المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القلب الرقيق!!!!!


حساويه
18-05-2008, 12:15 PM
إن رقة القلوب وخشوعها وانكسارها لخالقها
وبارئها منحة من الرحمن وعطية من الديان تستوجب العفو والغفران،
وتكون حرزا مكينا وحصنا حصينا مكينا من الغي والعصيان.
ما رق قلب لله عز وجل إلا كان صاحبه سابقا إلى الخيرات مشمرا في الطاعات
والمرضاة.
ما رق قلب لله عز وجل وانكسر إلا وجدته أحرص ما يكون على طاعة الله ومحبة الله، فما ذُكّر إلا تذكر، ولا بُصّر إلا تبصر.
ما دخلت الرقة إلى القلب إلا وجدته مطمئنا بذكر الله يلهج لسانه بشكره والثناء عليه سبحانه وتعالى.
وما رق قلب لله عز وجل إلا وجدت صاحبه أبعد ما يكون عن معاصي الله عز وجل، فالقلب الرقيق قلب ذليل أمام عظمة الله وبطش الله تبارك وتعالى.
ما انتزعه داعي الشيطان إلا وأنكسر خوفا وخشية للرحمن سبحانه وتعالى.
ولا جاءه داعي الغي والهوى إلا رعدت فرائص ذلك القلب من خشية المليك سبحانه وتعالى.
القلب الرقيق صاحبه صدّيق وأي صدّيق.



القلب الرقيق رفيق ونعم الرفيق.



ولكن من الذي يهب رقة القلوب وانكسارها؟



ومن الذي يتفضل بخشوعها وإنابتها إلى ربها ؟



من الذي إذا شاء قلَبَ هذا القلب فأصبح أرق ما يكون لذكر الله عز وجل، وأخشع ما



يكون لآياته وعظاته ؟



من هو ؟ سبحانه لا إله إلا هو، القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء،



فتجد العبد أقسى ما يكون قلب، ولكن يأبى الله إلا رحمته، ويأبى الله إلا حلمه



وجوده وكرمه.



حتى تأتي تلك اللحظة العجيبة التي يتغلغل فيها الإيمان إلى سويداء ذلك القلب



بعد أن أذن الله تعالى أن يصطفى ويجتبى صاحب ذلك القلب.



فلا إله إلا الله، من ديوان الشقاء إلى ديوان السعادة، ومن أهل القسوة إلى أهل



الرقة بعد أن كان فظا جافيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من



هواه، إذا به يتوجه إلى الله بقلبه وقالبه.



إذا بذلك القلب الذي كان جريئا على حدود الله عز وجل وكانت جوارحه تتبعه في تلك الجرأة إذا به في لحظة واحدة يتغير حاله، وتحسن عاقبته ومآله، يتغير لكي يصبح متبصرا يعرف أين يضع الخطوة في مسيره.



أحبتي في الله:



إنها النعمة التي ما وجدت على وجه الأرض نعمة أجل ولا أعظم منها، نعمة رقة



القلب وإنابته إلى الله تبارك وتعالى.



وقد أخبر الله عز وجل أنه ما من قلب يُحرم هذه النعمة إلا كان صاحبه موعودا



بعذاب الله، قال سبحانه: (فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله).



ويل، عذاب ونكال لقلوب قست عن ذكر الله، ونعيم ورحمة وسعادة وفوز لقلوب انكسرت وخشعت لله تبارك وتعالى.



لذلك – أخواني في الله – ما من مؤمن صادق في إيمانه إلا وهو يتفكر كيف السبيل



لكي يكون قلبي رقيقا؟



كيف السبيل لكي أنال هذه النعمة ؟



فأكون حبيبا لله عز وجل، وليا من أوليائه، لا يعرف الراحة والدعة والسرور إلا



في محبته وطاعته سبحانه وتعالى، لأنه يعلم أنه لن يُحرم هذه النعمة إلا حُرم من



الخير شيئا كثيرا.



ولذلك كم من أخيار تنتابهم بعض المواقف واللحظات يحتاجون فيها إلى من يرقق



قلوبهم فالقلوب شأنها عجيب وحاله غريب.



تارة تقبل على الخير، وإذا بها أرق ما تكون لله عز وجل وداعي الله.



لو سُألت أن تنفق أموالها جميعا لمحبة الله لبذلت، ولو سألت أن تبذل النفس في



سبيل الله لضّحت.



إنها لحظات ينفح فيها الله عز وجل تلك القلوب برحمته.



وهناك لحظات يتمعر فيها المؤمن لله تبارك وتعالى، لحظات القسوة، وما من إنسان



إلا تمر عليه فترة يقسو فيها قلبه ويتألم فيها فؤاده حتى يكون أقسى من الحجر



والعياذ بالله.



