صدى الاسلام
26-09-2006, 04:43 PM
هل بدأ التفكيك الرسمي للعراق؟
بقلم :رأي البيان
3/9/2006
ناقوس الخطر في العراق، ارتفعت وتيرة دقاته وبلغ صوته أعلى درجاته. منذ أسابيع وهو يقرع بلا توقف. لكن في الأيام الأخيرة صارت صرخاته تصّم الآذان. أقواها وأعلاها انطوى عليها قرار رئيس إقليم كردستان، بإنزال العلم العراقي عن المباني الرسمية في كردستان ورفع علم الإقليم مكانه!!
خطوة بالغة الدلالة والخطورة تخلع على الوضع العراقي صورة سوداوية داكنة. يزيد من سوداويتها أنها تأتي في لحظة انفلات وتدهور أمنيين غير مسبوقين، بل في لحظة بات فيها الحديث عن حرب أهلية شاملة، يتردد على ألسنة كانت تسخر من الإشارة إلى هذا الاحتمال.
أو كان أصحابها يعتبرون بمثابة الضمانة لقطع الطريق عليه. كما أنه يأتي في وقت بدأت فيه عمليات التصفية المذهبية تتمدد إلى خارج العاصمة لتبلغ «مناطق جداً بعيدة عنها»!
ويرتفع منسوب المخاوف عندما يتزامن قرار إزاحة العلم مع صدور تحذير عن المرجع الشيعي الكبير، آية الله علي السيستاني من الانجرار إلى حرب أهلية! وهو المعروف عنه قلة الكلام. وحتى عندما يتكلم يبتعد عن هذه اللغة.
ليس ذلك فحسب، بل إن هذا التطور جاء غداة رفع البنتاغون لتقرير من 63 صفحة، عن الأوضاع في العراق، إلى الكونغرس؛ وصفه المراقبون والصحف الأميركية بأنه الأخطر من نوعه، منذ الاجتياح.
فلأول مرة يشير المسؤولون العسكريون الأميركيون إلى أن المهمة الأولى، الآن للقوات الأميركية هناك ـ والتي أضيف إليها خمسة آلاف جندي لتصبح 140 ألفاً ـ هي العمل على «منع انفجار الحرب الأهلية»!
إذا كان رواج الكلام عن الحرب الأهلية في العراق يحمل على الاعتقاد بأن كفتها ربما صارت راجحة؛ وإذا كانت هذه الحرب تعني، فيما تعنيه، تفكيك العراق في النهاية؛ فهل إسقاط العلم العراقي في كردستان يعني بداية السقوط في مستنقع التفكيك والتقسيم؟
والمعروف أن إقليم كردستان يتمتع بإدارة حكومية ومدنية وأمنية مستقلة تماماً عن حكومة بغداد. كما أنه ينعم بأوضاع، هي على النقيض من تلك التي تغرق فيها بقية العراق. وبالتالي فإن استبدال علم البلاد بعلم الإقليم، يأتي ليبدو وكأنه إجراء يتحقق معه الاستقلال التام، الذي لا ينقصه سوى الإعلان الرسمي عن انفصال كردستان حتى ولو قيل أن الموضوع لا ينطوي على نية انفصالية؛ فإنه ينتظم في هذا السياق، بحكم ظروفه وتوقيته.
أو على الأقل هو يبدو كتدبير ينم عن استعداد وتحضير، لمثل هذا الانسلاخ. وبالتالي فهو يصب في تزخيم النعرات والصراعات، خاصة الانفصالية منها، كي تتمادى بتوجهاتها الفئوية، على حساب العراق ووحدته وذلك بقطع النظر عن التسويغات التي رافقته.
خطر التمزيق، في العراق، يعود إلى بداية الاحتلال، ترك الفوضى تستفحل والعنف يتفاقم، أعطى شحنات من الزخم لهذا الخطر. تحققت بعض الخطوات على طريق لملمة الوضع:
من انتخابات أولى وثانية ثم وضع دستور دائم ـ ما زال في انتظار تعديلات ـ ثم حكومة دستورية؛ أعقبتها مؤتمرات للمصالحة وبداية تسليم مهام أمنية للقوات العراقية، لكن كلها لم تفلح في السيطرة، بالحد الأدنى، على الوضع؛ الذي لا يزال يتمادى في التردي. والآن وسط هذه الأجواء تقفز الخطوة الكردستانية إلى وسط الضوء لتطرح أسئلة مشروعة حولها كما حول وحدة العراق ومصيره. بل هي تفرض التعامل معها بهذا المنظار.
