المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهمية شبكة اتصالات حزب الله !


بنتُ علي
14-05-2008, 11:35 PM
أهمية شبكة اتصالات حزب الله (1)

بقلم: حسام مطلق

09 أيار 2008 الساعة 21:47
http://www.halwasat.com/images/stories/opinion/war.jpgجرت العادة في الأنظمة العربية أن تعتمد سياسة سد الذرائع " الباب إلي يجيك منو الريح سدو واستريح " ومن هنا فليس دور المواطن أن يعرف, نحن نعرف هذا يكفي, سوف نتخذ كل وسيلة ممكنة لحماية الوطن. ولكن في لحظة ما وفي منعطف ما تتجه الأمور إلى زاوية لم تكن في الحسبان. ربما لأنها تتطلب أحمقا كي يدفع بها إلى هناك, وربما لأن الطرف الآخر أدرك هذا الضعف المعرفي لدى المواطن العربي وآمل بأن يستفيد منه في لعبة الحرب النفسية.
يوم أمس كنت أتحدث إلى صديقة من لبنان ليس لدي أدنى شك في حبها لبلدها ولا في ولائها له وصدمني أنها تتحدث عن مائة ألف خط لحزب الله وأن العدد كبير وتستغرق في تفاصيل أخرى حاولت بسؤال واحد أن أدفعها كي تعيد النظر في طريقة التفكير : هل عيشك اليومي متأثر إن كان لحزب الله مائة ألف أو مليون خط؟. لأن ما علينا أن نمنع أيا كان من الاقتراب منه هو العيش الكريم للمواطن, أما التفاصيل الأخرى فيفترض أن يمتلك المواطن تلقائيا مناعة المحاكمة العقلية التي تقوده للنتيجة السليمة والتي تتطلب قبل كل شيء المعرفة.


ما أناقشه في السطور أدناه هو قرار الحكومة اللبنانية وضع شبكة حزب الله تحت سيطرة الدولة وقرار ملاحقة المخالفين. لن أتحدث عن الأسانيد القانونية ففي اللحظة التي تتعرض فيها سلامة الأوطان للخطر تسقط كل الاعتبارات وكل القيم ويصبح الحفاظ على سلامة الوطن هو الحق الوحيد. ما سآتي عليه في السطور أدناه هو عرض لمعلومات ليست سرية بل متداولة في مراكز الأبحاث ولكنها سرية فقط على عقول المواطنين العرب بناء على قرار من الأجهزة الأمنية تحت بند سد الذراع.
كي أصل إلى القضية الأساس, أي شبكة اتصالات حزب الله, سوف أمر على تفاصيل كثيرة قد يرى البعض فيها خروجا عن الموضوع نفسه, ومن هنا كانت مقدمتي السابقة فأنا أخاطب هنا وعي الإنسان العربي ولا أكترث للدفاع عن حزب الله. فللحزب من يدافعون عنه وله كما شاهدنا مقاتلين يمنعون ما يضر به. المشكلة برأيي أن الأنظمة العربية, كلا وفقا لزاويته, قد أغرقت الشعوب العربية بالمحظورات المعرفية وكلها في لحظة ما تصبح أما ضرورة خطبة ود الشارع العربي وعندها تتجه إلى النخب كي تتحرك الأقلام للدفاع عن المواقف.
بالنسبة لي سوف أقفز فوق قواعد اللعبة الراسخة بين المثقف العربي والسلطة وأعرض على القراء معلومات وصفتها بأنها ليست سرية إلا في قاموس المخابرات العربية وأمام المواطن العربي ولكنها برأي كفيلة بأن تضع المواطن العربي في إطار معلوماتي صحيح يخوله أن يطلق أحكاما منطقية على الأحداث المستجدة بدون نجدة الأقلام المدجنة مخابراتيا. ولذا أقدم في السطور التالية بحثا متواضعا هو في حقيقته ليس أكثر من تجميع معلومات مبعثرة من مراجع متعددة تساعد القراء العرب من غير المتخصصين كي يدركوا ماذا يجري في لبنان وليكون في متناولهم ما يكفي من الخلفية المعرفية التي تحصنهم لمرات قادمة.
البحث وكي تكتمل الفائدة منه سوف أتعرض فيه للتالي :
1- العقيدة العسكرية الإسرائيلية.
2- الحرب النفسية.
3- لمحة عن المراكز الأمنية الإسرائيلية والأميركية وعلاقة التنسيق بينها وبين عدد من الدول العربية.
4- معلومات تقنية عن السي أي ايه .
5- إلقاء ضوء عن مراكز الأبحاث الأميركية المؤثرة في السياسة الأميركية.
6- آليات التجسس الإلكتروني.
7- كيف يجند الأميركيون العملاء وتحديدا بين العرب.
8- لمحة عن الصراع بين حزب الله وإسرائيل يتضمن عرض لتاريخ ما تسميه إسرائيل بالاستهداف .
9- وأختم بتوضيح عن طبيعة طلب الحكومة إلحاق شبكة اتصالات حزب الله بشبكة الدولة .
وسوف أؤجل التنويه إلى المراجع التي استند إليها حتى نهاية السلسلة بالنظر لاحتمال أن استعين بأكثر مما هو وارد في ذهني الآن مع انطلاقي بإعداد هذه الحلقة.
آملا أن تعم الفائدة على الجميع كي نصل إلى مواطن مخلص بوعي لا بالعاطفة. مواطن متحضر محصن بذاته عن الخارج لا بتهديد المخابرات وسطوة أقبيتها المقيتة. فالإنسان إن كان لا يستطيع أن يتحكم بظروفه إلا أنه حتما قادر على أن يتحكم بردود أفعاله عند وقوع المستجدات, وهو لهذا بحاجة إلى الحصانة المعرفية وأذكر الجميع هنا بفلم البريء لأحمد زكي والذي يمثل عمليا واقع الكثير من المواطنين العرب. الكل غيور على الوطن والكل مستعد لقتل باقي هذا الكل خدمة لأعداء الوطن.

