المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المنامات هل هي صحيحة ام .....


m-mahdi.com
05-07-2008, 06:33 PM
يقول الشريف المرتضى في رسائل المرتضى ج 2 - ص 7 - 14
مسألة في المنامات
مسألة : في المنامات صحيحة هي أم باطلة ؟
ومن فعل من هي ؟
ومن أي جنس هي ؟
وما وجه صحتها في الأكثر ؟
وما وجه الانزال عند رؤية المباشرة في المنام ؟ .
وإن كان فيها صحيح وباطل فما السبيل إلى تمييز أحدهما من الآخر ؟ . الجواب وبالله التوفيق :
من كلام المرتضى ( قدس الله روحه ) سادسة المسائل:
التي سألت عنها : اعلم أن النائم غير كامل العقل ، لأن النوم ضرب من السهو ، والسهو ينفي العلوم ، ولهذا يعتقد النائم الاعتقادات الباطلة ، لنقصان عقله وفقد علومه . وجميع المنامات إنما هي اعتقادات يبتدأ بها النائم في نفسه ، ولا يجوز أن يكون من فعل غيره فيه في نفسه ، لأن من عداه من المحدثين - سواء كان بشرا أو ملائكة أو جنا - أجسام ، والجسم لا يقدر أن يفعل في غيره اعتقادا ، بل ابتداءا . ولا شيئا من الأجناس على هذا الوجه ، وإنما يفعل ذلك في نفسه على سبيل الابتداء . وإنما قلنا أنه لا يفعل في غيره جنس الاعتقادات متولدا ، لأن الذي يعدي الفعل من محل القدرة إلى غيرها من الأسباب إنما هو الاعتمادات ، وليس في جنس الاعتمادات ما يولد الاعتقادات . ولهذا لو اعتمد أحدنا على قلب غيره الدهر الطويل ما تولد فيه شئ من الاعتقادات . وقد بين ذلك وشرح في مواضع كثيرة . والقديم تعالى هو القادر أن يفعل في قلوبنا ابتداء من غير سبب أجناس الاعتقادات . ولا يجوز أن يفعل في قلب النائم اعتقادا ، لأن أكثر اعتقاد النائم جهل وتناول الشئ على خلاف ما هو به ، لأنه يعتقد أنه يرى ويمشي وأنه راكب وعلى صفات كثيرة ، وكل ذلك على خلاف ما هو به ، وهو تعالى لا يفعل الجهل ، فلم يبق إلا أن الاعتقادات كلها من جهة النائم . وقد ذكر في المقالات أن المعروف ب‍ ( صالح قبة ) كان يذهب إلى أن ما يراه النائم في منامه على الحقيقة . وهذا جهل منه يضاهي جهل السوفسطائية ، لأن النائم يرى أن رأسه مقطوع ، وأنه قد مات ، وأنه قد صعد إلى السماء . ونحن نعلم ضرورة خلاف ذلك كله . وإذا جاز عند صالح هذا أن يعتقد اليقظان في السراب أنه ماء وفي المردي إذا كان في الماء أنه مكسور وهو على الحقيقة صحيح لضرب من الشبهة واللبس وإلا جاز ذلك في النائم ، وهو من الكمال أبعد وإلى النقص أقرب .
وينبغي أن يقسم ما يتخيل النائم أنه يراه إلى أقسام ثلاثة :
منها : ما يكون من غير سبب يقتضيه ولا داع يدعو إليه اعتقادا مبتدءا.
ومنها :ما يكون من وسواس الشيطان ، ومعنى هذه الوسوسة أن الشيطان يفعل في داخل سمعه كلاما خفيا يتضمن أشياء مخصوصة ، فيعتقد النائم إذا سمع ذلك الكلام أنه يراه . فقد نجد كثيرا من النيام يسمعون حديث من يتحدث بالقرب منهم ، فيعتقدون أنهم يرون ذلك الحديث في منامهم . ومنها : ما يكون سببه والداعي إليه خاطرا يفعله الله تعالى ، أو يأمر بعض الملائكة بفعله . ومعنى هذا الخاطر أن يكون كلاما يفعل في داخل السمع ، فيعتقد النائم أيضا ما يتضمن ذلك الكلام .
