المهتظم
28-05-2008, 11:15 PM
كان وما زال للإعلام الدور المؤثر والفاعل في كثير من الأحداث والقضايا، لذا كان احد أهم سبل دعم وإسناد وإبراز الإسلام الأمريكي بشقيه: الوهابي والليبرالي هو الإعلام.
وكما هو معروف فأن أمريكا الآن تتحكم بشكل شبه مطلق بالإعلام العالمي وما يبث فيه، فالذي تريده أن يصل إلى أسماع وعيون الناس يصل، وما لا تريده فانه لا يصل إلا بتوفيق من الله سبحانه وتعالى، والإعلام حاله حال بقية المجالات الحيوية المهمة التي سيطر عليها اليهود ومؤيدوهم، فتيار المحافظين الجدد يملك ويدير اغلب الصحف والفضائيات والاستوديوهات والمسارح والمطابع والإذاعات العالمية الكبرى، فبمفرده الملياردير اليهودي روبرت ميردوخ يمول مجموعة من اكبر الصحف الأمريكية، بالإضافة إلى وجود الكثير من المؤسسات الإعلامية التي تحمل لواء الصهاينة الأصوليين مثل مؤسسة بينادور للعلاقات العامة والتي من بين مؤسسيها ريتشارد بيرل وجيمس وولسي رئيس الـC.I.A الأسبق ومجلس سياسة الدفاع الذي يرأسه دوجلاس فيث ومن أعضائه كين ادلمان وهنري كيسنجر وتوم فولي ومجموعة أخرى من المسيحيين الصهاينة(1).
وهذا يضيف نجاحا أخر للنجاحات التي حققتها أمريكا في تسخير الأدوات التي تملكها في مواجهة الإسلام، وحقا كان الإعلام أمضى سلاح بيدها في هذه المواجهة فلم تعد الأخبار هي الوسيلة الوحيدة لإيصال وتثبيت المعلومة أو الفكرة التي تريدها أمريكا، بل لم تترك قائدة الشر وسيلة إعلامية إلا وسخرتها لإغراضها، ومن هنا بدأت هوليود وغيرها بإنتاج الكثير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي تظهر المسلمين والعرب على إنهم قادة الإرهاب والداعين للعنف وان الدين الإسلامي هو دين القيم المخيفة والعادات السيئة والأخلاق الخشنة، فأصبحنا لا نستغرب أن نرى في كثير من هذه الأفلام كفلم (دلتا) مثلا إن رجال المخابرات الأمريكية يكابدون ويناضلون من اجل دفع الخطر الذي يكاد أن يصيب الناس الآمنين من جراء انتحاري(إرهابي) مسلم كان يخطط لتفجير نفسه بمحطة قطارات أو بملعب كرة قدم أو بمجمع تسويقي، ولم يعد المشاهد المسلم يفرح عندما يسمع صوت شخص يؤذن أو يقرأ القران أو يطلق لحيته أو يذكر الشهادتين في مسلسل أمريكي، لأن هذا الشخص من سيعمل على خطف باص مدرسة لاحقاً مملوء بالأطفال الأبرياء في إحدى الولايات الأمريكية ليقايض به حكومتهم، وفي بعض الأحيان يكون البطل في هذه الأعمال والذي يخاطر بنفسه من اجل المرأة المسنة أو الطفل الرضيع لينقذهم من شر هذا المسلم هو شاب يهودي، هكذا يتم تصوير الأمور اليوم في الاستوديوهات الأمريكية التي أصبح التصدي فيها لإبراز الإسلام الوهابي هو الشغل الشاغل لها، وما عليك إلا متابعة احد هذه الأعمال التلفزيونية ك( أليس) أو(24) أو(جاك سميث) وما شابه، لتقف بنفسك على حقيقة ما أعد لنا اليهود الأمريكان وحلفائهم.
ولم تكتفي الآلة الأمريكية بما تنتجه باللغة الإنكليزية، لتؤسس منشآت إعلامية ناطقة بالعربية، كانت أولها إذاعة سوا، لتتبعها فضائية الحرة ومن ثم فضائية الحرة عراق، وهذا الثلاثي الخطير الذي يعمل وفق أحدث نظريات طرق إيصال المعلومات وكسب ثقة المتابعين وتستخدم مجموعة كبيرة من العاملين مع شبكة ضخمة من المراسلين المزودين بكل ما يسهل لهم العمل ويسرّع بنقل الخبر والمعلومة أولا بأول، استطاع في فترة قياسية أن يستهوي الجمهور العراقي(لأنه المستهدف الأول من البث) ويشده إليه عن طريق تغطية المواضيع الحساسة وتناول الجوانب والقضايا المسكوت عنها تقريبا في بقية الوسائل الإعلامية وبحرفنة ومهارة عالية جدا.
