خادمة الشيخ المهاجر
14-05-2008, 02:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاح اًلذِكْرِهِ وَخَلَقَ الأشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّدالْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الْمحْمُود
ِوَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ أُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد
http://www.wlidk.com/upfiles/Nd445640.gif
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.wlidk.com/up/fRi57309.gif
.عندمـا يكون حديثنـا عن علي وفاطمة الزهراء نكون أمـام بحرين عظيمان لا ساحل لهما وبينهما برزخ من نور
رسول الله صل الله عليه وآله وسلم فهم لا يبغيان ، ومن رباطا ربانيا عقد في السماء وفوق عرش الله
وبشهادة الملائكة المقربين( قال ابن أبي الحديد : وإنّ إنكاحه عليّاً إيّاها ما كان إلاّ بعد أن أنكحه الله تعالى إيّاها في السماء بشهادة الملائكة)
{ شرح نهج البلاغة : 9 / 193 ، وبنص آخر في ذخائر العقبى: 40 ـ 41 }
وكـان عليا عليه السلام هو كفوء للزهراء روحي فداها والزهراء كانت كفوء لعلي عليه السلام قال الإمــــام الصـــادق:
«لولا أن اللـــه خلق أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يكن لفاطمة كفؤ على وجه الأرض آدم فمن دونه»
{بحار الأنوار: ج43 ص107، }
فبودي في بحثي القاصر هذا أن أستعرض كم كيف كان الكفوء بينهما في الدفاع المستميت ..!
كل منهما يدافع عن الآخر فالزهراء روحي فـداها في خطبتهـا التي خرجت على القوم
وأحدثت تلك الضجة التي أهتز سكان المدينة وأجهشوا لها بالبكاء حتى أن الزهراء كانت تسكت حتى إذا
هدأ نشيج القوم وسكنت فورتهم تعاود الحديث على الرغم من أن تلك الخطبة إرتجالية إلا أنها أظهرت معاني الفصاحة والبلاغة ، وكيف لا تكون بهذا المستوى وهي ربيبة المصطفى ومخزن علما لدني وقرآن الله الناطق وضيائه اللامع
تعصف بالقوم دفاعا عن الوصي، وخاطبت القوم بالحجّة البالغة عسى أن يرتدع الظالمون، ولم تلتزم الصمت لأنّها صاحبة حقّ والمهاجمين غاصبون لحقّ الخلافة الشرعية .
قائلة(كلّما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله، أو نجم قرن الشيطان أو فغرت فاغرة من المشركين قذف أخاه في لهواتها، فلا ينكفئ حتى يطأ صماخها بأخمصه، ويخمد لهبها بسيفه، مكدوداً في ذات الله،مجتهداً في أمر الله، قريباً من رسول الله،
سيداً في أولياء الله، مشمّراً ناصحاً، مجدّاً كادحاً، لا تأخذه في الله لومة لائم، وأنتم في رفاهية من العيش، وادعون فاكهون آمنون، تتربصون بنا الدوائر، وتتوكّفون الأخبار، وتنكصون عند النزال، وتفرّون من القتال.
فلما اختار الله لنبيّه دار أنبيائه، ومأوى أصفيائه، ظهر فيكم حسكة (حسيكة) النفاق، وسمل جلباب الدين، ونطق كاظم الغاوين، ونبغ خامل الأقلّين، وهدر فنيق المبطلين، فخطر في عرصاتكم،
وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفاً بكم، فألفاكم لدعوته مستجيبين، وللغرّة فيه ملاحظين، ثم استنهضكم فوجدكم خفافاً، وأحمشكم فألفاكم غضاباً، فوسمتم غير إبلكم، ووردتم غير مشربكم.) {رواية الشيخ الصدوق عن زينب الكبرى عليها السلام }
ونستلهم من خطابها هذا القدر اليسير ودفاعها وكلامها لمن ظلموهـا حقها وحق حق أمير المؤمنين وتوضح دور ما قام به أمير المؤمنين منذ انطلاق الدعوة المحمدية في مكة المكرمة
وبعد الهجرة النبوية الشريفة في ظل المؤامرات والمكائد التي واجهتها الرسالة المحمدية منذ انطلاقها كما أشادت به الصديقة الطاهرة وبضعة المصطفى الزهراء عليها السلام أنه لن ولم ينقطع
ثم أنتقل بكم أحبابي على موضع آخر قد دافعت الزهراء عن أمير المؤمنين عندمـا كانت تخاطب نساء المهاجرين والأنصــار في قولها ..