أولا – العقيدة العسكرية الإسرائيلية.
تعتبر نظرية الجيش الإسرائيلي على المستوى الإستراتيجي دفاعية ولكنها تتخذ أسلوب الهجوم لتحقيق النتيجة الدفاعية. فإسرائيل ورغم كل الحديث عن الحدود الممتدة من الفرات إلى النيل يحكمها من يدركون جيدا استحالة تحقيق هذا الشعار ولكنهم يستمرون بطرحه لأنه أساسا يحقق لهم من خصومهم ردود أفعال تخدمهم في ظل مجتمعهم الأكثر وعيا من مجتمعات " أعدائهم " باللغة الخطابية الأصلح مع المجتمع الدولي. الشعار الإسرائيلي هو جزء من الحرب النفسية التي سوف نتطرق لها لاحقا.
لماذا يعتمد الإسرائيليون تكتيك الهجوم لتحقيق إستراتيجية الدفاع؟.
في الحرب عادة هناك مد وجزر, هناك مرات تتقدم فيها قواتك ومرات تتعثر, وفي مرات تتراجع. فحتى الجيش الأميركي بكل سطوته وبرغم كل حال التقهقر التي كان عليها الجيش العراقي بعد أسابيع من القصف الجوي المركز وقف عاجزا عن التقدم في النقطة الدفاعية العراقية الأولى " ميناء بحري صغير " مما اضطره إلى تجاوزه والاكتفاء بمحاصرته والزحف عبر الصحراء ليواجه مرة أخرى في الناصرية بمقاومة ليست في حسبانه أسر خلالها جنود أميركيون ثم ثالثا وبعد أن دمر الجيش العراقي نهائيا كانت المعركة الأخيرة في المطار حيث اضطر الأميركيون إلى استخدام اليورانيوم المنضب معرضين حياة جنودهم للخطر الإشعاعي لحسم المعركة. ماذا لو كان العراق فقط الناصرية وماذا لو كان الجيش الأميركي مثلا هو المتموضع على جغرافيا لا تتجاوز مساحتها الناصرية؟. هكذا علينا أن نفكر كي نفهم كيف يفكر الإسرائيليون ولماذا يميلون إلى التحرك ويميل العرب إلى البلادة.
في الحالة الإسرائيلية فإن المعركة سوف تدور في محافظة عراقية واحدة, فإن تكرر سيناريو حرب تشرين من عام 1973 فإن نصر عسكري واحد واضح كافي بإزالة إسرائيل وكل قرارات مجلس الأمن لن تعيدها للحياة بعدها.
من هنا وجد الإسرائيليون أن الحروب يجب أن تقوم على ما أسموه " أرض العدو " أي في سوريا أو لبنان أو الأردن أو مصر.
وتدريجيا ومع كل مرة يخرج فيها نظام عربي من المواجهة المباشرة إما باتفاق سلام أو باتفاق فض اشتباك تتقلص الأرض التي يكون الإسرائيليون قادرون فيها على الحرب. لتصل في نهاية المطاف إلى مزارع شبعا وفقا لاتفاق الاشتباك الذي توافقت عليه الأطراف الميدانية بعد أن أشرف تيري رد لارسون على رسم الخط الأزرق, ومن هنا كان العذر الإسرائيلي في حرب 2006 حين أسر حزب الله الجنود متجاوزا الخط الأزرق من غير مزارع شبعا. يجب أن ندرك أمرا مهما هنا أن حالة اللاسلم واللاحرب تخدم إسرائيل أكثر من أي طرف أخر حين تكون هناك قواعد للاشتباك. فالمساحة التي على الإسرائيليين أن يحذروا منها هي مؤطرة بحدود ضيقة وقواعد اشتباك أنتجتها موازين قوى دولية تصب في مصلحتهم. من هنا علينا دائما أن نبني في دواخلنا قناعة ترتكز إلى نقطتين : التحرك – التحرك بحرية. فكلما ارتفع مستوى المفاجئة كلما كان الارتباك والنزعة نحو الارتجال أعلى. والارتجال الذي يقوم على ارتباك له نتيجة واحدة هي الفشل. إسرائيل تنتصر لأنها تخطط وتنفذ والطرف العربي دائما هو المدافع المرتبك. اعتقد أنه قد آن الآوان كي تطوى هذه الصفحة.
ضمن هذا الواقع الميداني فإن الجيش الإسرائيلي أمام واقع أسموه " لا خيار ". أي ليس لدى إسرائيل رفاهية انتظار الحرب, عليها دائما أن تبادر إليها هي. الجيش الإسرائيلي ملزم باتخاذ المبادرة وعلى القيادة السياسية أن تنفذ الخيار العسكري وأن تفتعل الظروف الإقليمية والدولية المناسبة ولذا أشار تقرير غرينود إلى أن الإعداد لحرب 2006 كان قد سبق مهاجمة حزب الله لأهداف إسرائيلية بستة أشهر . بكل بساطة وقت الضرورة على الحكومة أن تفتعل حدثا لتنفيذ الحرب على أرض العدو عبر أجهزة استخباراتها حتى ولو كان الطرف العربي, كما هو في معظمه, في حال الغيبوبة. المعركة دائما يجب أن تدور على أرض " العدو ". وقد آمن الجيش الإسرائيلي على مدى ما يقرب من نصف قرن أن عداء الدول العربية المجاورة لإسرائيل غير قابل للتغيير, عداء الشعوب طبعا.
ويرى المفكرون العسكريون في إسرائيل ، إن الرد على التفوق الكمي لـ " أعدائهم " يكون بالجودة. الجودة الشاملة التي تشكل التكنولوجيا جانبا منها فقط.
رأى الكثير من المحللين الإسرائيليين أن كارثة حرب تشرين كانت تجسيداً لعواقب الإقدام على فعل ما يخالف النظرية الأمنية : فقد كان من المفترض أن تُوجَّه ضربة وقائية إلى كل من مصر وسورية ، وهو ما لم يفعله قادة إسرائيل .
ويضيف هؤلاء المراقبين إنه لو تصرف الجيش الإسرائيلي حسب الإنذار الذي تلقاه وتصرف على ضوء عقيدته وشن الهجوم فإن كل الفشل لما كان ليحدث أبداً. هذا الدرس تعلم منه الإسرائيليون, التفوق وحده غير كافي حين تكون لدى عدوك إرادة القتال, لابد من تدمير عدوك, إن لم يكن بدنيا فلا أقل من تدمير إمكانياته كي لا يكون قادرا على الهجوم. وأكرر هنا, إن الهجوم الإسرائيلي ليس رغبة في احتلال العواصم العربية بل خوف من تلك الملايين التي تحيط بهم. فبكل بساطة لو جردت الدول العربية من الجيوش فلن تجرؤ إسرائيل على التقدم نحوها وتجربة الانتفاضة في الضفة وغزة دليل ما بعده دليل على عجز الجيش الإسرائيلي على السيطرة على التجمعات السكانية.
بإمكاننا أن نفهم المعادلة بشكلها الأوضح حين نقيم مقارنة بالورقة والقلم بين قوة منظمة التحرير الفلسطينية ( دبابات – مضادات طائرات كتف – مضادات دبابات – مليارات الدولارات – حدود برية مفتوحة للتزويد بأي احتياجات ومع ذلك طردت منظمة التحرير- , وبين واقع الفلسطيني في الضفة وغزة في ظل الانتفاضتين ) .
كانت نسبة القتلى الفلسطينيين إلى الإسرائيليين تساوي تقريبا 25 فلسطينيا مقابل إسرائيلي واحد ، قلصت الانتفاضة الثانية هذا العدد ليصل إلى ثلاث فلسطينيين مقابل إسرائيلي واحد.
ضمن مبدأ التفوق النوعي الذي يؤمن الإسرائيليون أنهم مجبرون على حيازته تأتي قضية الحرب النفسية وحرب المعلومات وكل منهما موضوع مستقل من الناحية التقنية ولكنها في المحصلة جزء من الحرب الكلية.
في هذا الجزء سوف أتطرق إلى الحرب النفسية تعريفيا فقط تاركا للقراء الكرام أن يستخلصوا النتيجة في النهاية .

