عاشق الزهراء
30-06-2008, 12:37 PM
آية الله العظمى السيد أحمد الخونساري - قدس سره
(1309 - 1405 هـ )
<b>
ولادته و نسبه:
ولد آية الله السيد احمد الخونساري في 18 / محرّم / 1309 هـ في مدينة خونسار في عائلة متدينة; وكان والده المرحوم السيد يوسف من الفضلاء، وينتهي نسب العائلة إلى الإمام الكاظم ( عليه السلام ) بثلاثين عقب.
دراسته وأساتذته:
درس في خونسار بعضاً من المقدمات والسطوح والرياضيات، وذلك عند علمائها المعروفين، منهم اخوه السيد محمد حسن، وكذلك السيد علي أكبر الخونساري ( زوج أخته ).
التحق بحوزة اصفهان التي كانت من الحوزات المشهورة آنذاك لغرض إكمال دراسته، وأخذ يحضر دروس البحث الخارج في الفقه والاصول لآية الله مير محمد صادق الاصفهاني، والملا عبد الكريم الكزي، والميرزا محمد علي التويسركاني.
هاجر إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته عند أساتذتها المشهورين من أمثال آية الله الآخوند الخراساني، وآية الله السيد محمد كاظم اليزدي، وكذلك أخذ يحضر دروس آية الله ضياء الدين العراقي.
ودرس خلال المدة التي قضاها في النجف الأشرف الفقه والفلسفة والرياضيات.
وفي عام 1335 هـ عاد إلى ايران وذهب إلى أراك، وأخذ يحضر دروس آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري.
ذهب آية الله الشيخ الحائري إلى قم المقدسة وأخذ يرتب كيان الحوزة فيها، وبقي آية الله الخونساري في أراك ليقيم صلاة الجماعة التي كان يقيمها آية الله الشيخ الحائري ويؤدي الوظائف الدينية التي كان آية الله الحائري يؤديها.
بالنظر لشدة حاجة الحوزة العلمية في قم المقدسة لأمثال آية الله الخونساري فقد جاء إلى قم المقدسة وأقام فيها، وبعد مرور شهرين فوّض إليه آية الله الحائري إقامة صلاة الجماعة التي كان يُقيمها في المدرسة الفيضية.
بعد وفاة العلامة يحيى السجادي إمام جماعة مسجد ( السيد عزيز الله ) في طهران سنة 1370هـ، قام آية الله العظمى السيد البروجردي بارساله إلى طهران لغرض أداء وظائفه في المسجد المذكور.
تدريسه:
بعد وصوله إلى قم المقدسة قادماً من أراك شرع بتدريس البحث الخارج في الفقه والأصول، وأصبح بعد ذلك من الاستاذة المرموقين في الحوزة العلمية في قم المقدسة، وكان من طلابه في البحث الخارج الإمام السيد موسى الصدر.
وبالإضافة إلى تدريسه الفقه والأصول، فقد درّس السيد الخونساري الفلسفة، ومن أبرز طلابه في هذا الدرس كان آية الله المنتظري، أمّا عن تدريسه في طهران فقد كان يلقي دروسه الفقهية في البحث الخارج في مسجد ( السيد عزيز الله )، واستمر على ذلك حتى آخر عمره الشريف.
مرجعيته و جهاده:
بعد رحلة آية الله العظمى السيد البروجردي ( رضوان الله عليه )، أخذ الكثير من المقلدين في ايران يرجعون إليه في التقليد، وكذلك في بعض الاقطار الإسلامية الاخرى.
أمّا عن مواقفه ضد نظام الشاه، فقد كان السيد الخونساري من العلماء الذين أعلنوا تأييدهم لنهضة الإمام الخميني ( قدس سره الشريف ) في ( 15 خرداد 1342 ش = 1963 م )، وبعد اعتقال الإمام من قبل قوات أمن الشاه ( السافاك ) في قم المقدسة واقتياده إلى طهران; كان السيد الخونساري من بين علماء الدين المجاهدين الذين ذهبوا إلى طهران وطالبوا بإطلاق سراحه، كما نقل احد فضلاء الحوزة بأن السيد الخونساري كان أحد المعتصمين، الذين طالبوا النظام بالسماح لهم بمواجهة الإمام، وقد تمت فعلا مواجهة السيد الخونساري للإمام قبل إطلاق سراحه .