(وَيْحَهُم أنّى زَحْزَحوها عن رَواسي الرِّسالةِ ، وقواعِدِالنبوّةِ والدّلالَةِ ومَهبِطِ الوحيِ الأمين، والطّبين بأمرِ الدُّنيا والدّين،ألا ذلك هو الخسران المبين ، وما نَقَموا من أبي الحسن ؟ ! نَقَموا واللهِ مِن نَكيرِسيفِهِ،
[وَقِلَّةِ مُبالاتِه بِحَتْفِهِ ]وشِدَّةِ وَطأتِهِ ونَكالِ وَقْعته وتَنَمُّرِهِ في ذاتِ اللهِ عزّوَجَلَّ .) ونبقى مع الزهراء في دفاعا مستميتا عن أمير المؤمنين وتوضح لهم بتعجبها في كلمة ويحكم عن كيفية أنتقال الخلافة إلى غير مستحقيها وتحريكها وزحزحتها
عن ثوابت الرسالة ثم توضح لهم إنكارهم لسيف أمير المؤمنين وأنه لا يسل (ذو فقاره) إلا لتغيير فاقرة بالمسلمين ونفي المنكرات عنهم
أيضا هنالك جانب آخر قد أوضحت به علم أمير المؤمنين عليه السلام عندمـا قالت (وزعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي ولا رحم بيننا أ فخصكم الله بآية أخرج أبي منها أم هل تقولون إن أهل ملتين لا يتوارثان أو لست أنا وأبي من أهل ملة واحدة أم أنتم أعلم
بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك فنعم الحكم الله والزعيم محمد والموعد القيامة وعند الساعة يخسر المبطلون ولا ينفعكم إذ تندمون ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم )
http://www.wlidk.com/up/R9f57754.jpg
ونأتي إلى الشق الآخر من البحث وهو دفاع أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام عن فاطمـة الزهراء عليها السلام :-
فعندمـا دعا عمر بالنار فأضرمها في الباب ثم دفعه فدخل فاستقبلته فاطمة عليها السلام وصاحت : ( يا أبتاه يا رسول الله ) فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت : ( يا أبتاه ) فرفع السوط فضرب به ذراعها فنادت : ( يا رسول الله ، لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر ) .
دفاع علي عن سليلة النبوة فوثب علي عليه السلام فأخذ بتلابيبه ثم نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله ، فذكر قول رسول الله وما أوصاه به ، فقال : ( والذي كرم محمدا بالنبوة - يا بن صهاك - لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وآله لعلمت إنك لا تدخل بيتي )
هذا موقف والموقف الآخر عندمـا طلبت من الأمام علي عليه السلام أن يدفنها في الليل لكي لا يشهد ظالميها الجنازة وذلك بسبب غضبها عليهم ولكي لايحظروا ....!
فلما أصبحوا بعد وفاة الزهراء جائوا وأمامهم عمر وأبو بكر وعبد الرحمن بن عوف وقالوا لايمكن أن تدفن بنت رسول الله ونحن لا نصلي عليها فرد عليهم الأمام علي عليه السلام هي (فاطمه)ليست راضيه عنكم وقالت لي لا تشهد جنازتي أحد من هؤلاء ؛ فقال عمر والله ننبش القبور كلها ونستخرج جسدها ونصلي عليه !!!!!