ثانيا – الحرب النفسية :
تعريف الحرب النفسية : استخدام وسائل إقناع غير عنيفة لتحقيق أهداف الحرب ، مع العلم أن الحرب النفسية لا تحسم الحروب ، فهي ليست سوى أداة إضافية لتحقيق أهداف الحرب .
إن هدف الحرب النفسية هو زعزعة الوضع النفسي في أوساط جنود العدو ، ودفعهم إلى التفكير بشكل عام وطرح أفكار وجودية بشكل خاص
أشار السيد حسن نصر الله في كلمته يوم أمس إلى ملايين الدولارات التي أنفقت من أجل تشويه صورة الحزب ونتائج الحرب التي خاضها مع إسرائيل في تموز 2006 . إلا أن دراسة قامت بها عدة مراكز أبحاث أميركية مجتمعة توزع عملها على ستة دول عربية خلصت إلى أن السيد حسن نصر الله هو الزعيم العربي الأكثر احتراما في نظر العرب, إلى ماذا يقودنا هذا؟. أن الشعوب العربية مستعدة من حيث المبدأ للتضحية, وأعداد العرب المشاركين في الحرب العراقية خير دليل. ومن هنا يجب التفكير في الآلية لا في النية. عودة إلى الحرب النفسية ولها ثلاثة عناصر : الجمهور المستهدف ، الرسائل ، وسبل إيصالها ، ويمكن تقسيم الجمهور المستهدف إلى ثلاثة : الداخل - العدو- جمهور حيادي ، ويعتبر الجمهور المستهدف الأكثر أهمية فهو المتلقي الداخلي ، فعندما تريد دولة تجنيد كل طاقاتها للحرب فهي ملزمة بإقناع مواطنيها في أن يكونوا ضحايا .
الجمهور المستهدف الثاني هو العدو، وهذا الجمهور يتقسم إلى اثنين : الجيش والمدنيين ، والهدف هو إقناع العدو بأنه لا يوجد له أمل في النصر ، وانه كلما انتهت الحرب بسرعة كلما كان ذلك أفضل له .
أما الجمهور المستهدف الثالث والأخير فهو الجمهور المحايد ، وهم الناس الذين لا يوجد لديهم علاقة مباشرة بالمعارك ، وذلك بهدف الحصول على تأييدهم أو على الأقل منع تأيدهم للعدو وهنا نحن نتحدث عن المجتمع الدولي في حالة إسرائيل.
العنصر الآخر هو الرسائل ، وهناك مجموعة من الرسائل تنقل إلى الجمهور المستهدف : رسائل لجمهور الداخل ، وهي رسائل تلبس العدو لباسا شيطانيا، رسائل لجمهور العدو تظهر عدم وجود أمل في الحرب ، ورسائل لعموم المتلقين ، تتضمن إيراد أدلة عن العدل والأخلاق.
تم دمج العمل النفسي مع العمل العسكري ، حيث استطاع حزب الله تحديد نقطة الضعف لجيش جنوب لبنان واستخدمها في حرب العصابات ، وقد جند حزب الله عملاء له داخل جيش جنوب لبنان ، والذين أعطوا الإحساس بأن كل شئ مكشوف مما ساهم في انهيار الروح المعنوية .
لقد أعطى الإلمام بالثقافة الإسرائيلية ثماره من خلال الاستفادة في تشكيل الرسائل ، فرون أراد الطيار الإسرائيلي وكذلك المفقودون ، شكلت صدمة للمجتمع الإسرائيلي، فتحرير الأسرى لا يزال محفور بشكل عميق في الثقافة اليهودية ، وقد أجاد حزب الله ذلك. ضمن جملة عناصر هي :
1 ) الإلمام بموضوع الحرب النفسية وجمع المعلومات وتوظيفها.
2 ) تحديد الرسائل الأساسية المركزة وعدم الانجرار إلى أحداث جانبية " وهو ما تحاول الحكومة اللبنانية اليوم توريطه فيه.
3 ) الانتقال إلى البصري عبر استخدامه للكميرا وتوثيقه للعمليات فهو بذلك نزع قدرة إسرائيل على الكذب ونستحضر حين كذبت إسرائيل سيطرة حزب الله على أحد المواقع ورفعه العلم اللبناني ليبث حزب الله شريطا يوثق المعركة بتفاصيلها بعد أن ترك إسرائيل تستغرق في كذبتها إمعانا في إذلالها.
4 ) كشف المعلومات وجمعها وهذا يستدعي ضمنا تحصين الذات عن تسريب المعلومات للعدو.
5 ) التنسيق والربط وهذا مع البند السابق ما يتطلب شبكة اتصالات آمنة والتي تشكل موضوع الأزمة الحالية في لبنان.

يتبع ( الحلقة القادمة لمحة عن المراكز الأمنية الأميركية والإسرائيلية ذات الطابع التجسسي).

بنتُ علي
14-05-2008, 11:40 PM
أهمية شبكة اتصالات حزب الله (2) - المراكز الأمنية الأميركية والإسرائيلية

قضايا و آراء (http://www.halwasat.com/*******/category/5/61/137/) بقلم: حسام مطلق 12 أيار 2008 الساعة 10:47 http://www.halwasat.com/images/stories/opinion/war.jpgالمراكز الأمنية الأميركية والإسرائيلية : التجسس والتنسيق.


