السلامي
24-05-2008, 03:10 PM
مواعظ نيرة تسهم في صقل روحية الفتاة الرسالية وتسدد خطواتها نحوتحقيق هدفها الرسالي...
- إن المؤمنات في هذا العصر يعشن حالة من حالات الغربة، أسوة بالشباب المؤمن.. حيث أن الحركة الغالبة على الجو العام، هو جو عدم الصلاح، منذ أن خلق الله –عز وجل- آدم إلى يومنا هذا!.. ففي زمن آدم وحواء وولديهما: هابيل، وقابيل.. ربع البشرية قد انحرفت، رغم أنه لم يكن هناك أي مُوجب من موجبات الانحراف، والتأثر بالباطل.. وقد سُفك الدم الحرام الأول على يدِ قابيل!..
ومن الملاحظ أن الحركة الحضارية والإنسانية في طوال التأريخ، كانت متأثرة دائما بثلاثة عناصر، وهي: الهوى، والشيطان، والنفس الأمارة بالسوء..
ولهذا يعبر القرآن الكريم عن الأكثرية بأنها لا تعقل، وأنها غير شاكرة!.. {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ}، {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ}، {وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ}.. وبالتالي، فإن الجو الغالب هو هذا، إلى أنْ يُظهر الله -عز وجل- حجته في أرضه، ويشرفنا بطلعته الكريمة.
- إن المؤمنة تعيش الغربة في الشارع، وفي الجامعة، وفي المدرسة، حتى أن البعض من المؤمنات يعشن الغربة في الأسرة!.. فالجو الأسري قد يكون تماماً في حركة مواجهة ومعاكسة، لحركة هذه الفتاة المؤمنة.. مع الأسف بعض المؤمنين وبعض المؤمنات، لا يتعاملون مع هذه الحركة المعاكسة بلباقةٍ، وذكاءٍ، ومداراةٍ..
وكما هو مرسوم في الخط الإسلامي، فإن المؤمن يتواجه، ويتصادم، ويُنتقد بشدة.. وفي النهاية يعيش حالة التقوقع، والعزلة.. وقد يُجر ذلك إلى بعض المحرمات: كعقوق الوالدين، والمصادمة الاجتماعية، وما يتبع ذلك من السلبيات المعروفة في هذا المجال.
- كيفية مواجهة حالة الغربة:
النقطة الأولى: التعامل اللبق مع الجو المخالف.. إذا وجدت فتاة في بيئةٍ لا تنسجم معها، وخاصة أن الأبوين المؤمنين هذه الأيام، إذا لم تكن لهما ثقافة تربوية، ووعي في هذا المجال، من الممكن أن لا ينسجما حتى مع البنت، أو الشاب المؤمن..
فالخطوة الأولى في هذا المجال، أن نقوم أولاً بعملية فاعلة في تغيير هذا الوسط الضاغط.. فعندما يكون هنالك موجة، فإن الإنسان أمام هذه الموجة: تارةً يهرب منها فراراً بدينه، وتارةً يقف أمامها كاسراً لها.. وهنا تتجلى مهارة المؤمن في أن يكسر الموجة، وفي أن يمتص هذه الصدمة.. وبدلاً من أن يكون عنصراً منفعلاً، يكون عنصراً فاعلاً.. ولا ينبغي اليأس في هذا المجال، بل لابد من الحركة الدائبة والذكية من أجل تغيير هذا الوسط!..
فرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أُعطي أسوء العينات في تاريخ البشرية.. إذ أن بعض المفاسد الموجودة في عرب الجزيرة، لا نجدها في أية أمة من الأمم: كوأد البنات.. وهذه القضية يذكرها القرآن الكريم: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ}.. فالنبي الأكرم -صلى الله عليه وآله وسلم- بُعث في أمه جامعة بين رذيلتين: رذيلة الجهل والأمية، ورذيلة المفاسد الخلقية.. أي جمعت بين فسادي: سفك الدماء، والإفساد في الأرض..
