المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( إليكم سلسلة عن ابن تيمية بصورته الحقيقية


الصابر!!!!!
02-07-2008, 01:09 PM
(( إليكم سلسلة عن ابن تيمية بصورته الحقيقية *********************
في صورته الحقيقية
**************
فهرس المطالب
تعرف على ابن تيمية في صورته الحقيقية وبإيجاز، من خلال الفقرات التالية:
? 1- إبن تيمية والحديث الشريف
? 2- إبن تيمية وصفات الله تعالى
? 3- إبن تيمية وأهل البيت
? 4- إبن تيمية وعلماء الإسلام
? 5- مع اليزيدية
? 6- أقوال العلماء فيه

** وقبل ذلك لا بد من الوقوف على نبذة موجزة عن شخصيته.
**************** ابن تيمية *****************
هو أحمد بن الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر ابن تيمية.
ولد سنة 661 هـ‍ في مدينة حران في جزيرة الشام. وتوفي سنة 728 هـ‍ بسجن القلعة في دمشق. كان حاد الذكاء، وحاد الطبع أيضا، دخل السجن ثلاث مرات بسبب بعض عقائده وبعض فتاواه. وبقي ابن تيمية مجهول الأصل لا يعرف إن عاش 67 سنة ولم يتزوج، ولم يذكر هو ولا أحد غيره السر في عزوفه عن الزواج.
ترك كتبا كثيرة في العقائد والفقه.. وأصبح في ما بعد الإمام الذي تنتسب إليه الفرقة الوهابية، فهي التي جددت عقائده وأفكاره وروجت لها.
وأهم هذه الأفكار والعقائد سنقف عليها في الفقرات التالية:

1 - ابن تيمية والحديث الشريف
هل كان حقا ما يقوله مقلدوا ابن تيمية: إنه كان إماما في الحديث؟
أم أن الحق مع الآخرين الذين أعرضوا عن طريقته في التعامل مع الحديث ووصفوه بالتسرع وعدم التثبت وإتباع الهوى؟
لا ينبغي أن يطلب الجواب من هؤلاء ولا من أولئك، وإنما من كلامه هو الذي يظهر فيه بوضوح أسلوبه في التعامل مع الحديث الشريف..
وإليك من بطون مصنفاته هذه النماذج :
أ - في التوسل بالنبي (ص) في الدعاء:
نقل ابن تيمية جملة من الأحاديث التي شهد على صحتها وردت عن بعض الصحابة والتابعين في توسلهم بالنبي (ص)، كالدعاء المشهور: " اللهم إني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة ، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك وربي يرحمني مما بي " ونحو، ونقل عمل السلف بها عن البيهقي وابن السني والطبراني، ثم قال: وروي في ذلك أثر عن بعض السلف، مثل ما رواه ابن أبي الدنيا في كتاب (مجاني الدعاء)... فهذا الدعاء ونحوه قد روي أنه دعا به السلف، ونقل عن أحمد بن حنبل في (منسك المروزي) التوسل بالنبي (ص) في الدعاء. (التوسل والوسيلة: 105 - 106)
ولكنه في الصفحات الأولى من هذا الكتاب نفسه كان يقول: إن أحدا من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر المسلمين لم يطلب من النبي (ص) بعد موته أن يشفع له!!
ولا سأله شيئا! ولا ذكر ذلك أحد من أئمة المسلمين في كتبهم!! (المصدر: 18)
فأين إذن ما نقله هناك عن ابن أبي الدنيا وأحمد بن حنبل وابن السني والبيهقي والطبراني حتى صرح أنه كان من فعل السلف التوسل بالنبي (ص)؟

ب - في زيارة قبر النبي (ص) وقبور الأنبياء والصالحين:
قال ما نصه: ليس عن النبي (ص) في زيارة قبره ولا قبر الخليل حديثا ثابتا أصلا. (كتاب الزيارة 12 - 13)
وقال: " والأحاديث الكثيرة المروية في زيارة قبره كلها ضعيفة بل موضوعة لم يرو الأئمة ولا أصحاب السنن المتبعة منها شيئا ". (كتاب الزيارة: 22، 38)
ومع قوله هذا فهو ينقل بين الموضعين الحديث الصحيح الذي رواه ابن ماجة والدارقطني في سننه أيضا عن رسول الله (ص) أنه قال: " من زارني بعد مماتي كأنما زارني في حياتي "!! لكنه يعود فيتنكر له ويقول: لم يرو أحد من الأئمة في ذلك شئ ولا جاء فيه حديث في السنن!!
*** *** *** *** *** *** *** ***
(( وسنتكلم في الحلقة القادمة عن جواز لعن يزيد ابن معاوية أو عدم جواز ذلك !! ))