متابعة للحلقة السابقة التي تطرق فيها إلى شبكة اتصالات حزب الله (http://www.halwasat.com/*******/view/2946/137/) والتي تحدثت فيها عن العقيدة العسكرية الإسرائيلية والحرب النفسية أتابع اليوم بالعرض لأجهزة التجسس الأميركية والإسرائيلية والتنسيق الذي يتم بينها.
تمتلك الولايات المتحدة أكثر من ثمانين منظمة مختصة في شؤون الاستخبارات موزعة على أربع مهام رئيسية هي :
1- جمع المعلومات.
2- تنفيذ العمليات الميدانية.
3- تحليل البيانات.
4- صناعة الأفكار.
تقدم هذه المنظومات نتائج أعمالها في تقارير لما يعرف بـ ( مركز علوم وتكنولوجيا الشؤون الأمنية ) ويرمز له اختصارا بـ ( التكنيون ) وتبلغ ميزانيّة السنوية موزعة على مختلف أجهزته الأمنيّة حوالي 30 مليار دولار.


أكثر أجهزة التكنيون شهرة على الصعيد العالمي هو السي أي إيه, ويعتقد الكثيرون خطأ أنه الجهاز الوحيد الموكل إليه مهام التجسس الخارجي ولعل هذا الفهم مبعثه المهام الميدانية المباشرة التي توكل إلى هذا الجهاز أكثر من غيره. وفيما يلي قائمة بأسماء الأجهزة الإستخباراتية الميدانية الأخرى التي تعمل ضمن منظومة " التكنيون " مع تعريج سريع على كل منها على أن أفرد للسي أي أيه قسما خاصا نظرا لسمعته الشائعة.
1- مكتب أمن الدولة ويشار إليه اختصارا بـ ( DHS ) وينطوي تحته عدد من الأجهزة تعمل كأذرع له ومهامه الحماية من الأجانب ومكافحة الجواسيس داخل الولايات المتحدة وقضايا الإرهاب الداخلي والتنظيمات السرية ذات الطابع الأمني أو السياسي.
2- وكالة الأمن القومي (NSA) ومن مهامه الرئيسة التجسس والتصنت بما فيها التصنت الإلكتروني وهو موضوع الخلاف بين الحكومة اللبنانية وحزب الله وحيث أن هذه النقطة كانت باعث كتابة هذه السطور أساسا فلا بأس من أن يحصل القراء الكرام على بعض التفاصيل التقنية عن هذا الجهاز كي يستبين لهم أمرين : الأول مدى المعجزة المتحققة في تحصن حزب الله عن الاختراق الأميركي والإسرائيلي والثاني مدى قدرة هذا الجهاز على تفكيك أي تنظيم في العالم بمجرد حصوله على مدخل لا أكثر, مهما صغر هذا المدخل.
وكالة الأمن القومي وهي أكبر الأجهزة الأميركية الموكل إليها شؤون التجسس الإلكتروني وبشكل أخص قضايا التصنت على المكالمات الهاتفية وأود الإشارة إلى أن هذا الجهاز شديد السرية من حيث طاقمه الوظيفي وتتعمد الولايات المتحدة إبقائه خارج الدائرة الإعلامية بل إن بعض انتصاراته تنسب للسي أي إيه نظرا لخطورة عمل هذا الجهاز ورغبة في إبعاد عناصره عن الإعلام. وظيفته كما أشرنا هي التصنت على جميع المحادثات والمخابرات والاتصالات بين جميع الدول والمؤسسات وقد وصل الأمر في هذا الجهاز أن قام مؤخرا بالتصنت على عدد من قادة الدول الأوربية وكلنا نذكر الأزمة التي قامت قبل أربع سنوات بين فرنسا والولايات المتحدة حيث تبين للفرنسيين أن مكالمات الرئيس الفرنسي جاك شيراك كانت تعترض وتسجل لدى هذا الجهاز. عدد العاملين في هذا الجهاز كان عام 1975م( 120.000) مائة وعشرين ألفاً، أما الآن فلا أحد يعرف عددهم بالنظر لطابع السرية الذي يحاط به فهناك آلاف الأميركيين الذين يغادرون صباحا للعمل في مؤسسات ذات طابع مدني ولكنهم في حقيقة الأمر يعملون في دوائرهم ومحلاتهم التجارية ضمن طاقم هذا الجهاز خصوصا مع انتشار الأنترنيت في العقد الأخير وإيكال مهمة التجسس الإلكتروني في الشبكة الدولية إليه. ومن المؤكد أن عدد العاملين في هذا الجهاز قد تضاعف ربما أكثر من مرة، ولكي يأخذ القارئ فكرة تقريبية عن مدى أهمية هذا الجهاز، نقول إنه يأخذ 80% من الميزانية التي تخصصها الولايات المتحدة الأمريكية لمختلف أنشطتها الإستخباراتية والتي كانت تقدر بـ27 مليار من الدولارات في العام الواحد ومع هذا فإن هذا الجهاز يفشل إلى اليوم في اعتراض مكالمة واحدة للسيد حسن نصر الله وسوف يرد شرح حول كيف أن اعتراض مكالمة واحدة كافي لأن يؤدي إلى قتله خلال أقل من 75 ثانية.
هذا الجهاز أسس في 24- 10- 1952م بأمر من الرئيس الأميركي هاري ترومان وظل سريا عن الرأي العام الأميركي, بل وحتى عن بعض القيادات الأميركية بمن فيها أعضاء الكونغرس سنوات طويلة.
قام الجهاز في بداية الأمر بالتنصت على المخابرات التي تتم بالشفرات بين الدبلوماسيين، وكذلك بين الضباط من الرتب العالية في جميع أنحاء العالم، ثم شمل نشاط التصنت جميع المخابرات والاتصالات الجارية في العالم (سواء أكانت بالهاتف الاعتيادي أم بالهاتف النقال أم بالفاكس)، ولاسيما للأشخاص المهمين من رؤساء الدول والحكومات، والوزراء، والضباط، ورؤساء الأحزاب، ورجال الأعمال المهمين... إلخ، وهو يستخدم في هذا السبيل محطات تصنت منتشرة في عدد غير محدود من دول العالم منها قبرص المجاورة للبنان وكذلك في أنحاء مختلفة من العالم (في القواعد والمطارات العسكرية، وفي السفن الحربية، والغواصات، والطائرات العسكرية، والأقمار الصناعية بل إن بعض السفارات الأميركية حول العالم خصوصا حين تكون المساحة المخصصة للبناء كبيرة تتضمن أبراج تجسس كما في الرياض والقاهرة). ويذكر أنه مع نمو نزعة الولايات المتحدة في السيطرة على العالم والتحدي الذي شكله الإتحاد السوفيتي لها صار هذا الجهاز يعترض المكالمات العادية للأشخاص العاديين أيضا ولكن بشكل عشوائي ومع تطور التكنولوجيا صار يعترض مواضيع محددة بغض النظر عن الأشخاص حيث تضاف كلمات محددة إلى أجهزة الكومبيوتر التي تعمل على برامج خاصة مثل : فلسطين – حق العودة – حسن نصر الله – حزب الله – جهاد ...