حيدر الحسناوي
02-06-2008, 04:45 PM
http://ahyaarab.net/images/446.gif
روى جبل بن الاسود قال : خرجتُ في طلب ضالة لي فوقعتُ على راعٍ عنده غنم يرعاها وقد اتخذ بيتاً في كهف فسالته الضيافة فرحب بي و ذبح لي شاةً و جعل يشوي و يقدم لي و يحادثني فلما جن عليه الليل واذا بفتاة احسن ما تكون من النساء قد اقبلت الية فجلسا يتحادثان حتى طلع الفجر فمضت . في الصباح و اليتُ الذهاب فأبى وقال الضيافة ثلاثة ايام فأقمتُ فلما جاء الليل رأيته يقوم ويقعد متضجراً قلقاً فأنشد :
ما بأل مية لا تاتي كعادتها *** أعاقها طربُ أم صدها شغلُ ؟
لكن قلبي عنكمُ ليسَ يشغلهُ *** حتى الممات ومالي غيركم أملُ ؟
لوتعلمين الذي بي من فراقكم *** لما اعتذرتِ و لا طابت لكِ العللُ
نفسي فداؤكِ قد أحللتِ بي سقماً *** تكادُ مِن لأعضاء تنفصلُ
فسألته عنها فقال هي ابنة عمي أحبها فخطبتها منهُ فأبى علي لفقري فزوجها من رجل حملها إلى هذه الديار فخرجتُ عن مالي و اهلي و صرتُ راعياً لهم فهي تأتيني على غفلة من زوجها نتحادث فقط لاغبر ..
ولآن قد قلقتُ عليها لفوات ميعادها و خاصة في الطريق اسد مشؤوم و اخاف ان يكون قد أصابها الأسد ...
ثم قال لي انتظرني حتى أعود إليك ثم اخذ سفه ومضى .. بعد قليل عاد يحملها و قد أصابها الأسد فطرحها ثم غاب ورجع يجر الأسد مقتولاً و انقلب يقبلها و يبكي ثم قال أسألك بالله إلا ما دفنتني و اياها في هذا الثوب و أكتب على القبر هذا الشعر ...
كنا على ظهرها والدهرُ في مهلٍ *** والعيشُ يجمعنا و الدارُ والوطنُ
ففرق الدهرُ بالتصريف ألفتنا *** واليوم يجمعنا في بطنها الكفنُ
ثم حفر القبر ونام محتضناً بقايا أعضائها وقال أطرح علينا التراب و الا قتلتك فطرحت التراب عليهم وساويتُ الأرض ثم أخذت الغنم الى عمه وأخبرته بما جرى فكاد يموت أسفاً على عدم الجمع بينهما
http://rw3aa.jeeran.com/mo5.gif
روى جبل بن الاسود قال : خرجتُ في طلب ضالة لي فوقعتُ على راعٍ عنده غنم يرعاها وقد اتخذ بيتاً في كهف فسالته الضيافة فرحب بي و ذبح لي شاةً و جعل يشوي و يقدم لي و يحادثني فلما جن عليه الليل واذا بفتاة احسن ما تكون من النساء قد اقبلت الية فجلسا يتحادثان حتى طلع الفجر فمضت . في الصباح و اليتُ الذهاب فأبى وقال الضيافة ثلاثة ايام فأقمتُ فلما جاء الليل رأيته يقوم ويقعد متضجراً قلقاً فأنشد :
ما بأل مية لا تاتي كعادتها *** أعاقها طربُ أم صدها شغلُ ؟
لكن قلبي عنكمُ ليسَ يشغلهُ *** حتى الممات ومالي غيركم أملُ ؟
لوتعلمين الذي بي من فراقكم *** لما اعتذرتِ و لا طابت لكِ العللُ
نفسي فداؤكِ قد أحللتِ بي سقماً *** تكادُ مِن لأعضاء تنفصلُ
فسألته عنها فقال هي ابنة عمي أحبها فخطبتها منهُ فأبى علي لفقري فزوجها من رجل حملها إلى هذه الديار فخرجتُ عن مالي و اهلي و صرتُ راعياً لهم فهي تأتيني على غفلة من زوجها نتحادث فقط لاغبر ..
ولآن قد قلقتُ عليها لفوات ميعادها و خاصة في الطريق اسد مشؤوم و اخاف ان يكون قد أصابها الأسد ...
ثم قال لي انتظرني حتى أعود إليك ثم اخذ سفه ومضى .. بعد قليل عاد يحملها و قد أصابها الأسد فطرحها ثم غاب ورجع يجر الأسد مقتولاً و انقلب يقبلها و يبكي ثم قال أسألك بالله إلا ما دفنتني و اياها في هذا الثوب و أكتب على القبر هذا الشعر ...
كنا على ظهرها والدهرُ في مهلٍ *** والعيشُ يجمعنا و الدارُ والوطنُ
ففرق الدهرُ بالتصريف ألفتنا *** واليوم يجمعنا في بطنها الكفنُ
ثم حفر القبر ونام محتضناً بقايا أعضائها وقال أطرح علينا التراب و الا قتلتك فطرحت التراب عليهم وساويتُ الأرض ثم أخذت الغنم الى عمه وأخبرته بما جرى فكاد يموت أسفاً على عدم الجمع بينهما
http://rw3aa.jeeran.com/mo5.gif