الصابر!!!!!
02-07-2008, 01:12 PM
(( أهلا بكم إخوتي .. واليكم الحلقة الثانية ))
** هذا ماقاله ابن تيمية في التفسير ولعن يزيد ابن معاوية :
ج - في التفسير وأسباب النزول:
قال: حديث علي في تصدقه بخاتمه في الصلاة موضوع باتفاق أهل العلم. (مقدمة في أصول التفسير: 31، 36)
ثم تكلم عن التفاسير فقال: أما التفاسير التي في أيدي الناس فأصحها تفسير محمد بن جرير الطبري فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة وليس فيه بدعة ولا ينقل عن المتهمين.
ونحو هذا قاله في تفسير البغوي أيضا.(مقدمة في أصول التفسير: 51)
لكن الطبري روى هذا الحديث من خمسة طرق بأسانيدها الثابتة عند تفسير الآية: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون). (المائدة: 55)
ورواها البغوي أيضا بل أجمع على روايتها أصحاب التفاسير قاطبة، فانظر هذه الآية في تفسير الطبري والبغوي والزمخشري والرازي وأبي السعود والنسفي والبيضاوي والقرطبي والسيوطي والشوكاني والآلوسي وأسباب النزول للواحدي

د - في جواز لعن يزيد بن معاوية أو عدم جوازه:
ينقل حديث الإمام أحمد بن حنبل فيقول: قيل للإمام أحمد: أتكتب حديث يزيد؟
فقال: لا، ولا كرامة، أوليس هو الذي فعل بأهل الحرة ما فعل؟!
وقيل له: إن قوما يقولون: إنا نحب يزيد.
فقال: وهل يحب يزيد أحد يؤمن بالله واليوم الآخر؟!
فقال له ابنه صالح: لم لا تلعنه؟
فقال الإمام أحمد: ومتى رأيت أباك يلعن أحدا. انتهى. (رأس الحسين: 205)
لكن الحق أن حديث الإمام أحمد لم ينته بعد، وإنما له تتمة صرح فيها بلعن يزيد.. والحديث بتمامه رواه أبو الفرج ابن الجوزي وغيره، فيه:
فقال أحمد: ولم لا يلعن من لعنه الله تعالى في كتابه؟!
فقيل له: وأين لعن الله يزيد في كتابه؟
فقرأ أحمد قوله تعالى: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم) ثم قال: فهل يكون فساد أعظم من القتل؟! (الرد على المتعصب العنيد لابن الجوزي: 16، الإتحاف بحب الأشراف للشبراوي 63، 64)
وعلى هذه الطريقة مضى مع أحاديث الرسول والسلف وتكذيبا وتزويرا كلما جاء الحديث بخلاف رأيه وهواه. وفي الفقرات اللاحقة شواهد أخرى من كلامه وتعامله مع الحديث.
فهذا هو الموقع الحقيقي للحديث عند ابن تيمية.

