المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من المستفيد من حرق مركز دراسات الخليج العربي في البصره


الخطاط
20-05-2008, 02:23 PM
تأسس مركز دراسات الخليج العربي في عام 1974 في مدينة البصرة العريقة وكان ثمرة تعاون بين مراكز البحوث في العراق وبعض الدول الخليجية الأخرى أضافة الى أشتراك بعض الجامعات العراقية في أثراء هذا المركز وتطوير عمله , وهو محاولة من مجموع محاولات بذلت على مدى عقود لتقريب وجهات النظر وزرع الثقة بين العراق الجمهوري النظام ذو النزعة الثورية الرافع لشعارات الوحدة العربية وتحرير فلسطين والصدام مع الغرب , وبين دول الخليج العربي الخمسة المسالمة والمتمتعة بالحماية الغربية أو الهيمنة , التي كانت تثير العراق وتستفزه وخاصة الوجود البريطاني الأمريكي على طول الخليج العربي وعمقه ..

هذا الوجود الذي انتزع الكويت منه في بدايات القرن المنصرم وأعترف بها في ستينات نفس القرن , وأضافها الى محمياته الباقية في الخليج ليطلق عليها صفة الدولة لتكون (الدولة السادسة) فيما بعد والتي لن ينسى العراق أبدا عائديتها له مهما طال الزمن أو حٌرقَ التاريخ.. كان مركز الخليج العربي للدراسات من أهم المراكز التي تحوي على نوادر الوثائق والخرائط والمراسلات , وضم أيضا وثائق غاية في الأهمية تتحدث عن حقبة الاحتلال العثماني للعراق والمنطقة , وحوى المركز أيضا وثائق قيمة عن حقبة الأحتلال البريطاني وكيفية أدارته للمنطقة والمراسلات الأصلية التي كان يقوم بها المندوبين البريطانييم في المنطقة مع حكوماتهم حول أوضاع منطقة الخليج والمشاكل التي كانت تعوق عملهم , والعشائر وتداخلاتها..

من الوثائق المهمة التي كان يحويها المركز هي أرشيف كامل وهام جدآ عن أمارة الأحواز العربيه المحتلة والمراسلات التي كتبت بخط يد الشيخ (خزعل الكعبي) امير المحمرة الى أتباعه وإلى العشائر في منطقة الأحواز وإلى البريطانيين الذين كانوا السبب الرئيسي بضياع الأحواز وتسليمها الى ايران ,أما بخصوص مصادر تلك الوثائق والخرائط المهمة فهي متصرفية لواء البصرة , ومكتبة الكونغرس ,وجامعة أكستر البريطانية , ووثائق مكتبة آل باشا عيان والتي كانت تعد من أعرق المكاتب في منطقة الخليج العربي والمنطقة عامة.

إن صدمة حرق المركز على العراقيين كانت كبيره تضاف الى صدماتهم اليومية وحياتهم المريرة وهذه الجريمة البشعة والتي توجه فيها أصابع الأتهام الى ايران والكويت وهما اللذان لهم المصلحة في ذلك التخريب, وهي ليست فقط محاولة للتخلص من وثائق وخرائط مهمة أصلية من الصعب الحصول عليها أو تعويضها مستقبلآ تثبت حقوق العراق على أجزاء كثيره من أراضي أستلبت وتستلب الى الآن , لكنها كانت أيضأ عملآ يهدف الى طمس الحقائق وعدم المطالبة بتلك الحقوق وتزييف التاريخ , فعملا مثل هذا كان الهدف الرئيس له هو مسح الذاكرة العراقية حتى يتم التشويش على الأجيال اللاحقة ظنآ منهم بأن هذه الجريمة سوف تعرقل مواصلة الأجيال العراقيه القادمة المسير في الثبات على القيم والمحافظة على المطالبه بالحقوق , هذه الحقوق التي لم ولن تموت أو تسقط بتقادم الزمن أو السطو على الذاكرة,فهناك الكثير من الشرفاء الذين لا يمكن العبث بذاكرتهم أو تغييرها مهما تبدلت الظروف والأحوال أو أحترقت مكتبات وأراشيف , هؤلاء الثابتون الراسخون على الوطنية وحماية الوطن من أي دنس فكري أو ثقافي أو لغط تاريخي تعرض له, هم مقاومي العراق ووطنيه كتابه ومثقفيه وحفظة تاريخه لا يساومون , وهم يدونون كل شئ ويمهدون الطريق بأرواحهم عسى أن يظهر من بين تلك الأجيال شبل عراقي آخر في زمن ما يستطيع أعادة تلك الحقوق المغتصبة التي أستعصت على الآباء نتيجة للوضع الدولي ومصالح القوى الأستعماريه الكبرى في المنطقة .