الخ من مصطلحات تخص منطقتنا ويقوم الكومبيوتر مباشرة باعتراض أي مكالمة يتفوه أي من طرفي الحوار بأي كلمة من هذه فإن تكررت عدة كلمات نقلت المكالمة إلى مرحلة أخرى من الأخضر إلى البرتقالي ومع وجود تسجيلات صوتية لمعظم المستهدفين من رؤساء الدول والتنظيمات بمن فيهم السيد حسن نصر الله فإن الكومبيوتر يتعرف مباشرة على بصمة الصوت وينقلها إلى المرحلة الحمراء حيث يتلقاها ضباط ذوي رتب عالية مخولون بإصدار قرارات شديدة الحساسية كأوامر القتل لأي منصة صواريخ أو طائرة بدون طيار في منطقة الهدف. من الناحية النظرية تكفي مكالمة مدتها خمسة وثلاثين ثانية كي يتم تحديد مكان السيد حسن نصر الله أو أحد قيادي حزب الله الميدانيين وبعد ذلك لا يتطلب الأمر أكثر من إرسال إحداثيات الموقع إلى نقطة إطلاق الصاروخ, وهذه تتم بـ 1 من 16 من الثانية أي أن الضغط على زر الإرسال يستغرق زمنا أطول من انتقال الإحداثيات إلى منصة إطلاق الصاروخ سواء أكانت أرضية أو بحرية أو جوية. وهنا لابد من الإشارة إلى أن هدف مثل السيد حسن نصر الله موجه نحوه أكثر من منصة إطلاق بحري وجوي وبري من بحار مختلفة هذا غانيك عن أن هذه الإحداثيات قد ترسل بالتوازي إلى إسرائيل كي تتولى المهمة منفردة أو بالشراكة وفقا للتنسيق المسبق. هنا أود أن أذكر القراء الكرام بكلمة سفير اليونان حين طلبت منه الولايات المتحدة إخراج السيد عبد الله أوجلان من السفارة اليونانية ورد بأنه غير موجود لديهم فقال له ضابط السي أي أبه : سعادة السفير هل تريد أن أسمعك الحوار الذي أجراه قبل دقيقة واحدة! فتوجه السفير إلى أحد معاونيه وهو يقول : كم مرة قلنا لهذا الأحمق ألا يستخدم الهاتف! طبعا يقصد بالأحمق السيد أوجلان. وبعدها, وهكذا إنتهى مصير السيد أوجلان وألقي القبض عليه بعد أن لم يعد بإمكان اليونان أن تحميه حيث تم اعتراض السيارة التي كانت تحاول نقله إلى مكان أخر. أما التنسيق الذي تم بين كل من الاستخبارات التركية والإسرائيلية والسي أي إيه فقد كان للجزء الميداني والذي يعتبر الجزء الأيسر من أي عمل استخباراتي. بل إنه في بعض الأحيان توكل أجهزة الاستخبارات بعض المهام القذرة لعصابات إجرامية متخصصة كي تبقي عملائها في آمان, خصوصا حين يكون بالإمكان تبرير العمل ضمن النطاق الإجرامي. أي أنه وبخلاف ما يعتقد الكثيرون فإن المهمة الأكثر مشقة في العمل المخابراتي هي تحديد مكان الهدف أما التالي فحتى الدول ضعيفة القدرة المخابراتية لديها إمكانية تنفيذ الاغتيالات. عودة إلى تاريخ (NSA) فبعد مدة قصيرة من تشكيله حدث ما يمكن أن يسمى تنازع اختصاصات بينه وبين بعض الأجهزة بل إن البعض يقول أن هذا الجهاز صار يتجسس على الأجهزة الأخرى منها السي أي إيه لذا صدر في عام 1952م تعميم سري يحدد مجال عمل وحدود نشاط كل من: (NSA) و(CIA) لكي لا يكون هناك أي تصادم أو تداخل بينهما، وحرصا على أن لا يتصادم الرجال في الجهازين على خلفيات شخصية. وبعد عام واحد من هذا التاريخ صدر تعميم من البيت الأبيض حدد فواصل التداخل بين (CIA) وبين (FBI)، كما سمح لـ(CIA) باستعمال الأجهزة الإلكترونية للتصنت شريطة عدم التصادم مع نشاط (FBI) وظلت مساحة NSA فيما عدا ذلك حرة وغير مقيدة.
3- السي أي ايه وأنا هنا أتعمد إدراجها بعد ( NSA ) وفقا لترتيب الأهمية من جهة وكي لا يكون عرضي السابق قد أدى إلى تقليل أهمية السي أي إيه, فحين نقول أنها ليست الجهاز الأمني التجسسي الأكثر أهمية فهذا لا يعني أن هذا الجهاز ليس ذا طبيعة خرافية فعلا, وهنا بعض التفاصيل. يقع مركز الاستخبارات المركزية في ضاحية "لانغلي" وتبعد 15 كلم عن واشنطن العاصمة وهو مركز محصن تحصينا طبيعيا بوجود نهر "بوتوماك"، فضلا عن الحراسة المشددة عليه والكاميرات التلفزيونية والميكروفونات الالكترونية المسلطة على المنطقة المحيطة ليلا ونهارا. وتبلغ مساحة هذا المركز حوالي 125 ألف متر مربع، بلغت تكاليف الإنشاء عام 1966 ، 46 مليون دولار وهذا يعادل وفقا لفرق سعر الدولار ودون أي حسابات أخرى قرابة 765 مليون دولار وأذكر أنني هنا لا آخذ بعين الاعتبار بعض القوانين الحسابية التي قد تذهب بهذا الرقم إلى أكثر من مليار ونصف المليار دولار. ويحيط بالمبنى سور يبلغ ارتفاعه أربعة أمتار ممتدة على أربع على مسافة عدة كيلو مترات تعلوه أسلاك شائكة. كما أن للسي أي أيه مئات الأبنية الأخرى المنتشرة حول العالم تستخدم للأعمال الميدانية بينها السجون الطائرة التي تمتد عبر أوروبا المتحضرة والديمقراطية غانيك عن آلاف المشاريع الصغيرة والكبيرة التي تستخدم للتمويه والتمويل.
يقدر عدد العاملين فيها بحوالي 250 ألف موظف وجاسوس غانيك عن آلاف أخرى من المتعاونين لأسباب أيديولوجية ممن لا يتقاضون أجور مباشرة ولذا لا يسجلون في قوائم المصاريف التي تقدمها الوكالة في ميزانية نفقاتها. هذا العدد الهائل من الموظفين يقدمون خلاصة أعمالهم في تقرير يطلع عليه الرئيس الأمريكي صباح كل يوم. هذا التقرير الذي يقدم للرئيس الأميركي كل صباح هو في الحقيقة ملخص لـ 100 مليون وثيقة ولا أقول ورقة فبعض الوثائق هي عدة صفحات أو قد تكون مجلد, وكي يكون القراء الكرام في صورة أدق فإن السي أي إيه في كل يوم تتلف 40 طناً من الورق وهذه الأطنان هي فقط التقارير التي لا قيمة لها برأي المحللين المختصين في الجهاز أما باقي التقارير فتأخذ طريقها للحفظ أو الانتقال إلى رتبة أعلى من الكادر الوظيفي. أما المهام الملقاة على عاتق السي أي ايه إضافة إلى قيامها بالتصنت اسوة بشقيتها الكبرى أنفة الذكر فهي تقوم بنشاطات وفاعليات تجسسية تعتمد على الأفراد، أي عمل ميداني أكبر. لذا يتم تدريب الجواسيس عندها على جميع الأنشطة التجسسية ولكن وأهمها هو التسلل إلى مخابرات الدول الأخرى، وتصيد عملاء لها من بين أفراد تلك المخابرات، كما تقوم بتبادل المعلومات الاستخبارية مع الدول الصديقة.
وكالة المخابرات الأمريكية (CIA) تملك اقمار تجسس وأجهزة حاسوب عملاقة في مدينة (فورت ميد - ماريلاند) تتصنت بها على جميع الاتصالات التي تجرى في العالم بشكل مستقل على شقيتها NSA، وتصل بريطانيا إلى جزء من هذه المعلومات بحكم أن مقر الاستخبارات البريطاني في شيلتنهام يساهم في جمع بعض هذه المعلومات بالتنسيق مع السي أي إيه حين يكون الهدف أكبر من قدراته كما انه وعبر مركزه الرئيسي ويجمع بعضا منها بشكل مستقل في بعض الأحيان . هذا وقد كشفت المعلومات التي حصل عليها الطلاب الأميركيون عند احتلالهم للسفارة الأميركية بعيد ثورة ( الخميني) سنة 1979م أن المخابرات الأمريكية (CIA) كانت تدفع أكثر من 250 ألف مرتب شهري لعملاء في منطقة الشرق الأوسط وحدها عبر مكتبها الأول في الشرق الأوسط والذي كان مقره سفارتها في طهران و تتراوح مراكزهم عملائها من رؤساء دول إلى وزراء وقيادات حزبية وسياسية حاكمة ومعارضة على حد سواء وتتسلسل المراتب من العملاء , لتصل إلى تجار و فنانين وكناسين في الشوارع !!!. وطبعا جميع هؤلاء لا يدرجون ضمن لوائح الموظفين ولكن لهم ميزانية مستقلة وفقا لأهميتهم اللحظية أو المتوقع منهم مستقبلا. بقي أن أشير إلى أن السي أي إيه تحصل على ما يقارب ثلاثة مليارات دولار سنويا من مجمل ميزانية الـ (التكنيون ).