2 - ابن تيمية وصفات الله تعالى
يرى ابن تيمية أن جميع ما ورد في الصفات من الآيات والأحاديث يجب أن تفهم على ظاهرها وما يؤديه اللفظ من معنى. بلا تأويل..
وعلى هذا قال: إن الله تعالى في جهة واحدة هي جهة الفوق، وهو في السماء مستو على العرش وقد امتلأ به العرش فما يفضل منه أربعة أصابع، وإنه ينزل إلى السماء الدنيا ثم يعود، وإن له أعضاء وجوارح من أعين وأيدي وأرجل وغاية ما في الأمر أنها لا تشبه جوارح البشر وسائر المخلوقات!!(الحموية الكبرى: 15، التفسير الكبير 2: 249 - 250 منهاج السنة 1: 250، 260 - 261)
ويقول: والذين يؤولون المعنى أولئك ما قدروا الله حق قدره، وما عرفوه حق معرفته. (التفسير الكبير 1: 270)
والبرهان الذي يقدمه ابن تيمية على عقيدته هذه زعمه أنها عقيدة السلف من الصحابة والتابعين، فيقول: قدطالعت التفاسير المنقولة عن الصحابة، وما رووه من الحديث، ووقفت على ما شاء الله تعالى من الكتب الكبار والصغار، أكثر من مئة تفسير، فلم أجد إلى ساعتي هذه عن أحد من الصحابة أنه تأول شيئا من آيات الصفات أو أحاديث الصفات بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف. (تفسير سورة النور لابن تيمية: 178)
فسرت هذه الكلمة بين مقلديه والمغرمين به سريان الريح من غير أن يكلفوا أنفسهم عناء النظر في كتب التفسير التي نقلت كلام الصحابة في آيات الصفات، ولو تفسير واحد من التفاسير التي أثنى عليها ابن تيمية، كتفسير الطبري والبغوي وابن عطية.
فهذه التفاسير وغيرها مشحونة بما جاء عن الصحابة والتابعين في تأويل آيات الصفات بعيدا عن التجسيم الذي يقول به ابن تيمية والحشوية.
انظر مثلا تفسير آية الكرسي، فقد نقل الطبري عن ابن عباس أن كرسيه يعني علمه، واستشهد لذلك بكلام العرب في هذا المعنى. وهو الذي نقله البغوي ونقله الشوكاني عن ابن عطية ونقله القرطبي وغيرهم أيضا.
وانظر تفسير الآيات التي فيها ذكر الوجه فلا تجد في هذه التفاسير كلمة واحدة تدل على عقيدة ابن تيمية وتشهد لقوله، بل كل ما فيها مما هو منقول عن السلف يشهد على ضده..
ففي قوله تعالى: (كل شئ هالك إلا وجهه). (القصص: 88)
قالوا: أي إلا هو.
وكذلك في قوله تعالى: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام). (الرحمن: 27)
وفي سائر الآيات الأخرى: (وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله). (البقرة: 272)
(والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم). (الرعد: 22)
(ذلك خير للذين يريدون وجه الله). (الروم: 38)
(وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله). (الروم: 39)
(إنما نطعمكم لوجه الله). (الدهر: 9)
(إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى). (الليل: 20)
في هذه الآيات جميعا فسروا الوجه بالثواب. ولم يرد عن أحد ولا كلمة واحدة تفيد المعنى الذي يريده ابن تيمية من ظاهر اللفظ، أي أن الوجه هو هذه الجارحة المعروفة من الجوارح كما للإنسان!!
أما قوله تعالى: (فأينما تولوا فثم وجه الله) فقد أقر ابن تيمية بأن السلف قد أولوا الوجه هنا، فقالوا إن المراد به الجهة، لكنه جعل هذه الآية ليست من آيات الصفات. (العقود الدرية: 248)
هكذا مع الآيات التي فيها ذكر العين والأيدي.
وهكذا نسب إلى الصحابة والسلف ما لم يقولوا به بل قالوا بعكسه تماما، تبريرا لمذهبه! ورغم ذلك فإنه لم يستطع في كل ما كتب أن يأتي بكلمة واحدة عن واحد من الصحابة تشهد لقوله! .
(( وسنتكلم في الحلقة القادمة عن رأيه في التجسيم ورأيه بأهل البيت ( عليهم السلام ))

الصابر!!!!!
02-07-2008, 01:15 PM
(( أهلا بكم إخوتي .. واليكم الحلقة الثالثة ))
من كلامه في التجسيم:
وله في التجسيم كلام صريح كان يقوله في خطبه، لكنه لم يذكره بنصه في كتبه التي وصلتنا، فمن ذلك:
أ - ما نقله ابن بطوطة وابن حجر العسقلاني، أنه قال وهو على المنبر: إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا.(رحلة ابن بطوطة: 95، الدرر الكامنة 1: 154)

ب - ما نقله أبو حيان في تفسيريه (البحر المحيط) و (النهر) من أنه قرأ في (كتاب العرش) لابن تيمية ما صورته بخطه:
إن الله تعالى يجلس على الكرسي، وقد أخلى مكانا يقعد معه فيه رسول الله. ولكن هذا الكلام الذي نقله يوسف النبهاني في (شواهد الحق: 130) عن كتاب (النهر) لأبي حيان، ونقله صاحب كشف الظنون في كتابه (كشف الظنون 2: 1438) قد حذف من كتاب (النهر) المطبوع، كما حذف غيره من الكلام الذي تناول فيه عقائد ابن تيمية!
ولكن ابن تيمية قد دافع عن هذا المعنى بإصرار من غير أن يذكر جلوس النبي معه على العرش، وذلك في كتابه (منهاج السنة 1: 260 - 261)