أن قيام الكويت وبعد احتلال العراق مباشرة بحرق سجلات ووثائق صبري أفندي صندوق أمين البصرة والتي كانت تحتوي على جداول مرتبات الموظفين الكويتيين بأعتبارهم من موظفي البصره الذين يعملون بقضاء الكويت , هذا العمل يثبت تورطها لاحقآ بحرق مركز الخليج العربي للدراسات والذي أضيفت اليه خرائط نفيسة ووثائق تثبت عراقية الكويت , أن التعتيم الهائل الذي أحاط بالجريمة البشعة التي حدثت عام 2003 وهي حرق وثائق صندوق أمين البصره يؤكد لنا حقيقة العدوان المتشعب والمتعدد الوجوه الذي تعرض له العراق , حيث لم تلق تلك الجريمة أي صدى أعلامي سوى بعض الأصوات الخجولة التي صدرت من بعض الذين نصبوا أنفسهم مسؤولين على مقدرات هذا الشعب..

ويتداول الناس في البصرة هذه الحادثة بمرارة ويؤكدون بأن بعض الذين أعترضوا على ما قامت به الكويت قد وجهت لهم دعوات لزيارة الكويت وبعد تلك الزيارات خرسوا ولم ينبسوا ببنت شفة وبلعوا تصريحاتهم السابقة وتراجعوا عنها كليآ , بل أدعوا بأن من قام بحرق سجلات ووثائق أمين البصرة هم مجرد مخربين وخارجين عن القانون , أما أيران فلم تضيع الفرصة التي لاحت لها فقد قامت بالواجب الاسلامي الشرعي تجاه العراق , فمن تعديها على حدود العراق , وسرقة نفطه , وتهديم بنيته التحتيه وزرع الفتنه بين أبناءه..

لم تكتف بكل ذلك بل قامت بزج مستعربيها والذين جندتهم على مدى عقود من الزمن بالزج بهم وطرحهم كصفوة سياسيي العراق وهؤلاء تغلغلوا الآن في جسم الدولة العراقيه ويتبوؤن مراكز حساسة بواسطة حراب المحتلين الأمريكان, وما فضائح التجنيس التي منحت لمئات الآلآف من المستعربين الأيرانيين لتغيير التركيبة الديمغرافية لجنوب العراق ووسطه وزيادة نفوذ ايران في العراق الا تكملة لسلسلة الجرائم الايرانية تجاه العراق ,ومسالة التجنيس تثبت بما لا يقبل الشك مدى نفوذ أيران وتحكم عملاءها بمفاصل مهمة في الدولة العراقية وما الى ذلك من أمور غاية في الأهمية , وهي متهمة رئيسية في حرق مكتب الخليج العربي للدراسات لإحتواءه على أرشيف كامل عن أمارة الأحواز العربية أضافة الى وثائق حدودية أخرى تنتهكها أيران الآن .

لكن يبقى الأمل معقود بمقاومة شعب العراق هذه المقاومة التي سوف تجبر المستعمر الأمريكي على الرحيل مخذولآ مدحورآ يجر أذيال الخيبة والخسران وسوف يهرب قبله غلمانه وعندها سوف تتغير كل الظروف الدولية ويحاسب كل من شارك بمحاولة مسح الذاكرة العراقيه وحرق أرشيف العراق وثقافته ومكتباته ونهب آثاره وقتل أبناءه وأستباحة حرماته ولا يستطيع المستعمرون التدخل ثانية بشؤون المنطقة لانهم بكل بساطة سوف يستحضرون المغامرة التي خاضوا ضمارها في العراق بكل تفاصيلها المرّة.