ولتفت أليهم الأمام علي عليه السلام وقال لهم أستمعوا أنا هنا ليس مقيد بوصيه أو قيد ؛ والوصيه التي شدتني وقيدت يدي (هي أن تضرب الزهراء وتهتك حرمتها أمامي عيني ولا أتكلم) ولا لكن الآن لست مقيد بوصيه أنكم تذهبون وتنبشون قبرها وأسكت والرجل فيكم يتقدم ويقدم على نبش قبر الزهراء ؛ وبالفعل ذهبوا للبقيع لنبش قبر الزهراء 0
فدخل الأمام علي عليه السلام الدار ولبس القباء الأصفر المعد للحروب وحمل السيف وخرج وذهب ألى البقيع ؛ فلما رأوا الأمام بالقباء ولباس الحرب فروا وهجموا على العباس بن أبي طالب ؛ وأحتموا عندة وقالوا له خلصنا من علي ؛وأتى الأمام وهو غضبان والأرض تهتز تحت قدميه وهو يقول ويردد ( من يجرأ على على قبر فاطمه )
وتقدم أليه العباس بن أبي طالب يقبل يديه ويقول له أتركهم عنك ياعلي
ورد الأمام وقال( والله لولا هذا الموقف لأروي الأرض من دمائكم )
وكان عليه السلام شغوفا بحب الزهراء عليها السلام وبقى حزينا عليها وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) عند سماعه نبأ وفاة فاطمة (سلام الله عليها ) : .....قال: فوقع علي على وجهه يقول بمن العزاء يا بنت محمد كنت بك اتعزى ففيم العزاء من بعدك ثم قال:
لكل اجتماع من خليلين فرقة * * وكل الذي دون الفراق قليل
وان افتقادي فاطما بعد أحمد * * دليل على أن لا يدوم خليل .
( كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي ج 2 ص 122 )
http://www.wlidk.com/up/Plh58910.jpg
ومن كلام له عليه السلام عند دفن سيدة النساء فاطمة عليها السلام (السلام عليك يارسول الله عني وعن ابنتك النازلة في جوارك والسريعة اللحاق بك . قل يارسول الله عن صفيتك صبرى ، ورق عنها تجلدي .
إلا أن لي في التأسي بعظيم فرقتك ، وفادح مصيبتك موضع تعز . فلقد وسدتك في ملحودة قبرك ، وفاضت بين نحري وصدري نفسك . إنا لله وإنا إليه راجعون . فلقد استرجعت الوديعة ، وأخذت الرهينة . أما حزني فسرمد ،
وأما ليلي فمسهد إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم . وستنبئك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال واستخبرها الحال . هذا ولم يطل العهد . ولم يخل منك الذكر . والسلام عليكما سلام مودع لا قال ولا سئم. فإن أنصرف فلا عن ملالة . وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين.)
نهج البلاغة - خطب الامام علي عليه السلام ج 2 ص 182.
وكان يمره عمار ابن ياسر ويقول له ألا تختضب ياأمير المؤمنين فكان يقول لا ياعمار أننا في حزن على فاطمة وتفيض عيناه بالدموع
وكان يقول علي عليه السلام : فوالله ما أغضبتها ، ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله عزوجل ، ولا أغضبتني ، ولا عصت لي أمرا ، ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والاحزان
فهذا ناتج العـلاقة الربانية ، أنوارا محمدية أستخرج الله منهما لؤلؤا ومرجانـا وهم سادات التقى وأئمة الهدى ومن بهم نلوذ ونحتمي فالإمام علي (عليه السلام) كان كفواً لفاطمة (سلام الله عليها) وفاطمة(عليها السلام) كانت كفواً لعلي (عليه السلام)، كماذكرنا سابقا فقد ورد في الأحاديث:
قال الإمــــام الصـــادق:«لولا أن اللـــه خلق أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يكن لفاطمة كفؤ على وجه الأرض آدم فمن دونه»بحار الأنوار: ج43 ص107،
http://www.wlidk.com/up/cuH58988.gif
أسأل الله بحق الزهراء أن يتقبل منــا بقبول حسن
عظم الله أجوركم أحبتي
http://www.wlidk.com/upfiles/oJj28373.gif
ودمتم برعاية بقية الله الأعظم