كل هذا الجهد المبذول مسخر لأمرين رئيسيين، أولهما تلميع الوجه الأمريكي البشع وتبرير ما تقوم به باسلوب ذكي وخفي وغير فاقع، وثانيهما: محاربة العدو الأول لها وهو الإسلام الحقيقي بكل ما يحمل من أفكار ومعتقدات وأحكام وتخطئة رموزه، في نفس الوقت الذي يتم التركيز على إبراز الأشخاص المنادين بالإسلام الليبرالي وبالعلمانية وإعطائهم المساحة الوقتية العريضة ليتحدثوا عما يؤمنوا به وما يعتقدوه، وكل هذا متوافق مع توصيات شيرل بينارد.
وبما إن الآمر الثاني نال الحظ الأعظم والقسط الأوفر من عناية واهتمام هذا المثلث الإعلامي، وكذلك كونه هو الموضوع الذي نبحث فيه، لذا سأترك التطرق إلى الأمر الأول وما يخصه ملفتاً النظر إلى إن هذه الوسائل ومن خلال البرامج التي تنتجها- وهي كثيرة فلو أخذنا مثلا برامج فضائية الحرة عراق: بالعراقي أو سبع أيام أو بين النهرين- نجد إن هناك شخصيات يتم استضافتها وتسليط الضوء عليها أكثر من غيرها بكثير، وفي بعض الأحيان التي يتم فيها تناول مواضيع الفكر الإسلامي يكون ضيف البرنامج شخص واحد فقط، وغالبا ما يكون أياد جمال الدين أو ضياء الشكرجي أو علي الدباغ باعتبارهم ممثلين عن المتأسلمين أو حيدر سعيد(احد منظري العلمانية) هو الضيف من الرجال، أما من النساء فلم يبّرز الإعلام لحين كتابة هذه الأسطر أي متأسلمة(إسلامية ليبرالية) رغم وجود أكثر من واحدة تملك برأيي الاستعداد والقابلية المطلوبة للريادة في هذا المجال، ولا اعرف السبب في ذلك لكن قد يكون تقديم امرأة علمانية غير ملتزمة أو غير متقيدة نهائيا بالشريعة الإسلامية لتصبح هي النموذج والقدوة للفتاة المسلمة هو الخيار الأفضل للمحاربين للعفاف و الحشمة، ومن هنا كانت صفية السهيل وميسون الدملوجي وأزهار الشيخلي هن نجمات الأعلام.
وإذا كانت نشرات الأخبار المستمرة على مدار اليوم والبرامج التي ذكرتها تقوم بمهمة كبيرة في سبيل تطبيق السياسة الأمريكية في مواجهة الإسلام، لكن تبقى البرامج المتخصصة في الفكر هي الأهم في هذه المواجهة، فقضية المرأة في الإسلام من ناحية الحقوق والواجبات وكيفية التعامل معها وكيف ينظر لها الغرب هو ما كُرس له برنامج (مساواة) الذي يعمل على أظهار إن الإسلام ظلم ويظلم المرأة أو على الأقل إن المسلمين هدروا حقوقها والغرب انصفها، لذا فهو يدعو النساء لرفع صوتهن عاليا لاسترداد هذه الحقوق وللعب الدور الذي تلعبه قرينتها الغربية، وكل هذا يتم طبقا لرؤية ليبرالية للموضوع ليس للإسلام فيها دخل، فالبرنامج يقوم باستضافة شخصية نسائية علمانية ليعطيها المجال في نقل معاناة بنات جلدتها(المدعاة) في بلدّهن وقسوة القانون الرجالي ضدهن، طالبة من خلال الحوار مع مقدمة البرنامج أن يتم إنصاف المرأة المسلمة بمساواتها بجميع الحقوق مع أخيها الرجل دون أي تمييز.
كما وفرت الأنظمة العربية المستبدة الفرصة للولايات المتحدة التدخل في الشؤون الداخلية لها، فهذه الأنظمة بعد أن عملت على قهر شعوبها وإسكات أصواتها ولفترة طويلة وبمساعدة من الدول الاستكبارية التي كانت داعمة لهذا الحال، لكن بعد طرح الاستراتيجية الأمريكية الجديدة(الشرق الأوسط الجديد) وما تضمنته من نشر للديمقراطية بدأت فضائية الحرة ببث برنامج(عين على الديمقراطية) مستهدفة من خلاله التعرض إلى الأوضاع السياسية السيئة في البلدان العربية، وان كان هذا الأمر لا يخلو من الايجابيات، لكنه في نفس الوقت يعمل على طرح النظام الديمقراطي الرأسمالي الغربي كنظام أمثل للحكم مستبعدا تماما بقية الأنظمة وخصوصا الإسلامي منها.
