السلامي
19-05-2008, 12:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعجل ففرج قائم ال محمد
الوصية النورانية
مرضت فاطمة عليها السلام مرضاً شديداً ، ومكثت اربعين ليلة في مرضها ، فلما نعيت اليها نفسها قالت لعلي عليه السلام : يابن عم ، انه قد نعيت الي نفسي ، وانني لا أرى مابي إلاّ انني لاحقه بأبي ساعة بعد ساعة ، وانا أوصيك بأشياء في قلبي .
قال لها علي عليه السلام : أوصي بما أحببت يابنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجلس عند رأسها وأخرج من كان في البيت ، ثم قالت : يابن عم ، ما عهدتني كاذبة ، ولا خائنة ، ولا خالفتك منذ عاشرتني .
فقال عليه السلام : معاذ الله ، أنت أعلم الله وأبر واتقى وأكرم وأشد خوفاً من الله ، من أن أوبخك بمخالفة ، وقد عزعلي مفارقتك وفقدك إلا انه أمر لابد منه ، والله جددت علي مصيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد عظمت وفاتك وفقدك ، بإنا الله وانا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وآلمها وأمضها وأحزنها ، هذه الله مصيبة لاعزاء لها ، ورزية لا خلف لها ، ثم بكيا جميعاً ساعة .
لخّصت فاطمة عليها السلام في هذا الحوار حياتها الزوجية في هذه العبارات ، فذكرت الامير عليه السلام باخلاصها وطهارتها واطاعتها لزوجها .
وشكر لها الإمام وفاءها ، وأثنى على طهارتها وقدسيتها ومعاناتها وتقواها ، وأبدى لها حبة ووده وتعلقه بها . وهاجت بهما الذكريات وحاشت الخواطر وتذكرا حياتهما السعيدة التي غمرتها الغبطة والدفء ، والوقوف جنباً إلى جنب في مواجهة الاحداث والمشاكل وتذليل الصعاب ، فانهمرت لذلك عيناهما بالدموع ، لعلها تطفيء نار القلب التي تقضي على الجسد .
وبعد ان بكيا ساعة أخذ علي عليه السلام رأسها وضمها إلى صدره ثم قال : أوصيني بم شئت ، فانك تجديني فيها أمضي كما امرتيني به ، واختار أمرك على أمري .
ثم قالت : جزاك الله عني خير الجزاء ، وأوصته بوصاياها ، وهي :
1 ـ يابن عم ، أوصيك ان تتزوج بعدي بابنة أختي امامة ، فانها تكون لولدي مثلي, فإنّ الرجال لابد لهم من النساء .
2 ـ ان أنت تزوجت إمرأة فاجعل لها يوماً وليلة واجعل لاولادي يوماً وليلة ، يا أبا الحسن لا تصح في وجوههم فيصبحا يتيمين غريبين.
3 ـ أوصيك يابن عم ، ان تتخذ لي نعشا ، فقد رأيت الملائكة صوروا صورته ، فقال لها : صفيه لي .. فوصفته ، فاتخذه لها .
4 ـ أوصت لأزواج النبي لكل واحدة منهن اثنتى عشرة أوقية .
5 ـ ولنساء بني هاشم مثل ذلك .
6 ـ وأوصت لأمامة بنت أبي العاص بشيء .
وكانت لها وصية مكتوبة جاء فيها : « هذا ما أوصت فاطمة بنت رسول الله بحوائطها السبع ؛ ذي الحسنى والساقية ، والدلال ، والغراف ، والرقمة ، والهيثم ، ومال أم ابراهيم ، إلى علي بن أبي طالب ، ومن بعده فإلى الحسن ، فإلى الحسين ، ومن بعد الحسين فإلى الاكبر فالاكبر من ولده ، شهد الله على ذلك وكفى به شهيداً ، وشهد المقداد ابن الاسود ، والزبير بن العوام ، وكتب على بن أبي طالب .
وروى ابن عباس وصية مكتوبة اخرى لها عليها السلام جاء فيها : « بسم الله الرحمن الرحيم . هذا ما أوصت به فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصت وهي تشهد ان لا اله إلا الله وان محمدا عبده ورسوله ، وان الجنة حق ، والنار حق ، وان الساعة آتية لا ريب فيها ، وان الله يبعث من في القبور ، يا علي : أنا فاطمة بنت محمد ، زوجني الله منك لا كون لك في الدنيا والآخرة ، انت اولى بي من غيري ، حنطني وغسلني وكفني بالليل وصل علي وادفني بالليل ولا تعلم أحدا ، واستودعك الله وأقرأ على ولدي السلام إلى يوم القيامة »
اللهم صل على محمد وعجل ففرج قائم ال محمد
الوصية النورانية
مرضت فاطمة عليها السلام مرضاً شديداً ، ومكثت اربعين ليلة في مرضها ، فلما نعيت اليها نفسها قالت لعلي عليه السلام : يابن عم ، انه قد نعيت الي نفسي ، وانني لا أرى مابي إلاّ انني لاحقه بأبي ساعة بعد ساعة ، وانا أوصيك بأشياء في قلبي .
