فارس
23-09-2006, 08:24 AM
السلام عليكم ورحمة الله
موضوع قراءته واعجبني ان اضيفه لكم عسى من قرائته الكل يستفيد منه
وأما حق ولدك: فأن تعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشرّه، وأنك مسؤول عما وليته به من حسن الأدب والدلالة على ربّه عزّ وجلّ والمعونة على طاعته فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الإحسان إليه، معاقب على الإساءة إليه.... "[1].
ماهي.. ضماناتك
لنجاحك العائلي؟!
قليل هم..
الآباء النموذجيون، من يدركون قيمة هذه الثمرة التي بين أيديهم.
فالطفل.. هو الثمرة المرجوة من السعادة الزوجية، وهو أول عنصر في بناء المجتمع، لأنه رجل الغد، وأبو المستقبل.
ولكي ـ تحقق ضمانك التربوي، ما عليك إلا البحث والرعاية والملاحظة للجوانب التالية:
الجانب الصحي
نادراً.. ما يفكر الوالدان باصطحاب ابنهما إلى المستشفى، واتخاذ كامل الإجراءات المخبرية والكشف الطبي على صحة الطفل، للاطمئنان على سلامته من الأمراض. ووقايته من الأمراض المحتملة سريعة الإنتشار، وقد يؤدي الإهمال الصحي للطفل إلى تفاقم المرض، وتعسر وضع العلاج المناسب في الوقت المناسب.
[واللازم تربية الطفل تربية تؤهله للمستقبل بملاحظة صحته الجسدية بعدم سوء التغذية، وعدم تركه وشأنه معرضاً للأخطار، وعلاجه بمجرد إصابته بمرض، ووقايته من الأمراض المحتملة، فربما سبب الإهمال في الجملة، تحطيم مستقبل الطفل الصحي][2].
الطفولة بين الأمس واليوم
[الطفولة في الجماعة البدائية تتعرض لكثير من الأخطار والأمراض، ونسبة الوفيات فيهم عالية، والشباب في تلك المرحلة قصير الأمد][3].
والأمر يرجع إلى الظروف اللامستقرة، والوضع المعيشي المتأزم، وصعوبة الحياة القاسية والى جهل الأمهات بتقدير ثمن الصحة، وأهميتها في حياة الطفل.
قد أثبتت الإحصائيات.. أن الأمهات الجاهلات يقتلن في كل سنة من الأطفال، ما يربو على عدد القتلى في أعظم ساحات الحروب!
أما الطفولة في وقتنا الراهن فقد أُعطيت قسطاً كبيراً من العناية والاهتمام وقد طُرِحت الكثير من المشروعات العالمية للاهتمام بشؤون الطفولة ورعايتها..
وأول مؤتمر عُقد للعناية بالأطفال في الولايات المتحدة عام 1909 م وفيه أعلن الرئيس روزفلت:
" إن حياة المنزل، هي أسمى وأبدع ثمرات الحضارة، وهي أعظم قوة في تكوين العقل والأخلاق، ولا يجب أن يحرم منها طفل إلا لأسباب قاهرة ".
وعَقبَ هذا المؤتمر.. عشرات المؤتمرات الباحثة بشؤون الطفولة في كل أنحاء العالم، لوضع الحلول الكفيلة بإزالة كل العقبات التي تواجه مئات الأطفال في كل مكان.
فعليك ـ أيها الأب الكريم ـ الاهتمام البالغ بصحة طفلك وإليك نصيحة الإمام علي عليه السلام لولده الحسن (ع):
" يا بني.. ألا أعلمك أربع كلمات تستغني بها عن الطب؟
ـ بلى.
ـ لا تجلس على الطعام إلا وأنت جائع، ولا تقم عن الطعام إلا وأنت تشتهيه، وجوّد المضغ، وإذا نمت فاعرض نفسك على الخلاء، فإذا استعملت هذا، استغنيت عن الطب ".
ولأجل راحة البال. التي تبحث عنها للإطمئنان على صغيرك:
[1 ـ مراقبة نمو الطفل منذ ولادته حتى وصوله إلى دور البلوغ.
2 ـ الوقوف على الظواهر غير السوية في تكوينه وسيره البيولوجي.
3 ـ وقايته من الأمراض، والحرص عليه من الناحيتين الوقائية والعلاجية.