والمنامات الداعية إلى الخير والصلاح في الدين يجب أن تكون إلى هذا الوجه معروفة ، كما أن ما يقتضي الشر منها الأولى أن تكون إلى وسواس الشيطان مصروفة . وقد يجوز على هذا فيما يراه النائم في منامه ، ثم يصح ذلك حتى يراه في يقظته على حد ما يراه في منامه . وفي كل منام يصح تأويله أن يكون سبب صحته أن الله تعالى يفعل كلاما في سمعه بضرب من المصلحة ، بأن شيئا يكون أو قد كان على بعض الصفات ، فيعتقد النائم أن الذي يسمعه هو يراه . فإذا صح تأويله على ما يراه ، فما ذكرناه أن لم يكن مما يجوز أن تتفق فيه الصحة اتفاقا ، فإن في المنامات ما يجوز أن يصح بالاتفاق وما يضيق فيه مجال نسبته إلى الاتفاق ، فهذا الذي ذكرناه يمكن أن يكون وجها فيه .
فإن قيل : فما قولكم في منامات الأنبياء عليهم السلام وما السبب في صحتها حتى عدما يرونه في المنام مضاهيا لما يسمعونه من الوحي ؟ . قلنا : الأخبار الواردة بهذا الجنس غير مقطوع على صحتها ، ولا هي مما توجب العلم ، وقد يمكن أن يكون الله تعالى أعلم النبي بوحي يسمعه من الملك على الوجه الموجب للعلم : أني سأريك في منامك في وقت كذا ما يجب أن تعمل عليه . فيقطع على صحته من هذا الوجه ، لا بمجرد رؤيته له في المنام . وعلى هذا الوجه يحمل منام إبراهيم عليه السلام في ذبح ولده . ولولا ما أشرنا إليه كيف كان يقطع إبراهيم عليه السلام بأنه متعبد بذبح ولده ؟ . فإن قيل : فما تأويل ما يروى عنه صلى الله عليه وآله وسلم من قوله : ( من رآني فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي ) وقد علمنا أن المحق والمبطل والمؤمن والكافر قد يرون النبي صلى الله عليه وآله ويخبر كل واحد منهم عنه بضد ما يخبر به الآخر ، فكيف يكون رائيا له في الحقيقة مع هذا ؟ .
قلنا : هذا خبر واحد ضعيف من أضعف أخبار الآحاد ، ولا معول على مثل ذلك . على أنه يمكن مع تسليم صحته أن يكون المراد به : من رآني في اليقظة فقد رآني على الحقيقة ، لأن الشيطان لا يتمثل بي لليقظان . فقد قيل : إن الشيطان ربما تمثل بصورة البشر . وهذا التشبيه أشبه بظاهر ألفاظ الخبر ، لأنه قال : من رآني فقد رآني ، فأثبت غيره رائيا له ونفسه مرئية ، وفي النوم لا رائي له في الحقيقة ولا مرئي ، وإنما ذلك في اليقظة . ولو حملناه على النوم ، لكان تقدير الكلام : من اعتقد أنه يراني في منامه وإن كان غير راء له في الحقيقة ، فهو في الحكم كأنه قد رآني . وهذا عدول عن ظاهر لفظ الخبر وتبديل لصيغته . وهذا الذي رتبناه في المنامات وقسمناه أسد تحقيقا من كل شئ قيل في أسباب المنامات ، وما سطر في ذلك معروف غير محصل ولا محقق .

محمد طالب
05-07-2008, 08:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سقط التكليف عن اثنان المجنون والنائم كونهما فاقدي العقل والاختيار .

/أخت رجال/
14-07-2008, 12:46 PM
يعطيك العافيه اخوي

عاشقة النجف
06-08-2008, 04:36 PM
اخي الكريم
سلم الباري اناملكم من كل سوء يااارب
بارك الله بكم على الاختيار الموفق للموضوع
والانتقاء المفيد
لك تقديري واحترامي