عاشق الزهراء
18-06-2008, 09:27 AM
http://ebaa.net/bin/ImgShow.php?aid=1175
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين بارئ الخلائق أجمعين باعث الأنبياء والمرسلين ثم الصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا أبي القاسم المصطفى محمد (اللهم صلي على محمد وال محمد) وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الأبرار المنتجبين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم الى يوم الدين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل ، إنا لله وإنا إليه راجعون.
من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه . نحن نعيش في عصرٍ ما أندر الرجال الصادقين فيه، وكان آية الله الفقيد السعيد الفقيه السيد محمد رضا الشيرازي رضوان الله تعالى عليه هو من أولئك الرجال الصادقين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، كلكم والملايين من الناس الذين شاهدوا محاضراته وأحاديثه عبر الفضائيات والذين تطلعوا الى محيّاه النوراني وأحاديثه الربانية، شهدوا فيه انه كان من رجال الله الصادقين ( من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ) كان السيد محمد رضا الشيرازي رضوان الله تعالى عليه، صادقاً مع ربه في دفاعه عن عترة نبيه المصطفى محمد (ص)، كان ذلك المدافع الصلب الذي لا تلين له عزيمة ولا يفتر في الدفاع عن العترة الهادية الطاهرة، كان يعيش مأساة قلة نصرة وقلة ناصري أهل البيت عليهم الصلاة وأزكى السلام في كل لحظة، كان يعايش هذه المأساة، لذلك كان ذلك الذي يتقد غضبا وشموخا عندما يتحدث وعندما يكتب عن العترة الطاهرة عليهم الصلاة وأزكى السلام، (من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه )، يقول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) مخاطبا أمير المؤمنين ومولى الموحدين علي بن ابي طالب عليه صلوات المصلين، يا علي من أحبك ثم مات فقد قضى نحبه، نحبه أي نذره، أي العهد الذي عاهده الإنسان مع ربه سبحانه وتعالى، ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) هنالك عهد في عالم الذر (فمنهم من قضى نحبه ) يعني قضى نذره قضى عهده، التزم بما وعد رب الأرباب سبحانه وتعالى في عوالم سابقة وفي هذا العالم حيث شهد وقال اشهد أن لا اله الا الله واشهد ان محمداً رسول الله واشهد ان علياً ولي الله، كلكم سمعتموه رضوان الله تعالى عليه كم تكلم عن البقيع وكم تكلم عن سامراء، هذين الجرحين النازفين على مدى الزمن، وكم كتب في ومضات وفي غيره من الكتب، ( من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه )، كان ذلك الرجل الذي جنّد حياته وطاقاته كلها في سبيل خدمة أهل البيت الأطهار عليهم الصلاة وأزكى السلام والدفاع عنهم والذود عن حريمهم والذب عن حياضهم كان صادقا في عهده مع ربه في الدفاع عن العترة الطاهرة وكذلك فلنكن، مالذي يبقى من الانسان الا ما خلفه لآخرته، يقول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) يا علي من احبك ثم مات فقد قضى نحبه ونذره والشاهد على ذلك من كتاب الله حيث يقول سبحانه وتعالى ( قل لا أسئلكم عليه أجرا)، إذن هنالك اجر وهنالك عهد متقابل (الا المودة في القربى )، كان السيد الفقيد رضوان الله تعالى عليه صادقا مع ربه في عمله الصالح ايضا، في هذا المسجد المبارك، انا كنت ذات مرة فتحدث عن حبذا لو قيضّ الله سبحانه وتعالى جمعا من المؤمنين يؤسسون هيئة، هذه الهيئة تحاول ان تؤسس أربعة عشر مؤسسة باسم أربعة عشر معصوم، كلمة قالها لكنها كانت تنبع من القلب، كان صادقا مع ربه، وإذا انطلقت