فلك الكون
23-06-2008, 06:23 PM
بِسم اللّه الرَحمَنِ الرَحيِم
اللَهّمَ صَلِ عَلَى مُحَمَدٍ وَ آلِ مُحَمَد وَ عَجِل فَرَجَهُم وَ العَن أعدائَهُم إِلى قِيامِ يَومِ الدِين
حكاية عجيبة(عالم الأرواح)
وصـلتـنـى رسـالة من رجل يبلغ من العمر اربعين عاما يسكن مدينة " لاهيجان " فى محافظة " جيلان " ، وقد ذكر لى فـيـهـا القـصـّة العـجـيـبـة التـاليـة الّتـى وقـعـت وقـائعـهـا قـبـل عـشـريـن عـامـا ، لي بـيـت يـقـع فـى ضـاحـيـة مـن ضـواحـى مـديـنـة " لاهـج "
عـبـر طـريـق " سـيـاهـكل "
، يشرف على مزرعة شاى . جلست يوما قرب المزرعة ، وكان الجوّ صيفا ، وانا اشخص ببصرى نحو باب المزرعة ، فاءبصرت شابّا وسيما يقف وراء الباب وهو ينظر الىّ . فقمت من مكانى واتّجهت أليه ؛ لاسـاءله عـمّ يـريـد ، وعـن سـبـب دخوله المزرعة . فاءذهلنى مرآه ! اذ اخذ يتلاشى شيئا فشيئا كلّما اقترب منه حتّى اصبح كالذرّة ، ثمّ غاب تماما عندما اصبحت المسافة بينى وبينه عشرة امتار ! فارتبت فى هذا الامر ، وتخالجنى فـيـه شـك ، وحـدّثـت نفسى :
لعلّ هذا الشاب قد تمثّل لى ، وعدت من حيث اتيت . وحينما صوّبت نظرى نحو الباب ثـانـيـة رايـتـه - كـمـا فـى المـرّة الاولى - يـقـف وراء البـاب وهو ينظر الىّ ، وكاءنّه يريد ان يتفوّه بشى الاّ انّ الخـجـل يـتـمـلّكـه فيحجم عن الكلام . فنهضت من مكانى وصرخت باءعلى صوتى وانا خائف :
من انت ؟ وماذا تريد ؟ والى اين ذهبت قبل قليل ؟ وكيف غبت ؟ فاءجابنى بصوت رخيم :
اريد ان آنسك واسلّيك ؛ لانّك اغثت مظلوما وانقذته من ظالم ، فعلىّ ان اوقفك على بعض الحقائق ، وهى بمثابة مكافاءة لك .
فقلت له :
ما اسمك ؟ ومن اين اتيت ؟ اجابنى قائلا :
لازلت فى هيئة لاتخطر على بالك ، فلذا لايمكننى ان اسمّى نـفـسـى بـاسـم ، ولعـلىّ فـى المـسـتقبل القريب اصير ذاهيئة ويطلق علىّ اسم ، فيمكننى حينئذ ان اعرّفك بنفسى .
فقلت له :
اقترب منّى ؛ لكى نقعد معا ونتحدّث عن كثب ، وهذا لايمكن ونحن متباعدان .
قـال :
لا اسـتـطـيـع الاقـتـراب مـنـك اكـثـر مـن هـذا ، ولكـنـّنـى احـاول ان اوصل صوتى اليك كما تسمع صوت من يقعد جنبك ، وساءسمع صوتك حتّى ولو كان واطئا .
ولمـّا تـجـاذبنا اطراف الحديث احسست بصوته قريبا منّى ، على الرغم من انّ المسافة بينى وبينه تقدّر بثلاثين مـتـرا . وكـان يـظـهـر لى فـى نـفس المكان كلّ يوم قبل غروب الشمس بساعة تماما ، ويغيب عنّى عند غروب الشمس مـبـاشـرة ، واسـتـمـر الحـال عـلى هـذا المـنـوال مـدّة عـشـرة ايـّام مـتـواليـة . وكـنـت اذهـب بعض الايّام الى ذلك المكان قـبـل المـوعـد بـدقـائق فلااراه فيه ، وكان يظهر حين وصول اشعّة الشمس الى المكان الّذى يقف فيه ، ويتلاشى شـيـئا فـشـيـئا بـغـيـاب الشـمـس ثـمّ يضمحلّ . ونهضت من مكانى مرّة حينما ظهر ، واتّجهت نحوه بدافع حبّ الاطّلاع ، واقـتـربـت مـنـه عـلى بـعـد عـشـرة امـتـار ، فـمـا كـان مـنـه الاّ ان تـضـاءل ثـمّ غـاب ، وعـنـد مـا ظـهـر ثـانـيـة قـال :
دعـنـى اعـلّمـك مـا اعـلم . ومـمـّا يـثـيـر الانـتـبـاه هـو انـّى مـا كـنـت اشـعـر بـخـوف او وجـل طـيـلة هـذه المـدّة ابـدا ، عـلى الرغم من كونى وحيدا فى المزرعة ؛ اذ اصبح امره ماءلوفا بالنّسبة الىّ ، فلم يـخـطـر عـلى بـالي فـيـمـن هـو ؟ وما عمله ؟ ولم اعر له اهتماما ؛ بحيث انّى ما اخبرت احدا باءمره وما ساءلته فى اليوم الاخير لرحيله عن محلّه ، وما حزنت حين رحيله عنّى .
