ياقائم آل محمد
05-06-2008, 07:39 PM
بهم عُرِفَ الله وبهم عُبِد
صفة أهل البيت (ع) في نهج البلاغة
لمعرفة مكانة أهل البيت (ع) ومنزلتهم، ليس أفضل من استنطاق سيدهم ورئيسهم وأعرف الناس بهم، أمير المؤمنين (ع).. وهو بعدُ أبرع من وَصَف وأعدل من حَكَم.
لقد جاء ذكر "أهل بيت" في مواضع كثيرة من خطب الإمام (ع) وكلماته ورسائله المشتملة على تعاليمه وأفكاره في مختلف شؤون الدين والحياة، وهي التي اختارها الشريف الرضي من مجمل كلام أمير المؤمنين (ع)، ثم جمعها وأسماها: "نهج البلاغة".
يقول (ع): "لا يقاس بآل محمد صلى الله عليه وآله من هذه الأمة أحد، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً".
قوله: "لا يقاس بآل محمد (ص) أحد"، أي لا يقاس أحد بهم في شيء من الأشياء، في هذه الأمة وفي غيرها بالأولوية، كائناً من كان.
فهم أفضل الخليقة بعد محمد (ص).
فقد خلقوا والنبي (ص) من نور واحد ومن شجرة واحدة، كما في الأحاديث المستفيضة المتفق عليها.
فعن جابر بن عبد الله قال: "سمعت رسول الله (ص) يقول لعلي (ع): "يا علي، الناس من شجر شتى، وأنا وأنت من شجرة واحدة.
وعن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله (ص): "إن الله خلق الأنبياء من شجر شتى، وخلقني وعليّا من شجرة واحدة. فأنا أصلها، وعلي فرعها، وفاطمة لقاحها، والحسن والحسين ثمرها، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ عنها هوى". وإلى هذا أشار (ع) بقوله: "نحن شجرة النبوة".
بل إن آل محمد هم "بضعة" منه. ففي الحديث: "علي مني وأنا منه"، و"فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني"، و"الحسن والحسين مني وأنا منهما".
بل إن آل محمد هم "نفس" النبي (ص) بمنطوق آية "المباهلة".
وعند آل محمد جميع كمالات النبي (ص) وفضائله، يقول (ع): "وإني لمن قوم لا تأخذهم في الله لومة لائم، سيماهم سيماء الصديقين، وكلامهم كلام الأبرار، عُمّار الليل ومنار النهار، مستمسكون بحبل الله، يحيون سنن الله وسنن رسوله، لا يستكبرون ولا يعلون، ولا يغلون ولا يفسدون، قلوبهم في الجنان وأجسادهم في العمل".
وإن أشرف الأشياء التي أخذوها من النبي (ص) وأعلاها، علومه ومعارفه وأسراره، وهذا ما كرره الإمام (ع): "هم موضع سره، ولجأ أمره، وعَيْبَة علمه، وموئل حكمه، وكهوف كتبه، وجبال دينه. بهم أقام انحناء ظهره، وأذهب ارتعاد فرائصه".
والمراد من "السر" العلوم التي لا يحتملها أحد غيرهم، ومن "الأمر" كل ما يحتاجه الناس لدينهم ودنياهم، فالأئمة هم المرجع والملاذ فيه. والمراد من "عيبة علمه" أن الأئمة أوعية لعلوم الله التي أودعها النبي (ص)، وإليه أشار هو (ع) بقوله: "علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله. وما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيّه (ص) فعلّمنيه، ودعا لي بأن يعيه صدري وتَنضمّ عليه جوانحي". والمراد من "الحكم" مطلق الأحكام الشرعية، ومن "كتبه" هي الكتب السماوية.
أما علم القرآن فهم أهله والمرجع فيه، ومنهم أُخذ وعنهم انتشر. وأما الكتب السماوية فالأخبار عنهم في كونها عندهم كثيرة. روى بعضها الكليني في "الكافي".
وقد قال أمير المؤمنين (ع):
"سلوني قبل أن تفقدوني، فأنا عيبة رسول الله (ص). سلوا من عنده علم المنايا والبلايا والوصايا وفصل الخطاب. سلوني فأنا يعسوب المؤمنين حقا، والذي نفسي بيده لو طُويت لي الوسادة لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم".