وللرقة أسباب، وللقسوة أسباب :



الله تبارك وتعالى تكرم وتفضل بالإشارة إلى بيانها في الكتاب.



فما رق القلب بسبب أعظم من سبب الإيمان بالله تبارك وتعالى.



ولا عرف عبد ربه بأسمائه وصفاته إلا كان قلبه رقيقا لله عز وجل.

عاشقة الاطهار
18-05-2008, 01:13 PM
غاليتي حساوية

تعجز الحروف عزيزتي عن شكرك

موضوع رائع وقمة الروعة

(اللهم يا خير من سئل!.. ويا أجود من أعطى!.. حوّلنا مما نكره إلى ما تحب وترضى، وإن كانت القلوب قاسية، وإن كانت الأعين جامدة، وإن كنا أولى بالعذاب، فأنت أولى بالمغفرة)

وصلى الله على محمد وآل محمد.
لا تنسونا بالدعاء

همسة شوق
18-05-2008, 02:10 PM
غاليتي حساوية

تعجز الحروف عزيزتي عن شكرك

موضوع رائع وقمة الروعة

البحرانية
18-05-2008, 02:17 PM
اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد

بارك الله فيك اختي حساوية علىالمشاركة الرااائعة

وان شاء الله في ميزان اعمالك الصالحة

تقبلي مروري وتحيااااااتي

بنتُ علي
18-05-2008, 02:28 PM
اللهم إنا نعوذ بك من قلب لايخشع وعين لاتدمع

احسنتم اختي ..بارك الله بكم

حساويه
20-05-2008, 05:59 AM
مشكوره اخيتي
خجلتيني بمديحك
نسالكم الدعاء ايضا

حساويه
20-05-2008, 06:00 AM
مشكوره حبيبتي على المرور
لاعدمناك

حساويه
20-05-2008, 06:01 AM
مشكوره عزيزتي الحيدريه
لاعدما هالطله

حساويه
20-05-2008, 06:02 AM
امين يارب العالمين
مشكوره اخيتي على المرور

اولاد علي
20-05-2008, 11:36 AM
موضوع في منتهى الروعه

سلمت اناملك

عناقيد عشق
20-05-2008, 11:51 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد
وعجل فرجهم الشريف

جميل ما اخترتيه لنا
وكما قلتي ..
عندما يكون القلب حبيبا لله عز وجل، وليا من أوليائه، لا يعرف الراحة والدعة والسرور إلا
في محبته وطاعته سبحانه وتعالى..

والاجمل هذا الاحساس والشعور

سلمت يمناك

تحياتي لك

الخطاط
20-05-2008, 12:27 PM
شكرا على الموظوع .. تقبل مروري

حساويه
22-05-2008, 01:51 AM
الشكر لاولاد علي وعناقيد والخطاط للمرور

الدالوي
22-05-2008, 03:35 AM
مشكورة اختي علي الصورة وارجوا انا مو اي شيئ تقبلونه

حساويه
28-05-2008, 11:58 AM
لم افهم اخي قصدك
على العموم مشكور على مرورك

بحر النور
30-05-2008, 04:13 AM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين حبيب اله العالمين ابي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين ، اللهم صلِّ على الصديقة فاطمة الزكية حبيبة حبيبك ونبيك وأمُّ احبائك وأصفيائك التي انتجبتها وفضلتها واخترتها على نساء العالمين ، اللهم كُن الطالب لها ممن ظلمها واستخف بحقها وكن الثائر اللهم بدم اولادها اللهم كما جعلتها أمُّ أئمة الهدى وحليلة صاحب اللواء والكريمة عند الملاء الأعلى فصلِّ عليها وعلى امها صلاة تكرم بها وجه أبيها محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتقر بها اعين ذريتها وأبلغهم عني في هذه الساعة وفي كل ساعة افضل التحية والسلام واردد علي منهم السلام انك جواد كريم.


الله يحفظك ويحفظ قلمك اختي
http://www.albatoul.net/vb/cb/misc/progress.gif

بحر النور
30-05-2008, 04:24 AM
سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول : إنَّ أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن : يوم يولد ويخرج من بطن امّه فيرى الدنيا . ويوم يموت فيرى الآخرة واهلها ويوم يبعث فيرى أحكاماً لم يرها في دار الدنيا وقد سلّم الله عزّوجلّ على يحيى في هذه الثلاثة المواطن ، وآمن روعته فقال : (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيّاً).

احسنتي ايتها الحساويه المتميزه

نبراس النور
30-05-2008, 04:32 AM
سلمت يداك على ما خطته
من اشيء قيمه

نبراس النور

حساويه
30-05-2008, 06:51 AM
اشكر بحر النور
على تعليقك الجميل فانت المتميزه بردودك

حساويه
30-05-2008, 06:52 AM
مشكور نبراس النور
هذا كله من طيبك