هيئة وخلال سنة واحدة تأسست أربعة عشر مؤسسة فيما اعلم، والذي لا اعلمه أكثر من ذلك على القاعدة، ما نما على علمي ونمي الى علمي انه لجنة واحدة تأسست بخطبة واحدة وأسست أربعة مؤسسة في العديد من البلاد عن المعصومين وباسم المعصومين الأربعة عشر رضوان الله تعالى عليهم، كان صادقا مع ربه في عمله، ربى رضوان الله تعالى عليه أجيالا من المؤمنين، الكثير منكم والكثير من المؤمنين في أرجاء البسيطة تتلمذوا على يديه، ربى الألوف المؤلفة من المؤمنين ومن الصالحين ومن الأبرار ومن العاملين، كان صادقا مع ربه وكان صادقا مع نفسه ايضا، ليلة الجمعة يفرغ نفسه للتحضير وصباح الجمعة ايضا وعلى حسب تعبير احد الأعلام، كان يقول بأنه سماحة السيد رضوان الله تعالى عليه، ليلة الجمعة كان يصاب بشبه الحمّى من القلق ... هل غداً استطيع ان أؤدي رسالة الجمعة ورسالة المنبر الحسيني ؟
كان يحضّر ثمان ساعات عشر ساعات أقل أكثر، كان ذلك الإنسان الصادق مع ربه والصادق مع نفسه والصادق مع مجتمعه، كان قمة في التواضع، الكل يعرفه ولم يكن التواضع مظهراً له فقط، في عمقه كنت تلمس التواضع، أحيانا الإنسان يحصل على درجة من العلم او من السلطة والشهرة والرياسة وغير ذلك وإذا به يشمخ بنفسه الى عنان السماء وربما يخفي ذلك، ولكنك كنت عندما تجلس والكثير شاهدوه عن قرب، ... الكثير منكم وربما جميعكم شاهدتموه عن قرب، عندما تجلس اليه كنت تحس بعمق التواضع، لم يكن يتصنع التواضع، كان صادقا مع ربه، من تواضع لله رفعه، كان صادقا في تعامله مع الناس، كان صادقا في تواضعه، كان صادقا في تقواه،( من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه )، أنا شخصيا سافرت معه أسفار عديدة، في السفر تتجلى عادة حقيقة الإنسان، لان الإنسان يجد نفسه في حلٍ من كثير من القيود لكنه رضوان الله تعالى عليه كان يتحرج الى ابعد الحدود من ان يحضر في مجلس فيه غيبه لمؤمن، الكثير يعدّون الغيبة فاكهة مجلسهم، والعياذ بالله ولا يلتذون بمجلس الا لو شفع بغيبة او نميمة او تهمة، لكنه كان شديد التحذر من ذلك الى درجة انه احيانا كان يحضر في بعض المجالس اللي كان يتوقع انه ربما يكون فيها غيبة كان مضطر للحضور وانا احيانا كنت مضطر للحضور، فكنت اسأله مالذي تصنع عندما تحضر؟ كان يقول لانه انا مضطر للحضور ففكرت ان أفضل طريقة لكي لا افتح المجال ولو لغيبة واحدة ولو للبدء باغتياب مؤمن وإن كان بتبرير وتبرير وألف تبرير، كان بمجرد ما يحضر الى ذلك المجلس وحتى قبل ان يجلس حتى ليكون هناك فرصة ولو مقدار ثواني لكي ينطلق البعض في حديث من هذا القبيل، كان قبل ما يجلس يبدأ بطرح مسألة فقهية او مسألة عقدية (عقائدية) او مسألة ولوية (ولائية) اوغير ذلك، وياخذ الجو كله بأحاديث محمدٍ وأهل بيته (ص)، ،( من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) ما اقل الرجال في كل زمن وما أندر الرجال الصادقين، كان السيد الفقيد السيد محمد رضا الشيرازي رضوان الله تعالى عليه من الرجال الصادقين النادرين الذين صدقوا في عهدهم مع الله سبحانه وتعالى، ربى الالوف وكان حصيلة تربية والده المقدس سيد الفقهاء آية الله العظمى محمد الشيرازي رضوان الله تعالى عليه والذي كان بدوره ثمرة تربية المرجع المقدس الشهيد الميرزا مهدي الشيرازي رضوان الله تعالى عليه حيث يقول عنه المرجع الأعلى في زمانه آية الله العظمى الميرزا هادي الشيرازي إني عاشرت الميرزا مهدي الشيرازي رضوان الله تعالى عليه أربعين سنة فلم أجده يرتكب مكروها قط، هذا المقدس رضوان الله تعالى عليه ربّى ثلة من الأبناء الأفاضل والأولياء والعلماء الأبرار كان منهم