واعتقد العراق الان وفي ظل نزاعاته الموجودة على الساحة العراقية يبدا العد
التنازلي للتفكيك وبدا تفكيكه من الشمال
لكن هيهات نجوم السماء اقرب لهم
اخوكم صدى الاسلام
بقلم :رأي البيان
3/9/2006
ناقوس الخطر في العراق، ارتفعت وتيرة دقاته وبلغ صوته أعلى درجاته. منذ أسابيع وهو يقرع بلا توقف. لكن في الأيام الأخيرة صارت صرخاته تصّم الآذان. أقواها وأعلاها انطوى عليها قرار رئيس إقليم كردستان، بإنزال العلم العراقي عن المباني الرسمية في كردستان ورفع علم الإقليم مكانه!!
خطوة بالغة الدلالة والخطورة تخلع على الوضع العراقي صورة سوداوية داكنة. يزيد من سوداويتها أنها تأتي في لحظة انفلات وتدهور أمنيين غير مسبوقين، بل في لحظة بات فيها الحديث عن حرب أهلية شاملة، يتردد على ألسنة كانت تسخر من الإشارة إلى هذا الاحتمال.
أو كان أصحابها يعتبرون بمثابة الضمانة لقطع الطريق عليه. كما أنه يأتي في وقت بدأت فيه عمليات التصفية المذهبية تتمدد إلى خارج العاصمة لتبلغ «مناطق جداً بعيدة عنها»!
ويرتفع منسوب المخاوف عندما يتزامن قرار إزاحة العلم مع صدور تحذير عن المرجع الشيعي الكبير، آية الله علي السيستاني من الانجرار إلى حرب أهلية! وهو المعروف عنه قلة الكلام. وحتى عندما يتكلم يبتعد عن هذه اللغة.
ليس ذلك فحسب، بل إن هذا التطور جاء غداة رفع البنتاغون لتقرير من 63 صفحة، عن الأوضاع في العراق، إلى الكونغرس؛ وصفه المراقبون والصحف الأميركية بأنه الأخطر من نوعه، منذ الاجتياح.
فلأول مرة يشير المسؤولون العسكريون الأميركيون إلى أن المهمة الأولى، الآن للقوات الأميركية هناك ـ والتي أضيف إليها خمسة آلاف جندي لتصبح 140 ألفاً ـ هي العمل على «منع انفجار الحرب الأهلية»!
إذا كان رواج الكلام عن الحرب الأهلية في العراق يحمل على الاعتقاد بأن كفتها ربما صارت راجحة؛ وإذا كانت هذه الحرب تعني، فيما تعنيه، تفكيك العراق في النهاية؛ فهل إسقاط العلم العراقي في كردستان يعني بداية السقوط في مستنقع التفكيك والتقسيم؟
والمعروف أن إقليم كردستان يتمتع بإدارة حكومية ومدنية وأمنية مستقلة تماماً عن حكومة بغداد. كما أنه ينعم بأوضاع، هي على النقيض من تلك التي تغرق فيها بقية العراق. وبالتالي فإن استبدال علم البلاد بعلم الإقليم، يأتي ليبدو وكأنه إجراء يتحقق معه الاستقلال التام، الذي لا ينقصه سوى الإعلان الرسمي عن انفصال كردستان حتى ولو قيل أن الموضوع لا ينطوي على نية انفصالية؛ فإنه ينتظم في هذا السياق، بحكم ظروفه وتوقيته.
أو على الأقل هو يبدو كتدبير ينم عن استعداد وتحضير، لمثل هذا الانسلاخ. وبالتالي فهو يصب في تزخيم النعرات والصراعات، خاصة الانفصالية منها، كي تتمادى بتوجهاتها الفئوية، على حساب العراق ووحدته وذلك بقطع النظر عن التسويغات التي رافقته.
خطر التمزيق، في العراق، يعود إلى بداية الاحتلال، ترك الفوضى تستفحل والعنف يتفاقم، أعطى شحنات من الزخم لهذا الخطر. تحققت بعض الخطوات على طريق لملمة الوضع:
من انتخابات أولى وثانية ثم وضع دستور دائم ـ ما زال في انتظار تعديلات ـ ثم حكومة دستورية؛ أعقبتها مؤتمرات للمصالحة وبداية تسليم مهام أمنية للقوات العراقية، لكن كلها لم تفلح في السيطرة، بالحد الأدنى، على الوضع؛ الذي لا يزال يتمادى في التردي. والآن وسط هذه الأجواء تقفز الخطوة الكردستانية إلى وسط الضوء لتطرح أسئلة مشروعة حولها كما حول وحدة العراق ومصيره. بل هي تفرض التعامل معها بهذا المنظار.
واعتقد العراق الان وفي ظل نزاعاته الموجودة على الساحة العراقية يبدا العد
التنازلي للتفكيك وبدا تفكيكه من الشمال
لكن هيهات نجوم السماء اقرب لهم
اخوكم صدى الاسلام