبح مدة خمس دقائق، ثم هدأ طوفانه العارم قليلا.....
التفت إلى علاء وقال: هيا بنا.
قال علاء بصوت أشبه بالهمس: لا أريد الذهاب.
وهنا جاءت الصفعة الثانية على وجه علاء هذه المرة، إلا أنها لم تكن الصفعة الأخيرة حيث طرحهما أرضا وأعمل فيهما العقال بوحشية لا حدود لها وهو يزبد ويرعد ويرغي ويجلجل بصوت ملحمي هدار: هكذا علمتكم أمكم "الكلبة"، هكذا ربتكم بنت الأصول على عصيان أبيكم.....
بينما حاولا تحاشي الضربات بأيديهما.
صرخ الأب: أين أخوكم؟!
- إنه في الحمام.
توجَّه للحمام وضرب الباب بجنون وهو يصيح: افتح الباب يا حيوان.....
لم يكن بحاجة إلى تكرار أمره حيث لبى فؤاد الطلب دون أن يحاول المقاومة، سحبه من شعره الناعم والذي طالما اعتد به وتفاخر بمظهره أمام أقرانه، وطالما نهرهم لمجرد لمسه..... توجه به للحجرة وهو يقول: وأنت ألا تريد الذهاب؟!
- لا أريد.
حينها ضمه ثالثا لأخويه وبدأ يضربهم بجنون..... بدأ فؤاد ذو الأعوام الثلاثة عشر بالبكاء من أول ضربة، بينما اكتفى علاء ذو الأعوام الخمسة عشر بالزعيق العالي والصراخ دون أن تنزل دموعه إنما كان يحاول إظهار شدة تألمه كي يتوقف الضرب، أما أحمد ذو الأعوام الثمانية عشر فكان يتلقى الضربات والركلات دون أن يبكي ودون أن يصرخ ودون أن يتحاشاها بل كان كجماد لا إحساس فيه ولا شعور.
انتهى الأب من موجة الضرب العملاقة، ثم أخذ من أبنائه الجوالات..... لم يُبقِ أي جوال..... أخذ من أحمد مفاتيح السيارة والمنزل وحذرهم من الخروج، ثم توجه لزوجته الوادعة، هتف في وجهها: أنتِ من علمهم على التمرد.
ودون أن ينتظر الجواب بدأ يضربها ويركلها بكل صلافة ووحشية..... وقعت قبضاته في كل مكان من جسدها البض..... لم يستثنِ حتى الأماكن الحساسة، بينما حاولت تحاشي الضربات بكفيها وقد اجتاحتها موجة بكاء عالية الإيقاع.
وبعد أن انتهى من عمله خطف جوالها من حقيبتها عنوة وجرها كالبهيمة من شعرها إلى تلك الحجرة..... أدخلها قسرا، وبلا رحمة أو شفقة أقفل الباب بالمفتاح..... المفتاح الوحيد لتلك الحجرة.
صرخت والرعب تملك جوانحها: حرام عليك..... لا تتركني هنا..... إني أخاف..... أرجوك افعل ما تشاء..... تزوج أربع ولكن لا تعاملنا هكذا..... نحن بشر ولسنا حيوانات.
لم يكن لكلامها أي واقع، فهي تتألم من زواجه الثاني أشد مما تتألم من الضرب ولكنها تحاول بذلك عدم إعطائه أكبر من حجمه وعدم إشعاره بأنها ما تزال تحبه وتغار عليه.
- اخرسي أيتها الحقيرة، أمثالكِ من النساء لا يأتين إلا بالعصا والعقال.
توجَّه إلى عداد الكهرباء الداخلي، فتح القفل ثم فصل الكهرباء عن تلك الحجرة التي احتجز فيها زوجته، أقفل العداد من جديد، ثم توجَّه للهاتف الثابت وفصل الخط.
وبعد أن قلب المنزل رأسًا على عقب عدَّل من وضعيته واستبدل غترته وعقاله وخرج متوجها لعرسه وكأنه لم يفعل شيئا.
حالة من الذعر والخوف الأهوج غطت وجود أم أحمد..... بكاء ممزوج بهستيريا ممضة..... تملكتها هواجس مقيتة لا تبقي ولا تذر حتى صارت في غيبوبة طويلة.
للرواية تتمة فترقبوها
اخواني واخواتي
خالي هو سيد وقدم لي قصة وهي بعنوان عندما ينتصر الضعف من تأليفه له كتب فقط في منطقنتا اهو اللي ألفها بس مايرضى اقول اسمه يلا ارتككم مع القصة:
قفصه الصدري يتقلص، واضطرابات تعصف بكيانه..... يتقلب على السرير، يكابد عناءًا مجهولا، حلمًا طالما راوده..... بل كابوسًا مزعجًا.
كلما أغمض عينيه كلما شاهد ذلك الكابوس أو أمثاله. حاول عدة مرات أن يغيِّر من وضعية نومه عله يتخلص مما ينغصه، ولكن دون جدوى، مال برقبته للوراء علَّ سوء حاله يتبدل ولكن وضعه يزداد سوءا.