السيد الشيرازي الإمام الراحل رضوان الله تعالى عليه وكان منهم آية الله الشهيد السعيد المفكر الإسلامي السيد حسن الشيرازي الراحل رضوان الله تعالى عليه الذي هدا بجهده وبسعيه وبجهاده ما يزيد على المليوني إنسان في قضية يعرفها الكثيرون، وأسس ما أسس في مشارق الأرض ومغاربها ايضا، وكان من الثمار تلك الدوحة المباركة ومدرسة الميرزا مهدي الشيرازي الراحل رضوان الله تعالى عليه المرجع الزاهد الورع المقدس آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي الذي الكل يعرفه بالورع والزهد والأخلاق الفاضلة وشدة الانقطاع لله ولأهل البيت الأطهار عليهم الصلاة وأزكى السلام، آية الله السيد محمد رضا الشيرازي رضوان الله تعالى عليه الذي اجتمعنا هاهنا وفي مأساة لم نكن نتوقعها على الإطلاق، من منكم كان يتوقع ان يجتمع في هذا الوقت في هذا المكان المبارك لكي يحضر فاتحة آية الله السيد محمد رضا الشيرازي رضوان الله تعالى عليه، لم يكن احد يتوقع ذلك، الا ان الرجل قدم على مقدم، كان صادقا مع ربه وكان صادقا مع نفسه كان صادقا في ولائه لأهل البيت عليهم الصلاة وأزكى السلام، كان صادقا في علمه، كان صادقا في عمله الصالح، كان صادقا في تقواه وكان صادقا في جهاده مدى عمره، كان شوكة في أعين المستعمرين والظالمين وقد دفع ضريبة لذلك، وأية ضريبة، والحديث في ذلك يترك لمجال آخر،( من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر)، السيد محمد رضا الشيرازي رضوان الله تعالى عليه، أنا شخصيا شاهدته ليل نهار الحقيقة ما كان يضيع الثانية الواحدة من عمره، بدون مبالغة أنا عاشرته فترة طويلة جدا،سنين طويلة، ربما خمس وعشرين سنة تقريباً، ما كان يضيع الثانية الواحدة، إما يقضيها بذكر الله سبحانه وتعالى او بحديث تربوي او بتأليف او تدريس او تشويق او تحريض وما أشبه ذلك ، مالذي يبقى من الإنسان سوى العمل الصالح، مالذي يبقى من الإنسان سوى ما يبذره لآخرته، هذا الطريق كلنا سائرين فيه، سبقنا إليه الأبرار الصالحون لكن هنالك وفي تلك الدار الآخرة وهي الحيوان يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء، احد المؤمنين أمس شاهد أمير المؤمنين عليه الصلاة وأزكى السلام يدخل في مجلس وورائه مباشرة فقيدنا السعيد السيد محمد رضا الشيرازي رضوان الله تعالى عليه، وآخر شاهد الصديقة الزهراء عليها الصلاة وأزكى السلام وهي تستقبله بالأحضان وكان يتوقع ان يحدث شيء على ضوء هذه الرؤيا، وآخر شاهده يذهب الى زيارة سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه الصلاة وأزكى السلام في كربلاء، بعضهم في الكويت، بعضهم في سوريا، بعضهم في إيران، الإنسان يقدم على ما قدّم، وقد كان السيد رضوان الله تعالى عليه نعمة الأسوة لنا ونعمة القدوة، الحقيقة ... لنتعلم من مدرسته الزاخرة والعامرة، نتعلم منه كيف نذب عن حياض أهل البيت عليهم الصلاة وأزكى السلام، كيف نبذل الغالي والنفيس في سبيلهم، ،( من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه )، مالذي عاهدنا الله عليه في عالم الذر، عاهدنا الله على طاعته وعلى محبة رسوله محمد وأهل بيته (ص)، في المناقب يقول سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه الصلاة وأزكى السلام في يوم عاشوراء وفي تلك الصحراء القاحلة الموحشة المرعبة حيث اجتمع أعداء الله من كل حدب وصوب لكي ينالوا من خيرة عترة رسول الله (ص)، كان كل واحد من الأصحاب يريد ان يبرز للقتال، يأتي ويستأذن ويودع الإمام الحسين عليه الصلاة وأزكى السلام ويقول له السلام عليك يا ابا عبد الله فيجيبه الإمام الحسين عليه الصلاة وأزكى