4 ـ مراقبته من النواحي الغريزية والعاطفية والعقلية.
5 ـ الوقوف على مظاهر الشذوذ العاطفي والعقلي ومركبات النقص السيكلوجي، والتخلف عن معايير الذكاء، ومحاولة علاجها، والتخفيف من آثارها.
6 ـ تدريب الطفل على عادات صحية تتعلق بالمشي والأكل والنوم والاستحمام واللعب والاستذكار، ومعاملة غيره من المتصلين به.
7 ـ توفير العوامل الصحية في المنزل، وفي البيئة الخارجية والمدرسية.
8 ـ تعليم الطفل القواعد الصحية والمعلومات الأولية في الشؤون الصحية][4].
9 ـ إعطاؤه اللقاحات الضرورية للأطفال في بداية أعمارهم لحمايته من الأمراض المعدية.
الجانب الأخلاقي
هل بحثت الجوانب الأخلاقية والسلوكية لدى أطفالك؟
أم إنّك! لا تزال على جهلك القديم؟
بالأمس.. كنتَ تنتقد فلاناً لفقدان سيطرته على ابنه، وعدم تربيته له!
بل ـ لعل ـ هذا الموقف لا يزال منطبعاً في مخيلتك؟
وليكن في علمك.. أن الأخلاق أهم وظائفك تجاه أبنائك، لأنك تربيهم ليكونوا أبناءً صالحين،
وكن على بينة بأن لا تطالبه بالالتزام الأخلاقي، وأنت تفتقر إليه! إنك لن تصل إلى نتيجة معه في يوم من الأيام.
كما قال الشاعر:
عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ
لا تنهَ عن خُلُق وتأتي مثله
[ليست الأخلاق مجموعة من القوانين المجردة، ولكنها أسلوب في التعامل مع الناس في مواقف الحياة العملية، والتربية الأخلاقية الحقة، ليست هي الوعظ والإرشاد، وإنما هي القدوة والحب وإتاحة فرص الحياة طبقاً للقيم الأخلاقية والجمالية ولا قيمة للتربية الأخلاقية، إن فصلناها (بالوعظ) عن سياق الحياة الانفعالية، إنها حينئذ سوف تستحيل في حياة الطفل إلى ألفاظ جامدة لا حياة فيها.
أما إن جعلناه تعويداً له على الحياة بناءً على الأخذ والعطاء، أصبحت الفضائل اتجاهات في حياته، وقوة دافعة تمتزج بمشاعره وتفكيره وسلوكه][5].
ولذا اهتمت القيم الإسلامية بالجانب الأخلاقي الذي يتمرسه الطفل من خلال معايشته بين الأم والأب في الأسرة، بل وطالبت بإصرار، أن تكون الأخلاق منطبقة مع قيم الدين، وليست خارجة عنه.
[تؤمن التربية الإسلامية أساساً بالأخلاقية، فأخلاقية التربية دعامة حقيقية، لا سبيل إلى تجاوزها، وتستمد أخلاقية التربية عناصرها من حركتها في إطار الدين نفسه، وليس خارجاً عنه، ومن هنا ترتكز التربية الإسلامية على الأسرة كقاعدة ثابتة للأمة، وتنمي في الأم مسؤولية واضحة، وفهماً واسعاً، يمكنها من تكوين النشء الجديد، ويجعل لها وللأب مسؤولية أساسية في إعداد الجيل القادم][6].
فالأخلاق ليست قيداً، ولكنها ضوابط تمكن من قيام المجتمع الكريم، والأسرة السليمة.
إذن ما الدين، إلا الأخلاق، وما الأخلاق سوى الدين، إذ محال أن يُفصل بينهما. فلذا أكد علماء النفس أن الدين يترك بصماته على واقع الحياة كما تفعل الأخلاق تماماً.
[لقد أجمع علماء النفس وغيرهم على أن للدين أثراً فعالاً في تكوين الحياة العامة، وفي إيجاد وسائل الأمن والاستقرار في الأرض، وإن من المحال أن يظفر الإنسان بأية حياة كريمة تتوفر فيها عناصر الدعة والمحبة والاستقرار من دون أن تسود التربية الروحية والأخلاقية الهادفة إلى إصلاح النفوس، وتهذيب الطباع، وإبعادها عن بواعث الهوى والغرور][7].