والمراد من "حبال دينه" هو بقاء الدين ببقائهم. يقول (ع) في موضع آخر: "هم عيش العلم وموت الجهل، يخبركم حلمهم عن علمهم، وظاهرهم عن باطنهم، وصمتهم عن حكم منطقهم، لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه. وهم دعائم الإسلام وولائج الاعتصام. بهم عاد الحق إلى نصابه، وانزاح الباطل عن مقامه، وانقطع لسانه عن منبته. عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية، لا عقل سماع ورواية. فإن رواة العلم كثير ورعاته قليل".
ويصرح (ع) بأن أهل البيت لا سواهم، هم الراسخون في العلم، الذين وحدهم يعلمون تأويل القرآن بعد الله تعالى.. يقول (ع): "أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذباً وبغيا علينا، أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم".
وعن أبي عبد الله (ع): "نحن الراسخون في العلم، ونحن نعلم تأويله".
وأهل البيت هم "أبواب الله".. يقول (ع): "نحن الشعار والأصحاب والخزنة والأبواب، ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها، فمن أتاها من غير أبوابها سُمّي سارقاً".
وعن أبي عبد الله (ع): "الأوصياء هم أبواب الله عزّ وجلّ التي يؤتى منها، لولاهم ما عُرف الله عزّ وجلّ. وبهم احتج الله تبارك وتعالى على خلقه".
ومن قبل قال النبي (ص): "أنا مدينة العلم وعلي بابها".
وقوله: "ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا".. أي إن كل ما كان وما يكون إلى الأبد من نعمة فهو منهم (ع). ويوضح (ع) هذا المقام الخطير الذي اصطفاهم الله له بقوله: "إن الله خلقنا فأحسن خلقنا، وصورنا فأحسن صورنا، وجعلنا عينه في عباده، ولسانه الناطق في خلقه، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة، ووجهه الذي يؤتى منه، وبابه الذي يدل عليه، وخزانه في سمائه وأرضه، بنا أثمرت الأشجار وأينعت الثمار وجرت الأنهار، وبنا ينزل غيث السماء وينبت عشب الأرض، ولولا نحن ما عُبد الله".
فهل يقاس بآل محمد من هذه الأمة أحد؟! وهل يسوى بهم أحد من الخلائق؟!
صفة أهل البيت (ع) في نهج البلاغة
لمعرفة مكانة أهل البيت (ع) ومنزلتهم، ليس أفضل من استنطاق سيدهم ورئيسهم وأعرف الناس بهم، أمير المؤمنين (ع).. وهو بعدُ أبرع من وَصَف وأعدل من حَكَم.
لقد جاء ذكر "أهل بيت" في مواضع كثيرة من خطب الإمام (ع) وكلماته ورسائله المشتملة على تعاليمه وأفكاره في مختلف شؤون الدين والحياة، وهي التي اختارها الشريف الرضي من مجمل كلام أمير المؤمنين (ع)، ثم جمعها وأسماها: "نهج البلاغة".
يقول (ع): "لا يقاس بآل محمد صلى الله عليه وآله من هذه الأمة أحد، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً".
قوله: "لا يقاس بآل محمد (ص) أحد"، أي لا يقاس أحد بهم في شيء من الأشياء، في هذه الأمة وفي غيرها بالأولوية، كائناً من كان.
فهم أفضل الخليقة بعد محمد (ص).
فقد خلقوا والنبي (ص) من نور واحد ومن شجرة واحدة، كما في الأحاديث المستفيضة المتفق عليها.
فعن جابر بن عبد الله قال: "سمعت رسول الله (ص) يقول لعلي (ع): "يا علي، الناس من شجر شتى، وأنا وأنت من شجرة واحدة.
وعن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله (ص): "إن الله خلق الأنبياء من شجر شتى، وخلقني وعليّا من شجرة واحدة. فأنا أصلها، وعلي فرعها، وفاطمة لقاحها، والحسن والحسين ثمرها، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا، ومن زاغ عنها هوى". وإلى هذا أشار (ع) بقوله: "نحن شجرة النبوة".
بل إن آل محمد هم "بضعة" منه. ففي الحديث: "علي مني وأنا منه"، و"فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني"، و"الحسن والحسين مني وأنا منهما".
بل إن آل محمد هم "نفس" النبي (ص) بمنطوق آية "المباهلة".