ج‍ - قوله: رفع اليدين في الدعاء دليل على أن الله تعالى في جهة العلو. (الحموية الكبرى: 94،شرح حديث النزول: 59)
ترى إذا توجه المصلي نحو القبلة وقال: (وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض) فهل يستدل من هذا على أنه تعالى شأنه في جهة القبلة؟
سبحانه وتعالى عما يصفون.
إن الجمود على ما يفهم من ظاهر اللفظ لأول وهلة يعد من أكبر الخطأ، وليس هو من شأن العرب الذين نزل القرآن بلغتهم.
ففي قوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا) هل قال أحد أن الحبل هنا هو ما نفهمه من لفظ الحبل، فعلينا أن ننظر حبلا بأوصاف خاصة يتدلى من جهة الفوق كما يريد الحشوية، لنعتصم به؟!
إنهم أجمعوا هنا على تأويل الحبل بمعاني أخرى، فقالوا: هو الإسلام أو القرآن، أو الثقلان - كتاب الله وعترة رسوله - اللذان ورد الأمر بالتمسك بهما.
إن من ينكر ضرورة التأويل في أمثال هذه الألفاظ فقد ارتكب جهلا وخطأ كبيرا..
وإن من ينكر تأويل السلف لآيات الصفات فقد افترى عليهم فرية كبيرة.. وإن من ينكر ورود ذلك في كتب التفسير فهو كمن حفر جبا لأخيه فوقع هو فيه! فهذه كتب التفسير مشحونة بروايات التأويل عن الصحابة وكبار السلف، وباستطاعة كل من يحسن القراءة أن يقف على ذلك ينفسه.

3 - ابن تيمية وأهل البيت
إن لأهل بيت الرسول (ص) منزلة عظمى أثبتها القرآن وأثبتها الرسول (ص) وأيقن بها المسلمون، ولم يمار فيها إلا من كان في قبلة مرض..
وابن تيمية في بعض ما كتب يثبت شيئا مما ورد في منزلتهم العظمى وتقديمهم على سائر الأمة، فيقول:
- إن بني هاشم أفضل قريش، وقريش أفضل العرب، والعرب أفضل بني آدم، كما صح ذلك عن النبي (ص) قوله في الحديث الصحيح: " إن الله اصطفى بني إسماعيل، واصطفى كنانة من بني إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى بني هاشم من قريش ".
- وفي صحيح مسلم عنه أنه قال يوم غدير خم:
" أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ".
- وفي السنن أنه شكا إليه العباس أن بعض قريش
يحقرونهم، فقال: " والذي نفسي بيده لا يدخلون الجنة حتى يحبوكم لله ولقرابتي ".
- ثم قال: وإذا كانوا أفضل الخلائق فلا ريب أن أعمالهم أفضل الأعمال. (رأس الحسين: 200 - 201).
- (( سنتكلم في الحلقة القادمة عن عقيدته باهل البيت ( عليهم السلام ) ))

الصابر!!!!!
02-07-2008, 01:18 PM
(( أهلا بكم إخوتي .. واليكم الحلقة الرابعة ))

* السؤال كيف كانت عقيدته فيهم؟ وكيف كان موقفه الدائم منهم؟
لقد كشف ابن تيمية عن عقيدته في أهل البيت وموقفه منهم بكل صراحة وبوضوح لا غبار عليه، ويمكن إجمال ذلك بالنقاط التالية:

أ - الميل إلى جانب أعدائهم على الدوام:
لقد كان ابن تيمية صريحا في ميله إلى جانب أعداء أهل البيت، ودفاعه عنهم بكل ما يمتلك من قدرة على الجدل ولف في القول والتواء في الكلام، يكافح عنهم، ويختلق لهم الأعذار، ويبرر عداءهم لأهل البيت، يكذب لأجلهم أحاديث الرسول وأئمة السلف من الصحابة والتابعين، ويكذب لأجلهم حقائق التاريخ التي تواتر نقلها وأجمع عليها أهل العلم قاطبة، ويزور لأجلهم حقائق أخرى
بأسلوب يتنزه عنه العلماء، بل حتى العوام والبسطاء..
وله في هذا كلام كثير لا يتسع له مثل هذا العرض الموجز، لذا سنكتفي بذكر القليل من شواهد ذلك وبكل إيجاز:
صنف كتابا أسماه (فضائل معاوية وفي يزيد وأنه لا يسب).
هذا مع أن الذي ثبت عن السلف أنه لا يصح في فضائل معاوية ولا حديث واحد. نقل ذلك الحافظ الذهبي عن إسماعيل بن راهويه الذي كان يقرن بالإمام أحمد بن حنبل. (سير أعلام النبلاء 3: 132)
وثبت ذلك عن النسائي صاحب السنن، الذي طلب منه أهل دمشق أن يكتب في فضائل معاوية فقال: ما أعرف له فضيلة إلا: " لا أشبع الله بطنه "! (سير أعلام النبلاء 14: 125، وفيات الأعيان 1: 77)
وثبت عن الحسن البصري أكثر من ذلك، حيث قال: أربع خصال كن في معاوية، لو لم يكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة: انتزاؤه على هذه الأمة بالسيف حتى أخذ الأمر من غير مشورة، وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة،
واستخدامه بعده ابنه - يزيد - سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب بالطنابير، وادعاؤه زيادا وقد قال رسول الله (ص):
" الولد للفراش وللعاهر الحجر "، وقتله حجر بن عدي وأصحاب حجر، فيا ويلا له من حجر، ويا ويلا له من حجر!! (الكامل في التاريخ 3: 487، تهذيب تاريخ دمشق 2: 384)
والذي ثبت عن علي بن أبي طالب وسائر أئمة أهل البيت وابن عباس وأبي ذر وعمار وعبادة بن الصامت وغيرهم في طعن معاوية أشهر من أن يذكر.
بل الذي ثبت فيه عن صاحبه ورفيقه عمرو بن العاص وحده يكفي شاهدا عليه بارتكاب الموبقات ومجانبة الدين وأهل الدين.
أما في يزيد فقد رأينا كيف زور ابن تيمية حديث الإمام أحمد وبتره لأجل أن يمنع من لعنه!!
ثم زور كل ما ثبت من حقائق التاريخ وكلام السلف فيه وافترى عليهم كثيرا لأجلف أن يختلق عذرا ليزيد.
فقال: إن يزيد لم يظهر الرضى بقتل الحسين، وإنه أظهر الألم لقتله! (رأس الحسين: 207)
فهل أتى بهذا الكلام من إجماع السلف، أم هو من محض الهوى؟لقد نقل التفتازاني إجماع السلف في هذه المسألة، فقال في كتابه (شرح العقائد النسفية) ما نصه: " اتفقوا على جواز اللعن على من قتل الحسين، أو أمر به، أو أجازه، أو رضي به. والحق أن رضا يزيد بقتل الحسين واستبشاره بذلك وإهانته أهل بيت رسول الله (ص) مما تواتر معناه وإن كان تفصيله آحادا، فنحن لا نتوقف في شأنه، بل في كفره وإيمانه، لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه ". (شذرات الذهب العماد الحنبلي 1: 68 - 69، وانظر الإتحاف بحب الأشراف للشبراوي: 62، 66)
قال ابن تيمية: إن نقل رأس الحسين إلى الشام لا أصل له في زمن يزيد. (رأس الحسين: 207، الوصية الكبرى: 53)
وقال: إن القصة التي يذكرون فيها حمل الرأس يزيد ونكته في القضيب كذبوا فيها. (رأس الحسين: 206)
فهل استند في هذا إلى أخبار الصادقين؟
إنه يقول: من المعلوم أن الزبير بن بكار ومحمد بن سعد صاحب الطبقات ونحوهما من المعروف بالعلم والفقه والاطلاع أعلم بهذا الباب وأصدق في ما ينقلونه من
المجاهيل الكذابين. (رأس الحسين: 198)