وخلال الاحداث التي سبقت إنتصار الثورة الإسلامية في ايران، كان له الدور الكبير في تثبيت اللبنات الأولى للثورة، وقد قام بإصدار البيانات التي تستنكر ممارسات النظام ضد المواطنين الأبرياء، ومن هذه المواقف اصداره بياناً على أثر اعتقال الإمام والحوادث التي جرت في سوق طهران، جاء فيه: ان الحوادث المؤسفة التي جرت في طهران والتي أدت إلى قتل وجرح بعض الأبرياء من المواطنين برصاص قوات الأمن والشرطة وكذلك إعتقال آية الله الخميني وآية الله القمي وبعض الفضلاء، وإني لأَعجب من هذه الانتهاكات الوقحة لحرمة العلماء الأعلام من قبل قوات الأمن في البلاد، وأُحذر في هذا الظرف الحساس من هذه الأعمال اللإنسانية، وأُذَكِّر بأن هذه الأعمال والممارسات المغلوطة لا يمكن أن تحل الأزمة الدائرة; بل يمكن القول بأن هذه الأعمال ستزيد من وخامة الأوضاع في داخل البلاد.
مؤلفاته:
1 ـ جامع المدارك في شرح المختصر النافع ( في الفقه الاستدلالي ) وهو من الكتب القيّمة التي جمعت بين الدقة والإختصار.
2 ـ العقائد الحقة ( في علم الكلام ).
3 ـ حاشية على العروة الوثقى.
4 ـ رسالة عملية ( باللغتين العربية والفارسية ).
5 ـ رسالة في مناسك الحج.
أقوال المرجع فيه:
1 ـ قال فيه قائد الثورة لإسلامية في ايران الإمام الخميني ( قدس سره الشريف ): كان لهذا العالم الجليل والمرجع الكبير منزلة رفعية ... لقد قضى عمره الشريف بالتدريس وتربية الفضلاء.... وكان أُسوة حسنة في التقوى ....
2 ـ وقال فيه آية الله العظمى السيد الكلبايكاني: بقية السلف وأسوة الفضائل والتقوى وفقيه أهل البيت ( عليهم السلام ) .... وقد قضى أكثر من نصف قرن في العلم والتقوى، ومخالفة الهوى، وطاعة المولى، والعزوف عن الدنيا، والإنقطاع إلى الله، والتدريس والتأليف، والعبادة والتواضع...
وفاته:
إنتقل إلى رحمة الله تعالى على أثر مرض ألمَّ به لم يمهله طويلا، وذلك يوم السبت الموافق 27 / ربيع الثاني / 1405 هـ في طهران، بعد أن قضى ستة وتسعين عاماً في خدمة العلم والدين ، وعلى أثر انتشار نبأ وفاته أعلنت حكومة الجمهورية الإسلامية في ايران الحِداد العام في البلاد، وعطلت سوق طهران لمدة ثلاثة أيام وتعطلت الدراسة في حوزة قم المقدسة أسبوعاً واحدا، وتم تشييعه في طهران، ثم نقل جثمانه الطاهر إلى مدينة قم المقدسة، حيث أُجري له تشييع مهيب شارك فيه العلماء الأعلام والفضلاء وشرائح مختلفة من المجتمع، وصلى عليه آية الله العظمى السيد الكلبايكاني ( قدس سره ).
وتم دفنه إلى جوار مرقد السيدة فاطمة المعصومة ( سلام الله عليها ) في مدينة قم المقدسة، وبهذا المصاب الجلل أصدر قائد الثورة الإسلامية في ايران الإمام الخميني ( قدس سره الشريف ) بياناً عزّى فيه العالم الإسلامي، وبالأخص الحوزات العلمية، داعياً العلي القدير أن يتغمده بالرحمة والمغفرة، ولذويه بالصبر والسلوان.
