بدر العراقي
06-07-2008, 12:36 AM
الفائق : خطب عمر بن الخطاب الناس فقال : ان بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها ، انه لا بيعة الا عن مشورة ، وايما رجل بايع من غير مشورة فإنه لا يُؤمر واحد منها تغرّه أن يقتلا (1) .
قال الزمخشري : الفلتة : أن الفجأة . وقيل هي آخر ليلة من الأشهر الحرم وفيها كانوا يختلفون فيقول قوم : هي من الحل ، وقوم : من الحرم ، فيسارع الموتور الى درك الثأر غير متلّوم ، فيكثر الفساد وتسفك الدماء . وفي الحديث ؛ قال عمر : كانت إمارة أبي بكر فلتة وقى الله شرها ، قلت : وما الفلتة ؟ قال : كان أهل الجاهلية يتحاجزون في الحُرُم فاذا كانت الليلة التي يشك فيها أدغلوا فأغاروا . ويجوز ان يريد بالفلتة الخِلسة ، يعني : ان الامارة يوم السقيفة مالت الى تولِّها كل نفس ونيط بها كل طمع ، ولذلك كثر فيها التشاجر والتجارب ، وقاموا فيها بالخُطب ووثب غير واحد يَستصوبها لرجل من عشيرته ويبدي ويعيد ، فما قُلّدها ابوبكر الا انتزاعا من الأيدي واختلاسا من المخالب ، ومثل هذه البيعة جديرة بأن تكون مهيجة للشر والفتنة ، فعصم الله من ذلك ووقى . والتغرّة مصدر غرّر به ، أي خوف التغرة في أن يُقتلا وخوف اخطار بهما في القتل .
أقول : فعلى أي معنى وقدير ، يعلم ان خلافته وقعت من غير سابقة وانتظار ، والوثوب والمسارعة في السقيفة ، حين اشتغال اهل البيت في تجهيز رسول الله « ص » ثم اجتمعوا في السمجد وأخذوا البيعة العامة .
1 ـ الفائق ج 2 ص 296 .
البخاري : باسناده عن انس : انه سمع خطبة عمر الآخرة حين جلس على المنبر وذلك الغد من يوم تُوفي النبي « ص » فتشهد وابوبكر صامت لا يتكلم ، قال : كنت أرجو أن يعيش رسول الله « ص » حتى يدبرنا ، يريد بذلك أن يكون آخرهم ، فإن يك محمد « ص » قد مات فإن الله قد جعل بين اظهركم نورا تهتدون به هدى الله به محمدا « ص » ، وان ابابكر صاحب رسول الله « ص » ثاني اثنين ، فإنه أولى المسلمين باموركم قوموا فبايعوه ! وكان طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة ، وكانت بيعة العامة على المنبر ، قال أنس : سمعت عمر يقول لأبي بكر يومئذ اصعد المنبر فلم يزل به حتى صعد المنبر فبايعه الناس عامة (1) .
أقول : يستنبط من هذا الكلام امور :
1 ـ ان الباعث والمحرك والسبب الفرد لإمرة أبي بكر يوم السقيفة وفي هذا اليوم هو عمر بن الخطاب .
2 ـ فإن كان النور الذي هدى الله به محمدا وهو القرآن كافيا ووافيا للمسلمين : فلا يكون لهم احتياج الى نصب خليفة . وان كانت الحاجة اليه من جهة الحكومة الظاهرية فكيف يجعل هذا الأمر ركنا من اركان الدين ، حتى يعدّ منكره من المخالفين بل ومن الكافرين .
3 ـ يظهر من هذا الكلام : أن الدليل المنحصر والمستند الفرد لإمرة أبي بكر ، هو كونه صاحبا لرسول الله « ص » وكونه ثاني اثنين في سفر الهجرة ؛ وغير خفيّ أنّ أصحاب النبي « ص » كانوا ألوفا ، ومنهم من كان أعلم وأتقى وأشجع وأفضل وأحب الى الله والى رسوله من أبي بكر ، وأما المصاحبة في سفر مخصوص فلا يدل على فضيلة خاصة بوجه من الوجوه .
1 ـ البخاري ج 4 ص 153 .
ويقول أيضا : سمع أنس عمر بن الخطاب حين بايع المسلمون ابابكر واستوى على منبر رسول الله « ص » ، تشهّد قبل أبي بكر ، فقال : أما بعد ، فاختار الله لرسوله « ص » الذي عنده على الذي عندكم ، وهذا الكتاب الذي هدى الله به رسولكم ، فخذوا به تهتدوا وإنما هدى الله به رسوله (1) .