ومـن الجـديـر بـالذكر انّى ما كنت المّ باءىّ شى من علوم الاسلام واحكامه ، على الرغم من كونى شابّا ، وقد علّمنى خـلال عـشـرة ايـّام عـلومـا واحـكـامـا ضـروريـّة . ولم اره بعد تلك المدّة ، الاّ انّه طرق سمعى ليلة صوت على غرار صوته ايقظنى من نومى ، فاءسرعت الى المكان الّذى كان يقف عنده وكان الظلام مدلهمّا ، فلم ار سوى شى نظير شـرارة النـار لكنّها بيضاء فى نفس المكان الّذى كان يقف فيه ، وحينما اقتربت منه غاب . وفى العام الماضى - اىّ بـعـد تصرّم تسعة عشر عاما على تلك الحادثة - كنت قاعدا فى الموضع الّذى الفته ، وقد طرا على المزرعة بـعـض التـغيير ؛ حيث غرست اشجارا محلّ الشاى ، وكان باب المزرعة مفتوحا . وفى هذه اللحظة رايت ذلك الشابّ بـنـفـس هـيـئتـه المـعـهـودة يـنـقـر البـاب بـاءصـابـعـه ؛ طـالبـا الاذن مـنـّى لدخـول المزرعة ، فهتفت به :
تفضّل بالدخول ، ولم اقترب منه كما هى عادتى معه سابقا ، ولكن هو اقترب منّى هـذه المـرّة ، تـقدّم نحوى وهديته الى غرفتى ، فرحّبت به واكرمته . ثمّ التفتّ اليه قائلا :
انّ شكلك لم يتغيّر قـط مـنـذ تـسـعـة عـشـر عـامـا ، الاّ انّ سـلوكـك فـقـط قـد تـغـيـّر ، فـقـال :
لاافـقـه مـا تـقـول ، انّ عـمـرى لايـتـجـاوز ثـمـانـيـة عـشـر عـامـا ، كـمـا انـّى لم ازر مـديـنـة " لاهـج " مـن قـبـل ، وجـئت الى هـنـا بـرفقة ابى قبل بضعة ايّام ؛ كى نخلد الى الدعة ونتمتّع بنسيم البحر ، فليس الامر كما تقول .
يتبعـــ
اللَهّمَ صَلِ عَلَى مُحَمَدٍ وَ آلِ مُحَمَد وَ عَجِل فَرَجَهُم وَ العَن أعدائَهُم إِلى قِيامِ يَومِ الدِين
حكاية عجيبة(عالم الأرواح)
وصـلتـنـى رسـالة من رجل يبلغ من العمر اربعين عاما يسكن مدينة " لاهيجان " فى محافظة " جيلان " ، وقد ذكر لى فـيـهـا القـصـّة العـجـيـبـة التـاليـة الّتـى وقـعـت وقـائعـهـا قـبـل عـشـريـن عـامـا ، لي بـيـت يـقـع فـى ضـاحـيـة مـن ضـواحـى مـديـنـة " لاهـج "
عـبـر طـريـق " سـيـاهـكل "
، يشرف على مزرعة شاى . جلست يوما قرب المزرعة ، وكان الجوّ صيفا ، وانا اشخص ببصرى نحو باب المزرعة ، فاءبصرت شابّا وسيما يقف وراء الباب وهو ينظر الىّ . فقمت من مكانى واتّجهت أليه ؛ لاسـاءله عـمّ يـريـد ، وعـن سـبـب دخوله المزرعة . فاءذهلنى مرآه ! اذ اخذ يتلاشى شيئا فشيئا كلّما اقترب منه حتّى اصبح كالذرّة ، ثمّ غاب تماما عندما اصبحت المسافة بينى وبينه عشرة امتار ! فارتبت فى هذا الامر ، وتخالجنى فـيـه شـك ، وحـدّثـت نفسى :
لعلّ هذا الشاب قد تمثّل لى ، وعدت من حيث اتيت . وحينما صوّبت نظرى نحو الباب ثـانـيـة رايـتـه - كـمـا فـى المـرّة الاولى - يـقـف وراء البـاب وهو ينظر الىّ ، وكاءنّه يريد ان يتفوّه بشى الاّ انّ الخـجـل يـتـمـلّكـه فيحجم عن الكلام . فنهضت من مكانى وصرخت باءعلى صوتى وانا خائف :
من انت ؟ وماذا تريد ؟ والى اين ذهبت قبل قليل ؟ وكيف غبت ؟ فاءجابنى بصوت رخيم :
اريد ان آنسك واسلّيك ؛ لانّك اغثت مظلوما وانقذته من ظالم ، فعلىّ ان اوقفك على بعض الحقائق ، وهى بمثابة مكافاءة لك .