الحمد لله الذي جَعَلَ الْحَمْدَ مفْتَاح اًلذِكْرِهِ وَخَلَقَ الأشْيَاءَ نَاطِقَةً بحَمْدِه وَشُكرِهِ
وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّدالْمُشتَقِّ اسْمُهُ مِنْ اسْمِهِ الْمحْمُود
ِوَعَلى آلهِ الطَّاهِرينَ أُولِي الْمَكارِمِ وَالْجُوِد
http://www.wlidk.com/upfiles/Nd445640.gif
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.wlidk.com/up/fRi57309.gif
.عندمـا يكون حديثنـا عن علي وفاطمة الزهراء نكون أمـام بحرين عظيمان لا ساحل لهما وبينهما برزخ من نور
رسول الله صل الله عليه وآله وسلم فهم لا يبغيان ، ومن رباطا ربانيا عقد في السماء وفوق عرش الله
وبشهادة الملائكة المقربين( قال ابن أبي الحديد : وإنّ إنكاحه عليّاً إيّاها ما كان إلاّ بعد أن أنكحه الله تعالى إيّاها في السماء بشهادة الملائكة)
{ شرح نهج البلاغة : 9 / 193 ، وبنص آخر في ذخائر العقبى: 40 ـ 41 }
وكـان عليا عليه السلام هو كفوء للزهراء روحي فداها والزهراء كانت كفوء لعلي عليه السلام قال الإمــــام الصـــادق:
«لولا أن اللـــه خلق أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يكن لفاطمة كفؤ على وجه الأرض آدم فمن دونه»
{بحار الأنوار: ج43 ص107، }
فبودي في بحثي القاصر هذا أن أستعرض كم كيف كان الكفوء بينهما في الدفاع المستميت ..!
كل منهما يدافع عن الآخر فالزهراء روحي فـداها في خطبتهـا التي خرجت على القوم
وأحدثت تلك الضجة التي أهتز سكان المدينة وأجهشوا لها بالبكاء حتى أن الزهراء كانت تسكت حتى إذا
هدأ نشيج القوم وسكنت فورتهم تعاود الحديث على الرغم من أن تلك الخطبة إرتجالية إلا أنها أظهرت معاني الفصاحة والبلاغة ، وكيف لا تكون بهذا المستوى وهي ربيبة المصطفى ومخزن علما لدني وقرآن الله الناطق وضيائه اللامع
تعصف بالقوم دفاعا عن الوصي، وخاطبت القوم بالحجّة البالغة عسى أن يرتدع الظالمون، ولم تلتزم الصمت لأنّها صاحبة حقّ والمهاجمين غاصبون لحقّ الخلافة الشرعية .
قائلة(كلّما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله، أو نجم قرن الشيطان أو فغرت فاغرة من المشركين قذف أخاه في لهواتها، فلا ينكفئ حتى يطأ صماخها بأخمصه، ويخمد لهبها بسيفه، مكدوداً في ذات الله،مجتهداً في أمر الله، قريباً من رسول الله،
سيداً في أولياء الله، مشمّراً ناصحاً، مجدّاً كادحاً، لا تأخذه في الله لومة لائم، وأنتم في رفاهية من العيش، وادعون فاكهون آمنون، تتربصون بنا الدوائر، وتتوكّفون الأخبار، وتنكصون عند النزال، وتفرّون من القتال.
فلما اختار الله لنبيّه دار أنبيائه، ومأوى أصفيائه، ظهر فيكم حسكة (حسيكة) النفاق، وسمل جلباب الدين، ونطق كاظم الغاوين، ونبغ خامل الأقلّين، وهدر فنيق المبطلين، فخطر في عرصاتكم،
وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفاً بكم، فألفاكم لدعوته مستجيبين، وللغرّة فيه ملاحظين، ثم استنهضكم فوجدكم خفافاً، وأحمشكم فألفاكم غضاباً، فوسمتم غير إبلكم، ووردتم غير مشربكم.) {رواية الشيخ الصدوق عن زينب الكبرى عليها السلام }
ونستلهم من خطابها هذا القدر اليسير ودفاعها وكلامها لمن ظلموهـا حقها وحق حق أمير المؤمنين وتوضح دور ما قام به أمير المؤمنين منذ انطلاق الدعوة المحمدية في مكة المكرمة
وبعد الهجرة النبوية الشريفة في ظل المؤامرات والمكائد التي واجهتها الرسالة المحمدية منذ انطلاقها كما أشادت به الصديقة الطاهرة وبضعة المصطفى الزهراء عليها السلام أنه لن ولم ينقطع
ثم أنتقل بكم أحبابي على موضع آخر قد دافعت الزهراء عن أمير المؤمنين عندمـا كانت تخاطب نساء المهاجرين والأنصــار في قولها ..