أقول : نحن نعتقد بإن كتاب الله بعد أن توفي رسول الله « ص » كان محتاجا الى مبين ، فإن فيه عاما ومطلقا ومتشابها ومنسوخا ، ولابد من وجود إمام مؤيد من الله ومتعين من جانب رسوله وهو أفضل الأمة ، معصوم من الآثام والخطأ عالم بالأحكام ، ولا نرى هذه المراتب الا في شخص علي بن أبي طالب « ع » ، واما انتخاب الناس وآرائهم فلا اعتبار لها الا في الحكومات الظاهرية .
السيرة النبوية : لما بويع ابوبكر في السقيفة وكان الغد ، جلس ابوبكر على المنبر ، فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : أيها الناس إني كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت مما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهدا عهده اليّ رسول الله « ص » ولكني قد كنت ألى أن رسول الله « ص » سيد بر أمرنا ، يقول : يكون آخرنا ، وإن الله قد أبقى فيكم كتابه الذي به هدى الله رسوله « ص » ، فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه له ، وإن الله قد جمع امركم على خيركم صاحب رسول الله « ص » ثاني اثنين اذهما في الغار ، فقوموا فبايعوه ، فبايع الناس ابابكر بيعة العامة بعد بيعة السقيفة (2) .
أقول : أما كون أبي بكر خير الأصحاب : فهو مخالف النصوص الواردة والبرهان . وأما الاعتصام بالكتاب : فلابد من الرجوع في الموارد المشكلة والبرهان . وأما الاعتصام بالكتاب : فلابد من الرجوع في الموارد المشكلة والمتشابهة الى من هو محيط وعالم بتفسير الكتاب وتأويله كما هو حقه . وأما قول عمر بن الخطاب : فلا حجية فيه بوجه بعدما ثبت الخطأ في قوله في الموارد الكثيرة ، ومنها في هذا المورد حيث صرّح بأنه قال مقالة ما وجدها في الكتاب ولاهي معهودة من الرسول « ص » .
1 ـ نفس المصدر السابق ص 157 .
2 ـ السيرة النبوية ج 4 ص 311 .
ثم أن عمر اعتذر من قوله بما هو أسوأ ، حيث يقول لابن عباس :
أنساب الأشراف : قال لي عمر في خلافته : أتدري يا ابن عباس ما حملني على ما قلت حين توفي رسول الله « ص » ؟ كنت اقرأ الآية ـ وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ـ وكنت أظن أن رسول الله « ص » سيبقى في أمته حتى يشهد عليها بآخر أعمالها ، فذلك حملني على ما قلت (1) .
أقول : فإن شهادة الرسول لا يراد بها شهادته على جميع افراد الامة في الخارج بمعنى الحضور الظاهري ، كما أن شهادة الامة على الناس ليست بذلك المعنى .
والعجب من أن ابابكر خطب بعد هذه المقالة ، وصرّح في كلامه بانه ليس بخير الأصحاب ، كما في :
عقد الفريد : ثم قال : أيها الناس إني قد وُليت عليكم ولست بخيركم فإن رأيتموني على حق فأعينوني وإن رأيتموني على باطل فسددوني ، أطيعوني ما أطعت الله فيكم فاذا عصيته فلا طاعة لي عليكم (2) .
السيرة النبوية : فتكلم ابوبكر ... إني قد وُليت عليكم ولست بخيركم فإن احسنت فأعينوني وان أسأت فقوّموني ... أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم ... (3) .
أقول : صرّح في كلامه بأنه ليس بخيرهم ، وإن الاساءة والعصيان ممكنة في حقه عادة .
عيون ابن قتيبة : لما بويع ابوبكر الصديق صعد المنبر فنزل مرقاة من مقعد النبي « ص » فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال إني وَليت أمركم ولست بخيركم ولكنه نزل القرآن وسنّ رسول الله « ص » ... إنما أنا متّبع ولست بمبتدع فإن أحسنت فأعينوني وإن زِغت فقوّموني (4) .
الطبقات : كما في العيون (5) .
1 ـ أنساب الأشراف ج 1 ص 568 .
2 ـ عقد الفريد ج 2 ص 59 .
3 ـ السيرة النبوية ج 4 ص 311 .
4 ـ عيون ابن قتيبة ج 2 ص 234 .
5 ـ الطبقات ج 3 ص 183 .
ويروى أيضا : عن الحسن ثم قال ابوبكر : فإني وليت هذا الأمر وأنا له كاره ، والله لوددت أن بعضكم كفانيه ، ألا وإنكم ان كلّفتموني أن أعمل فيكم بمثل عمل رسول الله « ص » ، لم أقم به ، كان رسول الله « ص » عبدا أكرمه الله بالوحي وعصمه به ، ألا وإنما أنا بشر ولست بخير من أحد منكم ، فراعوني ، فاذا رأيتموني استقمت فاتبعوني وان رأيتموني زغت فقوّموني ، واعلموا أن لي شيطانا يعتريني ، فاذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني لا اوثّر في اشعاركم وابشاركم (1)
1 ـ نفس المصدر السابق ص 212 .