السلام وعليك السلام ونحن خلفك، تصوروا هذه الكلمة، هم السبّاقون الى الجنة، رجال الله الصادقون، يقول لكل واحد منهم الإمام الحسين عليه الصلاة وأزكى السلام وعليك السلام ونحن خلفك، ثم يتلوا سيد شباب أهل الجنة هذه الآية الشريفة ( من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزي الصادقين بصدقهم )، نحن هنا والملايين من المؤمنين، كان السيد رضوان الله تعالى عليه آية الله السيد محمد رضا الشيرازي يمتلك المحبة في قلوب المؤمنين ، المؤمنين الملايين منهم في مشارق الأرض ومغاربها، انتم تعلمون والكثير منهم يسمعني الآن ، أحس حرقة ولوعة كبيرة بفقد هذا الرجل العظيم، إلا أن لوعتنا وحزننا على مظلومية أهل البيت عليهم السلام أكثر وأكثر وأكثر، لا تزال سامراء مهدمة غير مبنية، لا يزال البقيع مهدم، لا تزال ظلامات أهل البيت عليهم الصلاة وأزكى السلام تطبق الخافقين، لا يزال الملايين بل عشرات الملايين من الناس يجهلون مكانة وعظمة أهل البيت الأطهار عليهم الصلاة وأزكى السلام، فلننتهز هذه الفرصة المؤلمة لكي تكون عبرة لنا لآخرتنا ولكي نتخذها جسرا، لكي نتعلم من هذا الرجل العظيم فقيدنا السعيد كيف نبني سعادة الدارين بولاء وإطاعة والدفاع عن أهل البيت الأطهار عليهم الصلاة وأزكى السلام، أعزيكم واعزي الملايين من المؤمنين الذين فقدوا بفقد السيد محمد رضا الشيرازي أباً ومربياً وعالماً وموالياً لأهل البيت الأطهار عليهم الصلاة وأزكى السلام ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتفضل علينا وعلى جميع المؤمنين بلطفه وبكرمه وبان يقيض لنا منكم ومن المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها من يرفع راية أهل البيت عليهم السلام عالية خفاقة أكثر من ذي قبل، ونهدي ثواب سورة الفاتحة تسبقها الصلاة على محمد وآل محمد (ص).
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين بارئ الخلائق أجمعين باعث الأنبياء والمرسلين ثم الصلاة والسلام على سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا أبي القاسم المصطفى محمد (اللهم صلي على محمد وال محمد) وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين الأبرار المنتجبين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم الى يوم الدين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل ، إنا لله وإنا إليه راجعون.
من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه . نحن نعيش في عصرٍ ما أندر الرجال الصادقين فيه، وكان آية الله الفقيد السعيد الفقيه السيد محمد رضا الشيرازي رضوان الله تعالى عليه هو من أولئك الرجال الصادقين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، كلكم والملايين من الناس الذين شاهدوا محاضراته وأحاديثه عبر الفضائيات والذين تطلعوا الى محيّاه النوراني وأحاديثه الربانية، شهدوا فيه انه كان من رجال الله الصادقين ( من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ) كان السيد محمد رضا الشيرازي رضوان الله تعالى عليه، صادقاً مع ربه في دفاعه عن عترة نبيه المصطفى محمد (ص)، كان ذلك المدافع الصلب الذي لا تلين له عزيمة ولا يفتر في الدفاع عن العترة الهادية الطاهرة، كان يعيش مأساة قلة نصرة وقلة ناصري أهل البيت عليهم الصلاة وأزكى السلام في كل لحظة، كان يعايش هذه المأساة، لذلك كان ذلك الذي يتقد غضبا وشموخا عندما يتحدث وعندما يكتب عن العترة الطاهرة عليهم الصلاة وأزكى السلام، (من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه )، يقول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) مخاطبا