4- مكتب التحقيقات الفيدرالية (FBI) وهذا الرمز هو إختصار لشعبة المباحث الرئيسية في وزارة العدل الأمريكية. ومع أن الأف.بي.آي هي التي تهتم بالأمن القومي الداخلي إلا أنها في حالة تنسيق دائم مع باقي أجهزة التجسس خصوصا وأن نشاط الإف بي أي مغطى بقرارات المحاكم الأميركية وبالتالي حتى على الصعيد الدولي يكتسب مشروعية وأذكر بأن عددا من قيادات التنظيمات الفلسطينية وحزب الله وباقي التنظيمات المناوئة للولايات المتحدة قد صدر أوامر اعتقال دولية بحقهم من مكتب الإف بي أي وعممت على الأنتربول كي يكون لها غطاء قانوني وبحجج مخالفات مالية وذلك لرفع الحرج عن بعض الدول التي لا تسمح قوانينها بتسليم المطلوبين بتهم سياسية. كما أن هذا الجهاز يشرف على علميات تبييض الأموال التي قد تحتاجها الأجهزة الأخرى وقد كان دانيل أورتيكا الذي اتهمته الولايات المتحدة بالاتجار بالمخدرات أحد ضحايا جهاز الأف بي أي عبر مذكرة قضائية ارسلت للقوات المسلحة الأميركية لتنفيذها. ومعظم تجارة المخدرات التي كانت تتم مع طالبان خلال فترة حكمها كانت تجري بغطاء من الأف بي أي كما العديد من عمليات انهيار بنوك في الشرق الأوسط تمت لحساب عمليات قذرة قام بها الأف بي أي كي يمول بعض عملاء الأجهزة الإستخباراتية الأميركية وثروة السيد الجلبي عضو مجلس الرئاسة العراقي السابق كانت من تلاعبات الإف بي أي.
ويُطلق على المحقِّقين في هذا المكتب اسم هيئة المحققين الخصوصية، ويُشرف على مكتب التحقيقات الفيدرالي مدير، يعينه الرئيس بعد موافقة مجلس الشيوخ، وكما السي أي إيه فإن للإف بي أي مئات المبان عبر الولايات المتحدة منها ستين فرعًا علنيا الولايات المتحدة كما أن له فروع علنية في كل خمسة عشر بلدا آخر. إلا أن مقره الرئيسي هو في مقاطعة كولومبيا من ولاية واشنطن فهناك يشرب رئيس الاف بي أي قهوة الصباح.
كما يضم المكتب نحو 22 ألف رجل وامرأة، منهم حوالي 9,400، يعملون في هيئة المحققين الخصوصية. وتبلغ ميزانية المكتب السنوية حوالي بليون ونصف بليون دولار أمريكي.
ويضم قسمُ الأحوال الشخصية التابع لمكتب التحقيقات أكبر مجموعة في العالم من بصمات الأصابع؛ حيث تحتوي ملفاته على 185 مليون بصمة منها بصمات لأكثر من 100 مليون مشتبه. وتساعده هذه البصمات على التعرف على نحو 55,000 من المشتبه فيهم. وقد بدأ المكتب في السنوات السبع الأخيرة بإضافة بصمات العين لكل من يمر من مطارات العالم فيما عدا الدول التالية : إيران – سوريا – لبنان – الجزائر – ليبيا – فنزويلا -كوبا والدول التي لا تزال منطوية تحت اللواء الروسي. ويقوم المحققون الخاصون في هذا الجهاز بجولات تفقدية فجائية الطابع على مطارات ومواني عشرات الدول في العالم بما فيها العربية غير المذكورة أعلاه. أما المعمل الجنائي أو ما يعرف بـ ( المركز القومي لمعلومات الجريمة ) والذي تحفظ فيه البصمات الأصبعية والعينية والصوتية فيُعد من أفضل معامل الجريمة في العالم، حيث يقوم علماء مكتب التحقيقات الفيدرالي بفحص مايزيد على 900 ألف قطعة من الأدلة في كل عام، بما في ذلك الطلقات النارية ونماذج الكتابات اليدوية. والمعمل الجنائي مُزَوَّد بنظام تخزين أسطوري للمعلومات في حاسوب خارق واستثنائي على الصعيد العالمي حيث يحوي نحو 20 مليون سِجِل إجرامي كامل ( فيش وملف ) تتعلق بأشخاص مشتبه فيهم أو بممتلكات مسروقة. ويقدم المركز معلومات وإجابات لنحو 605,000 استفسار وسؤال تصله في اليوم الواحد من الأجهزة الأميركية الثمانين التي أشرنا إليها بالإضافة إلى دوائر الشرطة والقضاء والأنتربول, ولكن دائما مع التذكير أن تعاون الاف بي أي مع العالم الخارجي مقنن على الشكل الصوري بالنسبة للمعلومات الصادرة ولكن العديد من كومبيوترات الأمن الجنائي في الدول العربية مرتبط مع الأف بي أي حيث تعمل تلك الحواسيب على برامج مصممة أساسا من قبل الأف بي أي ويتلقى المعلومات فيها متقنون للغة العربية حيث يُقدِّم المعهد التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي في كوانتيكو في ولاية فرجينيا تدريبات في الطرق المتقدمة لـ" محاربة الجريمة " لعدد من أجهزة الأمن الجنائي في العديد من الدول العربية.
ويذكر أنه من الناحية القانونية فقد صدر في العام 1972 قرار من المحكمة الأميركية العليا أبطل قرار الرئيس الأميركي ترومان بصلاحية الأف بي أي بالتجسس على أي شخص داخل الولايات المتحدة بدون مذكرة قضائية ولكن عمليا لم يكن القرار ليطبق وقد تبين أنه في عام 1973م وحده تم التصنت على ستمائة مواطن أمريكي، وعلى ستة آلاف أجنبي يعيشون في الولايات المتحدة، وكان ضمن هذه المكالمات المسجلة مكالمات للسيناتور روبرت كندي ـ الذي قُتِل عام 1988م مع سوم جينكانا، و الذي كان من أكبر رؤساء المافيا آنذاك.
كنت قد وعدت بأن تتضمن هذه الحلقة عرضا لكامل الأجهزة الأميركية والإسرائيلية التجسسية ولكن مع امتداد السطور لهذا القدر أفضل أن أقسم هذه الحلقة إلى حلقات حرصا على الفائدة وكي لا أثقل على القراء الكرام. إلا أنني أود قبل أن أغادركم أن أستحضر السؤال التالي : هل يعقل أن تكون لدي هذه التفاصيل وأنا القارىء العادي, بل حتى قل القارىء المتخصص, فيما يدعي كل من السيد فؤاد السنيورة والسيد وليد جنبلاط ومعهم السيد سعد الحريري ولدى كل منهم أجهزة مخابرات خاصة غانيك عن علاقات دولية ومع ذلك يقولون أنهم لم يقدروا مدى أهمية شبكة اتصالات حزب الله ؟. إستغباءهم للعالم العربي والإسلامي يذكرني بمشهد ضابط الشرطة في الأفلام المصرية وهو يصفع النشال على مؤخرة رأسه حين يكذب ويقول له : أنت بتستعبط يا لى.