أقول : الاختلاف من جهة الخلافة الحقيقية والإمارة المعنوية من جانب الله تعالى ومن جانب الرسول « ص » ، فقالت الشيعة الامامية : إنها متعينة ومنصوصة من الله ورسوله في اميرالمؤمنين علي بن أبي طالب « ع » وهو المنصوص بالمرجعية الروحانية والمرجع في العلم والقضاء والأعلم بالكتاب والسنة من بين جمع الصحابة .
وقد صرّح أبوبكر نفسه في هذه الخطبة بأنه ليس حائزا بهذه المرتبة :
1 ـ أشار بقوله « وُليت ، وليت عليكم ، وَليت امركم وأنا له كاره » ان هذه الولاية والحكومة من جانب الناس وبتعيينهم .
2 ـ أشار بقوله « لست بخيركم ، لست بخير من أحد منكم » ان مقامه المعنوي كمقامات سائر الناس وانه كاحد من الصحابة .
3 ـ أشار بقوله « فإن اسأت ، فاذا عصيت الله ورسوله ، وان زغت ، ان لي شيطانا غضبت » انه غير مصون من الخطأ والزلل ، ولا يجوز اتباعه في جميع افعاله واموره واقواله .
4 ـ قد صرّح في كلامه « فاذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم ، فاذا غضبت فاجتنبوني ، فاذا زِغت فقوّموني » بأنه لا يجوز اتّباعه في هذه الموارد ، بل ويلزم مخالفته .
وقالت الامامية : ان ابابكر قد عصى رسوله وغضب وزاغ في موارد لا يجوز لنا اتباعه فيها ،
http://www.ansarh.com/forum/images/statusicon/user_offline.gif
أنساب الأشراف : عن الزهري ، خطب ابوبكر حين بويع واستُخلف ، فقال ... ألا وإني قد وُليتكم ولست بخيركم ، ألا وقد كانت بيعتي فلتة وذلك إني خشيت فتنة ،... ولقد قُلدت امرا عظيما ما لي به طاقة ولا بد أن ....، ولوددت ان أقوى الناس عليها مكاني ،... وان أحسنت فأعينوني وان زِغت فقوّموني ،... أيها الناس أطيعوني ما أطعت الله ورسوله ، فاذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم .
سنن البيهقي : يروى قريبا منها (2) .
تاريخ الطبري : وقام ابوبكر في الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال : يا أيها الناس إنما أنا مثلكم وإني لا أدري لعلكم ستكلّفوني ما كان رسول الله « ص » يُطيق ، ان الله اصطفى محمدا على العالمين وعصمه من الآفات ، وإنما أنا متبع ولست بمبتدع فإن استقمت فتابعوني وإن زِغت فقوّموني ... ألا وإن لي شيطانا يعتريني فاذا أتاني فاجتنبوني (3) .
1 ـ أنساب الأشراف ج 1 ص 590 .
2 ـ سنن البيهقي ج 8 ص 152 .
3 ـ تاريخ الطبري ج 3 ص 211 .
أقول : ان الخليفة بعد رسول الله « ص » لازم أن يكون أعلم الأمة حتى لا يجهل أمرا يحتاج يصحّ اتّباعه ، ويكون قوله وعمله حجة في الله ، وان يكون منصوصا ومعيّنا من الله ومن جانب رسوله حتى يُطمأن له ويُعتمد عليه ويُؤتمّ به .
فليس بجائز عند العقل أن نتخذ اماما يعترف بأنه ليس بخير الأمة ، وكانت بيعته فلتة ، ولا طاقة له بما قُلده ، ويود أن مكانه أقوى الناس عليها ، ويجوز في حقه الزيغ والإساءة .
وقد خالف بعض بيعته ، وصبر على أذاهم ، ولم يخضع لحكومتهم ، فمنهم بنو هاشم وغيرهم
« ممن خالف بيعته » (http://www.rafed.net/books/tarikh/alhaghaegh-fi-tarikh-al-islam/index.html)
وقد خالف بعض بيعته ، وصبر على أذاهم ، ولم يخضع لحكومتهم ، فمنهم بنو هاشم وغيرهم .
مستدرك الحاكم : ان عبد الرحمن بن عوف كان مع عمر بن الخطاب وان محمد بن مسلمة كسر سيف الزبير ، ثم قام أبو بكر فخطب الناس واعتذر اليهم وقال : والله ما كنت حريصا على الإمارة يوما ولا ليلة قطّ ولا كنت فيها راغبا ولا سألتها الله عز وجل في سر وعلانية ولكني أشفقت من الفتنة ، وما لي في الإمارة من راحة ولكن قُلدت امرا عظيما ما لي به طاقة ، ولا يد الا بتقوية الله عز وجل ولوددت ان أقوى الناس عليها مكاني اليوم ، فقبل المهاجرون منه ما قال واعتذر به ، قال علي « رض » والزبير : ما غضبنا الا لأنا قد اُخرنا عن المشاورة .. ارواية (1) .