</b>
(1309 - 1405 هـ )
<b>
ولادته و نسبه:
ولد آية الله السيد احمد الخونساري في 18 / محرّم / 1309 هـ في مدينة خونسار في عائلة متدينة; وكان والده المرحوم السيد يوسف من الفضلاء، وينتهي نسب العائلة إلى الإمام الكاظم ( عليه السلام ) بثلاثين عقب.
دراسته وأساتذته:
درس في خونسار بعضاً من المقدمات والسطوح والرياضيات، وذلك عند علمائها المعروفين، منهم اخوه السيد محمد حسن، وكذلك السيد علي أكبر الخونساري ( زوج أخته ).
التحق بحوزة اصفهان التي كانت من الحوزات المشهورة آنذاك لغرض إكمال دراسته، وأخذ يحضر دروس البحث الخارج في الفقه والاصول لآية الله مير محمد صادق الاصفهاني، والملا عبد الكريم الكزي، والميرزا محمد علي التويسركاني.
هاجر إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته عند أساتذتها المشهورين من أمثال آية الله الآخوند الخراساني، وآية الله السيد محمد كاظم اليزدي، وكذلك أخذ يحضر دروس آية الله ضياء الدين العراقي.
ودرس خلال المدة التي قضاها في النجف الأشرف الفقه والفلسفة والرياضيات.
وفي عام 1335 هـ عاد إلى ايران وذهب إلى أراك، وأخذ يحضر دروس آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري.
ذهب آية الله الشيخ الحائري إلى قم المقدسة وأخذ يرتب كيان الحوزة فيها، وبقي آية الله الخونساري في أراك ليقيم صلاة الجماعة التي كان يقيمها آية الله الشيخ الحائري ويؤدي الوظائف الدينية التي كان آية الله الحائري يؤديها.
بالنظر لشدة حاجة الحوزة العلمية في قم المقدسة لأمثال آية الله الخونساري فقد جاء إلى قم المقدسة وأقام فيها، وبعد مرور شهرين فوّض إليه آية الله الحائري إقامة صلاة الجماعة التي كان يُقيمها في المدرسة الفيضية.
بعد وفاة العلامة يحيى السجادي إمام جماعة مسجد ( السيد عزيز الله ) في طهران سنة 1370هـ، قام آية الله العظمى السيد البروجردي بارساله إلى طهران لغرض أداء وظائفه في المسجد المذكور.
تدريسه:
بعد وصوله إلى قم المقدسة قادماً من أراك شرع بتدريس البحث الخارج في الفقه والأصول، وأصبح بعد ذلك من الاستاذة المرموقين في الحوزة العلمية في قم المقدسة، وكان من طلابه في البحث الخارج الإمام السيد موسى الصدر.
وبالإضافة إلى تدريسه الفقه والأصول، فقد درّس السيد الخونساري الفلسفة، ومن أبرز طلابه في هذا الدرس كان آية الله المنتظري، أمّا عن تدريسه في طهران فقد كان يلقي دروسه الفقهية في البحث الخارج في مسجد ( السيد عزيز الله )، واستمر على ذلك حتى آخر عمره الشريف.
مرجعيته و جهاده:
بعد رحلة آية الله العظمى السيد البروجردي ( رضوان الله عليه )، أخذ الكثير من المقلدين في ايران يرجعون إليه في التقليد، وكذلك في بعض الاقطار الإسلامية الاخرى.
أمّا عن مواقفه ضد نظام الشاه، فقد كان السيد الخونساري من العلماء الذين أعلنوا تأييدهم لنهضة الإمام الخميني ( قدس سره الشريف ) في ( 15 خرداد 1342 ش = 1963 م )، وبعد اعتقال الإمام من قبل قوات أمن الشاه ( السافاك ) في قم المقدسة واقتياده إلى طهران; كان السيد الخونساري من بين علماء الدين المجاهدين الذين ذهبوا إلى طهران وطالبوا بإطلاق سراحه، كما نقل احد فضلاء الحوزة بأن السيد الخونساري كان أحد المعتصمين، الذين طالبوا النظام بالسماح لهم بمواجهة الإمام، وقد تمت فعلا مواجهة السيد الخونساري للإمام قبل إطلاق سراحه .