الجانب العلمي والتعليمي:
يجهل المرء أحياناً.. أن ابنه أتى عالم الدنيا، لا يدرك شيئاً، ولا يفهم أمراً من أمور الحياة على الإطلاق! (والله خلقكم في بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً).
ولكنه بالرغم من ذلك!
يطالبه ـ بان يكون فاهماً ومتفهماً لكل شيء من حوله.
كيف يطالب بكل هذا؟ وهو لا يتواضع لحظة ويعلمه فيها.
وإذا أردت بصدق أن تخلق من ابنك كائناً عالماً متفهماً ما عليك إلا أن تتركه في وضعه الطبيعي في المنزل وتقوي لديه قوة الملاحظة والمشاهدة في قدراته وإمكانياته الطبيعية، ليرتقي سلم المعرفة والتطلع بميوله، ويبلغ قمة التذوق في فهم الأشياء والعلم بها.
تعويده على العادات النافعة والمفيدة مما يتناسب مع المعيار الأخلاقي السائد في مجتمعه.
غرس المهارات التي يعشقها ويفضلها على أن تكن نافعة يستفيد منها مستقبلاً .
كون الأب مشجعاً ومحفزاً لأبنائه في الاستفادة من وقته، في كل ما يفيده، ويخدم حاجاته العلمية التي يرغب في استيعابها.
وما أن يسعى الأب الناجح في إيجاد الجوانب الثلاثة وملاحظتها الملاحظة الدقيقة، حتى يُوَفق للنجاح في حياته الأسرية مع فلذة كبده وهي:
1 ـ الجانب الصحي.
2 ـ الجانب الأخلاقي.
3 ـ الجانب العلمي والتعليمي.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] مكارم الأخلاق : ص421 .
[2] الفقه الاجتماع : ص362 .
[3] قصة الحضارة : ج1 ، ص89 .
[4] دراسات في الاجتماع العائلي: ص 176 .
[5] النمو النفسي / عبد المنعم + حلمي المليجي : ص218 ـ الطبعة الرابعة .
[6] التربية وبناء الأجيال في ضوء الإسلام / أنور الجندي : ص123 .
[7] النظام التربوي في الإسلام : ص11 .
موضوع قراءته واعجبني ان اضيفه لكم عسى من قرائته الكل يستفيد منه
وأما حق ولدك: فأن تعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشرّه، وأنك مسؤول عما وليته به من حسن الأدب والدلالة على ربّه عزّ وجلّ والمعونة على طاعته فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الإحسان إليه، معاقب على الإساءة إليه.... "[1].
ماهي.. ضماناتك
لنجاحك العائلي؟!
قليل هم..
الآباء النموذجيون، من يدركون قيمة هذه الثمرة التي بين أيديهم.
فالطفل.. هو الثمرة المرجوة من السعادة الزوجية، وهو أول عنصر في بناء المجتمع، لأنه رجل الغد، وأبو المستقبل.
ولكي ـ تحقق ضمانك التربوي، ما عليك إلا البحث والرعاية والملاحظة للجوانب التالية:
الجانب الصحي
نادراً.. ما يفكر الوالدان باصطحاب ابنهما إلى المستشفى، واتخاذ كامل الإجراءات المخبرية والكشف الطبي على صحة الطفل، للاطمئنان على سلامته من الأمراض. ووقايته من الأمراض المحتملة سريعة الإنتشار، وقد يؤدي الإهمال الصحي للطفل إلى تفاقم المرض، وتعسر وضع العلاج المناسب في الوقت المناسب.
[واللازم تربية الطفل تربية تؤهله للمستقبل بملاحظة صحته الجسدية بعدم سوء التغذية، وعدم تركه وشأنه معرضاً للأخطار، وعلاجه بمجرد إصابته بمرض، ووقايته من الأمراض المحتملة، فربما سبب الإهمال في الجملة، تحطيم مستقبل الطفل الصحي][2].
الطفولة بين الأمس واليوم
[الطفولة في الجماعة البدائية تتعرض لكثير من الأخطار والأمراض، ونسبة الوفيات فيهم عالية، والشباب في تلك المرحلة قصير الأمد][3].
والأمر يرجع إلى الظروف اللامستقرة، والوضع المعيشي المتأزم، وصعوبة الحياة القاسية والى جهل الأمهات بتقدير ثمن الصحة، وأهميتها في حياة الطفل.