1 ـ مستدرك الحاكم ج 3 ص 66 .
أقول : 1 ـ قد صرح في هذه الخطبة بموضوع الإمارة وهي الإمارة العرفية والحكومة الظاهرية في المسلمين ، وهي التي تقبل الحرص والرغبة والسؤال .
2 ـ يعلم من قوله « وكني أشفقت الفتنة » : انها وقعت فلتة ومن غير سابقة ، وتدل عليه جملة ـ ما غضبنا الا لأنا قد اُخرنا عن المشاورة .
تاريخ الطبري : فقال رجل للزهري : أفلم يبايعه علي ستة أشهر ؟ قال : لا ولا أحد من بني هاشم حتى بايعه عليّ ، فلما رأى عليّ انصراف وجوه الناس عنه ضرع الى مصالحة أبي بكر ، فأرسل الى أبي بكر ان ائتنا ولا يأتنا معك احد ، وكره يأتيه عمر لما علم من شدة عمر ، فقال عمر : لا تأتهم وحدك ، قال أبوبكر : والله لآتينهم وحدي وما عسى أن يصنعوا بي ، قال ، فانطلق ابوبكر فدخل على عليّ وقد جمع بني هاشم عنده ، فقام عليّ فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد . فإنه لم يمنعنا من أن نبايعك يا ابابكر انكار لفضيلتك ولا نفاسة عليك بخير ساقه الله اليك ، ولكنا كنا نرى أن لنا في هذا الأمر حقا ، فاستبددتم به علينا ، ثم ذكر قرابته من رسول الله « ص » وحقهم ، فلم يزل عليّ يقول ذلك حتى بكى أبوبكر (1)
1 ـ تاريخ الطبري ج 3 ص 202 .
اقول : يستكشف من هذه الرواية امور :
1 ـ أن بني هاشم قاطبة كانوا قد امتنعوا عن البيعة .
2 ـ أن عليا « ع » كان أشد انزجارا من عمر ومن لقائه .
3 ـ لما يئس عليّ من اقبال الناس اليه وعلم انهم انصرفوا عنه وتجمّعوا على حكومة أبي بكر رأى صلاح الأمة في أن يعاشرهم حتى يستفيضوا منه ويهتدوا به .
4 ـ صرّح علي « ع » في مقابل أبي بكر بأن لهم حقا في الخلافة ، وقد ظُلموا ، وغُصب حقهم ، ولم يُراع ما لهم .
5 ـ ان أبابكر بكى مما صنعوا وظلموا في حق أهل البيت .
وفي تاريخ أبي الفداء : فبايع عمر ابابكر وانثال الناس عليه يبايعونه ، خلا جماعة من بني هاشم والزبير وعتبة بن أبي لهب وخالد بن سعيد بن العاص والمقداد بن عمرو وسلمان الفارسي وأبي ذرّ وعمار بن ياسر والبراء بن عازب وأبيّ بن كعب ، ومالوا مع علي بن أبي طالب . وقال في ذلك عتبة :
ما كنت أحسب أن الأمر منصرف عن أول النـاس ايمانــا وسابقه عن هاشـم ثم منهم عن أبي حسن واعلـم النــاس بالقرآن والسنن
وكذلك تخلف عن بيعة أبي بكر ابوسفيان من بني أمية (2) .
أنساب الأشراف : أن ابابكر أرسل الى علي يريد البيعة ، فلم يبايع ، فجاء عمر ومعه فتيلة فتلقّته فاطمة على الباب ، فقالت فاطمة : يا ابن الخطاب أتُراك محرقا عليّ بابي ؟ قال : نعم ، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك ، وجاء عليّ فبايع (3) .
2 ـ تاريخ أبي الفداء ج 1 ص 156 .
3 ـ أنساب الأشراف ج 1 ص 586 .
أقول : يظهر من هذا امور :
الأول ـ أن تحقق بيعة أبي بكر كان بتهيئة المقدمات وتحصيل الوسائل والأسباب والتوسل الى الجبر والارهاب .
الثاني ـ ان الاجبار والارهاب كان في درجة شديدة بحيث تقتضي ارهاب بنت رسول الله « ص » بل التهيّؤ لاحراق بيتها .
الثالث ـ ان عمر لم يتوجه الى الروايات الواردة في شأن اهل البيت ولا سيما في شأن فاطمة « ع » .