(وَيْحَهُم أنّى زَحْزَحوها عن رَواسي الرِّسالةِ ، وقواعِدِالنبوّةِ والدّلالَةِ ومَهبِطِ الوحيِ الأمين، والطّبين بأمرِ الدُّنيا والدّين،ألا ذلك هو الخسران المبين ، وما نَقَموا من أبي الحسن ؟ ! نَقَموا واللهِ مِن نَكيرِسيفِهِ،
[وَقِلَّةِ مُبالاتِه بِحَتْفِهِ ]وشِدَّةِ وَطأتِهِ ونَكالِ وَقْعته وتَنَمُّرِهِ في ذاتِ اللهِ عزّوَجَلَّ .) ونبقى مع الزهراء في دفاعا مستميتا عن أمير المؤمنين وتوضح لهم بتعجبها في كلمة ويحكم عن كيفية أنتقال الخلافة إلى غير مستحقيها وتحريكها وزحزحتها
عن ثوابت الرسالة ثم توضح لهم إنكارهم لسيف أمير المؤمنين وأنه لا يسل (ذو فقاره) إلا لتغيير فاقرة بالمسلمين ونفي المنكرات عنهم
أيضا هنالك جانب آخر قد أوضحت به علم أمير المؤمنين عليه السلام عندمـا قالت (وزعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي ولا رحم بيننا أ فخصكم الله بآية أخرج أبي منها أم هل تقولون إن أهل ملتين لا يتوارثان أو لست أنا وأبي من أهل ملة واحدة أم أنتم أعلم
بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك فنعم الحكم الله والزعيم محمد والموعد القيامة وعند الساعة يخسر المبطلون ولا ينفعكم إذ تندمون ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم )
http://www.wlidk.com/up/R9f57754.jpg
ونأتي إلى الشق الآخر من البحث وهو دفاع أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام عن فاطمـة الزهراء عليها السلام :-
فعندمـا دعا عمر بالنار فأضرمها في الباب ثم دفعه فدخل فاستقبلته فاطمة عليها السلام وصاحت : ( يا أبتاه يا رسول الله ) فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت : ( يا أبتاه ) فرفع السوط فضرب به ذراعها فنادت : ( يا رسول الله ، لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر ) .
دفاع علي عن سليلة النبوة فوثب علي عليه السلام فأخذ بتلابيبه ثم نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله ، فذكر قول رسول الله وما أوصاه به ، فقال : ( والذي كرم محمدا بالنبوة - يا بن صهاك - لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وآله لعلمت إنك لا تدخل بيتي )
هذا موقف والموقف الآخر عندمـا طلبت من الأمام علي عليه السلام أن يدفنها في الليل لكي لا يشهد ظالميها الجنازة وذلك بسبب غضبها عليهم ولكي لايحظروا ....!
فلما أصبحوا بعد وفاة الزهراء جائوا وأمامهم عمر وأبو بكر وعبد الرحمن بن عوف وقالوا لايمكن أن تدفن بنت رسول الله ونحن لا نصلي عليها فرد عليهم الأمام علي عليه السلام هي (فاطمه)ليست راضيه عنكم وقالت لي لا تشهد جنازتي أحد من هؤلاء ؛ فقال عمر والله ننبش القبور كلها ونستخرج جسدها ونصلي عليه !!!!!