ويقول: والمصنفون من أهل الحديث في ذلك كالبغوي وابن أبي الدنيا ونحوهما هم بذلك أعلم وأصدق بلا نزاع بين أهل العلم. (رأس الحسين: 206)
إذن ماذا قال هؤلاء؟ هل كذبوا بنقل رأس الحسين إلى الشام ونكت يزيد عليه بالقضيب؟
إن ابن تيمية لم ينقل عنهم حرفا واحدا في ذلك..
أما كل ما نقله ابن تيمية عنهم فهو قوله: إن الذين جمعوا أخبار الحسين ومقتله مثل ابن أبي الدنيا والبغوي وغيرهما، لم يذكر أحد منهم أن الرأس قد حمل إلى عسقلان أو القاهرة!! (رأس الحسين: 197)
أليس هذا من دواعي السخرية؟!
وهل يصدر مثل هذا عمن ينسب إلى العلم وأهل العلم؟!
قال ابن تيمية: ويزيد لم يسب للحسين حريما، بل أكرم أهل بيته! (منهاج السنة 2: 226) وقال: ولا سبى أهل البيت أحد، ولا سبي منهن أحد. (رأس الحسين: 208)
فهل اعتمد في كلامه هذا على نقل من أحد سواء كان من الثقات أو من غيرهم؟
كلا أبدا، إنما أطلقها حمية ليزيد..
أما أصحاب التاريخ فقد أجمعوا على صحة هذا الذي كذب به ابن تيمية، وهذه عبارة ابن أبي الدنيا ومحمد بن سعد صاحب الطبقات اللذين صرح ابن تيمية بصحة ما نقلا من أحداث مقتل الحسين (ع):
قال ابن أبي الدنيا ومحمد بن سعد - بعد أن ذكرا قتل الحسين وانتهابهم ثيابه وسيفه وعمامته - ما نصه: " وأخذ آخر ملحفة فاطمة بنت الحسين، وأخذ آخر حليها..
وبعث عمر بن سعد برأس الحسين إلى عبيد الله بن زياد، وحمل النساء والصبيان، فلما مروا بالقتلى صاحب
زينب بنت علي: يا محمداه! هذا حسين بالعراء مرمل بالدماء، مقطع الأعضاء.. يا محمداه! وبناتك سبايا..
وذريتك قتلى تسفي عليها الصبا!
فما بقي صديق ولا عدو إلا بكى..
قالا: ثم دعا ابن زياد زحر بن قيس فبعث معه برأس الحسين ورؤوس أصحابه إلى يزيد. وجاء رسول من قبل يزيد فأمر عبيد الله بن زياد أن يرسل إليه بثقل الحسين ومن بقي من أهله..
قالا: ثم دعا يزيد بعلي بن الحسين والصبيان والنساء وقد أوثقوا بالحبال فادخلوا عليه، فقال علي بن الحسين:يا يزيد، ما ظنك برسول الله (ص) لو رآنا مقرنين بالحبال؟!..
ودعا بالنساء والصبيان فاجلسوا بين يديه، فقام رجل من أهل الشام فقال: يا أمير المؤمنين هب لي هذه - يعني فاطمة بنت الحسين -!! - فأرعدت وظنت أنهم يفعلون فأخذت بثياب عمتها زينب. فقالت زينب: كذبت والله ما ذلك لك ولا له.
فغضب يزيد لذلك وقال: كذبت، إن ذلك لي لو شئت لفعلته!!
قالت: كلا والله ما جعل الله عز وجل ذلك إلا أن تخرج من ملتنا أو تدين بغير ديننا.
ثم بعث بهم يزيد إلى المدينة ". (الرد على المتعصب العنيد:49 - 50، ترجمة الإمام الحسين من الطبقات الكبرى لابن سعد: مجلة تراثنا عدد 10 ص 192)
وهذا متفق عليه عند أصحاب التاريخ ولم يشذ فيه أحد. (راجع تاريخ الطبري والكامل في التاريخ والبداية والنهاية)
أرأيت هذا الذي ضيع الأمانة في نقل حقائق تواتر نقلها وأجمع عليها أهل الحديث والسير، اتباعا للهوى والعصبية، أيكون مؤتمنا على الدين؟!
*** *** *** *** *** *** *** *** *** *** ***
(( سنتكلم في الحلقة القادمة عن تكذيبه لمنزلتهم العظمى ( عليهم السلام ) ))

أريد الحق لاغير
02-07-2008, 04:30 PM
الحمد لله الذي جعل منا من يقف حجر عثرة في طريق من يسبون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

النجف الاشرف
02-07-2008, 10:57 PM
السلام عليكم
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف ..

الحمد لله الذي جعل منا من يقف حجر عثرة في طريق من يسبون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم



ان شاء الله سوف نرد اراء علماء السنه في الناصبي ابن تيمه

واي حجر عثره ؟؟ انتم اعلنتم الحرب على الاسلام

والله ناصر دينه

والحمد لله على نعمة الولايه