الرابع ـ أن قوله ـ وجاء عليّ فبايع ـ مخالف للروايات الأخرى ، كما قال في الكتاب بعد عدة أسطر : لم يبايع عليّ ابابكر حتى ماتت فاطمة بعد ستة أشهر .
http://www.ansarh.com/forum/images/statusicon/user_offline.gif
قال الزمخشري : الفلتة : أن الفجأة . وقيل هي آخر ليلة من الأشهر الحرم وفيها كانوا يختلفون فيقول قوم : هي من الحل ، وقوم : من الحرم ، فيسارع الموتور الى درك الثأر غير متلّوم ، فيكثر الفساد وتسفك الدماء . وفي الحديث ؛ قال عمر : كانت إمارة أبي بكر فلتة وقى الله شرها ، قلت : وما الفلتة ؟ قال : كان أهل الجاهلية يتحاجزون في الحُرُم فاذا كانت الليلة التي يشك فيها أدغلوا فأغاروا . ويجوز ان يريد بالفلتة الخِلسة ، يعني : ان الامارة يوم السقيفة مالت الى تولِّها كل نفس ونيط بها كل طمع ، ولذلك كثر فيها التشاجر والتجارب ، وقاموا فيها بالخُطب ووثب غير واحد يَستصوبها لرجل من عشيرته ويبدي ويعيد ، فما قُلّدها ابوبكر الا انتزاعا من الأيدي واختلاسا من المخالب ، ومثل هذه البيعة جديرة بأن تكون مهيجة للشر والفتنة ، فعصم الله من ذلك ووقى . والتغرّة مصدر غرّر به ، أي خوف التغرة في أن يُقتلا وخوف اخطار بهما في القتل .
أقول : فعلى أي معنى وقدير ، يعلم ان خلافته وقعت من غير سابقة وانتظار ، والوثوب والمسارعة في السقيفة ، حين اشتغال اهل البيت في تجهيز رسول الله « ص » ثم اجتمعوا في السمجد وأخذوا البيعة العامة .
1 ـ الفائق ج 2 ص 296 .
البخاري : باسناده عن انس : انه سمع خطبة عمر الآخرة حين جلس على المنبر وذلك الغد من يوم تُوفي النبي « ص » فتشهد وابوبكر صامت لا يتكلم ، قال : كنت أرجو أن يعيش رسول الله « ص » حتى يدبرنا ، يريد بذلك أن يكون آخرهم ، فإن يك محمد « ص » قد مات فإن الله قد جعل بين اظهركم نورا تهتدون به هدى الله به محمدا « ص » ، وان ابابكر صاحب رسول الله « ص » ثاني اثنين ، فإنه أولى المسلمين باموركم قوموا فبايعوه ! وكان طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة ، وكانت بيعة العامة على المنبر ، قال أنس : سمعت عمر يقول لأبي بكر يومئذ اصعد المنبر فلم يزل به حتى صعد المنبر فبايعه الناس عامة (1) .
أقول : يستنبط من هذا الكلام امور :
1 ـ ان الباعث والمحرك والسبب الفرد لإمرة أبي بكر يوم السقيفة وفي هذا اليوم هو عمر بن الخطاب .
2 ـ فإن كان النور الذي هدى الله به محمدا وهو القرآن كافيا ووافيا للمسلمين : فلا يكون لهم احتياج الى نصب خليفة . وان كانت الحاجة اليه من جهة الحكومة الظاهرية فكيف يجعل هذا الأمر ركنا من اركان الدين ، حتى يعدّ منكره من المخالفين بل ومن الكافرين .
3 ـ يظهر من هذا الكلام : أن الدليل المنحصر والمستند الفرد لإمرة أبي بكر ، هو كونه صاحبا لرسول الله « ص » وكونه ثاني اثنين في سفر الهجرة ؛ وغير خفيّ أنّ أصحاب النبي « ص » كانوا ألوفا ، ومنهم من كان أعلم وأتقى وأشجع وأفضل وأحب الى الله والى رسوله من أبي بكر ، وأما المصاحبة في سفر مخصوص فلا يدل على فضيلة خاصة بوجه من الوجوه .
1 ـ البخاري ج 4 ص 153 .
ويقول أيضا : سمع أنس عمر بن الخطاب حين بايع المسلمون ابابكر واستوى على منبر رسول الله « ص » ، تشهّد قبل أبي بكر ، فقال : أما بعد ، فاختار الله لرسوله « ص » الذي عنده على الذي عندكم ، وهذا الكتاب الذي هدى الله به رسولكم ، فخذوا به تهتدوا وإنما هدى الله به رسوله (1) .
أقول : نحن نعتقد بإن كتاب الله بعد أن توفي رسول الله « ص » كان محتاجا الى مبين ، فإن فيه عاما ومطلقا ومتشابها ومنسوخا ، ولابد من وجود إمام مؤيد من الله ومتعين من جانب رسوله وهو أفضل الأمة ، معصوم من الآثام والخطأ عالم بالأحكام ، ولا نرى هذه المراتب الا في شخص علي بن أبي طالب « ع » ، واما انتخاب الناس وآرائهم فلا اعتبار لها الا في الحكومات الظاهرية .