قد أثبتت الإحصائيات.. أن الأمهات الجاهلات يقتلن في كل سنة من الأطفال، ما يربو على عدد القتلى في أعظم ساحات الحروب!
أما الطفولة في وقتنا الراهن فقد أُعطيت قسطاً كبيراً من العناية والاهتمام وقد طُرِحت الكثير من المشروعات العالمية للاهتمام بشؤون الطفولة ورعايتها..
وأول مؤتمر عُقد للعناية بالأطفال في الولايات المتحدة عام 1909 م وفيه أعلن الرئيس روزفلت:
" إن حياة المنزل، هي أسمى وأبدع ثمرات الحضارة، وهي أعظم قوة في تكوين العقل والأخلاق، ولا يجب أن يحرم منها طفل إلا لأسباب قاهرة ".
وعَقبَ هذا المؤتمر.. عشرات المؤتمرات الباحثة بشؤون الطفولة في كل أنحاء العالم، لوضع الحلول الكفيلة بإزالة كل العقبات التي تواجه مئات الأطفال في كل مكان.
فعليك ـ أيها الأب الكريم ـ الاهتمام البالغ بصحة طفلك وإليك نصيحة الإمام علي عليه السلام لولده الحسن (ع):
" يا بني.. ألا أعلمك أربع كلمات تستغني بها عن الطب؟
ـ بلى.
ـ لا تجلس على الطعام إلا وأنت جائع، ولا تقم عن الطعام إلا وأنت تشتهيه، وجوّد المضغ، وإذا نمت فاعرض نفسك على الخلاء، فإذا استعملت هذا، استغنيت عن الطب ".
ولأجل راحة البال. التي تبحث عنها للإطمئنان على صغيرك:
[1 ـ مراقبة نمو الطفل منذ ولادته حتى وصوله إلى دور البلوغ.
2 ـ الوقوف على الظواهر غير السوية في تكوينه وسيره البيولوجي.
3 ـ وقايته من الأمراض، والحرص عليه من الناحيتين الوقائية والعلاجية.
4 ـ مراقبته من النواحي الغريزية والعاطفية والعقلية.
5 ـ الوقوف على مظاهر الشذوذ العاطفي والعقلي ومركبات النقص السيكلوجي، والتخلف عن معايير الذكاء، ومحاولة علاجها، والتخفيف من آثارها.
6 ـ تدريب الطفل على عادات صحية تتعلق بالمشي والأكل والنوم والاستحمام واللعب والاستذكار، ومعاملة غيره من المتصلين به.
7 ـ توفير العوامل الصحية في المنزل، وفي البيئة الخارجية والمدرسية.
8 ـ تعليم الطفل القواعد الصحية والمعلومات الأولية في الشؤون الصحية][4].
9 ـ إعطاؤه اللقاحات الضرورية للأطفال في بداية أعمارهم لحمايته من الأمراض المعدية.
الجانب الأخلاقي
هل بحثت الجوانب الأخلاقية والسلوكية لدى أطفالك؟
أم إنّك! لا تزال على جهلك القديم؟
بالأمس.. كنتَ تنتقد فلاناً لفقدان سيطرته على ابنه، وعدم تربيته له!
بل ـ لعل ـ هذا الموقف لا يزال منطبعاً في مخيلتك؟
وليكن في علمك.. أن الأخلاق أهم وظائفك تجاه أبنائك، لأنك تربيهم ليكونوا أبناءً صالحين،
وكن على بينة بأن لا تطالبه بالالتزام الأخلاقي، وأنت تفتقر إليه! إنك لن تصل إلى نتيجة معه في يوم من الأيام.
كما قال الشاعر:
عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ
لا تنهَ عن خُلُق وتأتي مثله
[ليست الأخلاق مجموعة من القوانين المجردة، ولكنها أسلوب في التعامل مع الناس في مواقف الحياة العملية، والتربية الأخلاقية الحقة، ليست هي الوعظ والإرشاد، وإنما هي القدوة والحب وإتاحة فرص الحياة طبقاً للقيم الأخلاقية والجمالية ولا قيمة للتربية الأخلاقية، إن فصلناها (بالوعظ) عن سياق الحياة الانفعالية، إنها حينئذ سوف تستحيل في حياة الطفل إلى ألفاظ جامدة لا حياة فيها.