- إن رسول الله (ص) حول هذه العينة المتناهية التثاقل، إلى مجتمع مدني فيه كبار الصحابة والصحابيات الذين قالوا: (كنّا مرَّة رعاة الإبل، فصرنا اليوم رعاة الشمس).. والنبي (ص) لم يستعمل الإعجاز في عالم الدعوة والتبليغ إلا نادراً.. أما شق القمر، وتسبيح الحصى، وحركة الشجرة، وما شابه ذلك.. فإن هذه المعجزات استخدمها (ص) في برهة من حركته التبليغية، ولإثبات أصل النبوة، وأنه مرتبط بالسماء.. وإلا فإن النبي (ص) كان بناؤه على أن يستعمل الأساليب المتعارفة في الدعوة.. ولو أن النبي (ص) استعان بعالم الغيب كثيراً في الدعوة إلى الله -عز وجل- ليأسنا من النجاح في تغيير الأرضية الاجتماعية.. فإذاً، إن على المرأة المؤمنة، أن تستعين بهذه التجربة النبوية، وهي معتمدة على عنصرين، كما اعتمد النبي (ص) وهما:
العنصر الأول: الاستفادة من الفطرة، والأرضية المودعة في قلوب العباد، وقد قال رسول الله (ص): (كل مولود يولد على الفطرة: فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه).. فالنبي (ص) استغل هذه الأرضية المودعة في قلب كل بشر، ألا وهو عنصر الفطرة السليمة، والميل الفطري إلى ما هو الحق.
العنصر الثاني: المدد الإلهي، الذي تجلى تارةً من خلال التصرف في عالم الوجود: كنصرة الملائكة في معركة بدر، وإلقاء الرعب في القلوب، وإلقاء المودة في القلوب.. إن هذا العنصر هو أن نعتقد بأن القلوب بيد الله -عز وجل- كما قال المصطفى (ص): (القلب بين إصبعين من أصابع الرحمن، يقلبه كيف يشاء).. والقرآن الكريم في إشارة سريعة، يذكر لنا سراً من أسرار هذا الوجود، عندما يقول: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}.. صحيح أن هذا الود هو بين الله وبين عبده وبين أمته، ولكن أيضاً يتجلى هذا الحب بينه وبين الناس.. فالمؤمن شخصية محبوبة، وفي زيارة أمين الله نقول: (اللهم!.. اجعل نفسي مطمئنة بقدرك.. راضية بقضائك.. مولعة بذكرك ودعائك.. محبة لصفوة أوليائك.. محبوبة في أرضك وسمائك).
- إن المؤمنات في هذا العصر يعشن حالة من حالات الغربة، أسوة بالشباب المؤمن.. حيث أن الحركة الغالبة على الجو العام، هو جو عدم الصلاح، منذ أن خلق الله –عز وجل- آدم إلى يومنا هذا!.. ففي زمن آدم وحواء وولديهما: هابيل، وقابيل.. ربع البشرية قد انحرفت، رغم أنه لم يكن هناك أي مُوجب من موجبات الانحراف، والتأثر بالباطل.. وقد سُفك الدم الحرام الأول على يدِ قابيل!..
ومن الملاحظ أن الحركة الحضارية والإنسانية في طوال التأريخ، كانت متأثرة دائما بثلاثة عناصر، وهي: الهوى، والشيطان، والنفس الأمارة بالسوء..
ولهذا يعبر القرآن الكريم عن الأكثرية بأنها لا تعقل، وأنها غير شاكرة!.. {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ}، {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ}، {وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ}.. وبالتالي، فإن الجو الغالب هو هذا، إلى أنْ يُظهر الله -عز وجل- حجته في أرضه، ويشرفنا بطلعته الكريمة.
- إن المؤمنة تعيش الغربة في الشارع، وفي الجامعة، وفي المدرسة، حتى أن البعض من المؤمنات يعشن الغربة في الأسرة!.. فالجو الأسري قد يكون تماماً في حركة مواجهة ومعاكسة، لحركة هذه الفتاة المؤمنة.. مع الأسف بعض المؤمنين وبعض المؤمنات، لا يتعاملون مع هذه الحركة المعاكسة بلباقةٍ، وذكاءٍ، ومداراةٍ..
وكما هو مرسوم في الخط الإسلامي، فإن المؤمن يتواجه، ويتصادم، ويُنتقد بشدة.. وفي النهاية يعيش حالة التقوقع، والعزلة.. وقد يُجر ذلك إلى بعض المحرمات: كعقوق الوالدين، والمصادمة الاجتماعية، وما يتبع ذلك من السلبيات المعروفة في هذا المجال.