السيرة النبوية : لما بويع ابوبكر في السقيفة وكان الغد ، جلس ابوبكر على المنبر ، فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : أيها الناس إني كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت مما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهدا عهده اليّ رسول الله « ص » ولكني قد كنت ألى أن رسول الله « ص » سيد بر أمرنا ، يقول : يكون آخرنا ، وإن الله قد أبقى فيكم كتابه الذي به هدى الله رسوله « ص » ، فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه له ، وإن الله قد جمع امركم على خيركم صاحب رسول الله « ص » ثاني اثنين اذهما في الغار ، فقوموا فبايعوه ، فبايع الناس ابابكر بيعة العامة بعد بيعة السقيفة (2) .
أقول : أما كون أبي بكر خير الأصحاب : فهو مخالف النصوص الواردة والبرهان . وأما الاعتصام بالكتاب : فلابد من الرجوع في الموارد المشكلة والبرهان . وأما الاعتصام بالكتاب : فلابد من الرجوع في الموارد المشكلة والمتشابهة الى من هو محيط وعالم بتفسير الكتاب وتأويله كما هو حقه . وأما قول عمر بن الخطاب : فلا حجية فيه بوجه بعدما ثبت الخطأ في قوله في الموارد الكثيرة ، ومنها في هذا المورد حيث صرّح بأنه قال مقالة ما وجدها في الكتاب ولاهي معهودة من الرسول « ص » .
1 ـ نفس المصدر السابق ص 157 .
2 ـ السيرة النبوية ج 4 ص 311 .
ثم أن عمر اعتذر من قوله بما هو أسوأ ، حيث يقول لابن عباس :
أنساب الأشراف : قال لي عمر في خلافته : أتدري يا ابن عباس ما حملني على ما قلت حين توفي رسول الله « ص » ؟ كنت اقرأ الآية ـ وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ـ وكنت أظن أن رسول الله « ص » سيبقى في أمته حتى يشهد عليها بآخر أعمالها ، فذلك حملني على ما قلت (1) .
أقول : فإن شهادة الرسول لا يراد بها شهادته على جميع افراد الامة في الخارج بمعنى الحضور الظاهري ، كما أن شهادة الامة على الناس ليست بذلك المعنى .
والعجب من أن ابابكر خطب بعد هذه المقالة ، وصرّح في كلامه بانه ليس بخير الأصحاب ، كما في :
عقد الفريد : ثم قال : أيها الناس إني قد وُليت عليكم ولست بخيركم فإن رأيتموني على حق فأعينوني وإن رأيتموني على باطل فسددوني ، أطيعوني ما أطعت الله فيكم فاذا عصيته فلا طاعة لي عليكم (2) .
السيرة النبوية : فتكلم ابوبكر ... إني قد وُليت عليكم ولست بخيركم فإن احسنت فأعينوني وان أسأت فقوّموني ... أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم ... (3) .
أقول : صرّح في كلامه بأنه ليس بخيرهم ، وإن الاساءة والعصيان ممكنة في حقه عادة .
عيون ابن قتيبة : لما بويع ابوبكر الصديق صعد المنبر فنزل مرقاة من مقعد النبي « ص » فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال إني وَليت أمركم ولست بخيركم ولكنه نزل القرآن وسنّ رسول الله « ص » ... إنما أنا متّبع ولست بمبتدع فإن أحسنت فأعينوني وإن زِغت فقوّموني (4) .
الطبقات : كما في العيون (5) .
1 ـ أنساب الأشراف ج 1 ص 568 .
2 ـ عقد الفريد ج 2 ص 59 .
3 ـ السيرة النبوية ج 4 ص 311 .
4 ـ عيون ابن قتيبة ج 2 ص 234 .
5 ـ الطبقات ج 3 ص 183 .
ويروى أيضا : عن الحسن ثم قال ابوبكر : فإني وليت هذا الأمر وأنا له كاره ، والله لوددت أن بعضكم كفانيه ، ألا وإنكم ان كلّفتموني أن أعمل فيكم بمثل عمل رسول الله « ص » ، لم أقم به ، كان رسول الله « ص » عبدا أكرمه الله بالوحي وعصمه به ، ألا وإنما أنا بشر ولست بخير من أحد منكم ، فراعوني ، فاذا رأيتموني استقمت فاتبعوني وان رأيتموني زغت فقوّموني ، واعلموا أن لي شيطانا يعتريني ، فاذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني لا اوثّر في اشعاركم وابشاركم (1)
1 ـ نفس المصدر السابق ص 212 .