وكما هو معروف فأن أمريكا الآن تتحكم بشكل شبه مطلق بالإعلام العالمي وما يبث فيه، فالذي تريده أن يصل إلى أسماع وعيون الناس يصل، وما لا تريده فانه لا يصل إلا بتوفيق من الله سبحانه وتعالى، والإعلام حاله حال بقية المجالات الحيوية المهمة التي سيطر عليها اليهود ومؤيدوهم، فتيار المحافظين الجدد يملك ويدير اغلب الصحف والفضائيات والاستوديوهات والمسارح والمطابع والإذاعات العالمية الكبرى، فبمفرده الملياردير اليهودي روبرت ميردوخ يمول مجموعة من اكبر الصحف الأمريكية، بالإضافة إلى وجود الكثير من المؤسسات الإعلامية التي تحمل لواء الصهاينة الأصوليين مثل مؤسسة بينادور للعلاقات العامة والتي من بين مؤسسيها ريتشارد بيرل وجيمس وولسي رئيس الـC.I.A الأسبق ومجلس سياسة الدفاع الذي يرأسه دوجلاس فيث ومن أعضائه كين ادلمان وهنري كيسنجر وتوم فولي ومجموعة أخرى من المسيحيين الصهاينة(1).
وهذا يضيف نجاحا أخر للنجاحات التي حققتها أمريكا في تسخير الأدوات التي تملكها في مواجهة الإسلام، وحقا كان الإعلام أمضى سلاح بيدها في هذه المواجهة فلم تعد الأخبار هي الوسيلة الوحيدة لإيصال وتثبيت المعلومة أو الفكرة التي تريدها أمريكا، بل لم تترك قائدة الشر وسيلة إعلامية إلا وسخرتها لإغراضها، ومن هنا بدأت هوليود وغيرها بإنتاج الكثير من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي تظهر المسلمين والعرب على إنهم قادة الإرهاب والداعين للعنف وان الدين الإسلامي هو دين القيم المخيفة والعادات السيئة والأخلاق الخشنة، فأصبحنا لا نستغرب أن نرى في كثير من هذه الأفلام كفلم (دلتا) مثلا إن رجال المخابرات الأمريكية يكابدون ويناضلون من اجل دفع الخطر الذي يكاد أن يصيب الناس الآمنين من جراء انتحاري(إرهابي) مسلم كان يخطط لتفجير نفسه بمحطة قطارات أو بملعب كرة قدم أو بمجمع تسويقي، ولم يعد المشاهد المسلم يفرح عندما يسمع صوت شخص يؤذن أو يقرأ القران أو يطلق لحيته أو يذكر الشهادتين في مسلسل أمريكي، لأن هذا الشخص من سيعمل على خطف باص مدرسة لاحقاً مملوء بالأطفال الأبرياء في إحدى الولايات الأمريكية ليقايض به حكومتهم، وفي بعض الأحيان يكون البطل في هذه الأعمال والذي يخاطر بنفسه من اجل المرأة المسنة أو الطفل الرضيع لينقذهم من شر هذا المسلم هو شاب يهودي، هكذا يتم تصوير الأمور اليوم في الاستوديوهات الأمريكية التي أصبح التصدي فيها لإبراز الإسلام الوهابي هو الشغل الشاغل لها، وما عليك إلا متابعة احد هذه الأعمال التلفزيونية ك( أليس) أو(24) أو(جاك سميث) وما شابه، لتقف بنفسك على حقيقة ما أعد لنا اليهود الأمريكان وحلفائهم.
ولم تكتفي الآلة الأمريكية بما تنتجه باللغة الإنكليزية، لتؤسس منشآت إعلامية ناطقة بالعربية، كانت أولها إذاعة سوا، لتتبعها فضائية الحرة ومن ثم فضائية الحرة عراق، وهذا الثلاثي الخطير الذي يعمل وفق أحدث نظريات طرق إيصال المعلومات وكسب ثقة المتابعين وتستخدم مجموعة كبيرة من العاملين مع شبكة ضخمة من المراسلين المزودين بكل ما يسهل لهم العمل ويسرّع بنقل الخبر والمعلومة أولا بأول، استطاع في فترة قياسية أن يستهوي الجمهور العراقي(لأنه المستهدف الأول من البث) ويشده إليه عن طريق تغطية المواضيع الحساسة وتناول الجوانب والقضايا المسكوت عنها تقريبا في بقية الوسائل الإعلامية وبحرفنة ومهارة عالية جدا.