تحياتي : بنتُ علي

بنتُ علي
14-05-2008, 11:42 PM
بعض تعليقاتي الخاصة :



فبكل بساطة لو جردت الدول العربية من الجيوش فلن تجرؤ إسرائيل على التقدم نحوهاوتجربة الانتفاضة في الضفة وغزة دليل ما بعده دليل على عجز الجيش الإسرائيلي علىالسيطرة على التجمعات السكانية



استوقفتني هذه العبارة للكاتب ...فالجيوش ليست حامية إذاً ...إنما _---------


- وكالة الأمن القومي (NSA) ومن مهامه الرئيسة التجسس والتصنت بما فيها التصنتالإلكتروني وهو موضوع الخلاف بين الحكومة اللبنانية وحزب الله وحيث أن هذه النقطةكانت باعث كتابة هذه السطور أساسا فلا بأس من أن يحصل القراء الكرام على بعضالتفاصيل التقنية عن هذا الجهاز كي يستبين لهم أمرين : الأول مدى المعجزة المتحققةفي تحصن حزب الله عن الاختراق الأميركي والإسرائيلي والثاني مدى قدرة هذا الجهازعلى تفكيك أي تنظيم في العالم بمجرد حصوله على مدخل لا أكثر, مهما صغر هذاالمدخل.



قال السيد نصر الله بانه لاتوجد شفرة لايمكن فكها ...دائما كلامه صادق ويحتاج لمن يعي كلامه ويقرأ ويفهم كي يعرف مدى مصداقيته الموّثقة ...