أما إن جعلناه تعويداً له على الحياة بناءً على الأخذ والعطاء، أصبحت الفضائل اتجاهات في حياته، وقوة دافعة تمتزج بمشاعره وتفكيره وسلوكه][5].
ولذا اهتمت القيم الإسلامية بالجانب الأخلاقي الذي يتمرسه الطفل من خلال معايشته بين الأم والأب في الأسرة، بل وطالبت بإصرار، أن تكون الأخلاق منطبقة مع قيم الدين، وليست خارجة عنه.
[تؤمن التربية الإسلامية أساساً بالأخلاقية، فأخلاقية التربية دعامة حقيقية، لا سبيل إلى تجاوزها، وتستمد أخلاقية التربية عناصرها من حركتها في إطار الدين نفسه، وليس خارجاً عنه، ومن هنا ترتكز التربية الإسلامية على الأسرة كقاعدة ثابتة للأمة، وتنمي في الأم مسؤولية واضحة، وفهماً واسعاً، يمكنها من تكوين النشء الجديد، ويجعل لها وللأب مسؤولية أساسية في إعداد الجيل القادم][6].
فالأخلاق ليست قيداً، ولكنها ضوابط تمكن من قيام المجتمع الكريم، والأسرة السليمة.
إذن ما الدين، إلا الأخلاق، وما الأخلاق سوى الدين، إذ محال أن يُفصل بينهما. فلذا أكد علماء النفس أن الدين يترك بصماته على واقع الحياة كما تفعل الأخلاق تماماً.
[لقد أجمع علماء النفس وغيرهم على أن للدين أثراً فعالاً في تكوين الحياة العامة، وفي إيجاد وسائل الأمن والاستقرار في الأرض، وإن من المحال أن يظفر الإنسان بأية حياة كريمة تتوفر فيها عناصر الدعة والمحبة والاستقرار من دون أن تسود التربية الروحية والأخلاقية الهادفة إلى إصلاح النفوس، وتهذيب الطباع، وإبعادها عن بواعث الهوى والغرور][7].
الجانب العلمي والتعليمي:
يجهل المرء أحياناً.. أن ابنه أتى عالم الدنيا، لا يدرك شيئاً، ولا يفهم أمراً من أمور الحياة على الإطلاق! (والله خلقكم في بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً).
ولكنه بالرغم من ذلك!
يطالبه ـ بان يكون فاهماً ومتفهماً لكل شيء من حوله.
كيف يطالب بكل هذا؟ وهو لا يتواضع لحظة ويعلمه فيها.
وإذا أردت بصدق أن تخلق من ابنك كائناً عالماً متفهماً ما عليك إلا أن تتركه في وضعه الطبيعي في المنزل وتقوي لديه قوة الملاحظة والمشاهدة في قدراته وإمكانياته الطبيعية، ليرتقي سلم المعرفة والتطلع بميوله، ويبلغ قمة التذوق في فهم الأشياء والعلم بها.
تعويده على العادات النافعة والمفيدة مما يتناسب مع المعيار الأخلاقي السائد في مجتمعه.
غرس المهارات التي يعشقها ويفضلها على أن تكن نافعة يستفيد منها مستقبلاً .
كون الأب مشجعاً ومحفزاً لأبنائه في الاستفادة من وقته، في كل ما يفيده، ويخدم حاجاته العلمية التي يرغب في استيعابها.
وما أن يسعى الأب الناجح في إيجاد الجوانب الثلاثة وملاحظتها الملاحظة الدقيقة، حتى يُوَفق للنجاح في حياته الأسرية مع فلذة كبده وهي:
1 ـ الجانب الصحي.
2 ـ الجانب الأخلاقي.
3 ـ الجانب العلمي والتعليمي.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] مكارم الأخلاق : ص421 .
[2] الفقه الاجتماع : ص362 .
[3] قصة الحضارة : ج1 ، ص89 .
[4] دراسات في الاجتماع العائلي: ص 176 .
[5] النمو النفسي / عبد المنعم + حلمي المليجي : ص218 ـ الطبعة الرابعة .
[6] التربية وبناء الأجيال في ضوء الإسلام / أنور الجندي : ص123 .
[7] النظام التربوي في الإسلام : ص11 .