قال لها علي عليه السلام : أوصي بما أحببت يابنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجلس عند رأسها وأخرج من كان في البيت ، ثم قالت : يابن عم ، ما عهدتني كاذبة ، ولا خائنة ، ولا خالفتك منذ عاشرتني .
فقال عليه السلام : معاذ الله ، أنت أعلم الله وأبر واتقى وأكرم وأشد خوفاً من الله ، من أن أوبخك بمخالفة ، وقد عزعلي مفارقتك وفقدك إلا انه أمر لابد منه ، والله جددت علي مصيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد عظمت وفاتك وفقدك ، بإنا الله وانا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وآلمها وأمضها وأحزنها ، هذه الله مصيبة لاعزاء لها ، ورزية لا خلف لها ، ثم بكيا جميعاً ساعة .
لخّصت فاطمة عليها السلام في هذا الحوار حياتها الزوجية في هذه العبارات ، فذكرت الامير عليه السلام باخلاصها وطهارتها واطاعتها لزوجها .
وشكر لها الإمام وفاءها ، وأثنى على طهارتها وقدسيتها ومعاناتها وتقواها ، وأبدى لها حبة ووده وتعلقه بها . وهاجت بهما الذكريات وحاشت الخواطر وتذكرا حياتهما السعيدة التي غمرتها الغبطة والدفء ، والوقوف جنباً إلى جنب في مواجهة الاحداث والمشاكل وتذليل الصعاب ، فانهمرت لذلك عيناهما بالدموع ، لعلها تطفيء نار القلب التي تقضي على الجسد .
وبعد ان بكيا ساعة أخذ علي عليه السلام رأسها وضمها إلى صدره ثم قال : أوصيني بم شئت ، فانك تجديني فيها أمضي كما امرتيني به ، واختار أمرك على أمري .
ثم قالت : جزاك الله عني خير الجزاء ، وأوصته بوصاياها ، وهي :
1 ـ يابن عم ، أوصيك ان تتزوج بعدي بابنة أختي امامة ، فانها تكون لولدي مثلي, فإنّ الرجال لابد لهم من النساء .
2 ـ ان أنت تزوجت إمرأة فاجعل لها يوماً وليلة واجعل لاولادي يوماً وليلة ، يا أبا الحسن لا تصح في وجوههم فيصبحا يتيمين غريبين.
3 ـ أوصيك يابن عم ، ان تتخذ لي نعشا ، فقد رأيت الملائكة صوروا صورته ، فقال لها : صفيه لي .. فوصفته ، فاتخذه لها .
4 ـ أوصت لأزواج النبي لكل واحدة منهن اثنتى عشرة أوقية .
5 ـ ولنساء بني هاشم مثل ذلك .
6 ـ وأوصت لأمامة بنت أبي العاص بشيء .
وكانت لها وصية مكتوبة جاء فيها : « هذا ما أوصت فاطمة بنت رسول الله بحوائطها السبع ؛ ذي الحسنى والساقية ، والدلال ، والغراف ، والرقمة ، والهيثم ، ومال أم ابراهيم ، إلى علي بن أبي طالب ، ومن بعده فإلى الحسن ، فإلى الحسين ، ومن بعد الحسين فإلى الاكبر فالاكبر من ولده ، شهد الله على ذلك وكفى به شهيداً ، وشهد المقداد ابن الاسود ، والزبير بن العوام ، وكتب على بن أبي طالب .
وروى ابن عباس وصية مكتوبة اخرى لها عليها السلام جاء فيها : « بسم الله الرحمن الرحيم . هذا ما أوصت به فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصت وهي تشهد ان لا اله إلا الله وان محمدا عبده ورسوله ، وان الجنة حق ، والنار حق ، وان الساعة آتية لا ريب فيها ، وان الله يبعث من في القبور ، يا علي : أنا فاطمة بنت محمد ، زوجني الله منك لا كون لك في الدنيا والآخرة ، انت اولى بي من غيري ، حنطني وغسلني وكفني بالليل وصل علي وادفني بالليل ولا تعلم أحدا ، واستودعك الله وأقرأ على ولدي السلام إلى يوم القيامة »