أقول : الاختلاف من جهة الخلافة الحقيقية والإمارة المعنوية من جانب الله تعالى ومن جانب الرسول « ص » ، فقالت الشيعة الامامية : إنها متعينة ومنصوصة من الله ورسوله في اميرالمؤمنين علي بن أبي طالب « ع » وهو المنصوص بالمرجعية الروحانية والمرجع في العلم والقضاء والأعلم بالكتاب والسنة من بين جمع الصحابة .
وقد صرّح أبوبكر نفسه في هذه الخطبة بأنه ليس حائزا بهذه المرتبة :
1 ـ أشار بقوله « وُليت ، وليت عليكم ، وَليت امركم وأنا له كاره » ان هذه الولاية والحكومة من جانب الناس وبتعيينهم .
2 ـ أشار بقوله « لست بخيركم ، لست بخير من أحد منكم » ان مقامه المعنوي كمقامات سائر الناس وانه كاحد من الصحابة .
3 ـ أشار بقوله « فإن اسأت ، فاذا عصيت الله ورسوله ، وان زغت ، ان لي شيطانا غضبت » انه غير مصون من الخطأ والزلل ، ولا يجوز اتباعه في جميع افعاله واموره واقواله .
4 ـ قد صرّح في كلامه « فاذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم ، فاذا غضبت فاجتنبوني ، فاذا زِغت فقوّموني » بأنه لا يجوز اتّباعه في هذه الموارد ، بل ويلزم مخالفته .
وقالت الامامية : ان ابابكر قد عصى رسوله وغضب وزاغ في موارد لا يجوز لنا اتباعه فيها ،
http://www.ansarh.com/forum/images/statusicon/user_offline.gif
أنساب الأشراف : عن الزهري ، خطب ابوبكر حين بويع واستُخلف ، فقال ... ألا وإني قد وُليتكم ولست بخيركم ، ألا وقد كانت بيعتي فلتة وذلك إني خشيت فتنة ،... ولقد قُلدت امرا عظيما ما لي به طاقة ولا بد أن ....، ولوددت ان أقوى الناس عليها مكاني ،... وان أحسنت فأعينوني وان زِغت فقوّموني ،... أيها الناس أطيعوني ما أطعت الله ورسوله ، فاذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم .
سنن البيهقي : يروى قريبا منها (2) .
تاريخ الطبري : وقام ابوبكر في الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال : يا أيها الناس إنما أنا مثلكم وإني لا أدري لعلكم ستكلّفوني ما كان رسول الله « ص » يُطيق ، ان الله اصطفى محمدا على العالمين وعصمه من الآفات ، وإنما أنا متبع ولست بمبتدع فإن استقمت فتابعوني وإن زِغت فقوّموني ... ألا وإن لي شيطانا يعتريني فاذا أتاني فاجتنبوني (3) .
1 ـ أنساب الأشراف ج 1 ص 590 .
2 ـ سنن البيهقي ج 8 ص 152 .
3 ـ تاريخ الطبري ج 3 ص 211 .
أقول : ان الخليفة بعد رسول الله « ص » لازم أن يكون أعلم الأمة حتى لا يجهل أمرا يحتاج يصحّ اتّباعه ، ويكون قوله وعمله حجة في الله ، وان يكون منصوصا ومعيّنا من الله ومن جانب رسوله حتى يُطمأن له ويُعتمد عليه ويُؤتمّ به .
فليس بجائز عند العقل أن نتخذ اماما يعترف بأنه ليس بخير الأمة ، وكانت بيعته فلتة ، ولا طاقة له بما قُلده ، ويود أن مكانه أقوى الناس عليها ، ويجوز في حقه الزيغ والإساءة .
وقد خالف بعض بيعته ، وصبر على أذاهم ، ولم يخضع لحكومتهم ، فمنهم بنو هاشم وغيرهم
« ممن خالف بيعته » (http://www.rafed.net/books/tarikh/alhaghaegh-fi-tarikh-al-islam/index.html)
وقد خالف بعض بيعته ، وصبر على أذاهم ، ولم يخضع لحكومتهم ، فمنهم بنو هاشم وغيرهم .
مستدرك الحاكم : ان عبد الرحمن بن عوف كان مع عمر بن الخطاب وان محمد بن مسلمة كسر سيف الزبير ، ثم قام أبو بكر فخطب الناس واعتذر اليهم وقال : والله ما كنت حريصا على الإمارة يوما ولا ليلة قطّ ولا كنت فيها راغبا ولا سألتها الله عز وجل في سر وعلانية ولكني أشفقت من الفتنة ، وما لي في الإمارة من راحة ولكن قُلدت امرا عظيما ما لي به طاقة ، ولا يد الا بتقوية الله عز وجل ولوددت ان أقوى الناس عليها مكاني اليوم ، فقبل المهاجرون منه ما قال واعتذر به ، قال علي « رض » والزبير : ما غضبنا الا لأنا قد اُخرنا عن المشاورة .. ارواية (1) .