ولتفت أليهم الأمام علي عليه السلام وقال لهم أستمعوا أنا هنا ليس مقيد بوصيه أو قيد ؛ والوصيه التي شدتني وقيدت يدي (هي أن تضرب الزهراء وتهتك حرمتها أمامي عيني ولا أتكلم) ولا لكن الآن لست مقيد بوصيه أنكم تذهبون وتنبشون قبرها وأسكت والرجل فيكم يتقدم ويقدم على نبش قبر الزهراء ؛ وبالفعل ذهبوا للبقيع لنبش قبر الزهراء 0
فدخل الأمام علي عليه السلام الدار ولبس القباء الأصفر المعد للحروب وحمل السيف وخرج وذهب ألى البقيع ؛ فلما رأوا الأمام بالقباء ولباس الحرب فروا وهجموا على العباس بن أبي طالب ؛ وأحتموا عندة وقالوا له خلصنا من علي ؛وأتى الأمام وهو غضبان والأرض تهتز تحت قدميه وهو يقول ويردد ( من يجرأ على على قبر فاطمه )
وتقدم أليه العباس بن أبي طالب يقبل يديه ويقول له أتركهم عنك ياعلي
ورد الأمام وقال( والله لولا هذا الموقف لأروي الأرض من دمائكم )
وكان عليه السلام شغوفا بحب الزهراء عليها السلام وبقى حزينا عليها وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) عند سماعه نبأ وفاة فاطمة (سلام الله عليها ) : .....قال: فوقع علي على وجهه يقول بمن العزاء يا بنت محمد كنت بك اتعزى ففيم العزاء من بعدك ثم قال:
لكل اجتماع من خليلين فرقة * * وكل الذي دون الفراق قليل
وان افتقادي فاطما بعد أحمد * * دليل على أن لا يدوم خليل .
( كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي ج 2 ص 122 )
http://www.wlidk.com/up/Plh58910.jpg
ومن كلام له عليه السلام عند دفن سيدة النساء فاطمة عليها السلام (السلام عليك يارسول الله عني وعن ابنتك النازلة في جوارك والسريعة اللحاق بك . قل يارسول الله عن صفيتك صبرى ، ورق عنها تجلدي .
إلا أن لي في التأسي بعظيم فرقتك ، وفادح مصيبتك موضع تعز . فلقد وسدتك في ملحودة قبرك ، وفاضت بين نحري وصدري نفسك . إنا لله وإنا إليه راجعون . فلقد استرجعت الوديعة ، وأخذت الرهينة . أما حزني فسرمد ،
وأما ليلي فمسهد إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم . وستنبئك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال واستخبرها الحال . هذا ولم يطل العهد . ولم يخل منك الذكر . والسلام عليكما سلام مودع لا قال ولا سئم. فإن أنصرف فلا عن ملالة . وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين.)
نهج البلاغة - خطب الامام علي عليه السلام ج 2 ص 182.
وكان يمره عمار ابن ياسر ويقول له ألا تختضب ياأمير المؤمنين فكان يقول لا ياعمار أننا في حزن على فاطمة وتفيض عيناه بالدموع
وكان يقول علي عليه السلام : فوالله ما أغضبتها ، ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله عزوجل ، ولا أغضبتني ، ولا عصت لي أمرا ، ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والاحزان
فهذا ناتج العـلاقة الربانية ، أنوارا محمدية أستخرج الله منهما لؤلؤا ومرجانـا وهم سادات التقى وأئمة الهدى ومن بهم نلوذ ونحتمي فالإمام علي (عليه السلام) كان كفواً لفاطمة (سلام الله عليها) وفاطمة(عليها السلام) كانت كفواً لعلي (عليه السلام)، كماذكرنا سابقا فقد ورد في الأحاديث:
قال الإمــــام الصـــادق:«لولا أن اللـــه خلق أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يكن لفاطمة كفؤ على وجه الأرض آدم فمن دونه»بحار الأنوار: ج43 ص107،
http://www.wlidk.com/up/cuH58988.gif
أسأل الله بحق الزهراء أن يتقبل منــا بقبول حسن
عظم الله أجوركم أحبتي
http://www.wlidk.com/upfiles/oJj28373.gif
ودمتم برعاية بقية الله الأعظم