كل هذا الجهد المبذول مسخر لأمرين رئيسيين، أولهما تلميع الوجه الأمريكي البشع وتبرير ما تقوم به باسلوب ذكي وخفي وغير فاقع، وثانيهما: محاربة العدو الأول لها وهو الإسلام الحقيقي بكل ما يحمل من أفكار ومعتقدات وأحكام وتخطئة رموزه، في نفس الوقت الذي يتم التركيز على إبراز الأشخاص المنادين بالإسلام الليبرالي وبالعلمانية وإعطائهم المساحة الوقتية العريضة ليتحدثوا عما يؤمنوا به وما يعتقدوه، وكل هذا متوافق مع توصيات شيرل بينارد.
وبما إن الآمر الثاني نال الحظ الأعظم والقسط الأوفر من عناية واهتمام هذا المثلث الإعلامي، وكذلك كونه هو الموضوع الذي نبحث فيه، لذا سأترك التطرق إلى الأمر الأول وما يخصه ملفتاً النظر إلى إن هذه الوسائل ومن خلال البرامج التي تنتجها- وهي كثيرة فلو أخذنا مثلا برامج فضائية الحرة عراق: بالعراقي أو سبع أيام أو بين النهرين- نجد إن هناك شخصيات يتم استضافتها وتسليط الضوء عليها أكثر من غيرها بكثير، وفي بعض الأحيان التي يتم فيها تناول مواضيع الفكر الإسلامي يكون ضيف البرنامج شخص واحد فقط، وغالبا ما يكون أياد جمال الدين أو ضياء الشكرجي أو علي الدباغ باعتبارهم ممثلين عن المتأسلمين أو حيدر سعيد(احد منظري العلمانية) هو الضيف من الرجال، أما من النساء فلم يبّرز الإعلام لحين كتابة هذه الأسطر أي متأسلمة(إسلامية ليبرالية) رغم وجود أكثر من واحدة تملك برأيي الاستعداد والقابلية المطلوبة للريادة في هذا المجال، ولا اعرف السبب في ذلك لكن قد يكون تقديم امرأة علمانية غير ملتزمة أو غير متقيدة نهائيا بالشريعة الإسلامية لتصبح هي النموذج والقدوة للفتاة المسلمة هو الخيار الأفضل للمحاربين للعفاف و الحشمة، ومن هنا كانت صفية السهيل وميسون الدملوجي وأزهار الشيخلي هن نجمات الأعلام.
وإذا كانت نشرات الأخبار المستمرة على مدار اليوم والبرامج التي ذكرتها تقوم بمهمة كبيرة في سبيل تطبيق السياسة الأمريكية في مواجهة الإسلام، لكن تبقى البرامج المتخصصة في الفكر هي الأهم في هذه المواجهة، فقضية المرأة في الإسلام من ناحية الحقوق والواجبات وكيفية التعامل معها وكيف ينظر لها الغرب هو ما كُرس له برنامج (مساواة) الذي يعمل على أظهار إن الإسلام ظلم ويظلم المرأة أو على الأقل إن المسلمين هدروا حقوقها والغرب انصفها، لذا فهو يدعو النساء لرفع صوتهن عاليا لاسترداد هذه الحقوق وللعب الدور الذي تلعبه قرينتها الغربية، وكل هذا يتم طبقا لرؤية ليبرالية للموضوع ليس للإسلام فيها دخل، فالبرنامج يقوم باستضافة شخصية نسائية علمانية ليعطيها المجال في نقل معاناة بنات جلدتها(المدعاة) في بلدّهن وقسوة القانون الرجالي ضدهن، طالبة من خلال الحوار مع مقدمة البرنامج أن يتم إنصاف المرأة المسلمة بمساواتها بجميع الحقوق مع أخيها الرجل دون أي تمييز.
كما وفرت الأنظمة العربية المستبدة الفرصة للولايات المتحدة التدخل في الشؤون الداخلية لها، فهذه الأنظمة بعد أن عملت على قهر شعوبها وإسكات أصواتها ولفترة طويلة وبمساعدة من الدول الاستكبارية التي كانت داعمة لهذا الحال، لكن بعد طرح الاستراتيجية الأمريكية الجديدة(الشرق الأوسط الجديد) وما تضمنته من نشر للديمقراطية بدأت فضائية الحرة ببث برنامج(عين على الديمقراطية) مستهدفة من خلاله التعرض إلى الأوضاع السياسية السيئة في البلدان العربية، وان كان هذا الأمر لا يخلو من الايجابيات، لكنه في نفس الوقت يعمل على طرح النظام الديمقراطي الرأسمالي الغربي كنظام أمثل للحكم مستبعدا تماما بقية الأنظمة وخصوصا الإسلامي منها.