1 ـ مستدرك الحاكم ج 3 ص 66 .
أقول : 1 ـ قد صرح في هذه الخطبة بموضوع الإمارة وهي الإمارة العرفية والحكومة الظاهرية في المسلمين ، وهي التي تقبل الحرص والرغبة والسؤال .
2 ـ يعلم من قوله « وكني أشفقت الفتنة » : انها وقعت فلتة ومن غير سابقة ، وتدل عليه جملة ـ ما غضبنا الا لأنا قد اُخرنا عن المشاورة .
تاريخ الطبري : فقال رجل للزهري : أفلم يبايعه علي ستة أشهر ؟ قال : لا ولا أحد من بني هاشم حتى بايعه عليّ ، فلما رأى عليّ انصراف وجوه الناس عنه ضرع الى مصالحة أبي بكر ، فأرسل الى أبي بكر ان ائتنا ولا يأتنا معك احد ، وكره يأتيه عمر لما علم من شدة عمر ، فقال عمر : لا تأتهم وحدك ، قال أبوبكر : والله لآتينهم وحدي وما عسى أن يصنعوا بي ، قال ، فانطلق ابوبكر فدخل على عليّ وقد جمع بني هاشم عنده ، فقام عليّ فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : أما بعد . فإنه لم يمنعنا من أن نبايعك يا ابابكر انكار لفضيلتك ولا نفاسة عليك بخير ساقه الله اليك ، ولكنا كنا نرى أن لنا في هذا الأمر حقا ، فاستبددتم به علينا ، ثم ذكر قرابته من رسول الله « ص » وحقهم ، فلم يزل عليّ يقول ذلك حتى بكى أبوبكر (1)
1 ـ تاريخ الطبري ج 3 ص 202 .
اقول : يستكشف من هذه الرواية امور :
1 ـ أن بني هاشم قاطبة كانوا قد امتنعوا عن البيعة .
2 ـ أن عليا « ع » كان أشد انزجارا من عمر ومن لقائه .
3 ـ لما يئس عليّ من اقبال الناس اليه وعلم انهم انصرفوا عنه وتجمّعوا على حكومة أبي بكر رأى صلاح الأمة في أن يعاشرهم حتى يستفيضوا منه ويهتدوا به .
4 ـ صرّح علي « ع » في مقابل أبي بكر بأن لهم حقا في الخلافة ، وقد ظُلموا ، وغُصب حقهم ، ولم يُراع ما لهم .
5 ـ ان أبابكر بكى مما صنعوا وظلموا في حق أهل البيت .
وفي تاريخ أبي الفداء : فبايع عمر ابابكر وانثال الناس عليه يبايعونه ، خلا جماعة من بني هاشم والزبير وعتبة بن أبي لهب وخالد بن سعيد بن العاص والمقداد بن عمرو وسلمان الفارسي وأبي ذرّ وعمار بن ياسر والبراء بن عازب وأبيّ بن كعب ، ومالوا مع علي بن أبي طالب . وقال في ذلك عتبة :
ما كنت أحسب أن الأمر منصرف عن أول النـاس ايمانــا وسابقه عن هاشـم ثم منهم عن أبي حسن واعلـم النــاس بالقرآن والسنن
وكذلك تخلف عن بيعة أبي بكر ابوسفيان من بني أمية (2) .
أنساب الأشراف : أن ابابكر أرسل الى علي يريد البيعة ، فلم يبايع ، فجاء عمر ومعه فتيلة فتلقّته فاطمة على الباب ، فقالت فاطمة : يا ابن الخطاب أتُراك محرقا عليّ بابي ؟ قال : نعم ، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك ، وجاء عليّ فبايع (3) .
2 ـ تاريخ أبي الفداء ج 1 ص 156 .
3 ـ أنساب الأشراف ج 1 ص 586 .
أقول : يظهر من هذا امور :
الأول ـ أن تحقق بيعة أبي بكر كان بتهيئة المقدمات وتحصيل الوسائل والأسباب والتوسل الى الجبر والارهاب .
الثاني ـ ان الاجبار والارهاب كان في درجة شديدة بحيث تقتضي ارهاب بنت رسول الله « ص » بل التهيّؤ لاحراق بيتها .
الثالث ـ ان عمر لم يتوجه الى الروايات الواردة في شأن اهل البيت ولا سيما في شأن فاطمة « ع » .
الرابع ـ أن قوله ـ وجاء عليّ فبايع ـ مخالف للروايات الأخرى ، كما قال في الكتاب بعد عدة أسطر : لم يبايع عليّ ابابكر حتى ماتت فاطمة بعد ستة أشهر .
http://www.ansarh.com/forum/images/statusicon/user_offline.gif