العرق يتفصد من جبينه، وأوداجه تتبدى غليظة بارزة، حلقه صحراء قاحلة خالية من الريق، يتنفس بصعوبة بالغة..... يحاول تنظيم أنفاسه جاهدًا إلا أن ذلك المارد الجموح ما يزال جاثما على صدره الصغير..... سيارة مسرعة للغاية تمر من أمامه..... تحاذيه بشدة، وكأنها اصطدمت به..... يصحو على إثر ذلك وقد غطى العرق كل جسده.
نهض من السرير فزعا هلعا شاحب اللون وكأنه من عالم آخر..... استعاذ بالله من الشيطان الرجيم، وبينما هو يحاول لملمة شتات نفسه وإذا بجواله يرن وبحركة آلية مد يده للجوال، رمق المتصل بعين نصف نائمة وقرأ الاسم "أم أحمد".
رمى بالجوال دون أن يجيب وكأنه يتحاشى مواجهة ما، وعاد للنوم.
لحظات وإذا بالجوال يرن من جديد قرأ الاسم مرة أخرى "أم أحمد"، أضاء "الأباجورة" ثم جلس على حافة السرير، وبعد أن هدأ الرنين أشعل سيجارة، تنفسها بكل لذه..... وبعد عدة أنفاس عاود الجوال رنينه. حمل الجوال أمام وجهه وراح يتأمل الاسم وصراع نفسي مرير يلهب وجدانه، سؤال واحد دار في خلده..... هل أرفع السماعة أم أتجاهل؟! سؤال طالما راوده في مثل هذه الحالة..... أحيانا يكون الفوز لـ "أرفع" لكن الغالب يفوز "أتجاهل".
بقي محملقا في الاسم حتى سكن الرنين، حينها أدار الجوال على وضعية "صامت" وغاص في سريره طالبا للنوم.
***
نهضتْ من غيبوبتها بعد ساعة، أجالت بصرها في الأرجاء، الظلام الدامس يحيط بها من كل حدب وصوب..... يتغشاها..... يلفها..... يغمرها من رأسها حتى أخمص قدمها.
لا بصيص نور، ولا حتى فتحة صغير يتسلل منها الشعاع. أدركتْ أنها في تلك الغرفة المشؤومة وبذلك الوضع المزري الذي اعتادت عليه طيلة الخمس سنوات الأخيرة.
تذكرتْ كل ما حصل، ابتداءًا من دخول زوجها إلى المنزل وانتهاءًا بلحظة الظلام تلك، والتي تستمر لفترة تتراوح ما بين الساعة إلى اليوم الكامل.
تراءى لها كل شيء وكأنها تعيشه للتو واللحظة.....
دخل زوجها بجسمه الهائل وعضلاته المفتولة والفرحة والسرور يسيطران على كيانه، كان متزينا بكل ما يعرف من زينة..... غترة جديدة، وعقال جديد، وطاقية جديد، وقد تعطر بأغلى أنواع العطور وأشذاها، ووضع "الكبك" النفيس والقلم المذهب والذي لا يتعدى دوره أن يكون مجرد زينة ومظهر خدَّاع، حتى يظن من يراه أنه من أصحاب القلم ومن أولي الحجى.
مر بزوجته المنطوية على نفسها دون أن يلتفت إليها أو يكلمها، غادرها ونظرات شامتة تتجه نحوها، ثم دلف لغرفة أبنائه دون أن يطرق الباب، قام الأبناء ووقفوا دون حراك أمامه.
ابنه أحمد واقف كخشبة مسندة يرقب والده ذا الملامح الهادئة والسحنة التي تُظهر الطيبة، وينتظر عاصفة عاتية هوجاء مختبئة بين طيات ذلك الرونق الخادع والمظهر البديع.
وابنه الثاني علاء حملق في وجه أبيه بنظراته الباردة المعهودة.
بينما اختبأ الابن الأصغر فؤاد في دورة المياه متحاشيا رؤية أبيه.
انبلج لسان الأب يهز ذراتهما هزا: أراكم لم تتهيئوا بعد!
وكان يعني بـ "أراكم" الواقفَين أمامه إضافة إلى المختبئ.
جاء الجواب صريحا من أحمد وأخيه علاء: .....
إنه الصمت المطبق.
- تكلما، إني أتحدث معكما..... لم لم ترتدوا ثيابكم الجديدة؟! ألم أقل لكم أن زواجي في هذا اليوم وأريد رؤيتكم فيه؟!
- حينها انبلج لسان أحمد الكليل ناطقا بجملة واحدة خرجتْ من بين طيات خوفه الجم: قلنا لك..... لن نذهب.