- كيفية مواجهة حالة الغربة:
النقطة الأولى: التعامل اللبق مع الجو المخالف.. إذا وجدت فتاة في بيئةٍ لا تنسجم معها، وخاصة أن الأبوين المؤمنين هذه الأيام، إذا لم تكن لهما ثقافة تربوية، ووعي في هذا المجال، من الممكن أن لا ينسجما حتى مع البنت، أو الشاب المؤمن..
فالخطوة الأولى في هذا المجال، أن نقوم أولاً بعملية فاعلة في تغيير هذا الوسط الضاغط.. فعندما يكون هنالك موجة، فإن الإنسان أمام هذه الموجة: تارةً يهرب منها فراراً بدينه، وتارةً يقف أمامها كاسراً لها.. وهنا تتجلى مهارة المؤمن في أن يكسر الموجة، وفي أن يمتص هذه الصدمة.. وبدلاً من أن يكون عنصراً منفعلاً، يكون عنصراً فاعلاً.. ولا ينبغي اليأس في هذا المجال، بل لابد من الحركة الدائبة والذكية من أجل تغيير هذا الوسط!..
فرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أُعطي أسوء العينات في تاريخ البشرية.. إذ أن بعض المفاسد الموجودة في عرب الجزيرة، لا نجدها في أية أمة من الأمم: كوأد البنات.. وهذه القضية يذكرها القرآن الكريم: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ}.. فالنبي الأكرم -صلى الله عليه وآله وسلم- بُعث في أمه جامعة بين رذيلتين: رذيلة الجهل والأمية، ورذيلة المفاسد الخلقية.. أي جمعت بين فسادي: سفك الدماء، والإفساد في الأرض..
- إن رسول الله (ص) حول هذه العينة المتناهية التثاقل، إلى مجتمع مدني فيه كبار الصحابة والصحابيات الذين قالوا: (كنّا مرَّة رعاة الإبل، فصرنا اليوم رعاة الشمس).. والنبي (ص) لم يستعمل الإعجاز في عالم الدعوة والتبليغ إلا نادراً.. أما شق القمر، وتسبيح الحصى، وحركة الشجرة، وما شابه ذلك.. فإن هذه المعجزات استخدمها (ص) في برهة من حركته التبليغية، ولإثبات أصل النبوة، وأنه مرتبط بالسماء.. وإلا فإن النبي (ص) كان بناؤه على أن يستعمل الأساليب المتعارفة في الدعوة.. ولو أن النبي (ص) استعان بعالم الغيب كثيراً في الدعوة إلى الله -عز وجل- ليأسنا من النجاح في تغيير الأرضية الاجتماعية.. فإذاً، إن على المرأة المؤمنة، أن تستعين بهذه التجربة النبوية، وهي معتمدة على عنصرين، كما اعتمد النبي (ص) وهما:
العنصر الأول: الاستفادة من الفطرة، والأرضية المودعة في قلوب العباد، وقد قال رسول الله (ص): (كل مولود يولد على الفطرة: فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه).. فالنبي (ص) استغل هذه الأرضية المودعة في قلب كل بشر، ألا وهو عنصر الفطرة السليمة، والميل الفطري إلى ما هو الحق.
العنصر الثاني: المدد الإلهي، الذي تجلى تارةً من خلال التصرف في عالم الوجود: كنصرة الملائكة في معركة بدر، وإلقاء الرعب في القلوب، وإلقاء المودة في القلوب.. إن هذا العنصر هو أن نعتقد بأن القلوب بيد الله -عز وجل- كما قال المصطفى (ص): (القلب بين إصبعين من أصابع الرحمن، يقلبه كيف يشاء).. والقرآن الكريم في إشارة سريعة، يذكر لنا سراً من أسرار هذا الوجود، عندما يقول: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}.. صحيح أن هذا الود هو بين الله وبين عبده وبين أمته، ولكن أيضاً يتجلى هذا الحب بينه وبين الناس.. فالمؤمن شخصية محبوبة، وفي زيارة أمين الله نقول: (اللهم!.. اجعل نفسي مطمئنة بقدرك.. راضية بقضائك.. مولعة بذكرك ودعائك.. محبة لصفوة أوليائك.. محبوبة في أرضك وسمائك).