المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متى نزلت سورة الكوثر ، و بأي مناسبة ؟ و ما المقصود ...


الحيدرية
28-06-2008, 02:48 PM
متى نزلت سورة الكوثر ، و بأي مناسبة ؟ و ما المقصود من الكوثر ؟

جواب : سورة الكوثر [1] هي السورة رقم ( 108 ) من القرآن الكريم ، و هي سورة مكية .

أما بالنسبة إلى سبب نزول هذه السورة ، فيقول المفسرون أن أحد أقطاب المشركين و هو العاص بن وائل ، التقى يوماً برسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) عند باب بني سهم و هو يريد الخروج من المسجد الحرام ، فتحدث مع النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) ، و ذلك بمرأى من جماعة من صناديد قريش و هم جلوس في المسجد الحرام ، فما أن أتمّ حديثه مع الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) و فارقه ، جاء إلى أولئك الجالسين .

فقالوا له : من كنت تُحَدِّث ؟

قال : ذلك الأبتر [2] ، و كان مقصوده من هذا الكلام أن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) ليس له أولاد و عقب ، إذن سينقطع نسله ، ذلك لأن إبناً لرسول الله من خديجة يسمى عبد الله كان قد توفي قبل ذلك بفترة .

فكان هذا سبباً لنزول سورة الكوثر و هي : { بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ } [3] ، رداً على العاص الذي زعم أنه ( صلَّى الله عليه و آله ) أبتر .

أما المعنى فهو أن الله سوف يُعطيك نسلاً في غاية الكثرة لا ينقطع إلى يوم القيامة .

و قال الإمام فخر الدين الرازي : " الكوثر أولاده ( صلَّى الله عليه و آله ) لأن هذه السورة إنما نزلت رداً على مَن عَابَهُ ( عليه السَّلام ) بعدم الأولاد ، فالمعنى أنه يعطيه نسلا يبقون على مرّ الزمان ، فانظر كم قُتل من أهل البيت ، ثم العالم ممتلئٌ منهم ، و لم يبق من بني أمية أحد يُعبَأُ به " [4] .

هذا و إن للمفسرين أراءً أخرى في معنى الكوثر تصل إلى 26 رأياً نذكر أهمها كالتالي :

1. الكوثر هو العلم .

2. الكوثر هو النبوة .

3. الكوثر هو القرآن .

4. الكوثر هو الشفاعة .

5. الكوثر هو شرف الجنة .

6. الكوثر هو حوضه ( صلَّى الله عليه و آله ) .

إلى غيرها من الأقوال ، لكن جميع ما قيل يندرج تحت عنوان الكوثر الذي هو الخير الكثير ، فلا تناقض بين الأقوال أذن .

و مما يؤيد ذلك ما روي عن ابن عباس أنه قد فسر الكوثر بالخير الكثير ، فقال له سعيد بن جبير ، فان أناساً يقولون هو نهر في الجنة ، فقال : هو من الخير الكثير [5] .

و لعل أحسن الأقوال و أكثرها إنطباقاً على سبب نزول السورة هو ما قيل بأن المراد من الكوثر كثرة النسل و الذرية ، و قد ظهر ذلك في نسله ( صلَّى الله عليه و آله ) من ولد فاطمة ( عليها السَّلام ) ، إذ لا ينحصر عددهم ، بل يتصل بحمد الله إلى آخر الدهر مددهم ، و هذا يطابق ما ورد في سبب نزول السورة .

بل و هذا الرأي أرجح في ميزان التحليل العلمي المحايد ، لأن الآية جاءت رداً على تعيير النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) بعدم استمرار نسله ، فنزلت الآية لكي تُقرر في الحقيقة أمرين :

1. إن البنت هي كالابن من حيث اعتبارها من الذرية و النسل و العقب .

2. إن الله عَزَّ و جَلَّ سيرزق النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) من هذه البنت نسلاً و ذرية ، و إن اسمه ( صلَّى الله عليه و آله ) سيبقى حياً و متألقاً على مرّ العصور و على طول التاريخ .



المصادر:

[1] الكوثر على وزن جوهر بمعنى الخير الكثير .

[2] الأبتر : من ليس له ذرية .

[3] سورة الكوثر ( 108 ) ، الآيات : 1 ـ 3 .

[4] التفسير الكبير : 30 / تفسير سورة الكوثر ، نقلاً عن أهل البيت في القرآن : 401 .

[5] تفسير جوامع الجامع : تفسير سورة الكوثر .

مصدر التفسير (http://www.islam4u.com/almojib/4/0/4.0.5.htm)

لبيك داعي الله
29-06-2008, 06:44 PM
احسنتِ

بارك الله فيك

سلمت الانامل الولائية الذهبية

موفقة

العشق السرمدي
30-06-2008, 03:53 PM
بارك اله فيك اختنا العزيزة

وفقك الله لكل خير

بتول2008
30-06-2008, 05:59 PM
الله يبارك فيكِ اختي
جعله الله في ميزان حسناتكِ