ما أن أتم أحمد جملته حتى وجد تلك الكف الحديدية تهوي على وجهه..... رمته قوة الصفعة على الأرض، ثم قام بعيون مغروقة ووقف نفس الوقفة الساهمة، بينما هدر الأب في هذر بذيء لا حد له: أيها الحيوان الحقير، كيف تجرؤ على عصيان أوامري؟! ألم أنهك عن مثل هذه الأعمال الصبيانية؟! متى ستكبر؟! متى ستصبح رجلا؟! ألا تتعلم أبدا أيها العجل بلا قرون؟! أيها الفاشل، أيها "التمبل"..... كلما علمتكم أصول الأدب والدين كلما ازددتم عنادا وعتوا وبعدا عن التعاليم.....
استمر يهرف بما لا يعرف مازجا التدين بالبذاءة، والحق بالباطل، والجمال بالقبح مدة خمس دقائق، ثم هدأ طوفانه العارم قليلا.....
التفت إلى علاء وقال: هيا بنا.
قال علاء بصوت أشبه بالهمس: لا أريد الذهاب.
وهنا جاءت الصفعة الثانية على وجه علاء هذه المرة، إلا أنها لم تكن الصفعة الأخيرة حيث طرحهما أرضا وأعمل فيهما العقال بوحشية لا حدود لها وهو يزبد ويرعد ويرغي ويجلجل بصوت ملحمي هدار: هكذا علمتكم أمكم "الكلبة"، هكذا ربتكم بنت الأصول على عصيان أبيكم.....
بينما حاولا تحاشي الضربات بأيديهما.
صرخ الأب: أين أخوكم؟!
- إنه في الحمام.
توجَّه للحمام وضرب الباب بجنون وهو يصيح: افتح الباب يا حيوان.....
لم يكن بحاجة إلى تكرار أمره حيث لبى فؤاد الطلب دون أن يحاول المقاومة، سحبه من شعره الناعم والذي طالما اعتد به وتفاخر بمظهره أمام أقرانه، وطالما نهرهم لمجرد لمسه..... توجه به للحجرة وهو يقول: وأنت ألا تريد الذهاب؟!
- لا أريد.
حينها ضمه ثالثا لأخويه وبدأ يضربهم بجنون..... بدأ فؤاد ذو الأعوام الثلاثة عشر بالبكاء من أول ضربة، بينما اكتفى علاء ذو الأعوام الخمسة عشر بالزعيق العالي والصراخ دون أن تنزل دموعه إنما كان يحاول إظهار شدة تألمه كي يتوقف الضرب، أما أحمد ذو الأعوام الثمانية عشر فكان يتلقى الضربات والركلات دون أن يبكي ودون أن يصرخ ودون أن يتحاشاها بل كان كجماد لا إحساس فيه ولا شعور.
انتهى الأب من موجة الضرب العملاقة، ثم أخذ من أبنائه الجوالات..... لم يُبقِ أي جوال..... أخذ من أحمد مفاتيح السيارة والمنزل وحذرهم من الخروج، ثم توجه لزوجته الوادعة، هتف في وجهها: أنتِ من علمهم على التمرد.
ودون أن ينتظر الجواب بدأ يضربها ويركلها بكل صلافة ووحشية..... وقعت قبضاته في كل مكان من جسدها البض..... لم يستثنِ حتى الأماكن الحساسة، بينما حاولت تحاشي الضربات بكفيها وقد اجتاحتها موجة بكاء عالية الإيقاع.
وبعد أن انتهى من عمله خطف جوالها من حقيبتها عنوة وجرها كالبهيمة من شعرها إلى تلك الحجرة..... أدخلها قسرا، وبلا رحمة أو شفقة أقفل الباب بالمفتاح..... المفتاح الوحيد لتلك الحجرة.
صرخت والرعب تملك جوانحها: حرام عليك..... لا تتركني هنا..... إني أخاف..... أرجوك افعل ما تشاء..... تزوج أربع ولكن لا تعاملنا هكذا..... نحن بشر ولسنا حيوانات.
لم يكن لكلامها أي واقع، فهي تتألم من زواجه الثاني أشد مما تتألم من الضرب ولكنها تحاول بذلك عدم إعطائه أكبر من حجمه وعدم إشعاره بأنها ما تزال تحبه وتغار عليه.
- اخرسي أيتها الحقيرة، أمثالكِ من النساء لا يأتين إلا بالعصا والعقال.
توجَّه إلى عداد الكهرباء الداخلي، فتح القفل ثم فصل الكهرباء عن تلك الحجرة التي احتجز فيها زوجته، أقفل العداد من جديد، ثم توجَّه للهاتف الثابت وفصل الخط.
وبعد أن قلب المنزل رأسًا على عقب عدَّل من وضعيته واستبدل غترته وعقاله وخرج متوجها لعرسه وكأنه لم يفعل شيئا.
حالة من الذعر والخوف الأهوج غطت وجود أم أحمد..... بكاء ممزوج بهستيريا ممضة..... تملكتها هواجس مقيتة لا تبقي ولا تذر حتى صارت في غيبوبة طويلة.
للرواية تتمة فترقبوها