حيث تبين للفرنسيين أن مكالمات الرئيس الفرنسي جاك شيراك كانت تعترض وتسجل لدى هذاالجهاز. عدد العاملين في هذا الجهاز كان عام 1975م( 120.000) مائة وعشرين ألفاً،أما الآن فلا أحد يعرف عددهم بالنظر لطابع السرية الذي يحاط به فهناك آلافالأميركيين الذين يغادرون صباحا للعمل في مؤسسات ذات طابع مدني ولكنهم في حقيقةالأمر يعملون في دوائرهم ومحلاتهم التجارية ضمن طاقم هذا الجهاز خصوصا مع انتشارالأنترنيت في العقد الأخير وإيكال مهمة التجسس الإلكتروني في الشبكة الدولية إليه. ومن المؤكد أن عدد العاملين في هذا الجهاز قد تضاعف ربما أكثر من مرة، ولكي يأخذالقارئ فكرة تقريبية عن مدى أهمية هذا الجهاز، نقول إنه يأخذ 80% من الميزانية التيتخصصها الولايات المتحدة الأمريكية لمختلف أنشطتها الإستخباراتية والتي كانت تقدربـ27 مليار من الدولارات في العام الواحد ومع هذا فإن هذا الجهاز يفشل إلى اليوم فياعتراض مكالمة واحدة للسيد حسن نصر الله وسوف يرد شرح حول كيف أن اعتراض مكالمةواحدة كافي لأن يؤدي إلى قتله خلال أقل من 75 ثانية.


وااااااو ...حقيقة لم أتوقع أن يصل التجسس لهذا الحد


وتتسلسل المراتب من العملاء , لتصل إلى تجار و فنانين وكناسين في الشوارع !!!. وطبعا جميع هؤلاء لا يدرجون ضمن لوائح الموظفين ولكن لهم ميزانية مستقلة وفقالأهميتهم اللحظية أو المتوقع منهم مستقبلا


بالطبع في كل دولة ..توجد طرق مختلفة للحصول على الجواسيس ....

للاسف ..

شكراً جزيلاً ..لللنقل الموفق والجيد جدا ....

بالفعل هذا الموضوع قرأته بترّوي ...لأني أحتاج أن افهم أكثر واكثر حول الشبكة ...فهي المرة الأولى التي نسمع عنها ولولا توضيح السيد حسن ..لما فهمتُ ماهي هذه الشبكة

إذا كان الأمر كذلك ..فأنا سأكتب وأكتب فقط أننا معك نصر الله ...حتى تأخذ أمريكا كلمتي بعين الاعتبار وتعتبر صوتي صوتاً عربياً ...يؤيد الحق
شكرا لكم أخي

بحر النور
18-05-2008, 02:05 AM
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك.
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك.
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني(1) (http://14masom.com/14masom/01/mktba1/book10/duaa.htm#1).
دعاء للإمام الصادق(عليه السلام)



الله يحفظ قادة حزب الله من العلاماء واالمجاهدين في حزب الله
واخص بالدعاء السيد حسن نصر الله حفظه الله ورعهه من كل عدو ا وحاسد

بنتُ علي
18-05-2008, 03:04 AM
الله يحفظهم يارب ......ويحفظ جميع علماءنا

اختي بحر النور ........شبكة الاتصالات لم تكن مهمة فقط لحفظ القادة ..إنما لحفظ السلاح ....وسرّية المعلومات المتناقلة بين كوادر المقاومة

الدولة أرادت ان تلحق شبكة حزب الله بشبكة الدولة وهكذا يصبح من السهل التجسس على حزب الله ..........وبالتالي اختراقه من قبل العدو والتشويش عليه

وقد اخبر السيد حسن نصرالله في مؤتمره الصحفي الاخير أن الشبكات التي قصفت ...واضطروا لاستخدام اللاسلكي ...نتج عنها استشهاد قادة في الحرب الاخيرة ... وهذا يكشف مدى اهميية الشبكة السلكية

شكرا لك اختي ............بارك الله بكم

تحياتي

عاشق الأكرف
19-05-2008, 03:13 PM
مشكووورة خيتو بنت علي

لكن الموضوع كبير صراحة وعشان كده تشوفي قليل الردود

ماينقرى كله لو مختصرة فيه كان اوكو

ننتظر جديدك

وشكرا

بنتُ علي
19-05-2008, 07:34 PM
اهلاً عاشق ........

ادري الموضوع طويل جدا جداً ...........

وكنت متوقعة مااشوف ردود ..............

واستغربت يوم شفت رد smilies/0011.gif

بس هدفي هو اداء واجب ..............

اني شفت الموضوع بمنتدى ......فتحت الصفحة ...ٍسكرت النت .... وحفظت الصفحة عندي ...........

انتظرت يصير البيت هدوء .............. وقرات الموضوع بترّوّي وشغف ...وبتركيز !!!!!!

الموضوع مهم ...يهمني علشان كده ممكن اقرأه

وممكن اسمع السيد ساعة وساعة ونص في مؤتمر وساعتين او ثلاث في مقابلة شخصية

لانه يهمني ..........

ولما حطيت المضووع بشكل كامل لاني ماقدرت اختصره ...بس كتبت تعليقاتي وهي اهم شي استخلصته وتوقيعي بعد سجل نقطة مهمة

اللي بيقرا المضووع ...وبتركيز ويقراه كله يبغى يفهم شوصاير .........

اللي مايحب يقرأ ............. بقوله باختصار :

ان حزب الله لما سوى اللي سواه علشان شبكة الاتصال ...
يمكن يقوولوا كيف يسوي كل هذا وكانت بتصير حرب اهليه كله علشان شبكة اتصال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اعتبروه جنى على لبنان

المم في موضوعي هذا :

شبكة الاتصال لو تم الحاقها بشبكة الدولة لتمكنت امريكا واسرائيل من التجسس على اتصالات حزب الله وبالتالي ستكشف كل مخططات المقاومة واسرارها ومواقع قادتها .........

حينها ليش الخوف فقط على القادة من اغتيالهم فهم لايخشون الموت

أنما الخوف على السلاح ...وعلى الانتصارات التي حصلت ..وعلى البلد ...لانه حين تُضرب المقاومة ...لإي سلاحها ستضيع قوة لبنان ........وسيصبح ساحة للعب لدى اسرائيل ...

وكان لابد اخي عاشق ان اذكر قدرات امريكا ومراكز تجسسها ...

السي اي ايه والا ف بي اي ...الخ ..............

هدفي اداء واجب