فقلت له :
ما اسمك ؟ ومن اين اتيت ؟ اجابنى قائلا :
لازلت فى هيئة لاتخطر على بالك ، فلذا لايمكننى ان اسمّى نـفـسـى بـاسـم ، ولعـلىّ فـى المـسـتقبل القريب اصير ذاهيئة ويطلق علىّ اسم ، فيمكننى حينئذ ان اعرّفك بنفسى .
فقلت له :
اقترب منّى ؛ لكى نقعد معا ونتحدّث عن كثب ، وهذا لايمكن ونحن متباعدان .
قـال :
لا اسـتـطـيـع الاقـتـراب مـنـك اكـثـر مـن هـذا ، ولكـنـّنـى احـاول ان اوصل صوتى اليك كما تسمع صوت من يقعد جنبك ، وساءسمع صوتك حتّى ولو كان واطئا .
ولمـّا تـجـاذبنا اطراف الحديث احسست بصوته قريبا منّى ، على الرغم من انّ المسافة بينى وبينه تقدّر بثلاثين مـتـرا . وكـان يـظـهـر لى فـى نـفس المكان كلّ يوم قبل غروب الشمس بساعة تماما ، ويغيب عنّى عند غروب الشمس مـبـاشـرة ، واسـتـمـر الحـال عـلى هـذا المـنـوال مـدّة عـشـرة ايـّام مـتـواليـة . وكـنـت اذهـب بعض الايّام الى ذلك المكان قـبـل المـوعـد بـدقـائق فلااراه فيه ، وكان يظهر حين وصول اشعّة الشمس الى المكان الّذى يقف فيه ، ويتلاشى شـيـئا فـشـيـئا بـغـيـاب الشـمـس ثـمّ يضمحلّ . ونهضت من مكانى مرّة حينما ظهر ، واتّجهت نحوه بدافع حبّ الاطّلاع ، واقـتـربـت مـنـه عـلى بـعـد عـشـرة امـتـار ، فـمـا كـان مـنـه الاّ ان تـضـاءل ثـمّ غـاب ، وعـنـد مـا ظـهـر ثـانـيـة قـال :
دعـنـى اعـلّمـك مـا اعـلم . ومـمـّا يـثـيـر الانـتـبـاه هـو انـّى مـا كـنـت اشـعـر بـخـوف او وجـل طـيـلة هـذه المـدّة ابـدا ، عـلى الرغم من كونى وحيدا فى المزرعة ؛ اذ اصبح امره ماءلوفا بالنّسبة الىّ ، فلم يـخـطـر عـلى بـالي فـيـمـن هـو ؟ وما عمله ؟ ولم اعر له اهتماما ؛ بحيث انّى ما اخبرت احدا باءمره وما ساءلته فى اليوم الاخير لرحيله عن محلّه ، وما حزنت حين رحيله عنّى .
ومـن الجـديـر بـالذكر انّى ما كنت المّ باءىّ شى من علوم الاسلام واحكامه ، على الرغم من كونى شابّا ، وقد علّمنى خـلال عـشـرة ايـّام عـلومـا واحـكـامـا ضـروريـّة . ولم اره بعد تلك المدّة ، الاّ انّه طرق سمعى ليلة صوت على غرار صوته ايقظنى من نومى ، فاءسرعت الى المكان الّذى كان يقف عنده وكان الظلام مدلهمّا ، فلم ار سوى شى نظير شـرارة النـار لكنّها بيضاء فى نفس المكان الّذى كان يقف فيه ، وحينما اقتربت منه غاب . وفى العام الماضى - اىّ بـعـد تصرّم تسعة عشر عاما على تلك الحادثة - كنت قاعدا فى الموضع الّذى الفته ، وقد طرا على المزرعة بـعـض التـغيير ؛ حيث غرست اشجارا محلّ الشاى ، وكان باب المزرعة مفتوحا . وفى هذه اللحظة رايت ذلك الشابّ بـنـفـس هـيـئتـه المـعـهـودة يـنـقـر البـاب بـاءصـابـعـه ؛ طـالبـا الاذن مـنـّى لدخـول المزرعة ، فهتفت به :
تفضّل بالدخول ، ولم اقترب منه كما هى عادتى معه سابقا ، ولكن هو اقترب منّى هـذه المـرّة ، تـقدّم نحوى وهديته الى غرفتى ، فرحّبت به واكرمته . ثمّ التفتّ اليه قائلا :
انّ شكلك لم يتغيّر قـط مـنـذ تـسـعـة عـشـر عـامـا ، الاّ انّ سـلوكـك فـقـط قـد تـغـيـّر ، فـقـال :
لاافـقـه مـا تـقـول ، انّ عـمـرى لايـتـجـاوز ثـمـانـيـة عـشـر عـامـا ، كـمـا انـّى لم ازر مـديـنـة " لاهـج " مـن قـبـل ، وجـئت الى هـنـا بـرفقة ابى قبل بضعة ايّام ؛ كى نخلد الى الدعة ونتمتّع بنسيم البحر ، فليس الامر كما تقول .
يتبعـــ