أمير المؤمنين ومولى الموحدين علي بن ابي طالب عليه صلوات المصلين، يا علي من أحبك ثم مات فقد قضى نحبه، نحبه أي نذره، أي العهد الذي عاهده الإنسان مع ربه سبحانه وتعالى، ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) هنالك عهد في عالم الذر (فمنهم من قضى نحبه ) يعني قضى نذره قضى عهده، التزم بما وعد رب الأرباب سبحانه وتعالى في عوالم سابقة وفي هذا العالم حيث شهد وقال اشهد أن لا اله الا الله واشهد ان محمداً رسول الله واشهد ان علياً ولي الله، كلكم سمعتموه رضوان الله تعالى عليه كم تكلم عن البقيع وكم تكلم عن سامراء، هذين الجرحين النازفين على مدى الزمن، وكم كتب في ومضات وفي غيره من الكتب، ( من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه )، كان ذلك الرجل الذي جنّد حياته وطاقاته كلها في سبيل خدمة أهل البيت الأطهار عليهم الصلاة وأزكى السلام والدفاع عنهم والذود عن حريمهم والذب عن حياضهم كان صادقا في عهده مع ربه في الدفاع عن العترة الطاهرة وكذلك فلنكن، مالذي يبقى من الانسان الا ما خلفه لآخرته، يقول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) يا علي من احبك ثم مات فقد قضى نحبه ونذره والشاهد على ذلك من كتاب الله حيث يقول سبحانه وتعالى ( قل لا أسئلكم عليه أجرا)، إذن هنالك اجر وهنالك عهد متقابل (الا المودة في القربى )، كان السيد الفقيد رضوان الله تعالى عليه صادقا مع ربه في عمله الصالح ايضا، في هذا المسجد المبارك، انا كنت ذات مرة فتحدث عن حبذا لو قيضّ الله سبحانه وتعالى جمعا من المؤمنين يؤسسون هيئة، هذه الهيئة تحاول ان تؤسس أربعة عشر مؤسسة باسم أربعة عشر معصوم، كلمة قالها لكنها كانت تنبع من القلب، كان صادقا مع ربه، وإذا انطلقت هيئة وخلال سنة واحدة تأسست أربعة عشر مؤسسة فيما اعلم، والذي لا اعلمه أكثر من ذلك على القاعدة، ما نما على علمي ونمي الى علمي انه لجنة واحدة تأسست بخطبة واحدة وأسست أربعة مؤسسة في العديد من البلاد عن المعصومين وباسم المعصومين الأربعة عشر رضوان الله تعالى عليهم، كان صادقا مع ربه في عمله، ربى رضوان الله تعالى عليه أجيالا من المؤمنين، الكثير منكم والكثير من المؤمنين في أرجاء البسيطة تتلمذوا على يديه، ربى الألوف المؤلفة من المؤمنين ومن الصالحين ومن الأبرار ومن العاملين، كان صادقا مع ربه وكان صادقا مع نفسه ايضا، ليلة الجمعة يفرغ نفسه للتحضير وصباح الجمعة ايضا وعلى حسب تعبير احد الأعلام، كان يقول بأنه سماحة السيد رضوان الله تعالى عليه، ليلة الجمعة كان يصاب بشبه الحمّى من القلق ... هل غداً استطيع ان أؤدي رسالة الجمعة ورسالة المنبر الحسيني ؟
كان يحضّر ثمان ساعات عشر ساعات أقل أكثر، كان ذلك الإنسان الصادق مع ربه والصادق مع نفسه والصادق مع مجتمعه، كان قمة في التواضع، الكل يعرفه ولم يكن التواضع مظهراً له فقط، في عمقه كنت تلمس التواضع، أحيانا الإنسان يحصل على درجة من العلم او من السلطة والشهرة والرياسة وغير ذلك وإذا به يشمخ بنفسه الى عنان السماء وربما يخفي ذلك، ولكنك كنت عندما تجلس والكثير شاهدوه عن قرب، ... الكثير منكم وربما جميعكم شاهدتموه عن قرب، عندما تجلس اليه كنت تحس بعمق التواضع، لم يكن يتصنع التواضع، كان صادقا مع ربه، من تواضع لله رفعه، كان صادقا في تعامله مع الناس، كان صادقا في تواضعه، كان صادقا في تقواه،( من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه )، أنا شخصيا سافرت معه أسفار عديدة، في السفر تتجلى عادة حقيقة الإنسان، لان الإنسان يجد نفسه في حلٍ من كثير من القيود لكنه رضوان الله تعالى عليه كان يتحرج الى ابعد الحدود من ان يحضر في مجلس فيه غيبه لمؤمن، الكثير يعدّون الغيبة فاكهة مجلسهم، والعياذ بالله ولا يلتذون بمجلس الا لو شفع بغيبة او نميمة او تهمة، لكنه كان شديد التحذر من ذلك الى درجة انه احيانا كان يحضر في بعض المجالس اللي كان يتوقع انه ربما يكون فيها غيبة كان مضطر للحضور وانا احيانا كنت مضطر للحضور، فكنت اسأله مالذي تصنع عندما تحضر؟ كان يقول لانه انا مضطر للحضور ففكرت ان أفضل طريقة لكي لا افتح المجال ولو لغيبة واحدة ولو للبدء باغتياب مؤمن وإن كان بتبرير وتبرير وألف تبرير، كان بمجرد ما يحضر الى ذلك المجلس وحتى قبل ان يجلس حتى ليكون هناك فرصة ولو مقدار ثواني لكي ينطلق البعض في حديث من هذا القبيل، كان قبل ما يجلس يبدأ بطرح مسألة فقهية او مسألة عقدية (عقائدية) او مسألة ولوية (ولائية) اوغير ذلك، وياخذ الجو كله بأحاديث محمدٍ وأهل بيته (ص)، ،( من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه ) ما اقل الرجال في كل زمن وما أندر الرجال الصادقين، كان السيد الفقيد السيد محمد رضا الشيرازي رضوان الله تعالى عليه من الرجال الصادقين النادرين الذين صدقوا في عهدهم مع الله سبحانه وتعالى، ربى الالوف وكان حصيلة تربية والده المقدس سيد الفقهاء آية الله العظمى محمد الشيرازي رضوان الله تعالى عليه والذي كان بدوره ثمرة تربية المرجع المقدس الشهيد الميرزا مهدي الشيرازي رضوان الله تعالى عليه حيث يقول عنه المرجع الأعلى في زمانه آية الله العظمى الميرزا هادي الشيرازي إني عاشرت الميرزا مهدي الشيرازي رضوان الله تعالى عليه أربعين سنة فلم أجده يرتكب مكروها قط، هذا المقدس رضوان الله تعالى عليه ربّى ثلة من الأبناء الأفاضل والأولياء والعلماء الأبرار كان منهم السيد الشيرازي الإمام الراحل رضوان الله تعالى عليه وكان منهم آية الله الشهيد السعيد المفكر الإسلامي السيد حسن الشيرازي الراحل رضوان الله تعالى عليه الذي هدا بجهده وبسعيه وبجهاده ما يزيد على المليوني إنسان في قضية يعرفها الكثيرون، وأسس ما أسس في مشارق الأرض ومغاربها ايضا، وكان من الثمار تلك الدوحة المباركة ومدرسة الميرزا مهدي الشيرازي الراحل رضوان الله تعالى عليه المرجع الزاهد الورع المقدس آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي الذي الكل يعرفه بالورع والزهد والأخلاق الفاضلة وشدة الانقطاع لله ولأهل البيت الأطهار عليهم الصلاة وأزكى السلام، آية الله السيد محمد رضا الشيرازي رضوان الله تعالى عليه الذي اجتمعنا هاهنا وفي مأساة لم نكن نتوقعها على الإطلاق، من منكم كان يتوقع ان يجتمع في هذا الوقت في هذا المكان المبارك لكي يحضر فاتحة آية الله السيد محمد رضا الشيرازي رضوان الله تعالى عليه، لم يكن احد يتوقع ذلك، الا ان الرجل قدم على مقدم، كان صادقا مع ربه وكان صادقا مع نفسه كان صادقا في ولائه لأهل البيت عليهم الصلاة وأزكى السلام، كان صادقا في علمه، كان صادقا في عمله الصالح، كان صادقا في تقواه وكان صادقا في جهاده مدى عمره، كان شوكة في أعين المستعمرين والظالمين وقد دفع ضريبة لذلك، وأية ضريبة، والحديث في ذلك يترك لمجال آخر،( من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر)، السيد محمد رضا الشيرازي رضوان الله تعالى عليه، أنا شخصيا شاهدته ليل نهار الحقيقة ما كان يضيع الثانية الواحدة من عمره، بدون مبالغة أنا عاشرته فترة طويلة جدا،سنين طويلة، ربما خمس وعشرين سنة تقريباً، ما كان يضيع الثانية الواحدة، إما يقضيها بذكر الله سبحانه وتعالى او بحديث تربوي او بتأليف او تدريس او تشويق او تحريض وما أشبه