وخلال الاحداث التي سبقت إنتصار الثورة الإسلامية في ايران، كان له الدور الكبير في تثبيت اللبنات الأولى للثورة، وقد قام بإصدار البيانات التي تستنكر ممارسات النظام ضد المواطنين الأبرياء، ومن هذه المواقف اصداره بياناً على أثر اعتقال الإمام والحوادث التي جرت في سوق طهران، جاء فيه: ان الحوادث المؤسفة التي جرت في طهران والتي أدت إلى قتل وجرح بعض الأبرياء من المواطنين برصاص قوات الأمن والشرطة وكذلك إعتقال آية الله الخميني وآية الله القمي وبعض الفضلاء، وإني لأَعجب من هذه الانتهاكات الوقحة لحرمة العلماء الأعلام من قبل قوات الأمن في البلاد، وأُحذر في هذا الظرف الحساس من هذه الأعمال اللإنسانية، وأُذَكِّر بأن هذه الأعمال والممارسات المغلوطة لا يمكن أن تحل الأزمة الدائرة; بل يمكن القول بأن هذه الأعمال ستزيد من وخامة الأوضاع في داخل البلاد.
مؤلفاته:
1 ـ جامع المدارك في شرح المختصر النافع ( في الفقه الاستدلالي ) وهو من الكتب القيّمة التي جمعت بين الدقة والإختصار.
2 ـ العقائد الحقة ( في علم الكلام ).
3 ـ حاشية على العروة الوثقى.
4 ـ رسالة عملية ( باللغتين العربية والفارسية ).
5 ـ رسالة في مناسك الحج.
أقوال المرجع فيه:
1 ـ قال فيه قائد الثورة لإسلامية في ايران الإمام الخميني ( قدس سره الشريف ): كان لهذا العالم الجليل والمرجع الكبير منزلة رفعية ... لقد قضى عمره الشريف بالتدريس وتربية الفضلاء.... وكان أُسوة حسنة في التقوى ....
2 ـ وقال فيه آية الله العظمى السيد الكلبايكاني: بقية السلف وأسوة الفضائل والتقوى وفقيه أهل البيت ( عليهم السلام ) .... وقد قضى أكثر من نصف قرن في العلم والتقوى، ومخالفة الهوى، وطاعة المولى، والعزوف عن الدنيا، والإنقطاع إلى الله، والتدريس والتأليف، والعبادة والتواضع...
وفاته:
إنتقل إلى رحمة الله تعالى على أثر مرض ألمَّ به لم يمهله طويلا، وذلك يوم السبت الموافق 27 / ربيع الثاني / 1405 هـ في طهران، بعد أن قضى ستة وتسعين عاماً في خدمة العلم والدين ، وعلى أثر انتشار نبأ وفاته أعلنت حكومة الجمهورية الإسلامية في ايران الحِداد العام في البلاد، وعطلت سوق طهران لمدة ثلاثة أيام وتعطلت الدراسة في حوزة قم المقدسة أسبوعاً واحدا، وتم تشييعه في طهران، ثم نقل جثمانه الطاهر إلى مدينة قم المقدسة، حيث أُجري له تشييع مهيب شارك فيه العلماء الأعلام والفضلاء وشرائح مختلفة من المجتمع، وصلى عليه آية الله العظمى السيد الكلبايكاني ( قدس سره ).
وتم دفنه إلى جوار مرقد السيدة فاطمة المعصومة ( سلام الله عليها ) في مدينة قم المقدسة، وبهذا المصاب الجلل أصدر قائد الثورة الإسلامية في ايران الإمام الخميني ( قدس سره الشريف ) بياناً عزّى فيه العالم الإسلامي، وبالأخص الحوزات العلمية، داعياً العلي القدير أن يتغمده بالرحمة والمغفرة، ولذويه بالصبر والسلوان.
</b>