وعند آل محمد جميع كمالات النبي (ص) وفضائله، يقول (ع): "وإني لمن قوم لا تأخذهم في الله لومة لائم، سيماهم سيماء الصديقين، وكلامهم كلام الأبرار، عُمّار الليل ومنار النهار، مستمسكون بحبل الله، يحيون سنن الله وسنن رسوله، لا يستكبرون ولا يعلون، ولا يغلون ولا يفسدون، قلوبهم في الجنان وأجسادهم في العمل".
وإن أشرف الأشياء التي أخذوها من النبي (ص) وأعلاها، علومه ومعارفه وأسراره، وهذا ما كرره الإمام (ع): "هم موضع سره، ولجأ أمره، وعَيْبَة علمه، وموئل حكمه، وكهوف كتبه، وجبال دينه. بهم أقام انحناء ظهره، وأذهب ارتعاد فرائصه".
والمراد من "السر" العلوم التي لا يحتملها أحد غيرهم، ومن "الأمر" كل ما يحتاجه الناس لدينهم ودنياهم، فالأئمة هم المرجع والملاذ فيه. والمراد من "عيبة علمه" أن الأئمة أوعية لعلوم الله التي أودعها النبي (ص)، وإليه أشار هو (ع) بقوله: "علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله. وما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيّه (ص) فعلّمنيه، ودعا لي بأن يعيه صدري وتَنضمّ عليه جوانحي". والمراد من "الحكم" مطلق الأحكام الشرعية، ومن "كتبه" هي الكتب السماوية.
أما علم القرآن فهم أهله والمرجع فيه، ومنهم أُخذ وعنهم انتشر. وأما الكتب السماوية فالأخبار عنهم في كونها عندهم كثيرة. روى بعضها الكليني في "الكافي".
وقد قال أمير المؤمنين (ع):
"سلوني قبل أن تفقدوني، فأنا عيبة رسول الله (ص). سلوا من عنده علم المنايا والبلايا والوصايا وفصل الخطاب. سلوني فأنا يعسوب المؤمنين حقا، والذي نفسي بيده لو طُويت لي الوسادة لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم".
والمراد من "حبال دينه" هو بقاء الدين ببقائهم. يقول (ع) في موضع آخر: "هم عيش العلم وموت الجهل، يخبركم حلمهم عن علمهم، وظاهرهم عن باطنهم، وصمتهم عن حكم منطقهم، لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه. وهم دعائم الإسلام وولائج الاعتصام. بهم عاد الحق إلى نصابه، وانزاح الباطل عن مقامه، وانقطع لسانه عن منبته. عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية، لا عقل سماع ورواية. فإن رواة العلم كثير ورعاته قليل".
ويصرح (ع) بأن أهل البيت لا سواهم، هم الراسخون في العلم، الذين وحدهم يعلمون تأويل القرآن بعد الله تعالى.. يقول (ع): "أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذباً وبغيا علينا، أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم".
وعن أبي عبد الله (ع): "نحن الراسخون في العلم، ونحن نعلم تأويله".
وأهل البيت هم "أبواب الله".. يقول (ع): "نحن الشعار والأصحاب والخزنة والأبواب، ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها، فمن أتاها من غير أبوابها سُمّي سارقاً".
وعن أبي عبد الله (ع): "الأوصياء هم أبواب الله عزّ وجلّ التي يؤتى منها، لولاهم ما عُرف الله عزّ وجلّ. وبهم احتج الله تبارك وتعالى على خلقه".
ومن قبل قال النبي (ص): "أنا مدينة العلم وعلي بابها".
وقوله: "ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا".. أي إن كل ما كان وما يكون إلى الأبد من نعمة فهو منهم (ع). ويوضح (ع) هذا المقام الخطير الذي اصطفاهم الله له بقوله: "إن الله خلقنا فأحسن خلقنا، وصورنا فأحسن صورنا، وجعلنا عينه في عباده، ولسانه الناطق في خلقه، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة، ووجهه الذي يؤتى منه، وبابه الذي يدل عليه، وخزانه في سمائه وأرضه، بنا أثمرت الأشجار وأينعت الثمار وجرت الأنهار، وبنا ينزل غيث السماء وينبت عشب الأرض، ولولا نحن ما عُبد الله".
فهل يقاس بآل محمد من هذه الأمة أحد؟! وهل يسوى بهم أحد من الخلائق؟!