ذلك ، مالذي يبقى من الإنسان سوى العمل الصالح، مالذي يبقى من الإنسان سوى ما يبذره لآخرته، هذا الطريق كلنا سائرين فيه، سبقنا إليه الأبرار الصالحون لكن هنالك وفي تلك الدار الآخرة وهي الحيوان يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء، احد المؤمنين أمس شاهد أمير المؤمنين عليه الصلاة وأزكى السلام يدخل في مجلس وورائه مباشرة فقيدنا السعيد السيد محمد رضا الشيرازي رضوان الله تعالى عليه، وآخر شاهد الصديقة الزهراء عليها الصلاة وأزكى السلام وهي تستقبله بالأحضان وكان يتوقع ان يحدث شيء على ضوء هذه الرؤيا، وآخر شاهده يذهب الى زيارة سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه الصلاة وأزكى السلام في كربلاء، بعضهم في الكويت، بعضهم في سوريا، بعضهم في إيران، الإنسان يقدم على ما قدّم، وقد كان السيد رضوان الله تعالى عليه نعمة الأسوة لنا ونعمة القدوة، الحقيقة ... لنتعلم من مدرسته الزاخرة والعامرة، نتعلم منه كيف نذب عن حياض أهل البيت عليهم الصلاة وأزكى السلام، كيف نبذل الغالي والنفيس في سبيلهم، ،( من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه )، مالذي عاهدنا الله عليه في عالم الذر، عاهدنا الله على طاعته وعلى محبة رسوله محمد وأهل بيته (ص)، في المناقب يقول سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه الصلاة وأزكى السلام في يوم عاشوراء وفي تلك الصحراء القاحلة الموحشة المرعبة حيث اجتمع أعداء الله من كل حدب وصوب لكي ينالوا من خيرة عترة رسول الله (ص)، كان كل واحد من الأصحاب يريد ان يبرز للقتال، يأتي ويستأذن ويودع الإمام الحسين عليه الصلاة وأزكى السلام ويقول له السلام عليك يا ابا عبد الله فيجيبه الإمام الحسين عليه الصلاة وأزكى السلام وعليك السلام ونحن خلفك، تصوروا هذه الكلمة، هم السبّاقون الى الجنة، رجال الله الصادقون، يقول لكل واحد منهم الإمام الحسين عليه الصلاة وأزكى السلام وعليك السلام ونحن خلفك، ثم يتلوا سيد شباب أهل الجنة هذه الآية الشريفة ( من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزي الصادقين بصدقهم )، نحن هنا والملايين من المؤمنين، كان السيد رضوان الله تعالى عليه آية الله السيد محمد رضا الشيرازي يمتلك المحبة في قلوب المؤمنين ، المؤمنين الملايين منهم في مشارق الأرض ومغاربها، انتم تعلمون والكثير منهم يسمعني الآن ، أحس حرقة ولوعة كبيرة بفقد هذا الرجل العظيم، إلا أن لوعتنا وحزننا على مظلومية أهل البيت عليهم السلام أكثر وأكثر وأكثر، لا تزال سامراء مهدمة غير مبنية، لا يزال البقيع مهدم، لا تزال ظلامات أهل البيت عليهم الصلاة وأزكى السلام تطبق الخافقين، لا يزال الملايين بل عشرات الملايين من الناس يجهلون مكانة وعظمة أهل البيت الأطهار عليهم الصلاة وأزكى السلام، فلننتهز هذه الفرصة المؤلمة لكي تكون عبرة لنا لآخرتنا ولكي نتخذها جسرا، لكي نتعلم من هذا الرجل العظيم فقيدنا السعيد كيف نبني سعادة الدارين بولاء وإطاعة والدفاع عن أهل البيت الأطهار عليهم الصلاة وأزكى السلام، أعزيكم واعزي الملايين من المؤمنين الذين فقدوا بفقد السيد محمد رضا الشيرازي أباً ومربياً وعالماً وموالياً لأهل البيت الأطهار عليهم الصلاة وأزكى السلام ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتفضل علينا وعلى جميع المؤمنين بلطفه وبكرمه وبان يقيض لنا منكم ومن المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها من يرفع راية أهل البيت عليهم السلام عالية خفاقة أكثر من ذي قبل، ونهدي ثواب سورة الفاتحة تسبقها الصلاة على محمد وآل محمد (ص).